قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل مئة وسبعة

رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل مئة وسبعة

رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل مئة وسبعة

انقضى الأسبوع الأول سريعًا لتجتمع بعدها العائلة في زيارة ودية لتهنئة العروسين وتقديم الهدايا لهما في منزلهما الخاص، وبالطبع لم تدخر أسيف وسعها في الترحيب بالجميع بما يليق بهم، عاونتها بسمة على قدر الإمكان في إعداد الصحون المليئة بالكعك والبسكويت منزلي الصنع -وكذلك المشروب المنعش- كتقليد متبع في تلك المناسبات المعروفة، تسلل دياب إلى المطبخ ليحظى بمحادثة خاطفة مع عروسه التي تتجنبه عمدًا لتزيد من شوقه لها، وقف خلفها دون أن يصدر أي صوت، لمحته أسيف فأشار لها بإصبعه لكي لا تلفت الانتباه له، أومأت بعينيها متفهمة، ثم أردفت قائلة بابتسامة لطيفة:.

-كملي يا بسمة رص الأطباق عقبال ما أرجعلك
ردت عليها الأخيرة بتركيز شديد: -ماشي
كانت تظهر مهاراتها في ترتيب الكعك بصورة جذابة للأنظار، وبالتالي لم تشعر بوجود دياب معها، راقبها باستمتاع كبير حتى قرر أن يفاجئها، وضع يده على كتفها ضاغطًا عليه برفق، فظنت أنها أسيف، لذلك لم تستدير للجانب وتابعت بجدية:
-قربت أخلص أهوو، ثواني بس أرص البتي فور!

وضع دياب قبضته الأخرى على كتفها الأخر، ثم قرب يديه من عنقها وبدأ في فركه بحركة تدليكية خفيفة، تأوهت بصوت خفيض قائلة:
-كتر خيرك يا أسيف، بجد محتاجة مساج لضهري، عضلاتي قافشة و..
قاطعها بعبث: -أنا موجود شوفي إنتي محتاجة ايه وأنا..
شهقت مصدومة من وجوده وتسمرت في مكانها مذهولة، استدارت فجأة للخلف لتجده على مقربة شديدة منها، رددت من بين شفتيها بنبرة مدهوشة:
-إنت!

حرك رأسه بالإيجاب وهو يرمقها بنظراته المتيمة بها، اغتاظت من حصاره لها، فصاحت به بغلظة:
-اوعى!
سد عليها الطريق ليزيد من حصاره عابثًا معها بتسلية، حاولت التحرك للجانب لكنه كان يتحرك معها، تكرر الأمر لعدة مرات، فانزعجت من تصرفاته المستفزة لها، سألته بحدة:
-جاي هنا ليه؟ مش قاعد مع الناس اللي برا و..
قاطعها بهدوء رغم تشنج تعبيراته: -بالراحة يا أبلة عليا، احنا مش مكتوب كتابنا بردك ولا أنا غلطان؟

ضاقت نظراتها نحوه فبدت أكثر حدة عن ذي قبل، تابع مضيفًا بلؤم: -يعني المفروض ناخد وندي بشكل ودي شوية، حتى..
ارتبكت من تلميحاته الخفية، وشعرت بتأثير حضوره عليها، ارتدت سريعًا قناع الجدية الزائف قائلة بصلابة:
-لو سمحت
استاء من تلك الروتينية الجافة التي تعامله بها، فعاتبها بلطف: -ليه الرسمية دي بس؟ وربنا أنا بأحبك ودايب فيكي!

هي واثقة من إحساسه الصادق نحوها، لكنها تتخذ حذرها على الأخير حتى تتهيأ كليًا لذلك، ابتلعت ريقها قائلة بجمود:
-بعد اذنك إنت مش شايف أنا مشغولة ازاي؟!
رد بهدوء واثق: -وده يمنع نقول كلمتين حلوين لبعض؟!
لم تستطع أسيف المماطلة أكثر من ذلك وإلا أثارت الشكوك بالخارج، لذلك عادت إلى المطبخ هاتفة بمرح:
-نتعبلكم يوم فرحكم إن شاء الله
رفع دياب كفه في الهواء قائلاً برجاء: -يا رب إن شاء الله.

ردت عليها بسمة بعبوس: -كويس إنك جيتي، شيلي البيه الصينية!
نظر لها بضيق وهو يقول: -ايه المعاملة الناشفة دي؟ شايفة؟!
ابتسمت من حالة الشد والجذب الدائرة بينهما، وهتفت معللة: -معلش، بكرة تتجمعوا سوا وتاخدوا راحتكم
رد عليها بتنهيدة مستاءة: -يا مهون، الحجر لان ودماغها لأ! وربنا أنا زهقت، كل حاجة جاهزة، لازمتها ايه العطلة دي؟
بررت له رغبتها في التأجيل: -معلش، خليها على راحتها وإن شاء الله خير!

زفر بملل وهو يرد: -يا رب يسر!
ولجت جليلة إلى داخل المطبخ لتتمكن من الحديث مع زوجة ابنها في أمر هام، وجدت أن الفرصة سانحة لمفاتحتها في ذلك الموضوع دون حرج خاصة أن ابنها مشغول بالحديث مع المتواجدين، لمحت دياب واقفًا معها فهتفت بحماس:
-شوف الجماعة برا وسيبلي عروسة ابني شوية
-ماشي يا حاجة
قالها دياب وهو ينسحب من المكان لتصبح الاثنتان بمفردهما، تساءلت أسيف باهتمام: -عاوزة حاجة يا طنط؟ أجيبلك..

قاطعتها بصوت خافت لكنه يحمل الجدية: -لا يا بنتي تسلمي، أنا بس عاوزاكي في كلمتين!
دنت منها لتتابع بنبرة ذات مغزى: -عاوزاكي تشدي حيلك كده وتفرحينا قريب
عقدت أسيف ما بين حاجبيها باستغراب وهي تسألها: -مش فاهمة
أوضحت مقصدها بجدية أشد: -نفسي أشوف حتت عيل من منذر، اتجدعني بقى يا بنتي وخلينا نفرح بيكم!
تعجبت من تعجلها لتلك المسألة الغيبية التي لا دخل لها بها، وهتفت معترضة بنبرة شبه مرتفعة:.

-بس لسه بدري، احنا ملحقناش، وبقالنا كام يوم متجوزين!
التقطت آذان منذر جملة زوجته وهو في طريقه إليهما فتوقف عن السير ليسترق السمع لحديثهما بانزعاج كبير، ردت جليلة بإصرار واضح:
-وماله، أديني بوعيكي عشان تحطي الموضوع في بالك!
ثم شددت من لهجتها قائلة: -وابني نفسه في عيل يشيل اسمه ويكبر في حضنه!
تجهم وجهه تمامًا من أسلوبها الضاغط على زوجته، لم يتحمل المزيد وولج إلى المطبخ صائحًا:.

-أبويا بيسأل عليكي برا يا ست الكل!
التفتت الاثنتان نحوه فبدت المفاجأة واضحة عليهما، تفرس هو وجه أسيف بنظرات قوية دون أن ينطق بكلمة، لكنه كان مستشعرًا ذلك التغيير الذي طرأ عليها، أراد أن يخلصها من حصار أمه فتابع بهدوء:
-معلش يا أسيف هاتي مياه لعمتك برا!
هزت رأسها إيجابًا وهي ترد: -طيب
انتظرها حتى انصرفت من المطبخ فعاتب والدته بضيق: -ايه الكلام اللي سمعته ده؟

لم تكن أسيف قد ابتعدت تمامًا فوصل إلى مسامعها صوته الحاد والمزعوج، تخوفت أن يحدث صدامًا بينهما، فانزوت في الجانب لتتنصت عليهما خلسة، بدت متوترة للغاية لمعرفة ردة فعله إن كان حقًا قد سمع حديثهما، فهمت والدته مقصده فورًا وردت عليه ببرود:
-الله يا ابني مش نفسي أفرح بعوضك!
عنفها منذر بانفعال طفيف ملوحًا بيده في الهواء: -مش كده بردك، هانعيده تاني يا حاجة؟

ردت بإلحاح: -وتالت ورابع كمان، هو أنا غلطت؟ مش أمك وعاوزة مصلحتك
اجتاح خلاياه غضبًا جمًا من نفس الأسلوب القديم الذي كانت تتخذه معه من قبل لإقناعه بالزواج من نيرمين لأنها تصلح للإنجاب متناسية أنه وجد الحب والسكنى مع زوجته الحالية، رد عليها بقوة رغم هدوء نبرته:
-وبعدين مين قالك إن أنا ملهوف على العيال؟ أنا مبسوط كده.

بررت إصرارها بنبرة حزينة: -يا ابني اللي زيك عنده أورطة عيال، ونفسنا أنا وأبوك نشوف عيالك بيتنططوا حوالينا!
رد بجمود وقد ضاقت نظراته: -ربنا هيكرم في وقته، فبلاش الله يكرمك تفتحي السيرة دي تاني مع أسيف
ضغطت على شفتيها قائلة بامتعاض رغم عدم اقتناعها: -طيب!

انسحبت سريعًا قبل أن يكتشف أحدهما وجودها فيتسبب ذلك في إحراجها، شعرت بعبء ثقيل يُلقى على كاهلها، وبهمٍ كبير يجثو على صدرها فقلل من فرحتها، جلست بجسدها وسط الحاضرين، جاهدت لتبدو تعبيراتها طبيعية باقي السهرة، لكن عقلها كان شاردًا يحلل عبارات جليلة بتفكير عميق، فماذا سيحدث إن لم تحمل ذلك الشهر؟ أو حتى في الشهر الذي يليه؟ ما الذي سيصيبها إن كان بها عطب ما أو مشكلة تحول دون حدوثه؟ تلبك جسدها وشعرت بالرهبة من تخيل الأسوأ، لاحظ منذر الوجوم الذي حل على قسماتها، ورأى ذلك الحزن البائن في نظراتها، توقع أن يكون حديث والدته أزعجها، قطب جبينه مهتمًا، وانتظر بترقب انصراف ضيوفه ليحدثها، التهت في ترتيب الصالة فأجبرها منذر على التوقف قائلاً بحدة:.

-أسيف
استدارت نحوه مبتلعة ريقها وهي ترد بابتسامة زائفة: -ايوه يا حبيبي!
وقف قبالتها مسلطًا أنظاره عليها وهو يسألها باقتضاب: -مالك؟
ردت بهدوء: -مافيش
بدا غير مقتنع بما تقوله، فكل ما فيها يشير إلى العكس، وهو متأكد من أن حديثه والدته قد أثر عليها بشكل ما، سألها مجددًا بجدية:
-في ايه؟ شكلك متغير؟

تعمدت الحفاظ على ابتسامتها اللطيفة وهي تكافح لمنع أفكارها من الظهور علنًا لتكشف ضيقها المكتوم بداخلها، رفعت يدها لتداعب طرف ذقنه قائلة:
-صدقني عادي!
قبض على أصابعها بيده، وحدجها بنظرات حادة وترتها، هتف قائلاً بصلابة: -أسيف أنا مش بأحب المناهدة ولا اللف والدوران، وشك مقلوب ومش مريحني
ارتعشت من أسلوبه الجاف، وتوترت أنظارها نحوه، حاولت أن تختلق عذرًا ما لتبرر سبب حزنها، فكذبت قائلة:.

-تلاقيني بس تعبانة و..
قاطعها بحدة: -متحوريش يا بنت رياض!
بدت لهجته متشنجة إلى حد ما، فهمست عفويًا: -بنت رياض!
تقوس فمها للجانب مضيفة بابتسامة صغيرة: -بقيت تقريبًا فهماك، لما تكون مضايق من حاجة تقولي بنت رياض
رد عليها بجمود: -كويس إنك عارفة ده، فيا ريت نكون صُرحة مع بعض!

هزت رأسها متفهمة طلبه، امتص غضبه قبل أن يسيطر عليه مكملاً بجدية: -أسيف! أنا مش عاوزك تخبي عني حاجة، أقل حاجة بتزعلك ممكن تعصبني وتضايقني
ردت برقة ناعمة: -حاضر
لف ذراعه حول خصرها ليضمها إلى صدره هامسًا: -سيبك من ده وتعالي ارتاحي
اعترضت بدلال وهي تداعب صدره: -مش هاينفع لازم أروق الصالة و.
رمقها بنظرات قوية هاتفًا بصلابة: -أنا قولت ايه؟
ابتسمت بخجل مثير وهي ترد ممتثلة: -حاضر يا حبيبي.

حاوطها أكثر بذراعيه معمقًا نظراته نحوها، همس لها بتنهيدة متقدة بأشواق العشق: -بأحبك! وعمري ما هاسيبك!
لفت هي الأخرى ذراعيها حوله ليلتصق رأسها بصدره، أغمضت عينيها مرددة بصوت خافت: -ربنا يخليك ليا ومايبعدنيش عنك!

اختبأت في أحضانه الدافئة مستشعرة الأمان بقربها الملتصق به، خشيت أن تكون سعادتها لحظية، أن تتلاشى مع مرور الوقت وتعذرها في الحمل والإنجاب، أخرجت تنهيدة مطولة من صدرها نافضة عن عقلها مؤقتًا تلك الأفكار التي باتت هاجسها الحالي.

تحسنت أحوالها الصحية تحسنًا طفيفًا بعد ارتفاع معنوياتها النفسية، ورغم التغيرات الطارئة على هيئتها العامة من تساقط كثيف لخصلات شعرها، وسواد أسفل جفنيها، إلا أن ذلك لم يؤثر عليها بفضله، نعم هو كان له الدور الأكبر في ذلك بحماسه الدائم، فأزاح عنها الكثير من الهموم والأحزان بتفائله الدائم، وبثقته في شفائها، صدقت إدعاءاته رغم حدسها الذي يؤكد العكس، لكنها تمسكت بذلك الأمل الجديد الذي أوجده في روحها الفانية وتشبثت به.

كذلك تعلقت أكثر برضيعتها، وأفضت عليها بعاطفة حرمتها منها بجفائها وقسوتها قبل أن تعتل صحتها، متعة لا تضاهيها أي متعة وهي تتنعم ببراءة قطعة منها معها، شكرت والدتها لأنها واظبت على إحضارها لها لتمتع عينيها برؤيتها، هدهدت نيرمين صغيرتها قائلة بحنو:
-حبيبة قلب أمك
هتفت أمها بحماس: -ماشاء الله عليها، ربنا يحفظهالك!
ردت بتنهيدة متعبة وهي تجمد أنظارها على الرضيعة: -يا رب، ويكون نصيبها أحسن مني!

أضافت عواطف بامتنان: -الحمدلله على كل حال، احنا كنا فين وبقينا فين
-ايوه
انتبهت كلتاهما إلى صوت الدقات الخافتة على باب الغرفة، فتحركت أنظارهما نحوه ليجدا الطبيب نبيل بوجهه البشوش يطل عليهما وهو يقول:
-صباح الخير
ردت عليه عواطف بابتسامة متسعة: -صباح النور يا ضاكتور، تعبينك معانا!
احتج عليها قائلاً: -متقوليش كده يا حاجة، ده واجبي!

تحركت عيناه نحو نيرمين ليطالعها بنظرات مهتمة مضيفًا بهدوء: -وبعدين هو في أغلى من مدام نيرمين عندنا؟!
تحرجت منه قائلة بخفوت: -متشكرة
رأى رضيعتها التي تداعب الهواء بكفيها ببراءة، فدنا منها يلاعب أناملها الصغيرة متسائلاً باهتمام:
-ماشاء الله، الكتكوتة دي بنتك؟
هزت رأسها بإيماءة خفيفة وهي تجيبه: -ايوه، اسمها رنا
رد مبتسمًا: -عاشت الأسامي، ربنا يخلي، المهم أنا عندي ليكي أخبار حلوة.

سألته بجدية وهي قاطبة لجبينها: -أخبار ايه؟
تساءلت عواطف هي الأخرى بقلق: -خير يا ضاكتور؟
أجابهما بتمهل: -إن شاء الله كل خير!
ظلت أنظاره مثبتة على وجه نيرمين وهو يضيف بهدوء: -بصي يا ستي، مبدئيًا كده الحالة مستقرة، وده شيء كويس الحمدلله!
أصغت له بانتباه تام فتابع مشددًا: -بس طبعًا هانستمر في جرعات العلاج
تساءلت عواطف بتلهف: -يعني بنتي هاتخف؟

كان يعلم جيدًا أن العلاج لن يحرز تقدمًا إيجابيًا كبيرًا في وضعها الحرج، لكنه على الأرجح سيخفف من آلامها ويؤجل مصيرًا حزينًا تترقبه بيأس، لن تحدث بالطبع معجزة تشفيها تمامًا، لكن الأهم هو الحفاظ على ارتفاع روحها المعنوية، وإشعارها بأهمية وجودها في الحياة، استمر نبيل في رسم ابتسامة لطيفة شيقة على ثغره وهو يقول:
-كل حاجة من عند ربنا خير، المهم إنها تبقى معاكو وفي وسطكم!
هزت عواطف رأسها قائلة: -الحمدلله.

تابع بحزن مصطنع: -وتقدري ترجعي بيتك بالسلامة مع إن ده هيزعلني أوي!
استقبلت كلماته بابتسامة صغيرة، فأكمل بجدية وهو يناولها بطاقة صغيرة تحمل رقم هاتفه الخاص:
-عمومًا ده رقمي كلميني في أي وقت!
تناولتها منه قائلة باقتضاب: -متشكرة
صاحت عواطف بامتنان كبير وهي تبتسم له: -ربنا يكتر من أمثالك يا ضاكتور.

نظر لها بأعين لامعة ثم عاود التحديق تارة في وجه نيرمين وتارة أخرى في وجه رضيعتها البريء، استأذن بعدها للخروج لتقترب أمها منها هامسة بمكر:
-طيب وجدع الضاكتور ده، صح؟!
نظرت لها نيرمين بغرابة وهي تقول: -ايوه
ابتسمت أمها مضيفة بتريث قاصدة الضغط على كل كلمة فيها: -ربنا يصلح حاله، وحالك!

فهمت ما ترمي إليه والدتها، فهزت رأسها مستنكرة محدودية تفكيرها، لا وجود في قاموس حياتها التعيس لعلاقة مثل التي تتمناها والدتها، هو ظهر في حياتها فقط ليعيد لها روحها المفقودة، ليكسبها ثقتها بنفسها، هو أنعشها ببث الحماسة والسعادة المختبئة في أبسط الأشياء، وقتل فيها الرهبة من المصائر المجهولة، أغمضت عينيها متنهدة بتعب، فقد أرهق التفكير عقلها وأتعبها، ومع ذلك كانت سعيدة في داخلها لأنها ستعود إلى المنزل من جديد، كم اشتاقت لفراشها ولأشيائها الخاصة، تقوس فمها بابتسامة راضية، هي حصلت على سلام داخلي وتصالحت أخيرًا مع نفسها، لم يعد بداخلها ذلك السخط الدائم الذي أظلم قلبها، وحجب بصيرتها عن رؤية النعم الموجودة في حياتها، اكتسبت شخصيتها خلال تجربتها القاسية سماتًا جديدة غيرتها للأفضل وحسنت علاقاتها بالجميع، فباتت محبوبة، وحظت على الاهتمام الذي كانت تنشده..!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة