قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل مئة وثمانية

رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل مئة وثمانية

رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل مئة وثمانية

ألف عجيبة تخللت مشاعرها الجافة واشتياق لا يوصف تملكها حينما عادت بعد فترة غياب إجبارية إلى منزلها، استقبلها والدتها وأختها بالابتسامات والعبرات الفرحة، تأثرت لإحاطتها بذلك الكم الفياض من المشاعر الطيبة، خاصة حينما أصرت أسيف على الحضور معاها وإيصالها للمنزل، كذلك لم يتركها منذر وسدد كامل المستحقات المادية للمشفى، أدركت أنها كانت تحمل بذور الغل والحقد والكراهية في صدرها، وحينما تخلصت من أثارهم السيئة بدت كمن وُلد من جديد رغم فظاعة المرض الذي يوشك أن يفتك بها إن استسلمت له.

دثرتها عواطف في الفراش هاتفة بحماس رهيب: -نورتي بيتك يا بنتي، ألف حمدلله على السلامة
اعتدلت نيرمين في نومتها واضعة الوسادة خلف ظهرها لتستند عليها، ثم ردت بتنهيدة متعبة:
-الحمدلله
أخفضت أنظارها لتحدق في رضيعتها التي وضعت إلى جوارها لتبدأ في مداعبتها بلطف وحب، هتفت بسمة بمرح:
-أخيرًا هنرجع ناقر ونقير مع بعض.

اكتفت نيرمين بالابتسام الودود لها، بينما أضافت أمها قائلة بهدوء: -ارتاحي شوية يا حبيبتي وأنا هاجهزلك الأكل و..
قاطعتها بصوت خافت: -مش عاوزة حاجة!
أمسكت بيد رضيعتها الصغيرة تلاعب أصابعها وهي تتابع: -كفاية إني أقعد مع بنتي شوية وأملي عيني منها
ردت عليها بسمة بأعين متأثرة: -ربنا يخليكي ليها
هزت رأسها بإيماءات خفيفة مرددة: -يا رب.

وضعت عواطف يدها على ظهر بسمة قائلة: -خليها مع رنا شوية وبينا احنا نشوف اللي ورانا
-ماشي
قالتها وهي تستدير للخلف تاركة أختها مع رضيعتها لتقضي معها بعض الأوقات الطيبة، فقد افتقدتها مؤخرًا واشتاقت لوجودها في أحضانها.

خلال الشهرين التاليين، استمرت الأجواء الهادئة سائدة في العائلتين دون وجود ما يعكر الصفو العام، وتوطدت العلاقات العاطفية مع كل من منذر وأسيف وباتا كيانًا واحدًا، كذلك تقربت نيرمين من رضيعتها وأغدقت عليها بالكثير من الحب الأمومي الذي حرمتها منه منذ لحظة ميلادها، وظل الوضع متأرجحًا بين بسمة ودياب، بدا عابسًا نوعًا ما وهو يصغي إلى حديث أخيه بفتور واضح عليه، عبث بالقلم الحبري المسنود على مكتبه محدقًا فيه بشرود، زفر قائلاً بملل:.

-كويس!
تفرس منذر في وجهه محللاً تعبيراته المتجهمة وهو يسأله: -مالك؟
أجابه دياب بامتعاض: -ماليش يا سيدي
ازداد انعقاد ما بين حاجبيه خاصة أنه لم يكن مقتنعًا برده، تابع متسائلاً باهتمام:
-عليا بردك! في ايه؟
انفجر دياب منفعلاً وموضحًا بيديه: -هاطق من جنابي، الهانم اللي منشفاها عليه ومطلعة عين أهل، غلبت معاها ومش نافع حاجة، خلاص زهقت!

هز منذر رأسه بتفهم وهو يسأله متعجبًا من التأجيل الذي لا داعي له: -صحيح ايه اللي مأخركم؟
أجابه بعصبية ظاهرة عليه: -كل ما أفاتحها في سيرة الجواز تطلعلي بمليون حجة!
حرك منذر يده قائلاً: -طب ما تقول لأمها
رد عليه بضيق: -والله الست مش ممانعة!
احتقن وجهه بصورة بائنة وهو يتابع بغيظ: -الدور والباقي عليها، لو ينفع كنت كسرت دماغها الحجر دي!

حاول منذر أن يخفي ابتساماته المتسلية قدر المستطاع، فقد بدا أخيه مضحكًا وهو يشكو له عناد بسمة ورفضها تبكير موعد الزفاف، أكمل بهدوء زائف:
-تحب أقول لمراتي تكلمها؟
لوى ثغره مرددًا بضجر: -ولا هتأثر فيها! يا بني دي دماغها حجر صوان!
ساد صمت متوتر بينهما حاولا خلاله الوصول لحل ما مرضي لجميع الأطراف، اقترح عليه منذر بعد لحظات من التفكير الصامت:
-طب عندي فكرة، مش هي بتسمع كلام أختها؟

هز رأسه الإيجاب قائلاً: -ايوه
-قولها وهي تأثر عليها بكلمتين ولا حاجة
فرك دياب موخرة رأسه متسائلاً: -تفتكر؟!
أشار منذر بيده موضحًا: -جرب مش هاتخسر حاجة
مط فمه ليقول: -أما أشوف، وربنا عليه التساهيل!
تنهد دياب مطولاً مشبكًا كفيه خلف رأسه وهو يرد: -يا ميسر!
حدق أمامه بنظرات أكثر شرودًا مديرًا في رأسه فكرة أخيه، فربما بطريقة ما أو بأخرى تتمكن هي من فعل ما عجز عنه.

رتب موعدًا معها دون أن يبلغ زوجته بذلك، فقد كان بحاجة ماسة إلى أي عون ليحرز خطوة في علاقتهما، لذلك لجأ إليها متعشمًا أن تساعده في مشكلته، ومستغلاً فرصة تواجدها بالمدرسة ليحظى بحديث ودي جاد في منزل العائلة، تحركت نيرمين بتأنٍ وهي تتجه نحوه لتقابله في غرفة الضيوف، كانت أكثر حيوية رغم ظهور الإرهاق والتعب على وجهها، لكن أضاف الحب والاهتمام لها الكثير، صافحها دياب قائلاً بهدوء:.

-معلش يا أم رنا جيتلك من غير ميعاد
أشارت له بالجلوس على الأريكة وهي ترد بابتسامة لطيفة: -ده بيتك يا سي دياب، احنا أهل ونسايب، ولا ناسي ده؟
جلس دون استرخاء هاتفًا بجدية: -لأ طبعًا
مال بجسده للأمام قليلاً ليتابع حديثه الجاد قائلاً
-دلوقتي يا أم رنا أنا دايخ السبع دخات مع أختك، وهي مطلعة عين أهلي ومش عاوزانا نجوز خالص اليومين دول!

نظرت له باهتمام فأكمل بامتعاض مزعوج مستخدمًا يده في التوضيح: -فإن مكانش يضايقك كلمتين منك ومن حماتي تلينوا دماغها
ردت عليه مبتسمة: -إنت بس تؤمر، غالي والطلب رخيص!
شعر بالارتياح لقبولها مساعدته، فهتف ممتنًا: -كتر خيرك
أكدت له بثقة وهي تومئ بعينيها: -سيب الموضوع ده عليا
سألها بحماس: -يعني أعتمد على الله ثم عليكي؟
أجابته بهدوء واثق: -ايوه
هلل متحمسًا بانفعال: -ربنا يكرمك يا رب!

ضحكت من طريقته الظريفة في التعبير عن مشاعره، تنهد بصوت مسموع مضيفًا: -هاستأذن أنا بقى عشان أشوف المصالح اللي ورايا
نهضت من مكانه قائلة: -ما لسه بدري؟
رد مازحًا: -معلش، أتجوز وأفضالكم
اتسعت ابتسامتها مرددة: -إن شاء الله
لوح بيده قائلاً: -سلامو عليكم.

اصطحبته حتى باب المنزل لتودعه، ثم أوصدت الباب بعد انصرافه لتسير بخطوات متمهلة في الصالة، استندت بيدها على أحد المقاعد متطلعة أمامها بنظرات فارغة، زمت فمها قليلاً متعجبة رفض أختها إتمام الزيجة بعد تجهيز كل شيء، زفرت بيأس قائلة:
-لسه زي ما إنتي يا بسمة، ربنا يقدرني وأقنعك!

عضت على أناملها بترقب شديد وهي محدقة في جهاز اختبار الحمل المنزلي الذي اشترته خلسة لتتابع بترقب ظهور النتائج على شاشته الصغيرة، أجرت بحثًا مكثفًا عن علامات الحمل المبكرة وكذلك الوسائل والطرق التي تؤدي للحمل السريع آملة أن تتمكن من تحقيق أمنية منذر ووالدته، جف حلقها والثواني تمر عليها كأنها ساعات، تحولت تعبيراتها من الشدة للعبوس والحزن بعد أن قرأت بوضوح وجود علامة شرطية واحدة تفيد عدم وجود ما يشير للحمل، انسابت عبراتها قهرًا على ذلك، فقد عولت على الأمر الكثير، كما انهارت معنوياتها وبكت بحزن كبير.

لم تستطع التوقف عن البكاء أو النحيب، عاتبت نفسها مرددة بصوت مختنق: -ليه كده بس؟
دفنت أسيف وجهها في راحة يدها متابعة بحسرة: -يعني مافيش أمل، ده أنا عملت كل حاجة!

زاد بكائها بداخل المرحاض وانهارت جاثية على ركبتيها بأرضيته، لم تشعر بعودته المبكرة للمنزل، فلم يكن لديه من الأعمال الكثير ليقضي نهاره بالكامل في الوكالة، ولج إلى داخل المنزل باحثًا عنها فلم يجدها، انزعج من كونها قد خرجت دون أن تبلغه، وقبل أن تثور ثائرته التقطت أذناه صوت أنينها الأتي من الداخل، انقبض قلبه بقوة، وتوجس خيفة أن يكون قد أصابها مكروه ما، ركض ناحيته هاتفًا بتلهف:.

-أسيف! حصل حاجة؟ ردي عليا
انتفض جسدها بقوة من قوة ندائه، وحدقت في الباب الموصود بنظرات مذهولة، تداركت الموقف بسرعة، وكفكفت عبراتها بظهر كفيها، صدمها حضوره الغير متوقع خاصة في ذلك التوقيت الذي حرصت فيه كل الحرص على القيام بالفحص، تلفتت حولها بخوف، وحاولت لملمة الأشياء المبعثرة قبل أن يعرف ما الذي تفعله، أربكها صوته الآمر:
-أسيف! افتحي الباب!

دق الباب بعنف حتى كاد يخلعه، فردت بصوت مبحوح: -ايوه، خارجة أهوو، ثواني بس!

أقلقته نبرة صوتها وأثارت هواجسه، انتظر فتحها للباب على أحر من الجمر وعقله مشتت بين أفكار سوداء، غسلت أسيف وجهها بالماء لتخبئ أثار البكاء لكن لم تستطع إخفاء تلك الحمرة التي تصبغ حدقتيها، رسمت ابتسامة زائفة على ثغرها، التفتت للخلف لتضع العلبة الخاصة باختبار الحمل بداخل المنشفة كي لا يراها، وضمتها أسفل ذراعها، تنفست بعمق ثم فتحت بالباب قائلة بصوت شبه متحشرج:
-ازيك يا حبيبي.

رد عليها بجمود وهو يتفرس وجهها: -في ايه يا أسيف؟
تنحنحت قائلة بتردد وهي تتحاشى النظر في عينيه كي لا يكشف أمر بكائها: -م. مافيش
حاولت أن تتحرك من أمامه لكنه سد عليها الطريق بذراعه صائحًا بقوة: -أسيف!

ارتجف بدنها من قوة صوته ورغمًا عنها سقطت المنشفة فتبعثر ما بداخلها، شحب لون وجهها من هول الموقف، ووزعت أنظارها المرتبكة بين وجه زوجها وعلبة الاختبار، شعرت بجفاف أشد في حلقها وهي تحاول تبرير الوضع واختلاق الأعذار والأكاذيب، تجمدت أنظاره على تلك العلبة الغريبة، وتسارعت دقات قلبها بخوف كبير من فضح أمرها، انحنى ليلتقطها بيده متسائلاً بغرابة:
-ايه دي؟

اعتدل في وقفته فزاد هلعها، لم ترغب في معرفته بتلك المسألة كي لا يوبخها من جديد، توترت أكثر وحاولت أن تجذبها من يده عنوة وهي تقول بنبرة مهتزة:
-هاتها لو سمحت!
استغرب من تصرفاتها المتجاوزة معه وإصراره على خطف العلبة منه، فبدا الأمر بالنسبة له مريبًا بدرجة مقلقة، رفعها عاليًا بيده وهو يسألها بحدة:
-دي ايه يا بنت رياض؟
جاهدت لتأخذها منه متوسلة برجاء: -عشان خاطري هاتها.

فشلت في الوصول إليها، وشكل بجسده حائلاً أمامها ليمنعها من الاقتراب منها، دقق النظر في العبارات المدونة على ظهر العلبة الكرتونية، قرأ المكتوب وعرف طبيعة المحتوى فتحولت تعابيره للصرامة والضيق، التفت بأعينه المزعوجة نحوها ليحدق فيها بنظرات حادة، تراجعت أسيف للخلف لتبكي بخوف محاولة تفسير الموقف:
-أنا. كنت
صاح بها بصوت غاضب: -اختبار حمل!
ابتلعت ريقها وتلألأت العبرات في مقلتيها وهي ترد: -معرفتش. آآ..

تابع معنفًا بضيق وهو يلقي بعصبية بالعلبة الفارغة على الأرضية: -احنا قولنا ايه يا أسيف؟
ضمت يديها إلى صدرها محدقة فيه بنظرات نادمة وهي تبرر تصرفها: -غصب عني والله، كنت عاوزة أفرحك
وضع يده على رأسه ضاغطًا عليها بقوة وهو يتابع توبيخه لها: -أنا قولتلك ايه؟
لم تستطع حبس عبراتها أكثر من ذلك، فبكت أمامه بشهقات متتالية، ضرب كفه بالأخر مرددًا باستياء:
-لا حول ولا قوة إلا بالله، مش عارف أقولك ايه؟

نكست رأسها بإحباط كبير، لقد أرادت إسعاده بتحقيق أمنيته وتبشيره بوجود نواة في رحمها ستنمو في أحشائها، وبعد أشهر سيحصل على رضيع صغير يحمل اسمه، لكن لم يأذن المولى بعد، نظر لها بعتاب أكبر، لقد تحدث معها مرارًا وتكرارًا في تلك المسألة كي لا تصبح شاغلها الأكبر، ووعدته بعدم التفكير فيها والامتثال لطلبه، لكنها خالفته وانشغلت بذلك الأمر دونًا عن غيره، شعرت بالأسف لكونها لم تطع رجائه، وما زاد من ضيقها اكتشافه لما فعلته حتى لو كان بحسن نية، وقف قبالتها متابعًا وهو يشير بسبابته:.

-يا ستي ده نصيب وأمر الله، هانعترض على حكمه؟
بدا صوتها مبحوحًا وهي ترد: -كان نفسي أبشرك
نظر لها مستنكرًا تفكيرها السطحي، وأكمل تعنيفه بضيق: -استغفر الله العظيم، حرام عليكي الخضة اللي عملتيها فيا!
دنا منها مضيفًا بحدة وهو يلوح بذراعيه: -أنا قولت حصلك حاجة، وقعتي من طولك ولا في بلوى سودة حلت في البيت وأنا مش موجود!
تحول وجهها لحمرة ملتهبة من كثرة البكاء، حدقت فيه بأعينها المنتفخة مرددة بصوت هامس:
-منذر!

اقتربت منه لتضع يدها على كتفه لتبدي ندمها له، لكنه أبعدها عنه قائلاً بصلابة: -حاسبي يا بنت رياض
أولاها ظهره مندفعًا نحو باب المنزل، فمسحت بيدها عبراتها عن وجنتها هاتفة: -استنى يا منذر
هتف بتبرم ساخط: -لله الأمر، أمي عبت دماغك وإني مشيتي وراها!

حاولت اللحاق به لكنه كان منفعلاً بدرجة كبيرة، لم يدعها تلمسه مبديًا نفوره منها، خرج من المنزل متعصبًا وصافقًا الباب خلفه بقوة، توقفت أسيف في مكانها محدقة في أثره بحسرة، زاد بكائها النادم وارتفعت أصوات شهقاتها، هي خذلته وأحزنته وربما أوغرت قلبه من ناحيتها، ومن المحتمل ألا يسامحها بسهولة.

للحظة توقف في مكانه عاجزًا عن التقدم خطوة نحو الدرج، كور قبضته ضاربًا الدرابزون بعنف ومفرغًا فيه شحنة مكبوتة، نفخ بضيق أكبر هاتفًا لنفسه:
-ليه كده يا أسيف؟
استدار عائدًا إليها، لم يكن ليتركها على تلك الحالة تبكي بمفردها وهو يعلم جيدًا أنها في أشد حالاتها ضعفًا، فتح الباب ليجدها تقف في الصالة فنظر لها بحنو، رفعت وجهها نحوهه غير مصدقة أنه عاد إليها، أشار لها برأسه بإيماءة خفيفة قائلاً بهدوء جاد:.

-تعالي!
فتح لها ذراعه كإشارة موحية لتأتي إليه، لم تتردد كثيرًا، كانت بحاجة إلى ضمته التي تحتويها فتعيد لها الثقة والأمان، ارتمت في أحضانه متابعة بكائها، فلف ذراعيه حول ظهرها ماسحًا عليه برفق وهو يقول:
-انسي يا حبيبتي ومافتكريش في الموضوع ده تاني، ماشي
أجابته بصوتها المختنق: -حاضر
أرخى أحد ذراعيه عنها ليضع يده على طرف ذقنها، رفع وجهها إليه قائلاً بابتسامة طفيفة:.

-كفاية عياط لحد كده، عينيكي بقوا كاسات الدم.

هزت رأسها بإيماءة مواقفة دون أن تنطق، زادت ابتسامته العذبة متلمسًا بشرة وجهها برفق، وعاود ضمها إليه ولفت هي ذراعيها حول خصره لتزيد من تشبثها به، تنهد مطولاً مخرجًا عن صدره ثقلاً كاد أن يجثو عليه ويصيبه بالهموم، خشى أن يهمل حبها في لحظة غضب بالسماح للخلافات بالدخول بينهما، وتعامله مع الأمر بحنكة أكد لها قوة علاقتهما القائمة على الود والحب، أغمضت عينيها مستسلمة لدفء أحضانه التي انتزعت عنها حزنًا مؤقتًا لتشعر بعدها بالرضا والارتياح..!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة