قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ظلها الخادع للكاتبة هدير نور الفصل الثامن عشر

رواية ظلها الخادع للكاتبة هدير نور الفصل الثامن عشر

رواية ظلها الخادع للكاتبة هدير نور الفصل الثامن عشر

. تلاشت ضحكتها تلك فور ان وقعت عينيها على المرأة الجالسة بجانب راقية ببهو القصر
همست مليكة بصوت مختنق
=ماما...
انتفضت فردوس واقفه فور رؤيتها لمليكة الواقفة تنظر اليها وعلامات الصدمة مرتسمة فوق وجهها
اقتربت منها سريعاً هاتفه بصوت متلهف
=مليكه حبيبتي...
لتكمل بينما تحتضنها بشده بين ذراعيها
=واحشتني، واحشتني اوي يا حبيبتي.

خرجت مليكه من جمودها هذ مبادله اياها عناقها همست بصوت مرتجف و هي لازالت لم تستوعب انها امامها و موجوده معها هنا بالفعل فقد مر اكثر من 9 سنوات على اخر مرة رأتها بها
=وانتي كمان واحشتيني...
ربتت فردوس على ظهرها قائله بينما تبتعد عنها و عينيها مسلطه على نوح الواقف يراقبهم باهتمام واضح
=انت. انت طبعاً نوح جوز مليكه، انا. انا ابقي فردوس مامت مليكه.

اومأ لها نوح رأسه باحترام بينما يمد يده اليها مصافحاً اياها
=اهلاً بحضرتك...
اتسعت ابتسامه فردوس بينما تصافح يده بحماس
=اهلاً بيك انت يا حبيبي...
لتكمل بينما تلتفت نحو مليكه بينما يتجهوا نحو غرفة الاستقبال بينما فردوس تحاوط مليكه بذراعيها باشتياق واضح للجميع...
=انا وصلت امبارح هنا بس انتوا مكنتوش موجودين...

جلست على الاريكه جاذبه مليكه بجانبها تضمها اليها بينما تعقد ذراعيها حولها تعجبت مليكه من ذلك كثيراً فوالدتها لم تظهر نحوها اي عاطفه من قبل فهذه هي المره الاولي التي تحتضنها بهذا الشكل...
غمغم نوح الذي كان يجلس بالمقعد المقابل للاريكه التي تجلس عليها مليكه بينما يضيق عينيه عليهم قائلا
=بس مش غريبه يا فردوس هانم انا اعرف مليكه من حوالي سنه و عمري ما قابلتك خالص...

اجابته فردوس بينما ترمق مليكه بنظرات ممتلئه باللوم...
=اصل من يوم ما انفصلت عن بابا مليكه و انا عايشه في استراليا...
انتفضت مليكه مبتعده من بين ذراعيها قائله بصدمه
=استراليا ايه؟! انتي مش كنت عايشه في امري...
قاطعتها فردوس سريعاً بارتباك بينما تجذبها بين ذراعيها مره اخري...
=بقالي اكتر من 15سنه عايشه في استراليا من وقت ما اتجوزت طلعت الله يرحمه...
لتكمل بينما تلتف للاخرين قائله بتوتر كأنها تبرر الامر.

=بس انا كنت بنزل مصر كل سنه علشان اشوف مليكه طبعاً.
كانت مليكه تستمع اليها شاعره بالاختناق من كذب والدتها فهى لم ترها فقد مر اكثر من 9 سنوات على اخر مرة رأتها بها كانت مليكه وقتها بال16 من عمرها كانت تحاول وقتها اقناعها بترك و الدها و ان تأتي معها و عندما رفضت غادرت بذات اليوم ولم تراها من وقتها.

لكنها صمتت فلم ترغب باحراجها امام الاخرين فلعلها تفعل ذلك حتى تحسن من مظهرها حتى لا تظهر امامهم كالام الغير مباليه بابنتها. فمن تستطيع عدم رؤية ابنتها طوال تلك السنوات فبالتأكيد لا تهتم او تكترث لها.

ظلت تستمع إلى واصلة كذب والدتها التي كانت تحكي لهم عن مغامراتهم سوياً و التي بالطبع لم تحدث ابداً و كم كانت طفله وديعه هادئه ابتسمت مليكه بداخلها بسخريه فالمره الاولي التي رأتها بها بعد يوم والدتها طبعاً كانت وقتها تبلغ سن السابعه...
سألها نوح بينما يعتدل في جلسته و عينيه مسلطه على مليكه التي كانت جالسه بوجه متجهم
=طيب لما انتي و مليكه قريبين اوي كده ليه محضرتيش فرحها.

اجابته فردوس بينما ترمق مليكه بلوم
=يمكن علشان مليكه معرفتنيش انها هتتجوز اصلاً...
لم تستطع مليكه تمالك نفسها اكتر من ذلك انتفضت هاتفه بحده و غضب
=او يمكن علشان اتصلت بيكي اكتر من 100 مره و انتي مردتيش...
غمغمت فردوس بارتباك و قد شحب وجهها
=يا مليكه، انا غيرت رقم تليفوني من زمان
لتكمل باستعطاف محاوله جذب انتباههم عما قالته مليكه.

=غيرته بسبب الديون اللي كانت عليا بعد ما جوزي اتوفي، اضطريت اغيره بسبب الداينين، وانا حاولت اتصل بيكي كتير برضو بس على رقمك اللي معايا كان دايماً مقفول...
مررت يدها على رأس مليكه متصنعه الاسف
=عارفه يا حبيبتي انك اكيد زعلانه مني، وليكي حق بس انتي متعرفيش اللي حصلي خلال السنه اللي فاتت انا اتبهدلت كتير...

همست بينما بدأت بالبكاء مما جعل راقيه التي كانت جالسه تستمع بصمت إلى ما يحدث تنهض وتجلس بجانبها مربته فوق كتفيها مواسيه اياها بلطف همست من بين شهقات بكائها مما جعل مليكه تشعر بالضيق و عدم الراحه بداخلها
=قسمت جوزي، مات وسابلي ديون كتير قضيت طول ال 7 شهور اللي فاتوا بحاول اسدهم لحد ما اخيراً قدرت اسدد كل ديونه، و رجعت مصر وانا مملكش جنيه واحد...
لتكمل بينما تلتف إلى نوح قائله بصوت منخفض.

=انا عارفه ان اللي هطلبه ده صعب بس ممكن تستحملوني هنا يومين لحد ما ادبر اموري واشوف شقه على قدي...
قاطعتها راقيه هاتفه بشفقه و قد امتلئت عينيها بالدموع
= تنورينا طبعاً...
همست فردوس بينما تمسح وجهها من الدموع العالقه بها
=معلش استحملوني، عارفه اني هتقل عليكوا...
انحني نحو للامام مربتاً فوق يدها قائلاً بحزم و صرامه
=متقوليش كده قبل ما يكون ده بيتي ده بيت مليكه، و بيت مليكه يعني بيتك...

من ثم مد يده متناولاً يد مليكه التي كانت جالسه بصمت شاعره بالارتباك مما يحدث حولها شعر بيدها بارده كبرودة الثلج بين يده مما جعله يضغط عليها بقوه محاولاً بث الاطمئنان بها لتشبك اصابعه باصابعه داعيه الله ان يمر كل هذا بسلام فلن تتحمل اي شئ قد يبعده عنها بعد الان.

في المساء...
كانت مليكه واقفه بغرفة والدتها تساعدها في ترتيب حقائبها هتفت فردوس بينما ترتمي فوق الفراش بينما تتأمل الغرفه الفخمه التي خصصت لها
=اها يا بنت الايه، وقعتي واقفه، اثبتي انك بنت امك بصحيح
لتكمل عندما لم تجيبها مليكه
=بس صحيح ازاي قدرتي توقعي واحد زي نوح الجنزوري...
قاطعتها مليكه بغلاظه بينما تلقي قطعة الملابس من يدها فوق الفراش.

=موقعتش حد، انا مش بحب نوح بس، لا انا بعشقه وفلوسه دي كلها متهمنيش اللي يهمني هو و بس...
القت فردوس رأسها للخلف بينما تضحك بسخريه.
=بتحبيه،! قولتيلي.
لتكمل بينما تهز ساقيها التي كانت خارج الفراش حيث كانت نصف مستلقيه فوقه و على وجهها ترتسم علامات التفكير
=لا، بس هو شكله بيحبك، و واقع فيكي اوي كمان. يعني لو طلبتي منه عينه هيدهالك
زمجرت مليكه بغضب بينما تعقد ذراعيه فوق صدره حتى تخفي ارتجاف يديها.

=بس انا مش ناويه اطلب منه عينه، ولا هطلب منه حاجه اصلاً علشان تبقي فاهمه كده من الاول...
انتفضت فردوس واقفه مقتربه منها بينما تهتف متصنعه البرائه
=مالك يا مليكه في ايه، اهدي احنا بنتكلم عادي...
ابتعدت مليكه عن يديها التي امدت نحوها مغمغمه بحنق و ضيق
=انتي عرفتي منين بجوازي من نوح،؟!
اجابتها بينما تعاود الاستلقاء فوق الفراش مره اخري.

=من الاخبار طبعاً، انا متابعه كل الاخبار اللي بتحصل في البلد هنا و طبعاً الصحافه الايام اللي فاتت مكنش وراها غير الزفاف الاسطوري للملياردير نوح الجنزوري.
قاطعتها مليكه بارتباك محاوله تجاهل نبره الجشع الواضحه في كلماتها.
=انتي فعلاً جوزك مات، و اللي قولتيه ده حقيقي،؟!
ابتسمت فردوس بسخريه قائله
=هو انا كنت اتجوزت علشان يموت
غمغمت مليكه بحده
=اومال الفيلم اللي عملتيه تحت ده كان ايه...

اجابتها بينما تتناول خصله من شعرها تلويها بين اصابعها.
=يعني قولت ينولني من العز اللي انتي فيه ده جانب، ده غير ان اختك الزفته باعت كل حاجه و معرفش اختفت فين.
صاحت مليكه مقاطعه اياها بينما احتقن وجهها من شده الغضب المشتعل بداخلها...
=علي جثتي لو طولتي من نوح جنيه واحد. مش هسمحلك تستغليه فاهمه
بقي راميني طول عمرك برا حياتك و يوم ما افتكرتينى علشان تستغلي جوزي...

لتكمل بقسوه بينما تقترب منها بخطوات متثاقله
= لو فاكراني مليكه العيله الصغير اللي كانت بتستحمل كلام اللي زي السم، ولا مليكه الهبله اللي بنتك لبستها مصايبها تبقي غلطانه اللي هايجي جنب نوح انا هاكله بسناني فاهمه...
قاطعتها فردوس هاتفه بحنق بينما تشير لها بيدها
=اهدي، اهدي ايه قطر، بعدين انا مالي ومال اللي اختك عملته فيكي
همست مليكه و قد شحب وجهها
=انتي كنت عارفه اللي ملاك عملته فيا.؟!

اجابتها فردوس مرمقه اياها ببرود
=قصدك على حوار الارض، و نصبها على راقيه الكحلاوي.
غمغمت مليكه بصوت مرتجف شاعره بالبروده تتسلل إلى جسدها.

=يعني عارفه اللي هي عملته فيا، و كنت عارفه ان كنت ممكن اتسجن مكانها و رغم ده مهنش عليكي تتصلي بيا او حتى تردي على اتصالاتي تشوفني عملت ايه في المصيبه دي، و متقوليش غيرت رقمي لان انا وانتي عارفين كويس ان رقمي زي ما هو انا لو سكت على كدبك قدامهم فسكت علشان مخاليش شكلك زفت قدامهم...
اجابتها بارتباك بينما تمرر يدها بعصبيه خلف عنقها
=قولت هتتصرفي في الارض بتاعت ابوكي، و هتسدديهم.

صاحت مليكه بينما تحاول كتم ب
الدموع المحتقنه بعينيها حتى لا تجعلها تري مدي الالم الذي سببه لها عدم اهتمام او اكتراثها بها
=الارض،؟! الارض اللي انتي عارفه كويس اني مقدرش اتصرف فيها قبل ما اكمل 25سنه...
همت فردوس بالرد عليها لكن قاطعها صوت طرق فوق باب غرفتها و دخول صفيه الخادمه...
=راقيه هانم بعتتني علشان اوضب شنط حضرتك...
هتفت فردوس سريعاً متنفسه براحه منتهزه الفرصه لكي تتخلص من هدا الحديث.

=طبعاً، طبعاً اتفضلي...
لتكمل ببرود بينما تتجه نحو الحمام الملحق بغرفتها
= هدخل اخد شور...
راقبتها مليكه تختفي بالحمام باعين محتقنه بشده قبل ان تهتف خلفها غير مهتمه ما اذا كانت صفيه ستسمعها ام لا
=افتكري كلامي كويس، مش هسمحلك تقربي منه
ثم غادرت الغرفه مغلقه الباب خلفها بقوه.

بعد تركها غرفة والدتها دخلت مليكه الغرفه لتجد نوح غارقاً بالنوم و اللاب توب الخاص به لايزال مفتوح فوق ساقيه فيبدو انه قد سقط بالنوم اثناء انتظاره لها وقفت تتأمله عدة لحظات وقلبها يتضخم بداخلها من شدة حبها له اتجهت نحوه رافعه اللاب توب من فوق ساقيه مغلقه اياه واضعه فوق الطاوله قبل ان تجذب الغطاء فوق جسد نوح مقبله جبينه بحنان من ثم اتجهت نحو خزانتها مخرجه احدي قمصان نومها قبل ان تتجه نحو الحمام لكي تغتسل قبل نومها.

خرجت من الحمام و قد استبدلت ملابسها اتجهت نحو الفراش بقلب مثقل حزين استلقت فوقه من ثم اقتربت من نوح رفعت ذراعه بهدوء و خفه حتى تستطيع ان تدس جسدها بحضنه لفت ذراعها حول ظهره تضمه اليها بقوه...
دفنت وجهها بعنقه تستنشق رائحته التي تعشقها واصبحت مدمنه عليها فقد كانت مزيج مميز من عطره الخاص و سجائره فقد كانت تعلم بانه معتاد على التدخين لكنها تنوي ان تغير له عادته تلك فصحته اهم من اي شئ...

مررت يدها بحنان فوق ظهره اجاذبه الغطاء فوقه مغطيه اياه بالكامل فقد كانت الليله بارده للغايه...
تجمدت عندما شعرت بيده تمر بحنان فوق ظهرها همست بينما تشدد من احتضانها له
=صحيت ليه يا حبيبي، نام لسه بدري عن ميعاد الشغل
غمغم بصوت اجش منخفض من اثر النوم
= انا كنت مستنيكي بس غصب عني نمت و انا قاعد، عايز اعرف مالك في ايه
همست بارتباك بينما تشددت ذراعيها من حوله
=مالي، ايه مش فاهمه،؟!

رفع وجهها اليه مسلطاً نظراته الثاقبه عليها
=ليه حاسك مش مبسوطه ان مامتك هتعقد معانا هنا...
زفرت بحنق بينما تدفن يدها في شعره الكث الناعم متنعمه بملمسه الحريري اسفل يدها بينما تدلك رأسه ببطئ
=مش مضايقه انها هتعقد معانا، بس مش مرتاحه انا و ماما دايماً علاقتنا متوتره...
قبل انفها بحنان مبعداً بلطف خصلات شعرها الحريري من فوق عينيها.

=يمكن علشان كانت دايماً بعيده عنك، بس مهما كان دي مامتك ولها حقوق عليكي. وتعتبر ضيفه في بيتنا...
قاطعته مليكه هاتفه بمرح
=جري ايه يا سي نوح انت بتوصيني على مامتي، كأنك خايف ان أكلها.
ضحك بخفه مقبلاً طرف شفتيها بلطف
=لا، مش كده بس مش عايز حاجه تزعلك او تضايقك. اتفاقنا.
اومأت بالموافقة بصمت قبل ان تدفن وجهها في عنقه ممرمغه انفها به مستنشقه بعمق رائحته لعلها تهدئ قليلاً الخوف الذي ينبض بداخلها...

في اليوم التالي...
كانت مليكه واقفه بالمطبخ الملحق بجناحها الخاص هي و نوح تصنع له العشاء بنفسها، فوالدتها منذ الصباح الباكر غادرت القصر متحججه بمقابله اصدقائها القدامي و لم تعد حتى الساعه السابعه مما يعني انها سوف تحضر العشاء مع باقي افراد العائله لذا قررت مليكه ان تقوم بتحضير العشاء بالمطبخ الخاص بالجناح حتى تقوم بعشاء لطيف لها و لنوح على الشرفه محاوله ان تضيف له بعض الاجواء الرومانسيه.

و كان هذا ايضاً هو الحل الامثل حتى لا تجمع بين والدتها و نوح فسوف تحاول على قدر الامكان ان تقلل من اجتماعهم سوياً فلن تعطي لها الفرصه باستغلاله كيفما تريد كما كانت تفعل مع والدها فقد كان والدها يملك الكثير من المال قبل زواجه منها، وبعد زواجهم استغلت حب والدها لها و جعلته يكتب لها معظم املاكه و لم يترك سوا الارض التي ورثها عن جده تلك التي ورثتها مليكه عنه بعد وفاته...

دخل نوح الجناح الخاص بهم يبحث بعينه عن مليكه اول شئ كعادته لكنها لم تكن موجوده بغرفه النوم اندهش من هذا كثيراً فقد اعتاد على استقبالها له كل يوم فدائماً تكون بانتظاره وعلى وجهها ترتسم ابتسامه مرحبه رائعه ترتمي بين ذراعيه تضمه بشده اليها كما لو كان غاب عنها عاماً كاملاً وليس بضعه ساعات قليله...

اتجه نحو الحمام لكنه وجده فارغاً هو الاخر لكنه تسمر عندما سمع اصوات تأتي من المطبخ الملحق بالجناح فبرغم تجهيزه باحداث الاجهزه والادوات الا انه يعد مهجوراً لا يدخلونه الا لملئ كوب ماء فقط...

اتجه إلى هناك على الفور ليصل اليه صوت غناء مليكه مما جعله يبتسم لكنه تجمد بمكانه فور رؤيته لها واقفه امام طاوله المطبخ تقطع بعض الخضار و من حولها الادوات مبعثره باهمال فيبدو عليها انها تصنع الطعام لهم. فهذه هي المره الاولي التي يراها بها تطبخ استند إلى اطار الباب يراقبها باعين تلتمع بالشغف وعلى وجهه ابتسامه مشرقه مراقباً ادق تحركاتها لكنه لم يستطع الانتظار اكثر من ذلك و اتجه نحوها بخطوات بطيئه حتى وقف خلفها مباشره لف ذراعيه حول خصرها جاذباً اياها اليه ليرتطم ظهرها بصلابه صدره صرخت مليكه فازعه لكن فور تعرفها عليه انقلبت صرختها تلك إلى ضحكه مرحه.

=حرام، عليك يا نوح والله قلبي كان هيقف...
ادارها بين ذراعيه لتصبح مواجهه له تأمل شعرها المرتفع لاعلي في كعكه مبعثره ولطخات الطحين على انفها و جبينها همس بينما يخفض رأسه مقبلاً بشغف العرق النابض بعنقها.
=حبيبي بيلبخ في ايه،؟!
ابتعدت عنه ضاربه اياه بقبضتها في صدره هاتفه بحنق
=بلبخ...
لتكمل بينما تضيق عينيها عليه
=تصدق اني غلطانه ان حبيت اأكلك من ايديا...

شدد من قبضته حول خصرها ملصقاً اياها به رافعاً يدها إلى فمه مقبلاً اياها بحنان وشغف في ذات الوقت
=لا طبعاً. تسلم ايدك يا حبيبتي...
ليكمل بمرح مغيظاً اياها
=بس برضو ده ميمنعش ان اخاف، انتي ناسيه الحاجه الوحيده اللي شربتها من ايدك كانت القهوه و كانت استغفر الله العظيم...
انفجرت مليكة ضاحكة فور رؤيتها لتعبير الاشمئزاز المرتسم فوق وجهه.

مررت اصبعها فوق انفه ثم اخفضته ببطئ فوق شفتيه لكنها ابعدته سريعاً ضاحكه عندما هم نوح بعضه غمغم قائلاً باعين تلتمع بالشقاوه
=طيب ايه رأيك تسيبك من الأكل ده دلوقتي...
ابتعدت عنه مليكه هاتفه بينما تتناول ملعقة الطعام الضخمه من فوق الطاوله مشيره بها في الهواء امام وجهه
=لا طبعاً عارف انا بعمل الاكل ده من امتي...
لتكمل واضعه يدها حول خصرها
=3 ساعات يا سي نوح...

كان يحاول كبت ضحكته على حركتها الغاضبه تلك عندما رأها تقترب منه قائله بصوت مهدد بينما تضيق عينيها فوقه
=بتتريق، طيب ايه رأيك لو الاكل طلع حلو و عجبك هيكون ليا الحق في اني اطلب منك اي حاجه انا عايزاها، و انت هتنفذها على طول
لف ذراعه حول خصرها جاذباً اياها نحوه لترتطم بصدره الصلب انحني مقبلاً عنقها هامساً
=موافق...
ليكمل بينما يرفع رأسه نحوها مزيلاً بحنان بيده بقع الطحين من فوق وجهها.

=بعدين انتي مش محتاجه ان الاكل يعجبني علشان تطلبي مني حاجه يا مليكه، اللي انتي عايزه تطلبيه وفي ثواني هيكون عندك...
ارتفعت على اطراف اصابع قدميها مقبله خده بلطف وابتسامه رائعه تزين وجهها
=ربنا يخاليك ليا...
لتكمل بينما تمرر يدها فوق كتفيه
=يلا يا حبيبي غير هدومك. لحد ما الاكل يجهز.
اومأ برأسه معيداً قبلتها فوق خدها قبل ان يتركها ويتجه لداخل غرفة نومهم...
بعد مرور عدة دقائق...

عاد نوح للمطبخ و قد استبدل بدلة عمله بتيشرت ابيض بسيط و بنطال اسود مريح. قابلته مليكه بابتسامه رائعه هاتفه
=الاكل خلص. بس المكرونه البشاميل هتاخد وش تحت الفرن بس...
لتكمل بينما تشير إلى الازرار الخاصه بالفرن
=مهمتك انت بقي، بعد 5 دقايق تقفل الفرن وانا هروح اخد دش و اغير هدومي بسرعه تمام.؟!
اومأ لها بحزم واضعاً يده بجانب رأسه كأنه يوافق على اوامر رئيسه بالعمل
=تمام يا فندم...

انفجرت ضاحكه على حركته تلك بينما تغادر المطبخ راكضه.

وقف نوح يتأمل الطعام الذي صنعته من اجله بانبهار و صدمه في ذات الوقت فقد صنعت العديد و العديد من انواع الطعام المختلفه من طعامه المفضل اغلق الفرن ثم اخرج المكرونه ذات الشكل الشهي و المغري و وضعها فوق الطاوله من ثم بدأ بتنظيم الطعام عندما وصل اليه رائحة مليكه التي اصبح مدمنا عليها تملئ المكان مما جعل خفقات قلبه تزداد بقوه رفع رأسه سريعاً ليجدها واقفه بباب المطبخ ترتدي ذاك الفستان الذي اشترياه سوياً و الذي اخذ عقله وقتها ترك ما بيده سريعاً متجهاً نحوها...

التفت حول نفسها قائله بحماس
=ايه رأيك،؟!
اجابها بانفس ثقيله بينما يقربها منه
=زي القمر يا حبيبتي...
كادت مليكه ان تستسلم له لكنها ابتعدت عنه في اخر لحظه قائله بينما تتجه نحو طاوله المطبخ...
=يلا الاكل هيبرد...
زفر نحو بسخط بينما يتجه نحوها حتى يساعدها في تجهيز الطعام على الطاوله...
=يلا يا اخرة صبري...

بعد وضعهم الطعام فوق الطاوله بشرفة جناحهم و لم يعترض نوح على ذلك فقد كانت تطل على جزء من الحديقه خاصه بهم فقط محظور على اي شخص الدخول بها جلست مليكه امامه بتأهب تنظر اليه باعين متسعه مترقبه بينما تراقبه يضع اول قطعه من من المعكرونه بفمه...

اطلق تنهيده تلذذ فور ان ذاق المكرونه فقد كانت ألذ مكرونه بشاميل قد اكلها بحياته رفع نظره اليها ليراها على حالتها من الترقب تلك ليقرر مشاغبتها قليلاً همس بينما يتصنع ابتلع الطعام بصعوبه راسماً الاشمئزاز فوق وجهه
=ايه ده يا مليكه،؟!
همست بصوت مرتجف بينما تهز رأسها وعينيها تنتقل من وجهه إلى طبقه الممتلئ بالطعام
=اييه،؟!
اجابها و لايزال الاشمئزاز مرتسم فوق وجهه.

=استني ما ادوق الفراخ المشاويه، يمكن يكون فيها الامل شويه
قطع قطعه من الفراخ واضعاً اياها بفمه برغم جمال مذاقه الا انه هتف بغضب مصطنع
=ايه ده يا مليكه، فحم الفراخ عامله زي الفحم...
همست بصوت مرتجف بينما امتلئت عينيها بالدموع فقد صنعت هذا الطعام له خصيصاً من اجل اسعاده لكن لقد خربت الامر تماماً
=انا، انا...

لكنه لعن بصوت مرتفع بينما ينتفض واقفاً جاذباً اياها من فوق مقعدها عندما رأها على وشك الانفجار بالبكاء احتضنها بين ذراعيه مقبلاً رأسها بحنان لاعناً نفسه على فعلته الحمقاء تلك لكنه كان يرغب بالمزاح معها فقط
=بهزر معاكى و الله يا حبيبتي الاكل جميل و تحفه...
ليكمل عندما هزت رأسها المندس بصدره رافضه تصديقه
=و الله العظيم كنت بهزر، المكرونه روعه و عمري ما اكلت في حياتي مكرونه في حلاوتها...

همست بتردد بينما ترفع رأسها من فوق صدره
=بجد،؟!
اومأ برأسه قائلاً بحنان
=بجد...
تنفست بقوه مزيله دموعها بيدها قبل ان تتجه نحو الطاوله قائله بهدوء غريب يعاكس حالتها السابقه
=تمام يلا ناكل...
وقف نوح يتطلع اليها بشك فاستسلامها بتلك السهوله دون تعنيفه على خداعه لها لم يريحه راقبها بينما تعود إلى مقعدها مره اخري بهدوء شارعه في تناول طعامها بتلذذ
=تصدق فعلاً عندك حق المكرونه تحفه...

جلس على عقبيه امام مقعدها محيطاً وجهها بيده مديراً اياه نحوه بلطف
=زعلانه،؟!
ابتسمت بينما تطبع قبله فوق خده قائله بمرح
=هزعل من ايه يا حبيبي، انت كنت بتهزر عادي
لتكمل بينما تمرر يدها بحنان فوق خده
=يلا كل قبل ما المكرونه تبرد انا عارفه انك بتحبها سخنه...
امسك بيدها التي فوق خده طابعاً عليها قبله عميقه فوقها قبل ان ينهض مغمغماً بمرح
=و انتي بقي عرفتي كل الاكل اللي بحبه ده ازاي،؟!

اجابته بينما تتناول طعامها بهدوء
=من ماما راقيه، قعدت معها النهارده وعرفت منها كل الاكل اللي بتحبه
المكرونه بشاميل، والفراخ و الكفته المشويه، و الحمام المحشي، و ورق العنب
لتكمل بحماس بينما تضع قطعه من الطعام بفمها
=ان شاء الله المره الجايه هعملك الحمام المحشي و ورق العنب.

كان يراقب تحدثها بهذا الحماس شاعراً بقلبه يكاد يقفز من صدره من شدة دقاته فاهتمامها هذا مس مكان بقلبه لم يصل اليه احداً من قبل مد يده عبر الطاوله متناولاً يدها بين يده ضاغطاً عليها بحنان هامساً بصوت اجش ممتلئ بالعاطفه
=ربنا يخاليكي ليا يا حبيبتي...
ضغطت على يده هي الاخري وقلبها يرقص من الفرح داخلها فبرغم عدم نطقه بحبه لها الا انها تراه دائماً في عينيه و نظراته لها وفي كل شئ يفعله من اجلها...

بعد انتهائهم من الطعام جذبها بين ذراعيه و بدأوا الرقص بخطوات بطيئه متمهله على اصوات الموسيقي التي كانت مجهزه اياها مليكه من قبل اسندت رأسها فوق صدره عاقده ذراعيها حولهخصره متشبثه بظهر قميصه الابيض من الخلف بينما تستنشق بعمق رائحته التي تعشقها...
احني رأسه متناولاً شفتيها في قبله عميقه لكن فصلت مليكه قبلتهم تلك هامسة
=هروح اجيب حاجه كنت عملهالك مفاجأه...
زمجر باعتراض بينما يجذبها نحوه مرة اخرى.

=مش عايز حاجه...
فصلت مليكه قبلتهم تلك بصعوبه ابتعدت عنه بينما تهتف بلهاث حاد
=لا لازم تشوفها...
لتكمل بينما تتجه نحو باب الشرفه الزجاجي اوعي تتحرك من مكانك...
زفر نوح بضيق بينما يفرد يده على جانبيه باستسلام...
خرجت مليكه من الشرفه وابتسامه خبيثه فوق وجهها ثم التفت سريعاً مغلقه باب الشرفه الزجاجي بالمفتاح من الداخل شاهدت نوح بينما يستوعب اخيراً ما فعلته فقد قامت بحجزه داخل الشرفه.

هتف من خلف الباب الزجاجي
=افتحي يا مليكه...
هزت كتفيها بالرفض هاتفه بصوت مرتفع حتى يصل اليه
=لا، خاليك عندك، علشان تبقي تهزر معايا براحتك
هتف بحده بينما يضرب الباب بقبضته
=قولتلك افتحي يا مليكه، متخلنيش اتجنن عليكي...
هتفت مجيبه عليه وهي تبتسم ببرود
=اتجنن براحتك و ريني هتعمل ايه...

سمعت زمجرته الغاضبه التي وصلت اليها عبر الباب الذي احتجزها و وصلت اليها كزمجره شرسه فماذا اذا ستكون تلك الزمجره المرعبه اذا كان الباب لا يفصل بينهم...
اتجهت نحو الفراش ببطئ جالسه فوقه مربعه القدمين اسفلها تراقبه و هو يدور في الشرفه كأسد محتجز في قفصه تناولت صحن المقرمشات الموضوع فوق الطاوله ثم بدأت تتناوله وهي تشاهده باستمتاع كما لو كانت تشاهد فيلماً مسلياً...

لكن تشددت يدها بعصبيه عندما رأته يمسك باحدي المقاعد ويرفعها بالهواء ويهوي بها فوق الباب الزجاجي محاولاً كسره لكن فشلت محاولاته العديده فقد كان الزجاج غير قابل للكسر مما جعل مليكه تنفجر بالضحك القي بالمقعد بغضب بينما يتنفس بحده وعينيه المسلطه عليها تنبثق بالشراسه...

جلس باستسلام اخيراً فوق الاريكه التي بالشرفه وعينيه مسلطه عليها مراقباً اياها وعينيه تعصفان بالغضب وهي تتناول المقرمشات باستمتاع وبرود مرر ابهامه فوق خط رقبته بالعرض كاشاره لها بانه سوف يقتلها، هزت كتفيها ببرود كاجابة على حركته تلك مخرجه لسانها له باستفزاز...

مرت ساعه وهم على وضعهم هذا حتى نهضت مليكه و ذهبت إلى الحمام وعند عودتها رأته قد استلقي فوق الاريكه نائماً يضم ذراعيه فوق صدره دلاله على شعوره بالبرد، شعرت بقلبها يخفق بشده مؤلمه عندما شاهدته نائماً بهذا الوضع
فتحت الباب سريعاً متجهه نحوه انحنت فوقه تهز كتفه برفق هامسه باسمه لكنها صرخت فازعه عندما قبض على يدها جاذاً اياها فوق من ثم استدار جاعلاً اياها تستلقي اسفله هتفت بحده.

=بتضحك عليا و انا اللي فاكراك نايم وصعبت عليا والله ما تستاهل ان...
ابتلعت باقي جملتها عندما اختكف شفتيها قبلة حارقة ممتلئة بالغضب ظل يقبلها بهذة الطريقة افرج عنها اخيراً حتى تستطيع التقاط انفاسها...
همس بصوت اجش بالقرب من اذنها
=ده جزء من عقابك، على الجنان اللي عملتيه فيا
ليكمل عندما رأها تهم بالرفض
=ما هو لا ده لأما اكسرلك دماغك تختاري ايه.
ضربته في كتفه بخفه هاتفه بينما تضحك
=نوح انت اتجننت...

همهم بينما يخفض رأسه دافناً رأسه بعنقها
=مش انتي اللي قولتي اتجنن براحتك. و اديني بتجنن.
ثم بدأ بلثم عنقها من ثم حملها بين ذراعيه متجهاً نحو داخل الغرفه واضعاً اياها فوق فراشهم ليغرقان بعدها في بحر شغفهم وعشقهم...

في اليوم التالي...
كان نوح جالساً بغرفة المكتب الخاصه به بالقصر يراجع بعض الاعمال عندما
سمع طرقاً فوق الباب امر بصوت حاد الطارق بالدخول دون ان يرفع رأسه عن الملف الذي بيده.
دلفت صفيه إلى الغرفه قائله بهدوء
=نوح بيه، في واحد برا اسمه مرتضي الزيان عايز يقابل حضرتك...
عقد حاجبيه قائلاً بينما يرفع رأسه من فوق الملف الذي امامه
=مين ده، عايز ايه؟!
اجابته بهدوء بينما تهز رأسها.

=معرفش حضرتك كل اللي قاله انه عايزك في موضوع مهم جداً
هز نوح رأسه قائلاً بهدوء بينما يغلق الملف الذي امامه
=خليه يدخل.
اومأت رأسها يينما تنصرف بهدوء ليدخل بعدها رجل في الخمسينات من عمره غمغم بهدوء بينما يجلس على الكرسي الذي اشار نحوه نوح لكي يجلس
=ازي حضرتك. يا نوح باشا...
هز نوح رأسه مجيباً اياه بصمت
اكمل الرجل قائلاً بهدوء
=حضرتك متعرفنيش بس مدام حضرتك تعرفني كويس...

ليكمل بينما يضع ورقه امام نوح الذي تأهب جسده فور سماعه كلماته تلك
=انا مرتضي الزيان اللي مراتك نصبت عليه في حته ارض تساوي 4مليون، خدت مني مليون جنيه و بعدها فص ملح و داب
و ده العقد اللي نصبت عليا به لو حابب تتأكد من كلامي...
اهتز جسد نوح بعنف كمن ضربته الصاعقه شاعراً بالدماء تنسحب من جسده فور سماعه تلك الكلمات التي هزت كيانه باكمله...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة