قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية كازينو ما وراء الليالي للكاتبة سارة علي الفصل السابع

رواية كازينو ما وراء الليالي للكاتبة سارة علي الفصل السابع

رواية كازينو ما وراء الليالي للكاتبة سارة علي الفصل السابع

وقفت امام المرأة تتطلع الى مظهرها وهي ترتدي فستانها الاحمر الأنيق والمثير للغاية...
تطلعت جوري اليها بابتسامة وهي تقول:
انت جميلة للغاية...
بادلتها ليليان ابتسامتها وهي تقول:
شكرا...
دلفت جوليا الى الداخل وهي تقول بلهفة:
الضابط يا ليليان، جاء منذ لحظات...
استدارت ليليان ناحيتها وقالت بعينين مفتوحتين على وسعيهما:
حقا...! يجب ان اخرج حالا...
ضابط من اللذي تتحدثون عنه...؟!

سألتهما جوري بعدم فهم لتجيبها ليليان بسرعة:
سوف اخبرك بكل شيء فيما بعد...
خرجت بعدها من غرفتها متجهه الى الصالة لتجده جالس هنا يلعب مع مجموعة من الرجال ولم يكن رائف موجود معه هذه المرة...
رفع بصره ليجدها واقفه على بعد مسافة منه تتابعه بنظراتها وعلى شفتيها ابتسامة خفيفة أسرته على الفور...
تجمد في مكانه وهو يراها تتحرك من مكانها متجهة الى منتصف الصالة...

أزالت الشال الاسود الذي يغطي كتفيها ولفته حول خصرها...

اتجهت جميع الأنظار نحوها في ترقب واستمتاع لهذا المشهد الذي لا يتكرر الا نادرا...
وعلى لحن اغنية انت عمري وفستان احمر قصير ينسدل على جسدها الناعم كانت تتمايل امامه بكل ما تمتلكه من دلع وغنج وانوثه...
تتمايل بحركاتها الأنثوية مستخدمة اقوى فنون الاغراء وادهاها...
بينما عيناها لا تترك عينيه اللاتي تعلقتا بها وأبت ان تضيع لحظة واحدة دون النظر اليها والتمتع بتفاصيلها الخلابة...

ما ان أكملت رقصتها حتى ضجت الصالة بالتصفيق بينما نهض هو من مكانه بنية الخروج من الصالة...
توجهت ناحيته بسرعة وهي تقول بسخرية:
الى اين تذهب يا حضرة الضابط...؟! ما زال الوقت مبكرا على ذهابك...
استدار ناحيتها وهو يرمقها بنظرات جامدة تناقض النار التي تشتعل في صدره بينما اردفت هي بخبث:
ام انك تخاف من ان تفقد سيطرتك على نفسك وتقبلني كما فعلت في المرة السابقة...

تكونت على شفتيه ابتسامة خفيفة وهو يقول ببرود مصطنع:
أتعلمين...؟ لم أر طوال حياتي امرأة بمثل وقاحتك...
مطت شفتيها ولم تعقب على حديثه ليكمل هو قائلا:
انا اشعر بالشفقة عليك...
تقدمت ناحيته خطوتين وهي تقول بصوت حانق:
اذا كان هناك احد يستحق الشفقة فهو انت، يكفي انك تأتِ كل يوم الى الكازينو مثل الذليل من اجل ان تراني...
ومن قال انني أاتي من اجلك..؟!
الجميع يعرف انك تأتي من اجلي، لا داعي لإنكار هذا...

اجابته بثقة ليقول بملامح جامدة ونبرة كارهة:
وأين المشكلة في هذا...؟! في النهاية جميع الرجال يأتون الى هنا من اجلك، ليس حبا فيكِ او إعجابك بك كما تظنين، انهم يأتون لقضاء حاجة معينة لديك، لإفراغ شهواتهم التي لا تشبعها سوى عاهرة مثلك...
حملقت به بصدمة شديدة مما قاله ثم سرعان ما رفعت يدها في وجهه وضربته على وجنته تحت انظار الجميع...

دلفت الى داخل غرفتها وأغلقت الباب خلفها، وضعت يدها على قلبها الذي ازدادت نبضاته أضعافا، ما زالت تشعر برهبة الموقف تسيطر عليها، لا تعرف كيف فعلت شيء كهذا...؟ كيف تجرأت وصفعته...؟ وامام الجميع...!
بالتأكيد لن يتركها وشأنها بعد فعلتها تلك، سوف ينتقم منها اشد انتقاما، سيفعل المستحيل ليأخذ بثأرها منه، الله وحده يعلم ماذا سيفعل ليعاقبها وكيف سينتقم منها...؟!

توقفت افكارها عند هذا الحد وشعرت بخوف حقيقي يسيطر عليها، فكرة ان تكون مضطرة لتحمل عقاب شخص ما تؤذيها كثيرا، والاسوء من هذا اذا قرر تيم ان يشتكي لمدير الكازينو حينها ستضطر الى تحمل عقاب ريحان الذي لا يرحم...
دلفت جوليا الى الغرفة وهي تقول بسرعة:
مالذي فعلتيه يا ليليان...؟! هل جننتِ...؟! كيف تفعلين شيء كهذا...؟!
اجابتها ليليان بخفوت:
لا اعلم، تعصبت من حديثه كثيرا، لم اشعر بنفسي الا وانا
اصفعه...

لقد حذرتكِ سابقا يا ليليان وأخبرتك الا تتمادِ في افعالك معه، لكنك اصريت على عنادك، بالتأكيد الان لن يسكت لك بعدما صفعته امام الجميع...
نهرتها ليليان بعصبية:
يكفي يا جوليا ارجوكِ، بي ما يكفيني، لا ينقصني سوى تأنيبك...
صمتت جوليا لوهلة ثم قالت بجديه:
حسنا انهضي الان لنعود الى الصالة، ام تنوين البقاء هنا والتفكير فيما سيفعله السيد تيم بك...
معك حق، لن اقضي الليلة كلها افكر في عقاب حظرة الضابط...

نهضت ليليان وخرجت من غرفتها متجهة الى الصالة تتبعها جوليا...

اوقف سيارته بجانب منزله وظل جالسا داخلها، نار كاوية تحرق روحه كلما يتذكر فعلتها تلك، لقد تجرأت وصفعته امام الجميع، اهانته، لن يسكت لها، لن يرحمها، سوف يريها ما معنى ان تتجرأ واحدة وتهين تيم الصالحي...

هبط من سيارته وهو يتوعد لها بداخله لها، تقدم ناحية منزله بخطوات واهنة، فتح الباب ودلف الى الداخل ليجد بيسان جالسة في صالة الجلوس ويبدو انها تنتظره منذ وقت طويل، زفر بضيق وهو يسير متجها نحوها، ما ان وصل اليها حتى قال بهدوء:
مساء الخير...
اجابته بنفس الهدوء:
مساء النور...
انا متعب للغاية واريد النوم...
قالها وهو يتجه ناحية غرفته الا انه توقف في مكانه وهو يسمع صوتها تقول:.

اين كنت...؟! الساعة قاربت الثالثة فجرا...
منذ متى وانتِ تحققين معي بهذه الطريقة يا بيسان...؟
اجابته بجديه:
سابقا لم اكن أحقق معك نهائيا، كنت اتركك على راحتك، لكن الموضوع تجاوز حده، كل يوم تأخير حتى الفجر، أصبحت لا اراك نهائيا...
تنهد بصمت ثم قال بضجر:
اقسم لكِ انه ليس لي مزاج للمشاكل الان...
ومن جلب سيرة المشاكل يا تيم...؟! انا فقط اريد منك ان تنتبه لتصرفاتك...
قاطعها بملل:.

حسنا سأنتبه لها مرة اخرى، هل تأمرين بشيء اخر...؟!
كلا...
اجابته وهي بالكاد تخفي دموعها، تشعر بالقهر من تصرفاته معها، القلق يسيطر على قلبها وعقلها، تشعر بثمة امر ما يحصل، والشكوك باتت تتعبها وبشدة...

تقدمت ناحية والدها الذي يجلس في صالة الجلوس يتابع التلفاز بتردد شديد، تنحنحت بارتباك وهي تقول بصوت متقطع:
بابا، اريد الحديث معك...
رمقها والدها بطرف عينيه ثم أشار لها لتجلس على الكرسي المقابل له، جلست ميرال على الكرسي وهي تفرك كلتي يديها بتوتر شديد، أطلقت تنهيدة صامته ثم بدأت حديثها قائلة:
اريد الحديث معك بشأن كريم...
ما به كريم...؟!
سألها باهتمام شديد لتجيبه بتوتر جلي:
اريد انهاء خطبتي منه...

رشقها بنظرات غاضبة جعلتها تتراجع الى الخلف قليلا ثم سألها بصوت غامض:
لماذا...؟
اجابته بجدية وقد حاولت ان تسيطر على ارتباكها قليلا وتنتقي كلماتها جيدا:
انا وكريم لا ننفع سويا، تفكيره يختلف عن تفكيري تماما، نحن الاثنان مختلفان عن بعضنا...
هذا سبب ليس بكافي، اريد سبب مقنع...
عضت على شفتها السفلى ثم قالت بغيظ:
انا لا اريد هذه الخطبة، من حقي ان ارفض...
قاطعها بصوت عالي:.

ليس من حقك، بعد الصورة التي انتشرت لكما سويا لم يعد من حقك ان تقولي اي شيء، لقد تماديت في تصرفاتك كثيرا، وانا تحملتك كثيرا، الخطأ مني أساسا، انا من دللتك بشكل مبالغ فيه، والنتيجة انك اصبحتِ هكذا...
بابا ارجوك...
قاطعها بعصبية:
اصمتي، لا اريد ان اسمع صوتك، هذه الخطبة لن تفسخ، شئت ام ابيتِ...

كان كلامه حازما لا يقبل جدال، نهضت من مكانها بغضب شديد واتجهت الى غرفتها وهي تشعر بان جميع الأبواب تغلق في وجهها ويبدو انه لا مفر لها من هذه الخطبة.

دلف شادي الى غرفة ليليان ليجد كلا من جوري وجوليا جالستين سويا يتحدثان في امر ما، توقفتا عن الحديث ما ان شعروا بوجوده فسألته جوليا:
خير يا شادي، ماذا هناك...؟
اجابها شادي بجدية:
اين ليليان...؟
في الحمام، تستحم...
خرجت ليليان في نفس اللحظة وهي ترتدي بيجامة حمراء وتلف شعرها الطويل بالمنشفه...
جلست امام المرأة وهي تقول:
اهلا شادي..
اهلا ليليان، هناك شيء مهم حدث قبل قليل...
شيء ماذا...؟

سألته وهي تسرح شعرها ليجيبها بتردد:
الضابط جاء الى الكازينو...
التفتت ناحيته بسرعة وسألته:
لماذا جاء...؟
اجابها نافيا:
لا اعلم، التقى بالسيد ريحان...
شعرت بالقلق الشديد يسيطر عليها وأول ما جاء في بالها ان تيم اخبر ريحان بفعلتها تلك...
أردف شادي قائلا:
السيد ريحان يريد مقابلتك انتِ وجوري...
انا..
قالتها جوري وهي تشير الى نفسها فهز شادي رأسه مؤكدا كلامه...

نهضت الفتاتان واتجهتا ناحية ريحان، دلفا الى داخل غرفته ليرحب بهما قائلا:
اهلا بالجميلات، تفضلا واجلسا...
جلست الفتاتان على الكرسيين المقابلين لمكتبه بتوتر شديد بينما بدأ ريحان الكلام موجه حديثه الى ليليان:
ليليان عزيزتي، هنا زبون مهم جاء من اجلك، يريدك الليلة...
زبون من اجلي...!
نعم، انه الضابط تيم الصالحي، تعرفينه بالتأكيد...

ابتسمت داخلها بسخريه فيبدو انه خالف توقعاتها هذه المرة وقرر ان يعاقبها بنفسه، سمعت صوته وهو يقول لجوري:.

غدا سوف يكون اول يوم عمل حقيقي لكِ...
ماذا تعني...؟
هناك زبون طلب فتاة عذراء من اجل شخص مهم وانتِ الوحيدة العذراء بين جميع الفتيات...
ابتلعت جوري ريقها بتوتر وتطلعت الى ليليان التي هزت رأسها بأسف شديد، ضغطت على كف يدها بقوة فيبدو ان نهايتها اقتربت، وسوف تدخل هذا المستنقع وتصبح واحدة من فتيات الليل...

أغلق باب الشقة خلفه وتقدم اتجاهها بخطواته الرجولية الواثقة...
كانت واقفة ثابته امامه وملامح وجهها جامده لا يظهر منها أية تعابير عدا لهيب عينيها الخضراوتين الغاضبتين والذي أسره من اللحظة الاولى...
هل اعجبكِ المكان...؟
سألها بنبرة ساخرة لم تخفَ عنها فاجابته ببرود ونبرة مقتضبة:
للغاية...
في الحقيقة هو كثير على امثالك، لكنني لست معتاد على ارتياد أماكن اقل رقيا من هذه...

ما معنى تصرفاتكَ هذه...؟ مالذي تنوي فعله بالضبط...؟
سألته بنبرة غاضبة وقد بدأت تفقد برودها المصطنع امامه، سار متقدما ناحيتها دون ان يجيبها على سؤالها حتى وصل اليها، رفع ذقنها بأنامله وبدأ يتأمل وجهها بملامحه الناعمه الجذابه، فجأة هوى بصفعة قوية على وجهها جعلتها تضع كف يدها على وجنتها بصدمة شديده، هذا الكف لانكِ تحديتِ من هم ارفع منكِ مقاما وجاه...
عاد وصفعها مرة اخرى وهو يقول:.

وهذا الكف لانكِ حاولت ِ صفعي امام الجميع...
رفعت يدها امام وجهه وهمت ان تصفعه الا انه قبض على كف يدها مانعا إياها من ذلك...
اشتعلت عيناها غضبا بينما همس لها بدوره قائلا بصوت حازم لا يقبل جدالا:
والآن شغلي الموسيقى وارقصي لي فأنا متشوق لرؤية جسدكِ الجميل يتمايل لي وحدي...
انا لا أرقص
قالتها وهي تدفع كف يده بنفور واضح، ثم اردفت بتعجرف:
انا لست براقصة...
صحيح، انت لا ترقصين الا في أماكن معينه...

مال ناحيتها هامسا بجانب اذنها:
كالسرير مثلا...
ارتدت الى الخلف وقد اتسعت عيناها بصدمة من وقاحته، رفعت يدها وهمت ان تضربه الا انه قبض عليها مرة اخرى وهو يكز على اسنانه قائلا:
قلت لك مسبقا اياك ان تفعليها، لم تخلق بعد من ترفع يدها في وجه تيم الصالحي، ولن تخلق ابدا...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة