قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الخامس والعشرون

رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الخامس والعشرون

رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الخامس والعشرون

نهض دياب من على المقعد، وانسحب بحذر شديد من سرادق العزاء متبادلاً مع رجاله نظرات غامضة ولكنها كانت مفهومة بالنسبة لهم.
إنتاب والده الريبة، فقبض على معصمه متساءلاً بخفوت: -خير يا دياب؟ حصل حاجة
توقف ابنه عن السير، والتفت ناحيته، ثم أجابه بإقتضاب وهو يشير بعينيه: -مش خير خالص
انقبض قلب الأخير بخوف شديد بعد أن فهم إلى ماذا يرمي ابنه، وتجمدت نظراته عليه.

ثم أردف محذراً بصوت خافت لكنه صارم: -خلي بالك من نفسك انت وأخوك!
-اطمن!
قالها دياب مشيراً بحاجبيه بحركة واثقة قبل أن ينصرف هو الأخر ليلحق برجاله.
في نفس التوقيت سلط منذر عينيه على إنعكاس صورة هؤلاء الرجال الماكثين بالمقهى الشعبي من خلال مرآته الأمامية. زادت نظراته اتساعاً و حِدة حينما لمح ذلك القالب الطوبي المقذوف ناحية سيارته من الخلف.

ضغط على المكابح محاولاً تفاديه بحرفية قائد ماهر، فأصاب فقط مصباحه الخلفي.
صرخت عواطف بهلع، واستدارت برأسها لترى هؤلاء الرجال الغاضبين وهم يحاولون الفتك بهم.
صاحت بلا وعي: -يا نصيبتي، مين دول؟ الحقنا يا سي منذر!
-متخافوش
قالها منذر بإقتضاب وهو مسلط كل تركيزه على حماية من معه من التعرض لأي أذى.

ولكنه أوقف السيارة مجبراً ليتجنب صدم أحد الأشخاص الذين ظهروا أمامه فجأة، لكنه تفاجيء به يهوى على زجاج السيارة الأمامي بعصا معدنية غليظة متعمداً تحطيمها.
جفلت أسيف من ذلك المشهد المفزع، وشخصت أبصارها بخوف حقيقي.
احتضنت عواطف ابنة أخيها لتحميها، وتمسكت بها جيداً وهي تصيح بصراخ: -يا لهوي! ايه اللي بيحصلنا ده؟ هما عاوزين مننا إيه؟

ارتجف جسد أسيف تلقائياً من هول الموقف، ونظرت بأعين زائغة نحو ما يدور حولها من صدامات مهددة، خاصة وأن أغلب الوجوه كانت مألوفة بالنسبة لها.
شكل رجال الحاج فتحي حصاراً سريعاً حول سيارة منذر محاولين النيل منه، وأخذ أسيف بالقوة.
أدار هو سريعاً المحر، وبقوة أعصاب فائقة، ومهارة بارعة، وإصرار شديد تمكن من الإستدارة والالتفاف بعيداً عنهم متفادياً أي محاولة للإقتراب ممن معه.

قُذفت السيارة بقالب طوب أخر بعنف أكبر، وأصاب تلك المرة الزجاج الخلفي، فتهشم سريعاً، وارتطم برأس عواطف التي صرخت متآلمة.
وضعت يدها تتحسس موضع الوجع، وأكملت بأنين وهي تميل برأسها للأمام: -آآآه، دماغي!
التفتت أسيف نحوها، ودققت النظر في جرحها الخلفي، وشهقت مفزوعة حينما رأت خيوط الدماء تتسرب من رأسها.
وضعت يدها عليه محاولة منع النزيف مرددة برجفة: -دماغك بتنزف!

حدق فيهما منذر من خلال انعكاس صورتهما بالمرآة. وتجهم وجهه للغاية، كما أظلمت نظراته بصورة موحية بشر مستطر.
هتف الحاج فتحي بنبرة عالية مهيناً منذر: -هتتربى النهاردة يا ابن ال..!
حركت أسيف وجهها نحو مصدر الصوت، ورأت وجهه المظلم الذي يتوعدها.
خفق قلبها برعب كبير، واضطربت أنفاسها.
حدج منذر الحاج فتحي بنظرات نارية، وكز على أسنانه كاظماً غضبه حتى يتمكن من التصرف بحكمة وإنقاذ من معه.

لم يطل الأمر كثيراً، ولم يبقَ في ذلك الحصار المباغت لوقت طويل فقد حضر أخاه ومعه أغلب عمال الوكالة للإشتباك الفوري مع هؤلاء الغرباء.
التحمت الأجساد الغاضبة معاً، وزادت حدة الإشتباكات العنيفة بين الفريقين.
استغل منذر الفرصة، وتمكن من الإفلات منهم بسيارته، وتوجه سريعاً نحو وكالته.

كان دياب ممسكاً بعصا غليظة في يد، وجنزير معدني سميك في اليد الأخرى، وبدل بين كليهما في ضرب كل من تطاله يداه بشراسة. وكذلك كان الحال مع أغلب رجاله.
حاول أحدهم النيل منه وإصابته في رأسه من الخلف، لكن افتداه أحد العمال، وتلقى الضربة العنيفة عنه.
استدار دياب نحوه، وهجم عليه بضراوة لينهال عليه باللكمات والركلات قبل أن يكمل ضربه الوحشي بجنزيره المعدني لاعناً إياه بألفاظ بشعة:
-مش سايبك يا، ، هاطلع..!

أوقف منذر السيارة عند الوكالة، ثم ترجل منها ليساعد عواطف في الخروج.
كانت لا تزال واضعة ليدها على رأسها، ومستندة بيدها الأخرى على أسيف.
صاح بهما بصوت آمر غير قابل للنقاش: -خشوا جوا الوكالة، محدش يطلع منها!
نظرت إليه أسيف بنظرات غريبة، كانت مرتعدة للغاية، تفكيرها مشلول، خائفة مما قد يحدث لها، فقد رأت الشراسة والوعيد في أعين قريب والدتها الراحلة.

انتفضت فزعة في مكانها على صوت منذر الجهوري ؛ والذي أخرجها من شرودها المذعور، لتجده يحدث أحد صبيانه:
-باب الوكالة يتقفل عليهم، لو جرى لواحدة فيهم حاجة رقبتك هاتطير، سامع!
رد عليه الصبي بخنوع تام لأمره: -ماشي يا ريس!
ثم دفع عواطف بيده نحو الوكالة، وبالطبع تحركت معها أسيف، ليلج ثلاثتهم للداخل.
لحق به الصبي، وأضاء المصابيح لينير المكان، ثم التقط أقرب مقعد وحمله لتجلس عليه عواطف.

انحنى منذر عليها قائلاً بصوت متشنج: -ماتتحركيش من هنا يا ست عواطف
هزت رأسها قائلة بصوت ضعيف: -هو أنا فيا نفس أعمل حاجة! آآآه يا دماغي!
ثم رفع رأسه نحو أسيف ليضيف بقوة: -وإنتي محدش هياخدك من هنا غصب عنك!
ابتلعت ريقها ولم تعقب عليه.
وما إن تأكد من سلامتهما وبقائهما بآمان حتى ركض خارج وكالته، وأوصد الباب المعدني من الخارج ليضمن حمايتهما.
بقي الصبي معهما وهتف قائلاً بقلق: -ست عواطف، إنتي متعورة ولا ايه؟

أجابته بأنين: -اه يا بني، شوفلي حاجة أكتم بيها دمي اللي اتصفى
رد عليها بصوت متلهف: -في عندنا علبة اسعافات أولية، هاشوف هي فين وأجيبهالك
تابعت قائلة بصوت متقطع: -أوام يا بني!
لم تتوقف يد أسيف عن الإرتعاش. وبدت أنفاسها لاهثة وهي تحاول ضبطها.
رغبت عواطف في طمأنة تلك المذعورة أمامها، فرددت بإبتسامة باهتة: -متخافيش يا بنتي، محدش هيقدر يعملنا حاجة، احنا معانا ربنا، وآآ. وسي منذر!

نظرت لها أسيف بغموض، ورغم نبرتها المطمئنة إلا أن شعورها بالخوف والرهبة مازال مسيطراً عليها.
وقف مازن على باب مطعمه يراقب الإشتباك الدائر بنظرات متشفية، ثم ولج عائداً إلى مكتبه.
تساءل أباه بقلق: -عرفت اللي بيحصل؟ وليه ولاد حرب بيتخانقوا مع الناس دول؟
أجابه مازن بفتور: -لأ لسه!
ثم تحولت نبرته للقتامة والغل وهو يضيف: -خلوهم يربوهم شوية، نفسي أشوفهم مكسورين ومحطوط عليهم!

نظر له مهدي شزراً، ورد عليه مستنكراً: -وانت كده هترتاح؟
أجابه مازن بضيق: -اه هرتاح، مفكرين نفسهم أسياد الحتة وهما مايجوش حشرات أفعصها تحت رجلي!
ضغط مهدي على شفتيه مردداً بصعوبة: -لا حول ولا قوة إلا بالله، اوعى كده خليني أشوف في ايه!
أشار له مازن بكف يده قائلاً بعدم اكتراث: -اتفضل يا حاج
ثم تابعه بنظراته حتى اختفى من أمامه وتمتم مع نفسه بوعيد: -مسيره يجي اليوم اللي هاحط دماغهم تحت جزمتي وأدوسهم!

ركب منذر سيارته، وعاد بها إلى موقع الاشتباك عند المقهى، فهو لم يكن ليترك أخيه بمفرده دون مد يد العون، خاصة في تلك النوعية من المعارك.
كان فارق القوة والمهارة لصالح فريق دياب، فهم متمرسون على الاقتتال بشراسة خلال تلك الشجارات العنيفة، ولم تكن المرة الأولى لهم.
ضغط منذر على المكابح بعنف لتتوقف سيارته في منتصف الطريق ثم ترجل منها دون أن يوقف محركها، وانقض على أقرب رجل منه يضربه بعنف شرس.

تلقى عدة لكمات وضربات في أنحاء مختلفة من جسده لعدم وجود أي وسائل حماية أو دفاع عن النفس، لكن هذا لم يمنعه من رد الصاع صاعين.
لا يعرف أي قوة كانت تحركه للهجوم والاعتداء بأيدٍ عارية على من يقترب منه، لكن شيء ما بداخله كان يدفعه ويحفزه للقتال، وتلقين ذلك القريب الساخط درساً قاسياً.
قامت أسيف بتضميد جراح عمتها، وأوقفت نزيف جرحها السطحي.
حمدت الله أنه لم يكن غائراً، وأن إصابتها لم تكن بالخطيرة.

شكرتها قائلة بإمتنان: -تسلم ايدك يا بنتي، الحمدلله إنها جت على أد كده!
اكتفت أسيف باظهار ابتسامة خفيفة مجاملة على ثغرها.
هتف الصبي قائلاً بحماس: -زمانت الريس منذر واكلهم علقة موت، ده ماشاء الله عليه، مافيش مرة دخل فيها عاركة ولا مضاربة إلا وطحن اللي قدامه
استدارت أسيف نحوه برأسها، ونظرت له بغموض.
ردت عليه عواطف بتنهيدة متعبة: -ربنا يحميه لشبابه، ده لولاه كنت سحت في دمي، وكانت الغلبانة دي راحت فيها!

عادت أسيف تنظر إلى عمتها بنظرات مطولة.
هي كانت مُصيبة في قولها، فدفاع منذر المستميت عنهما وجرأته الشديدة أنجتهما من خطر وشيك.
استأنف الصبي حديثه مقلداً حركات المصارعين: -عليه شوية لوكميات وروسيات تجيب أجل الواحد، أفتكر مرة زنق واد كان شارب ودماغه ضاربة في الركنة هنا، وطلعهم على جتته لحد ما فاق وحلف ما يرجع يضرب تاني!

أومأت عواطف برأسها بإيماءة خفيفة وهي ترد عليه: -فاكراها الحكاية دي، الواد كان محشش باين، وقارف الناس في الرايحة والجاية وهو آآ..
لم تصغِ أسيف إلى بقية الحوار، وتراجعت للخلف لتجلس على أقرب مقعد، وأنزوت مع نفسها ترثي والدتها الراحلة. فبالرغم من الموقف العصيب الذي مرت به إلا أن شعورها باليتم والوحدة كانا أكبر من أي شيء أخر.

فالحقيقة القاسية أنها بالفعل بمفردها في تلك الحياة، وستتعرض بالتأكيد لمواقف مماثلة ربما تكون أكثر عنفاً وشراسة.
وصلت الأخبار -كما تنتشر النار في الهشيم - إلى أغلب المتواجدين بسرادق العزاء عن وجود مشاجرة حامية وتناثرت الأقاويل حول قريبة عواطف التي تسببت في ذلك النزاع.

اضطر الفقي للتوقف عن تلاوة القرآن الكريم، وختم الجزء المخصص للتلاوة سريعاً، فاتجه بعدها أغلب المعزيين إلى المقهى لمتابعة ما يحدث بفضول كبير.
بالطبع تمكن منذر وأخيه الأصغر دياب من السيطرة على الوضع، ومالت كفة الميزان لصالحهم.
شكل أغلب رجال عائلة حرب دائرة حول ضحاياهم الذين جثوا على أرجلهم في حركة مستسلمة.

وقف الحاج اسماعيل عاجزاً في مكانه، ونظر بأسف إلى رجال قريته الذين تم تقييدهم بصورة محرجة أمام الجميع وكأنهم شاه تُقاد إلى الذبح.
كانت أعين فتحي كالجمرات، تطلق شرراً بائناً، فهو لم يتوقع تلك الهزيمة، وظن أنه أتى بأفضل الرجال، لكنه نسى أنه دخل في شيء غير محسوب العواقب.
ورغم موقفه المتأزم إلا أنه هدر بصوت مُكابر وهو يكز على أسنانه بشراسة: -مش هاسيب لحمي تنهشوا فيه حتى لو كان أخر يوم في عمري!

اغتاظ منذر من تلميحاته الصريحة والتي تسيء إليه، فرد عليه بعصبية: -لحم ايه يا ده يا حاج، عيب على شيبتك دي!
هتف فيه الحاج فتحي بإنفعال كبير مهيناً إياه: -مابقاش إلا واحد، زيك يتكلم!
اتسعت حدقتي الأخير عقب سماعه لذلك السباب المهين، واصطبغ وجهه بحمرة مغلولة.
قبض على أصابع كف يده بشراسة، وأوشك على ضربه مهدداً إياه بنبرة عدائية: -لأ انت محتاج آآ..

وقبل أن ينقض عليه تجمد في مكانه على إثر صوت أبيه الصارم المنادي بإسمه: -منذر!
اشتعلت عيناه أكثر، وبرزت عروقه النابضة بدمائه المحتقنة من عنقه وأعلى جبينه.
تابع والده قائلاً بنبرة حازمة: -طالما أبوك واقف هنا هو اللي هايتكلم!
ضغط على أسنانه بقسوة ليرد بصوت شبه متشنج: -اتفضل يا حاج!
استدار الحاج فتحي ناحية طه، ورمقه بنظرات مزدرية متعمداً التقليل من شأنه، وأردف قائلاً بسخط:
-ومين انت كمان؟

وقف طه قبالته بشموخ وترفع، ونظر إليه بثبات لكن الأخير لم يعبأ به، وتابع بإستخفاف:
-تلاقيه جايبك محامي ليه!
استشاط دياب غضباً من أسلوبه المستفز والذي يتسبب في جعل الدماء تفور من الغيظ، فهدر فجأة:
-يا أبا الغلط ده ما يتسكتش عليه!
أشار له أبيه بعينين حادتين مردداً بغلظة صارمة: -اسكت يا دياب، أنا قادر أوقفه عند حده!

استشعر الحاج فتحي لوهلة أنه في موقف قوة، وأنه بإستطاعته قلب الكفة لصالحه، فصاح متساءلاً بصوت جهوري وهو يدير رأسه في كافة الاتجاهات:
-فين بنت رياض؟ فين عرضي اللي خدتوه؟ اشهدوا يا ناس، جاي أجيب بنتي من عندهم يضربوني أنا وقرايبها ويهددونا، هي دي المرجلة، هي دي ال آآآ..
قاطعه الحاج طه بصوت مرتفع: -بنت رياض أعدة معززة مكرمة مع عمتها!

التفت الحاج اسماعيل ناحية الحاج فتحي متساءلاً بإندهاش: -عمتها! هي ليها عمة أصلاً؟!
لم يجبه الأخير، فصاح به مكرراً بضجر: -الكلام ده صحيح يا حاج فتحي؟
ابتلع هو ريقه بتوتر خفي ولم يجبه.
أكمل منذر مردداً بتهكم وهو يرمق الحاج فتحي بنظرات ساخطة: -هو الحاج مقالكوش ده؟ تؤ تؤ تؤ، غلطان بصراحة!

ثم زاد من قوة نبرته الغاضبة وهو يكمل: -أه ليها عمة، اخت أبوها، الحاجة عواطف اللي كنتوا هتموتوها وكانت معايا في العربية
حاول الحاج فتحي الدفاع عن موقفه بعد أن وجد نفسه في وضع حرج، وهتف بصوت مستنكر محدجاً إياه بنظرات نارية مستشاطة:
-ويصح بردك تاخد حرمة من ورا أهلها وآآ..

قاطعه منذر قائلاً بحدة وقد قست نظراته للغاية: -خدتها لما لاقيت الراجل الكوبارة هيموتها في ايده، مش مقدر الظرف اللي هي فيه وحالتها رغم اللي قاله الدكتور، ونزل ضرب فيها!
استغرب الحاج اسماعيل مما سمعه، وحدق في رفيقه بذهول.
انفرج فمه مردداً بتساؤل: -هه، طب ليه؟
تعمد الحاج فتحي تجاهله، وجاهد ليحافظ على ثباته أمام الجميع.

أشار بإصبعه هاتفاً بإزدراء واضح في نبرته: -فين عمتها دي؟ ماهو يمكن تكون كدبة من تأليفك، فيلم وبتعمله علينا، رياض الله يرحمه مكانش ليه اخوات!
رد عليه دياب مستنكراً وقاحته المستفزة: -يا شيخ؟ طب انت ازاي قريب أمها وعارف كل حاجة عن عيلتها وفاتتك معلومة زي دي؟! لا بجد عيب عليك!
وضع منذر قبضته على ذراع أخيه ضاغطاً عليه، ثم رد ببرود مهيب: -وماله، مش هو طلبها، احنا هنأكدله ده، وهانجيب الحق عليه!

ضاقت نظراته أكثر، وتحولت نبرته للوعيد وهو يضيف: -واللي غلط يتحمل نتيجة غلطه..!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة