قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية كازينو ما وراء الليالي للكاتبة سارة علي الفصل الثاني عشر

رواية كازينو ما وراء الليالي للكاتبة سارة علي الفصل الثاني عشر

رواية كازينو ما وراء الليالي للكاتبة سارة علي الفصل الثاني عشر

عادت جوري الى الحجرة التي تقطن بها ليليان، استقبلتها جوليا بسرعة وهي تقول لها:
ماذا حدث...؟! ماذا كان يريد منك ذلك البغل...؟!
تأملتها ليليان فوجدتها شاحبه مصفرة فاقتربت منها متسائلة بقلق:
تبدين شاحبة، ماذا حدث معك..؟!
لقد باعوني، انتهي امري وباعوني...
قالتها بنبرة تائهة وملامح وجهها الباهتة لا توضح شيئا، جلست ليليان بجانبها واحتضنتها بقوة وقالت:.

لا بأس قد يكون هذا افضل لك، افضل لك من البقاء في هذا الوحل..
شعرت جوليا بالشفقة من اجلها فجلست بجانبها تواسيها...
نهضت ليليان من مكانها وقالت بسرعة:
يجب ان تجهزي نفسك، سوف يأخذونك الان بكل تأكيد...
لا اريد، لا اريد ان اذهب معه، انه كبيرفي السن ويبدو مخيف...
شهقت جوري برعب وهتفت:
كبير بالسن...
بيمنما رمتها ليليان بنظرات حادة قبل ان تقول بجدية:
لا بأس، قد يكون شخص جيد ويعاملك بلطف...

ابتسمت جوري بسخرية وقالت:
وهل يوجد شخص جيد يدخل الى مكان كهذا...
بكل الاحوال يجب ان تجهزي نفسك، لا حل امامك سوى هذا...
وبالفعل نهضت جوري من مكانها وبدأت تجهز اغراضها والدموع تغطي وجهها...
لم تكن تمتلك القدرة على الرفض وحتى لو امتلكتها ما كان احد ليسمعها...
ودعت ليليان وجوليا ثم خرجت جوري من الكازينو بصحبة الرجل الذي اشتراها...
ركبت معه في سيارته الغالية ليتجه بها الى منزله...

اوقف سيارته امام احدى العمارات السكنية الراقية، هبط منها ثم اتجه لها وفتح الباب لتهبط منه وهي تتطلع الى مبنى العمارة بذهول ودهشة...
مسك كف يدها وسار بها متجها الى داخل العمارة وتحديدا الى شقته في الطابق الخامس...
دلفت جوري الى الشقة واخذت تتأملها بانبهار، كانت رائعة التصميم، حديثة الاثاث، شيء لم تره مسبقا ولم تتخيله...

التفتت الى الرجل واخذت تتأمله وهو يطالعها بنظرات ثابتة وابتسامة غريبة تكونت على شفتيه...
اقترب منها فتراجعت الى الخلف لا اراديا...
لا تخافي، لن أؤذيك يا حلوتيى...
قالها بشكل لم يعجبها اطلاقا بل ارهبها منه...
ماذا تريد مني...؟!
سألته بنبرة مرتجفة ليرد عليها بضيق من طريقة تصرفها معه:
وما المفترض ان يريده رجل مثلي من واحدة مثلك...؟!
ولكن انا لست هكذا...

هتفت به صارخة ليزفر انفاسه بضيق قبل ان يقبض على ذراعها بكف يده ويقول بحدة:
اسمعيني يا هذه، لا رغبة لي في سماع هذه الكلمات السخيفة، لقد اشتريتك ودفعت بك ثمنا باهظا، وانا الان من حقي ان استمتع بهذا الثمن الباهظ، هل تفهمين...؟!
هزت رأسها نفيا وقالت بنبرة متوسلة:
ارجوك اتركني...
يبدو انك لا تفهمين...
قالها بغضب ثم صفعها بقوة جعلتها تسقط ارضا...

انهارت على ارضية المكان باكية بنحيب بينما هز هو رأسه بضيق شديد وخرج تاركا المكان لها باكمله بعد ان اغلق باب الشقة جيدا...

اوقف سيارته امام الكازينو واخذ يتطلع اليه بتردد...
يريد رؤيتها وبشدة...
يشتاق اليها...
ولكن بينهما الكثير مما يمنعه ان يراها...
او يقترب منها حتى...
تنهد بتعب...
ثم هم بالتحرك عائدا الى منزله الا انه تسمر في مكانه وهو يرى جوري تخرج بصحبة هذا الرجل الكبيرر...
اذهله الموقف وشعر بنار حارقة تشتعل داخل صدره...
لم يشعر بنفسه الا وهو يخرج من سيارته ويتجه الى داخل الكازينو...
وتحديدا الى غرفة ريحان...

اقتحم غرفة ريحان الذي نهض من مكانه مرحبا به قائلا:
اهلا اهلا بالسيد تيم، تفضل، لم انت واقف هكذا...
ليليان...
ما بها...؟!
اجابه:
اخبرتك مسبقا بأنني اريد ان اشتريها، وها انا اكرر طلبي...
ولكن ليليان ثمنها غالي...
سوف ادفع بها الثمن الذي تريده...
ابتسم ريحان بخبث قبل ان يقول رقما كبيرا جعل عينا تيم تتسع لا اراديا، لحظات قليلة وحسم تيم امره قائلا:
حسنا انا موافق، ولكن اعطني فرصة لادبر لك المبلغ...

لا بأس خذ راحتك...
ولكن اريدها معي منذ اليوم...
قالها تيم بحسم ليقول ريحان بابتسامة مصطنعة وعلى مضغ:
بالطبع، انها لك منذ اليوم...
تنهد تيم براحة وقال:
سوف اخذها معي اذا...
ولكن...
استدار تيم متسائلا:
ولكن ماذا...؟!
اجابه ريحان بجدية:
اريد منك ان توقع على شيك بالمبلغ المطلوب...
قال تيم بنفاذ صبر:
هات الشيك...
اعطاه ريحان الشيك بعدما دون عليه المبلغ المطلوب ليأخذه تيم ويوقع عليه ثم يخرج بسرعة متجها اليه...

ليليان...
هتف بها تيم نحو ليليان التي كانت تتحرك متجهة الى صالة الكازينو لتستدار اليه وتنصدم به امامها...
تقدمت ناحيته مذهولة من وجوده امامها، ثم قالت بسخرية:
اذا لقد عدت مرة اخرى...
صمت ولم يجبها، كان مكتفيا بتأمل عينيها ووجها اللذين يشتاق إليهما وبقوة...
يبدو انك مصر على تحطيم حياتك أيها الضابط...
لقد اشتريتك...
جحظت عيناها بصدمة مما يقوله قبل ان تقول:
انت تسخر مني، أليس كذلك..؟!

هز رأسه نفيا دون ان يحيد عينيه عن وجهها واكمل بجدية:
لقد اشتريتك لتوي من ريحان، وسوف تخرجين معي من هذا الوحل...
الى وحل اخر، أليس كذلك..؟!
عجيب امرك، ألا ترغبين بالتخلص من هذا المكان...؟!
اخذت نفسا عميقا وقالت:
بلى ارغب، ولكن دون ان اكون عالة على احد، او اكون اسيرة احد...
انت لن تكوني عالة علي، ولن تكوني اسيرتي...
انا اسيرتك حتى تمل منك وحينها سوف اصبح عالة عليك تسعى للتخلص منها بأسرع وقت..
كلا...

قاطعته وهي تهز رأسها نفيا:
لا تقل شيئا انت غير قادر على فعله، افهمني، أنت مبهورا بي، انت لا تحبني بحق...
لماذا انت مصرة على انني لا احبك..
؟!
سألها متعجبا من اصرارها على قول هذا لتهمس له بالم:
وهل من مثلي تستحق الحب...؟! انا قد استحق شفقتك، تعاطفك، ولكن حبك، لا بالتأكيد...

انا لست مبهورا بك فقط، انا عاشق، مسحور، مغرم بك، لقد تأكدت من هذا، مثلما تأكدت بأنني لا يمكنني الابتعاد عنك، قولي عني مجنون، مختل، مهووس، الامر ليس بيدي صدقيني، ليس بيدي ابدا...
قالها بتعب والم وضعف، تعب من كل ما يمر به وما يعانيه...
تجمعت الدموع داخل عينيها وقالت:.

انا خائفة يا تيم، خائفة من كل شيء، خائفة من ان اصدقك واندم، اثق بك واكتشف العكس، اعيش على امل ان احيا حياة جديدة بعيدة عن كل هذه القذارة ثم افيق من احلامي هذه وامالي على صفعة الواقع...
قبض على كتفيها بكفي يده قائلا بنبرة لاهثة مجنونة:
انا هنا، معك، لن اتركك، اعدك بهذا، ثقي بي ارجوك، ثقي بي ولو لمرة واحدة...

اغمضت عينيها لتهطل منهما الدموه الغزيرة، عادت وفتحتها وهي تبتسم بأمل قبل ان تقول من بين دموعها:
اثق بك، اثق بك اكثر من اي شيء...
ابتسم براحة قبل ان يقبض على كف يدها ويركض بسرعة خارج المكان جارا اياها خلفه بينما تصرخ هي:
ماذا تفعل ايها المجنون...؟!
اجابها وهو يبتسم بسعادة:
لا تسألي الى اين، فقط امشي معي، وتأكدي بأنني سأصل بك الى النجوم...
توقفت امامه وقالت:
لم اكن اعلم بأنك رومانسي الى هذا الحد...

فقط حينما قابلتك ادركت هذا
منحته ابتسامةخلابة قبل ان تركب سيارته وتتجه معه الى الشقة...

في صباح اليوم التالي...
استيقظت من نومها على صوت الباب يفتح...
نهضت بسرعة وركضت نحو باب الغرفة الخارجي لتجده امامها...
منحته ابتسامة سعيدة قبل ان تقترب منه وتضم نفسها اليه...
ضمها بقوة اليه مستنشقا عبيرها قبل ان يهتف بشوق:
اشتقت اليك...
رفعت وجهها نحوه وقالت:
وانا اكثر...
اشار الى الاطعمه الموجوده على الطاولة قائلا:
لقد جلبت لك الطعام...
الا انها قالت بجدية:
دعنا نتحدث قليلا...
عقد حاجبيه متسائلا:.

بماذا نتحدث...؟!
جرته واجلسته على الكنبةوجلست بجانبه قائلة:
لقد فكرت البارحة طويلا في وضعنا، ولم اجد امامي سوى حل واحد...
وضعنا، ما به وضعنا...؟!
سألها بعدم فهم لترد بتردد:
يعني انا وانت هكذا، وانت متزوج..
انا لن اتخلى عنك، وعدتك بهذا...
ولكنك متزوج...
قالتها محاولة ان تعيده الى وعيه ليرد:
اعلم...
اذا علاقتنا خاطئة...
إلام تريدين ان تصلي...
سألها بحيرة لترد بارتباك:.

يعني انت فعلت كل ما بوسعك لاجلي، ولكن انا...
صمتت لوهلة قبل ان تكمل:
انا يجب ان افعل كل ما بوسعي لاجلك...
تطلع اليها بحيرة قبل ان يذعن لها ويسمع ما تود قوله.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة