رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثالث للكاتبة نهال مصطفى كاملة
اقتباس من الرواية
"ببالغ الاسف أعلن إننى أتمني الٱ نلتقي مجددًا" ..
جملة حاولت كثيرا علي إبقائها مصلوبة أمامى ولكن لا يجدي نفعًا غير إننى كاذبة .. لا يتغير من امرى شيئا سوى اننا بتُ أحبك اكثر فأكثر .. فكلما استحالت العودة ، كلما تكاثر الحب بقلبى وانجب شبح انتظار يمكنه أن يقيم امام بابك لأعوامٍ وحتى وان لم يجن من امله الا شوكًا ...
- تعرف إنك تشبه الغروب !!
اردفت ( فجر ) جُملتها وهى تنهض من فوق مقعدها الخشبى وتتقدم صوب الامواج المتلاطمة كصخب قلبها وهى تعقد كفوفها خلف ظهرها وتفتح صدرها لتملأه بنسيم البحر ..
- ودى حاجة وحشه ولا حلوه ؟!
اعتدل هشام من فوق الشازلونج مرتديا قميصًا بالون الابيض مفتوحة ازراره وهو يلقى سؤاله متعجبًا .. فتبسمت وولت وجهها نحوه وتدللت فى ردها
- انت شايف ايه ؟!
- انا مش شايف غيرك ... شايفك الشخص اللى بيجي في الحياه مرة واحدة ؛ مرة في العمر بيبقى كل همه يخليك مبسوط و يطلعك بره اللي انت فيه ويحارب عشان يخليك احسن يترجمك ويترجم معانى كتير جواك انت نفسك مكنتش واخد بالك من وجودها .. هيشوف الدنيا فى وجودك وهيعيش حياته كلها بيعافر عشانك .. هيفضلك علي نفسه هتبقي انت الهدف الاول والاخير بالنسباله ... هتلاقى نفسك معاه .. شوفتى بقي انى مش شايف حد غيرك !!
تبسمت بحب واردفت:
- بقينا نقول كلام حلو اهو ياابن السيوفى ...
- مش كلام حلو ... ده اللى أنا حاسه ... انتى بقي حاسه بايه !!
داعب الهواء شعرها المنسدل واتبعت
- هكمل كلامى .....
- إنى شبه الغروب !!
بللت حلقها ورسمت على شدقها ابتسامه خافته وتابعت.
- الشمس فالوقت ده بتكون دافيه شعاعها هادى .. تقدر تبص عليها براحتك ، ملامحها واضحة وجميله اى حد يشوفها يقع فى غرامها.. اول ما تبص فيها هتحس انك فهمت كل حاجه وحفظتها خلاص كشفت سرها و سلمت الراية واننا بقينا صحاب ..... بس بعد لحظات بتسود وتستخبى ورا الضلمه وترجع لغموضها مرة تانيه .. تخليك تبص فالسما تدور عليها متلاقيهاش ... قادرة انها تتلون بلون المكان عشان عينك متجمعهاش ...
ثم بللت حلقها وتبسمت وهى تقدم نحوه .. وواصلت متحيره
- هى بكده كانت قاصدة تخدعنى ياهشام !!
تدلت اقدامه العاريه لتلمس الرمال تحته .. وسألها
- بس انا مخدعتكيش يافجر ...
- أحيانا ببصلك بحس انى باصه على نفسي فالمراة من كتر منا كاشفاك من عينيك ... واوقات تانيه ببصلك بشوف شخص يخوف ، حد انا معرفهوش .. اول مرة اشوفه .. بفضل بصالك كتير واقول مين ده !!
وثب قائما خلفها ودنا منها وكرر جملته
- بس أنا مخدعتكيش يافجر ....
امتدت اناملها لتداعب وجنته بحنو وواصلت
- تعرف اننا لايقين على بعض جدا ... حاسه اننا بنكمل بعض ..
رجع خصيله من شعرها وراء اذنها و
- ازاى ...!!
- نهاية الغروب اى غير فجر ينور عتمته !!
- فجر .. الموج عالى ، كفاية كلام وتعالى ندخل جوه ..
- بس انا عايزة انزل الميه دلوقتى ياهشام !!
تقاسمت معالم الحيره ملامح وجهه
- دلوقتى ؟! ومش هتخافى !!
- مش هخاف .. على الاقل البحر واضح وصريح والموج عالى وبيحذرنى قبل ما انزله ... عكسك ؛ غامض مخيف !! حبيتك وكل يوم بلقى حد جديد غير اللى حبيته ؟!
قبض على معصبها ليمنعها
- فجر خدى هنا .... هتغرقي !!
- فيك ولا فالبحر ؟!
تجاهل سؤالها
- استنى هنزل معاكى ....
سحبت معصمها معانده
- انا رايحه هناك عشان اهرب منك .. مش عايزاك معايا ..
- بس أنا عايزك معايا ....
- عشان تخدعنى تانى ؟!
- لا انا مخدعتكيش يافجررر ... فجر انا بحبك !!
جهرت بردها وقالت ..
- الأهم من حبك هو إنى احس إنك كفاية، مشاعرك كفاية حُبك كفاية ووجودك دايمًا كفاية .. تغيب الناس كلها بس إنت لا ولو غبت الحياة صحرا بغيابك ... الحُب عُمره ما كان كلمه .. الحُب بيبان فى التفاصيل الصُغيرة فى الإهتمام وفى الحنّية فالوفاء إنك تحس دايمًا إنك مطمن إن مفيش ليك بديل ان فى حاجات بتاعتك انت وبس متتعوضش وماينفعش تتعاش مع حد غيرك .. الحُب معاهدة سلام بين طرفين ماينفعش حد فيها يخون ..
صرخ مبررا
- انا ماخنتكيش يافجرر ...
تجاهلت نداءه وصياحه المتكرر بجملته الممزوجه بهواء البحر الشديد واتبعت سيرها حتى وطأت اقدامها مياه الشط .. متجاهله نداءه العالى
- ارجعى يافجر ... كفاية ... كفاياكى كده .. هتغرقى ..
اكملت سيرها فى البحر حتى غطت المياه ثلثى جسدها ولازال يتابعها بجسده المكبل مناديا عليها بصوته الجمهوري متوسلا ان تعود .. فتسارعت نبضات قلبه وارتجف جسده وتصبب العرق من مسامه .. ففتح عيناه شاهقًا من كابوسه المزعج مناديا باسمها بلهفة ام فقدت ابنها ..
- فجرررر !!!
كانت تلك اخر كلمة رددها وهو يرفع رأسه من غفوته التى اخذها على كفها الممد فوق فراش المشفى إثر كف سلمى الذي احتوى كتفه على غفلة وهى تقول
- انا سلمى ياهشام ؟!
هدأت انفاسه تدريجيا وهو يراقب نبضها على الشاشة امامه حتى وثب بهدوء وسحب سلمى خلفه بقسوة مخفية وخرج الثنائى من غرفة المشفى .. فدفعها هشام بكل قوته حتى ارتطم ظهرها بالباب المقابل لباب غرفة فجر .. واحتدت نبرته
- انا مش قولتلك مش عايز اشوف وشك هنا تانى !!
- وانا مش هينفع اشوفك بتضيع نفسك واقف اتفرج عليك ... هشااام فوق بقي فووووق من وهمك !!
تغللت انامله فى منتصف خصيلات شعره محاولا تمالك غضبه
- افوق من ايه !!! انتى مالك بيا اصلا ، ماتسيبينى فى حالى ياستى !!
نصبت عودها ودنت منه قائله بلوم
- انت مش واخد بالك انك على الحال ده ليك ٧ شهور وانت قاعد جمب واحده عايشه تحت الاجهزه !! لو اترفع عنها جهاز لدقيقه بس هتموت !! عاجبك شغلك حياتك اللى مأهمل فيه وسايبه ولا مامتك اللى مموته نفسها عليك !! ولا اخواتك اللى حياتهم واقفه من قلقهم عليك !! كل ده ليه !! عشان واحده بين ايدين ربنا ايامها معدوده فالدنيا !!
التهبت عيناه بجمر الغضب وجهر
- اسكتى !!!!! اسكتى واطلعى من حياتى بقي ...
تجاوزت حدود المسافات بينهم وضربته على كتفه عدة مرات وصرخت.
- انت ليه مش عايز تفهم انك بتضيع نفسك !! ليه مش عايز تشوفنى ولا تشوف الايام اللى رسمناها سوا !! تقدر تقول لى سنك دلوقتى وصل كام وانت مسمعتش كلمة بابا !! وبردو مصمم تضيع فى عمرك عشان واحده ملهاش اصل من فصل ... فلنفترض ماتت !! اى هتموت وراها !! هتوقف حياتك عشانها ؟!
ولى ظهره مستندا بذراعه على الحائط غير قادر على سماع المزيد من حديثها المرهق لنفسه .. فاتبعت اناملها تحتوى كتفه وانخفضت نبرة صوتها متوسله
- اسفه ياهشام ... مش قصدى ازعلك بس دى الحقيقه اللى رفضت تسمعها من الدكاترة .. فجر مش راجعه تانى ... ولو نفترض ياسيدى انها راجعه احنا مش عارفين امتى !!! اعرف ناس بتقعد سنين فالغيبوبة دى ... اعقل ياهشام وتعالى نتجوز ونبدأ حياتنا من اول وجديد ومش هنسيبها بردو معاها للاخر وهنسفرها بره ونراعيها ... بس واحنا سوا .. وانت جمبى ... وانتى لاقى حضن يطبطب عليك اخر يومك ... حرام عليك قعدتك جمبها الشهور دى كلها من غير فايده ... حب نفسك لو لمرة يااخى !
ثم استدارت لتستند بظهرها على الحائط وتقابلت عيونهم .. فامسكت اناملها بسلسال معلق بعنقها وقالت
- فاكر دى !! كانت اول هدية منك ... انا مقلعتهاش من عشر سنين وكنت متأكده اننا هنبقي لبعض .. واهو الفرصة جات ... انت ساكت ليه ... رد عليا طيب ...!!
جز على فكيه ممتعضًا
- قولت اطلعى بره ياسلمى ومش عايز اشوف وشك هنا تانى.....
اغمضت عيونها للحظه متأففه بجزعٍ .. وسرعان ما تابعت بسم الانانية
- طيب انت مفكرتش ده كله يحصل ليه !! هى تحصلها حادثه فى الوقت اللى انا ارجع فيه وتوصل للحالة دى .. مش يمكن اشارة من ربنا !! اشارة ااننا نكمل ... فجر دى عمرها ماكانت بينا ... واهو ربنا ارد يبعد اخر عقبة فى طريقنا عشاننا .. عشان نرجع ... نرجع ونجيب يوسف وياسمين ولادنا ياهشام اللى اخترنا اسماءهم من ١٠ سنين ... فكر فالذكريات الجميله اللى مابينا اللى تستاهل نديها فرصه ... كفاية عذاب ووجع بقا ... كفايه قلوبنا استوت ...
انخفضت نبرة صوتها اكثر واتبعت بحنو بالغ وهى تداعب وجنته بحب ودموع مترقرقه
- وحشتنى !! وحشتك !! مش كده ؟! فاكر اول مرة خدتنى فيها فى حضنك وزعلت منك وقتها وانت وعدتنى انك مش هتكررها تانى غير فى بيتنا ... اهو انا دلوقتى حاسه بوجعك وشايفه انك اكتر حد محتاج الحضن ده .... نفسي احضنك ياهشام .... نفسي اصلح كل اللى بوظته الحياه فى غيابى !! عايزه اثبتلك انك ماحبتش ولا هتحب غيري !! عايزه افكرك بطعم حضن سلمى !!!
التزم الصمت وهو يأكل باهدابه من خلف الزجاج تلك النائمه بسببه التى لا حول لها ولا قوة ... فاحتوت سلمى كفه وقبلته وقالت بأمل
- كفايه بقي ياهشام .. انا رجعت وسبت الدنيا كلها عشانك ...
حينها ارتفع صوت صفير الجهاز المتصل بنض قلب فجر يوحى باستقامة خطه الذي يعكس منحنى ضربات القلب ويعلن توقفه .. حركه مريبه من الممرضات اقتحمن غرفتها ثم تابعهم الطبيب المسئول عن حالتها .. فاوقفه هشام لبرهه ملهوفا
- دكتور .. هى مالها ... طمنى !!
دفعه الطبيب واندفع نحو غرفتها معتذرا وهو يلقى كلمة واحده
- لو سمحت ...
ثم اعلن اوامره للممرضات وهو يفحصها بعناية خلعت قلب هشام من الداخل متذكرا حلمه وهو واقف على الشط مكبل غير قادر على منعها من الغرق فصاح صارخا وهو يضرب بقبضته القويه على الزجاج اثناء وضعها تحت جهاز الاجخاد لانعاش القلب مرة اخرى ....
- لااا ... مش هسمحلك تمشي وتسيبنى فى الضلمه دى لوحدى ... قومى يافجررررررررر .... متعمليش فيا كده ... قوووووووومى ...
هناك جزء قديم بُتر منى رغم عنى افتقد تفاصيله .. اشتاق اليه .. اجوب الشوارع بحثًا عنه !! لتلك اللحظه ابحث عمن علمنى التحليق حتى نبتت لى اجنحة وهويت الطيران معه وعندما طرتُ اصاب اجنحتى واختفى !! تالله ابحث عنه لاحلق معه لست لانتقم ...
فصول رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثالث
- رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثالث للكاتبة نهال مصطفى الفصل الأول
- رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثالث للكاتبة نهال مصطفى الفصل الثاني
- رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثالث للكاتبة نهال مصطفى الفصل الثالث
- رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثالث للكاتبة نهال مصطفى الفصل الرابع
- رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثالث للكاتبة نهال مصطفى الفصل الخامس
- رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثالث للكاتبة نهال مصطفى الفصل السادس
- رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثالث للكاتبة نهال مصطفى الفصل السابع
- رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثالث للكاتبة نهال مصطفى الفصل الثامن
- رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثالث للكاتبة نهال مصطفى الفصل التاسع
- رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثالث للكاتبة نهال مصطفى الفصل العاشر
- رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثالث للكاتبة نهال مصطفى الفصل الحادي عشر
- رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثالث للكاتبة نهال مصطفى الفصل الثاني عشر
- رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثالث للكاتبة نهال مصطفى الفصل الثالث عشر
- رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثالث للكاتبة نهال مصطفى الفصل الرابع عشر
- رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثالث للكاتبة نهال مصطفى الفصل الخامس عشر
- رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثالث للكاتبة نهال مصطفى الفصل السادس عشر
- رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثالث للكاتبة نهال مصطفى الفصل السابع عشر
- رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثالث للكاتبة نهال مصطفى الفصل الثامن عشر
- رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثالث للكاتبة نهال مصطفى الفصل التاسع عشر
- رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثالث للكاتبة نهال مصطفى الفصل العشرون
- رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثالث للكاتبة نهال مصطفى الفصل الحادي والعشرون
- رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثالث للكاتبة نهال مصطفى الفصل الثاني والعشرون
- رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثالث للكاتبة نهال مصطفى الفصل الثالث والعشرون
- رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثالث للكاتبة نهال مصطفى الفصل الرابع والعشرون والأخير
تمت