قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل السادس والثمانون

رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل السادس والثمانون

رواية الدكان للكاتبة منال سالم الفصل السادس والثمانون

أوشكت الأجواء الاحتفالية بالسرادق على الانتهاء بعد تلقي العروسين مجاملات مادية من كبار رجال البلدة الريفية كنوع من التعبير عن فرحتهم بتلك الزيجة الطيبة، وبالطبع لم يستطع أي من العروسين الاعتراض على التقاليد السائدة والمتبعة بينهم.
مد منذر يده أمام العروس فأخفضت نظراتها نحوه متسائلة بعدم فهم: -في حاجة؟
ابتسم لها وهو يجيبها بهدوء: -مش المفروض نقوم!

تحرجت كثيرًا من رده رغم كونه طبيعيًا، إلا أنها باتت تخجل من أبسط الأمور معه، وبأنامل مرتجفة مدت يدها نحوه ليمسك بها برفق، ثم نهض واقفًا بهدوء تبعته هي راسمة على محياها ابتسامة مهذبة، تأبطت في ذراعه، وحدقت أمامها رامشة بعينيها لعدة مرات قبل أن تسير إلى الخارج، تعالت من حولهما أصوات الزغاريد المصحوبة بدقات الطبول والمزامير.
هتف الحاج إسماعيل بنبرة عالية: -ما لسه بدري، ده احنا ناويين على عشا و..

قاطعه طه قائلاً بجدية: -يدوم العز يا رب، بس احنا ورانا طريق سفر طويل
أصر على بقائهم مرددًا: -ما تخليكوا بايتين هنا و..
أشار بيده موضحًا: -يا ريت كان ينفع، بس الجماعة كلهم وراهم مصلحة متعطلة أديلها كام يوم، وإنت عارف ده بيقف علينا بخسارة!
هز الحاج إسماعيل رأسه متفهمًا وهو يرد: -ربنا ييسرلكم الأمور!

مد يده لمصافحة طه قبل أن يتحرك في اتجاه منذر مضيفًا بترحاب: -شرفتنا يا أستاذ منذر، ومش هانوصيك على عروستنا بقى
لم يكن بحاجة إلى مثل تلك العبارات المؤكدة لأنه بالفعل حريص على أقل شيء يخصها، فالتفت نحو وجهها، وأطال النظر نحو قسماته المتوردة مبتسمًا وهو يقول:
-انت بتوصيني على حتة غالية مني!

زاد احمرار وجنتيها من غزله المتواري أمام أقربائها، فنكست رأسها بحياء ظاهر، بينما ربت الحاج إسماعيل على ذراعه قائلاً بهدوء:
-ربنا يحميك لشبابك ويكتر من أمثالك
تابع منذر مرددًا بامتنان وهو يشير بيده: -تسلم، أنا مش عارف أشكركم على الواجب اللي عملتوه معانا و..
قاطعه قائلاً بعتاب لطيف: -دي أسيف بنتنا متقولش كده، والله نزعل منك، وكل واحد في البلد هنا فرحانلها وعاوز يعمل معاها أحلى واجب.

-ربنا يخليكم ليها، أهل كرم! نشوف وشكم على خير
وجه الحاج إسماعيل حديثه إليها بجدية مشيرًا بسبابته: -خدي بالك من جوزك يا بنتي، تحطيه في عينك، سمعاني؟
رفعت وجهها في عينيه المحدقتين بها قائلة بخفوت خجل: -حاضر!
لمحه منذر من على بعد بوجهه المتجهم وهو يرمقه بنظراته المغتاظة، فأراد أن ينبهه أنه متابع جيد لإيماءاته المزعوجة، فرفع من نبرة صوته وهو يناديه:
-ايه يا حاج فتحي؟ مش ناوي تسلم علينا؟!

امتعض وجهه على الأخير، فمنذر ليس بالخصم اليسير، وعرف كيف يأخذ منه ما يريد، لذا دنا منه هاتفًا بعبوس:
-ودي تيجي!
صافحه بفتور، ثم وضع يده على كتف أسيف مضيفًا: -مع السلامة، لو عوزتي حاجة انتي عارفة رقمي
هزت رأسها بالإيجاب قائلة: -ماشي يا خالي
أضاف منذر محذرًا بكلمات غامضة للجميع لكنها كانت مفهومة جيدًا بالنسبة له: -ماتنساش يا حاج فتحي تتابع موضوع بيت المرحوم، عاوزين نشوف مين ابن الحرام اللي حرقه!

قوس فمه للجانب وهو يرد باقتضاب متجهم: -ربنا يسهل
لوح منذر بيده عاليًا وهو يهتف بحماس: -نشوف وشكم على خير جميعًا
رد عليه الحاج إسماعيل بود: -في رعاية الله، ربنا معاكو ويسلم طريقكم، شرفتونا!
أحضر دياب السيارة أمام مدخل السرادق ليتمكن العروسين من ركوبها، وترجل منها هاتفًا بحماس:
-يالا يا جماعة!
ركض الصغير يحيى نحو أبيه قائلاً ببراءة وهو يجذبه من بنطاله: -بابي أنا عاوز أركب معاكو.

ابتسم له ماسحًا على رأسه، وعابثًا بوجهه مرددًا بحنو: -ماشي يا حبيبي!
لحقت به أروى، وابتسم لأخيها هاتفة بإصرار: -وأنا كمان يا أبيه؟
نظر لها بحيرة، فمقاعد السيارة لن تتحمل كثرة العدد الراغب في استقلالها، فرك رأسه مترددًا في الرد عليها، لكن حسم أخيه منذر الأمر قائلاً بجدية:
-هاتهوم يا دياب معانا!
هز رأسه وهو يمط فمه: -ماشي يا منذر!

أشار الصغير يحيى بيده نحو بسمة هاتفًا بمرح وقد زادت ابتسامته: -والمس كمان يا بابي!
ارتفعت أنظاره تلقائيًا نحوها، فالتوى ثغره بابتسامة عابثة للغاية مرددًا لنفسه بصوت خفيض:
-والله لو ينفع أخدها في حضني، بس هي ترضى!
انتبهت بسمة لإلحاح الصغير على ركوبها معه السيارة، فاعتذرت قائلة: -مافيش مكان يا حبيبي، أنا هاركب في الباص ده!

ركل يحيى الأرضية بقدمه بعصبية واضحة عليه، وعبس بوجهه هاتفًا: -لأ أنا عاوزك معايا ماليش دعوة!
يئست من محاولة إقناعه من صعوبة الأمر، لكنها تفاجأت بدياب يدعمه قائلاً: -خلاص هي تركب جمب العروسة، واحنا هنتصرف سوا!
جمدت أنظارها عليه، فابتسم لها بمكر مشيرًا بيديه في الهواء وكأن الأمر قد صار مفروغًا منه، فلا حاجة بها للاعتراض الآن، اعتبرته نوعًا من التحدي، فلوت ثغرها مرددة بقوة:
-وماله، هاقعد جمب بنت خالي!

بدأ الجميع بعدها في اتخاذ أماكنهم بالسيارة، وبالفعلت جلست بسمة بجوار العروس التي احتلت منتصف المقعد الخلفي، وإلى جوارها جلس منذر مستمتعًا بقربها الملاصق له، أصر الصغير يحيى على الجلوس في حجر معلمته التي تعلق بها، ولم ترفض تحقيق أمنيته فضمته إليها، اتخذت جليلة المقعد الأمامي كمكان طبيعي لها، وجلست ابنتها في حضنها، مرر دياب عينيه على أوجه الجميع هامسًا بمزاح:.

-دي العربية قلبت مكروباص، ناقص أركب على السقف وألم الأجرة!
ضرب كفًا بالأخر، واستعد لإدارة محرك السيارة مانعًا نفسه من الضحك أمامهم كي لا يعطي أي تبريرات لهم، وتولى طه المهمة الأخرى في التأكد من استقلال باقي المدعوين الحافلة التي استأجرها ليعود معهم من حيث أتوا.
كانت كمن يجلس على مقعد مشتعل بالجمرات بجوار والدتها، فنظرت لها الأخيرة بتعجب وهي تسألها:
-مالك يا بنتي، دايمًا كده لاوية بوزك ولا..

نظرت لها من طرف عينها مرددة بتبرم ساخط: -بأتحسر على ميلة بختي!
انزعجت من طريقتها التهكمية في الإشارة إلى حياتها السابقة، فردت عليها بحذر: -كل واحد ونصيبه
سألتها نيرمين بحدة طفيفة وقد استشاطت نظراتها: -واشمعنى أنا نصيبي يطلع كده؟
-مقدر ومكتوب
استاءت من والدتها لاستخدامها نفس العبارات المبررة لأي شيء، فصاحت بنقم صريح: -أهوو الكلام ده اللي بيفور دمي!

شهقت عواطف مصدومة من سخطها على كل شيء، فحذرتها بوجه مكفهر: -لا حول ولا قوة إلا بالله، بلاش كده يا بنتي، ارضي بنصيبك وربنا هيراضيكي!
ردت عليها بتهكم: -مافيش حاجة بتتغير، هافضل زي ما أنا!
وضعت يدها على فخذ ابنتها ضاربة إياه عدة مرات بخفة وهي تقول: -ربنا يهديكي يا بنتي، فرجه قريب! ده كفاية إنه رزقك ببنتك، ورزق البنات واسع و..

قاطعتها مرددة بإحباط: -افضلي ثبتي فيا بالكلام ده، وفي الأخر مش بأشوف غير الهم والغم!
يئست من إقناعها بالتوقف عن إظهار سخطها، هي دومًا تصل معها إلى طريق مسدود، فأشاحت بوجهها بعيدًا عنها قائلة:
-بأقولك ايه يا نيرمين السكة لسه طويلة، اذكري الله أحسن!
حدقت في الفراغ أمامها بنظرات حقودة متمتمة من بين شفتيها بصوت خفيض: -كَلتها والعة بنت الإيه!

بدت متحرجة للغاية من التصاق جسدها به رغمًا عنها، وحاولت قدر الإمكان اختلاق مسافة ما بينهما لكن لا مجال لذلك، فالمقعد الخلفي بات ضيقًا، وأكثر ازدحامًا، وحركات الصغير يحيى مع بسمة تجبرها على الميل بجسدها للجانب لتفاديه، راقب ما تفعله بهدوء مزعوجًا من خجلها الزائد، فالأمر لا يستحق كل تلك التصرفات الحذرة معه، اعتقد في نفسه أنها مازالت مكروهة على تلك الزيجة رغم استشعاره العكس، فتوترت تعبيراته قليلاً، أدار وجهه للجانب ليحدق في الطريق المظلم بنظرات شاردة، حدث نفسه بتوجس:.

-ربنا يستر! أنا مش عاوز أخسرك يا أسيف!
ضغط على شفتيه بقوة، فالخوف قد بدأ يتسرب إليه لمجرد التفكير في احتمالية انتهاء تلك الزيجة، تنهد بعمق مخرجًا من صدره زفيرًا مشحونًا مليئًا بالكثير من الأفكار المحبطة التي حاول عدم التفكير فيها مؤقتًا.

وزع أنظاره عليها بين الحين والأخر وهو يقود السيارة بحذر، ظلت صورتها المبهجة وضحكاتها المرحة مع ابنه تخترق حواسه وتلهب مشاعره أكثر نحوها، يومًا بعد يوم تزداد رغبته فيها، هو ينتظر على أحر من الجمر استسلامها وإعلانها موافقتها على الارتباط بها، حلم تمنى حدوثه، وينتظر بترقب شغوف تحقيقه.

شعرت بسمة بنظراته المختلسة نحوها، وتحاشت قدر الإمكان عدم التحديق فيه ولو مصادفة، لكن رغمًا عنها بحثت عيناها عن عينيه لتختطف نظرة عابرة منه، عاتبت نفسها لأنها تعطي لشخصه مساحة أكبر بعد رفضها الصريح له، لكن مواقفه معها تحرك فيها شيء ما لم تفسره بعد.

استغرقهم الأمر عدة ساعات ليصلوا إلى وجهتهم النهائية، وعَمِد منذر إلى رؤية عروسه بمنزل عمتها لينفرد معها في حديث خاص، سبقته هي للأعلى بصحبة بسمة لتعاونها في رفع ثوبها على الدرجات، وانتظر هو بالأسفل لبرهة مع أخيه ريثما يتأكد من صعودها، حدثه دياب متسائلاً باهتمام:
-هو في حاجة جدت؟
هز رأسه نافيًا وهو يجيبه بغموض: -لأ، بس عاوز أتأكد كده من موضوع في دماغي!
فرك دياب ذقنه قائلاً: -ماشي.

تابع منذر مضيفًا: -وصل انت باقي العيلة للبيت، وأنا هاحصلكم كمان شوية
-تمام!
ودع عائلته ملوحًا لهم بذراعه، ثم استدار بجسده للخلف ليحدق في الشرفة الخاصة بمنزل عمتها، سحب نفسًا مطولاً في صدره، حرره بعد لحظات ليدلف بعدها إلى مدخل البناية، أكمل صعوده بتريث حتى وصل إلى باب المنزل الذي كان مفتوحًا من أجله، رحبت به عواطف هاتفة بسعادة:
-اتفضل يا بني، ده بيتك ومطرحك.

ابتسم هاتفًا بحرج طفيف: -شكرًا يا ست عواطف، معلش اعذريني إن كنت..
قاطعته صائحة بعتاب عابس: -أعذرك ايه، براحتك، دي أسيف مراتك وتقدر تكلم معاها، اتفضل ياا بني هي مستنياك جوا
-متشكر.

جلست منزوية على نفسها بالأريكة البعيدة محاولة ضبط أنفاسها المضطربة، هو يريد الالتقاء بها منفردًا، وهي متوترة من مجرد التفكير في حديثهما بعد عقد القران، سمعت صوته المصحوب بوقع خطواته فزاد ارتباكها المترقب منه، أخفضت نظراتها وواصلت فرك أصابعها بتوتر كبير، ولج إلى الداخل مسلطًا أنظاره عليها، رغمًا عنه خفق قلبه بقوة لوجوده معها، تحققت رغبته واختلى بها أخيرًا في غرفة الضيوف، لكنه كان مزعوجًا نوعًا ما، حك مؤخرة رأسه مستصعبًا كيفية البدء في حديثه معها، أراد أن تنتهي تلك الليلة على خير، لكن لا مفر من وضع الأمور في نصابها الصحيح، فعاجلاً أو أجلاً سيخوض معها ذلك الأمر.

استرسل متسائلاً بحذر كنوع من التمهيد لما يريد البوح به: -أخبارك ايه؟
تنحنحت مجيبة بخفوت: -الحمدلله
دنا منها متابعًا: -اليوم كان طويل ومتعب
ابتسمت هامسة برقة: -ايوه، بس حلو!

سلط عينيه اللامعتين عليها معمقًا نظراته نحوها، تجرأت هي الأخرى وبادلته نظرات مطولة، أليس من حقها الآن النظر إليه بعد أن صار زوجها؟ عفويًا تشكل على شفتيها ابتسامة صغيرة خجلة، لكنها كانت كافية لتحريك مشاعره، زاد الأمر صعوبة عليه، فتنهد بصوت مسموع مكملاً بانزعاج واضح:
-أسيف أنا كنت..
استشعرت وجود خطب ما به، خاصة أن تعبيراته أصبحت أكثر تشنجًا، ونظراته صارت حادة بدرجة ملحوظة، فقاطعته قائلة بهدوء:.

-قبل ما تتكلم ممكن أقولك حاجة!
تجمدت تعابيره وهو يرد بريبة: -اتفضلي
أسبلت عينيها نحوه ضاغطة على شفتيها بخجل وهي ترد: -أنا عاوزة أشكرك على اللي عملته النهاردة
استمع إلى ما تردده باهتمام كبير، فأضافت مبتسمة بامتنان حرج: -بجد انت حققتلي حلم اتمنيته، كنت مفكرة إنه مش هايحصل، بس. انت عوضتني كتير عن غياب بابا وماما!

مدت يدها لتمسك بكفه، فتفاجأ من حركتها تلك، وحدق فيها مدهوشًا بصورة كبيرة، رسمت على ثغرها ابتسامة أكثر صفاءً وهي تقول:
-النهاردة حسيت إن أنا مش لوحدي، معايا عيلة كبيرة، الكل بيحبني وفرحان عشاني، إنت رجعتلي الإحساس ده تاني بعد ما فكرت إني خسرت كل حاجة! أنا مش عارفة أقولك ايه!

كان مصدومًا من فعلتها تلك رغم كونها عادية، هي ممسكة بيده، أناملها تطبع بصماتها على كفه، ظن أنه يتوهم ما يراه، فأردف قائلاً بعدم تصديق:
-انتي.!
لمعت عيناها أكثر متابعة بنعومة: -انت وجودك فرق كتير معايا!

باغتته بالاقتراب أكثر منه تاركة يده لتحاوطه بذراعيها محتضنة إياه برفق، فانفرجت شفتاه بذهول مصدوم، أسندت رأسها على كتفه لتستمع إلى دقات قلبه التي تسابقت بسرعة رهيبة من فرط الأدرينالين المتدفق بقوة إلى شرايينه، برقت عيناه في عدم تصديق، حتمًا ليس ما يحدث الآن حلمًا، إنه واقع حقيقي ملموس، هي تضمه، وتضع رأسها على صدره، بل تهمس له بعذب الكلام وأطيبه.

أغمضت أسيف عينيها للحظة، وابتسمت بدلال هامسة: -شكرًا على إنك ظهرت في حياتي!
نهج صدره أكثر من جملتها تلك، هو اعتراف ضمني أنها تحمل نحوه مشاعرًا ما، هو أحدث فارقًا معها بوجوده إلى جوارها، بدا في حالة انتشاء عجيبة، اكتملت سعادته اليوم، عاتب نفسه أنه استسلم للحظة لهواجسه التي لم يكن لها أساس من الصحة، وفسر بصورة خاطئة تصرفاتها الخجلة على كونه رغبة في الابتعاد عنه، وما الأمر إلى حياء مقترن بها.

تحرك ذراعاه عفويًا حولها ليضمها هو الأخر إليه بقوة، وأسند طرف ذقنه على رأسها هامسًا لها بمشاعره التي ذابت في بوتقة حبها اللا محدود:
-بأحبك يا أسيف!
استجمعت شجاعتها لتبوح له بما أحسته، آن الأوان ليعرف مشاعرها نحوه، لا وقت أفضل من ذلك لتخبره بما ترددت في قوله مسبقًا، وخجلت من الاعتراف به قبل ذلك، ردت عليه بنبرة هامسة التقطتها أذنيه لتصيب سهام الحب قلبه في مقتل:
-وأنا كمان..!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة