قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية كازينو ما وراء الليالي للكاتبة سارة علي الفصل الرابع

رواية كازينو ما وراء الليالي للكاتبة سارة علي الفصل الرابع

رواية كازينو ما وراء الليالي للكاتبة سارة علي الفصل الرابع

الان دورك...
مط شفتيه الى الامام وهو يبحث بعينيه عن الورقة المناسبة ليضعها، اختار احدى الورقات بعد تردد شديد ووضعها على الطاولة، قفزت من مكانها بسعادة ما ان رأت الورقة التي اختارها بينما زم شفتيه بعبوس ورمى بقية الأوراق على الطاولة بعصبية فهاهو يخسر للمرة الخامسه امامها...
خمسة مقابل صفر، يا لها من نتيجة بائسة يا شادي...

قالتها ليليان بتهكم وهي تجلس على الكنبة واضعة قدما فوق الاخرى بينما صفقت جوليا بيديها بسعادة وهي تقول بفخر:
هذا المتوقع يا بني حينما تقرر اللعب مع لاعبة محترفة مثلي...
برافو يا جوليا، لم اعلم انكِ ماهرة الى هذه الدرجة...
قالتها ليليان وهي تضربها على كتفها لتقول جوليا باتسامة واسعة:
تربيتك يا ليليان...

في هذه الأثناء رن هاتف ليليان فحملته لتجد المتصل اشرف، زفرت بضيق وهي تضغط على زر الاجابه وتحدثه قائلة:
اهلا اشرف...
جاءها صوت اشرف يقول بشوق:
حبيبتي، لو تعلمين كم انا مشتاق لكِ...
وما الجديد، انت دائما مشتاق لي...
انا في مشكله يا ليليان...
قالها اشرف وهو يتنهد بتعب لتسأله بسرعة:
ماذا حدث...؟ عن اي مشكلة تتحدث...؟
اجابها قائلا:
زوجتي علمت بعلاقتي بكِ...
اووه حقا، وماذا فعلت...؟
طلبت الطلاق وانا طلقتها...

هل انتَ متضايق لانك طلقتها...
بالتأكيد لا، انا متضايق لأنني سأضطر الى السفر قريبا الى الخارج وسوف استقر هناك لفترة طويلة...
تسافر! لماذا...؟
سألته بتعجب شديد ليجيبها موضحا:
والدي يريد هذا، كما ان هذا افضل لكلينا...
وما علاقتي انا بسفرك...؟!
سألته باستغراب ليجيبها بجديه:
اخاف عليك منهم يا ليليان...
من تقصد...؟

عائلتي وعائلة زوجتي، لن يتركوا الأمور تمر هكذا بسهولة، بالتأكيد سوف يبحثون عنكِ، لأنهم يريدون معرفة هوية المرأة التي خنت زوجتي معها، وانا لا اريد إدخالك في مواضيع كهذه لهذا من الأفضل ان ابتعد عن الجميع الفترة القادمة...
اسمعني جيدا يا اشرف، مشاكلك مع زوجتك لا علاقة لي بها، انا لا اريد ان ادخل في مشاكلكما، ابتعد عني نهائيا ولا تتصل بي مرة اخرى، فانا لا ينقصني مشكلة جديده...

كانت تتحدث بعصبية شديدة ثم ما ان أنهت كلامها حتى اغلقت هاتفها في وجهه...
اقتربت منها جوليا وسألتها:
ماذا حدث...؟ تبدين عصبية للغاية...
يقول لي انه مسافر الى الخارج، وما شأني انا به...؟
اشرف مسافر الى الخارج...؟
سألتها جوليا باهتمام لتهز رأسها وهي تجيبها بكره:
نعم...
لماذا...؟
زوجته علمت بعلاقته معي وطلبت الطلاق، حدثت مشاكل بينهما وطلقها على اثر هذا وسوف يسافر الى الخارج...

عقدت جوليا حاجبيها بتعجب وهي تقول:
ومن اين عملت زوجته بعلاقتكما...؟
أشاحت بوجهها بعيدا عن جوليا التي رمتها بنظرات ذات مغزى، نهض شادي من مكانه وهو يقول:
انا يجب ان اذهب الان...
أوقفته جوليا بسرعة قائلة:
انتظر قليلا...
استدارت بعدها ناحية ليليان وهي تقول بجدية:
اريد ان اعرف كل شيء والان...
زفرت ليليان انفاسها بضجر ثم تحدثت ببساطه:
انا من أرسلت تلك الصور لزوجته...
صرخت جوليا بعدم استيعاب:
ماذا...!
عادت وسألتها:.

كيف...؟
اجابتها ليليان بجدية:
طلبت من شادي ان يصورنا وانا معه في المركب ويرسل الصور الى زوجته...
التفتت جوليا الى شادي ورمته بنظرات متوعده، هز كتفيه بلا مبالاة بينما اكملت ليليان:
كان يجب ان افعل هذا يا جوليا، لم يكن لدي حل اخر...
انا مستغربه للغايه مما فعلتيه، ولم اجد سبب مقنعا له...
فعلت هذا من اجل زوجته اولا، فهي لا تستحق ان تظل مخدوعة به، ومن اجلي ثانيا فهو يبدو مهووس لي بشكل ممل...

هزت جوليا رأسها بتفهم ولم تعقب على حديثها فهي تعرف ان ليليان لا تحب ان يجادلها احد فيما تقرره او تفعله...

صديقي العزيز تيم، اعرف ان ما فعلته كان سيء للغايه، مثلما اعرف تماما انك متضايق مني بشدة، لقد فكرت كثيرا قبل ان ابعث لك هذه الرسالة، انا مسافر الى الخارج ولا اعلم متى سأعود، لقد اردت ان أودعك برسالة بسيطة فمهما حصل بيننا سوف تظل انت صديقي المقرب والعزيز، كنت اتمنى لو باستطاعتك ان تتفهمني، اعلم اني اخطأت وظلمت، لكنني احببت، صدقني الموضوع ليس بيدي، أحببتها دون إرادة مني، اتمنى ان تسامحني على ما فعلته وتغفر لي...

اغلق هاتفه ووضعه داخل جيبه، تنهد بصمت بينما شعر بيد ناعمه تربت على كتفه، جلست بيسان بجانبه وهي تبتسم له بحنان، بادلها ابتسامتها باخرى مماثله لها...
سألها بحب:
متى اتيتِ...؟
اجابته بجدية:
قبل قليل، جلست مع لينا قليلا ثم جئت اليك...
عاد وسألها باهتمام:
وكيف حال لينا الان...؟
تنهدت بيسان وقالت بحزن:
سيئة، انا حزينة للغايه من اجلها...
وانا اكثر...

اخرج هاتفه من جيبه وفتحه مادا اياه اليها لتتناوله منه وهي تسمعه يقول:
اقرئي ما ارسله لي السيد اشرف...
قرأت بيسان سطور الرسالة القصيره ثم اغلقت الهاتف واعادته الى تيم وهي تهتف به بجدية:
لا اعلم ماذا اقول حقا...
يقول ان الامر خارج عن ارادته، يبرر حقارته وخيانته بتلك الكلمات السخيفة...
حبيبي لا تضايق نفسك...
مسكت بيسان بيده وربتت عليها برقة، ابتسم لها بود ثم قال:.

لقد تحدثت مع والدي بشأن حفل زفافنا، سوف يبقى بنفس موعده...
اذا كنت تريد تأجيله فلا مانع لدي، اعرف جيدا ان الظروف غير مناسبة الان...
هز رأسه نفيا وهو يقول بجدية:
والدي هو من قرر ان يتم الزفاف في موعده، قال انه لا يوجد داعي لتأجيله...

في مركز الشرطة
كان يسير داخل المركز بخطوات متمهلة وابتسامة حيوية مرتسمة على فمه، طرق على باب مكتبه مرتين ثم دلف الى الداخل ليجده جالسا على كرسي مكتبه رافعا قدميه فوق المكتب ويبدو سارحا في امرٍ ما...
تقدم رائف الى داخل مكتبه وجلس على الكرسي المقابل ليعتدل الاخر في جلسته ثم يسأله:
متى اتيت...؟
اجابه رائف بجديه:
منذ دقائق قليلة، انت ماذا تفعل هنا...؟انتهى وقت عملك على ما اظن...

تنهد تيم بصمت وهو يقول بضجر:
لا اريد العودة الى المنزل...
عقد رائف حاجبيه وهو يسأله بتعجب:
لماذا...؟
اشعر بملل رهيب يسيطر علي...
وانا ايضا...
قالها رائف وهو يمط شفتيه الى الامام بتبرم...
فجأة ابتسم بخبث وهو يقول:
وما رأيك بمن يأخذك الى مكان يمحي جميع هذا الملل المحيط بك...؟
رفع تيم حاجبه الأيمن وهو يسأله:
الى اين...؟
كازينو ليالي السمر، كازينو مشهور للغايه...
قاطعه تيم بسرعه:.

هل جننت يا رائف، منذ متى وانا اذهب الى أماكن كهذه...؟
صدقني سوف تستمع كثيرا...
هز تيم رأسه نفيا وهو مصر على عدم الذهاب الى هناك ليردف رائف بترجي:
جرب فقط يا تيم ولن تندم، اعدك بهذا...
تنهد تيم وهو يقول بتعب:
لا اريد الذهاب، حقا لا اريد...
ارجوك يا تيم، ساعة واحده ونخرج، انه مكان رائع...
ثم اكمل له غامزا:
كما انه يوجد فتيات جميلات للغايه هناك...
زفر تيم انفاسه غضبا ثم قال بضجر:.

وما علاقتي انا بهن، انت تعرف انني لا احب السهر في أماكن كهذه نهائيا...
جرب مره واحده فقط واعدك انك لن تندم...
حسنا مرة واحده فقط...
قالها تيم باستسلام ثم أردف بحزم:
ولكن مرة واحدة فقط...

توقف رائف بسيارته الى جانب الكازينو، هبط هو وتيم منها وتقدما الى داخل المكان بعد ان سلم المفاتيح للحارس الموجود هناك...
دلف الاثنان الى داخل صالة الكازينو التي تضج بالناس، حيث تجد هناك العديد من الرجال اغلبهم من ذوي الطبقة الراقيه مع فتيات شابات جميلات يمارسن مهامهن المعتادة وبالطبع لا ننسى المشروبات الكحولية التي تملأ المكان بمختلف أنواعها...

كان تيم يتطلع الى المكان حوله بقرف شديد فهو غير معتاد على هذه النوعية من الأماكن على عكس رائف الذي يرتادها طوال الوقت...
كانت جوليا واقفة تراقب رائف من بعيد بشوق شديد حينما اقتربت منها ليليان وسألتها بخبث:
ها قد جاء حبيب القلب...
ابتسمت جوليا بخجل ثم ما لبثت ان قال بحزن:
نعم جاء من اجل رويدا...

زمت ليليان شفتيها بسأم فهي تعرف ان جوليا معجبة للغايه بهذا المدعو رائف ولكنه لم يهتم لها بتاتا فهو مولع برويدا احدى الفتيات العاملات في المكان ويأتي دائما من اجلها، تنهدت بملل ثم سرعان ما ابتسمت بخبث وهي تتذكر ان رويدا غير موجوده في الكازينو هذا اليوم، شعرت بان هذه فرصتها لا محالة لتقرب بين جوليا ورائف فتقدمت ناحيته بخطواتها الأنثوية الجذابة...

ما ان وصلت إليهما حيث كانا يقفان حتى استقبلها رائف بابتسامة واسعة فهو يعرفها جيدا ويعرف انها من اشهر الفتيات الموجودات في المكان، ابتسمت له ابتسامتها المثيرة المعتاده وهي تمد يدها اليه ليستقبلها بسرعه طابعا عليها قبلة خفيفة بينما عيناه لا تفارق وجهها الجميل، استدارت ناحية تيم الذي كان يراقبهم بوجه جامد ومدت يدها تجاهه وهي تقول بنبرة ناعمة:
مرحبا...

تأملها مليا من رأسها الى اخمص قدميها بملابسها المتمثلة بفستان اسود قصير للغاية عاري الاكتاف بقرف ثم رمقها بنظرات محتقرة وهو يقول باشمئزاز واضح:
انا لا اسلم على العاهرات امثالك...
التفت رائف ناحيته بسرعه يرمقه بنظرات غير راضية بينما اتسعت عيناها بدهشة لم تستطع ان تخفيها...

توطدت نيران من الغضب داخل عينيها ظهر لهيبها الناري في مقلتيها الخضراوتين واللتان اصبحتا بلون قرص الشمس وقت الغروب، لم يستطع ان يبعد عينيه عن لهيب عينيها الحاد ورغما عنه وجد نفسه يغرق بهما وكأنها ألقت بتعويذة او سحر خاص عليه جعلته مأخوذ بهما، ابتلع ريقه بتوتر من الخدر الذي اصابه بينما فرت هي بسرعة مبتعدة عنهما...

دلفت الى داخل غرفتها بعد ان دفعت الباب بقوة، مسكت زجاجة المشروب وصبت منها قليلا في الكأس الزجاجي الموجود بجانبها، تناولته على دفعة واحدة ثم رمته ارضا لينكسر الى عدة اجزاء، ضغطت على مقدمة شعرها باناملها وهي تشعر بموجات من الغضب تسيطر عليها...
دلفت جوليا الى داخل غرفتها وسألتها بتوتر:
ليليان ما بكِ...؟! تبدين غاضبة للغايه...
تحدثت ليليان بعصبية جامحة وهي تشير بابهامها ناحيتها:.

ذلك الحقير من يظن نفسه، يرفض ان يسلم علي، انا ليليان يأتي متخلف مثله ويرفض ان يسلم علي، لكن لا بأس، ما زال يجهل من أكون انا وما بإمكاني فعله...
سألها جوليا بسرعة:
ماذا ستفعلين...؟
اجابتها بتوعد وقد اشتعلت نيران الحقد والكره داخلها:.

اقسم لك بأنني لن اتركه وشأنه ابدا، سوف اجعله يندم اشد ندما على ما فعله، هذا المتعجرف المغرور سوف يخضع لي ويركع على قدميه من اجلي، سوف اجعله يموت عشقا وولها بتلك العاهرة التي يشمئز من ان يلمس يدها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة