رواية أبناء هارون للكاتبة شروق حسن كاملة
في أغلب الأوقات تأتي الرياح بما لا تشتهي السُفن، يتسلل العشق للقلوب ويتفنن العاشق في التعذيب، لم يكن العالم ورديًا من قبل ولن يكون، والمُستنقع يتسع أكثر لتحطيم القلوب، فهل سيُرمم الحُب تلك الحروق، أم أن هناك عدد لا بأس لمزيدٍ من الندوب؟
المُقدمة
يعقوب: "ظننتُ أن العشقُ جنةٌ مُنعَّمةٌ، وما هي إلا بنارٍ حارقةٍ، طالتني سهام تحديكِ، فبتُ كالسكير داخل عيناكِ".
عُمران: "أغلقتُ أبوابُ قلبي وأحطتُ بها أصفادها، فأتى سِحر عينيكِ ليحِل به أسرها".
مُصعب: "لا أزال أتذكر تلك الليلة، بها هرول قلبي واتجه لإحتضانك".
حمزة: "كم كان أمر الوصول إليكِ سبيلًا صعبًا، لكن تحديت الصِعاب وأتيتُ إليكِ ركضًا".
بادِر: كانت أحضانك هي المكان الوحيد الذي أتردد إليه بعد يأسي.
بدير: لجأتُ لعناقك عندما شعرت بكِ وطنًا لآلامي، ومَسكنًا لدائي".
بدران: سأحملكَ في قلبي مثلما تحمل الأم رضيعها، لا تخافي؛ فآلامك أنا دوائها.
سبعُ جُمل دوَّنها سبعةُ رجال، كانوا يُقسمون بأن الحب ما هو إلا حديثٌ واه، فأتت إليهم الرياح تحمل نصفهم الآخر، وروحهم الثانية، حينها قرروا التشبث بها وعدم ترك حصد الرياح إلا بانقلاع روحهم.
اقتباس
يُقال أن حرب النظرات أكثر خطورة من الاشتباكِ بالأيدي، وها هي الحرب تنشب بين كليهما، "يعقوب" ابن الحاج "هارون" و"عُمير" ابن الحاج "حامد العوضي"، الصمت يعم المكان لكن الأجواء مُتوترة للغاية بين أهالي المنطقة الذين يُتابعون ما يحدث بأعيُن مُتفتحة، حتى قرر "عُمير" الخروج عن صمته أخيرًا مُتحدثًا بغلاظة: اِخلص يا "يعقوب" بدل ما أقسم برب العزة هخليك تندم، اخلص أحسنلك.
جاءه الرد من "يعقوب" يُجيبه بكل برودٍ واستهزاء: اَخْلَص دا إيه! هو أنت على ذمتي؟
نشبت النيران بصدرِ "عُمير" من بروده وهدوئه المُستفز، ليرد عليه بنبرة مُهددة: البضاعة سِعرها مش هيقل عن السوق، يا إما مش هيبقى فيه بضاعة من الأساس.
ارتسمت ابتسامة جانبية ساخرة على فم "يعقوب" الذي اقترب منه خطوتان ثم تحدث بصوتٍ مليءٍ باللامبالاة: "يعقوب هارون رضوان" مش بيتهدد يا "عُمير"، والبضاعة سعرها هيقل بمزاجك أو غصب عنك.
اشتعلت عينيّ "عُمير" غيظًا ثم همس من بين أسنانه بفحيح: متخلينيش أوريك وِش مش هيعجبك.
أكتر من كدا؟ يعني فيه بشاعة أكتر من وشك دا؟
قالها وهو يُشير باشمئزاز نحو وجهه مما جعل صبر الآخر ينفذ، ليرفع يداه المُمسكة بعصى غليظة في نية لضربه بها أثناء قوله الصارخ: أنت اللي جنيت على نفسك.
وبسرعة البرق أمسك "يعقوب" بالعصى قبل أن تهبط على رأسه ثم همس من بين أسنانه بشر: أنا كنت مُحترم معاك لحد الآخر، لكن المثل بيقولك اللي ميجيش معاك بالحنية، ياخد على عينه بالبونية.
أنهى جُملته ثم سدد له لكمة قوية استقرت على عينه اليُسرى مما جعل الهرج والمرج ينتشر في الأرجاء.
في تلك الأثناء تعالت صوت الصيحات من الرجال، والصرخات من النساء وباتت المنطقة أشبه بساحة الحرب، وعَلت الصيحات أكثر عندما انضم كُلًا من "مصعب وعمران وبدران" إلى شقيقهم للدفاعِ عنه.
بينما "بدير" وقف بعيدًا عنهم أمام المقهى يُنادي بصوتٍ عالي: واد يا ريشة!
جاء إليه المدعو ب"ريشة" مهرولًا فوجده جالسًا على المقعد الخشبي واضعًا قدمًا فوق الأخرى وهو يقول بعجالة: هاتلي ياض الشاي باللبن بتاعي ومعاه البسكوت بسرعة قبل ما الخناقة تخلص.
سقط فاه "ريشة" الذي أشار نحو المعركة حيث إخوانه وهو يقول ببلاهة: بس يا معلم "بدير" إخواتك هُما اللي بيتخانقوا.
رد عليه "بدير" بغباء: أيوا ما أنا عارف، انجز بس هاتلي اللي قولتلك عليه ومتتأخرش عشان ألحق أقيَّم مجهودهم.
هز الآخر كتفيه بجهل ثم ذهب ليجلب له طلبه، فتلك هي حالته عندما يدخل أحدًا من إخوانه في شِجارٍ ما؛ يأتي مُهرولًا إلى المقهى ليجلس عليها ويُتابع العِراك باستمتاع!
وعلى الجانب الآخر، أمسك "عمران" بأحد رجال "عُمير" ولكمه في وجهه أثناء قوله المُعاتب: هو إحنا مش قولنا مليون مرة كدا كِخ؟ مش بتسمعوا الكلام ليه ها؟
تأوه الرجل الذي سقط على أحد مقاعد محل الجِزارة بقوة أدت إلى تحطمه، بينما "مصعب" أمسك برَجلٍ آخر وكالعادة تنمر عليه قبل أن يضربه بقدمه في معدته: بطنك دي ولا مخدة فايبر؟
جز الآخر على أسنانه بألم، فأمسك به مصعب من كتفيه يُثبته أمامه، وبعدها لكمه في وجهه مُسقطًا إياه أرضًا بجانب الرَجُلين اللذان ضربهما كُلًا من "عمران وبدران".
شهق "بدران" بصدمة مُصطنعة وهو ينظر لأخيه "عمران"، ثم أردف بعتابٍ زائف: إيه اللي أنت عملته في الراجل دا يا "عمران" ياخويا؟ هو إحنا برضه فينا من القساوة دي كلها؟
ولم يكد "عمران" أن يفتح فمه لإجابته، حتى وجدوا "عُمير" يسقط بجانب رجاله بوجهٍ مُتورم، وصوت "يعقوب" يصدح بحزن: انتوا خليتوني أستعمل أسلوب وِحش وأنا مش بحبه، إخس عليكم إخس!
فصول رواية أبناء هارون
- رواية أبناء هارون للكاتبة شروق حسن الفصل الأول
- رواية أبناء هارون للكاتبة شروق حسن الفصل الثاني
- رواية أبناء هارون للكاتبة شروق حسن الفصل الثالث
- رواية أبناء هارون للكاتبة شروق حسن الفصل الرابع
- رواية أبناء هارون للكاتبة شروق حسن الفصل الخامس
- رواية أبناء هارون للكاتبة شروق حسن الفصل السادس
- رواية أبناء هارون للكاتبة شروق حسن الفصل السابع
- رواية أبناء هارون للكاتبة شروق حسن الفصل الثامن
- رواية أبناء هارون للكاتبة شروق حسن الفصل التاسع
- رواية أبناء هارون للكاتبة شروق حسن الفصل العاشر
- رواية أبناء هارون للكاتبة شروق حسن الفصل الحادي عشر
- رواية أبناء هارون للكاتبة شروق حسن الفصل الثاني عشر
- رواية أبناء هارون للكاتبة شروق حسن الفصل الثالث عشر
- رواية أبناء هارون للكاتبة شروق حسن الفصل الرابع عشر
- رواية أبناء هارون للكاتبة شروق حسن الفصل الخامس عشر
- رواية أبناء هارون للكاتبة شروق حسن الفصل السادس عشر
- رواية أبناء هارون للكاتبة شروق حسن الفصل السابع عشر
- رواية أبناء هارون للكاتبة شروق حسن الفصل الثامن عشر
- رواية أبناء هارون للكاتبة شروق حسن الفصل التاسع عشر
- رواية أبناء هارون للكاتبة شروق حسن الفصل العشرون
...باقي الفصول اتباعا كل يوم فصل