قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أهذا زوجي و ليلة دخلتي للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل السادس والعشرون

رواية أهذا زوجي و ليلة دخلتي للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل السادس والعشرون

رواية أهذا زوجي و ليلة دخلتي للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل السادس والعشرون

نهضت بسرعة تجاهي
- هل أنت بخير!
أحسست بأنني أنهار، و خيل إليذ أني أغوص في أعماق بحر بعيد الغور، طالما تمنيت أن يتقدم لي رجل أحبه بهذه الطريقة و ها هي تحدث أمامي، الرجل الذي أحبه يتقدم بهذه الطريقة خاتما أمام الجميع، ، و لكن ليست معي، بل مع إمرأة أخرى!
بدأ قلبي يخفق بعنف حتى صعب علي التنفس، دفعت يدي تلقائيا، فتكسر المزهرية التي كانت بجانبي، لتصدر صوتا تردد في أرجاء القاعة..

حملق إلي الجميع، أثار وجودي الدهشة و النعليقات الهامسة و أحيانا المسموعة
- من هذه الفتاة الحامل
- إنها زوجته الأولى..
- مسكينة..
- لقد نبدها! و هي لا تزال تلاحقه! لو كنت مكانها لحفرت لنفسي قبرا!
- أليس لديها كبرياء، أو كرامة!
- بدت أفهم لماذا تركها زوجها! إنها ضعيفة الشخصية!
- جاهلة، لم تستطع أن تحافظ زواجها!
انقضتني غيبات الجميع مثل الصاعقة لتتركني عاجزة عن الحراك و التفكير..

أطبقت على رأسي بيداي أمنعه من الإنفجار، يكفي، يكفي.
بزغ سام أمامي فجأة، و أظهر أنه لم يتوقع مجيئي، أرجوك أنقدني، لا أريد أن أجن!
بسرعة أمسك معصمي، و جرني نحو الخارج، بعصبية و نرفزة
بدا عليه أقصى مظاهر الغضب..
- ماذا تفعلين هنا بحق الجحيم!
- أنا آسفة!
- هل أنت غبية، لماذا سمحت لنفسك أن تكوني مثل هذا الموقف!
- أنا آسفة!
- يكفي، لا تعتدري لي! أنت فقط أديت نفسك عندما جئت هنا! هل أنت بخير؟!
- أنا آسفة!

- بحق الجحيم، لا تكوني هكذا! لماذا تعتدرين؟!
- أنا آسفة!
إنحنى يدقق نظراته في وجهها..
- هل أنت بخير!
هز كتفيها بقوة، لوسي، هل أنت بخير؟!
- آسفة، سأعيد لك كل ما أخدت منك!
- هذا ليس مهما! هل أنت بخير!
- صدقني، لم أكن أعرف بأن جدي حول كل شيء بإسمي!
- كفاك كذبا، لم يكن ليتم ذلك بذون أخد توقيعك! و لكنه ليس مهما الآن فأنا تنازلت كل شيء لك إعتبره هدية مني، و عيشي حياتك!
بزغت سلمى أمامهم..

- أرجوك، خدها الى المنزل، إنها لا تبدوا بخير، ظلت تعتذر حتى ظننت أنها فقدت عقلها
صاحت سلمى بغضب
- انت! كيف أستطعت أن تكون بلا قلب!
- وفر وجهدك إليها! مع السلامة
- حقير..

انفجر بين شفتي سلمى لعنة ضاع لفظها..
- هيا بنا يا لوسي، إنه لا يستحقك!
بدأت لوسي تتلوا على نفسها تمتمة غير مسموعة..
- توسلت إليه، أقسمت عليه بذلك..
قلتها بعينين دامعتين زائغتين..
بكيت و تلويت و حاولت سلمى ضمي الى صدرها و التخفيف عني، طلبت الإسعاف، فلا قدرة لها على تحمل صدمتي، بعنف سحبت الهاتف من يدها، ثم دفعت بها أرضا..
- لا بأس، هيا بنا لنذهب الى المنزل
- ليس قبل أن أراه مرة أخرى!

- كفى يا لوسي، لن نعوذ الى الداخل!
- أتركني، يجب أن أراه!
- ماذا ستفعل بعد ذلك!
- سأعيد له كل شيء!
- هذا غير ممكن! ألم تسمعي ماذا قال لك. إنه لا يريد أن تعيد له أي شيء
- و لكنني أنا لم أطلب هذا!
- أعرف، أرجوك، لا تبكي، لنذهب الى المنزل
تناهى خلفنا نبرة ثقيلة
- سأساعدك يا لوسي..
فتحت الباب، و قالت لنا في لهجة جادة مقتضبة..
- تفضلي.

كانت أليان، و لاشك أنها فاجأتنا بدعوتها، بل بمجرد وجودها، وقفت أنظر إليها و قد بدوت مشدوهة مأخودة..
ردت سلمى بصوت متهدج
- ماذا تريدين!
- أريد أن أساعد لوسي بإعادة أموال سام...
ردت سلمى
- أنتي، كفاك سخرية!
مسكت سلمى معصمي و أردفت
- هيا بنا، لنذهب!
و بلا خطة موضوعية، أو تفكير مرتب، أو هذف واضح، سحبت يدي، و أوقفت أليان قبل أن تدخل الى الداخل
- أليان، أنتظري
سلمى بدهشة.

- بحق الجحيم، ماذا تفعلين! لا يمكنك أن تثقي بها!
- أعرف، و لكن ليس لدي خيار آخر!
مرت لحظة صمت حاولت خلالها أن أضع خطتي للحظات القادمة..
- هيا تكلمي بسرعة، كيف ستفعيلين ذلك و ترجعين له كل ثروته!
- هذا سهل جدا، لنحدد غدا موعدا مع المحامي، و ستحول كل شيء اليه، سآخد التوقيع منه ذون أن يلاحظ!
- هل حقا تستطيع أن تفعل ذلك!
- بالطبع يا عزيزتي، أراك غدا مساءا في مكتب المحامي فيصل، إنه يقع في
قاطعتها.

- أعرف العنوان!
- باي..
سمعت صفقة الباب، و ساد السكون، و عم الصمت، إلا صوت أنفاسي تتلاحق لاهثة كأنني جواد في سباق
- لا أصدق أنني أفعل هذا! لنذهب يا سلمى..
سرت السيارة، و مضت برهة، كان كلانا يشرد ببصره من زجاج النافذة الى ظلمات المترامية، حتى وصلنا الى القصر، لم تستطع سلمى أن تتمالك أعصابها، و كان أقرب الألفاظ الى شفتيها
- اللعنة، اللعنة..
كان عليها أن تفيق من المفاحأة و أن تقول شيئا..

صرخة سلمى في وجهي تردد في سمعي و هي تقول
- ماذا سيقلن عنك الجميع عندما تأخد أليان زوجك ثم أموال الذي ودعها جدي عندك، هل يرضيك منظرهن وهن يتضاحكن، ويتغامزن ضدك؟!
ثم تابعت و قد بدا عليها الغضب.

- لماذا تفعلين هذا بنفسك يا فتاة، لماذا تسعين دائما لإرضائه و هو لا يستحقك! هو لا يهتم بتاتا لكل ما تقومين لأجله! لم يعد يوليك إهتماما كما كنت فيما مضى، ألا ترى أنه يشك منك دائما، و لا يصدقك! فهو كالأحجية المغلقة بعدد شعر راسك، وكلما استطعت أن تفتحي واحدة منها لتقرئي عما بداخلها تجدين أخرى، وهكذا ستتعبين وأنت تحاولين إرضائه، وقد تشيخين وهو لا يزال في ريعيان الشباب!، وقد تهلكين وأنت تجرين خلفه وهو ممدد يحتسي العصير! و يتزوج أخرى!

بشيء من اليأس أحاول أن أدافع عنه
- لقد صورته و رسمته كالوحش، إنه ليس كذلك، أنا متأكدة بأن ما حدث بيننا سوء تفاهم لا أكثر.

- أ نت طيبة جدا يا حبيبتي، نسيت على ما يبدو كل الآلام الذي سبب لك، نسيت على ما يبدو إظهارك وفي كل ساعة ودقيقة بأنك خائنة و كاذبة، ، أنسيت كيف يزرع الشك في قلبه تجاهك!، بان لك علاقة مع الشباب وبأنه إذا ما تأخرت عن المنزل فلأنك على موعد ما مشبوه مع شخص ما، ولهذا فهو يترصد خطواتك حتى انه لم يتوانى عن ملاحقتك وسؤال عنك، كأنه يصدق الجميع إلا أنت فقط، أنت الوحيدة التي لا يصدقها، سام لم يكن هكذا من قبل، لم يكن شكوكا إلا معك فقط! لا أظنك نسيت كل هذا! و مازلت تدافعين عنه..

تنهدت بحزن و أنا أتململ فوق الأريكة..
- الم تريه اليوم، لم يترك لي الفرصة حتى أن أقول رأيي، كان يصل حديث بأخر دون توقف، كان مستعجل جدا لإنهاء الحديث مثل آخر مرة عندما زرته الى منزله و حاولت أن أصالحه، وقتها تمنيت على الأقل أن أعبر إشتياقي له، و لكنه كما قلت إنه يصدق الجميع إلا أنا!
لماذا يا ترى!
- إلى متى وأنت منطوية على نفسك، أما آن الوقت لتتحرر من عقد سام و براثن عزلتك، وتطلق لمداك العنان.

قالت سلمى، ثم استدارت باتجاه الحمام..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة