قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل مئة وتسعة

رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل مئة وتسعة

رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل مئة وتسعة

أصرت على حضورها معها جلسة العلاج بالمشفى حتى تتمكن من الحديث معها بانفراد، ولم تتأخر أختها عنها فقد توطدت العلاقات بينهما كثيرًا في الفترة الأخيرة وخاصة حينما ظهر التغيير الجذري في تصرفات نيرمين وتحولت معاملتها للأفضل وقل ما بينهما من مشاحنات، جلست على المقعد المجاور لفراشها تطالعها بنظرات حانية قبل أن تستطرد نيرمين حديثها الجاد قائلة:
-محتاجة أتكلم معاكي.

تعقدت تعبيرات وجه بسمة وهي تسألها باهتمام: -خير يا نيرمين؟ في حاجة تعباكي، المفروض يكون في دكتور هنا ولا ممرضة تساعدك و..
قاطعتها مرددة بهدوء: -اطمني، أنا كويسة والحمدلله
نظرت لها بأعين قلقة وهي تسألها: -أومال في..
لم تكمل بسمة جملتها للأخير حيت ولج إلى الغرفة الطبيب نبيل الذي كانت قسمات وجهه متحمسة للغاية لمقابلة مريضته، هتف بمرح رغم هدوئه:
-أنا بجد محظوظ إني شوفتك النهاردة.

تحرجت نيرمين منه رغم عدم قوله ما يسيء لكن لوجود أختها بصحبتها، فخشيت أن تفسر الأمر بطريقة خاطئة، رسمت على تعبيراتها علامات الجدية وهي ترد بنبرة رسمية:
-ازي حضرتك يا د. نبيل
قطب جبينه مرددًا بضيق مصطنع: -حضرتك؟! واضح إنك زعلانة مني!
رسم على ثغره ابتسامة محببة وهو يضيف: -حقك عليا، الجلسة اللي فاتت كنت في مؤتمر طبي ومعرفتش أجي فعلاً.

ضاقت نظرات بسمة نحوه متفرسة وجهه وملامحه بدقة شديدة، ثم وزعت أنظارها على أختها التي بدت مرتبكة رغم جمودها الواضح، ابتلعت نيرمين ريقها قائلة وهي تضغط على شفتيها:
-ولا يهمك
استدار نبيل برأسه ناحية بسمة ليقوم بتحيتها مرددًا بنفس الابتسامة المتسعة: -أهلاً وسهلاً بيكي يا أستاذة
ردت الأخيرة بجدية وهي تدقق النظر فيه: -أهلاً يا دكتور، أنا بسمة أختها!

زادت حماسته بعد معرفته لهويتها، وهتف قائلاً: -والله، سعيد إني اتعرف عليكي
التفتت بسمة برأسها نحو أختها لترمقها بنظرات ذات مغزى وهي تقول: -الظاهر إنك تعرف أختي من زمان
أجابها بفخر: -طبعًا، أحسن معرفة!
تعلقت أعينه بوجه نيرمين متسائلاً: -وازي البنوتة رنا؟
مطت بسمة شفتيها لتجيبه بجدية صريحة: -مممم. رنا، تمام!

هز رأسه متابعًا بابتسامة مهذبة: -يا رب دايمًا، طيب أنا هاسيبكم مع بعض شوية، وهارجع تاني عشان نبدأ نجهز نفسنا للجلسة!
ردت عليه نيرمين بجمود: -ماشي يا دكتور
أمسكت بسمة لسانها بصعوبة حتى ينصرف ذلك الطبيب الغريب من الغرفة لتسأل أختها بفضول وقد برقت عيناها:
-ايه حكاية المز ده؟
رغم ارتباكها الملحوظ من نبرة أختها المتسائلة إلا أنها بذلت مجهودًا كبيرًا لتبدو طبيعية وهي تجيبها بفتور:
-ولا حكاية ولا رواية.

غمزت لها الأخيرة مبدية عدم اقتناعها بحالة الإنكار التي تدعيها مرددة بلؤم: -ده واضح إن الموضوع كبير أوي!
تنحنحت نيرمين بصوت خفيض متابعة: -سيبك دلوقتي منه وقوليلي بقى!
-ايه؟
سألتها مهتمة وهي تحدق فيها بنظرات قوية: -ناوية تتجوزي امتى؟
لوت بسمة ثغرها للجانب مرددة بانزعاج: -يووه يا نيرمين، برضوه السؤال ده!
تابعت نيرمين موضحة بنبرة شديدة اللهجة: -دياب جاب أخره، حرام اللي بتعمليه فيه!

تهدل كتفي بسمة بشكل ملحوظ، وأخفضت رأسها قائلة بتذمر: -أنا مش عارفة هو مستعجل على ايه، الدنيا مش هاتطير!
مدت نيرمين يدها نحوها ببطء لتمسك بكف أختها، نظرت لها الأخيرة بغرابة، فتابعت برجاء لطيف:
-لو بتحبيني صحيح اتجوزي دياب وفرحينا كلنا، هو أنا ضامنة أعيش لبكرة، مستخسرة في أختك..
شعرت بسمة بالانزعاج من حديثها المثير للأعصاب فقاطعتها بحدة: -ماتقوليش كده، بعد الشر عنك.

تحاشت النظر نحوها متجنبة نظراتها التي تتفرسها، هي لا تعرف سبب تلك الحيرة التي تجبرها على التردد في إتمام الزيجة، قرأت نيرمين ذلك بوضوح في أعين أختها، فتابعت بجدية دون أن يهتز لها جفن:
-أنا عاوزة أحضر فرحك، حددي بقى ميعاد
نكست بسمة رأسها قائلة بامتعاض: -ربنا يسهل
سألتها بإلحاح أكبر: -يعني امتى
ضغطت على شفتيها مرددة باستسلام بعد توسلها اللطيف لها سواء بنظراتها أو باللعب على مشاعرها:
-هاشوف بقى.

أشارت لها نيرمين بسبابتها محذرة: -بسمة، أنا هانصحك تاني وأقولك أوعي تضيعي فرصة الحب من إيديكي وتركبي دماغك، دياب بيحبك وبيتمنالك الرضا ترضي!
أخرجت تنهيدة تحمل الكثير من صدرها وهي ترد: -أنا عارفة ده
تعجبت نيرمين من ذلك التخبط المسيطر على حالها فسألتها معاتبة: -طب ليه مدوخاه معاكي؟
هزت كتفيها قائلة: -جايز مرتبكة، خايفة، قلقانة مش عارفة بصراحة!

تابعت مضيفة بهدوء وهي تبتسم لها ابتسامة مطمئنة: -شيلي الحكايات دي من دماغك، وركزي معاه، إديله فرصة يعبرلك عن مشاعره!
للحظة تذكرت بسمة مواقفها الجادة مع دياب، وكيف تصد كل محاولاته البائسة للتودد إليها، لم تخفِ ضحكتها وهي تقول بعبث:
-بيني وبينك أنا منشفاه معاه على الأخر
ضحكت نيرمين عاليًا، فلم تكن شكواه لها من فراغٍ، هو بلغ أقصى طاقاته على التحمل، لذلك ردت مؤكدة:.

-ما هو باين، ربنا يصلح الحال بينكم يا رب!
ربتت بسمة على فخذ أختها برفق وظلت تطالعها بنظرات حانية تحمل في طياتها الكثير.
حاوطتها أحضانه الدافئة فاحتوت ضعفها الذي أنهك عقلها، وعوضها عن لحظات الحزن التي عانتها بالتعبير عن حبه الشغوف -والذي لا ينضب- لها، شبك أصابعه في أصابع يدها تاركًا رأسها مسنودًا على صدره وهو معتدل على الفراش، داعب بيده الأخرى خصلات شعرها متسائلاً:
-عاملة ايه دلوقتي؟

مررت يدها على صدره برفق هامسة بامتنان: -أحسن الحمدلله يا حبيبي
تابع محذرًا بجدية: -زي ما اتفقنا ماتفكريش في الموضوع ده تاني
-حاضر
-ده رزق بتاع ربنا، ولما يجي وقته هتلاقيه متيسر
رفعت رأسها قليلاً لتنظر في وجهه وهي تبتسم لترد بنعومة: -ربنا يخليك ليا
عمق نظراته المتيمة بها وهو يقول بغموض: -وبعدين يا ستي إنتي كده مش هاتكوني فاضية للمفاجأة اللي كنت عملهالك.

اعتدلت في نومتها محدقة فيه بأعين لامعة، سألته بتلهف: -مفاجأة، ايه هي؟
رد بهدوء: -بصي أنا فكرت في حاجة كده تشغلي بيها وقتك بدل أعدة البيت لوحدك!
زاد وميض عينيها وهي تسأله بتلهف أكبر: -ايه؟
أجابها بهدوء متمرس ليجذب انتباهها بالكامل: -مش انتي كان نفسك تشغلي الدكان بتاعك، صح ولا أنا غلطان؟
ردت بحماس كبير: -ايوه.

ابتسم متابعًا بهدوء رغم جدية نبرته: -أنا يا ستي بقالي فترة شغال توضيب في دكانك، والحمدلله الحاج زقزوق قفل الرفوف والمكاتب بعد توضيبها وبقت كل حاجة جاهزة على التشغيل!
جلست القرفصاء إلى جوارها دون أن تفلت أصابعها من يده، وحدقت مباشرة في عينيه بأعين لامعة متسائلة بتنهيدة متلهفة:
-إنت بتكلم جد يا منذر؟
رسم على ملامحه الجدية وهو يرد بثقة: -طبعًا، هو في هزار في الحاجات دي!

تهللت أساريرها هاتفة بتشوق: -يعني الدكان بتاعي بقى جاهز؟
هز رأسه بإيماءة خفيفة مؤكدًا لها: -ايوه، شوفي بقى إنتي عاوزة تعملي فيه ايه!
صفقت بيديها فرحًا، ثم هللت بحماس وقد برزت نواجذها من اتساع بسمتها المتحمسة: -الله، أنا مش مصدقة، أنا دكاني هيشتغل!
هبت من جلستها لتميل على زوجها محتضنة إياه بامتنان وهي تقول: -ربنا يخليك ليا يا حبيبي ومايحرمنيش منك أبدًا.

دق قلبه طربًا من رؤيتها على تلك الحالة الغبطة، سعادته تكمن في فرحتها، في إزاحة الهموم عنها، لف منذر يده حول خصرها قائلاً بهدوء:
-أنا عاوز أشوفك دايمًا بتضحكي كده وفرحانة!
اعتلته أسيف لتتمكن من تطويق عنقه، وحدقت فيه بنظرات عاشقة وهي تقول: -بأحبك أوي!
رد بغموض عابث: -ناشف كده؟
فهمت مقصده فتورد وجهها مرددة بخجل طفيف: -لأ طبعًا.

انحنت برأسها عليه لتعطيه قبلة بثت فيها أشواقها نحوه، أطبق بشفتيه عليها، وبادلها فيها مشاعرًا أكثر حسية وعمقًا واضعًا يده خلف رأسها، سحبها للحظات إلى عالم أخر مليء بالأحاسيس الفياضة، وحفزها لطلب المزيد، استجابت لنداءاته الغرامية، وسبحا سويًا في أنهر الغرام..

مرت الدقائق وهما يتبادلان العشق بشغف لم ينقص من قدره شيء، أراحت أسيف رأسها على ذراعه متطلعة إليه بنظراتها المتقدة حبًا، لامس وجنتها الساخنة بأنامله برفق، ثم أردف قائلاً بهدوء:
-المهم فكري في حاجة تكون مناسبة تعمليها فيه
ردت بحيرة وهي ترمش بعينيها: -مممم. عندي أفكار كتير، بس محتارة!
أضاف موضحًا: -أهم حاجة تكون ماشية مع المنطقة هنا.

سألته بنبرة حائرة وهي تعض على شفتها السفلى: -ايه رأيك لو عملت مثلاً مشتل للزرع أو محل ورد؟
أجابها بهدوء جاد: -هو صعب في الحتة هنا، بس فكري أكتر في حاجة مناسبة تمشي مع الناس اللي عايشين هنا!
غاصت أكثر في أحضانه شاعرة بذلك الدفء المغري الذي يقدمه لها، ثم ردت عليه بتردد: -مش عارفة.

ضمها أكثر إلى أحضانه مستمتعًا بقربها الذي يذيب أوجاعه ويدخله إلى عوالم الإثارة والإغراء ليختبر كل مرة مشاعرًا أقوى وأعمق، رد عليها بتمهل:
-لو إنتي عاوزة تعملي مشتل ممكن نخليه محل ورد مثلاً بس يكون صناعي، تعملي بوكيهات الورد للعرايس، هدايا، حاجة من اللي بتاكل مع الشباب
رمشت بعينيها مرددة بإعجاب قليل: -هي فكرة مش وحشة.

استأنف حديثه بصوت جاد: -احنا ندرسها سوا ونشوف المناسب ونعمله، المهم في النهاية دكانك يتفتح!
تنهدت هامسة: -مظبوط
ربت على ذراعها الذي يحاوط صدره برفق قائلاً: -ويالا بقى أنا جعان، هاتعمليلنا ايه؟
ابتسمت بثقة وهي تجيبه: -احلى أكل لحبيب قلبي
أشار لها بحاجبيه مرددًا: -ماشي أما أشوف.

تسللت من أحضانه ساحبة معها الغطاء لتتوجه إلى المرحاض أولاً قبل أن تعد له الطعام الشهي الذي يهوى تناوله من يديها، تابعها بأنظاره حتى اختفت من أمامه فمط ذراعيه وشبكهما خلف رأسه محدثًا نفسه بسعادة:
-ربنا يباركلي فيكي!

لم يتوقع أن يتم إيداعه بالسجن لينفذ عقوبة جديدة استحقها بسبب أفعاله الغير قانونية وتجاوزاته الغير شرعية خاصة مع الصيدلانية فاطمة، تمسك بالقضبان الحديدية محدقًا بنظرات مصدومة في وجه القاضي الذي نطق الحكم عليه توًا، هي لجأت إلى أبرع المحامين للإدعاء بالحق عليه، فنال ما يستحقه بعد أن ثبت تورطه في الأمر، تحركت أعينه نحو والده الذي طالعه بنظرات أسفة، هو الجاني على نفسه قبل أي شيء، صاح مجد من خلف القضبان الحديدية بنبرة عالية:.

-سامحني يا أبا
رد عليه مهدي بحزن كبير: -ربنا اللي بيسامح
تابع صائحًا بتوسل: -حقك عليا، إن شاء الله هستأنف وهاخرج قريب من هنا!
رد بفتور: -ربنا موجود
أشار بيده لأخيه متابعًا بصرامة: -مازن خلي بالك من أبويا، حطه في عينيك، مش هاوصيك
هتف أخيه الأصغر بضيق: -اطمن، أنا معاه.

جذبه الحارس من ذراعه ليبعده عن القضبان ليتجه نحو محبسه مع باقي المحتجزين بالقفص الحديدي، فلوح له مازن بيده مودعًا إياه، ثم أسند والده المتهادي في خطواته قائلاً:
-أنا مش هاسكت، هاخلي المحامي
قاطعه مهدي بهدوء: -مالوش لازم، أخوك غلطان، وافترى كتير على الغلابة، أنا راضي بحكم ربنا، المهم هو يعقل
رد عليه بعدم اقتناع: -هو كان أول واحد، مافي غيره كتير.

هز مهدي رأسه رافضًا طريقة تفكيره المتهور والتي تدفعه إلى المهالك موضحًا: -بس مش كده! وأنا حذرته!
-ماشي يا أبا، نتكلم بعيد عن هنا
رد عليه بجدية: -ماتتعبش نفسك، اللي ربنا عاوزه هايكون، المهم أخوك يعقل زي ما قولتلك.

كان محقًا حينما اقترح عليها العمل وإلهاء نفسها في شيء يستحوذ على كامل تفكيرها بدلاً من الفراغ الممل الذي كانت قابعة فيه، انشغلت أسيف بإعداد الدكان الخاص بها ليصبح محلاً لبيع الورود الصناعية بالإضافة إلى الهدايا المميزة للصغار والكبار، واستخدمت أفكارها في تنسيق الباقات بطريقة جذابة ولافتة للأنظار بعد عملها بنصيحة زوجها منذر.

وصل إلى مسامعها أنباء حبس مجد فسعدت بتلك الأخبار السارة كثيرًا، وكانت من أوائل المهنئين لصديقتها فاطمة التي تخلت عن خوفها، وأثبتت شجاعتها في مواجهته، واستمرت في معركتها حتى حصلت على حقها القانوني في نهاية المطاف.

عاونتها بسمة في تجهيز كل شيء ليتم افتتاح الدكان في حلته الجديدة في أقرب وقت بالتزامن مع افتتاح الفرع الجديد الخاص بالوكالة، فقد عَمِد منذر إلى تغيير نشاط المحال بعد فض الشراكة مع عائلة أبو النجا ليتحول إلى معرض حديث مزود بالتصميمات الجديدة للأدوات الصحية، الجميل في الأمر أن زوجها سينتقل لذلك الفرع للعمل إلى جوارها ليظلا على مقربة من بعض.

قامت أسيف برص الباقات المعدة سلفًا على أحد الرفوف متسائلة باهتمام: -يعني اتفقتوا؟
أجابتها بسمة بتنهيدة مطولة: -ايوه
لكزتها أسيف في كتفها معاتبة: -بذمتك في عروسة تكون قالبة وشها كده؟!
ردت عليها بتجهم: -أنا مكونتش حابة أستعجل
نظرت لها بغرابة رافعة حاجبها للأعلى وهي تقول: -ده انتو بقالكم فترة كاتبين كتابكم
ردت بعدم اكتراث: -في ناس بتفضل بالسنين
صححت لها أسيف تفكيرها قائلة: -ده لما يكونوا مش جاهزين!

زفرت بسمة بصوت مسموع وهي ترد: -خلاص ارتاحوا كلكم من الزن، أسبوعين وأتنيل أتجوز
انفرجت شفتي أسيف بصدمة واضحة، لم تتوقع منها تلك العبارة، فردت مدهوشة: -وساكتة
قوست فمها للجانب متسائلة بفتور: -هايحصل ايه يعني؟
تفاجأت بابنة خالها تجذبها من يدها بغتة لتتحرك معها نحو باب الدكان هاتفة بتلهف: -ده احنا كده معندناش وقت خالص
استغربت من تصرفاتها المريبة والمبالغ فيها وهي تسألها: -في ايه يا بنتي؟

ردت عليها بجدية: -سيبي اللي في ايدك دلوقتي وخلينا نشوف هانعمل معاكي ايه يا عروسة
أشارت لها بكفها متابعة باندهاش: -يا أسيف الدكان..
نظرت لها بنظرات عميقة وذات مغزى قبل أن تقاطعها بحزم: -مش وقته خالص، ده احنا عندنا عروسة!
سحبت بسمة يدها من كف أسيف الممسك بها مرددة بقلق: -بلاش توتريني، خلي الأيام دي تعدي على خير!

لم تستدر بجسدها نحو الباب وهي تتحرك نحوه باندفاع طفيف، وبالتالي لم ترَ دياب وهو يلج إليه، لذا دون قصد منها ارتطم ظهرها بصدره، فسقطت في أحضانه، تلقفها من ذراعيها مانعًا إياها من السقوط، شعرت بقبضتيه عليها فالتفت نحوه برأسها تحدق فيه بصدمة، رمقها بنظرات عاشقة قريبة مليئة بالكثير من المشاعر المتأججة، تلون وجهها بحمرة قوية وسريعة، لم يفلتها منه، وهمس لها بعبث مستغلاً تلك الفرصة التي لا تتكرر كثيرًا:.

-وربنا أنا محظوظ..!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة