قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثالث للكاتبة نهال مصطفى الفصل الثامن عشر

رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثالث للكاتبة نهال مصطفى الفصل الثامن عشر

رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثالث للكاتبة نهال مصطفى الفصل الثامن عشر

أقف بالمنتصف، قلبي هائم بأقصي اليسار يلهو عبثًا ، وعقلي يقتص منا أقصى اليمين، وأنا أراقب الاثنين بعجز تام، لا قدرة لي أن أسيطر على قلبي ليتوقف عن كل هذا، ولا أواجه عقلي بإنني اخطأت بحقنا تلك المرة أيضًا، ماذا يفعل المرء عندما لا يجد أي فائدة من كل هذا الهراء؟! كيف يهرب من قلبه وعقله؟! كيف؟!

حل ليل هادئ بعد أيام من ليال صاخبة، يملأها الخوف والشك والعناد والمحاربة والكره والكذب والكثير من المشاعر المتضاربة، رست سفنهم أخيرًا على شط الأمان وارتسمت ضحكاتهم المبهجة لتلون الحياة من جديد..
بعد ما انتهوا جميعهم من زيارة سعاد بالمشفى، وسمح الطبيب لها بالخروج، عاد الجميع إلى شقة بسمة مرة أخرى..
-بقيتي احسن مش كدا؟!

قالت فجر جُملتها الأخيرة وهي ترافق سعاد إلى الاريكة العريضة لتستريح عليها، فلحقت بها رهف وهي تمد الغطاء فوقها وقالت
-والله يا طنط نورتي البيت..
استراحت سعاد أخيرًا متكئة للخلف وقالت
-الحمد لله إنك بخير..
ثم أشارت إلى فجر بأن تقترب منها وهى تفتح ذراعيها
-تعالي تعالي في حضني يا حبيبتي أنت وحشاني أوي.
ارتمت فجر بين ذراعيها متنهدة بارتياح وحب
-والله انتِ وحشاني اكتر.
ربتت سعاد على ظهرها وهمست بحب.

-طمنيني جوزك كويس معاكِ؟!
دفنت فجر رأس بصدر سعاد فأومأت بالإيجاب مما يوحى بخجلها الذي أفقدها بحة صوتها، انشرح قلب سعاد وهى تقبل رأسها ثم ترفع عيونها لأعلى تحمد ربها
-الف حمد وشكر ليك يا رب، ربنا يهدي سركم يا حبيبتي.
ثم خفضت صوتها حد الهمس
-ويبعد عنكم شر عايدة يا رب!
أقدمت عايدة حاملة كؤوس عصير الليمون وهي ترحل بسعاد
-سلامتك يا سعاد، نورتي بيتك وبيت اخوكي، كدا تقلقينا عليكي؟!

ثم وضعت الصينية الفاخرة على الطاولة واتبعت
-اعذريني مقدرتش اجي معاهم، قولت أقعد هنا احضر لك عشا خفيف..
وسط ضحكات رهف وفجر المكتومة، تأرجح ذهول سعاد هنا وهناك إثر تغير حال عايدة المفاجئ، لاحظت فجر دهشة سعاد فنهضت مفارقة حضنها وذهبت إلي عايدة وضمتها من الجنب بعد ما طبعت قُبلة خفيفة على وجنتها وقالت بنظرات كاشفة ل سعاد
-طنط عايدة دي مفيش أجمل منها؟!
ردت سعاد بحيرة
-هو أنا قعدت في المستشفى كتير؟!

انفجرن بضحكات عالية إثر التغير المفاجئ الذي حل على الجميع، قطع حديثهم قدوم مجدي الذي دخل من الباب أولًا ثم تبعه هشام وهو يقول
-اتفضل يا نشأت بيه اتفضل..
حمرة الخجل وردت وجنتي سعاد وهي تطوف أنظارها بعيدا، متعمدة ألا تلتقي أنظارهم الكاشفة ولكنها فشلت، اقتربت عايدة منهم مرحبة
-اتفضل اتفضل يا سيادة اللواء، حضرتك مش غريب..

تحمحم نشأت بخفوت و أول نظرة سقطت من عينيه كانت من نصيب سعاد لاحظتها سريعًا ثم أطرقت أرضًا، لحظت فجر ورهف تلك النظرات العذبة بينهم وتبادل بينهم الغمز واللمز والضحكات المدفونة..
جلس نشأت على المقعد المجاور لمجلسهم، ثم اتبعه هشام، أما عن عايدة فدنت من مجدي و سألته بفضول
-منير، ممم قصدك باباك مجاش ليه!
شعر مجدي بأنه سقط في مأزق، فتحجج سريعًا
-عنده شغل مستعجل، وموصل لك معايا السلام وحياتك لسلامة رهف..

أسرت عايدة الكلمة في صدرها وأردفت بدون اقتناع
-ااام شغل؟! طيب ربنا معاه.
ثم عادت لمجلسهم وجلست على أحد المقاعد وهى تقول
-قدم لسيادة اللواء العصير يا هشام.
لبي هشام طلبها سريعًا وهو يقول
-اتفضل العصير معاليك لحد ما الغدا يوصل.
تناول نشأت العصير و قال
-لا كدا حلو أوي، يادوب اشرب العصير وارجع الجهاز.
تدخلت عايدة مصرة
-لا طبعا، مفيش الكلام دا، لازم تتعشى معانا.
اتاهم صوت مجدي من الخلف مؤيدًا.

-نشأت بيه دي كوين عايدة بنفسها طلبت كدا، مينفعش نزعلها.
تبادلت النظرات بين سعاد ونشأت لجزء من الثانية، حتى قطعتها سعاد بخجل
-نشأت بيه، مش عارفة اشكرك ازاي على وقفتك معايا في المستشفى، بجد شكرًا جدًا.
-متقوليش كدا يا هانم، أهم حاجة سلامتك..
تدخلت رهف سريعًا في حديثهم وهى تمرح
-زياد زياد بيتصل فيديو! وحشني أوي.

تلهفت عايدة لرؤية ابنها حتى ولو كان ذلك من وراء شاشة لعينة لا نستطيع أن نطفأ بها نيران شوقنا وقالت بسرعة
-هاتي اللاب توب بسرعة يا رهف، نكلمه كلنا..
أثناء تنفيذ رهف لطلب أمها، تحركت فجر لتجلس ملاصقة في زوجها، وأيضا مجدي الذي جلس بالقرب من سعاد حتى رمى كلمة سرية في أذنها، فاستقبلتها ضاحكة وردت
-ربك الهادي يهدي من يشاء، اسكت اسكت مش عايزين نحسدها.
مال مجدي على سعاد وهو يصفق على كفها ممازحًا و
-معاكي حق.

أما على الجهة الأخرى، ضمت فجر ذراع هشام لصدرها واستندت عليه برأسها وهمست له
-أنت كويس!
أكتفي بطبع قبلة هادئة على رأسها وأومأ بالإيجاب وأجابها بهمس
-عمري ما كنت كويس زي دلوقت.
لاحظت عايدة التودد بينهم فدبت براثين الغيرة في صدرها وحاولت تجاهلها قدر الإمكان حتى هتفت رهف
-يا زيزززو وحشتني يا دكتور يا رافع راسنا.
هتف زياد بفرح
-الفاشلة بتاعتنا اللي ماسحة براسنا الأرض.
-دي حقيقة فعلًا.

همست لها عايدة من الخلف قبل ما تظهر في الشاشة
-أوعي تحكي له حاجة.
فأجابت رهف بصوت عالٍ
-مش هقول له حاجة حاضر.
أصاب الفضول جوف زياد
-مش هتقولي ايه يا رهف، هاتي كل اللي مخبياه.
دارت عايدة العدسة نحوها وهتفت مرحبة
-ازيك يا حبيبي، من امبارح مختفي، خاسس يا زياد؟! بسمة مش بتعمل لك أكل ولا أيه!هي فين
أطلق ضحكة خافتة ونادى على بسمة ثم عاد ليحاور أمه
-بس أيه الحلاوة اللي أنت فيها دي يا دودو..

فرحت عايدة بمداعبة ابنها ولكنها حزنت قليلًا
-مش ناوي ترجع قريب.
-ادعي لي بس.
جذبت رهف الحاسوب ووجهته نحو فجر وهشام وهتفت
-شوفت مين موجود كمان؟!
هلل زياد فارحًا وهو يلوح بيديه
-أووووه؟! دي أي الاخبار الحلوة دي، لا واضح إن في حاجات كتير حصلت معرفهاش.
حدثه هشام بحنو
-وحشني يالا! طمني عليك.
-والله انت اللي واحشني يا سيوفي..
ثم غمز له بطرف عينه
-بس أي الحركات الجامدة دي، هرجع من هنا هلاقى نفسى بقيت عمو!

انفعل الجميع بأصوات الضحك حتى ردد هشام
-اهو زياد قذارة وصل، يابني نضف دماغك دي شوية
اتاه صوت مجدي معلنًا بتحدٍ
-أو ممكن ترجع تلاقي نفسك بقيت خالو يا زيزو.
حدجه هشام بنظرة حادة لاحظها زياد فانفجر ضاحكًا
-متزعلوش، إن شاء الله هرجع لكم وانا أب يشرف كدا.
ضحك الجميع حتى هتف هشام ممازحًا وهو يوجه حديثه لمجدي
-دي من امتي القرارات دي؟!
-منا مش هقضي عمري كله بوس على الطاير يا هشام!

افتعل هشام وجهه الغاضب وهو يتوعد له قائلا
-انت بتقول إيه يالاه.! بوس اي وقلة أدب أيه اللي بتعلمها لأختي!
تدخلت رهف لتنقذ الموقف
-بينكشك يا هشام، سيبك منه.
-بت أوعي يكون الولا دا بيستفرد بيكي!
ناطحه مجدي في الحديث ممازحًا
-ما استفرد يا عم براحتي؟ وانا مالك؟
صاح زياد معترضًا
-لا كله إلا أختي يا مجدي، هشام انت سايب الولا دا عندك ليه؟!
اعترض مجدي بمزاح
-هو حلال ليكم وحرام عليا؟!

أخرستهم عايدة بنظراتها الحادة وصوتها الحاسم
-بس بقا، احترموا وجود نشأت بيه، عيب كدا.
ضحك نشأت بتفهم و
-دول ولادي يا هانم، سيبيهم على راحتهم..
أسبل مجدي عيونه متوعدًا لهشام
-طيب ياابن السيوفي، أما حرقت دمك، مبقاش أنا مجدي!
تفوهت فجر بمرح وهي ترحب بزياد
-ازيك يا زياد، اومال بسمة فين؟
-ازيك أنت، بسمة تقريبًا نامت..
-طيب أبقى سلم لي عليها كتير لو سمحت.
-يوصل حاضر، مش هوصيكي على إتش بقا عايزين ندلع الزبون ..

صرخ هشام به
-ولا انت وقتك انتهى، اختفي من وشي عشان متغباش عليك.
ضحك الجميع حتى اردف زياد
-خلاص خلاص، الواحد بس عنده أمل يرجع يلقى نفسه بقا عمو.
ثم ارتفع صوته باعلى
-الأمل فيك يا ابو عمو..
هشام بعند وهو ينهي المكالمة
-امشي يالا، بعينك أنت وهو.
اندلعت الضحكات من افواه الجميع، واللون الفكاهي الذي أضافه زياد على مجلسهم، رن صوت هاتف هشام يعلن وصول الطعام، فأشار إلى مجدي
-انزل استلم الاوردر..
مجدي ببرود.

-ما تستلمه أنت!
-لا أنا عندي مهمة طياري كدا.
قال جملته وهو يطالع فجر بنظرة فهمت مغزاها مما جعلها تنهض سريعًا من جواره وتقول
-رهف، تعالي نجهز السفرة..

-كلهم سألوا عليكِ، قلت لهم نايمة.
قال زياد جُملته الأخيرة وهو يقتحم غرفتها التي استوطنت فيها منذ ليلة أمس، متجاهلة الحديث معه تمامًا، لم يجد منها ردًا على حديثه سوى إيماءة خافتة تبعتها كلمة
-تمام.
حاول كسر الصمت بينهم وقال متحمسًا
-في خبر حلو، هشام ومراته رجعوا لبعض.
ابتسمت بهدوء متمنية لهم الخير وهي تدعو لهم
-ربنا يسعدهم.
مازحها قائلًا
-طيب وانا ايه النظام، البوز دا هشوفه كتير.

زفرت بضيق يدل على إنها غير قادرة ع سماع المزيد
-زياد أنا مخنوقة بجد ومصدعة مش حابة أسمع أي كلام!
-نخرج؟!
هزت رأسها رافضة
-لا
-طيب نجيب فيلم حلو كدا نشوفه يمكن يفكك؟
احتدت نبرتها
-لأ يا زياد!
حك كفوفه بحماس وهو يجلس على ركبتيه ليقترب منها
-مبدهاش بقا، لازم اتعامل بنفسي عشان افك البوز دا.
حاولت الهرب منه ولكنه لحق بها معاتبًا بمزاح
-مفيش مفر.
بدأت ملامحها الغاضبة تسترخي تدريجيًا ولكنها ما زالت تعاند.

-وبعدين يا زياد، سيب إيدي!
-وأن ماسبتش؟
-زياد!
-لا ما أنت مش هتبصيلي بعيونك الحلوة دي وتقولي اسمي بالطريقه دي وهخاف منك يعني واسيب أيدك، دانا بالحال دا همسك في الأيد التانيه؟!
ابتسمت مرغمة لكل مرة لم يفشل فيها في رفع غطاء الحزن عن وجهها وقالت بتدلل
-طيب سيب أيدي
-هتهربي؟! سوري؟! ممكن نتكلم وانا ماسكها؟! اؤمريني!
-نرجع مصر.
أيد عبارتها بطاعة
-من بكرة!
-بتاخدني على أد عقلي يا زياد؟!
هز رأسه رافضًا وأقسم.

-والله من بكرة، سمعت أن خطوط الطيران فتحت، بكرة هنزل ونحجز، وفي داهية اي حاجة.
تسمرت للحظة وهى تتحسس حرارته وتسأله
-أنت تمام؟!
-عمري ما كنت كويس أد النهاردة، لمة اخواتي وحشتني أوي، انا مش هقدر أبعد أكتر من كدا.
اتسعت ابتسامتها بفرح
-دا بجد!
ثم قفزت مرمية في حضنه وعانقته
-ووحشوني جدًا أنا كمان، يعني خلاص هنرجع؟!
ربت على ظهرها بحب و.

-انا وعدتك هنزل اشوف اقرب طيارة نازله على مصر أمتى، وهنرجع والله في أقرب وقت، مبسوطة كدا!
أومأت بفرح شديد
-جدًا
جلس الثنائي بهدوء أخيرًا بعد ما كسب زياد بسمتها وبسمته الاثنان في آن واحد، حك ذقنه بتردد ثم قال
-للأسف ورطت نفسي مع هشام، وخايف اطلع عيل!
اخذت الحوار بجدية
-حصل إيه، اتخانقوا؟!
-اتساومنا..
-زياد هتنقطني بالكلمة! انجز؟!
نزل سترته فبرز جسده الرياضي وهو يقترب منها مشغوفًا ويقول باشتهاء.

-مين فينا هيخلي التاني عم الأول.
لم يمنح لها الفرصه بالتمرد أو المعارضة او حتى الاستفسار، كان فطنًا حد النسيان والتوهة والابحار في أمواج حبه، سلبها من تفكيرها إليه لترضخ كلها تحت مظلة عشقه الساحر ..

انتهى الجميع من تناول العشاء، وانتهت سعاد من تناول الحساء التى أعدتها لها عايدة مخصوص، وعلى الطاولة ينتشر أذكى أنواع المشاوي واللحوم التي طلبها هشام من أفخم المطاعم بالقاهرة، نهض الجميع لغسل أيدهم ما عدا فجر التى شرعت في لملمة الأطباق، وهشام الذي لم يفارقها ساعدها في ذلك، نظرت له طالبة
-هشام انا هلم الدنيا، اتفضل اقعد مع نشأت بيه.
حشد الاطباق فوق بعضها ورفض طلبها قطعًا.

-واي المشكلة، مش هينفع اسيبك، ورهف لا يعتمد عليها.
زفرت فجر بخفوت محاولة إقناعه
-متكبرش الموضوع يا حبيبي، سيب بس وو
فقطعها متأملًا وهو يقترب منها بحب
-استنى بس، قولي حبيبي دي تاني!
-ييييي هنبتدي!
تعمد اللامبالاة وهو يلقى أنظاره لبعيد ولكن كلامه لها
-لسه والله مبتدتش، بس ناوي..
ثم مال ليتناول صحن بجوارها وقال بهمس
-بتوحشيني؟! أي ذنبي أنا بقا!
ثم رفع اقترب من أذانها بعد ما تأكد من عدم انتباه أحد لهم.

-بقيتي خطر! وأنا لازم أشوف حل؟!

لم ينته الحب أبدًا، ولم يُخلق بشرًا بدون بذوره، لم تُخلق قلوبنا صحراء قاحلة لتمت بها تلك البذور، أرضية القلوب خصبة ولكنها تحتاج إلى مزارع بارع والقليل من السماد التى تقوي ذلك الحب ليظل مستمرًا لما لا نهاية، حتى ما بعد الموت يخلد حبه، لا تظن أن قلبك توقف عن الحب، أو إنك لا تمتلك أي شيء لتقدمه، كل ما في الأمر إنك ليست مع الشخص الصحيح، فلا تنتظر سنابل خضر من سائق شاحنة، أختر من يليق بقلبك لا من تجده أمامك.

حملت الأطباق من أمامه، لتهرب من مخدر سحره الطاغي الذي ينثره فوقها، ارتجف قلبها بصدمة حب من نوع خاص، كلماته، اقترابه الدائم منها، الحجج المفتعلة التي يختلقها ليقترب منها، حمل هو الأخر بعض الأطباق واتبع خُطاها نحو المطبخ بصمت تام حتى وجدته خلفها يهمس
-بتنفضي لي!
شدت من يده الطبق، وطالعته بعيون لامعة وثغر متبسم
-عايز أيه أنت دلوقت؟ انت معطلني على فكرة، والكل ملاحظ غيابك.

شد طرف حجابها ليغطي تلك الجزء الذي انزاح الشال عنه وقال بهدوء
-سمعتي تحدي زياد!
كتمت ضحكاتها العالية بجوفها وهي تدور لتضع الاطباق بالحوض وقالت ساخرة
-يييييي وبتتريق على زياد وإن دماغه شمال!
-منا مش هسيب حتة عيل زي دا يفوز عليا!
سكب على قلبها ناره، ولكنها تماسكت أمامه بحسم
-هشام، اخرج اقعد مع الناس ربنا يصلح حالك؟
-دلوقت ربنا يصلح حالي؟! بعد ما جبتيني أنا وحالي أرض! أه منكم أنتو؟!

-الله؟! وانا كنت عملت لك أيه يعني؟!
اقترب منها محاولًا اختلاس قبلة منها ولكنها تدللت بالرفض
-ميصحش يا هشام!
طالعها بتوعد، والكثير من المكر، ثم قال بتخابث
-بكرة هنرجع بيتنا؟! اعملي حسابك!
أومأت بطاعة ثم سألته
-تمام، بس ليه!
-نسيتي يا هانم أن امتحاناتك الشهر الجاي، ولازم تظبطي الدنيا، خدتي ع الدلع!
-بصراحة اه، بس واثقة إنك هتهون عليا الجاي!
ارسل لها ابتسامة خفيفة
-طول منا جمبك مش عايزك تشيلي هم حاجة.

قفزت كالطفلة الصغيرة وعانقه بامتنان وهى تساله
-أنا قلت لك بحبك النهاردة!
ضمها إليه بعد ما رفع جسدها بذراعه لمستواه وأجابها ممازحًا
-مش شايف غير وش خشب من ساعة ما رجعت!
ضربته بلطفٍ
-بكاش أوي!
دخلت عايدة آنذاك وصاحت معاتبة بغيرة
-حركات العيال في أوضتكم مش هنا!
ابتعدت فجر عنه كالملدوغة وهى تهمس في أذنه
-استلم!
حك ذقنه مدندنًا
-بدبسيني وتخلعي!

ثم ركضت هاربة من مصدر نيران عايدة، اقترب منها هشام ضاحكًا وقبل رأسها مرتين متتاليين وربت على كتفها قائلًا
-مالك بس يا عايدة هانم متعصبة ليه؟! مين استجرى يعصبك.
-بص يا هشام مش معنى اني وافقت على جوازكم تبقى تتصرفوا قدامي عادي كدا، لا مش بحب كدا أنا.
-وأحنا كنا عملنا أيه بس؟!
-معرفش أهو شكل الحنية والدلع دا مشفهوش قدامي، من فضلك يعني؟!
قبل هشام كفها مجيبًا
-حصل؛ أي أوامر تانية؟!

-اه روح اقعد مع نشأت بيه قاعد مع سعاد لوحدهم؟!
-اومال مجدي ورهف فين؟!
-في البلكونه بيشموا شوية هوا!
-نهار أبوه مش فايت معايا ابن منير؟!

انتهى اليوم سريعًا، ولم يخل من شجارات هشام ومجدي الغير متناهية، وتلميحات نشأت الصريحة لسعاد، وما بين حنين عايدة وتفقدها الباب كل خمس دقائق منتظرة عودة منير ولكنه خيب أملها، بعدما انصرف نشأت، شرعت رهف في لملمة أشياءهم كي يعودوا إلى منزلهم، وبعد إلحاح طويل على سعاد أن تأتي معهم أخيرا وافقت..

واستمرت الالحاح ومحاولات اقناع عايدة بمجيئ هشام وفجر إلى قصرها ولكن اعتذر منها هشام بحجة اختبارات فجر القريبة ووعدها بمجرد انتهائها، سيعاود الثنائي العيش معها..
وصل هشام وفجر شقتهم أخيرًا بعد ما استغرقوا وقتًا طويلًا في شراء الكتب من الجامعة وغيرها من إجراءات دخول الأمتحانات، فتح باب الشقة ووضع الكتاب على أقرب طاولة ودار إليها آمرًا
-عايزك تاكلي الكتب دي أكل، أنت فاهمة؟!

قفلت الباب خلفها وضحكت ملبية لأوامره
-دا كدا كدا! ثق فيا.
-واثق جدًا..
نزعت حجابها وحذائها وهي تقترب منه
-هشام انت مكملتش حوار ندي، يعني هي ظابط معاكم في الداخليه وكدا ولا ايه مش فاهمة.
ثم شردت للحظة
-معقولة ضحكت عليا كدا، مايبنش عليها خالص! هشام فهمني مش هكلم نفسي أنا.
اتجه نحو الثلاجة فوجدها فارغة تمامًا، اكتفي بارتشاف كوب مياه من الصنبور وقال.

-ندى يا ستي في المخابرات، كان كل هدفها تتزع في بني سويف وتعرف تتحرك بسهوله، وفي نفس الوقت أنا كنت قلقان عليكي، ومش حابب تقعدي لوحدك، وانسب حل اقترحته على اللواء نشأت اننا نزرعها عندك، بتسلم عليكي وهتزورك قريب.
ثم ضحك بسخرية
-وانت هبله وطيبة زيادة وثقتي وعادي دخلتيها بيتك وحكيتي لها عن حياتك، دانا كنت هطق منك؟!
-الله واحده غلبانة طلبت مساعدتي! امشيها يعني؟!

-لا صاحبيها، طيب افرضي مثًلا كانت عدو! كنتِ هتعملي إيه.
أكلت خطاوي الأرض مدللة وشرعت في فك ازرار قميصه
بتغنج
-ما أنت كنت هتحميني!
أطرق انظاره لأسفل، وبنبرة ساخرة
-اه خلينا وراء طيبتك الهبلة دي، وابقي هشام يحميكي!
-دا إذا كان عاجبك يعني!
أمسك ذقنها بلطف
-عاجبني ونص!
-اسألك سؤال، ممكن؟
-لا
-ماشي هسأل، شايف علاقتنا إزاي دلوقت!
-انت بتغيبي تغيبي وتطلعي بأسئلة كدا اكبر من سنك!

رفعت حاجبها باستنكار والقليل من التحدي
-مش هتجاوب!
-طيب ما تجاوبي انت وتعفيني، اقولك روحي ذاكري يلا وانا هنزل املي التلاجة الفاضية دي.
وقفت أمامه معاندة
-مش هتتحرك غير لما تجاوب..
سار خطوات قليلة حتى جلس على أحد المقاعد المُلتفة حلو بار المطبخ مفكرًا، ولحقت هي به حتى أصبح الاثنان في مستوى واحد، كانت تنظر منه إجابة تطمئنها، وكان يفكر في جواب خارج من فطرة حبها ليمتلكها، فكر لبرهه حتى أجاب بثبات.

-احتياج ؛ أنا محتاجك وأنت محتاجة لوجدي، وكل واحد فينا قادر إنه يدي التاني كل اللي محتاجه على أتم وجه، يبقى ليه البعاد!
-يعني هتستغنى عني لو بطلت تحتاج لي!
أغمض عيونه للحظة ثم أخذ نفس طويل حتى يستجمع قلبه الرد وقال بهدوء تام
-احتياجي ليكي فطرة زي المية والهوا في حياتنا ، مش عقل إني اصحي في يوم أقول أنا هبطل اتنفس النهاردة؟!
-والله حرام عليك اللي انت عامله في قلبي دا يا ابن السيوفي!

امتلأ قلبها بعطر حبه، شعور لا يوصف، القليل منه كان يرويها، ماذا تفعل في مواجهة تلك الأمواج العالية التي تحمل حبه، ستغرقها بالكاد، فقدت السيطرة على ذاتها، وجدت نفسها لا اراديًا تميل نحو شدقيه بعطش لا حد له، كإنها أرادت أن تخبره بطريقة غير مباشرة ( دعني امتلأ بك وأملأك ) ولكنه لم يمنح لها لجام القيادة، شعر بجوع وحشي يقرضه بدون رحمة ليأخذها، كيانه كله تحفز وتحمس لها، يود أحتضانها إعصارها بين يديه حد إنطلاق صرخة الألم المرغوب من جوفها، استمتع بنفضة الحب تلك التي سرت بجسدهما معًا، تحول الثنائي لكرة نيران ملتهبة مهما تأكل ولا تشبع، حملها بين يديه الاثنين ليمتلكها ويتحكم بها لإعطائها كل ما فيه من حب، كل ما فيه من آدميه، أعلن رغبته التامة في الفناء على يد إمراة لا يعترض في منحها المزيد والمزيد من حبه حتي يحصد تلك الرعشة الروحانية التي تقذف الكثير من الحب المضاف بقلوبهم..

-صدقيني يا قمر زي ما عقولك، وغلاوة بتا ما عكذب عليكي.
قال خالد جملته وهو يطالب بالعفو من قمر التي صاحب بوجهه مستنكرة
-يعني تنكر انك لسه بتحبها يا خالد؟!
-هحب واحدة متجوزة يا قمر!
نهرته معارضة
-اومال جريك وراها في البلد تسميه إيه!
-لا حول الله؟! اللي هنعدوه هنزيدوه يا بت الحلال، دا اللي خلى جوزها الظابط صدقني!
رفعت حاجبها بعدم تصديق.

-يعني انت كنت تعمل كل دا عشان بس جوزها يغير عليها ويعرف قيمتها! وانت استفدت إيه اكده؟!
خالد بتصالح مع نفسه.

-هما الاتنين طايشين، مش مقدرين قيمة بعض، كله سايق في العناد، مع اني شوف الحب في عيون الاتنين، منكرش ان الشيطان لعب في دماغي وقتها، بس ورحمة ابويا يا قمر ما هونت عليّ، ولا هان عليا وجعك، هستفاد إيه لما اخد واحدة مش حباني؟ مش انا الراجل اللي يستغل الأزمات ويخرب بيوت، فكري في الكلام زين واعقليه، واتمنى ارجع آخر النهار القاكي عقلتي!

بعد مرور شهرين
خلال تلك المدة
كانت الأوضاع في أتم مراحل هدوئها..
تحول فهمي للنيابة العامة وتم تحديد موعد جلسته..
اختفاء ذلك الرجل الذي قام بمساعدتهم حتى تنساي الأمر تمامًا ولما يتطرق هشام الخوض في تفاصيل، معتقدًا أن رجال الشرطة هم الذين عثروا على أخته..
بات الوضع بين رهف ومجدي قمة السلام النفسي وشرعت وهف في تعلم أمور المطبخ واحتياجات البيت.

رجعت عايدة إلي شغلها بأكثر حماس ونشاط ولكن بأقل نقاء ذهن، فكان عقلها دومًا مشغولًا بمنير، كبريائها يمنع ألا تذهب له وحنينها لم يتوقف للتفكير به.
خاب ظن زياد في العودة بسبب قفل مصر خطوطها الجوية، رغم وصول عمر الوباء لأواخره إلا أن الخوف مازال سائدًا، مرت الفترة عليهم في هدوء تام دون استقبال أي تهديدات أو حدوث أي مواقف مروعة، أصبح الوضع بينه وبين بسمة في اسمى قمم جماله..

نشأت علاقة صداقة قوية بين ندى وفجر التي كانت تزورها دومًا وبعد العديد من العتاب والمرح والضحك باتت ندى رفيقتها المقربة بالقاهرة.
لم يتوقف نشأت عن خلق الحجج التي تجمعه بسعاد وأصبحت العلاقة بينهم مريحة إلى حدٍ كبير حتى فاض الحب من قلبه وقرر لابد من أخذ خطوة علنية.

بدأت قمر في استرداد ثقتها بخالد تدريجيًا خاصة بعد ما أبرز لها موقفه وتقبلته، والآن تحمل في احشائها طفل جديد ليشهد على لحظة الصفاء والإخلاص الابدية.
اختفاء التنظيم العصابي تمامًا خاصة بعد إلقاء القبض على فهمي، هل هذا الاختفاء يدل على الانتهاء أم هدنة ما قبل المعركة؟!

~ مساءًا
-ياام أحمد، ممكن كوباية عصير برتقال من ايديكي الحلوة دي للهانم اللي مش بتتخانق مع نفسها جوه؟!
-يا سلام يا سي هشام تأمر أمر!
شرعت المساعدة الخاصة بفجر في إعداد كوب العصير الذي طلبه هشام وجلس أمامها في انتظاره، فسألته
-اتفضل يا هشام بيه غير هدومك، وانا هودي لها العصير بنفسي! دي يا حبة عيني مموته نفسها من الصبح.
رفض اقتراح الخادمة وقال.

-هى متعرفش اني جيت اصلا، بصيت عليها من وراء لقيتها بتكلم نفسها، قولت ألحقها بحاجة تهديها.
ابتسمت أم أحمد وانهت كوب العصير سريعًا و قدمت له العصير
-اتفضل يا بيه، احلى عصير للهانم، ربنا يوفقها وينور بصيرتها.
قبل ما يأخذ كأس العصير، اخرج من جيبه العديد من النقود الورقية ومدهم لها و
-اتفضلي دول، وانت إجازة كام يوم، الصبح بعد ما نمشي قفلي البيت وروحي لولادك..
-خير يابيه!

-ابدا انت عارفه بكره اخر امتحان عندها، هاخدها ونسافر يومين..
ثم أخذ الكأس وذهب نحو غرفتها بهدوء كشفه صوت الباب الموارب، فصرخت فجر الجالسة توجه ظهرها للباب
-مش عايزة أكل ياام احمد لو سمحتي!
ابتسم بهدوء وهو يترك كأس العصير من يده
-ولا أبو أحمد ينفع!
رمت الورق من يدها شاهقة كمن استردت كل طاقتها وقفزت في حضنه واقفه على ركبتيها فوق الفراش معاتبة
-يومين يا هشام! سايبني في أصعب وقت!
ربت على كتفها وقال.

-يابنتي ما أحنا مذاكرين كل دا قبل الامتحانات!
ابتعدت عنه بعتب
-بردو، كنت محتاجة اطمن بوجودك.
-حقك عليا والله، بس الشغل هعمل إيه!
-انا هبدأ اغير من شغلك دا؟!
-إيه رأيك اسيبه و اقعد جمبك ونشوف حد يصرف علينا؟!
-يا ريت.
قبل رأسها بحب وذهب ليجلب كوب العصير و
-المادة دي باقي فيها كتير!
انكمش وجهها بحزن بالغ وهي تقول
-لسه هبدا اراجع فيها من الأول خالص، للأسف.
تبدلت ملامح وجهه بضجر لنفسه.

-من الأول؟! اممم يعني الليلة أضربت
ثم عاد مبتسمًا بتصنع
-طيب اشربي العصير ده، هروح اخد شاور وارجع لك نبتدي في المادة سوا بقا.
أخذت العصير منه و ارتشفت رشفة خفيفة و
-طيب اساعدك في حاجة!
بضيق مع نفسه
-لا خليكي مع المادة! هما اللي اتعلموا خدوا إيه يعني! ستات فاضية جايبين التعب لنفسهم!

ظل الاثنان حتى معاد الاختبار يراجعان معًا، لم يزور النوم جفونهم للحظه، تحت تأثير الكثير من الكافيين الذي كانت تعده أم أحمد كل ساعة لهم، أخذ يسترجع معها تفاصيل المادة حتى تأكد من حفظها تمامًا، انهت حملة الدراسة التي استغرقت ١٢ ساعة سويا بتثاؤب طويل منها مستندة على كتفه قائلة
-خلاص مش قادرة!
قفل هشام الكتاب ووضعه جنبًا
-انا خلصت كل ذنوب حياتي في امتحاناتك دي؟!
ضحكت بتعب وهي تغلغل أصابعها بداخل يده.

-باقي سنتين واتخرج، هانت!
-سنتين؟! ما تفكك من حوار التعليم دا خالص!
ضربت بكلل شديد
-شوف الساعة كام جمبك، عشان ما نتأخرش.
طالع ساعة هاتفه و
-دلوقت ٦، تنامي ساعتين واصحيكي!
-ياريت، عشان خلاص مش قادرة افتح عينيا.

قبل رأسها وأخذها بحضنه بحنو سيطر على توترها وخوفها وأخذ يمسح على رأسها بحب وهى تأكد عليه ألا ينام ويفوتها ميعاد الاختبار، وبالفعل ظل يقظًا يترقب نومها الهادئ على ذراعه حتى رن جرس التنبيه بتمام الساعة الثامنة، قفل الهاتف سريعًا فلم تستشعره وأخذ يُلاطفها بسيال من الحنان والحب والمتقطر بقبلات خفيفة فوق ملامحها و
-يلا بقا، هترجعي هتنامي براحتك.

نهضت بتكاسل شديد وساعدها في كل شيء، لملم أوراقها وادواتها وتعاونه معها في غسل وجهها وارتداء ملابسها وأسلوبه في الملاطفة لينسيها ضغط وتوتر الامتحان، خرج الثنائي من غرفتهم فكانت أم احمد انتهت من إعداد الإفطار الذي أجبرها هشام على تناوله قسرًا.

استيقظت عايدة في الصباح الباكر وعزمت أمرها أن تضع حدًا لتلك الحيرة المشتعلة برأسها، ارتدت أفخم الملابس وفارقت غرفتها وفي نيتها متجهه نحو البحر الأحمر، لتحسم علاقتها بمنير للأبد..
استيقظ مجدي على صوت رنين هاتفه المتكرر حتى أجاب بصوت مفعم بالنوم
-صباح الخير يا مجدي!
-صباح النور يا فندم.
-تعالى المكتب حالًا
-في حاجة يا نشأت بيه.
اشتدت نبرة نشأت بما يوحي بقدوم مصيبة.

-انت لسه هتسأل، قوم حالًا يا سيادة الرائد!
بمجرد ما قفل نشأت مع مجدي أتاته مكالمة أخرى من صوت يجهله هويته مع الخوض في دائرة التشبيه وهي تهدده بثقة
-حياتك أنت وابن عمك هتبقى جحيم! فكرك هسيبكم كدا! انت اللي ابتديت يا حضرة الظابط!

انتهت فجر من اخر اختبار لها أخيرا بعد ما اتمت الإجابة على جميع الأسئلة خاصة تلك التي نوه عليها هشام بالأهمية، فكانت طول الوقت تبتسم عندما تتذكر تأكيده على هذا السؤال وتثبيته في رأسها بطرقه الخاصة، ولطفه في شرح الاسئله وطرق الاجابة عليها، ونظرات عينه التي لا تحمل إلا اشتهاء وراحة ولكنه ترك النوم وحاجاته وأثر أن يجالسها حتى صباح اليوم التالي..
الحب يخلق منا أشخاص لم نعلم بوجودهم أي شيء من قبل!

ظل في انتظارها أمام بوابة الجامعة حتى انتهى ميعاد اختبارها، فهبط من سيارته واستند عليها لينتظر عودها، وما هي إلا دقائق قليلة، طلت شمسها بضحكتها الساطعة التي تخرج بها بعد كل اختبار ولكن تلك المرة غلفتها بعناق طويل وهى تصرخ في حضنه
-آخيرًا خلصت، ياااااه يا هشام! حاسه إني فرحانة أوي، ربنا يستر على النتيجة بقى
ربت على ظهرها بفرح.

-أنا فخور بيكي جدًا مهما كانت النتيجة، وانزلي بقى احسن ناخد محضر من حتة أمين بفعل فاضح في الطريق العام.
ابتعدت عنه ضاحكة
-اسفين يا عم..
-طيب اركبي.
صعدت السيارة بجواره و
-هتفسحني فين بقا؟!
فكر للحظة وقال ممازحًا وهو يقود سيارته
-عند عايدة، ينفع!
تبدلت ملامح وجهها بعبث
-هي وحشاني وكل حاجة، بس هو لازم يعني؟!
ضحك منه ملء السمع وقال
-طيب اربطي الحزام عشان طالعين على المطار.
بدهشة سألته
-نعم!

-في مفاجأة حلوة ليكي، اربطي الحزام بقا.
-يعني مفيش عايدة!
-هقولها!
ضربته برفق
-خليك فاعل خير! هنروح فين بقا؟!
-قولت مفاجأة!
فكرت للحظة وسألته بتخابث
-مفاجأة قابلة للإغراءا ولا اسكت احسن ومحاولش!
خطف كفها وقبله بحب و
-الاتنين..
-ياسلام! ازاي بقا
-يعني انا مستعد لأي إغراءات بس متستنيش نتيجة.
رمقته بشك
-يبقى اسكت أحسن قصدك!
زود من سرعة السيارة وقال
-لا سيبي لي نفسك خالص..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة