قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية كازينو ما وراء الليالي للكاتبة سارة علي الفصل الثاني

رواية كازينو ما وراء الليالي للكاتبة سارة علي الفصل الثاني

رواية كازينو ما وراء الليالي للكاتبة سارة علي الفصل الثاني

في صباح اليوم التالي
كان تيم جالسا مع عمه يتحدثان بشأن زواجه من بيسان..
تحدث العم بصوت جدي قائلا:
لكن اليس من الأفضل ان يكون هناك فترة خطوبة تسبق الزفاف يا بني...؟
اجابه تيم بثقه واضحه:
عمي، انا وبيسان نحب بعضنا، نحن لسنا بصغار بل نعرف اتخاذ قراراتنا بشكل صائب، لا داعي للتأخير والمماطلة، لنتزوج في اقرب وقت ممكن، هذا افضل لكلينا...

أُعجب عمه بثقته من حديثه واصراره على تعجيل موعد الزفاف فتحدث بجديه قائلا:
لك ما تريد يا حضرة الضابط، متى تريد موعد الزفاف اذا...؟
اجابه تيم بابتسامه سعيده من موافقته لما قاله:
اشرف وكريم مسافران الان، سوف يعودان نهاية هذا الاسبوع، ما رأيك ان نجعل الزفاف نهاية الاسبوع اللذي بعده...
كما تريد يا بني، لكن لنسأل بيسان اولا...

امر العم الخادمه ان تنادي بيسان والتي أتت بعد لحظات وهي ترتدي فستان اصفر قصير زادها انوثه وجمالا مما جعل تيم يرمقها بنظرات معجبه متعطشه للغايه...
اخفضت بصرها خجلا من نظراته الصريحه ناحيتها بينما سألها والدها قائلا:
تيم يريد ان يتم الزفاف بعد اسبوعين، ما رأيكِ انتِ...؟
شعرت بسعاده كبيره تغزو قلبها فهاهو تيم يريد الزواج منها باقرب وقت ممكن، أجابت والدها بخجل وصوت بالكاد يسمع:
القرار لك ابي...

انا موافق يا بنتي، وماذا عنكِ...؟
وانا موافقه...
ابتسم الاب بحبور بينما ابتعدت بيسان عنهما بسرعه...
ولجت الى داخل غرفتها وأغلقت الباب خلفها بينما وضعت يدها اليمنى على قلبها تشعر بضرباته التي ازدادت وبشده، ابتسمت بحالميه وهي تتخيل نفسها تزف بعد اسبوعين الى تيم الذي لطالما حلمت بارتداء الأبيض له، شعورها لا يضاهى ولا يوصف، فهي قد حققت حلمها اخيرا ونالت الرجل الوحيد الذي أحبته...

استيقظت من نومتها لتجد الفراش خاليا جانبها، نهضت من فراشها ليظهر قميص نومها الاسود القصير، فتحت باب الشرفه وابتسمت بحالميه وهي تشعر بنسمات الهواء تلفح وجهها، كم تشعر بالسعاده من احساس الهواء البارد وهو يداعب وجهها الناعم...
وكم تحب منظر شروق الشمس الذي لا تراه الا نادرا...
اشياء كثيره حرمت منها بسبب طبيعة عملها التي تجعلها أشبه بخفافيش الليل...

تنهدت بصمت وهي تستدير الى داخل الغرفه وقد تركت باب الشرفه مفتوح، دلفت الى داخل الحمام الملحق بالغرفه وغسلت وجهها ثم فرشت اسنانها، كانت تجفف وجهها بالمنشفه حينما سمعت صوت الباب يفتح ويغلق...
خرجت بسرعه لتجده يخلع سترته عنه ويرميها على السرير، اقتربت منه وهي تقول بغنج:
اين ذهبت منذ الصباح وتركتني لوحدي...؟
اجابها بحب بينما عيناه لا تحيد عن شفتيها الكرزيتين:
ذهبت لاجهز لك مفاجئة سوف تعجبك للغايه..

عقدت حاجبيها متسائله:
مفاجئة ماذا...؟
طبع قبله خفيفه على شفتيها ثم قال بجديه:
سوف استحم اولا، ونجهز بعدها أنفسنا لنخرج من الفندق ونرى المفاجأة...

بعد حوالي ساعه
خرج الاثنان من الفندق متجهان الى المفاجئة التي جهزها اشرف لها...
اوقف اشرف سيارته امام الساحل ثم هبط منها واتجه الى الناحية الاخرى من السيارة ليفتح الباب لها...
هبطت من السياره وهي تتطلع الى المكان حولها باستغراب شديد...
كان المكان عبارة عن ساحل بحري يخلو من السكان ويحوي العديد من المراكب البحريه الراقيه...
قبض على يدها وتقدم بها متجها الى احد المراكب ثم صعدا عليه ليهتف بها قائلا:.

ما رأيكِ بهذه المفاجئة...؟
انتَ استأجرت هذا المركب من أجلنا، اليس كذلك...؟
قالتها والسعاده تشع من عينيها ليهز رأسه نفيا ويقول مصححا:
بل اشتريته من اجلنا...
قفزت من مكانها بسعاده وهي تقول بفرح حقيقي:
يا الهي كم انت رائع...
كنت متأكد انها ستعجبك...
اعجبتني للغايه...
اقتربت منه ثم ضمته بقوه وهي تقول بصدق:
انت لا تعلم كم أنا محبة البحر وكنت اتمنى دائما ان اجرب البقاء في مركب كهذا...
ابعدها عنه وهو يقول:.

اسبوع كامل سوف نقضيه هنا، وفِي كل مره نلتقي بها سوف نأتي الى هنا، انت فقط اؤمري وانا أنفذ...
ابتسمت له بسعاده ثم قبلته من وجنتيه ليقبض على يدها ويجرها خلفه في جولة حول المركب...
بعد حوالي ساعتين كانا جالسين على طاولة مملؤة بالأطعمة البحريه، يتناولان طعامها بأريحية بالغه...

كانت ليليان تشعر بسعاده لا مثيل لها، فهذه من نظرها كانت اعلى درجات الحريه، في الحقيقه الفضل كله يعود لأشرف، لولاه لما كانت عاشت كل هذا، بفضله هو تعرفت على أماكن وجربت اشياء لم تتخيل انها ستعيشها او تجربها طول حياتها...
لقد منحها اشرف الكثير، وهي شاكره له وبشده...

في هذه الأثناء رن هاتفه فتناوله ليرى المتصل، زفر انفاسه حنقا وهو يجيب على زوجته، كانت تتابعه بنظراتها التهكمية، لا تنكر انها تشعر بالأسى من اجل زوجته المخدوعة، فهاهو يخونها معها دون ادنى ذره من الخجل او تأنيب الضمير، لا يفكر في تلك الزوجه المخلصه التي تنتظره في المنزل...
ما ان اغلق هاتفه حتى قالت
أتعلم...
صمتت قليلا ثم اكملت بنبرة هادئة وملامح نافره:.

أنتم الرجال جميعكم خائنون، لا استثني منكم احدا، الرجل منكم لو كانت معه مارلين مونرو بنفسها فسوف تراه ينظر الى غيرها، لا يوجد رجل تملأ عينيه امرأة واحده، او يكتفي بامرأة واحده، لا يوجد ابدا...
انت تظلمينني...
رفعت احد حاجبيها للأعلى بينما تشدق ثغرها بابتسامه ساخره أخفتها بسرعه وقالت بجديه:
انا لا أظلمك، هذه حقيقتكم وعليكم تقبلها بصدر رحب...

كلا انت تظلمينني، فانا مثلا منذ ان التقيت بك ولم اتطلع بامرأة اخرى غيرك، ولن افعلها...
بدا لها مصرا على ما يقوله،
ما عدا زوجتك...
قالت له مصححه فمط شفتيه باستياء وهو يتذكر اخرى غفل عنها بحديثه، ابتسمت ساخره ثم قالت بعيون مظلمه:
هل تأكدت الان بان جميعكم بالفعل خائنون...
اسبوع كامل مر عليهما بسرعه قياسيه...

كان واقفا يتابعها بنظرات راغبه متعطشه وهي تضع مكياجها على وجهها، عيناه لا تترك تفصيله لها تفلت منها، وجدها ترش عطرها المفضل بعد ان اكملت وضع مكياجها، نهضت من مكانها والتفتت ناحيته لتبتسم بخبث وهي تراه يراقبها بشغف، تقدمت ناحيته بخطوات متمهله حتى وصلت اليه، احاطت رقبته بذراعيها فوصلت الى انفه رائحة عطرها المميزه، ارتفعت نبضات قلبه بسبب تلك الرائحة وازدادت رغبته فيها بينما انحدرت عيناه ناحية موضع شفتيها المغريتين والتي طلتهما باللون الأحمر القاني مما جعلها مثيره للغايه وشهيه، عض على شفته السفلى وهو ما زال موجه أنظاره ناحية شفتيها، شعر باناملها تتحرك على شعره من الخلف، بينما عيناها تجول حول وجهه الذكوري الوسيم، تحدثت اخيرا بصوتها الأنثوي المميز وهي ما زالت تحرك أناملها على شعره:.

ها قد انتهت رحلتنا وسوف نعود الى حياتنا التقليديه، ولن استطيع ان اراك الا قليلا من الوقت...
كانت تتحدث بنبرة مستاءه وملامح متضايقه جعلته يجيبها بضيق جلي:
حبيبتي انا متضايق اكثر منك لكن ماذا افعل...!؟ ليت الامر كان بيدي، ما كنت لاتركك لحظه واحده بعيده عني...
هبطت باناملها ناحية صدره وبدأت تلعب بأزرار قميصه وهي تقول:
أعذرك حبيبي، فانت مجبور على هذا، لكن لا تتأخر علي كثيرا...

قبض على أناملها التي تلعب بأزرار قميصه وهو يقول بنبرة ولهه:
بالتأكيد يا روحي، انا لا استطيع الابتعاد عنك نهائيا...
قبل أناملها واحد يليه الاخر برقة بالغه ثم ما لبث ان التقط شفتيها بقبلة طويله بثها أشواقه وولعه بها...
احاطت رقبته بذراعيها مبادلة اياه قبلته بنفس الشغف الذي يمنحه اياها...
رن هاتفه في تلك اللحظه فأبعدت شفتيه عن شفتيها وهي تقول من بين انفاسها المضطربه:
هاتفك، يتصلون بك...

زفر بحنق وهو يفكر في هوية المتصل الذي قطع عليه لحظة مهمه كهذه...
مسحت شفتيها باناملها وهي تراه يبتعد عنها بملامح مشدوده متجها ناحية هاتفه الموضوع على السرير...
تبدلت ملامحه ما ان عرف هوية المتصل ثم ضغط على زر الاجابه وتحدث بنبرة مقتضبه مع المتصل والذي لم يكن سوى زوجته!
ما ان اغلق الهاتف حتى اقتربت منه وهي تسأله:
زوجتك، اليس كذلك...؟
اجابها بنفور:
نعم هي...
عادت وسألته بجديه:
ماذا كانت تريد منك...؟

اجابها بعدم اهتمام:
لا يوجد شيء مهم، تسأل عني وعن واحوالي فقط...
ابتعد عنها واتجه ناحية الثلاجه الصغيره الموضوعه في ركن الغرفه، اخرج منها زجاجه تحوي على مشروب الويسكي وصب القليل منه في قدح زجاجي ثم تناوله على دفعه واحده...
كانت واقفه تتابعه من بعيد بعينين مظلمتين عاقده ذراعيها امام صدرها، تحدثت بصوت هادئ قائله:
اريد ان ارى زوجتك، هل لديك صورة لها...؟
اجابها مستغربا:
بالطبع، ولكن لماذا تريدين رؤيتها...؟

اجابته بنبرة عادية:
فضول لا اكثر، لدي فضول لان ارى شكل المرأة التي تحمل لقب زوجتك...
اخرج هاتفه من جيبه وفتحه وبحث في ملف الصور عن صورة لزوجته، مد الهاتف لها بعد ان وجد الصورة المطلوبه فتناولته منه بلهفه واضحه وتطلعت الى الصوره...
كان يراقبها وعيناها تجول حول الصوره بفضول شديد بينما رفعت احد حاجبيها في علامة تدل على التعجب او الاستغراب...
أبعدت الهاتف عن وجهها وهي تقول بنبرة متعجبه:.

انها جميله، جميله جدا...
ولما كل هذا التعجب...؟
سألها بسخريه واضحه لتجيبه بصراحه:
متعجبه من خيانتك لها بل ونفورك منها، مالذي يجعلك تخون امرأة مثلها، جميله للغايه وتبدو ذات شخصيه لطيفه ومحبوبه، اليس كذلك...؟
اجابها بصدق:
أكون كاذبا لو قلت غير ذلك...
اذا لماذا تخونها، ما السبب الذي يجعلك تخونها...؟
سألته بنبرة بدت له منفعله بعض الشيء فاجابها ببساطه:
انتِ، انت ِالسبب...

حملقت به بعدم تصديق مما قاله، فرغت فاهها بدهشه ثم اشارت الى نفسها وهي تقول بعدم تصديق:
انا، انا السبب...
نعم انتِ، لو لم اراكِ والتقِ بك ما كنت لاخونها ابدا، لكن منذ ان التقيت بك وحياتي تغيرت تماما، اصبحت لا استطيع الا افكر بك، ولا استطيع الابتعاد عنك...
اقترب منها اكثر حتى بات لا يفصل بينهما سوى مسافه قصيره للغايه، اكمل بصوت متحشرج ومشاعر فياضه:.

انا لا اتخيل حياتي بدونك، انا مولع بك، اشعر بانك سحرتني حتى اصبحت لا ارى ولا اهتم لأي امرأة سواك ِ...
صمتت ولم تتحدث مما جعله يقول باستغراب:
لما انت صامته هكذا...؟ تحدثي، قولي اي شيء...
لا اعرف ماذا اقول، حقا لا اعرف...
كانت تتحدث بصدق واضح وقد شعرت بتشتت غريب بعد كلامه هذا بينما أردف هو قائلا بجديه:
سأخبركِ سرا...
اتجهت جميع حواسها اتجاهه وهي تنتظر ان يفشي سره ليقول بنبرة صادقه فاجئتها بشده:.

انا لم يكن لدي اي عشيقة من قبلك، انت العشيقه الوحيده التي امتلكتها طوال حياتي...
انت تمزح معي اليس كذلك...؟
سألته بابتسامه متهكمه على شفتيها ليهز رأسه نفيا وهو يقول بنبرة جاده صريحه:
انا لا امزح، انا لم يكن لي اي علاقة خارج إطار الزواج سوى معك...
بلعت ريقها بتوتر ثم أشاحت بوجهها قليلا عنه وقالت باضطراب:
الهذه الدرجه انا مميزه بالنسبة لك...؟

هل لديك شك بهذا...؟ انتِ اهم شيء بالنسبة لي، انت الحب الحقيقي الذي عثرت عليه بعد سنين طويله، انت حياتي، انا احبك لدرجه لا تتخيلنها، انا لا اتخيل حياتي بدونك، لا اتخيل الا اراكِ واستمتع بجمالك الخلاب وروحك العذبه...

فكرت بجديه، انه مجنون، مهووس بها، وباتت تخاف من جنونه وهوسه هذا، نظراته التملكيه تخيفها، نبرته المتحديه تبث الرعب في نفسها، لم يكن الرجل الوحيد الذي يتغزل بها ويولع بسحرها الجذاب، لكن هنا الوضع مختلف، فهي ترى رجل مهوس بها مولع بتفاصيلها، رجل غافل عن اشياء كثيره، اشياء قد تجعل وجودها معه محال في يوم ما...

دلف اشرف الى داخل غرفته يجر حقائبه خلفه ليتفاجئ بلينا جالسه على الكرسي الموجود في الغرفه وبجانبها مجموعة حقائب كبيره خاصه بالسفر بينما ترمقه بنظرات ناريه لم يفهم سببها...
نهضت من مكانها وهي تقول بنبرة ساخره:
حمد لله على السلامه يا سيادة الدكتور المحترم...
لينا! متى اتيتِ...؟
سألها باضطراب من مجيئها المفاجئ فهو معتاد ان يذهب بنفسه ويأخذها من منزل اَهلها...
هل هذا كل ما يهمك، متى اتيت...؟

كانت تتحدث وهي تعقد ذراعها امام صدرها و ابتسامة متهكمه تعلو ثغرها...
بلع ريقه بتوتر من هيئتها تلك ثم قال بانزعاج:
لينا، انا لا افهم اي شيء، مالذي يجري هنا ولما أنتِ تتحدثين معي بهذه الطريقه...
فتحت حقيبتها ثم اخرجت منها مجموعة من الصور ألقتها بوجهه، هبط الى الارض وبدأ يلملم الصور لينصدم بما يراه امامه، كانت مجموعة من الصور له مع ليليان وهما على المركب سويا...
في المطار الدولي.

كان يسير شاب اسمر طويل لوحده يجر خلفه حقائب سفره، خرج من بوابة المطار ليجد سائقه ينتظره أمامها، حياه بحرارة ثم ركب السياره وأمر السائق ان يتجه به الى منزله...
بعد حوالي نصف ساعه هبط من سيارته واتجه الى داخل منزله ليُفتح الباب في وجهه وتخرج منه امرأة كبيره في السن وتتجه راكضه نحوه...
ضمته اليها بقوه وهي تقول بسعاده:
الحمد لله على سلامتك يا كريم، اشتقت إليك كثيرا...
وانا اشتقت إليك اكثر يا أمي...

قالها كريم وهو يقبل يديها الاثنتين لتهتف به قائله:
لندلف الى الداخل فالجو بارد هنا...
ولج الاثنان الى الداخل وجلسا يتحدثان سويا في العديد من الأمور...
تنحنح كريم قليلا وهو يقول بجديه:
أمي اريد الحديث معك بموضوع مهم...
موضوع ماذا يا بني...؟ تحدث...
انا قررت ان أخطب...
حقا...
قالتها الام بعدم تصديق ثم سألته بسعاده:
وأخيرا ستفعلها يا كريم، لكن من هي، اخبرني، هل نعرفها...
هز رأسه وهو يقول بابتسامه:.

نعم أمي نعرفها، انها بيسان ابنة عمي، انا اريد ان أخطب بيسان يا أمي...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة