قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية كازينو ما وراء الليالي للكاتبة سارة علي الفصل الثامن

رواية كازينو ما وراء الليالي للكاتبة سارة علي الفصل الثامن

رواية كازينو ما وراء الليالي للكاتبة سارة علي الفصل الثامن

من تظن نفسك...؟ مالك الكون...؟ ام...
تيبست الكلمات على لسانها وهي تشعر بشفتيه تقتحم شفتيها وتقبلها بعنف وقسوة...
كانت قبلته صاعقة، قوية، كبركان ثائر يقتحم روحها عنوة عنها...
ظلت متجمدة في مكانها وهي تشعر بقبلته تتمادى اكثر وأكثر، لم تبادله اياها ولم تعطي اي ردة فعل سوى الجمود التام...
كانت تضغط على نفسها حتى لا تعطيه لذة الانتصار وهو يرى تأثير قبلته عليها...

ابتعد عنها بعد لحظات وهو يلهث بقوة، عيناه غامئتان بعاطفة شديده أدركتها بحدسها الأنثوي الذي لا يخفى عنه شيء، اما صدره يعلو ويهبط من ثورة المشاعر التي اقتحمت قلبه...
مسحت شفتيها بابهامها بكل برود ثم قالت بلهجة ثابته:
هل انتهيت...؟
رماها بنظراته الحاقدة وهو يشعر بالاستفزاز الشديد من برودها هذا وجمودها بين يديه...
قبض على ذراعيها الاثنتين بقسوة وهو يقول بعصبية جامحة:.

ماذا تظنين نفسكِ فاعلة، من انتِ لتمتنعي عني...؟
انا حرة، افعل ما أشاء، وامتنع عمن أشاء...
افترت عن شفتيه ابتسامة ساخرة وهو يجلدها بكلامه الجارح:
منذ متى وأصبحن العاهرات يقررن امتناعهن عن الرجال من عدمه...؟!
ابتلعت غصتها داخل حلقها، حقدها عليه يزداد أضعافا مضاعفة، انه يتعمد إهانتها والتقليل من شأنها...
أعتصرت قبضة يدها بقوة وهي تهتف به بكره واضح:
انت رجل مريض وغير طبيعي...
اردفت بعدها متسائلة بنفاذ صبر:.

انت ماذا تريد مني بِالضبط...؟ لماذا لا تتركني وشأني...؟ لماذا تحاول إهانتي والتقليل مني طوال الوقت...؟
اجابها ببرود وهو يجلس على الكنبة واضع قدما فوق الاخرى:
اريد شيئا واحدا وانتِ تعرفيه جيدا...
لن تناله، على جثتي ان تناله...
قالتها بتحدي سافر جعله يرفع احد حاجبيه الى الاعلى وهو يقول بإصرار:
سأناله، حتى لو بالاجبار، في نهاية المطاف هذا حقي ويجب ان أاخذه كاملا...
عن اي حق تتحدث...؟ من تظن نفسك...؟

مشتريكي...
قالها وهو يخرج رزمة من الاموال من جيبه ويشير اليها بها قائلا:
مشتريكي باموالي هذه يا حلوة، هل عرفت ِ الان انا من أكون...
رفعت ذقنها نحو الاعلى وهي تقول بتحدي:
لا يكفي...
أتعلمين ما هي مشكلتك...؟ انك تعطين نفس حجما اكبر من استحقاقها...
وهذا ما يعجبك بي...
قالتها بثقة سافرة جعلته يرفع احد حاجبيه ويتقدم نحوها بخطوات بطيئة، وقف امامها وهو يقول:
تعجبني ثقتك العالية بنفسك...

رسمت على شفتيها ابتسامة ماكرة بينما اخذ هو نفسا عميقا وزفره ببطأ، سألها بنبرة جادة وهو يحوم حول وجهها بعينيه الزرقاوتين:
من انتِ...؟
صممت لوهلة و اجابته:
انا الروح الثائرة والليالي الربيعية والأماني المستحيلة...
اردفت بعدها متسائلة:
اريد ان اطلب منك طلب...؟
ماذا تريدين...؟
سألها باستغراب لتجيبه بتردد:
اريد ان انام...

ارتجف جسدها بالكامل وهي تتطلع الى هذا الرجل الواقف امامها والدي يرميها بنظراته الوقحه الخسيسة...
اقترب منها عماد وهو الشاب الذي يعمل لدى ريحان واضعا يده على كتفها متسائلا بخبث:
ما رأيك يا سيد...؟
اجابه الرجل وهو ما يزال ينظر اليها عاضا على شفته السفلى:
رائعه، رائعة للغاية...
قبض عماد على ذراعها وهو يأمرها قائلا:
هيا يا فتاتي، اذهبي مع السيد زكريا، كوني مطيعة ونفدي له ما يريد...

تطلعت اليه بنظراتها المذعورة تترجاه ان يتركها الا انه لم يأبه لها فهو متعود على هذه النوعية من المواقف، سارت مخذولة ذليلة ناحية الرجل الذي استقبلها بحفاوة شديدة:
تعالي يا حلوتي، اهلا بك يا قمر...
ذهبت معه ناحية سيارته وهي بالكاد ترى امامها بسبب الدموع التي ملأت عينيها...

بعد حوالي ربع ساعة أوقف الرجل سيارته امام احدى العمارات السكنية وهبط منها ثم فتح الباب لها لتهبط بدورها من السيارة وتتجه معه الى شقته الموجوده في الطابق الرابع من العمارة...
دلف الاثنان الى الشقة واغلق زكريا الباب خلفه، التفت ناحيته جوري وهي تتوسله بنظراتها، تقدم ناحيتها وهو يبتسم ببلاهة لتتراجع الى الخلف بخطواتها...
تعالي يا حلوتي، تعالي...

قالها وهو يشير ناحيتها بيديها الاثنتين لتهز رأسها نفيا رافضة ان تذهب اليه...
تعالي يا حلوتي، لا تدللي كثيرا...
عادت وهزت رأسها رفضا ليتأفف حنقا ويقول بضجر:
لا تتعبيني، كلها ساعات قليلة وينتهي وقتي معكِ...
ثم أردف بابتسامة ذات مغزى ونبرة ناعمة:
هيا يا قمري، لا تضيعي وقتي هباءا...
بعد عدة محاولات منه شعر بالسأم والضجر منها فقبض على ذراعها وسحبها امامه عائدا بها الى الكازينو...

رماها امام ريحان وهو يهتف به بعصبية بالغة:
هذه لا تنفعني نهائيا يا سيد ريحان، كيف ترميها اليَّ...؟! الم تجد غيرها..؟! هل تستخف بي ام ماذا...؟
نهض ريحان من مكانه وتقدم ناحية الرجل قائلا بترجي:
اهدأ يا سيد زكريا، اهدأ لنتفاهم...
لا يوجد تفاهم بيننا، انا المخطئ انني جئت اليك، كان علي ان اعلم بانك لا تجيد اختيار الفتيات المناسبات لمهنة كهذة...

قال كلماته الاخيرة وخرج من الكازينو باكمله تاركا ريحان يغلي غضبا...
تطلع ناحية جوري المرمية امامه بنظرات غاضبة عنيفة ثم اتجه نحوها وقبض على ذراعيها موقفا اياها صارخا بها بعد ان صفعها على وجنتها بقوة:
كيف تفعلين بي هذا امام السيد زكريا...؟! كيف...؟!
بدأت جوري تبكي بشدة بينما سحبها ريحان ورماها ناحية عماد امرا اياه:
خذها الى غرفة العقاب...

في صباح اليوم التالي
استيقظت من نومها لتتفاجئ في بادئ الامر بالمكان الذي هي فيه الا انها سرعان ما تذكرت احداث ليلة البارحة ومجيئها معه الى هنا...

نهضت من فوق الفراش وسارت بخطوات مترددة ناحية باب الغرفة، فتحتها قليلا ومدت رأسها خارج الباب لتجد المكان خاليا، خرجت من الغرفة متجهة الى صالة الجلوس وهي تسير على أطراف أصابعها حينما شعرت بذراعين تحيطانها من الخلف، شهقت بقوة وانتفضت فزعا وصرخت بصوت عالي من صدمتها فأغلق تيم فمها بكف يده وهو يهمس لها بجانب اذنها:
هش، اصمتي...

ارتجف جسدها بالكامل بسبب قربه منها على هذا النحو، ابتلعت ريقها بتوتر بينما أردف هو قائلا بخبث:
لو تعلمين كم يسعدني ان اراكِ مذعورة وخائفة على هذا النحو...
دفعته بقوة محررة نفسها من بين ذراعيه، سألته بملامح واجمة وقد بدا الضيق واضحا عليها:
كم الساعة الان...؟!
اجابها بضيق جلي فهو تذكر ان عليه إعادتها الى الكازينو بعد قليل:
الواحدة ظهرا...
شهقت بقوة ما ان سمعت جوابه ثم قالت بسرعة:.

تأخرت كثيرا، كان يجب ان أكون في الكازينو منذ ثلاث ساعات...
اقترب منها قليلا مطمئنا اياها:
لا تهتمي كثيرا، سوف ادفع لهم أموال زيادة مقابل هذا التأخير...
عبست قليلا وهي تسأله بازدراء:
لماذا لم توقظني صباحا...؟
احتار بماذا يجيبها، فكيف سيخبرها انه قضى فترة الصباح كله وهو يتأمل فيها، يملأ عينيه منها، يشبع روحه من ملامحها...
حاول تغيير الموضوع فقال بنبرة جادة:
كيف كانت ليلتك البارحة...؟ هل ارتحت في نومتك...؟

اجابته بنبرة صادقة:
كثيرا...
اردفت قائلة بتعجل:
هيا لنذهب الى الكازينو...
تحركت متجهة ناحية باب الشقه الا انه قبض على كف يدها مانعا اياها من الحركة وهو يأمرها قائلا:
توقفي...
استدارت ناحيته بملامح متعجبة وسألته باستغراب:
ماذا هناك...؟
اقترب منها أكثر وأحاط وجهها بكفي يده قائلا بنبرة تشع عشقا بينما عيناه لا تحيد عن عينيها التي امتلأت بعاطفة قوية:
لا اريدك ان تذهبي، ابقي بجانبي...

جملة وحيدة كانت كافية لقلب كيانها باكمله، جملة واحدة أوقدت نيران من المشاعر المختلطة داخل قلبها، جملة واحدة جعلتها تحلق عاليا في أفق السماء...

شعرت بعدها بشفتيه تلامس شفتيها برقة أطاحت بكل ذرة في كيانها، ازدادت قبلته عمقا فاحاطت رقبته بذراعيها تبادله قبلته، شهقت بصدمة حينما شعرت به يحملها فجأة ويتجه بها ناحية الغرفة مرة اخرى، وضعها على السرير برفق ثم مال عليها يقبل عينيها، انفها، جبينها، وكل إنش في وجهها حتى وصل الى شفتيها ليذوبا سويا في قبلة طويلة اخذتهما الى عالم اخر لا يوجد به سواهما...

اوقف سيارته امام الكازينو وهبط منها متجها الى داخله، دلف الى داخل غرفة ريحان والتي انتفض من مكانه مرحبا به بحفاوة شديدة:
اهلا تيم بك، اهلا تفضل...
قاطعه تيم بصرامة:
كلمة واحدة لا توجد غيرها، ليليان اريدها، اريد ان اشتريها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة