قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل مئة وخمسة

رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل مئة وخمسة

رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل مئة وخمسة

مر أمام أنظارها الشاردة شريط حياتها العابث، ركضت وراء أهوائها متناسية يومًا كذلك، أرعبتها نظرات قريبها كامل حد الموت، ودعت الله في نفسها ألا يصل الأمر به إلى دفنها حية، كانت ترتعد في المقعد الخلفي، وهوى قلبها لأكثر من مرة في قدميها مع كل طريق مظلم تسلكه السيارة التي تقلها لبلدتها حتى توقفت عند منزله، هنا زاد شحوب وجهها وزاغت أبصارها، جذبها كامل من ذراعها بقبضته العنيفة آمرًا بجمود:.

-انزلي يا بت شادية
ارتجفت شفتاها وهي تقول: -أنا..
احتدت نظراته وبدت أكثر إظلامًا فارتعدت فرائصها، هتف من بين أسنانه بقسوة: -حريمنا هيوجبوا معاكي!
أفزعتها كلماته المريبة تلك، فتهاوت قدماها وهي تجر خلفه نحو المنزل، استعطفته باستجداء:
-اسمعني يا عمي، أنا هافهمك
هدر آمرًا بصرامة ترعب الأبدان: -اتكتمي!

صمتت مجبرة متوقعة هلاكًا حتميًا بالداخل، كان في انتظارها حفنة من نساء العائلة، نظراتهن كانت مخيفة للغاية ناهيك عن أوجههن الواجمة، جف حلقها من الخوف، دفعها بعنف نحوهن فسقطت تحت أرجلهن منكبة على وجهها، أشار لهن بسبابته صائحًا بلهجة صارمة:
-مش هاوصيكم!
ردت عليه إحداهن بنبرة قاتمة وهي تنظر لها بازدراء: -اطمن يا حاج كامل، الضلع الأعوج لازم يتعدل!

رفعت ولاء رأسها لتنظر في وجه تلك المرأة، فرأت ما أخافها أكثر، مررت أعينها الخائفة على حفنة النساء التي شكلت دائرة حولها لتضيق عليها الخناق، دق قلبها بعنف وهي تتلفت حولها بذعر مرددة بتوسل:
-اسمعوني، أنا معملتش حاجة!

وكأنها تخاطب أصنامًا لا تنطق ولا تسمع، هن تلقوا أمرًا صارمًا بتهذيب أخلاقها على طريقتهن، بردع تصرفاتها الهوجاء بأسلوب عنيف، كاد قلبها يخرج من بين ضلوعها وهي ترى النساء يواصلن التحرك نحوها ليقمن بواجب الضيافة الخاص معها، نزعن عنها المعطف الذي يستر ثيابها، فشعرت أنها عارية، لا يحجب جسدها عن أعينهن الغاضبة شيء، انهلن عليها بالضرب المبرح فصرخت متألمة، استغاثت بمن ينجدها لكن بدا صوتها لهن معزوفة آسرة حتى فقدت وعيها، حينها توقفن عن تعذيبها الجسدي، صاحت فيهن مرأة ما:.

-كفاية عليها كده، ودوها الزريبة زي ما الحاج كامل أمر!
أمسكت بها اثنتان منهن من معصميها، وقامتا بسحلها على الأرضية حتى وصلتا إلى حظيرة البهائم، فتركت حبيسة ذلك المكان حتى يتم النظر في أمرها.

وأصبح للحب عنوانًا يخلد بداخله أسماء العاشقين، كانت حلمه الغريب، وأصبحت واقعه الجميل، لم يغمض له جفن، وظل مستيقظًا طوال الليل ليتأكد أنها باتت زوجته وتغفو في أحضانه، لم تغب البسمة عن محياه، سحبها معه نحو أنهر العشق التي يجيد فنونها ببراعة، واستجابت هي لتيار حبه الجارف مستسلمة لأمواجه المتدفقة فتنعمت معه بأحاسيس لم تختبرها من قبل، حلقت معه في عنان السماء مستنشقة أكسيد الغرام الذي حفز حواسها بالكامل لتغدو تحت سيطرة العشق العميق، خشى أن تكون في مرحلة ما قد تأذت منه لكن للحب تأثير عجيب، لذة محببة تذيب الحواجز والمخاوف، فتخطت تلك اللحظات الحرجة والهامة بشاعرية مضاعفة لتصبح زوجته فعليًا.

نامت أسيف في أحضانه بعمق ربما لكونها تشعر بالسكينة معه، وربما لأن الإرهاق قد تملك منها، لكن الأكيد أنها لم تعد تهابه، ظل يداعب خصلات شعرها بأصابعه متنهدًا بحرارة، احنى رأسه عليها ليطبع قبلة صغيرة على جبينه هامسًا لها:
-بأحبك يا أسيف!

تململت متأثرة من صوته الهامس الحنون فابتسمت بشغف، بدت كالطفل الصغير الذي وجد راحته بعد مجهود مضنٍ، ضمها إليه محاوطًا إياها بذراعه رافضًا السماح لها بالابتعاد عنه، أعاد إسناد رأسه للخلف مغمضًا عينيه ليستسلم لخدر النوم الذي بدأ يتسلل إلى جفنيه.

احترقت وهي تتقلب على جانبيها متخيلة ما يفعله أي عروسين في ليلة عرسهما، تجسد في مخيلتها وجه منذر بملامحه الجادة ونظراته الصرامة، توهمته يتودد إليها، ينهال عليها بالقبلات الشغوفة، ويغدقها بأحضان دافئة تثير فيها الرغبات لتذوق المزيد معه، اجتاح رأسها ألم رهيب فجأة لتتبخر مع قوته أحلامها الوردية وتفيق على واقعها المرير، إنسانة مريضة على وشك ملاقاة الموت بين لحظة وأخرى.

أدمعت عيناي نيرمين بشدة وهي تحاول تجاوز تلك الساعات العصيبة، لكنها كانت تمر ببطء بثقل يهلك القلوب قبل العقول، رغمًا عنها خرج أنينًا من جوفها شاعرة بوخزات قاسية تعتصر فؤادها، أجهشت بالبكاء سريعًا، كورت يدها ضاغطة على أصابعها بقوة وهي تحدث نفسها بأسى:
-كان نفسي في واحد يحبني وأحبه، كنت هاكلها معاه بدوقة، مكونتش طالبة كتير، آه!

زادت حدة الآلام التي تعصف برأسها فصرخت بوجع شديد، ولجت الممرضة بصحبة الطبيب نبيل على إثر صرخاتها المتتالية إلى داخل غرفتها، دنا منها متسائلاً بتلهف:
-مدام نيرمين، حصلك ايه؟
لم تكن تراه جيدًا، أثر ألمها المميت على مراكز الإبصار لديها، فبدت الرؤية مشوشة، واصلت صراخها المتألم صائحة ببكاء يدمي القلوب:
-تعبت، كفاية بقي، يا ريت أموت وأرتاح، خدني يا رب، ارحمني من العذاب ده!

انهارت مجددًا عاجزة عن مقاومة كل أوجاعها التي هاجمتها بشراسة، هتف فيها بنبرة عالية:
-مدام نيرمين، متقوليش كده، كلنا معاكي وجمبك!
أمسك بقبضة يدها يحتضن راحتها متابعًا: -أنا جمبك ومش هاسيبك، سمعاني يا مدام نيرمين، أنا موجود معاكي.

للحظة تسرب صوته الجاد إلى أذنيها فبدا كالترياق لذلك الذي يلتهمها بضراوة، هدأت نسبيًا وانخفضت حدة صرخاتها، ظل يبث في روحها المعذبة كلمات مهدئة حتى خف أنينها المصاحب لصراخها نوعًا ما، فقام بفحصها وإعطائها جرعة جديدة من دوائها عل أوجاعها تسكن، رفض تركها بمفردها وأكمل مناوبته الليلة ماكثًا في غرفتها حتى الساعات الأولى من الصباح مراقبًا إياها في صمت، شغل تفكيره تلك الجمل الغامضة التي كانت تهذي بها وسط صرخاتها، تساءل في نفسه بفضول عن الذي يدفع شابة مثلها للوصول إلى الحضيض في مشاعرها، لتعاني بقسوة رافضة التمسك بأقل الآمال لتبقى على قيد الحياة.

تثاءبت بإنهاك وهي تجاهد للنهوض من نومتها التي طالت معتقدة أنها في غرفتها بمنزل عمتها وكانت منغمسة في أحلام ممتدة، شعرت بتيبس في عنقها، بألم طفيف في أجزاء متفرقة من جسدها، لكن صدمتها حينما رأته نائمًا إلى جوارها جعلها تشهق صارخة وكأنها رأت شبحًا للتو، انتفض منذر فزعًا على إثر صرختها محدقًا فيها بذهول، كمم فمها بيده، وطوق بالأخرى عنقها ليمنعها عن الصراخ متسائلاً باندهاش:
-في ايه؟

جاهدت لتتحرر منه محاولة نزع يده عنها لكنها فشلت، امتص سريعًا صدمتها قائلاً بتريث عقلاني:
-احنا متجوزين، وفي بيتنا!
تجمدت أنظارها الجاحظة عليه، وتوقفت عن المقاومة والصراخ، بدأ عقلها يستوعب الأمر من جديد، هي بالفعل تزوجته، وكانت ليلة عرسهما بالأمس، أزاح يده عن فمها قائلاً بابتسامة عذبة:
-افتكرتي، أنا منذر جوزك!

أخفضت أسيف عينيها حرجًا منه، وهزت رأسها باستنكار كبير لتصرفها الأحمق في أول صباح يجمعهما معًا، دست يديها في خصلات شعرها المتبعثرة ضاغطة على شفتيها بقوة، ابتسم لخجلها الحرج منه متابعًا بمزاح:
-حصل خير، بس يا ريت مايتكررش تاني، الناس تقول عنا ايه!

زاد خجلها وبدا واضحًا على وجنتها التي اصطبغت بحمرة كثيفة، خبأته براحتيها متحاشية النظر إليه، وألقت بظهرها على الفراش زافرة بصوت مسموع، اعتدل منذر في نومته ليحدق فيها بنظرات والهة، لا يصدق أنها تشاطره الفراش، يشعر بدفء جسدها الملاصق لها، يراقب براءة روحها النقية التي أضاءت حياته الكئيبة، تحفزت خلاياه سريعًا للاستمتاع معها بحب جارف، فنهض من جوارها ليعتلي جسدها دون أن يلمسها، وهتف قائلاً بنبرة ذات مغزى.

-صباحية مباركة يا عروسة
رفضت إبعاد يديها عن وجهها أو حتى النظر إليه بعد تصرفها الخجل مرددة بصوت شبه مكتوم:
-صباحية إيه بقى، أنا وشي منك في الأرض!
مد يده نحو قبضتيها ليزيحمها عن وجهها الذي شعر بسخونته من فرط حرجها، حدقت فيه بأعين لامعة، فتابع بتنهيدة حارة:
-وحشتيني من بالليل لدلوقتي
عبست بوجهها مرددة بغرابة: -هو احنا لحقنا؟
التوى ثغره ببسمة عابثة وهو يقول: -طبعًا، إنتي مش عارفة أنا نفسي فيكي أد ايه
-بس..

قاطعها بهدوء مغرٍ: -ده مش وقت كلام خالص، احنا..
لم يكمل جملته للنهاية فاستغربت من صمته، لكنه فسره لها حينما انحنى على رأسها ليطبق على شفتيها بشفتيه، قبلها بشغف أكبر، فذابت معه سريعًا، وتفاعلت مع حبه الذي أغدق به عليها، وانغمسا مجددًا في عشق خاص بهما.

بصعوبة بالغة تمكن من النوم في فراشه، لم يغب عن باله صورتها التي انطبعت في مخيلته، ظل محدقًا في خاتم الخطبة لفترة طويلة متمنيًا أن ينقله لليد اليسرى، زفر دياب باستياء لكونه لم يتزوج مثل أخيه، همس بصوت مزعوج:
-يا بختك، زمانتك غرقان في العسل، وأخوك مفحوت هنا!
نهض عن فراشه ذارعًا الغرفة جيئة وذهابًا، بحث عن هاتفه ليحدثها، فقد تملكته رغبة كبيرة في سماع صوتها، تساءل مع نفسه بتوتر:.

-يا ترى هاتكون صاحية ولا لأ؟
تردد في مهاتفتها واضعًا يده على رأسه قائلاً لنفسه: -استحالة تكون صاحية
رن الهاتف فجأة في يده، فانتفض في مكانه مفزوعًا على إثر الرنة المباغتة، أطلق سبة نابية وهو يحدق في الشاشة بنظرات حادة، تحولت تعبيراته للوجوم الشديد حينما قرأ اسم شادية عليها، ضغط على زر الرفض مرددًا بازدراء:
-ولية، تجيب النحس، هو أنا ناقصها على الصبح!

تجاهل اتصالاتها المتكررة واضعًا هاتفه على الوضعية الصامتة، اعتقد أنها تحاول تهديده كعادتها لكونه قد تطاول على ابنتها بالأمس، وتوجه إلى المرحاض ليغتسل قبل أن يقوم بزيارة صباحية مباغتة لعروسه التي اشتاقها.

ضاقت بها كل السبل للوصول إلى ابنتها، فقدوم قريبها الصارم كامل قطع عليها الطريق للتواصل معه أو حتى معها، هو لن يتهاون فيما يخص سمعة العائلة، خاصة وضعها الفاضح الذي رأها عليه، سيحكم عليها بالبقاء في داره ريثما تنتهي القضايا مع زوجها الحالي ليقرر هو مصيرها، خافت عليها من أن يحكم عليها بالموت، فإن كان على عهده متعصبًا شديدًا لن يتراجع عن ذلك، هداها تفكيرها المحدود للجوء إلى والد حفيدها دياب، فهو مشهود عنه بمواقفه الرجولية، ربما سيبرر الموقف بصورة هينة يسهل تقبلها، فقريبها يثق فيه، ستقنعه بطريقتها أن يختلق عذرًا ما، لكنها فقدت الأمل في الوصول إليه، عاتبت نفسها لتفكيرها المحدود معتقدة أنه سيلبي ندائها بعد كل الخلافات الدائرة بينهما، لم يعد أمامها بدًا من الذهاب إلى مازن، الأمل الأخير بالنسبة لها، توجهت إلى منزله لتقابله، استقبلها بفتور لم يبذل جهدًا في إخفائه، توسلت له بقلب مفطور أن يساعدها لكنه أبى قائلاً بتهكم:.

-مش هي اختارت تشرب بقى!
هددته شادية بصراخ: -هاضيعك يا ابن أبو النجا، التقارير الطبية معايا، هاقول اللي انت عملته فيها، اوعى مفكرني نسيت!
نظر لها بجمود غير عابيء بتهديداتها، ورد ببرود: -وإنتي قبضتي التمن
صاحت فيه بصوت غاضب مهددة بيدها: -أخوك ضحك عليا، باعلي الهوا، مخدناش حاجة منكم!
رد بعدم مبالاة: -ماليش فيه، وبعدين عاوزاني أرجع واحدة لامؤاخذة بتلوف على واحد تاني وهي على ذمتي، قالولك عني قرني؟

اشتعلت حدقتاها من أسلوبه المسيء لابنتها، فصاحت بعصبية: -انت قذر وسافل
هتف باستفزاز: -ده العادي بتاعي، مش جديد يعني
بصقت في وجهه متعمدة التحقير من شأنه فاستشاط غضبًا، دفعها من ذراعها قائلاً بانفعال:
-يالا يا ولية من هنا، أقولك على حاجة، بنتك طالق! خلصنا!
ضاقت نظراته أكثر وهو يتابع بشراسة: -وهابعت ورقة الطلاق على بلدكم، يالا من هنا!

شهقت شادية مصدومة من فعلته الغير متوقعة، وتلاحقت دقات قلبها بصورة كبيرة، لقد أنهت زيجة ابنتها دون قصد منها، وبات الأمر متأزمًا بصورة أكبر، وقفت في مكانها عاجزة عن التفكير فيما ستفعله إن نفذ تهديده ذلك، دفعها بلا رحمة إلى خارج منزله ملقيًا إياها كالشاردة على الدرج، لم يشفع له كبر سنها ولا صلة النسب بينهما، أدركت بعد تلك المهانة أنها أجرمت في حق نفسها قبل ابنتها، أنها زجت بها في متاعب لا حصر لها بسبب أطماعها الغير منتهية، هبطت الدرج وهي تبكي بحسرة على مصائبها، تبقى لها أمرًا واحدًا هي المواجهة المباشرة مع عائلتها، عليها أن تعترف بأخطائها أولاً قبل أن يتم محاسبة ابنتها على أفعالها.

توجهت نحو باب المنزل لتفتحه معتقدة أن محصل الكهرباء بالخارج، فاليوم هو الموعد الشهري لسداد الفاتورة، سارت عواطف بتمهل حتى بلغته، ثم قامت بفتحه لتتفاجأ بوجود زوج ابنتها دياب أمامها، تشكل على محياها ابتسامة ودودة وهي ترحب به:
-اتفضل يا ابني، نورتنا
رد عليها بابتسامة عريضة: -ازيك يا حماتي، أنا جاي أصبح عليكم، وأشوف إن كنتو محتاجين حاجة
-تسلم على تعبك!
تنحنح مضيفًا بخشونة طفيفة: -هي بسمة موجودة.

ردت عواطف ضاحكة: -يعني هاتروح فين، ما هي أعدة في البيت
سألها بتلهف واضح عليه: -طيب ينفع أشوفها؟
هزت رأسها بالإيجاب مرددة بحماس: -أه يا ابني، دي مراتك دلوقتي
رفع كفيه عاليًا وهو يقول: -يسمع منك ربنا
أضافت عواطف بودٍ: -ثواني هناديهالك، وأهوو بالمرة تقعدوا شوية قبل ما نعدي على نيرمين نشوفها، وبالمرة نطلع على العرسان نطمن عليهم
-ماشي.

تحركت نحو غرفة ابنتها بعد أن استقبلته في غرفة الضيوف لكنها لم تكن بالداخل، رددت لنفسها:
-تكونش في الحمام؟
توجهت إلى هناك، فوجدت الباب موصدًا، وسمعت هدير الماء يأتي من الداخل فتأكدت من وجودها به، تحركت نحو المطبخ لتعد مشروبًا لضيفها ريثما تخرج بسمة لتستقبله،.

وكعادتها لم تهتم بمظهرها ففتحت باب المرحاض مرتدية قميصًا منزليًا ذو حملات رفيعة من اللون الوردي، يكاد يصل إلى ركبتيها، وشعرها المبتل ملتفًا بمنشفة قطنية، دندنت بأغنية شهيرة وهي تسير بلا اكتراث نحو الصالة لتلقي نظرة خاطفة على هاتفها الموصول بالشاحن،.

مرت بغرفة الضيوف فلم تنتبه لوجوده بالداخل، لكنه لمحها وهي تسير بخيلاء مثير ودلال ناعم يلهب المشاعر ويؤجج العواطف، هب من مكانه واقفًا ليحدق فيها مدهوشًا، لمعت عيناه بوميض مشرق، وارتسم على محياه ابتسامة عريضة، لم يتسمر في مكانه مطولاً، أسرع بتحريك قدميه نحو عتبة باب الغرفة ليستند بذراعه على الحائط، مرر أنظاره على جسدها الملفوف بنظرات مطولة، لم يستطع إبعاد عينيه عنها، فمجرد رؤيتها يعطيه إحساسًا صافيًا بالسعادة، فعليًا لم يكن يرى سواها، هتف بلا وعي بتنهيدة حارة:.

-هو في كده..؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة