قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية كازينو ما وراء الليالي للكاتبة سارة علي الفصل الأول

رواية كازينو ما وراء الليالي للكاتبة سارة علي الفصل الأول

رواية كازينو ما وراء الليالي للكاتبة سارة علي الفصل الأول

كانت واقفه امام المرأة تعدل من هندامها و تتأكد من سلامة مظهرها قبل خروجها اليه، ُفتح باب غرفتها ودلفت منه احدى الخادمات التي تعمل بالكازينو والتي تدعى سهام...
التفتت نحوها وهي تسألها قائلة:
خير يا سهام، ماذا تريدين...؟
اجابتها سهام بابتسامتها البشوشه المعتاده:
السيد ريحان يريد رؤيتك قبل ذهابك مع السيد اشرف...
زفرت انفاسها حنقا وهي تستمع الى جوابها ثم هزت رأسها بتفهم وهي تقول:.

حسنا، سوف اذهب اليه في الحال، يمكنك الذهاب الان...
خرجت سهام من غرفتها لتتبعها بعد لحظات ليليان متجهه الى مكتب السيد ريحان...
دقت الباب مرتين ليأتيها صوته سامحا لها بالدخول، ولجت الى داخل غرفة مكتبه وأغلقت الباب خلفها، تقدمت منه وهي تقول بلهجه عملية:
قالت لي سهام انك تريد رؤيتي قبل سفري...
اجلسي اولا...

قالها وهو يشير بيده الى الكرسي المقابل لمكتبه لتجلس عليه واضعه قدما فوق الاخرى، رمقته بنظراتها الهادئة ثم سألته قائله:
ماذا تريد مني سيد ريحان...؟
اعتدل ريحان بجلسته ثم اجابها بجديه:
هناك ضيف مهم سوف يأتي الى الكازينو قريبا، اريد منك انتِ بالذات ان تهتمي به، انه ضيف له نفوذ كبير في الدولة وهذه زيارته الاولى لنا...
متى سيأتي...؟
لا اعلم متى بِالضبط...
عادت وسألته:.

ماذا اذا قرر ان يأتي خلال هذا الاسبوع...؟ انت تعلم اني لست متواجده في الكازينو طوال الاسبوع القادم...
اجابها قائلا:
هذا الاسبوع هو مسافر في رحلة الى خارج البلاد...
هزت رأسها بتفهم وهي تتمتم:
جيد...
أردفت بعدها بجديه:
هل تريد مني شيء اخر...؟
كلا، يمكنكِ الذهاب...
نهضت من مكانها متجهه الى خارج الغرفه الا انها توقفت للحظه وهي تسمعه ينادي باسمها ثم ينهض من مكانه متجها نحوها...

ما ان وصل اليها حتى لامست أنامله العقد الذي يحيط برقبتها ليسألها بنبرة ماكره:
عقد جميل، اهداكِ اياه السيد اشرف اليس كذلك...؟
أبعدت أنامله عن العقد وهي تجيبه بنفور:
نعم، هل لديك مانع...
ابتسم بخبث وهو يقول:
ابدا، بالف عافيه، تستحقين هذا، فانت مجتهده في عملك...
صدرت منها ابتسامه تهكميه ردا على ما قاله ثم ابتعدت عنه وخرجت من غرفة مكتبه متجهه الى غرفتها مره اخرى...

حملت حقائبها و اتجهت خارج الكازينو، فتح الحراس الباب الخارجي لها لتخرج من الكازينو فيلفح الهواء البارد وجهها، اخذت نفسا عميقا وابتسمت بسعاده فهاهي ستتحرر اخيرا من هذا السجن لمدة اسبوع كامل، شاهدت اشرف يتقدم بسيارته نحوها ثم يهبط منها ويتقدم اتجاهها بسرعه، ضمها بقوه فبادلته عناقه وهي تسمعه يقول بشوق شديد:
حبيبتي، اشتقت اليك كثيرا...
ابتعدت عنه بعدها وهي تقول بابتسامه واسعه:
وانا أكثر...

حمل حقائبها ووضعها في سيارته ثم ركبا سويا في السيارة متجهان الى رحلتهما...

انتهت الحفله اخيرا...
قالتها بتعب وهي ترمي بجسدها المُهلك على الكنبه، خلعت حذائها العالي ورمته على ارضية الصاله، لتهتف والدتها بحنق:
لينا! لا تتصرفي هكذا، كم انتِ فوضويه يا فتاة...!
ماما ارجوكي، انا متعبه للغايه...
قالتها لينا بتذمر بينما جلست والدتها على الكرسي المقابل لها وهي تقول بجديه:
جميعنا متعبون، لكننا لا نتسبب بفوضى كالتي تتسببين انتِ بها...

ما ان اكملت جملتها تلك حتى دلف ابنها الأصغر وهو يفك رباطة عنقه ثم يرميها على الكنبه ويتبعها بسترته، جلس بجانب اخته وهو ينفخ بضجر قائلا:
حفلة ممله وأناس مزعجون، لولا والدي لما فكرت بالحضور نهائيا...
رمقته لينا بنظراتها الساخره بينما تحدثت والدته بنبرة ذات مغزى قائلة:
بالتأكيد لن تناسبك حفلاتنا، فانت تفضل حفلات من نوع اخر...

قهقهت لينا بصوت عالي ليرمقها بشار بنظراته الحاده والتي جعلتها تخبئ ضحكتها بسرعه...
على العموم، لقد فاجأنا تيم اليوم، من كان يصدق انه سيخطب بيسان وبشكل مفاجئ هكذا...
قالها بشار بسعاده لتبتسم والدته وهي تقول بارتياح:
الحمد لله انه فعلها، كنت افكر طوال الوقت في الفتاة التي سيتزوج بها، طوال الوقت وانا خائفة من ان يختار فتاة سيئة لا تناسبه، لكن بيسان رائعة وهي تناسبه كثيرا...

ابتسمت لينا هي الاخرى وقالت بجديه:
معكِ حق، بيسان بالفعل رائعه ولا يوجد مثلها...
اردفت الام قائلة وهي توجه حديثها الى بشار:
لقد اطمئنيت على اخيك اخيرا، وأختك متزوجه من رجل محترم ايضا، لم يتبقَ سواك انت، انتبه جيدا حينما تختار زوجتك المستقبليه...
ابتلعت لينا غصتها وهي تستمع الى حديث والدتها، فهي لا تعلم حقيقة ما يحدث بينها وبين زوجها ومدى الجفاء الذي بينهما...
سمعت أخاها وهو يقول بملل:.

اطمئني امي، انا لا انوي الزواج اصلا، انا مرتاح هكذا...
يكون افضل من ان تورط اي فتاة معك...
قالتها الام بحنق ثم وجهت حديثها الى لينا قائله:
متى سيصل زوجك يا لينا...؟
اجابته لينا قائله:
امامه ثلاث ساعات ليصل الى هناك...
سألها بشار:
الى اين هو مسافر...؟
اجابته:
الى روسيا...
لماذا...؟
لحضور احد المؤتمرات الطبية هناك...

هز بشار رأسه بتفهم ثم نهض من مكانه متجها الى غرفته، تبعته لينا هي الاخرى متجهه الى غرفتها فهي ستمكث في منزل عائلتها طوال سفر زوجها...

اوقف سيارته بجانب منزل عمه، التفت لها وابتسامة محبة تعلو ثغره، بادلته ابتسامته باخرى خجوله ثم قالت بنبرة مرتبكه:
ما زلت غير مصدقه لما جرى اليوم...
انا سعيد للغايه، كنت انتظر هذا اليوم بفارغ الصبر...
قالها بصدق نابع من اعماق قلبه وهو يجول بانظاره حول وجهها الخجول المرتبك...
حقا...؟
سألته وعيناها تتعلق بعينيه ليجيبها بنظراته المحبه:
حقا، هل لديك شك بهذا...؟
أشاحت بوجهها بعيد عنه وأجابته باضطراب واضح:.

لا اعلم...
دَنا بوجهه ناحيتها، رفع ذقنها بأنامله، تطلع الى عينيها العسليتين بحب ثم قال:
بيسان، لا تخبئي عينيكِ الساحرتين عني...
ركزت عينيها العسليتين على عينيه الزرقاوتين ثم سألته بخجل واضح حاولت ان تداريه كثيرا الا انها فشلت بهذا:
لماذا تريد الزواج مني..؟
ابتسم لها وهو يجيبها ببساطه:
لأني احبك...
اضطربت بشده ما ان سمعت اعترافه الصريح بحبها، علا صوت ضربات قلبها الذي بدأ ينبض بجنون...

لم تتوقع اعتراف منه كهذا ابدا، لم تتوقع شيء كهذا في أقصى أمنياتها، تيم الذي تحبه منذ وقت طويل يعرف لها بحبه بكل بساطه...
منذ متى وانت تحبّني...؟
سألته بلهفه لم تستطع ان تخبئها ليجيبها بصدق:
منذ وقت طويل، منذ ان وقعت عيناي عليك في حفلة عيدميلادك الثامن عشر، رأيت حينها اجمل وردة في عائلة الصالحي، وردة يانعه تشع جمالا ودلالا، وأقسمت حينما اني سأكون اول من يقطفها ويرتشف رحيقها...

اخفضت رأسها خجلا من غزله الصريح بها ليرفعه بأنامله وهو يقول بضجر مصطنع:
الم اخبركِ الا تبعدي عينيكِ الساحرتين عني...
اريد ان اخبرك سرا...
سألها وهو يعقد حاجبيه الاثنين بتعجب:
سر ماذا...؟
عضت على شفتها السفلى بتوتر ثم قالت بنبرة خجوله:
لقد خططت منذ وقت طويل لهذه الليله، تقصدت ان انفرد مع هذا الشاب و تراني معه، كنت اريد ان اثير غيرتك واجعلك تعترف بحبك لي...

ما ان اكملت كلماتها تلك حتى أشاحت بوجهها خجلا منه بينما علا صوت ضحكاته في ارجاء السيارة...
توقف عن ضحكاته اخيرا ليقول وهو يغمز بعينه اليمنى لها:
اه يا بيسان كم انتِ شقية ومشاغبه...
قرصها من وجنتها ثم قال بجديه مصطنعه:
وانا ايضا سأخبركِ سرا...
تطلعت اليه وهي تقول بتعجب:
سر!
هز رأسه مؤكدا ما قالته وأكمل قائلا:
لقد تجهزت لهذا الحفله منذ وقت طويل لاعترف خلالها بحبي لكِ واطلب يدك من والدك...

اووه يا الهي، يعني لو لم أنفذ خطتي الغبيه هذه لكنت اعترفت لي بحبك..
هز رأسه مؤكدا كلامها، عاد وسألها بجديه قائلا:
والان دوري، هل لي بان اعرف لماذا قبلتِ ان تتزوجي بي...؟
توترت ملامحها بشده من سؤاله، ضغطت على فستانها بيدها وهي تفكر في طريقة للهرب من الاجابه فهي تخجل من الاعتراف له بحبها، كان يراقب توترها وخجلها منه بخبث ثم سألها:
بيسان، لما انتِ متوتره هكذا...؟
هزت رأسها نفيا وهي تقول بكذب:.

انا لست متوتره، ابدا...
واضح جدا...
قالها بسخريه بينما تحدثت هي قائلة بجديه:
لقد تأخرت كثيرا، يجب ان ادخل الى المنزل...
معك حق...
همت بفتح باب السياره الا انه ضغط على أناملها مانعا اياها من النزول، رمقته بنظراتها المستغربه لتجده يدنو بوجهه اتجاه وجهها ويقتنص قبلة خفيفه مِن شفتيها اذابتها بالكامل، فتحت الباب بسرعه ما ان ابتعد عنها وهبت خارجه من السياره تتبعها صوت ضحكاته العاليه...

لا اصدق ما حدث اليوم، لقد خطب بيسان يا امي، خطبها...
قالتها وهي تدلف الى غرفتها بعصبيه شديده ودموع القهر تجمعت في عينيها...
حبيبتي اهدئي ارجوكِ...
قالتها الام بحزن على حال ابنتها الوحيده، هي تعرف انها تحب تيم منذ وقت طويل، وحاولت قدر المستطاع ان تجذبه نحوها الا انها فشلت في ذلك...
جلست على حافة السرير وهي تخفض رأسها للأسفل بينما انهمرت الدموع الحارقه على وجنتيها...

جلست والدتها بجانبها واحتضنتها بقوه وهي تقول بوجع:
ميرال حبيبتي لا تبكي ارجوكِ، انا لا اتحمل ان ارى دموعكِ هذه ابدا...
رفعت وجهها المغطى بالدموع ناحية والدتها وقالت ببكاء:
كيف تطلبين مني الا ابكي وانا ارى حب حياتي يضيع امام عيني...
حاولت والدتها ان تتحدث بجديه قليلا معها علها تعيد عقلها الى رأسها وتخرجها من تلك الاوهام، فتيم لم ولن يحبها او يفكر بها ابدا...
احاطتها من كتفيها وهي تقول بنبرة حازمه:.

حبيبتي اسمعيني جيدا، تيم لا يفكر بك إطلاقا، هو يحب بيسان وبشده، انا اعلم انك تحبينه وتريدينه لكنه ليس من نصيبك، هو من نصيب اخرى غيرك، سيعوضك الله خيرا عنه، تأكدي من هذا...
هبت بوجه والدتها غضبا وهي تقول:
بالله عليكِ مالذي تقولينه يا امي، اي تعويض هذا الذي تتحدثين عنه، انا احب تيم ولا اريد سواه، لماذا لا تفهمين علي...؟

ماذا افهم يا ابنتي! حتى لو كنتِ تحبينه فهو لا يحبكِ واختار غيركِ، اذا من الأفضل لك ان تنسيه وتبعديه عن افكاركِ...
أشاحت بوجهها بعيدا عن والدتها التي فشلت في إقناعها بما قالته،
ربتت والدتها على كتفها وهي تقول بجديه:
ارضي بنصيبك يا ابنتي...
انتفضت من مكانها وهي تقول بعصبيه واضحه:
كلا لن ارضى، تيم لي وانا احبه ولن أتخلى عنه بهذه السهوله من اجل تلك الحقيره...

شهقت والدتها بصدمه من حديث ابنتها ثم نهضت من مكانها وهي تهز رأسا أسفا:
انتِ لا فائدة منكِ ابدا، سوف تظلين ميرال المتملكه المغروره التي لا تترك احدا بحاله ابدا، لكن صدقيني سوف تخربين كل شيء على نفسك يا ابنتي وتكونين انتِ الخاسره الوحيده في نهاية المطاف...

قالت والدتها كلماتها تلك ثم خرجت من غرفة ابنتها تاركه اياها لوحدها تفكر بعمق وقد حسمت قرارها بشكل نهائي...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة