قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل السادس والعشرون

رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل السادس والعشرون

رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل السادس والعشرون

أخرجت من صدرها تنهيدات عميقة تعكس ما بداخل نفسها الملتاعة.
لم تمنع عبراتها من الإنهمار، فهي تشتاقها حقاً رغم عدم مضي الكثير من الوقت لإدراكها حقيقة فقدها.
إحساسها بالوحدة والخوف يقيد تفكيرها بذهن صافي عن تقرير مصيرها.
ظلت على تلك الحالة الواجمة لبعض الوقت، ولم ترغب عواطف في إزعاجها.
أرادت أن تترك لها مساحة من الخصوصية للإختلاء بنفسها.

سمع الصبي دقات قوية على باب الوكالة، فانتفضت أسيف في جلستها وأفاقت من شرودها لتتجمد أنظارها المرتجفة عليه.
حدقت عواطف هي الأخرى فيه مرددة بخوف وهي تبتلع ريقها: -هما. هما هيهجموا علينا ولا ايه؟
رد الصبي بصوت خفيض: -ششش، أنا هاروح أشوف مين! خليكوا هنا!
تحرك الصبي بخفة، واقترب من الباب، ثم مال بجسده عليه ليلصق أذنه به، وتساءل بصوت شبه مرتعش:
-مين؟
صاح به صوت قوي صارم ومألوف لديه: -الريس منذر باعتني ياض!

رد عليه الصبي بإرتياح بعد أن ارتخت تعابير وجهه: -هو قافل علينا من برا، والمفتاح معاه!
استمع إلى الصوت الرجل مردداً: -طب استنى، هاجيبه منه!
-ماشي
قالها الصبي وهو يتحرك عائداً إلى عواطف وابنة أخيها.
سألته هي بتوتر كبير: -مين يا بني؟
أجابها بنبرة مطمئنة مشيراً بيده وموزعاً أنظاره بينهما: -متقلقوش، ده الريس منذر باعتلنا الرجالة بتوعنا! تلاقيه بيطمن علينا
تنهدت عواطف بإرتياح وهي ترد: -طب الحمدلله، طمنتني!

جلست أسيف بإسترخاء على المقعد بعد ذلك التوتر المشحون، وظلت تتنفس بعمق لتضبط انفعالاتها المضطربة.
مسحت بأناملها عبراتها المبللة لوجنتيها، وكذلك تلك العالقة بين أهدابها.
بعد دقائق استمع ثلاثتهم إلى صوت فتح الباب المعدني الخارجي. فتأهبت حواسهم بالكامل لما هو قادم.
تحفز الحاج فتحي لتلك المواجهة الضارية مع غريمه منذر. ذاك الذي ظهر له من العدم ليهدم مخططاته.

هو مختبيء خلف قناع القرابة والشرف ورابط الدم رغم بغضه للموقف برمته. لا يريد لأحد أن يُلقي باللوم عليه أو يعاتبه لكونه مقصراً مع قريبته الوحيدة، لكن الحقيقة كانت غير هذا.

فهو فكر في تزويج أسيف لشخص ما ليتخلص من عبئها لأنه لن يتكبد تحمل مشقة وجودها معه أو حتى نفقاتها، وبعدها كان سيحاول - بالحيلة والخداع - الاستيلاء على منزلها وبيعه والاستفادة من عائد الأموال التي سيحصل عليها من تلك الصفقة، ولكن مع الأسف ظهر ما هدد بإفساد كل شيء.
حدجه منذر بنظرات متوعدة، ولم يبعد عيناه الشرستين عنه.

لم يقترب منه، ولم يتطاول باليد عليه رغم رغبته الملحة التي تحثه على فعل هذا، لكنه امتثل للعرف المتبع، ألا يمس كبار السن أو يعتدي عليهم. فنجا ذلك البغيض من قبضته المهلكة.
ارتفع رأسه للأعلى حينما لمح تلك الأطياف القادمة من بعيد.
دقق النظر في القادمين نحو الجمع الغفير. وتقوس ثغره بإبتسامة ملتوية.
هتف بصوت متحشرج غليظ مشيراً بذراعيه في الهواء: -وأهوو دلوقتي بس هنحط النقط على الحروف قصاد الناس دي كلها!

حاوطت عواطف ابنة أخيها من خصرها بذراعها حينما اقتربت من جمع الرجال، وقربتها إليها لتشعرها بالآمان والدعم.
هي أرادت أن تبث في روحها المضطربة إحساساً بالثقة وعدم الخوف بوجودها إلى جوارها.
كانت تشعر برجفتها وخوفها، ونظرت لها بإشفاق كبير.
أدركت مسئوليتها نحوها، ولن تتخلى عنها.
تعلقت أنظار أسيف بذلك الرجل الذي تعرفه عن ظهر قلب.

ورغم أنه كان موليها ظهره إلا أنها استشعرت بكل قوة إحساسه الآن نحوها، هي متأكدة من كراهيته لها، ومن وعيده الشرس إن طالتها يده
لم تحبه يوماً، لكنها كانت تعامله بإحترام لقرابته من والدتها الراحلة، وهو كان دوماً يشعرها بقلة نفعها وعدم أهميتها.
تجمدت أنظارها الخائفة على وجه منذر الصائح بثقة: -اتفضلي يا ست عواطف، قولي للناس انتي تقربي ايه لبنت رياض!

اتجهت الأنظار نحوهما، وشعرت أسيف كما لو كانت تقف بمفردها على خشبة المسرح والإنارة مسلطة عليها هي فقط.
تلون وجهها بحمرة بائنة، وزادت هيبتها من المواجهة.
هتفت عواطف بصوت مرتبك وهي تشدد من قبضتها على خصر أسيف: -أنا. أنا الحاجة عواطف خورشيد أخت المرحوم رياض خورشيد، ودي تبقى بنت أخويا الغالي. كانت جاية هي وأمها حنان الله يرحمها عندي يزورني، بس. بس الحق أخد أمانته وآآ.

قاطعها الحاج فتحي قائلاً بإزدراء وهو يرمق أسيف بنظرات احتقارية مقللة من شأنها:
-وايه اللي يثبت انك عمتها؟
ثم دار حول نفسه موجهاً أنظاره لكافة المحيطين به متابعاً بنبرة تحمل الإتهام: -مش يمكن تكوني واحدة محفظينها كلمتين تقولهم قصادنا وآآ..
فغرت أسيف فمها مدهوشة من إتهامه سيء الظن. لم يطرأ ببالها أن يفكر ابن خالة والدتها بتلك الطريقة.

استشاطت عواطف من طريقته التهكمية المسيئة إليها بوقاحة والطاعنة في نسبها وأصلها، فصرخت فيه بصوت غاضب مانعة إياه من إكمال جملته:
-احترم نفسك، كل الناس هنا عارفة أنا مين بالظبط، تقدر تسأل أصغر عيل لأكبر واحد هنا مين الست عواطف وهو هيرد عليك!
لم يختلف ردة فعل طه عنهما كثيراً، بل على العكس شعر بنيران متأججة بداخله تستعر مع سماعه لتلك الإتهامات الصريحة لقريبته، فصاح بلا تردد بنبرة متشنجة:.

-هتتحاسب عن كلامك ده!
دُهش منذر مما يردده ذلك القريب الكريه، هو لا يعبأ بتبعات تصريحاته المتهورة. لكن يكفيه رؤيته لوجه تلك اليتيمة الذي تحول من الوداعة للقسوة وهي تصرخ فيه بنبرة هائجة:
-نصبت نفسك خالي وبتقول شرفي وعرضي، والمفروض إنت تكون عارف أنا مين وبنت مين وأبويا الله يرحمه كان مين ومربيني إزاي؟!

ثم التفتت بأنظارها نحو الحاج اسماعيل لتوجه حديثها إليه، وتابعت قائلة بصوت مختنق وعبراتها تتراقص في مقلتيها:
-انا. انا اتولدت على ايدك يا حاج اسماعيل! واتربيت وسطكم، تفتكروا أنا ممكن أعمل كده؟ أتحمى في حد مش من دمي؟
أشار لها بكفه قائلاً بثبات وهو يرمقها بنظرات جادة: -الحق يتقال أبوكي الله يرحمه عارف الأصول كويس، وسمعته زي البريلانت!

اختنق صوتها أكثر وهي تكمل بمرارة: -بجد أنا مش مصدقة، الراجل اللي فتحناله بيتنا، اللي عارف عننا كل حاجة هو أول واحد يتهمني في شرفي، هان عليك بابا اللي كان معتبرك اخوه ومشاركك في كل حاجة ووقف جمبك في شغلك؟

تحركت نحوه بخطوات متمهلة وهي تعنفه بنبرة لاذعة: -طب هانت عليك ماما، وهي بنت خالتك، الست الغلبانة العاجزة اللي ماكنتش العيبة بتطلع منها، ودايماً كانت فاتحة بيتها في أي وقت لكل الناس، تتهم بنتها بإنها موالسة مع ناس متعرفهومش؟
استدار الحاج اسماعيل برأسه ناحية رفيقه ليضيف معاتباً إياه: -ميصحش كده خالص، الحاج رياض الله يرحمه ربى بنته كويس!

لم تستطع أسيف منع عبراتها من الإنهمار، فمرارة الظلم تفوق قدرتها على التحمل.
بكت بحرقة ثائرة في وجهه: -مش هاقول غير حسبي الله ونعم الوكيل!
نظر لها الحاج فتحي شزراً، لم تؤثر كلماتها به، ولم تهتز عضلة واحدة منه، بدا صنماً جامداً غير مهتم بحالتها التي يُرثى لها.
صار أكثر تجهماً، ورد عليها بفظاظة: -البؤين دول مايدخلوش دماغي!

حدجته بنظرات محتقنة للغاية، ونفثت هواءاً ساخناً من رئتيها وهي تفكر في تحديد أي نوعية من البشر ينتمي إليها ذلك البغيض الفظ.
أكمل هو قائلاً بصياح متهمها عن عمد في سمعتها: -انتي كان المفروض وقت ما أمك ماتت تكلميني أجي أتصرف، لكن عيارك فلت، و رايحة ترمي نفسك في حضن واحد زي ده؟!
شهقت مصدومة مما يردده قائلة بعدم تصديق وهي تشير لنفسها بإستنكار: -أنا؟

رد عليها بصوت غاضب: -انكري، ده أنا شوفتك بعيني اللي هايكلهم الدود!
هتفت نافية اتهامه بصوت محتد: -محصلش
في تلك اللحظة تحديداً وصل منذر إلى ذروته، وبلغ قمة انفعاله، فلم يسيطر على نفسه، وهتف بلا تردد وهو يتحرك صوبه:
-لأ عندك، انت بقى جيت في ملعبي!
كان الشرر يتطاير من عينيه محذراً من إنطلاق بركان ثورته في أي لحظة.
توجه الحاج فتحي بأنظاره نحوه، وعبس أكثر وهو يرى بوضوح شراسته المهددة.

هدر منذر قائلاً بصوت تهتز له الأركان: -الحاج الفاضل اللي زاير بيت ربنا اتهجم على اليتيمة دي في المستشفى، هي مقهورة على أمها، وهو عاوز يموتها من الضرب و ياخدها غصب معاه، ده بدل ما يطبطب عليها ويحميها ويهون عليها، لأ نزل ضرب فيها ولولا وجودي الله اعلم كان ممكن يعمل فيها ايه
رد عليه الحاج فتحي بنزق محاولاً تبرير موقفه: -عاوزني أشوفها في حضن واحد غريب وأسكت.

استنكر منذر إصراره على ترديد ذلك الإتهام الباطل.
وقف قبالته، وقست نظراته المخيفة، وصاح به بصوت متشنج: -انت بتخرف، حضن ايه ده؟
دفعه الحاج فتحي من كتفه بكل ما أوتي من قوة، وتحرك مبتعداً عنه بحركة ماهرة مدعياً البراءة ومرتدياً قناع العفة والطهر والدفاع عن الشرف:
-شوفوا بقى الأفلام اللي بتعملوها والجو ده مش هايخليني أسكت عن الغلط!
صاح به منذر بهياج: -بردك هيقولي غلطنا!

لم تصدق أسيف أذنيها، أيعقل أن يكون هذا هو قريبها الذي نشأت وتربت في كنفه ويعرفها عن ظهر قلب فيدعي عليها بالباطل ويختلق تلك الأكاذيب عنها.
تجمدت الكلمات على شفتيها، ولم تجد ما ترد به عليه.
صدمتها به أكبر من قدرة عقلها حالياً على استيعاب الموقف.
لاحظ الحاج فتحي صمتها، فتملكه الغرور أن يستمر في تمثليته الزائفة، وتابع بصوت آجش وهو يشير بسبابته:.

-عاوزة يا بنت رياض أنسى اللي عملتيه، وأسامحك يبقى تعتذري قصاد الكل!
اتسعت حدقتيها مذهولة مما يقوله.
أكمل قائلاً بثبات وهو يشير بكفه نحو رجال القرية المقيدين: -وخصوصا الرجالة اللي اتبهدلوا عشانك وتطلبي السماح مني ومنهم!
تجمدت أنظارها عليه، وهزت رأسها بلا وعي مستنكرة ما طلبه منها بدهاء.

استأنف الحاج فتحي حديثه قائلاً بمكر خبيث: -واعملي حسابك هترجعي معايا من مطرح ما جينا، ولعلمك مش هاسيبك تقعدي في بيت أبوكي لوحدك، مش هايحصل، هاتفضلي معايا لحد ما أسترك، ومش هاتستني كتير! كفاية الجُرس اللي عملتيهالنا! ويا ريت ألاقي اللي يرضى بيكي!
صدمات متتالية ضربت رأسها بشدة وهو يُملي عليها أوامره الصارمة، وكأنه ينفذ فيها حكماً بالإعدام الصامت.
هتفت مشدوهة رافضة تصديق المسألة برمتها: -نعم!

صُدم الجميع من قراراته الحاسمة، وتقريره لمصير تلك اليتيمة وكأنها لا تملك حكم نفسها.
لكن لم يجرؤ أحد على التدخل، فالمسألة تعتبر عائلية.
والقرار النهائي يعود لتلك الشابة.
لم تطق عواطف الصمت أكثر من هذا، تحاملت على نفسها كي تصل إلى ما يريده ذلك المقيت، لكنها سئمت من تسلطه ومن فرض سيطرته على ابنة أخيها منصباً نفسه الولي الوحيد عليها.

هي لن تتركها فريسة سهلة بين يديه يتلذذ بذبحها. لذا بكل عزيمة وإصرار صاحت متحدية إياه وهي تسير بخطى واثقة نحوه:
-شوف يا جدع انت، أنا معرفش انت مين، ولا يفرق معايا من أساسه!
اكفهرت قسماته من إهانتها له، وقبل أن يرد عليها تابعت حديثها بقوة مخيفة: -بس طول ما أنا عايشة بنت أخويا هاتكون في حمايتي أنا، الحاجة عواطف خورشيد، ومش هاسيبها لواحد زيك يستفرد بيها ويستقوى عليها!

ضاقت نظراتها أكثر، وتصلبت نبرتها وهي تكمل: -ولعلمك بقى أسيف مش هاتقعد إلا عندي وبس!
رد عليها الحاج فتحي بعبوس كبير: -لو قبلت تقعد عندك تنسى ان ليها خال، وإن ليها بيت في البلد من أساسه!
كانت جملته الأخيرة كالخنجر القاتل الذي شق صدرها، هو يحرم عليها ما لا يملكه، فصرخت بجنون رافضة قراره:
-انت مش هاتمنعني عن بيت أبويا!

ود منذر لو تتاح له الفرصة لينقض عليه فيذيقه طعم قبضته القوية. وجاهد بصعوبة بالغة عدم إفلات أعصابه.
التفت الحاج فتحي بجسده نحوها، ورمقها بنظرات جافة ثم رد عليها بجمود مثير للأعصاب:
-ده أخر ما عندي يا بنت رياض.!
استنكرت نيرمين تدخل والدتها فيما لا يعنيها من مشاكل لا تخصها. وتابعت من الشرفة ما يدور بأعين كالجمرات.

ظلت تضرب بقبضتها المتكورة حافة السور مرددة لنفسها بغيظ: -واحنا مالنا بس بالغلب ده؟ ليه تدخلينا في مشاكل مع العالم دول!
نفخت بصوت مسموع، وإشرأبت بعنقها محاولة متابعة ما يدور بالأسفل.
بكت رضيعتها رنا بصوت مبحوح للغاية، فاستدارت بجسدها نحوها قائلة بنفاذ صبر: -اتهدي انتي كمان! هي مش ناقصة زن وصداع خليني أشوف أمي هتعمل فينا ايه!

أفاقت بسمة على صوت صراخ الرضيعة، فحملتها من على الفراش، وهدهدتها لتسكتها، ثم بحثت بعينيها عن والدتها فرأتها بالشرفة.
اقتربت منها دون أن تلج إليها قائلة باستغراب: -مش سامعة بنتك يا نيرمين؟ ده قلبها انفطر من كتر العياط!
ردت عليها أختها بجفاء: -تلاقيها بتزن عشان تنام، أنا مأكلاها ومغيرلها، وعاملة كل حاجة معاها!

تساءلت بسمة بفضول وهي ترى أختها مهتمة بمتابعة شيء ما عبر الشرفة: -ايه اللي شاغلك يا نيرمين؟ هو في حاجة بتحصل تحت؟
لم تلتفت نحوها، وأجابتها بغموض: -ده انتي فايتك بلاوي سودة، وأمك محشورة فيها!
زاد فضولها لمعرفة ما يدور، واندفعت بلا تفكير إلى داخل الشرفة متساءلة بإهتمام:
-ماما؟ هو ايه اللي حصل بالظبط؟
حسمت أسيف أمرها، وقررت مصيرها بنفسها، لم تكن لتترك الفرصة لغيرها بالتحكم فيما هو قادم في حياتها.

هي حقاً وحيدة، يتيمة، ضعيفة، بمفردها في تلك الحياة. لكنها لن تكون بذلك الضعف الذي يجعلها مطمعاً للغير.
لن تتخلى عن حريتها، وتتقيد بقيد العادات والأعراف الظالمة.
هتفت بصوت جاد وهي تكفكف عبراتها بكف يدها: -أنا مش راجعة معاك يا حاج فتحي، أنا هافضل هنا! وده أخر ما عندي!
استشاط غضباً من قرارها الصادم، وكز على أسنانه بقسوة كبيرة مغتاظاً منها.
التفتت عواطف إلى ابنة أخيها وابتسامة عريضة تلوح على ثغرها.

شعور رهيب بالسعادة والفرح سيطر عليها.
دنت منها، ولفت ذراعها حول كتفها لتربت عليها ورمقتها بنظرات حانية مدعمة إياها، ثم استدارت لتنظر إلى قريبها الكريه قائلة بحماس:
-أظن الرد وصلك! مش محتاج توضيح أكتر من كده!
ضمتها إليها لتبث إليها القوة والثقة.
بالطبع استغل الحاج طه رأيها النهائي الحاسم في ذلك الأمر ليقول بصرامة وهو يدنو من الحاج فتحي:
-بس قبل ما المولد يتفض لينا حق عندك!

أيده منذر في رأيه قائلاً: -صح يا حاج! أقل من قعدة عرفية مش هانقبل!
نظر لهما الحاج فتحي متساءلاً بغرابة: -حق ايه ده اللي بتكلموا عنه؟ ده انتو آآ..
قاطعه الحاج طه قائلاً بصوت خشن غليظ: -حقنا احنا، انت عملت اللي انت عاوزه واتهمت قريبتنا في شرفها، وجه دورنا عشان نحاسبك، وكله بالأصول..!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة