قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أهذا زوجي و ليلة دخلتي للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل السابع

رواية أهذا زوجي و ليلة دخلتي للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل السابع

رواية أهذا زوجي و ليلة دخلتي للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل السابع

كانت ليلة طويلة بالنسبة لسام، إغتصبه القلق و فشل في النوم، لم يعهد في حياته بموقف يكون فيه ضحية للأرق و السهر تزعجه أمور بسيطة! تئن في داخله من شدة وقع أفكار مكتومة، يتمرّغ فوق فراشه مثل دابة تتمرغ فوق التراب، تتكور عضلاته، يمدد جسده المتكلس على طوله، يسحب غظاءه.
وجد نفسه وحيدا حائرا أمام سيل من الأسئلة فجرها حدث واحد، حدث اليوم..

لقد كانت لوسي سعيدة، نعم سعيدة بدوني، حتى أنها لا تنظر إلي! لماذا؟! هل إختفى ولعها بي!
طرح لنفسه ألف سؤال أغلبها كان عبثيا
تحبّني!؟ لا تحبّني؟! تحبّني؟! لا تحبّني
تنفس بتواتر غير منتظم و هو يرنوا فوق سخف غرفته، كان في حفرة من الشكوك، تصدع في رأسه دون نأمة أو حتى زفرة..
إنتفض من فراشه، طفح منه شحوب عدواني، صاح بجنون
لا يمكن
جاذبته أفكار مجنونة و تناقضات مرعبة.

لا يمكن أن تحب قدر! هذا مستحيل! هل يعقل؟! هو دائما معها يأخدها الى المعهد بسيارته!
استعرت نار الغيرة في داخله، شعر تلوى حول هيكله العضمي، و خرج من غرفته و هو يرتدي بجامته بالمقلوب
مضى ذون أن يكون له هدف واضح كما تقول خطواته الرخوة..
وجد نفسه أمام غرفة لوسي..
و من دون أن يقصد أطلق جملا من واقعه لسعته بلفحات الدهشة
آه حبيبتي لوسي الصغيرة، إشتقت إليك!
كانت جملة لن ينساها..

كانت أصوات ذوبان تسرى في داخله كالسم، علا وجهه شحوب برتقالي أصفر، إكتسته غضب جارف
و راح يكلم نفسه و كأنه يحكي عن رجل لا يخصه
إنها مجرد قصد تسلية أكثر من تأثيري بها، أنا رجل لا يشتاق الى أحد، النساء تلحق بي و يتساقطن تحت قدمي لاهثات..
و ضحك مثل المجنون، فكانت فرصة للتخلص مما علق في رأسه من الخوف و القلق، هل هو خائف أن يحب لوسي و هو متعلق بأليان! أم يخاف من الحب بذاته!
أم كليهما!

حسنا، ربما أحب لوسي! و لكني أعشق أليان، العشق أقوى من الحب، ألا تظنون ذلك!

تشجع قليلا و هو يمسك عروة الباب و يفتحها ببطء ذون أن يوقظها.

شعر بطاقة غريبة تجتاحه و هو يتسلل نحوها، لقد كان يتمنى أن يرى شعرها مرسلا على ظهرها كشلال ينهمر من عَل
كان يتمنى أن يرى بشرتها البيضاء النقية ببجامتها الطفولية المرسومة ب ( ميكي ماوس)..

- أريد أن أراها لمرة واحدة فقط، أنظر وجهها، أتنفس بعبقها، ثم أنصرف ذون ان تلاحظني، إنظر الى تلك الشقية، إنها نائمة في ظل أمن عَلى وشك لص مثلي أن يقض مضجعها..

تسلل نحو فوطتها، تمدد بجانبها، دلف خلسة بقربها، ظهرها تقابله..
رمق نظرات مشتهية نحو جسدها، تتهادى بجانبه في ثوب نومها الوردي القصير..
كم أنا مولع بإنحسار ثوبك الكرتوني الطفولي على جسدك الصغير، أيتها الشقية.

سحب ذيول شعرها الطويل ببطء بلمسات مراوغة، إشتنشق رائحة الشانبو النعناع التي تفوح منها بلطف!
سرح بشرود في عالم لوسي، كل شيء كان بريئا و نقيا، و صافيا مثل قطرات الندى!
أطلق جملة عبثية
حقا طفلة، لا تثير ذرة من فحولتي!
عاث نظرة في وجهها الملائكي، أحس بالحنين تجاهها..
يا إلهي كم أرغب بأن أضمها و هي نائمة هكذا..

شعر بطاقة كامنة كسرت حواجزه العتيدة المبنية من التردد، هوى بعض أجزاءه الثقيلة المتهاوية فوق جسدها الضئيل، ذراعه اليمنى فوق خصرها، رجله اليمنى فوق رجلها، أنفه فوق شعرها الحريري لازال يستنشق رائحة الشانبو التي تثير النعاس و النوم..
سرعان ما إستسلم لنوم وردي في ذلك الجو الحنين الدافيء الدي باغتته بسرعة..

حاشية (١)
دوت في داخلي صرخة جعلت روحي تتهاوى كطير تم إصابته من القلب عندما وجدت سام فوقي بطريقة مقيتة و غريبة، لقد كانت يده فوق نهدي الأيسر، قربي منحسرة الى آخره، يا إلهي! ماذا فعل بي هذا المنحرف و أنا نائمة
وجدت نفسي أبتعد عن أسئلة كانت تحرجني، و تقحمني في زاوية مظلمة أجهلها تماما، ذلك الشيء الذي يفعلها الذكور! ماذا كان إسمها، تذكرت ( العادة السرية )
و جاء ردة فعلي واضحا..

صحت في وجهي بأعلا صوتي
أيها المنحرف هل تقوم بالإستمناء فوق جسدي! حقير! منحرف! حيوان!
فزع من سابع نومه، جالت عيناه في الزوايا لثوان يستحضر ما حدث البارحة..
غضب من داخله عندما إدعيته بالإنحراف
أنت منحرف يا سام..!
طفح منه شحوب عدواني..
أنت أيتها الوقحة، كيف تفزعني من نومي بهذه الطريقة!
تابع بشيء من الإنفعال لا يخلوا من الضعف في التركيز
هل قلت بأنني منحرف!
رددت بثقة متبجحة بكبريائي
نعم، أنت منحرف!

عاث نظراته الغريبة على جسدي، سحبت بقوة كل ما أستطيع من الفوطة، لأعطي نفسي..
رد بغباء
ماذا فعلت بك؟!
تسرى إشمئزاز مستفز في داخلي، تُكوَّر عضلات وجهي، رمقته بإزدراء
فعلتها فوق جسدي!
ماذا فعلت!
ذلك الشيء الدي تفعلونه عادة عندما ترون فتاة شهية
أتعني العادة السرية
آخ يا سام، لا تقل بصوت عال! سوف يسمعنا أحد
فاليكن، ألسنا متزوجين!
و هل هذا يعطيك الحق بأن تفعل أشياء سيئة فوق جسدي المسكين.

كنت أقول هذا الكلام و قشعريرة غريبة تسري فوق جسدي.

تفصد وقاحة ساخرة بين شفتيه، و لوى فمه بإزدراء
انت يا صغيرتي بجسدك الضئيل هذه و عبقك الطفولية لا تستطيعين أن تثيري شهوة أي رجل
دخل بضحكة هستيرية..
تبخرت هيئتي أمام سخرياته، الحقير..!
قلت مرتبكة و بشيء من التلعثم..
أنت مخطأ..
إقترب مني بشدة، إنحنى رأسه ليستقر قرب كتفي..
إرتبكت قليلا..
همس في أذني بلطف
أنا بالفعل عاجز أمامك، أنت لا تثيرني بتاتا.

أحسست بالحطام الداخلي، تكسرت أبراج أنوثتي! شعرت بوعكة و غثيان صباحي أصبحت تراودني هذه الأيام، ربما بتقصيري عن الطعام!

رفعت رأسي بثقة، أخفي حالة اليأس و الإنكسار التي هيمنت علي بسبب جملته تلك..
خاطبته بإهمال ربما لأوهمه أنني لا أكترث ما يقول..
أنت تلعب كمراهق على فتاة تحسب أنها صغيرة!، قل لي كلمة واحدة مفيدة، أم أنك جبان؟ قل لي ماذا تفعل في غرفتي!
لم يعد يعنيني و لا ما يقول يسعفني في شيء، متكبر و ساذج، ميال للسخرية و هذا مبعث إيمانه بأنه أفضل من الجميع!
خدشت رجولته الكريمة تلك التي يفتخر بها..

إختفى ضحكاته، و ساد في ملامحه الصمت عجيب!
قمت من عنده متجهة نحو الحمام، لقد إشتد وتيرة الغثيان الداخلي في بطني و كأنها سموم نفسية أطلقها سام..
رمقته خلسه، إكتسته إنفعال، أصبح يرتب بجامته المقلوبة بشيء من الغبطة التي وحده يدرك سببها
لقد تعاملت مع صورته و كأنه مخلوق عبثي لا أكثر، و لم تعجبه هذا الشيء!

الحاشية(٢):
خرج سام من جناح لوسي، مضى طويلا في الردهة دون أن يكون له هدف، فهو في إجازة من عمله اليوم، و ليس لديه ما يفعل! يمسح وجهه من آثار ما علق به نومه الغريبة ليلة البارحة، يتمتم
تبا لوسي، أصبح لسانها يلدغ مثل الثعبان! إنها تنضج بسرعة..
سحقا! من إين لها تلك التمثيلية العجيبة، لقد جعلتني حقا أشعر كفأر حقير أمام مخالب لبؤة..
وقتها جاذبته أفكار مجنونة، و ضحك مع نفسه كالمجنون.

مهلا يا لوسي، سأجعلك تدوب في حبي مرة أخرى أيتها المتفاخرة! سأجعلك تموت في حبي!
إنبثق أمامه قدر الدي بدى كجوهر يلمع من السعادة، وجهه مثل قشطة طرية..
صباح الخير سام
رد سام بقليل من الإمتعاض
صباح النور
شعر بأنه عدوه، تمنى له أشياء كثيرة..
كم كان إحساسه فضيعا، يتعذب، مقهور، منكوب
ما المناسبة! لماذا أنت سعيد يا قدر؟!
رد بهدوء
لا شيء، أنا فقط ذاهب الى لوسي مثل كل صباح، نذهب الى المعهد!
خاطبه سام.

و هل هذا يشعرك بالسعادة!
رد قدر
لوسي تمنح الإنسان الشعور بالطمأنينة، هذا كل ما في الأمر.

سرى في أوردة سام لحظة صمت مخيف..
تبادلوا نظرات صامتة..
إستعرت بينهم نار التحدي..
فك زر قميص بجامته، داعب رقبته بعفوية، فرك أطرافه، أطلق نظرة نارية ناحية قدر
شعر قدر بإختراق داخلي يكويه، تصدى لنظرته بإبتسامة قاتلة و مشى خطوات واثقة نحوه..

تفصد عرق مبعثر من جبين سام..
أمسك ذراعه
الى أين أنت ذاهب!
رد قدر بعفوية
و هل لديك مشكلة بأن أدهب الى لوسي
خاطبه سام بإبتسامة مستفزة
هي ليست بحاجة لك! سوف آخدها الى معهد بنفسي، و أيضا لا تتعب نفسك كل صباح هنا، أنا سوف آخدها
علا في وجه قد شحوب برتقالي، إمتقع وجهه
هي من قالت لك
وضع سام ذراعه بلطف حول رقبة قدر..
في الحقيقة يا أخي، لوسي قالت لي بأنك لا تعرف القيادة جيدا، و هي لا تشعر بالأمان معك.

إستهجن كلام سام
هل حقا قالت لك ذلك..
كان سام خبيثا، لقد كان يعرف بان قدر يكره أن يقول أحد شيئا سيئا بشأن قيادته،! تعلمها بصعوبة طوال سنوات!
تبدد ثقة قدر، و أنتفض غاضبا، رجع بخطواته الى حيث أتى، سحقا لك يا لوسي، ظننتك صديقتي!

رجع سام بخطوات سريعة نحو جناحهم، كان يتخيل الوقت يفلت من بين يديه كساعة رملية..
إندفع نحو الغرفة بتهور، يتلجلج لسانه
لوسي، لوسي
لحظتها خرجت من الحمام، ملفوفة بفوطة قصيرة..
دخل سام الغرفة ذون سابق إندار..
بزغ أمامها فجأة، إنتفضت برعب كقطة برية أغرقها المطر حتى الثمالة..
أفلت الفوطة من يديها..
إنبثق من عينيها ما يشبه الصراخ..
غشى سام رؤيته جسد كما خلقه الله!
إرتجف قلبه كبندول الساعة..

تجمدو في مكانهما و كأنما قطع عنهم الكهرباء دفعة واحدة..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة