قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية كازينو ما وراء الليالي للكاتبة سارة علي الفصل الخامس

رواية كازينو ما وراء الليالي للكاتبة سارة علي الفصل الخامس

رواية كازينو ما وراء الليالي للكاتبة سارة علي الفصل الخامس

قالت لكل الأصدقاء
هذا الذي ما حركته اميرةٌ بين النساء
سيستدير كخاتمٍ في إصبعي
ويشبُ ناراً لو رأى شخصا معي
سترونه بيديَّ اضعف من ضعيف
وترونه ما بين اقدامي كأوراق الخريف.

جلس على البار بعد ان طلب كأسا من المشروب وبدأ يتناوله بصمت، كان يتابع المكان بملامح مكفهرة حينما وجدها تدلف الى داخل الصالة وقد غيرت فستانها الاسود القصير الى اخر احمر زادها اثارة وجنونا...
أشاح ببصره بعيد عنها فورا و بدأ يراقب صديقه الذي يجلس على احدى الطاولات يلاعب مجموعة من الرجال...

فجأة شعر بها تقف بجانبه وتطلب من العامل كأسا من المشروب، لم يستطع منع نفسه من ان يلقي نظره سريعة عليها، بينما اخترق عطرها الآخاذ انفاسه ليجعل قلبه يخفق بقوة من شدة تأثره به...
اخذت الكأس من العامل وبدأت تتناوله بصمت وهي تقف بجانبه، اكمل هو الاخر تناول كأسه بصمت تام...

كانت الأفكار تدور داخل رأسها، تتمنى لو بامكانها الانقضاض عليه وصفعه بقوة ليعرف جيدا من هي العاهرة التي يستنكف من ان يسلم عليها، اكثر ما كانت تكرهه في حياتها هم الناس المثاليون او مدعي المثاليه، الذين يحاولون ان يثبتوا للآخرين او يبرهنوا لهم انهم لا شيء وأنهم اقل مقاما بكثير من ان ينظروا اليهم او يضعوا لهم اعتبار، كانت تحب دائما ان ترى نفسها اهل للاحترام بالرغم من عملها السيء البغيض، تناقض غريب لا يفهمه سواها من عاشرت اكثر الرجال جاها ومقاما، هم نفسهم من كانوا يخضعون لها ويركعون تحت قدميها من اجل ليلة واحدة يشبعون فيها رغباتهم الدنيئة وشهواتهم التي لا تنتهي، حينها فقط ادركت ان لا فرق بين كليهما، وأنهما في مقام واحد، وان لولا اموالهم تلك لما اختلفوا عنها بتاتا...

نهض رائف من مكانه متقدما ناحيتهما، توقف بجانب تيم وهمس له ببضعة كلمات ليهز الاخر رأسه رفضا الا انه عاد يحاول إقناعه مرة اخرى، تنهد تيم بضجر ثم تقدم معه ناحية الطاولة التي كان يجلس عليها وبدأ يلعب بينهما...

بدأت تتابعهم باهتمام جلي وعيناه مركزة عليه بالذات دونا عن غيره، كانت تنتظر اللحظةالمناسبة حتى تتقدم منه وتأخذ فرصتها التي تنتظرها بلهفة كبيرة، وجدته يحمل مجموعة من الأوراق في يده ويبدو على ملامح وجهه الحيرة الشديدة، ابتسمت ابتسامتها الخبيثة المعتادة وهي تتقدم نحوه لتجده يرفع رأسه اتجاهها ويتفاجئ به على مقربة منه تسير ناحيته...

عقد حاجبيه بتعجب وهو يلاحظ هذا بينما استمرت هي في سيرها نحوه حتى وصلت اليه، اخذت ورقة من ضمن الورقات الموجوده في يده ووضعتها على الطاولة دون ان تنظر اليها لتكون هي الورقة الصحيحة كالمعتاد...
ابتسمت له بمكر ثم اقتربت منه وهمست له ببحة صوتها المميزة:
مبروووك، لقد فزت...
التقت عيناه بعينيها للحظة واحدة، وكالعادة سُحر بهما...
انطلقت بعدها مبتعدة عنه وهو يراقبها بعينيه اللتين ما زالتي مأخوذتين بها...

نهض من مكانه بعدها وخرج من الكازينو باكمله دون ان يستمع حتى لمناداة صديقه له...
دلف بعد حوالي ثلث ساعة الى غرفته، فك ازرار قميصه ثم خلعه وألقاه ارضا، ألقى بجسده على السرير وأغمض عينيه وبدأ يتذكرها وتحديدا يتذكر ما فعلته، كيف استطاعت ان تعرف الورقة الصحيحة دون ان تنتظر اليها...!؟ صدمته بشدة مما فعلته معه...

كان يفكر بهذا حينما تذكر فجأة عينيها الحادتين بلونهما الجذاب، بدأ يتذكر ملامح وجهها المتناسقة وجمالها الذي لا يختلف عليه اثنان، كانت جميلة بشكل ساحر وأخاذ، شعر بانشراح غريب داخل صدره وهو يتذكر ملامحها وجمالها سرعان ما يحل محله النفور والازدراء حينما يتذكر طبيعة عملها...

أغمض عينيه محاولا النوم الا ان صورتها ابت ان تفارقه، تنهد بضجر من عدم إستطاعته النوم، رن هاتفه فجأة فأخذه من على الطاولة الموضوعة بجانب سريره ليجد المتصلة بيسان، هم ان يضغط على زر الرفض الا انه تراجع عن هذا، ضغط على زر الاجابه وهو يقول بهدوء:
حبيبتي، اشتقت اليكِ...
اجابته بيسان بابتسامة وحب:
وانا اشتقت اليك حبيبي...
عادت وسألته بنبرة عذبة:
متى عدت من عملك...؟
اجابها كاذبا:
منذ حوالي ثلاث ساعات...

هل أيقظتك من النوم...؟
سألته متأسفه ليجيبها نافيا:
كلا ما زلت مستيقظا، هل اتصلت لقول شيء ما...؟
اجابته بخجل واضح:
زفافنا بعد ثلاثة ايام، اردت اخبارك باني...
بانكِ ماذا...؟
احبك كثيرا...
قالتها بصوت خجول خافت جعله يبتسم وهو يقول لها:
وانا احبك اكثر...
حسنا، اغلق هاتفك ونام وارتاح، انت بالتأكيد متعب للغايه...
حسنا، تصبحين على خير...
وانتَ من اهل الخير...

اغلق هاتفه وهو يتنهد بصمت، اغلق جفنيه وهو يحاول التخلص من تلك الأفكار المسيطرة عليه، ظل مستمرا في محاولاته حتى غرق في نومه بالفعل...

بعد مرور ثلاثة ايام
في احدى قاعات الزفاف الكبرى
كان جالسا على احدى طاولات القاعة يتابع مراسم الحفل بملامح قاتمة يرتدي بذلة سوداء تحتها قميص اسود اللون يماثل ذلك السواد الذي ملأ قلبه وروحه منذ ان علم بخبر خبطتها من أعز صديق وأخ لديه...

عاد ببصره ناحيتهما ليجدهما جالسين بجانب بعضيهما والسعادة تحتل ملامح كليهما، كانت بيسان تبتسم ببهجة واضحة وملامح الفرح تتراقص على شفتيها وتيم الاخر كان يبدو سعيدا بشدة، أشاح ببصره بعيد عنهما وهو بالكاد يخفي دموعه التي تلألأت داخل عينيه، نهض من مكانه واتجه خارج القاعة محاولا ان يستنشق القليل من الهواء، وقف في الخارج يأخذ انفاسه يحاول ان يسيطر على الم قلبه الذي ازداد أضعافا مضاعفة، سمع صوت تنهدات وبكاء قريب منه فأدار وجهه الى الجهة الاخرى ليجد ميرال تقف لوحدها على بعد مسافة قليلة منها موليه ظهرها له تبكي بصوت خافت.

ميرال...
صاح بها باستغراب شديد لتستدار له فورا وقد ظهر على ملامح وجهها الارتباك الشديد...
كريم...! انت ماذا تفعل هنا...؟
انا من يجب ان يسأل، ماذا تفعلين هنا...؟ ولمَ تبكين...
ازالت دموعها باناملها ثم قالت بصوت مبحوح من البكاء:
وكأنك لا تعرف سبب بكائي...
ماذا تقصدين...؟
سألها بحدة لتجيبه بسخرية:
سبب بكائي هو نفس سبب وجودك هنا...
أشاح بوجهه بعيد عنها محاولا ان يخفي اضطرابه لتقول هي بجدية:.

انا اعلم انك تحب بيسان...
صرخ بها مقاطعها اياها:
اخرسي، هل جننتِ...؟! مالذي تقولينه...؟!
لماذا تحاول الإنكار...؟ اعترف بالحقيقة على الأقل امامي...
اقترب منها محاوطا جسدها بيديه، تحدث بصوت حاول ان يجعله هادئا:
اسمعيني يا ميرال جيدا، لا يجب ان يسمع احد كلامك هذا والا ستحدث مشكلة كبيرة بسببه...
عادت دموعها لتهطل من مقلتيها وهي تقول:
لكن هذا ظلم لكلينا...
لا يوجد أمامنا حل اخر...

قالها بعينين متألمتين ليتفاجئ بميرال ترمي نفسها داخل احضانه وهي تنتحب بشدة، لم يعرف كيف يتصرف في بادئ الامر الا انه ضمها اليه بعد فترة وهو يربت على كتفيها محاولا تهدئتها غافل عن تلك الكاميرا التي تصورهما من بعيد...

بعد مرور عدة اشهر
استيقظت من نومتها لتجده يخرج من الحمام عاري الجسد يلف منشفة على خصره، ابتسمت بخفوت وهي تقول:
صباح الخير...
اقترب منها ليقبلها من شفتيها وهو يقول بحب:
صباح الورد...
ابتعد عنها وبدأ في ارتداء ملابسه لتنهض هي من مكانها وتقترب ناحيته، ضمته من الخلف وهي تقول بصوت عاشق متلهف:
كل عام وانت بخير...

استدار ناحيتها قابضا على ذراعيها بيديه مقربا جسدها النحيل من جسده الصلب، قرب شفتيه من شفتيها مقبلا اياها لتستسلم له بكل سعادة تبادله قبلته تلك، ابتعد عنها بعد لحظات ليقول بامتنان:
وانتِ بالف خير، شكرا بيسان على ليلة من الاحلام...
احاطت رقبته بذراعيها وهي تقول بوله:
حقا، هل أعجبتك ليلة البارحة...؟
كثيرا، اكثر مما تتخيلين...
أردف بخبث وخصوصا قميص النوم الاحمر الذي ارتديته لي...

قاطعته بخجل وهي تضربه على كتفه:
لا تكن وقحا...
اردفت بعدها بابتسامة سعيده وهي تضم نفسها داخل جسده الضخم:
هذا اول ميلاد لك بعد زواجنا، لقد اردت ان يكون مميزا للغايه...
قبلها من جبينها وهو يقول بصدق:
كل يوم جديد اقضيه معك هو مميز للغايه بالنسبة لي...
ابعدها عنه بعد لحظات قائلا وهو ينظر الى ساعته:
لقد تأخرت على عملي بسببك، يجب ان اذهب حالا...

اخذ سترته وارتداها على عجل ثم خرج من الغرفة متجها الى عمله تحت أنظارها العاشقة...

في مركز الشرطة
اخرج حالا، اخرج...
قالها بازدراء للضابط الشاب الذي يعمل تحت يده والذي خرج بسرعة من غرفة مكتبه وهو يشعر بالخوف الشديد من رئيسه الذي يبدو عصبيا آليوم على غير العادة...
زفر انفاسه بحنق وهو يرمي الملفات الموجودة بحوزته على مكتبه ثم يعود برأسه الى الوراء وهو يفكر بعمق...
فُتح الباب فجأة ليدلف منه تيم وعلى شفتيه ابتسامة واسعة:
اهلا، اهلا بتيم باشا...

جلس تيم على الكرسي المقابل له وهو يقول بتعجب:
تبدو متضايقا على غير العادة...
مط شفتيه وهو يقول بضيق:
تركت منزل عائلتي...
لماذا...؟
سأله تيم بتعجب ليجيب رائف بحنق:
يريدون تزويجي...
وما المشكلة في هذا...
لا اريد الزواج، وفوق كل هذا يريدون تزويجي بابنة خالتي التي لا أطيقها، تخيل...!
حك تيم ذقنه بأنامله وهو يسأله:
وماذا ستفعل...؟
لن اعود الى هناك حتى يعدلوا عن قرارهم هذا...
جيد، كن مصرا على موقفك هذا...

معك حق، انا مصر للغاية ولن أتراجع ابدا...
هز تيم رأسه بتفهم بينما أردف رائف قائلا:
اشعر بملل شديد...
وانا ايضا...
غمز له بعينه وهو يقول بنبرة ذات مغزى:
ما رأيك بان نذهب الى الكازينو الذي ذهبنا اليه قبل زواجك...؟
عادت ذكريات ذلك اليوم الى تيم الذي أجابه بعد لحظات قائلا:
لا مانع لدي...
فغر رائف فاهه بدهشه من موافقة تيم السريعة، نهض من مكانه وهو يقول باستعجال حتى لا يغير تيم موقفه:
ماذا ننتظر لنذهب هيا...!

بعد حوالي نصف ساعة
دلف الاثنان الى الصالة الرئيسيّة للكازينو، ورغما عنه وجد تيم نفسه يبحث بعينيه عنها محاولا إيجادها...
كان يبحث عنها بعينيه بينما تقدم رائف نحو احدى الطاولات وجلس عليها ثم أشار الى تيم والذي ذهب وجلس بجانبه وهو ما زال يبحث عنها...

كانت واقفة امام مرأتها ترتدي فستان اخضر طويلا يماثل لون عينيها، تمسك بيدها طلاء شفاه احمر اللون وتضع منه على شفتيها الممتلئتين حينما دلفت جوليا بسرعة اليها وهي تصيح بسعادة:
لقد جاء، جاء اخيرا، جاء يا ليليان...
استدارت لها ليليان وهي تقول بلهفه:
من..! من جاء...؟
اجابتها جوليا من بين انفاسها اللاهثة:
الضابط صديق رائف، جاء معه منذ قليل...
انت متأكدة...

سألتها ليليان بعدم تصديق فهي كانت تنتظره منذ وقت طويل، منذ أربعة اشهر ولكنه لم يأتِ حتى انها فقدت الامل في مجيئه...
اقول لكِ رأيته بام عيني...
استدارت الى المرآة مرة اخرى وبدأت في وضع احمر شفاهها بعناية شديد ثم اخذت عطرها القوي المؤثر ورشت الكثير منه على رقبتها وشعرها...

خرجت بعد لحظات وتقدمت الى داخل الصالة وهي تبحث عنه بعينيها، وجدته جالسا بجانب رائف على احدى الطاولات، تقدمت ناحية احدى الطاولات الاخرى وجلست مع احد الرجال وبدأت تتحدث وتضحك معه...
اما هو فكان يجلس بجانب صديقه وهو يشعر بالملل الشديد حينما لمحها فجأة تجلس على احدى الطاولات بجانب رجل كبير في السن نوعا ما تضحك معه وتتدلل عليه...

نهض من مكانه واتجه ناحية البار طالبا كأسا من المشروب، تناوله من العامل والتفت ناحيتها يراقبها وهي تلعب مع الرجل وتتغنج عليه، ضغط على فكه بعصبية ورغبة قوية في ضربها اجتاحته بقوة، نهض من مكانه واتجه خارجا من المكان وشياطين الغضب تلاحقه...
خرجت بعد لحظات لتجده واقفا في الحديقة الخارجية للكازينو، تقدمت ناحيته بخطوات هادئة ليلتفت نحوها وقد شعر بوجودها قربه...

وقفت امامه ومدت يدها نحوه وهي تقول بابتسامة خافتة:
هل ما زلت تستنكف من السلام على العاهرات...؟!
تطلع الى يدها الممدودة بتعجب شديد، ود لو انه يرفض السلام عليها وينتهي منها، لكن شيء في داخله رفض ان يجرحها مرة اخرى فوجد نفسه يمد يده ملتقطا يدها داخل يديه، ابتسمت بحبور فهي كانت واثقة من انه لن يرفضها هذه المرة ايضا...
وقفت بعدها بجانبه وسألته بجديه:
لماذا خرجت الى هنا...؟
اجابها بجديه هو الاخر:.

اردت ان أتنفس القليل من الهواء...
طالما لا تحب المكان هنا، لماذا اتيت اليه اذا...؟
ومن اين عرفتِ بأنني لا احب هذا المكان...؟
سألها بتعجب واضح لتجيبه بابتسامة جانبية:
واضح جدا عليك النفور والاشمئزاز منه...
صمت ولم يجبها بينما اردفت هي بتعجب وهي تتطلع الى الخاتم الذي يزين إصبعه:
اووه انت متزوج...
تطلع هو الاخر الى الخاتم ثم عاد ونظر اليها ليقول ببرود:.

لما انتِ متفاجئة هكذا...؟ هل منعتم دخول المتزوجين الى هنا وانا لا اعلم...؟
قهقهت بصوت عالي ثم قالت من بين ضحكاتها:
بالعكس اغلب زبائننا هم من المتزوجين...
رفع حاجبه وهو يقول:
حقا...
اجابته وهي تهز رأسها مؤكدة ما قالته:
حقا
ساد الصمت بينهما مرة اخرى حينما قالت بثقة واضحة:
انت جئت من اجلي اليس كذلك...؟!
استدار ناحيتها وهو يردد ما قالته باندهاش:
من اجلكِ...
استدارت هي الاخرى ناحيته وهي تقول بتأكيد:.

وهل يوجد سبب اخر...
لا تعطي لنفسك حجما اكبر مما تستحقينه...
قالها بصلابة جعلتها تضحك بخفوت ثم فجأة اقتربت منه وانقضت على شفتيه مقبلة اياها فهي كانت تخطط لتلك الحركة منذ وقت طويل، دفعها بعيد عنه محررا شفتيه من شفتيها، رماها بنظرات تتقد نارا ليعود بعدها وينقض على شفتيها مقبلا اياها بلهفة وجنون فاجأها كثيرا...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة