قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا ماسة العمر للكاتبة نداء علي الفصل الثالث

نوفيلا ماسة العمر للكاتبة نداء علي الفصل الثالث

نوفيلا ماسة العمر للكاتبة نداء علي الفصل الثالث

مصعب سهران مع اصحابه بيتعشوا في مطعم فخم اتفاجئ ان ماسة قدامه قاعدة مع بنت وولد
كان محتار يروح يكلمها ولا يطنشها
مصعب بيكلم نفسه ومحتار : لو رحت كلمتها ممكن ترد عليا بقلة ذوق وتحرجني؛ ولو مرحتش هتقول متكبر ومكسوف اكلمها.

مصعب فضل باصص عليهم فترة وقرر يعمل الواجب؛ قرب منهم وابتسم وقال:
مساء الخير يا جماعة؛ ازيك يا ماسة...
ماسة اتفاجئت واتكسفت: مساء النور ازيك يا مصعب بيه
مصعب بصدمة: مصعب بيه ازاي يابنتي؛ انتي ناسية اني ابن خالتك؟
كريم اتدخل: اهلا يا فندم اتفضل اقعد
مصعب: متشكر جدا انا مع اصحابي وشاور لكريم علي الطربيزة بتاعته هو وابراهيم واصحابهم
كريم وقف ورحب بمصعب لما عرف انه قريب ماسة.

ماسة بشراسة حاولت تقللها: بس غريبة اوي حضرتك جاي مطعم بسيط زي ده ليه؟
مصعب مكنش واخد باله من طريقة سؤالها فرد عليها بتلقائية
اصحابي قالولي ان اكله نضيف وانا في الاول كنت خايف اكل هنا بس بصراحة لما جربته لقيته ممتاز وافضل من مطاعم راقية وغالية جدا
كريم: احنا معزومين؛ الاستاذة ماسة عزمانا لأن النهاردة كتب كتابنا
مصعب: الف مبروك؛ اسمحيلي بقي يا ماسة اعزمكم انتوا التلاته بالمناسبة دي.

ماسة باصرار: لا طبعا متشكرين لحضرتك.
مصعب فاهم انها هترفض بس صمم لانه عاوز يكسر الحاجز اللي بينهم ونفسه يخليها تسامحه وتتقبل تتعامل معاه فابتسم بهدوء وقالها:
ارجوكي توافقي؛ علشان خاطري
ماسة وشها اتغير وانكسفت لانه احرجها ولأنها كانت مصممة ترفض طلبه.
ماسة: لو سمحت يا مصعب انا عزماهم لان جوازهم بالنسبة ليا فرحة كبيرة اوي وتستاهل اضحي بفلوسي علشانها.

كريم كمل كلامها: اصل احنا بقالنا 7 سنين مخطوبين
مني: بالظبط؛ قصة كفاح وماسة كانت معانا من اول يوم
مصعب: خلاص انا هدفع تمن العزومة وانتي تجيبلهم هدية بفلوسك ايه رأيك؟
ماسة وافقت لأنها شافت ان دي فرصة تساعد بيها مني ولو بطريقة غير مباشرة
انتهت سهرة مصعب واخد اصحابه ومشيوا وماسة مشيت مع مني وكريم
وصلوا عند البيت وقبل ما تطلع شقتها قالت لمني.

خدي ياست مني انا كنت عاملة حسابي ان العزومة ممكن توصل ل 700 جنيه والحمد لله اول مرة الواد مصعب يعمل مصلحة ووفر الفلوس
مني بسعادة: ربنا يسعدك يا ماستي كفاية انك فرحتينا وبعدين ماهو ابن خالتك ولولاكي مكنش هيدفعلنا تمن العزومة.

ماسة: الفلوس اهي هاتي بيها اللي يعجبك لو في حاجة ناقصة لشقتك هاتيها
مني بدموع: لا طبعا؛ كفاية الفلوس اللي استلفتها منك
ماسة: السلف هتسديهم؛ لكن دول مني ليكي وخلصي علشان اطلع اناااام
مني حضنت ماسة بحب وقالتلها: ربنا يجبر بخاطرك يا ماسة ويسعدك
ماسة بحب: انتي اختي يامني وبعدين نفسي تتجوزي بقي انا تعبت يابنتي من الانتظار؛ ابو شكلك انتي وكريم؛ يلا بقي تصبحي علي خير ياعروسة.

يوم الفرح مني كانت عروسة جميلة جدا وفرحتها
زادت جمالها؛ ماسة كانت معاها في كل حاجة
الفرح كان بسيط بس مبهج والأهم انه كان كله حب وسعادة
ماسة روحت بيتها بعد ما الفرح خلص ودخلت اوضتها
ماسة واقفة قدام المراية وبتقول:
انا مش وحشة ابداً؛ طب ليه ملقتش حد يحبني ولا يحاول يتعب علشان يوصلي؟ ليه حياتي صعبه بالشكل ده؟ ؛ ياتري هفضل كده لأمتي وامتي هرتاح وابقي مسؤولة من حد؛ انا تعبت من المسؤولية اوي...

فردت شعرها علي ضهرها وشالت من علي كتافها الشال اللي كانت مغطية بيه نفسها، اتخيلت نفسها عروسة في ليلة فرحها، غمضت عينيها لحظات وهي مستمتعة بحلمها بس اول ما تخيلت ان عريسها واقف قدامها وان العريس ده هو مصعب فتحت عنيها بغضب وكأنه فعلاً قدامها واتكلمت بعنف وقالت
بقي انا بيئة يا بيئة ده انا خسارة فيك يا غبي
اوووف حتي الخيال منكد عليا فيه.

مني وكريم عايشين اجمل لحظات عمرهم بعد اشتياق وتعب سنين
كريم بحب: وبعدين بقي يامنايا هتفضلي واقفة في المطبخ كتير
مني بهدوء: ياكيمو قربت اخلص اهو بس عاوزة اجهز الاكل بدري لان ماما بتحب تتغدي بدري
كريم: يابنتي ماهي بتطبخ تحت
مني: مليش دعوة بتطبخ ولا لأ؛ امي كانت اي اكل تعمله تنزل لجدي وستي الله يرحمهم منه وتقولي اللقمة من عرق ابنهم ليها طعم تاني.

كريم: ربنا يباركلي فيكي يابنت الاصول
مني: ويباركلي فيك ياكريم ويبعد عننا الشيطان.

رحمة بحب بتأكل اخوها مراد وهو بيبصلها بامتنان وقال
مراد: ربنا يكرمك يا رحمة ويعوضك خير عن تعبك معايا
رحمة بحزن: ايه الكلام الفاضي ده بقي؛ هو مش انت اخويا وابني وابويا وكل اهلي يا مراد حد يشكر اخته علي تعبها معاه؛ وبعدين انت تعبك علي قلبي زي العسل.

مراد: هو انا هفضل طول عمري كده يا رحمة؟ يعني هعيش حياتي كلها عاله عليكي
رحمة بدموع حضنته بقوة وقالتله
انت مش عاله انت حبيبي واخويا الوحيد وربنا كرمني علشانك بالوظيفة الجديدة وبأذن الله هنحوش ونعملك العملية وترجع تمشي وتنور حياتي..

مراد بتفاؤل: بجد! معقول الكلام ده يحصل
رحمة بتأكيد: قول يارب وان شاء الله ربنا هيكرمنا.

رحمة اشترت طقم جديد وغالي يناسب الشغل الجديد وحطت مكياج بسيط، ركبت تاكسي وراحت علي الشركة.

دخلت الشركة وحست اد ايه المكان منظم وفخم سألت عن مكتب ابراهيم والسكرتيرة دخلتها عنده بعد ما استأذنت منه
رحمة بخوف وتوتر: السلام عليكم
ابراهيم بهدوء: وعليكم السلام؛ اتفضلي اقعدي
رحمة قعدت وحست انها هتبكي من الخوف؛ معقول بعد ما حست ان الدنيا هتضحكلها يرفضوا يشغلوها.

ابراهيم: قوليلي يا أنسة رحمة؛ اشتغلتي قبل كده في شركات او مكاتب محاسبة
رحمة فضلت ساكته وابراهيم رفع عينيه وبصلها واول ما ركز في ملامحها سرح وكلم نفس بتعجب وهو بيقول
ده ايه القطة دي ياخواتي؛ الله يباركلك يابت ياماسة أكلك حلو وطعم وجيرانك أحلي واطعم
حاول يبين انه جد وحازم فكلمها برسمية وهو بيقول
ايه يا أنسة مبترديش عليا ليه؟

رحمة: انا مشتغلتش في شركات طبعا قبل كده هيشغلوني عندهم ليه، حضرتك انا اشتغلت في محلات ملابس واشتغلت في مكاتب طباعة
ابراهيم حس اد ايه هي متوترة فطمنها واتكلم بشئ من الهزار:
مفيش مشكلة انتي خلاص جواب تعيينك اتمضى من مصعب بيه والمقابلة دي مجرد نوع من التعارف ولا أنتي مش حابة نتكلم مع بعض شوية
رحمة بسعادة: متشكرة لحضرتك جدا والله العظيم انا ملتزمة جدا في شغلي وبتعلم بسرعة ومش هقصر في اي حاجة ابدا.

ابراهيم: ان شاء الله؛ اتفضلي روحي لمدام سلوى وهي هتفهمك كل حاجة
مصعب روح البيت اخد شاور ونام من التعب بس صحي بعد فترة علي صوت خبط قوي علي باب اوضته.

مصعب: في ايه يا دادة بتخبطي جامد كده ليه
سعدية: معلش يابني بس غصب عني
مصعب: خير في ايه يادادة؟
سعدية: اصل، في حد اتصل وقال ان البيه عمل حادثة وهو دلوقتي في مستشفي...
مصعب نزل جري بس سعدية وقفته وقالتله:
غير هدومك يابني هتنزل ازاي كده
مصعب بخوف: حاضر؛ قولي لعم صالح يجهز العربية بسرعة
وصل المستشفي اللي عرف انه والده موجود فيها وسأل لحد ما عرف ان والده ومراته عملوا حادثة كبيرة.

مصعب بلهفه سأل دكتور خارج من العمليات وقاله: طمني يا دكتور
الدكتور بأسف وحزن: انا اسف المدام وصلت المستشفي وكانت فارقت الحياة والاستاذ اللي معاها حالته غير مستقرة
مصعب: ارجوك ده والدي لو في اي حاجة نعملها انا ممكن اسفره برة مصر
الدكتور: للأسف مفيش وقت لو تحب ممكن تدخل تشوفه
مصعب مقدرش يستوعب كلام الدكتور ودخل بسرعة وعنده أمل ان الدكتور غلطان؛ مستحيل والده يموت ويسيبه لوحده.

مصعب بحزن بعد ما شاف والده اللي فعلا كان واضح انه خلاص بيموت
بابا؛ ارجوك رد عليا؛ اوعي تسيبني انا مليش غيرك انت ابويا واخويا وكل اهلي
حسين بصعوبة وتعب: اسمعني يا مصعب وارجوك تنفذ وصيتي
مصعب دموعه غلبته وشاور لوالده انه هينفذ كلامه.

حسين: انا كتبلك كل املاكي انت واخواتك بشرع ربنا؛ بس انت وصي عليهم لحد ما يكبروا ويتجوزوا؛ انا عارف انها مسؤولية كبيرة ويمكن فيها ظلم ليك؛ بس دول بنات وملهمش حد ونهال اهلها متوفيين؛ ارجوك يابني اوعي تفرط في اخواتك.

حسين غمض عنيه وانفاسه تقلت بس حاول يكمل كلامه قبل ما يقابل ربه وقال: اتقي الله فيهم وفي نفسك يامصعب واوعي تعصي ربنا؛ اتجوز واحدة تصونك وتقدر تتحمل وجود اخواتك دور حواليك وانت هتعرف قصدي مين؟

مصعب: اللي انت عاوزة هعمله وهتجوز اللي تختارها بس خليك معايا علشان
حسين بضعف: ادعيلي بالرحمة واوعي تنساني
اشهد ان لا اله الا الله وأن محمد رسول الله.

مر اكتر من شهر ومصعب في اوضته مبيكلمش حد ولا بيخرج؛ ابراهيم حاول معاه كتير ومفيش فايدة وفي الأخر راح لبيت خالته وبلغهم بموت حسين ونهال
أمينه وماسة أخدوا البنتين عندهم وماسة بتراعيهم بحب وكأنهم بناتها؛ وكل ده ومصعب في دنيا تانية.

ابراهيم: وبعدين يا مصعب؟هي دي وصية ابوك انت من يوم الجنازة وانت حابس نفسك هنا ولا حتي تعرف اخواتك فين
مصعب رفع وشه لابراهيم وكانت عيونه بتنطق بالحزن والانكسار
ابراهيم قعد جنبه وقاله: اخواتك أمانه في رقبتك يا مصعب
مصعب: انا تعبان؛ ابويا سابني لوحدي يا ابراهيم بقيت لوحدي.

ابراهيم: كلنا هنموت؛ وهو صحيح مات بس سايب وراه راجل يشيل اسمه وبنتين محتاجين رعاية وحب يعوضهم؛ انت فقدت ابوك وهما فقدوا ابوهم وأمهم وانت بقيت كل اهلهم
مصعب: بس انا مبعرفش حتي اهتم بنفسي؛ ههتم بيهم ازاي؟
ابراهيم: ربنا هيعينك؛ دول ايتام وفي نفس الوقت لحمك ودمك يعني يستاهلوا تتعب علشانهم
مصعب بضعف: حاضر هقوم اشوفهم اهو.

ابراهيم: تشوف مين يامصعب اخواتك في بيت خالتك بقالهم اسبوع وماسة سايبه شغلها وقاعده بيهم.

مصعب بدهشة: ليه وازاي محدش يقولي
ابراهيم: انا حاولت معاك كتير وانت حتي مكنتش بتفتحلي الباب والبنات صغيرين ومحتاجين حد جنبهم اخدتهم ومعاهم الدادة وودتهم بيت خالتك بعد الحاح منها وعرضت عليهم يقعدوا هنا بس ماسة رفضت
مصعب انا هغير هدومي واروح انا وانت نجيبهم حالاً.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة