رواية الدكان للكاتبة منال سالم كاملة
كتب والدها وصية سرية قبل وفاته، وحين كُشف النقاب عنها أدركت أنها تمتلك عائلة أخرى، لا تعرف عنهم شيئًا، انتقلت من بلدتها، إلى حيث تمكث العائلة، وكانت الصدمة التي غيرت من مسار حياتها كليًا ..
رواية اجتماعية مستوحاة من الواقع .. تبث المشاعر الإنسانية المختلفة
إهداء
إلى جداي ( إبراهيم، وعبد الرازق ) رحمهما الله لكون الإسم مستوحي من محالهما التجارية واللذين كانا يطلقان عليهما قديماً ( الدكان ) فلم أنطق سوى كلمة دُكان حتى وقت قريب كتعبير عن المحل التجاري
إلى زوجي وعائلتي والقراء الأفاضل،
و إلى أولئك الذين ينشدون من يتحدث بلسان حالهم...
مقدمة الرواية
لم يكن الأمر هيناً على الإطلاق، لكنه كان مضطراً إلى فعل هذا، ولما لا؟ فهي فلذة كبده، ولم ينجب سواها.
أراد أن يضمن لها مستقبلها، فكتب لها جزءاً من ميراثه الغير معلوم.لكنه حقها الضائع، وحقه المسلوب.
احتفظ " رياض " بذلك في وصية غير معروفة، ولم يخبر بها أحداً حتى زوجته، فإن نفذ أمره ووجبت ساعته، استراح قلبه لوجود ما يعينها على متاعب الحياة.
جثت على ركبتيها أمام فراشه، فقدميها لم تقوَ على حملها بعد ما أصابه وخارت قواه وأصبح عاجزاً.لمعت عيناها البنيتين بالعبرات، ظلت تشهق محاولة السيطرة على تهدج أنفاسها.شحب وجهها القمحي اللون من رؤيته هكذا.
مسحت أنفها بطرف سبابتها، وأبعدت خصلات شعرها المموجة - والملتصقة بجبينها المتعرق - للخلف، ثم أمسكت بكف والدها المرتعش بين راحتيها، وألصقت صدغها به.وبصوت منتحب همست:
-ماتسبناش يا بابا، لينا مين غيرك
رد عليها بصوت خفيض متعب للغاية: -ربنا موجود يا أسيف!
رفعت أعينها الباكية لتتطلع إلى وجهه الحاني، رأت ما رفضت تصديقه في نظراته الخاوية، هو على مشارف الموت.
انقبض قلبها بشدة، وتوترت أعصابها أكثر، نهج صدرها علواً وهبوطاً وهتفت متوسلة صوت متلعثم:
-أنا محتاجاك جمبي، وماما..م..ماما آآ...
قاطعهاً قائلاً بهدوء رزين: -متخافيش يا بنتي، ربنا مابينساش حد، وأنا عملت اللي أقدر عليه عشانك انتي وأمك!
انتفضت في مكانها فزعت حينما شعرت بيدٍ توضع على كتفها، فاستدارت برأسها للخلف لتجد ابن خالة والدتها " الحاج فتحي " يقف ورائها ويردد بجدية:
-سبيه يرتاح يا أسيف وروحي شوفي أمك
نهضت عن مكانها، وأرخت أحد كفيها عن أبيها، ثم مسحت باليد الأخرى عبراتها، وردت عليه معترضة:
-بس أنا عاوزة أفضل جمبه!
هتف الحاج فتحي قائلاً بصرامة: -الدكتور قال خلوه يرتاح، وانتي بكده بتتعبيه! روحي عند أمك دلوقتي، وأنا هافضل جمبه
التفتت ناحية أبيها مجدداً، ورمقته بنظرات حزينة، ثم ردت باستسلام: -شوية ورجعالك يا بابا!
ظلت أنظارها معلقة به وهي تتحرك بخطوات بطيئة إلى خارج الغرفة.
راقبها الحاج فتحي حتى ابتعد تماماً، فسحب المقعد وجلس إلى جوار " رياض " ونظر له مطولاً قبل أن يستطرد حديثه قائلاً بجدية:
-حاج رياض، أنا مش عارف أقولك ايه، بس محصول السنادي آآ...
قاطعه رياض قائلاً بصوت منهك وهو يشير بكفه المجعد: -من غير ما تكمل، أنا عارف وحاسس!
تابع الحاج فتحي قائلاً بهدوء جاد: -أنا عملت اللي عليا، وحاولت أعالجه بس زي ما انت عارف يا رياض يا خويا مافيش أنفار كفاية يشتغلوا في الأرض، والموجود مش بيسد!
تنهد رياض مردداً بصوت مرهق للغاية: -الحمدلله على كل حال
مال عليه بجسده ليضيف بصوت خافت يحمل الأسف: -أنا مقدرتش أقول الكلام ده قصاد بنتك!
هز رأسه بخفة مجيباً عليه: -خير ما عملت، هي مش ناقصة، كفاية اللي هي فيه!
سعل بعدها بشدة، فقد أجهده كثرة الحديث والتفكير.هب الحاج فتحي واقفاً، والتقط كوب الماء الزجاجي الموضوع على الكومود المجاور للفراش، وناوله إياه قائلاً بقلق:
-خد اشرب يا حاج رياض، وبالاها الكلام دلوقتي!
أمسك الكوب بأصابع مرتجفة، وتناول منه بضعة رشفات، ثم أراح ظهره للخلف..
أعاد الحاج فتحي وضع الكوب في مكانه، وأردف قائلاً: -هاسيبك ترتاح ياخويا، وهاعدي عليك تاني، وإن شاء الله ربنا يسمعنا أخبار كويسة
رد عليه ممتناً: -متشكر يا حاج فتحي!
عاتبه قائلاً بإبتسامة باهتة: -هو في شكر بينا يا حاج؟ ده احنا عيلة واحدة!
-كتر خيرك، ده العشم بردك!
تربصت أنظارهم الحادة بتلك البوابة الحديدية الخاصة بمدرسة البنات، هم قد جاءوا لتنفيذ مهمة محددة، ولن يتراجعوا عنها، فالمشاجرات بينهما قد بلغت أوجها، والمضاربات العنيفة قد وصلت إلى ذروتها، ولم يبقَ إلا إذلالهم عمداً عن طريق مدللتهم الصغيرة.
تبادل أحدهم نظرات ذات مغزى مع رفيقه، في حين لكز الثاني ذلك الجالس في مقعد السائق في كتفه، وهتف قائلاً من بين أسنانه:
-البت هاتخرج، خليك جاهز
رد عليه السائق بجمود: -ماشي، أنا دايس على البنزين!
حدق ثلاثتهم في البوابة التي فتحت على مصرعيها لتنطلق منها الفتيات الصغيرات الملتحقات بالمدرسة الابتدائية للخارج..
صاح الرجل الأول فجأة: -الباب اتفتح!
رد عليه زميله الثاني بحدة آمرة: -انزل، هاتها بسرعة!
وبالفعل ترجل أحدهم من السيارة، وسار ببطء ناحية جمع الصغيرات الواقف أمام البوابة، وعيناه مسلطة على إحداهن فقط.
تلك الصغيرة ذات البشرة البيضاء والجدائل السوداء التي تزين رأسها.
-أروى
صاح باسمها سائقها الذي اعتاد إيصالها لمدرستها يومياً قبل بدء يومها به وبعد مواعيد الانصراف، فالتفتت للجانب لتلوح له بيدها وعلى ثغرها ابتسامة عريضة.
تحركت نحوه بخطوات رشيقة، وقبل أن تصل إليه شعرت بأن قدميها لا تلامسان الأرضية الصلبة، وذراعاً غليظة تطوقها من خصرها.نعم حملها أحدهم وركض بها مسرعاً في الاتجاه العكسي..
استغرقها الأمر لحظات لتستوعب ما يدور، وفجأة صرخت بهلع كبير مستغيثة بمن حولها:
-ماما، ماما!
انتبه سائقها لما حدث لها، وترجل مذعوراً من السيارة، وحاول الركض خلف خاطفها للحاق بها.
كانت السيارة الأخرى في انتظار الخاطف الذي اندس بداخلها صارخاً بإنفعال: -اطلع بسرعة من هنا!
واصلت الصغيرة " أروى " صراخها المهتاج قائلة بفزع: -بابا..بابا! ماما، الحقوني!
كمم الخاطف فمها قائلاً بتجهم وقد تحولت نظراته للشراسة: -بس يا بت! وأنت انجز وطير من هنا!
رد عليه السائق بجدية محاولاً الفرار من المكان: -أديني بأذوغ من ابن ال...ده قبل ما يمسكنا!
ونجح بالفعل في هذا..وتمكن من التملص من السائق قبل أن يمسك بهم.
فقد عجز الأخير عن الوصول إليها نتيجة تعثر قدميه والتفاف ساقه حول الأخرى، فانكب على وجهه، وارتطمت رأسه بالأسفلت الصلب.
آه لو علم الحاج " طه حرب " بما صار مع مدللته الصغيرة لأقام الدنيا وأقعدها حتى يأتي بقطعة فؤاده الغالية إلى أحضانه.
وماذا عن أخويها الكبيرين؟
كلاهما لن يصمتا إن عرفا بخطف أختهما الوحيدة.بل الأحرى أن نقول أن حرباً ضروساً ستندلع فوراً بمجرد إخبارهما بتلك الكارثة...
فصول رواية الدكان
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الأول
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الثاني
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الثالث
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الرابع
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الخامس
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل السادس
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل السابع
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الثامن
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل التاسع
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل العاشر
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الحادي عشر
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الثاني عشر
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الثالث عشر
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الرابع عشر
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الخامس عشر
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل السادس عشر
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل السابع عشر
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الثامن عشر
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل التاسع عشر
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل العشرون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الحادي والعشرون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الثاني والعشرون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الثالث والعشرون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الرابع والعشرون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الخامس والعشرون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل السادس والعشرون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل السابع والعشرون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الثامن والعشرون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل التاسع والعشرون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الثلاثون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الحادي والثلاثون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الثاني والثلاثون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الثالث والثلاثون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الرابع والثلاثون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الخامس والثلاثون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل السادس والثلاثون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل السابع والثلاثون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الثامن والثلاثون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل التاسع والثلاثون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الأربعون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الحادي والأربعون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الثاني والأربعون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الثالث والأربعون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الرابع والأربعون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الخامس والأربعون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل السادس والأربعون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل السابع والأربعون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الثامن والأربعون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل التاسع والأربعون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الخمسون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الحادي والخمسون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الثاني والخمسون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الثالث والخمسون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الرابع والخمسون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الخامس والخمسون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل السادس والخمسون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل السابع والخمسون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الثامن والخمسون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل التاسع والخمسون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الستون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الحادي والستون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الثاني والستون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الثالث والستون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الرابع والستون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الخامس والستون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل السادس والستون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل السابع والستون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الثامن والستون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل التاسع والستون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل السبعون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الحادي والسبعون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الثاني والسبعون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الثالث والسبعون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الرابع والسبعون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الخامس والسبعون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل السادس والسبعون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل السابع والسبعون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الثامن والسبعون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل التاسع والسبعون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الثمانون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الحادي والثمانون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الثاني والثمانون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الثالث والثمانون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الرابع والثمانون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الخامس والثمانون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل السادس والثمانون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل السابع والثمانون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الثامن والثمانون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل التاسع والثمانون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل التسعون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الحادي والتسعون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الثاني والتسعون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الثالث والتسعون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الرابع والتسعون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الخامس والتسعون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل السادس والتسعون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل السابع والتسعون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الثامن والتسعون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل التاسع والتسعون
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل المئة
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل مئة وواحد
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل مئة واثنين
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل مئة وثلاثة
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل مئة وأربعة
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل مئة وخمسة
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل مئة وستة
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل مئة وسبعة
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل مئة وثمانية
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل مئة وتسعة
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل مئة وعشرة
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل مئة وأحد عشر
- رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل مئة واثنا عشر والأخير
تمت