قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الخامس والأربعون

رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الخامس والأربعون

رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل الخامس والأربعون

ذرعت الغرفة جيئة وذهابًا وهي تفرك كفيها بعصبية واضحة، فما حدث اليوم أمام أنظارها – خاصة مع رمز الرجولة الأصيلة عندها - دق ناقوس الخطر لديها.
تجهمت تعابير وجهها، وضغطت على شفتيها بقوة مانعة نفسها من إطلاق شتائم مهينة.
استقبلتها أمها بترحاب كبير وكأنها لم ترتكب شيئًا بل أصرت على بقائها في أحضانها اليوم، وغفت معها في غرفته. ذلك المكان الذي تمنت أن تنام هي فيه بدلًا منها.

التفتت نيرمين لتنظر لأختها الغافلة على الفراش بحدة قبل أن تجلس على طرف الفراش الأخر.
همست لنفسها بغل واضح: -جيتها المرادي هتجيب علينا الخراب!
زفرت بعدها بغيظ بائن، فمازالت أسيف تستحوذ على كل شيء منذ أن وطأت قدماها بيتهم المتواضع.
هي ببراءتها الساذجة تنجح دومًا في سلب العقول، وجذب الانتباه، وما أكثر من حنقها نحوها أن الجميع يعيرونها الاهتمام حتى لو بدت طائشة حمقاء.

انتبهت لصوت بسمة الناعس وهي تقول: -ارحمي نفسك ونامي
ردت عليها نيرمين بحقد: -مش جايلي نوم، هاموت من البلوى اللي حلت علينا؟
تساءلت بسمة بنبرة متثاقلة: -قصدك على أسيف؟
صاحت بها نيرمين بصوت محتد: -ماتنطقيش اسمها قصادي، بأتعصب لما بأسمعه، كان نفسي تغور في داهية ومانشوفش خلقتها تاني!
أضافت بسمة بجدية: -هي مش رجعت خلاص، وأمك ماسكة فيها بإيدها وسنانها، يعني انسي انها تسيبها وتمشي!

ردت عليها نيرمين بحنق بارز في نظراتها الضيقة ونبرتها الحادة: -وده اللي فاقعني، على ايه مش عارفة، دي حيالله مكملتش كام يوم عندنا، خلاص بقت فرخة بكشك عندها
تثاءبت بسمة وهي ترد: -حكمة ربنا!
نفخت نيرمين متابعة بغيظ أكبر: -أووف، هاطق من جنابي منها
ردت عليها بسمة ببرود إلى حد ما: -بصراحة من اللي بتعمليه قصادي ده اللي هايحصلك!

أضافت نيرمين قائلة بغل وهي تكور قبضتها في الهواء: -آآخ لو أطبق في زمارة رقبتها، آه لو أتساب عليها!
حدقت بسمة في أختها بنصف عين، ورأت مدى العصبية المتشنجة الواضحة على تعابير وجهها وتصرفاتها، فحذرتها قائلة:
-صدقيني انتي لو تهدي حبة وتخليكي باردة هترتاحي
التفتت نيرمين برأسها ناحيتها، وحدجتها بنظرات حانقة وهي ترد بتبرم: -انتي هبلة ومش فاهمة حاجة من اللي بتحصل حواليكي! نقطينا بسكاتك يا بسمة ونامي أحسن!

تمطت بسمة بذراعها وهي تتابع بإنهاك: -طيب يا أم العريف، هانام لأحسن مصدعة على الأخر!
زفرت أختها مجدداً هاتفة بزمجرة عالية: -يووه، اسكتي، أصلًا انتي جبتلي صداع! وأنا على أخري
ردت عليها بسمة بعدم اقتناع: -أنا برضوه ولا آآ..
قاطعتها قائلة بغضب جم: -يووه يا بسمة، ابعدي عني السعادي، كفاية عفاريت الزفتة دي اللي بتتنطط قصادي!

استسلمت لرغبتها المُصرة على نومها معها ومشاركتها الفراش، كانت متحرجة من وضعها الحالي، لكن لعطف عمتها اللامحدود، وطيبتها الزائدة رضخت لتوسلاتها.
مسدت عواطف على رأسها برفق متمتمة بكلمات متضرعة للمولى: -ألف حمد وشكر ليك يا رب، الحمدلله إنك رجعتي تاني يا بنتي، ربنا ما يحرمني من دخلتك عليا أبدًا!
استمعت أسيف إلى أغلب دعائها، وبكت في صمت متأثرة.

بروحها النقية التي ذكرتها بأبويها الراحلين. كانا دائمي الدعاء لها، لم ينقطع لسانهما عن مناجاة الله من أجل تيسير أمورها.
واصلت إدعاءها بالنوم حتى غفت وهي تضمها إلى صدرها.
انتظر بفارغ الصبر انقضاء ساعات الليل لكي يعود إلى منزله بعد أن تمكن التعب منه.
ورغم حرصه على عدم إزعاج من بالبيت وتفضيله البقاء بالخارج إلا أنه قد أرهق تمامًا، وأصبح بحاجة ملحة للإسترخاء والنوم، لذلك قرر العودة إليه.

ولج دياب إلى المنزل بهدوء حذر، وسار بخطوات هادئة نحو غرفة ابنه يحيى. فقد ظن أن غرفته ربما تكون مستغلة من قبل ضيوفهم.
أوصد الباب خلفه بهدوء، ودنا من فراشه بحرص شديد.
انحنى على رأس صغيره ليقبله بحنو أبوي كبير، ثم التفت برأسه لينظر إلى أروى التي نامت إلى جواره.
مسح على جبينها برفق، ودثرهما جيدًا قبل أن يعتدل في وقفته، ويلقى بثقل جسده على الأريكة.

رفع ساقه للأعلى لينزع حذائه من قدمه، وكرر الفعلة مع الساق الأخرى.
فرك وجهه بتعب، وتمط بذراعيه في الهواء. ثم نهض من جلسته ليتجه نحو الشرفة. حرك عنقه للجانبين ليخفف من حدة ذلك التيبس الخفيف الذي شعر به.
تثاءب بتعب وهو يفتح الشرفة ليلج للخارج. ضربت نسمة باردة ومنعشة صدغيه فإرتعش قليلًا.
أغلق الباب خلفه بهدوء، وسحب المقعد ليجلس بإسترخاء تام عليه قبل أن يغمض عينيه ليستسلم لسلطان النوم.

لم تتمكن من النوم جيدًا، فتغيير الفراش يسبب لها أزمة، هي إعتادت على ما يخصها، وحينما تضطر للنوم خارج منزلها تصاب بالأرق.
رفعت رأسها عن الوسادة، وأدارت رأسها في اتجاه أختها التي غطت في نوم عميق رغم حالة الانفعال التي كانت مسيطرة عليها.
فركت كتفيها بيديها، ونهضت عن الفراش لتتجه إلى الشرفة، أردات أن ترى المنظر العام من الأعلى في تلك الساعة المبكرة.

لم يطرأ ببالها أن الشرفات الخاصة بغرف الصغار متصلة ببعضها البعض، وبالتالي لم تتوقع وجود أحد بالخارج.
وضعت يدها على شعرها المفرود، ومشطته بأصابعها لتجمعه سويًا، ثم ولجت للخارج.
اقتربت من حافة الشرفة، واستندت بمرفقيها عليها.
تثاءبت بسمة بصوت شبه مسموع وهي مسلطة أنظارها على الطريق بالأسفل.
فتح دياب جفنيه على صوت تلك الحركات الخافتة الصادرة من الغرفة المجاورة.

كان متأهبًا لكنه لم يصدر صوتًا. تفاجيء بخروجها للشرفة بأريحية كبيرة دون إدراك منها لوجوده.
ارتفع حاجباه للأعلى، واستشعر الحرج لتكرار تلك المواقف الخجلة بينهما.
تردد لوهلة في تنبيهها لوجوده معها، وأخفض نظراته وهو يستطرد حديثه قائلاً بجدية:
-على فكرة البلكونة مش تبع البيت، دي حتة من الشارع!

انتفضت بسمة في مكانها فزعة من صوته، وتسارعت دقات قلبها بخوف شديد وهي تلتفت نحوه، لكنها سريعًا ما استعادت هدوئها، وضبطت أنفاسها وهي ترمقه بنظرات مزعوجة من طريقته في الحديث.
أرادت أن تبدو جلدة متبلدة أمامه حتى لا يفرض سخافاته عليها، فقطبت جبينها، وردت عليه بعبوس قليل:
-هو ممنوع نقف فيها ولا حاجة؟
هز رأسه نافيًا وهو يجيبها بهدوء: -لأ. خدي راحتك!

ولكن ضاقت نظراته نحوها، وهتف متساءلًا بنبرة ذات مغزى: -بس انتي مش محجبة باين؟
كتفت ساعديها أمام صدرها وهي ترد بتهكم: -أكيد يعني، انت فاكر ايه؟
أومأ بعينيه مرددًا بإبتسامة متسلية: -طب تمام، أصل أنا شايف شعرك كله!
شهقت مصدومة من عبارته الأخيرة، ووضعت يديها عفويًا على رأسها محاولة تغطيته.
أدركت أنها خرجت بدونه، وتصرفت بتلقائية تامة فلم تتخذ حذرها.

توردت وجنتيها إلى حد ما من حرجها، وابتلعت ريقها بتوتر بائن
أولته سريعًا ظهرها، وركضت عائدة للداخل لتوصد باب الشرفة خلفها.
اتسعت ابتسامته الساخرة من طريقتها الخرقاء في التصرف برعونة في بعض المواقف، وتمتم مع نفسه بمزاح:
-إنتي حالة عجيبة!
توترت أكثر، وتوردت وجنتيها بعد ذلك الموقف الحرج الذي تعرضت له معه.
تسمرت بسمة في مكانها لعدة للحظات محاولة استيعاب ما دار قبل دقائق.

كانت في موقف قوة، مستعدة للجدال معه إن لزم الأمر، لكنه فرض سيطرته على الوضع كليًا، وخرجت هي منه متخاذلة خالية الوفاض.
أمسكت بالستائر وغطت بها زجاج الشرفة لتظلم الغرفة من جديد، وضربت برأسها عليه عدة مرات معنفة نفسها بتبرم:
-انا غبية! ازاي ماخدتش بالي!
ألقت بجسدها على الفراش، وسحبت الملاءة فوقها لتدفن نفسها أسفلها لاعنة تصرفها الأحمق.
انقضى الليل، وأشرق نهار أخر معلنًا عن يوم جديد في حياة الجميع.

استعدت عواطف للعودة إلى منزلها، وبالطبع لم تتركها جليلة لا هي أو حتى ابنتيها – وكذلك ابنة أخيها – دون القيام بأخر واجبات الضيافة معهن.
تحرجت بسمة من الخروج من الغرفة، وأثرت البقاء بها حتى لحظة انصرافهما متحاشية الالتقاء بدياب.
هو لم يكن واعيًا ليقابلها، فقد غفا في غرفته حينما تأكد من خلوها من الضيوف.

على عكسه بقي منذر بالوكالة حتى الصباح، وحينما تأكد من استيقاظ الجميع، هاتف والدته قائلًا بجدية:
-أنا هاوصلهم بعربيتي، خليهم بس يجهزوا وكلميني!
ردت عليه بلطف: -وماله يا منذر! يخلصوا فطار وهاطلب عليك!
-ماشي!
وبالفعل ما إن انتهت جميعهن من تناول الإفطار حتى اتصلت بابنها لتؤكد عليه استعدادهن.
لم يحتاج لأي وقت للوصول، فقد مكث أسفل المنزل منتظرًا تلك المكالمة.

تعاملت نيرمين بجفاء شرس مع ابنة خالها، لم تكن تطيق وجودها حولها، وظلت ترمقها بحدة رغم تجنب الاثنتين للحديث معًا.
لفت عواطف ذراعها حول خصر أسيف مرددة بسعادة: -أنا فرحانة إنكم حواليا، ربنا يديمكم نعمة في حياتي
ردت عليها جليلة بود وهي تمرر أنظارها على الثلاث شابات: -يا رب يا عواطف، والله إنتي ربنا بيحبك ورزقك بشوية بنات زي السكر!

هتفت نيرمين بحماس محاولة كسب ودها أكثر: -كان بودنا يا خالتي نقعد معاكي أكتر، بس مايصحش نتقل عليكم أكتر من كده، كفاية إن سي منذر نام برا، وآآ. ودياب كمان!
ثم اقتربت منها لتقبلها بحنو زائد لكنه مصطنع.
ردت عليها جليلة بمكر وهي تمسح على ظهرها برفق: -يا ريت تتقلوا، هو أنا عندي أعز منكم!
رسمت نيرمين على ثغرها ابتسامة متكلفة وهي ترد: -ربنا يخليكي لينا يا رب!

أضافت جليلة قائلة بجدية: -عاوزة أشوف البنات تاني يا عواطف، وخصوصًا الكتكوتة دي!
ثم أشارت بعينيها نحو الرضيعة.
تحمست نيرمين كثيرًا لترحابها الشديد بها، وردت بسعادة: -والله دي ما شافت نوم ولا راحة إلا هنا، البركة موجودة في كل حتة في البيت!
وضعت جليلة يدها على رأس الرضيعة، ومسحت بحذر شديد عليها قبل أن تنحني برأسها عليها لتقبلها برفق وهي تقول:
-ربنا يحميهالك!

أضافت عواطف هي الأخرى بإبتسامة مجاملة: -يا رب أمين، تسلمي على ذوقك!
التفتت جليلة برأسها نحو بسمة، ثم قالت بألفة: -وإنتي يا بسمة، مش محتاجة وصاية، العيال معتمدين عليكي في المذاكرة!
أومأت برأسها بالإيجاب قائلة بإيجاز: -أكيد!
هتفت عواطف مودعة إياها بإمتنان: -فوتك بعافية يا ست جليلة!
ردت عليها الأخيرة بلطف: -ربنا يعافيكي ويشفيك!
ثم أشارت بحاجبيها لأسيف وهي تضيف بصوت هاديء: -وسلامتك يا بنتي!

ردت هي عليها بصوت خافت: -الله يسلمك
تابعت جليلة قائلة بتفاؤل: -إن شاء الله تطيبي قريب!
اغتاظت نيرمين من ذلك الحوار الودي الدائر بينهما، وهمست بغل: -إياكش تقع على بوزها وهي نازلة!
تحركت بسمة أولًا في اتجاه الباب لتفتحه، لكن تجمدت خطواتها عند العتبة حينما رأت منذر واقفًا أمامها.
أردف قائلاً بصوت خشن: -سلامو عليكم!
تراجعت للخلف ضاغطة على شفتيها وهي تقول: -وعليكم السلام.

تهللت أسارير نيرمين لوجوده، وابتسمت ببلاهة وهي محدقة به.
أخذت تهدهد ابنتها بحركات سريعة نسبيًا محاولة التحرك للجانب لرؤيته بوضوح.
ابتسمت عواطف وهي تضيف بحرج قليل: -معلش يا بني، هانتعب معانا! إنت ملكش ذنب في الدوخة دي!
رد عليها بجمود: -ولا دوخة ولا حاجة، وقبل ما أنسى في موظف من الشهر العقاري جاي عندك البيت عشان توثيق العقود!
هزت رأسها بتفهم وهي ترد بحذر: -طيب.

نظرت إليه أسيف من طرف عينها، فقد فهمت المقصود من عبارته، هو أراد ترديد الأمر على مسامعها ليؤكد لها أن تملك حصة عمتها بدكانها.
اختنق صدرها من مجرد التفكير في الأمر، ولم تعقب عليه.
سلط هو أنظاره عليها مراقبًا ردة فعلها، لكنه أثار ريبته تجاهله له.
تنحنح بخشونة، ثم أضاف قائلًا بصوت آمر: -اتفضلوا!
تنحى بعدها للجانب ليترك المجال لبسمة لتمر أولًا، ثم انتظر خروج والدتها خلفها.

تباطئت نيرمين في خطواتها لتصبح ملاصقة له، وبالتالي تتمكن من التحرك معه، لكنه استدار برأسه ناحيتها ليرمقها بنظرات جافة وهو يقول بصرامة:
-اتفضلي! السكة واسعة!
ضاقت نظرات نيرمين نحوه، وتلاشت ابتسامتها من وجهها ليحل التجهم عليه.
كانت كمن ينفث دخانًا من أذنيه وهي تلحق بأختها وأمها.
عرجت أسيف بقدمها اليسرى أثناء خروجها من المنزل محاولة استباقهما بخطواتها المتآلمة.
أوقفها منذر مرددًا بجدية: -رايحة فين؟

رفعت أنظارها لتحدق فيه بغرابة: -نازلة!
زاد عبوس وجهها وهي تضيف بتهكم ساخط: -اطمن، أنا مش هاهرب، معدتش عندي طاقة أعمل حتى ده!
دنا منها بخطواته المفاجئة، فارتعدت من اقترابه المهدد، وانحنى فجأة نحوها ممددًا ذراعه أسفل ركبتيها، ومحاوطًا بالأخر خصرها ليحملها عنوة.
اتسعت حدقتاها مصدومة من تكراره لتلك الفعلة الجريئة غير مكترث بمن حوله.

وقبل أن تنفرج شفتاها لتهتف بإستنكار، صاح قائلًا بهدوء واثق: -زي ما طلعتك هنزلك!
توترت من حديثه الذي ألجم لسانها، واكتسى لون بشرتها الذابل بحمرة دموية عجيبة.
على الجانب الأخر أصبح وجه نيرمين ككتلة من الجمر المتقد على ألهبة نيران حامية حينما رأت هذا المشهد أمامها.
شهقت مذهولة من تصرفاته المتجاوزة مع من تمقتها، وزادت نظراتها الشرسة إليها.

كزت على أسنانها بقوة حتى كادت أن تحطمهم من فرط العصبية المكتومة داخلها.
في حين عقدت جليلة ما بين حاجبيها متعجبة من أفعال ابنها الغامضة، وحدقت فيه بغرابة شديدة.
وضعت إصبعيها أسفل ذقنها، ودققت النظر إليهما وهي تحدث نفسها بحيرة: -الله! ماله شاغل بيها باله؟
ارتابت من ابنها إلى حد كبير، خاصة أنه بدا أكثر توددًا لتلك الفتاة عن ابنة عواطف التي تحثه على التفكير فيها.

عقدت العزم على ألا تدع الأمر معلقًا دون أن تثيره معه لاحقًا، ففي النهاية هي أم، ومصلحة ولدها تعد شاغلها الأكبر والأهم..!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة