قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية كازينو ما وراء الليالي للكاتبة سارة علي الفصل التاسع عشر

رواية كازينو ما وراء الليالي للكاتبة سارة علي الفصل التاسع عشر

رواية كازينو ما وراء الليالي للكاتبة سارة علي الفصل التاسع عشر

دلف كريم الى مكتب بيسان ومشاعر الغضب تعلو ملامح وجهه...
اقترب منها وقال بنبرة عصبية:
هل كان تيم هنا...؟!
تأملت عصبيته بملامح متضايقة واومأت برأسها دون ان ترد ليكمل بنفس الوتيرة:
ماذا يريد.؟! وكيف تمسحين له بأن يدخل الى هنا...؟!
نهضت بيسان من مكانها ووقفت أمامه قائلة ببرود:
هذا شيء يخصني يا كريم وانت لا يحق لك أن تتدخل بما بيني وبين تيم...

بينك وبينه...! يبدو أنك لا تتعضين من الماضي، أليس هذا تيم الذي خانك وأهان كرامتك...؟!
ابتلعت بيسان غصتها داخل فمها وقالت بحدة:
هذا ليس من شأنك، كما انه لا يحد يستطيع ان يهين كرامتي، ولا تنسى بأنني تطلقت فورا ما ان علمت بخيانته...
شعر كريم بخطأه فقال معتذرا:
انا اسف يا بيسان لم أقصد ما قلته حقا، اعذريني..
ثم أردف مبررا:
أنا فقط لم أتحمل ما حدث، أنا اغار يا بيسان، أغار عليك منه ومن اقترابه منك...

شعرت بيسان بالإرتباك من حديثه فقالت محاولة تغيير الموضوع:
حصل خير يا كريم، سأعتبر نفسي لم أسمع شيء منك..
لماذا تحاولين أن تغيري الموضوع يا بيسان...؟! لماذا تتجاهلين حبي لك وغيرتي عليك...؟!
توترت ملامح بيسان لا اراديا وقالت بتردد:
كريم أرجوك هذا ليس بالوقت المناسب للحديث بشيء كهذا...
بيسان انا احبك واريدك، اظن أن هذا أفضل وقت لأخبرك بما يجول في داخلي لأجلك...
صمتت بيسان ولم ترد ليكمل كريم بما صدمها:.

هل تتزوجيني يا بيسان...؟!
كريم...
لم تستطع أن تكمل حديثها فقد شعرت بأن جميع الحروف قد هربت منها ليكمل كريم:
قولي أنك موافقة يا بيسان...
أخفضت بيسان بصرها أرضا ليشعر كريم بالقلق فيقول بترجي:
فكري على الاقل بشأن طلبي...
رفعت بصرها ناحيته وقال بنبرة هادئة:
انا اسفة يا كريم لكنني حقا لا أفكر بالارتباط حاليا...
شعر كريم بخيبة الأمل التي ظهرت واضحة على ملامحه ليردف بمرارة:.

هل هذا التفكير معي فقط أم مع أي احد..؟!
لترد بيسان بجدية:
مع الجميع، انا لا أفكر بالارتباط الان...
اومأ كريم برأسه متفهما ثم حمل نفسه وخرج من مكتبها لتجلس بيسان على كرسيها وتتنهد براحة قبل ان تدعو ربها ان يجد حلا لجميع المشاكل حولها...

عادت سدن الى الغرفة التي توجد بها ليليان لتجدها قد استيقظت من نومها...
اقتربت منها وهي ترسم ابتسامة مفتعلة على فمها و قالت:
الحمد لله أنك استيقظتي، كيف أصبحت الان...؟!
ابتسمت ليليان بتعب واضح وقالت:
أحسن قليلا...
ثم أردفت بجدية:
طلبت من جدتي ان تعود الى المنزل لأنها متعبة، تعالي واجلسي بجانبي لأنني أريد الحديث معك...
جلست سدن بجانبها وقالت بخفوت:
تفضلي...

اعتدلت ليليان في جلستها وقالت بعدما أطلقت تنهيدة طويلة:
أنا مصابة بمرض خطير، أليس كذلك...؟!
تشنجت ملامح سدن ولم ترد لتكمل ليليان بألم:
لقد شككت بهذا منذ وقت طويل...
ثم أردفت بنبرة متلهفة:
هل هو الايدز...؟! أخبريني يا سدن هل أنا مصابة بالأيدز...؟!
هطلت دموع سدن من مقلتيها وأحذت تهز رأسها نفيا لتتنهد ليليان براحة وترفع وجهها الى السماء قائلة:
الحمد لله، الحمد لله ألف مرة...
ثم سألت سدن بجدية:.

بمَ أنا مصابة يا سدن...؟! أخبريني وكفي عن البكاء...
مسحت سدن دموعها بأناملها ثم نظرت الى ليليان الهادئة بتعجب وقالت أخيرا:
انه السرطان...
ابتسمت ليليان بضعف وقالت:
توقعت هذا ايضا...
رفعت سدن عينيها الحمراوتين ناحيتها وقالت بحيرة:
ألن تبكي...؟! ألن تقولي شيئا...؟!
مطت ليليان شفتيها وقالت:
اود أن أجد شيئا أبكي لأجله، لكنني لم أجد...
ونحن، ماذا عنا...؟! هل تريدين أن تتركينا من جديد...؟!

صرخت سدن هذه الكلمات بإنهيار لتجذبها ليليان نحوها وتحتضنها قائلة بتوسل:
لا تفعلي هذا يا سدن، ارجوكِ...
ابتعدت سدن من بين احضانها وقالت بنبرة باكية:
لا أريد أن أفقدك ابدا يا ليليا، انتِ اختي الوحيدة وكل ما تبقى لي، لا أريد أن تتركيني...
سالت دموع ليليان الغزيرة بشكل لا ارادي لتقول من بين دموعها:
اهدئي حبيبتي، اهدئي ارجوكي...
حاضر سأهدأ، سأهدأ لأنك ستعيشين...

قالتها سدن بإصرار وهي تمسح دموعها قبل ان تهتف بجدية:
لقد تحدثت مع الطبيب، بشأن العلاج...
انا لا اريد العلاج...
قالتها ليليان بجدية قبل أن تردف أمام أنظار أختها الذاهلة: .
أنا راضية بأمر الله، ولكن لست مستعدة لأخذ علاج هذا المرض...
ليليا هل جننت...؟! ماذا يعني أنك غير مستعدة..؟!
ردت ليليان بهدوء:
يعني لا اريد العلاج، اريد أن أموت بسلام...

صمتت سدن ولم ترد عليها، سارت مبتعدة عنها ووقفت أمام النافذة الخارجية للغرفة لتكمل ليليان:
اذا كنت تريدين راحتي انسي موضوع العلاج هذا واتركي الامر لله...
التفتت سدن فجأة نحوها وقالت بشك:
لماذا سألتيني قبل قليل اذا ما كنت مصابة بالأيدز...؟!
ابتلعت ليليان ريقها وتوترت ملامحها كليا بينما عجز لسانها عن صياغة الرد المناسب..

دلفت وفاء الى الغرفة التي تقطن بها ليليان في المشفى...
أضاءت الفرحة وجه ليليان ما ان رأتها وحاولت النهوض لإستقبالها لكن وفاء أوقفتها بإشارة منها وهي تهتف بها:
لا تنهضي، سأتي إليكِ بنفسي...
ما ان وصلت إليها وفاء حتى احتضنتها بقوة واخذت تمسد على ظهرها بحنان كانت ليليان تحتاجة بشدة...
بعد انتهاء الاحضان والسلام جلست وفاء على الكرسي الموضوع بجانب السرير وقالت بحب:
كيف أصبحت الان...؟! طمأنيني عليكِ...

ابتسمت ليليان بضعف وقالت:
بخير الحمد لله...
تنهدت وفاء وقالت بجدية:
أخبرتني سدن أنك ترفضين اخذ العلاج...
اومأت ليليان برأسها وقالت بنفس الجدية:
أخبرني الطبيب أن المرض في مرحلة متقدمة نوعا ما، وأنا أرغب أن أموت بسلام بعيدا عن الادوية والعلاج...
ولكن هذا خطأ يا ليليا، انتِ يجب أن تأخذي علاجك كاملا، أن تعطي لجسدك الفرصة كي يتعافى، لا يجب أن تحرمي نفسك من فرصة كهذه...

الا ان ليليان كانت مصرة على رأيها فقالت:
ارجوكِ افهميني، انتِ اكثر شخص يفهمني، انا غير مستعدة لأن أجرب هذا النوع من العلاج، لا استطيع تحمل ألمه...
صمتت وفاء لوهلة تفكر في حديثها قبل أن تقول بنبرة جادة:
لقد أردت مسبقا ان تأتيكِ الفرصة لتتطهري من ذنوبك، وها الفرصة قد جاءتك، العلاج وما يتبعه من ألام فرصة لكي يطهرك الله من ذنوبه...
أغمضت ليليان عينيها للحظات قبل أن تفتحها وتقول:.

وألم بقاء المرض داخل جسدي بدون علاج سيطهرني من ذنوبي ايضا...
ليليا...
قاطعتها ليليان:
لقد خفت كثيرا يا وفاء، خفت أن أكون مصابة بالأيدز، حينها سأكون السبب بإصابة تيم به، لم أكن لأتحمل شيء كهذا ابدا...
ما زلت تفكرين به...
لا أستطيع نسيانه...
قالتها ليليان بألم قبل أن تكمل بترجي:
أخبريه أني أريد أن أراه، لأخر مرة، لا تخبريه عن حقيقة مرضي...
تعجبت وفاء من طلبها لكنها اومأت برأسها وقالت بحيرة:.

وماذا سأخبره اذا عن سبب وجودك بالمشفى...؟!
ليس من الضروري ان تخبريه عن سبب وجودي، أخبريه فقط أنني أريد رؤيته والحديث معه لأخر مرة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة