قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية كازينو ما وراء الليالي للكاتبة سارة علي الفصل الحادي عشر

رواية كازينو ما وراء الليالي للكاتبة سارة علي الفصل الحادي عشر

رواية كازينو ما وراء الليالي للكاتبة سارة علي الفصل الحادي عشر

وقفت بيسان امام المرأة تتأمل ثوبها الاسود بملامح مترددة، كان قصيرا للغاية عاري الاكتاف، اشترته مخصوصا لاجل الليلة، فاليوم قررت ان تجهز مفاجئة خاصة جدا لزوجها، ارتدت هذا الفستان وصففت شعرها بعناية ووضعت مكياج صارخ نوعا ما يلائم الليلة...
جهزت مائدة تحوي مختلف أصناف الاطعمة اللذيذة، زينت غرفة نومها بالشموع والورود، ولم تنس ان تفتح موسيقى هادئة تنعش الاجواء...

جلست على الكنبة وهي تنتظر تيم ان يعود، وبالفعل جاء بعد فترة قصيرة، دلف الى داخل المنول ليتفاجئ بما أعدته بيسان، بيسان نهضت من مكانها واستقبلته بسرعة، احاطت رقبته بذراعيها وطبعت قبلة على فمه قبل ان تخلع سترته وتضعها على الكنبة...

ثم امسكت بيده وتقدمت به نحو طاولة الطعام، جلس تيم على الكرسي الرئيسي للمائدة وجلست بيسان بجانبه، بدأت تضع له الطعام في صحنه بينما هو يتأملها متفاجئا بما قامت به وما فعلته لاجله...
وبدل من ان يشعر بالسعادة شعر بالضيق واحتقر نفسه كثيرا...
التفتت بيسان نحوه فلاحظت شروده، سألته بتوتر:
هل انت بخير...؟!
افاق من شروده على سؤالها ليبتسم بتصنع قبل ان يجيبها:
بالطبع بخير...
ثم اردف بمرح مفتعل:.

يبدو الطعام لذيذا...
انا من اعددته بنفسي...
قالتها وهي تتأمله بعيون لامعه ليبدأ في تناول الطعام تحت انظارها العاشقة...
ألن تتناولي طعامك...؟!
سألها بجدية لتبدأ في تناول طعامها تحت انظاره المترقبة...
انتهيا من تناول طعاميهما لينهض تيم من مكانه ويتقدم نحو غرفة نومه تتبعه بيسان...
بدأ بخلع قميصه ليشعر ببيسان تحتضنه من الخلف...

ارتبك لا اراديا مما فعلته وهم بالاستدارة لكنها حررته من بين احضانها وهمست له بجانب اذنه:
ما رأيك في حمام سريع، لقد جهزت لك الحمام جيدا...
منحها ابتسامة خفيفة قبل ان يومأ برأسه ويسحب بيجامته متجها الى الحمام اما بيسان فابدلت فستانها بقميص نوم عسلي اللون يماثل لون عينيها...
جلست بعدها على السريرتنتظر خروج تيم من الحمام ليخرح بعد لحظات وهو يجفف شعره بالمنشفة..

نهضت من مكانها واقتربت منه وعلى شفتيها ابتسامة واسعة سرعان ما اختفت وهي تسمعه يقول بتعب:
لقد تعبت كثيرا اليوم، اشعر برغبة كبيرة في النوم...
ثم تحرك نحو السرير وتمدد عليه ثم اغلق عينيه محاولا النوم تحت انظار بيسان المحبطة...
جلست بيسان على سريرها من الجانب الاخر واخذت تفرك يديها الاثنتين بتوتر والدموع اللاذعة تهطل من عينيها بغزارة، فما حدث اليوم حطم قلبها وقضى على بذرة الامل الوحيدة التي تولدت داخلها.

في صباح اليوم التالي...
استيقظ تيم من نومه ليجد الفراش خاليا بجانبه...
عقد حاجبيه بتعجب ونهض من مكانه متقدما نحو الحمام...
هم بفتح الباب ليجد بيسان في وجهه...
تراجع الى الخلف قليلا قبل ان يقول:
صباح الخير...
الا انها لم تجبه...
بيسان انا اقول صباح الخير...
قالها وهو يقبض على ذراعها لتحرر ذراعها من قبضته بنفور واضح جعله يهدر بها:
بيسان! ماذا جرى لك..؟!
من يجب ان يسأل من يا تيم...؟! اخبرني هيا...

ابتلع ريقه وقال بتردد:
ماذا تقصدين...؟!
صمتت لوهلة قبل ان تأخذ نفسا عميقاوتقول:
اظن أننا يجب ان نفكر في الانفصال يا تيم...
ما هذا الكلام...؟! هل جننت...؟!
قالها وهو يقبض على ذراعيها مرة اخرى، عيناها التقت بعينيه المشتعلتين لتتساقط الدموع فجأة منهما فتنهار امامه قائلة:
انا تعبت، حقا تعبت، فعلت كل شيء لاجلك، وانت لست هنا...
شعر بالشفقة الشديدة لاجلها، هو السبب في دموعها هذه، وهي لا تستحق هذه الدموع...

جلس بجانبها وضمها اليه لتنهار باكية بين احضانه...
هش، بيسان اهدئي من فضلك...
قالها وهو يربت على ظهرها بكفي يده لترفع وجهها في وجهه وتقول بجدية:
طلقني...
بيسان! هل انت واعية لما تقولينه..؟!
مسحت دموعها باطراف اناملها وقالت:
نعم واعية للغاية...
وانا لن اطلق...
قالها بحزم وهو ينهض من مكانه وينوي الخروج لتتحرك وتقف امامه تقول بجدية:
لا تذهب، لن اسمح لك بالذهاب قبل ان تخبرني بما يحدث معك...

لا يحدث معي اي شيء، انت تتوهمين هذا...
احاطت خصره بذراعيها وقالت بتوسل:
تيم، ارجوك اخبرني الحقيقة...
شهر بأنه وقع في المصيدة ولم يعد يعرف كيف يجب ان يتصرف...
في تلك اللحظة عقله تحرك سريعا ليقول بسرعة ماسحا كل تلك الافكار الجنونية برأسه والتي تحثه على اخبار الحقيقة:
لا يوجد شيء كهذا، انه فقط ضغط العمل، بيسان انا اعشقك، ولا يمكن ان اتركك او اتخلى عنك...
ثم تبع كلامه هذا بقبلة طويلة استسلمت لها بلهفة..

ابتعد عنها بعد لحظات وهو يلهث بقوة، اخذ يتمعن النظر اليها، وفجأة تحول الشعر الاشقر الى اخر بني، ولون عينيها العسلي تحول الى الاخضر، ملامحها باتت مختلفة، تشبه ملامح اخرى، اخرى يبحث عن وجهها دوما، اخرى تمناها بين يديه، فعاد وقبلها هذه المرة بلهفة اكبر وغرق معها في اثمه غير مبالي بخيانته لها بهذا الشكل البشع والمقرف فكل ما اراده هو لذة اللحظة وليحدث بعدها ما يحدث...

جلست ليليان بجانب جوري التي تبكي بصمت...
نهرتها بحدة خفيفة:
كفي عن البكاء، اخبرتك مسبقا بأن البكاء لن ينفعك بشيء...
لقد تورطت، تورطت وانتهى امري...
رمقتها ليليان بنظرات باردة قبل ان تقول بجدية:
لا يوجد حل امامك سوى ان تتقبلي وضعك الجديد وتتعايشي معه...
كيف...؟ اخبريني كيف..؟!
اسمعيني، الموضوع ليس سهلا على الاطلاق، لكنك جئت بنفسك الى الوحل، انت من اخترت هذا المكان، و...

قاطع حديثها دخول احد الرجال الى المكان والذي قال بجدية:
جوري انهضي معي، السيد ريحان يريدك...
تطلعت جوري الى ليليان بقلق والتي نظرت اليها بدعم وقالت:
انهضي ولا تخافي، كوني قوية يا فتاة...
نهضت جوري من مكانها وتقدمت نحو الرجل والذي قبض على ذراعها وجرها وراءه كسجينة يقودها الى منصة الاعدام...
دلف بها الرجل الى غرفة ريحان لتجد ريحان هناك ومعه رجل اخر كبير بالسن...

تأملته جوري بقلق حينما وجدته يتمعن النظر فيها...
اما ريحان فنهض من مكانه وتقدم نحوها ووقف بجانبها قائلا:
عذراء، عذراء لم يمسسها رجل من قبلك، جميلة ومطيعة، هذا مطلبك بالضبط يا سيد...
تأملها الرجل بملامح هادئة، كانت جميلة بملامح رقيقة، يبدو عليها الضعف والتوتر...
اما هي فكانت واقفة في المنتصف جسدها يرتجف بالكامل تفرك يديها الاثنتين بتوتر شديد...
اقترب منها الرجل اكثر ورفع ذقنها بانامله سائلا اياها:.

ما اسمك...؟!
تلعثمت في حديثها وهي تجيبه:
جوري، اسمي جوري...
التفت بعدها الرجل نحو ريحان وقال بجدية:
تبدو جيدة وملائمة لي، سوف اشتريها منك...
شهقت جوري بذعر بينما ابتسم ريحان براحة فهاهو تخلص من هذه الفتاة التي تبدو له سيئة بسرعة كبيرة...
جهزي نفسك يا فتاة، سوف تذهبين مع السيد سالم الى منزله، فهو قد اشتراكي مني وانا وافقت...
قالها ريحان لجوري التي وقفت مصدومة بينهم غير مستوعبة لما تسمعه...

وقفت سدن امام الباب الخارجي للشركة تنظر اليه بابتسامة فخر...
اليوم ستخطو اولى خطواتها داخل هذا البناء الضخم وعليها ان تستغل هذه الفرصة جيدا...
تقدمت داخل الشركة واتجهت تحديدا الى غرفتها التي جهزها لها كريم مسبقا...
جلست على مكتبها وهي تشعر بالزهو والراحة...
تقدمت منها سكرتيرة كريم ووضعت امامها مجموعة من الملفات وطلبت منها انهائها...
شرعت في العمل عليها حينما شعرت بشخص ما يدلف الى الداخل...

رفعت بصرها لتنصدم به امامها..
كان هو نفس الشخص الذي اصطدمت به مسبقا...
نهضت من مكانها وتقدمت نحوه قائلة بعصبية:
انت، ماذا تفعل هنا...؟!
رمقها الشاب بنظرات هازئة قبل ان يقول:
انا شريكك في مكتبك يا انسة..
انت تكذب بالتأكيد فهذا شيء مستحيل ان يحدث...
قاطع حديثها دخول سكرتيرة كريم والتي قالت موجهة حديثها الى بشار:
هل كل شيء على ما يرام سيد. بشار...؟!
اومأ بشار برأسه واجابها:
نعم كل شيء على ما يرام...

منحته السكرتيرة ابتسامة عذبة وخرجت لتتقدم سدن نحوه وتسأله بسرعة:
من انت بالضبط...؟! ولماذا تناديك بالسيد...؟!
اجابها بشار بابتسامة مستفزة:
لانني ابن صاحب هذه الشركة يا حلوة، وابن عم مديرها...
أنت ابن السيد رحيم الصالحي...؟!
قالتها مستنكرة ليومأ برأسه وهو يبتسم بنفس الطريقة المستفزة لتتراجع الى الخلف لا اراديا وهي تشعر بانها تجاوزت حدودها مع الشخص الخطأ...

عادت الى مكتبها بكل ادب وجلست عليه لتكمل ما تفعله حينما اقترب منها متسائلا:
ماذا تفعلين...؟!
اجابته وهي تعبث بالقلم الذي بيدها:
انجز اعمالي...
جذبت انتباهه صورة لفتاتين جميلتين احداههما تبدو في سن المراهقة والاخرى اصغر منها موضوعة على سطح المكتب ليتناولها وهو يتمعن النظر بها:
من هاتين الفتاتين..؟!
اجابته وهي تجذب الصورة من يده:
هذه انا واختي...
اختك تشبهك كثيرا...

اومأت برأسها ووضعت الصورة جانبا ليسألها مرة اخرى:
ألن تخبريني باسمك...؟!
تنهدت بقوة واجابته:
اسمي سدن...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة