رواية متيمة بنيران عشقه للكاتبة شروق حسن الفصل الرابع
نُطق القاضي لحُكمه كان بمثابة سكين تالمة تنحر أعناقهم بلا رحمة، يطلبون العفو والرجاء ولكن ها قد قيلت الكلمة الأخيرة، بضعة كلمات كفيلة لتُذيب مستقبلهم، كجمرات بين أيديهم لا يستطيعون إفلاتها، تعالت الشهقات الغير مصدقة، وعويل النساء ملأ الساحة، بينما هم، هم مازالوا متصنمين محلهم، لا يصدقون ما تسمعه أذانهم، بالطبع هذه مزحة، مزحة ثقيلة رُميت على أذانهم لتُصيبهم بالذهول، لكن أصوات البكاء من حولهم كذبت أفكارهم.
نظر ريان لعائلته بتشوش وأفكار متضاربة، هل انتهي هكذا! هل سيقضي بقية عمره بين جدران السجن المتعفنة! هل سيكون وحيدًا مجددًا! وأول ما جال بفكره هو ولده مدثر، وسؤال يتقاذف بين ثنايا عقله، هل سيعيش بدون أب! هز رأسه بنفي هستيري، ودمعة الشعور بالظلم سقطت من عيناهه وهو يصرخ طالبًا الرجاء من القاضي القاسي: لاااااا. والله العظيم ما عملت حاجة يا حضرة القاضي. كله كدب. والله العظيم كله كدب.
وكأن القُضاة أصموا أذانهم عنه وعن صراخه المتألم، لملموا أوراقهم ثم ذهبوا من المحكمة نهائيًا، ذهب فارس إليه وجهه شاحب بشدة، ابتلع ريقه فحاول التحدث وهو يضع يده على كف الآخر الممسكة بالقضبان: ريان! هتطلع يا صحبي، والله العظيم هتطلع حتى لو كلفني الموضوع عمري كله.
نظر له ريان بعجز، وأكتافه متهدلة بيأس، وكأنه قد كبر على أعوامه الثلاثين أعوامًا أخرى، ليتشدق بألم وأنظاره تتجه ناحية وجه إبنه الباكي بين أحضان شهاب: ابني يا فارس، ابني ملوش غيري، لو الحُكم اتنفذ ابني هيعيش وحيد طول عمره زيي بالظبط.
حاول فارس الثبات أكثر، فتحدث بصوت صارم لا يقبل المزاح: ابنك وسطنا واحنا أهله، ولحد ما ترجعله بالسلامة لازم انت تهرب.
بينما هي كانت في أوج صدمتها، أحلامها التي نسجتها في خيالها على أمل تحقيقها انهارت الآن أمام عيناها، وهي عاجزة عن التصرف، لمحت بطرف عيناها ذلك الحقير وهو يشير لها بيده، سليم المنشاوي بحقارته يبتسم لها بإستفزاز، علمت بأنه خلف كل ما حدث لها، سددت له نظرة نارية وقلبها يحترق حقدًا عليه.
أتت لها والدتها فوزية مهرولة ودمعاتها تتسابق على وجنتها لا تتحمل ما سمعته، أخرجت يداها من الفواصل، لتُسمك بيد والدتها المنهارة بالبكاء قائلة بجزع: حاسبي يا ماما.
هبطت الدموع الآخري مردفة بخوف ولهفة تحاول الوصول إليها لإحتضانها: ظلموكِ يا بنتي، ظلموكِ وشبابك هيضيع هدر.
ما كان عليها سوى أن شعرت بالعجز، فهبطت دموعها بحسرة، لتتعالى إلى شهقات، فمهما كانت قوية، تظل هي أنثى، أنثى ضعيفة بمشاعر رقيقة كوريقات الأشجار، أنثى مُغلفة بالقوة ولكن بالداخل هشة، وقف إبراهيم أمام فتاته موجهًا حديثه إليها بتشجيع: مش غزل أبو زيد اللي تضعف كدا. غزل أبو زيد قوية وهتفضل قوية. خليكِ واثقة في ربنا والتيسيير هيجي من عنده.
بأنامل مرتعشة مسحت جفونها، وهي تجيبه: غزل أبو زيد ضعيفة، ضعيفة أوي يا بابا، وانتوا اللي كنتم بتقووني، ودلوقتي هتبعدوا عني وهبقى لوحدي بين حيطان سجن اللي بيدخله مش بيخرج منه إلا لو كان شيطان.
تلك الغصة التي تشكلت في حلق إبراهيم كادت أن تصيبه بنوبة قلبية، لكنه تحامل من أجل صغيرته، تلك الجريحة التي اعتاد منها القوة، الآن أصبحت تنتظر تنفيذ حكمها.
جاء العساكر لأخذهما معًا، وضعوا في يديهم أغلال حديدية، بات ريان مُكبل في جهة، وبالجهة الآخري هي، تم سحبهم وسط تهافت أهاليهم وأصوات البكاء التي تعالت، بينما فارس اختفى من الوسط، صعدوا إلى سيارة الشرطة الزرقاء واحدًا تلو الآخري، وقبل أن تذهب السيارة، انفلت مدثر من يد شهاب مُتجهًا ناحية والده، ليلتقطه ريان ودموعه بدأت بالتسلل لعيناه مرة أخرى.
تحدث مدثر بشهقات عالية متقطعة وهو يرتمي في أحضانه: متسبنيش يا بابا.
رد عليه بخفوت وهو يدفن وجهه به: مش هسيبك يا روح بابا.
قاطعهم صوت العسكري وهو يسحب ريان من أحضان مدثر متحدثًا بغلظة: يلا يابني مش هنفضل واقفين طول النهار كدا.
لم يريد مدثر أن يترك والده، فجاء إليه شهاب ليسحبه عنوةٌ عنه وطبقة من الدموع تتشكل في عيناه، صرخ مدثر ببكاء وهو يمسك يد والده برجاء: متسبنيش يا بابا، متمشيش وتسبني.
انفلتت يده وزاد صراخه الهستيري عندما رأى ريان يصعد للسيارة ومن خلفه صعدت غزل التي كانت تتابع الموقف بتأثر، ورغمًا عنها هبطت دموعها بحزن من أجل الصغير الذي حُرم من والده في ذلك العمر الصغير، كانت حالة ريان لا تقل عن حالة ابنه، لكنه يتحكم بنفسه بصعوبة، رؤيته لولده يبكي بهذا الشكل تُصيبه في مقتل، لكن ما باليد حيرة.
ذهبت سيارة الشرطة والجميع يقف لتوديعهم، دموعهم منسلتة على أوجههم، ومازال مدثر يتلوي بيد شهاب للذهاب لوالده، وآخر ما رآه ريان قبل أن تأخذ السيارة طريقًا مغايرًا لهم، هو مساعدة معتصم ل شهاب في تهدأة صغيره، وضع يده على وجهه بقلة حيلة، ولأول مرة يشعر بالعجز حيال طفله.
أشفقت غزل على حالته، رغم إنها لم تره سوى بضعة مرات في تلك السنوات القليلة التي قضاها مع عائلة النويهي، لم ترَ منه أي مكروه، بل كانت تستمع لمدح العجائز به لمساعدته إياهم، تحشرج صوتها تحاول أن تؤاذره، لتقول بود: متقلقش هيبقى كويس.!
نظر لها بثبات ظاهري، وعيناه تعكس ما يقوله: معتقدش، مدثر ملهوش غيري في الدنيا دي، ومهما كانت العيلة بتحبه بس مش هيعوضوه عن غيابي.
صمت لأنها تعلم أن معه كل الحق، تشعر بغصة في قلبها عندما تنظر ليدها، انتهي بها المطاف لتكون مُكبلة بالأغلال مع شخص مجهول، كلاهما يتقاسمان الحزن، ولكن بطريقته الخاصة.
شعروا بتذبذب السيارة وعدم معرفة السائق السيطرة عليها، تجهز العساكر بأسلحتهم لأي هجوم، ليرتدوا للأمام جميعًا عند توقف السيارة فجأة، اصتدمت رأس كلٌ منهم بالآخر بعنف، ومن أمامهم هبط مجموعة من الملثمين من سيارة نقل رباعية كانت تتعمد الإلتصاق بهم، اتجهوا للخلف حيث يجلسون، وقبل أن يعي الجميع ما يحدث قاموا بتوجيه ذلك السائل ناحية وجوههم جميعًا، ليفقدوا وعيهم دون الشعور بما حولهم.
أمر فارس أحد الرجال الذي قام بتأجيرهم بأن يساعدة في حمل ريان وتلك الفتاة التي معه الغائبين عن الوعي، بما أنهم مشتركين في نفس الأصفاد، وبالفعل قاموا بحملهم ثم وضعوهم على الأرض الأسفلتية من تحتهم، وجه فارس حديثه لأحد الرجال وهو يتسائل: مفعول المخدر هيروح امتي!
ليُجيبه الآخر بثقة: معانا تركيبة تفوقهم حالًا، ومن غير التركيبة هيفوقوا بعد نص ساعة.
نظر فارس حوله بقلق، قائلًا بسرعة: لأ فوقهم دلوقتي، مفيش وقت.
امتثل لأمره، فقام بإمساك زجاجة صغيرة تحتوي على رائحة نفاذة بشدة، وضعها أولًا على أنف ريان، ليُجعد جبينه بإنزعاج متململًا في مكانه: بس بقا سبوني أنام شوية.
نكزه فارس بقوة في ذراعه، مردفًا بغيظ: قوم احنا مش في بيت أبوك الله يخربيتك.
فتح عيناه بكسل، حتى اعتاد على الضوء من حوله، فرأي وجه فارس يُقابله، ليبتسم بخفوت وهو يردظ: الحمد لله. كنت عارف إنه حلم.
شد فارس على خصلاته بيأس من هذا الأبله، ليطلب من الرجل الذي يُطالع ريان بإستنكار أن يبدأ بإفاقة غزل، أومأ له ومازال نظره مرتكز على ريان مرددًا بصوت عالي نسبيًا: بقا واحد أهبل زي دا متهمينه بالقتل!
كاد أن يضع السائل على أنف غزل، فبدأت بالإفاقة وحدها، اضطربت حواس الرجل، فنادي على أحد رجاله بفزع: واااد يا فجلة، الست دي فاقت ليه!
تجعد جبينه وهو يهز رأسه بجهل، لتستعيد غزل وعيها كاملًا، واضعة يدها على رأسها، متحدثة بألم: إيه اللي حصل!
استعاد ريان وعيه هو الآخر وكاد أن يجيب بجهله، حتى استمعوا إلى صوت تأوه العساكر، وقف فارس بفزع وهو يمسك الرجل من ياقة ملابسه، سائلًا إياه بغضب: هو دا اللي نص ساعة وهيفوقوا!
اضطرب الآخير ولا يعلم ما حدث، أو ما الخطأ الذي افتعلوه ليستعيدوا وعيهم بسرعة، أجابه مُبررًا: واللهِ يا باشا ما عارف ايه اللي حصل، دي تركيبة موثوقة.
كاد فارس أن يُجيبه، لكن سيُضيع وقته قبل نفاذ مهمته التي أتى من أجلها، ذهب إلى ريان مُسرعًا، وجذبه من ذراعه ليقف، لتقف من خلفه غزل التي نظرت لهم بضجر، فاتسعت عيناها وهي تسمع حديثه: يلا يا ريان، انتوا لازم تهربوا دلوقتي حالًا قبل ما ياخدوا بالهم ويفوقوا.
اعترضت غزل على حديثه، وهي تُشيح بيدها أمام وجهه، هاتفة بعصبية: أنا مستحيل أهرب، انا هحارب العدالة وأظهر برائتي بنفسي و، آاااه.
لم تكد تُكمل حديثها حتى استمعت لصوت طلقات الرصاص، ليهرع ريان يجري دون النظر خلفه، ساحبًا أياها دون إعطائها أي أهمية، حتى كادت أن تقع عدة مرات، لتصرخ به بنفاذ صبر: هتوقعني الله يخربيتك، اصبر انت ساحب بهيمة!
تحدث دون التوقف عن مواصلة السير: اجري بسرعة قبل ما يقفشونا، اجري وبطلي لَك، منك لله.
حاولت غزل الأبطاء من سرعتها، وذلك بعد مواصلة الجري لنصف ساعة متواصلة، انكبت على وجهها عندما أكمل ريان الجري لتواصل أيديهم بتلك الأغلال، لتسبه بغضب عند وقوعها: استني يا غبي، وقعتني يا بني آدم.
استفزه حديثها ليجز على أسنانه بغضب موجهًا حديثه لها بإستهجان: الف سلامة على الحلوة السنيورة، اتنيلي قومي عشان نكمل ونفك الزفت اللي في إيدينا دا.
ربعت قدماها ويداها معلقة لفوق: حد الله ما قادرة، انا مش هتعتع من مكاني لحد الصبح.
زفر بقلة صبر، ونظر حوله للمكان الفارغ من المساكن ومن المارة، منطقة نائية بعيدة عن ضجيج بنو البشر، ليقول بإستنكار: هما كانوا هيسجنونا في أبو زعبل ولا إيه! المكان مفيهوش صريخ ابن يومين.
لم يجد منها رد، ليوجه أنظاره إليها، فوجد رأسها منكفئة على جسدها، وعيناها منغلقتان، ليهبط لمستواها وهو يهزها برفق: حَجة! انتِ يابت اصحي، انتِ يا هبابة!
لم يجد منها ردًا للمرة الثانية، لينظر إلى السماء ووجهه عابس، كأنه على مشارف البكاء: يارب إيه البلوة اللي بلتي بيها دي يارب!
ثم أعاد أنظاره إليها مرة أخري، وتلك المرة هزها بعنف وهو يصرخ: اصحي بقا.
فزعت من صراخه، لتفتح عيناها بفزع وهي تنظر حولها: كبسة!
التوى فمه بسخرية وهو يحثها على القيام، قائلًا بإستنكار: اه دي اللي هيعملوها مننا لما نتمسك إن شاء الله، تعالي نشوف أي مكان نتقاعص فيه لحد ما الشمس تطلع.
مشت بجانبه وهي تجعد جبينها، متسائلة بإستغراب: نتقاعص! انت خريج لغة عربية!
لا وانتِ الصادقة، تجارة.
واصلوا السير لمدة عشر دقائق أخري، حتى وجدوا صخرة أشبه بالكهف، لم يجدوا حلًا آخر سوى الجلوس والنوم بها حتى الصباح، افترشوا الأرض بأجسادهم المنهكة، والألم يشتدُ بأقدامهم لطول الطريق، مالت غزل على ريان دون وعي منها، فالتعب أهلكها لتذهب في ثباتٍ عميق، ولم يمر سوى القليل من الوقت وكان هو يلحقها نائمًا بإنهاك.
عاد الجميع لمنازلهم بحالة مُزرية للغاية، هذا الحدث أثر عليهم بالكامل، وأكثرهم كان مدثر، ذلك الطفل الذي فقد والده في سن صغير، وضعه معتصم على فراشه بعد أن نام من كثرة البكاء، مرر كفه على خصلاته بحنان وهو ينظر له بأسى، تذكر حينما ظل يصرخ ويُنادي بإسم والده بعد أن ذهب، لم يستطيعوا السيطرة عليه، فطفل مثله كل ما يملكه هو أباه، فقده ليدلف للسجن بقية حياته، قام بتغطيته بعدما تأكد من سباته، ثم خرج لعائلته، وجدهم في حالة حزينة، معالم الآسى تُسيطر على الجميع، كان ريان بمثابة الإبن الغير حقيقي لتلك العائلة، منذ أن جاء إلى هُنا منذ عدة سنوات مع إبنه والجميع يعامله كأنه فرد من تلك العائلة.
نظر بكر ل معتصم وهو يسأله بترقب حزين: مُدثر نام!
أومأ له بتعب وهو يجلس على المقعد المقابل له بإنهاك، مردفًا: نام بالعافية، أنا مش خايف غير من حاجة واحدة، لما يصحى هنعمل معاه إيه!
فرك بكر جبينه بقلة حيلة مرددًا: لله الأمر من قبل ومن بعد، أنا مش عارف إيه اللي حصل مرة واحدة.
صمتوا جميعًا لا يعلمون بما يُجيبون، فحياتهم تحولت بين ليلة وضحاها، زُج ابن تلك العائلة في السجن، ليظل مُدة خمسة عشر عامًا بين جدرانه، تحدث سُلطان والد شهاب موجهًا حديثه لإبنه: أومال فين فارس يا شهاب! مشوفتهوش من ساعة لما خرجنا من المحكمة.
لم يُلاحظ إختفائه، كل ما كان يشغله هو ريان لذلك جهل عن مكانه، هز كتفيه بجهل مُجيبًا: مش عارف والله يا بابا.
كان هُناك من يُراقب الوضع بشماتة نجحت في إخفائها، ورسم معالم الحُزن جيدًا على وجهها، إنها سميحة والدة معتصم، لطالما كانت تكره وجود ريان بينهم، تُعامله وكأنه نكرة، وهو كان يتجنب الحديث معها منعًا للمشاداة الكلامية التي تحدث بينهم كُل مرة، ليس هو فقط، بل فارس هو الآخر، تكرهه وتكره والدته، تلك التي ظلت تَغار منها بقية حياتها لأسباب مجهولة حتى الآن، تمتمت بصوت خفيض مُحملًا بالغِل والحِقد: اللهي ما يرجع لا هو ولا فارس، خلينا نخلص منهم هما الإتنين سوا.
ليقطع أحاديثهم في تلك اللحظة دخول فارس وهو يُصفر بإستمتاع، وملامحه مُرتخية للغاية وكأن شيئًا لم يحدث، وجَّه الجميع وجوههم له بإستغراب، فهم يعلمون مدى توطيد العلاقة بينه وبين ريان، فمن المفترض الآن أن يكون في أسوأ حالاته.
وقف بكر مستندًا على عكازه الخشبي، سائلًا إياه وملامحه مُغلفة بالغموض: كنت فين يا فارس!
كاد أن يُجيبه لكن سماع صوت مدثر وهو يبكي أوقفه عن الحديث، خرج من غرفته وهو يمسح عيناه الناعستان متحدثًا ببكاء: عايز بابا.
ذهب إليه فارس ثم هبط لمستواه، محتضنًا إياه بحنان وهو يُهدهده: بس يا حبيبي، حاضر هوديك لبابا بكرة إن شاء الله.
طالعه الصغير بشك، غير مُصدقًا حديثه، قائلًا بعدم تصديق: بجد يا عمو ولا بتضحك عليا!
نفي فارس برأسه مسرعًا، وهو يُربت على خصلاته بحنان: لأ بجد والله، روح انت نام يا بطل دلوقتي، وبكرا هوديك ليه.
تهللت ملامح الصغير، ليقبله بإمتنان على وجنته قبل أن يذهب للغرفته: حاضر، شكرًا يا عمو فارس.
ابتسم فارس بخفوت، ثم وقف مكانه مرة أخري مستديرًا لعائلته التي كانت تُطالعه بإستغراب، وجه نظره ل بكر الذي تحدث بصرامة: تعالي ورايا يا فارس عايزك.
كان يعلم بما يريده، فهم بالأكيد قد تشككوا بحديثه، وهو سيوضح لهم ما فعله، ولكن المُهمة الأصعب الآن هو عمه بكر.