قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا ماسة العمر للكاتبة نداء علي الفصل الأول

نوفيلا ماسة العمر للكاتبة نداء علي الفصل الأول

نوفيلا ماسة العمر للكاتبة نداء علي الفصل الأول

في بيت بسيط جدا جوة حارة شعبية؛ صحيت ماسة من النوم علي صوت والدتها بتندلها بحنان وبتقولها
اصحي يا ماسة؛ قومي يابنتي هتتأخري علي شغلك
ماسة قامت بسرعة وقالت لامها بابتسامة بسيطة صباح الخير يا ماما؛ اعمليلي سندوتشين اخدهم معايا ربنا يخليكي
أمينة: عملت ياحبيبتي البسي وتعالي اشربي الشاي واتكلي عالله انا راحت عليا نومه ومعرفتش اصحيكي بدري عن كده.

ماسة: ولا يهمك انا كنت مظبطة المنبه ومتخافيش متاخرتش ولا حاجة
أمينة بتردد: انتي مش هتقبضي قريب؟
ماسة بحب: النهاردة بأذن الله ومتقلقيش انا فاكرة يا ماما عاوزة تودي لعايدة اختي الموسم؛ مظبوط كده؟
أمينة: معلش يابنتي انتي عارفة انها عايشة في وسط عيلة وبتراعي سلايفها ومعاش ابوكي الله يرحمه لسه قدامه اكتر من 10 ايام
ماسة بعد ما خلصت لبست ولفت طرحتها باست ايد امها وقالتلها.

ربنا يباركلنا فيكي يا ماما انا فاهمة وعارفة وحتي لو مقبضتش هروح لعم رجب اشتري منه كل حاجة عالحساب وهو مبيتأخرش عننا؛ يلا بقي سلااام
أمينة قفلت الباب بعد ما بنتها نزلت ودعتلها ان ربنا يحفظها ويرزقها بالزوج الصالح
ماسة وصلت لمحل الموبايلات اللي شغالة فيه فتحت المحل وولعت بخور وقعدت تستني الزباين اللي متعودين يتعاملوا معاها
بعد ربع ساعة دخلت زميلتها في المحل اسمها مني.

في فيلا كبيرة في مدينة الشيخ زايد، صحي مصعب من النوم دخل أخد حمام وصلى وبعدها نزل شرب القهوة بتاعته وقرأ شوية اوراق محتاجة تتراجع قبل ما يروح شركته؛ والد مصعب اسمه حسين دخل المكتب وقاله
ايه يا مصعب صاحي بدري النهاردة
مصعب: رايح الشركة في ورق مهم لازم اراجع مع ابراهيم؛ حضرتك اللي صاحي بدري ليه
حسين: هو انا عرفت انام يابني؛ انا عارف ايه اللي خلاني اتجوز في السن ده واخلف؛ انا كبرت عالكلام ده.

حسين اتكلم بهدوء وقال لمصعب: انا عاوزك تبعت مبلغ لخالتك أمينة يا مصعب للأسف انا انشغلت ونسيتهم خالص
مصعب: حاضر يا بابا؛ هقول لابراهيم يروحلهم بنفسه
حسين: وليه متروحش انت؛ خلاص بقي يا مصعب اللي فات مات
مصعب: حاولت والله يا بابا ورحتلها في رمضان وانت مسافر العمرة؛ البت ماسة بهدلتني وقالتلي مش عاوزين حاجة منك وتقريبا كده انا اتهزقت
حسين ضحك بصوت عالي وافتكر سبب الخلاف بينهم من عشر سنين.

فلاش باك
ماسة كان عمرها 17 سنه ومصعب كان لسه راجع من السويد بعد ما عاش فيها 5 سنين يدرس ويتابع شغل ابوه من هناك
راحوا بيت خالته امينه يسلموا عليها لانها بتفكره بأمه وفي وسط القاعدة حسين هزر مع مصعب وقاله بصوت هادي
ايه رأيك اجوزك ماسة بت زي القمر وست بيت ممتازة
مصعب بصوت مسموع: ايه القرف ده يا بابا؛ عاوز مصعب الفهد يتجوز واحدة بيئة زي دي؛ مش معني انها بنت خالتي اني اتجوزها.

حسين بصدمة: اسكت يا حيوان ايه اللي بتقوله ده حد يسمعنا؛ انا بهزر معاك هي اصلا خسارة فيك
ماسة سمعت الكلام اللي مصعب قاله وجرحها قربت منهم وحسين بص في الأرض لانه فهم انها سمعتهم
ماسة بحدة: انت فاكر نفسك ايه ومين قالك اني ممكن اتجوز واحد زيك؛ انت لو اخر راجل في الدنيا مقبلش اتجوزك؛ لو سمحت يا حسين بيه بيتنا مفتوحلك في اي وقت علشان خاطرك وخاطر خالتي الله يرحمها غير كده مفيش
مصعب: انتي بتطرديني.

ماسة: أه بطردك ما أحنا بيئة؛ اطلع برة؛ وياريت ماشفش وشك مرة تانيه...
حسين فضل يضحك وقال لمصعب:
ده انا لسه فاكر الموقف كله كأنه حصل انبارح يعني البنت معذورة مترضاش تاخد مننا فلوس ولا أي مساعدة
مصعب: خلاص يا بابا انا وقتها غلطت والموضوع انتهي وبعدين خالتي امينه ظروفها صعبه ومحتاجة للمساعدة؛ وماما كانت دايما توصيني عليها ولولا ماسة الزفته دي كنت جبتلهم شقه جنبنا هنا بس بنت عنيدة بشكل صعب.

حسين خرج من عند مصعب وطلع عند مراته وبناته
حسين: ايه يا نهال لسه زعلانه
نهال: وهيفرق معاك يا حسين؛ انت ميفرقش معاك غير مصعب وزعله.
حسين بجدية: انا مبفرقش بين مصعب واخواته وعلشان متتكلميش في السيرة دي تاني انا كاتب وصية ومقسم ثروتي بينكم بشرع ربنا
نهال: والله يا حسين انا مقصدش كده انا يس خايفة يحصلنا حاجة ونسيب البنات لوحدهم وانت شايف مصعب شديد وبحس انه مش بيحبهم.

حسين: بالعكس؛ انا لو مت هموت وانا مطمن علي بناتي ان ليهم اخ يحميهم ويحافظ عليهم.
نهال: خلاص يا حسين حقك عليا؛ ربنا يطول في عمرك وتجوزهم بايدك ان شاء الله.

مصعب دخل الشركة بهيبته ومشيته السريعة وصل مكتبه واستني ابراهيم يجيله
ابراهيم دخل المكتب وكالعاده مبتسم وقال لمصعب
صباح الخير ياريس
مصعب: صباح الخير؛ ايه الاخبار؟
ابراهيم: كله تمام؛ انا خلصت كل حاجة محتاجين امضتك بس
مصعب: اقعد يا ابراهيم عاوزك في خدمة
ابرهيم قعد ومصعب قاله: عاوزك تروح بيت خالتي وديلهم مبلغ وانت عارف اني صعب اروح.

ابراهيم برفض: لا ياخويا؛ انا اخر مرة رحت بنت خالتك بهدلتني فيها وقالتلي مش محتاجين صدقة من حد وتقريبا كده طردتني
مصعب: عيلة متخلفة وعنيده
ابراهيم: يعني عاوز تغلط فيها جوة بيتهم وبعد كده تتعامل معاك عادي وتاخد منك فلوس كمان؟
مصعب: يابني انا كنت وقتها لسه شاب صغير ومتهور ورد فعلي كان متسرع شوية بس اعتذرت منها بعد كده كتير
ابراهيم: علشان عندها كرامة؛ زيي أنا كده..

مصعب بصله باحتقار وابراهيم شهق بقوة وقاله
بتبصلي باحتقار يا مضروب؛ طب مش رايح لبنت خالتك العضاضة انتوا اصلا عيلة كلها مجانين
مصعب ضحك وقاله: خلاص بقي يا ابو خليل انا مقدرش اتصرف من غيرك وبعدين هقولك علي حاجة انا عرفت ان ماسة بتنزل شغل ومبترجعش غير متأخر؛ روح لخالتي واديها الفلوس وقولها اني مش عاوز اروح علشان ماسة بتضايق لما تشوفني.

ابراهيم: ماشي هروح يا مصعب؛ مش علشانك انت؛ علشان مرات عمي الله يرحمها كانت غالية عندي جدا؛ المشكلة ياض ان ماسة شبه امك جدا ازاي ترفض تتجوزها يا مغفل؛ دي لوزة في نفسها كده بونبناية.
مصعب شال كوباية الماية قدامه وكان هيحدفها في وش ابراهيم بس هو طلع بسرعة وقفل الباب وابتسم بسعادة وهو بيقول
ملحقنيش؛ ده انا ابو خليل العبقري وحافظ تصرفاتك كويس يا أطاطا.

مصعب سمعه وفضل يضحك لأنه عارف ان الوحيد فعلا اللي حافظه وبيتوقع تصرفاته هو ابراهيم...

في المحل عند ماسة كلمت اختها واتفقت معاها تروحلها بعد ما تخلص شغل وتَديلها الموسم
ماسة: عاوزة حاجة معينه ياقلبي
عايدة بحب: تسلمي يا حبيبتي؛ متشكرة اوي يا ماسة عارفة اني بتعبك بس اعمل ايه؛ ما احنا ملناش غيرك
ماسة: بس يا عبيطة انتي بنتي واختي وهفضل اجيبلك موسمك وحاجتك لحد ما أموت؛ وبعيدين انا بجيب علشان خاطر يوسف حبيب خالته انتي خلاص راحت عليكي.

عايدة بسعادة: بقي كده طيب يا ماسة ان شاء الله هجوزه لبنتك علشان اطلعه عليها لما ابقي حماتها
ماسة اتهربت من الكلام وقالتلها: انا هقفل بقي يا ديدا صاحب المحل زمانه قرب يجي؛ يلا سلام.
مني كانت قاعدة سرحانة ماسة كلمتها وسألتها بهدوء: مالك يا منمن سرحانة في ايه
مني: كريم الصبح اتخانق معايا بيقولي بقالنا سنتين مخطوبين وانا جهزت كل حاجة والتأخير ده كله بسببك
ماسة: بسببك ازاي؟ هو مش عارف الظروف!

مني: عارف ومعانا في كل حاجة وشايف ازاي امه بتتشرط وبتطلب مع انها عارفه البير وغطاه
تخيلي جاتلنا من يومين بحجة انها بتطمن علي صحة ابويا وفي وسط الكلام تقولي انا مش عوزاكي تعملي مطبخ خشب؛ اعملي الومنتال احسن وبيعيش
ماسة: انتي اللي هبلة وبتخافي علي زعل حبيب القلب؛ انا لو مكانك هقولها فعلا الالومنتال احسن ايه رأيك تكملي انتي تمنه يا حماتي
مني ضحكت وقالتلها: دي كانت فركشت الجوازة هي اصلا بتتلكك.

ماسة: والله يا مني انتي خسارة فيهم؛ ولولا انا عارفة حبك لكريم كنت قولتلك سيبيه
مني: والله مبقتش حكاية حب وبس يا ماسة؛ انا عاوزة استقر وارتاح من الشغل والبهدلة وكريم بقي عندي زي اي عريس.
ماسة: ربنا يسعدك ويعوض عليكي؛ تعالي نشرب عصير وبعدها نروح نشتري طقمين للواد يوسف ابن عايدة؛ جوزها ظروفه مش حلوة وانا عاوزة افرحها.

في بيت مني، حماتها قاعدة مع والدتها ووالدها وبيتفقوا علي التجهيزات بتاعت الفرح
أم كريم مصممة يعملوا الفرح في قاعة كبيرة ويتشاركوا في التكاليف
والدة مني: يا حاجة توحيدة احنا هنجهز البت وهندين لطوب الأرض انتي مش عارفه جهاز العروسة بيتكلف اد ايه
توحيدة: وانا بطلب حاجة زيادة عن الناس؟ انا عاوزة افرح بأبني؛ وبعدين احنا اتنازلنا عن حاجات كتير علشان الظروف دي يام مني.

كريم: خلاص يا ماما انا ومني مش عاوزين غير بعض وبس
توحيدة: وانا مش هجوزك من غير فرح يا حبيبي
والد مني: ياحجة ما احنا هنعملهم فرح هنا ونفرح معاهم لكن القاعات بقت غالية نار
مني كانت وصلت البيت وسمعت كلام حماتها وحست ان الموضوع كده هينتهي بس اتفاجئت بكريم بيقول لوالدته.

لو بتحبيني بجد يا أم كريم وحدي الله كده وسيبك من القاعات والمظاهر الفارغة دي؛ يعني هتبقي مبسوطة لو عملنا فرح في اكبر قاعة في البلد وابنك حبيبك يحصله حاجة؛ هتفرق وقتها القاعه في حاجة
توحيدة: بعيد الشر عنك يا قلب امك؛ ليه الفال الوحش ده يابني
كريم: علشان انا تعبت ياأمي انا ميلزمنيش غير مني وبس قولتي ايه؟
توحيدة غصب عنها قالتله: خلاص يابني اللي يريحك؛ انا كل اللي يهمني افرحك.

كريم باس راسها وقالها: جوزيني مني وانا افرح
توحيدة مقدرتش ترفض اكتر من كده ومني روحها ردت فيها وحب كريم بعد ما كان قرب يختفي بسبب الظروف والمشاكل زاد اضعاف الأول...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة