قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية كازينو ما وراء الليالي للكاتبة سارة علي الفصل السابع عشر

رواية كازينو ما وراء الليالي للكاتبة سارة علي الفصل السابع عشر

رواية كازينو ما وراء الليالي للكاتبة سارة علي الفصل السابع عشر

دلفت سدن الى منزلها لتجد ليليان وجدتها هناك يتحدثان سويا...
ألقت التحية عليهما ثم سارت متجهة الى غرفتها، شعرت ليليان بتغير أحوالها فنهضت خلفها وما ان وصلت اليها حتى وجدتها تقول بعصبية:
انا سأترك عملي...
لماذا...؟!
سألتها ليليان بتعجب لتجلس سدن على سريرها وتقول:
سأتركه لأنني لم أعد أطيقه...
حاولت ليليان تهدئتها فقالت:
حسنا اهدئي، واخبريني ماذا حدث...؟!

بدأت سدن تسرد لها ما حدث معها وبداية تعارفها على بشار ثم الخلافات والنزاعات المستمرة بينهما...
انتهت سدن من حديثها لتبتسم ليليان لها وتقول:
هل انتهيت...؟!
اومأت سدن برأسها وقالت بحيرة:
لماذا تبتسمين...؟!
اجابتها ليليان بتنهيدة:
لأنك غبيه...
لماذا...؟!
لأنك لو كنتي ذكية لفهمتي على الفور ان هذا الشاب المجنون مغرم بك...
رفعت سدن بصرها نحوها بدهشة ثم ما لبثت ان قالت محاولة ابتلاع دهشتها:.

هذا ليس بوقت المزاح يا ليليا...
الا ان ليليان كانت مصرة على حديثها:
انا لا امزح، من الواضح جدا انه مغرم بك، وما فعله اليوم دليل على غيرته...
نهضت سدن من مكانها واخذت تحاول استيعاب ما تخبره به اختها لتلتفت نحوها وتقول:
معقول ما تقولينه صحيح...
لتقول ليليان بتأكيد:
انا واثقة من كلامي...
نهضت ليليان من مكانها وقالت لها:
سأعد لك طعام الغداء...

وقبل ان تتحرك من مكانها شعرت بتخلخل في توازنها فاقتربت منها سدن ومسكتها وقالت:
هل انت بخير...؟!
حاولت ليليان التماسك وقالت:
لا شيء...
هذه ليست المرة الاولى يا ليليا، طوال الشهرين الفائتين وأنت تتعرضين لنوبات مشابهة...
وقبل أن تكمل حديثها كانت ليليان قد فقدت وعيها...

في المشفى...
كانت سدن تقف أمام غرفة الطوارئ في انتظار خروج الطبيب من عند ليليان لتطمأن عليها...
كانت تشعر بقلق شديد وخوف عليها...
خرج الطبيب من غرفة الطوارئ لتتجه سدن بسرعة اليه وتسأله بلهفة واضحة عن حالها ليجيبها بتوتر:
لقد أفاقت قبل قليل، هل تعرضت لحالة مماثلة من قبل...؟!
اومأت سدن برأسها وأجابته:
نعم، مرتان من قبل، ولكنها أفاقت فورا ولم يستمر اغمائها كهذه المرة...
هز الطبيب رأسه متفهما وقال:.

هي بحاجة للقيام ببعض الفحوصات للتأكد مما أنا شاك به...
بماذا تفكر انت...؟!
سألته سدن بتوجس ليرد بجدية:
حينما سأرى نتائج الفحوصات سأخبرك...
هل يمكنني رؤيتها...؟!
اومأ برأسه وقال:
بالطبع، ادخلي اليها...
دلفت سدن مسرعة اليها لتجدها شاحبة الوجه تجلس على السرير مخفضة رأسها نحو الاسفل...
اقتربت منها وقالت:
ليليا حبيبتي هل انت بخير...؟!
رفعت ليليان رأسها نحوها وقالت:
بخير، هل سأخرج الان من المشفى...؟!
أجابتها سدن:.

الدكتور طلب مني أن تقومي ببعض الفحوصات، أخبرني بضرورة القيام بها...
لنذهب الان الى المنزل ونقوم بهذه التحاليل فيما بعد...
قالتها ليليان بتعب الا ان سدن قالت بإصرار:
سوف نقوم بالتحاليل التي أمر بها الطبيب اولا...
ترجتها ليليان بنبرة مرهقة:
ولكن انا متعبة للغاية...
لكن سدن أصرت على رأيها:
لا بأس لن نتأخر باذن الله...

ثم مدت كف يدها اليها لتمسك ليليان بكف يدها وتنهض من مكانها، اتجهت الفتاتان الى الطبيب ليكتب لهما التحاليل التي يجب عليها القيام بها...

كان تيم نائما في شقته حينما أيقظه صوت رنين هاتفه..
نهض من مكانه وحمل هاتفه وأجاب على المتصل والذي لم يكن سوى رائف صديقه...
أين أنت...؟!
هتف بها رائف ليرد عليه تيم:
نائم في شقتي...
زفر رائف أنفاسه بضيق وقال:
نائم في وقت كهذا، هل جننت يا تيم...؟!
لم يرد عليه تيم فأكمل رائف بجدية:
لدي خبر جديد لك، لا أعلم اذا ما كان سيفرحك أم يضايقك...
خبر ماذا...؟!
أجابه رائف:
أشرف عاد من السفر..
متى عاد...؟!

البارحة ويريد مقابلتك لكنه خجل منك للغاية...
ابتسم تيم ساخرا وهو يفكر أنه لا داعي للخجل فهو اصبح نسخة مشابهة لأشرف بل نسخة أوسخ منه...
هاته وتعال الى شقتي...
جيد...
غمغم بها رائف قبل ان يغلق هاتفه...
نهض تيم من مكانه واتجه الى الحمام، غسل وجهه بالماء ثم خرج وهو يجففه بالمنشفة...
جلس على الكنبة في صالة الجلوس وأخذ يدخن سيجارته بشراهة كما اعتاد ان يفعل بالأونة الاخيرة...

بعد حوالي ساعة رن جرس شقته فسارع لفتحها ليجد أشرف أمامه وخلفه ثائر...
لم يشعر تيم بنفسه إلا وهو يحتضن أشرف بقوة ليبادله أشرف حضنه بقوة أكبر...
انتهى الصديقان من الترحيب والسلام ليجلس كلا من أشرف ورائف أمام تيم...
تأمل أشرف تيم بذهول من ملامحه المتعبة ولحيته النامية وعينيه الحمراوتين...
كان يبدو كمن زاد عمره عشر سنوات او اكثرر...
ماذا جرى يا تيم...؟! تبدو منهكا..
ابتسم تيم بمرارة وقال:.

بل أكثر من منهك يا أشرف...
أشرف متعجبا:
ما سبب كل هذا...؟!
ليجيب رائف نيابه عن تيم:
سببه النساء...
صمت تيم ولم يتحدث بينما هز رائف رأسه قائلا:
لقد سمعت انك طلقت بيسان بسبب إمرأة اخرى، من هذه المرأة...؟!
امرأة عادية و...
قاطعه رائف:
كلا ليست إمرأة عادية، بل عاهرة...
رائف الزم حدودك...
قالها تيم بحدة لتتسع عينا أشرف قائلا بعدم تصديق:.

أنت يا تيم، أنت تقع في حب امرأة عاهرة، لقد كنت أكثر رجل مستقيم رأيته في حياتي...
زاغت أنظار تيم قليلا قبل أن يجيب بتهكم:
يبدو أنه حظي الاسود من أوقعني معها، بل أوقعني في حبها، لقد أحببتها لدرجة لا يمكن لأي شخص تصورها...
تنهد أشرف وقال:.

اسمعني يا تيم، انا أفهم عليك جيدا لأنني مررت بتجربة مشابهه لما مررت به، لقد أغرمت بعاهرة تعمل في احد الكازينوهات، أغرمت بها بدرجة كبيرة، حتى ظننت ان العالم باكمله توقف عليها، خنت لينا معها، وخسرتها بسببها، صدقني ان ما تمر به محض جنون لا اكثر، جنون ستفيق منه قريبا حينما تكتشف انك لم تحب سوى جسدها، حينما تعلم بأن شغفك بها سينتهي ما ان تمل منها...
أنت من تقول هذا يا اشرف...

قالها تيم مذهولا ليرد أشرف وهو يومأ برأسه مؤكدا على كل حرف مما قاله:
نعم انا من اقول هذا لأني مررت بنفس الشي، لولا والدي الذي أنقذني من جنوني بهذه المرأة، لولاه لكنت خسرت حياتي حتى...
وماذا تريد مني أن أفعل...؟!
قالتها تيم بحيرة ليرد أشرف بجدية:
تعقل قليلا، لا تخسر شيئا أكبر مما خسرته، يكفي أنك خسرت زوجتك، بيسان، فلا تخسر ما هو اهم، نفسك...
أشاح تيم وجهه بعيدا عنه ليكمل رائف بدوره:.

انت لن تستطيع الاستمرار معها يا تيم، هذه مهما فعلت ستظل عاهرة، وانت مهما قاومت لن تستطيع ان تنسى ماضيها...
التفت تيم نحويهما وقال بنبرة تائهة:
لا اعلم، حقا لا اعلم ماذا يجب أن أفعل...
ليقول اشرف:
لا يوجد رجل تأثر بإمراة مثلما تاثرت أنا بليليان ولكنني نسيتها في نهاية المطاف...
تصنم تيم في مكانه للحظات يحاول استيعاب الاسم بينما هتف رائف:
ليليان، هل تلك المرأة اسمها ليليان...
نعم، هل تعرفها...؟!

قالها أشرف بحسن نية قبل أن ينظر الى الى تيم المذهول امامه فيهتف بعدم تصديق:
يا الهي، بالتأكيد ليست هي...

جلست سدن أمام الطبيب بعدما اعطته نتائج التحاليل الخاصة باختها...
لقد جائت لوحدها غير ابهة بليليان التي لم تهتم حتى لمعرفة نتائج التحاليل...
بدأ الطبيب يقرأ النتائج قبل ان يبتلع ريقه بتوتر بالغ...
شعرت سدن بتوتره فقالت بتوجس:
خير يا دكتور، ماذا هناك...؟!
اغلق الطبيب التحاليل ووضعها أمامه ثم قال:
سرطان...
شهقت سدن بصدمة قبل أن تهز رأسها بعنف والدموع تترقرق داخل عينيها...
مستحيل، بالتأكيد هناك خطأ...

قالتها سدن بعدما استعادت وعيها ليقول الطبيب بأسف:
انا اسف ولكن التحاليل تؤكد هذا، سرطان في الدماغ، وفي مرحلة متقدمة قليلا...
بدأت سدن في البكاء بلا وعي ليحاول الطبيب تهدئتها قائلا:
اهدئي يا عزيزتي، كل شيء سيكون بخير، اطمئني...
كيف...؟! انه مرض خطير لا شفاء منه...
قالتها سدن بدموع لاذعة ليقول الطبيب:
لا يوجد شيء مستحيل عند الله، المهم ان نبدأ في العلاج حالا...
وماذا سيكون العلاج...؟!

امامنا خياران، إما القيام بعملية لإزالة الورم وهذه نسبة نجاحها خمسون بالمئة، او الاتجاه الى العلاج الكيمياوي...
يا الهي...
تمتمت بها سدن بألم قبل ان تبدا الإستفسار من الطبيب اكثر عن حالة اختها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة