قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل السابع والأربعون

رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل السابع والأربعون

رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل السابع والأربعون

علم من أبيه تفاصيل ذلك المشروع التجاري المشترك بينهما، وكيف أوصلهم أخاه الأصغر إلى ذلك الأمر بتصرفاته المتهورة.
لم يبدو مجد مقتنعًا بما قاله مهدي، فمن حق أخيه مازن أن يفعل ما يحلو له، فهم لا يملكون السلطة عليه.
صمت ليفكر بتمهل شديد في كل خطوة سيقدم عليها لاحقًا، فقد تيقن أنه بات شريكًا صريحًا مع عائلة حرب، وتلك العائلة تحديدًا يكن نحوها الكثير من العداوات والمشاعر البغيضة.

فلم ينسَ أن منذر هو من أدخله السجن وتركه يتعفن لأعوام خلف القضبان القاسية. وأنه من أهانه بشدة أمام المراهقة التي انتحرت مباشرة قبل زواجه منها.
تراكمات وتراكمات احتفظ بها في صدره لتؤجج مشاعر البغض والعدوانية لديه.
واليوم سيحصد نتيجة زرعه.
استدار مجد برأسه ببطء ناحية والده. ونظر له مطولًا دون أن ينبس بكلمة.
دس يده في جيبه ثم أخرج قداحته ليشعل بها سيجارته التي وضعها بين شفتيه، وهتف بصوت غريب مُقلق:.

-وماله يا حاج، خلينا شركا!
ضاقت نظراته أكثر وهو يكمل بنبرة غير مريحة بالمرة: -ده حتى المثل بيقول، ما محبة إلا بعد عداوة!
أكمل عد ما بحوزته من أموال بسيطة قبل أن يطويها ويضعها في جيب قميصه الأمامي.
فقد ادخر من إحدى المصالح الخاصة - والتي قضاها سراً -مبلغًا زهيدًا من المال لكي يعطيه لها خلسة.

راقبته أمه بنظرات متفرسة محاولة تخمين ما يفعله، وقبل أن يتحرك مبتعدًا عنها، تركت ما تقطعه من خضروات في الصينية لتسأله بنبرة عالية أجفلته:
-على فين العزم؟
تمتم حاتم لنفسه بكلمات مبهمة، ثم التفت بجسده ناحيتها، وأجابها بهدوء حذر: -خارج شوية، ورايا كام حاجة عاوز أعملها!
نهضت عن المقعد، ونفضت يديها من البقايا العالقة بين أصابعها، ثم دنت منه وهي ترمقه بنظرات ثابتة.

وضعت يدها على منتصف خاصرتها، وسألته بعبوس مشيرة بعينيها: -وايه الفلوس دي؟
وضع يده عفويًا على جيب قميصه، ثم أخفضها بحذر.
ابتلع ريقه مجيبًا إياها بإرتباك خفيف: -دي. دي عشان بنتي!
رفعت لُبنى كف يدها أمام جبينها لتؤدي حركة مستنكرة به وهي تهتف ساخطة: -بنتك! وده من امتى ان شاء الله؟ إيش حال الليلة كلها كانت على يدي! ده انت لا بتطيقها ولا بتطيق اللي ماتتسمى!

ضغط حاتم على شفتيه هاتفًا بامتعاض: -يا أمي ارحميني من اسطوانة كل يوم، البت ملزومة مني ولازمها مصاريف!
ردت عليه بقسوة وهي تلوح بذراعيها في الهواء: -احنا أولى بالفلوس دي، وبعدين هي المفضوحة أمها فقيرة؟ ما هي علي قلبها أد كده!
تجهمت تعابير وجه حاتم إلى حد كبير، وصاح نافيًا: -منين؟ ما أديكي شوفتي بنفسك.

حركت لبنى جسدها بحركة مائعة هاتفة بحنق كبير: -لا يا روحي، دي كانت بس بتدعي الفقر معاك! لكن على قلبها كوم فلوس أد كده! ولا نسيت زيارات أمها اللي كانت بتجيبها؟!
فرك حاتم طرف ذقنه متابعًا بغيظ: -تتنيل ولا تولع، هي معدتش تفرق معايا، أنا ليا لي بنتي وبس!
ردت عليه أمه بوقاحة فجة: -خلفة العار والندامة، يا ريتها كانت حتى جابت واد تفرح قلبنا بيه، لكن نقول ايه هي جوازة، من يومها!

زفر حاتم من كلمات والدته النابية، وأدار رأسه للناحية الأخرى.
تابعت هي قائلة بفظاظة: -ده حتى أختك شاهندة اتفك نحسها وربنا كرمها بعريس لقطة من يوم ما بوز الإخص دي غارت من هنا، زي ما يكون عملالها عمل، ربنا يحرقها مطرح ماهي أعدة!
نفخ مجددًا بضجر من ثرثرتها الزائدة، ولكن عبس وجهه بحدة حينما أمرته وهي تشير بيدها:.

-بأقولك ايه هات الفلوس دي، احنا محتاجينهم لزوم الخطوبة، ولما المفضوحة تعوز حاجة تاخدها من المحكمة! هات!
ارتفع حاجباه للأعلى باستنكار أكبر وهو يهتف معترضًا: -يا أمي. آآآ
قاطعته بصرامة غليظة وهي تشير بيدها أمام وجهه: -بلا أمي بلا هباب، هات!
اضطر أسفًا أن يخرج المبلغ الزهيد من جيبه ليعطيها إياه، فتناولته منه وقد تقوس ثغرها بابتسامة متباهية.
تابعت متمتمة بازدراء: -حار ونار في جتتها!

رد عليها حاتم بغيظ: -ارتاحتي كده
أومأت برأسها إيجابًا وهي تضيف ببرود متعمدة استثارته: -آه، ولسه هارتاح أكتر لما تتجوز تاني!
لوح بذراعه أمام وجهها قائلًا بغلظة: -مش عاوز!
سألته مستنكرة عذوفه عن الزواج: -ليه هاتفضل عاذب طول عمرك؟
نظر لها مطولًا قبل أن يجيبها بامتعاض: -اه!
استأنفت لبنى حديثها هاتفة بمكر: -يا واد أنا المرادي منمرالك على واحدة إنما حاجة، نقاوة ايدي وحياتك، سيبلي بس نفسك وأنا هاظبطك!

ظل مسلطًا أنظاره الحانقة عليها، ثم أولاها ظهره وسار بخطوات متعجلة نحو باب المنزل.
تابعته بعينيها وهي تتساءل باستغراب: -ماله ده؟ مش بيرد ليه؟
صفق حاتم الباب بعنف بعد أن خرج من المنزل، فاهتزت جدارنه من قوة الصوت.
زمت لبنى شفتيها مرددة بسخط قاسي: -منها لله بنت ال، سدت نفسه عن كل حاجة! إلهي تولعي يا بنت عواطف مطرح ما انتي أعدة، ومتلاقي حد يطفيكي!

سار متبخترًا بخطواته أمام العامة ليعلن صراحةً عن وجوده بالمنطقة، وبالطبع كانت تعابير وجوههم تشير إلى نفورهم التام منه.
التوى ثغره للجانب وهو يدنو من تلك المحال الموضوعة قيد الإصلاح.
دقق النظر في العاملين بهم قبل أن يصيح بصوته الجهوري الخشن: -شغل نضيف الصراحة!
انتبه له أغلب العاملين، وتبادلوا نظرات حائرة فيما بينهم.

اقترب منهم متابعًا بصوته الآجش وهو يشير بيده موضحًا: -خدوا راحتكم، واشتغلوا برواقة، على فكرة أنا مش غريب، أنا شريك في الهلومة دي!
وقف قبالته المهندس المسئول عن الديكورات الهندسية، وكور قبضة يده مقربًا إياها من فمه وهو يقول بحرج قليل:
-احم. أنا ال designer ال. آآآ..
قاطعه مجد قائلًا بسخافة: -كلمني عربي وحياة أبوك! محسوبك رد سجون ومالوش في الهري ده!

ارتسمت سريعًا علامات الانزعاج على وجه المهندس، وازدرد ريقه مرددًا بتوتر: -اها. آآ. تمام، أنا بأفهم حضرتك إني مصمم الديكورات اللي هنا
وضع مجد يده على رأسه وبدأ في حكها قائلًا بصوت متحشرج: -وماله مش عيب!
مرر أنظاره ببطء على واجهات المحال، فلفت انتباهه ذلك الدكان العتيق الذي يتوسطهم، فتساءل باندهاش:
-وده مش تبعهم ولا ايه؟

سلط المهندس أنظاره على الدكان، وأجابه موضحًا: -حاليًا لأ، بس الأستاذ منذر مبلغنا إنه هايشتريه من أصحابه عشان نقدر نضمه ونشتغل فيه
اكفهر وجه مجد قليلًا من ذكر اسمه، ورد بتأفف: -ماشي. عمومًا انت هتلاقيني فوق راسك كل شوية، أنا مش ورايا حاجة!
ابتسم المهندس بتكلف، ثم يده لمصافحته قائلًا بود: -تشرفنا يا فندم، ماتشرفتش باسم حضرتك؟

رمقه مجد بنظرات دونية، وأدار رأسه للجانب ليبصق، ثم عاود النظر إليه، ورد عليه بغلظة:
-سيدك مجد أبو النجا!
شحب وجه الأخير عقب تصرفاته الهمجية تلك، وأدرك أنه يتحدث مع شخصية أقل ما توصف به هي الحقارة والتقزز.
على الجانب الأخر، ورد إليه اتصالًا هاتفيًا من أحد رجاله بالمحال الجديدة التي يتم إعدادها لتكون من أكبر المطاعم مُبلغًا إياه بمجيء مجد إليهم.
هب الأخير واقفًا من مكانه شاخصًا أبصاره بذعر كبير.

كان يخشى من حدوث اصطدام آخر لأسيف مع ذلك المقيت إن كانت متواجدة هناك.
لذا هتف بلا وعي وقد تسارعت دقات قلبه: -وفي حد كان هناك؟
لم يفهم الرجل المغزى من سؤاله الغامض، فسأله مستفهمًا: -قصدك على مين يا ريسنا؟
جاهد ليبدو طبيعيًا في نبرته وهو يرد: -أي حد من معارفنا
أجابه نافيًا بعدم فهم: -لا مافيش
اشتدت أعصاب منذر حتى بلغت ذروتها، وبات يحترق من داخله وهو يتساءل بصعوبة: -والدكان؟

رد عليه الرجل متساءلًا بحيرة: -ماله؟
هتف فيه منذر بحدة بعد أن نفذ صبره: -حد كان فيه؟
انتظر بترقب كبير إجابته التي لم تستغرق سوى ثوانٍ معدودة ليعرفها: -لأ. مقفول زي ماهو!
تنفس منذر الصعداء لعدم وجودها به، فهي متهورة في تفكيرها الغير عقلاني، وربما كانت تخطط لزيارته أو المكوث فيه كعادتها. ووجودها على مقربة من ذلك البلطجي يضعها على خط النيران والمواجهة المباشرة معه. وهي مخاطرة غير محسوبة العواقب.

حافظ على ثبات نبرته وهو يكمل بصوت آمر: -طب اسمع مني للأخر!
رد عليه رجله بهدوء: -أؤمر يا ريس منذر
استطرد منذر حديثه بصرامة واضحة بعد أن قست نظراته: -تفضل عينيك على الدكان ده 24 ساعة، مش عاوزها تتشال للحظة من عليه، ولو مشيت حد تاني يستلم مكانك!
تعجب الرجل من أمره الغريب، وسأله مستفسرًا: -ماشي يا ريس، بس هو في حاجة لده كله؟
صاح به بصرامة حادة: -من غير ما تسأل، انت تنفذ وانت ساكت!

توجس الرجل خيفة من إغضابه، وهتف ممتثلًا: -حاضر
أنهى معه المكالمة، وألقى بهاتفه على سطح المكتب بعصبية.
تحرك من مكانه ليدور حول مكتبه واضعًا يديه على رأسه ضاغطًا عليها بقوة.
نفخ بحنق ظاهر، ثم أظلمت نظراته للغاية، وهتف بسباب نابي: -بدأنا القرف معاك يا..!
-مش بطال
هتف بها مجد بفتور وهو يجلس باسترخاء على المقعد في مطعم أبيه.
التفت الأخير ناحيته، وسأله بجدية: -انت روحت شوفته؟

رد عليه ابنه بابتسامة ساخرة: -وهي دي تفوتني!
هز مهدي رأسه بإيماءات متتالية وهو يتابع: -طيب. هما شغالين فيه، ووقت ما يخلصوا موضوع الدكان هيكملوا التوضيب وآآ..
انتبه مجد لعبارته الأخيرة، وسأله بفضول عن التفاصيل التي تخص ذلك الدكان العتيق: -دكان مين ده؟ أنا مش فاكر صاحبه أوي، هو مكتوب عليه دكان الحاج خورشيد، فكرني بالراجل ده؟

أجابه والده عفويًا: -عارف عواطف أم البنات نيرمين وبسمة، قرايب طه حرب، الست آآ..؟!
قاطعه مجد مشيرًا بيده: -ايوه، افتكرتها خلاص
أكمل مهدي مفسرًا: -ده بقى دكانها من أبوها، وهي آآ..
سئم مجد من استرسال أبيه في الحديث عن ذلك الهراء الملل، فقاطعه وهو ينهض عن المقعد:
-خلاص يا أبا، مش محتاجة توضيح، الموضوع في بيته، دكانهم وهيخلصوه!
-بالظبط
سار مجد في أرجاء المكتب يتجول به بخطى متمهلة ممعنًا النظر في تفاصيله.

سلط والده أنظاره عليه، وبدا متوجسًا من صمته المريب، وتصرفاته المباغتة، لذلك سأله مهتمًا:
-وإنت ناوي تعمل ايه بعد كده يا بني؟
لم يلتفت مجد ناحيته، وواصل تحديقه في تفاصيل المكتب قائلًا بنبرة مُقلقة: -ولا حاجة، مش ورايا غير عيلة حرب وبس!
استشعر من نبرته وجود خطب ما، فحذره هاتفًا بتوجس: -اوعى تكون ناوي على مصايب، إنت لسه مافيش كام آآ..

هنا التفت مجد برأسه ناحيته، وهتف بابتسامة باهتة: -اطمن يا حاج، ده بيزنس!
ضرب أباه كفه على الأخر مرددًا بعدم اقتناع وهو مثبت عيناه عليه: -ربنا يسترها ويطلع شغل وبس!
بعد مرور عدة أيام،.

مكثت حبيسة الغرفة رافضة الخروج منها إلا في أضيق الأحوال. فضلت أن تعتزلهن جميعًا وتكتفي بأن تكون جليسة نفسها ووحدتها. فلا حاجة بها لسماع ما يزعجها من فظة اللسان ابنة عمتها التي لم تتورع عن مضايقتها للحظة، ولا لعتاب عمتها الرقيق الذي يلومها لطيشها في لحظة أوشكت على الانهيار فيها.
كذلك أرادت ألا تشعرهن بحاجتها للرعاية والاهتمام بعد تورم قدمها اليسرى، وواظبت بنفسها على مداواتها.

تنهدت أسيف بتعب، وحدقت في حقيبة والدتها المسنودة إلى جوار خزينة الملابس بنظرات لامعة، وتمتمت مع نفسها بحزن:
-وحشني حضنك أوي يا ماما!
أخرجت تنهيدة قوية من صدرها محملة بالكثير من الأحزان وهي تكمل بصوت شبه مختنق: -واحشني الكلام معاكي انتي وبابا!
أدمعت عيناها بشدة عندما أضافت قائلة بقهر عاجز: -أنا فعلًا يتيمة من غيركم!

مر ببالها مقتطفات سريعة وومضات خاطفة من مواقفها العديدة منذ لحظة تفكيرها في تلك الزيارة المشؤومة حتى الوقت الحالي.
أغمضت عيناها بانكسار، وتابعت حديثها الموجع معاتبة نفسها بقسوة: -يا ريتني ما فكرت أجي هنا، يا ريتني!
بدأت تتعالى شهقاتها تدريجيًا، فدفنت وجهها بين راحتي يدها، وواصلت تعنيف نفسها بحدة:
-أنا السبب في كل حاجة. ايوه، أنا السبب!

في نفس التوقيت، خرجت نيرمين من المرحاض وهي تلف منشفة قطنية حول شعرها المبتل متغنجة بجسدها بميوعة أزعجت أمها.
نظرت لها عواطف بإزدراء مرددة: -مالك يا بت؟ ماتمشي عدل كده!
ردت عليها ببرود مستفز: -الله! مش أفرح بنفسي وبشبابي كده!
أشاحت عواطف بوجهها بعيدًا عنها، وهتفت مستنكرة: -على ايه ياختي؟ حوش حوش مش ملاحقة على الهنا اللي بأشوفه منك!

عبست نيرمين بوجهها، ونزعت المنشفة عن رأسها بعصبية، ثم صاحت بنبرة متشنجة: -عاوزاني أعمل ايه؟ ها قوليلي؟
اقتربت من أمها، وواصلت صراخها المتعصب: -كان في ايدي ايه ومعملتوش؟
ضغطت على شفتيها بقوة وهي تتابع بصوت مختنق: -ما أنا رضيت بالهم، والهم مرضاش بيا، اتنيلت اتجوزت واحد كرهني في صنف الرجالة كله، واتطلقت وأنا ملحقتش أتهنى أصلًا!

ابتسمت لنفسها بتهكم وهي تواصل سرد مآساتها: -لأ وعلى كتفي عيلة منه، بلوى هتفضل في رقبتي ربطاني بيه!
لمعت عيناي عواطف بوضوح، وعجزت عن الرد عليها.
تحول وجه نيرمين للإظلام أكثر، ثم كزت على أسنانها قائلة بمرارة: -ده غير إن مافيش حد هيرضى بواحدة زيي مطلقة وعندها عيال، فسبيني أفرح بنفسي، كفاية قهر بقى وقرف!
حدقت فيها عواطف بذهول، فقد كانت كالبركان الملتهب بحممه وانفجر فجأة في وجهها.

ردت عليها بحسرة: -لا حول ولا قوة إلا بالله!
اغتاظت نيرمين من ردة فعلها ومن عبارتها تلك وكأنها تستنكر عليها حتى التنفيس عن غضبها، فاستشاطت نظراتها، وصرخت بقسوة معنفة إياها على تخاذلها معها:
-ده بدل ما تطبطبي عليا زي المحروسة أم النكد اللي جوا لازم تسممي جتتي بكلمتين من بتوعك، حسي بيا بقى شوية.

انزعجت عواطف من إلصاق ابنتها لكل كارثة تحل بها لتلك اليتيمة، فردت عليها بضجر: -هو أنا يعني مبسوطة من الوضع اللي شيفاكي فيه، ما أنا نفسي تتجوزي تاني وآآ..
قاطعتها نيرمين بصرامة قوية وقد قست نظراته للغاية: -جواز تاني من واحد زي عينة الزفت حاتم ده مش هايحصل!
نظرت لها والدتها بصدمة، وبدت حائرة تبحث عن كلمات مناسبة ترد بها عليها، لكنها كانت بلا حيلة مع شراستها الحادة.

تبدلت نظرات نيرمين للقتامة، وأصبحت نبرتها أكثر ريبة وهي تضيف: -المرادي أنا هاختار بنفسي اللي هاتجوزه، ولازم قبلها يدخل مزاجي الأول..!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة