قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أهذا زوجي و ليلة دخلتي للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل السابع عشر

رواية أهذا زوجي و ليلة دخلتي للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل السابع عشر

رواية أهذا زوجي و ليلة دخلتي للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل السابع عشر

العشاء هو بيت القصيد، وجبة العشاء تحظى بالأهمية القُصوى لدى الفرنسيين، حيث يجتمع العائلة والأصدقاء على مائدة العشاء لتناول الطعام وقضاء الوقت معًا، وأحيانًا يقضون أكثر من ساعتين على المائدة، فالعشاء هو بمثابة وجبة إجتماعية في فرنسا. تتكون وجبة العشاء الفرنسية التقليدية من عدة مراحل، بدءًا من المُقبلات والسلطات، وصولًا إلى الوجبة الرئيسية والحلوى والفواكه والمشروبات.

و كانت أليان في بينهم كالنحلة المثابرة و هي تطلب الوجبات من النادل، تسري في أوردتي إنقباض ممزوج بالغيرة، يا إلهي من يقبل تمديد جرحي النازف الآن و أنا أتطلع عليها هكذا بكل ضعف و هوان و لا أستطيع أن أفعل شيئا بشأنها، كنت جالسة كاليتيمة معطوبة الأحلام، تجول عيناي هنا و هناك بيأس، لم استطع الإندماج معهم في الحديث، ، لقد كان الملل تساورني، بعد أن وعدت سام بأنني سألتزم الصمت و أراقب من بعيد..! تبا لماذا أخدت وعدا كهذا؟! حسنا، لو لم أفعل، هل كان سيسمح لي أن آتي معه!

وضعت مرفقيي فوق الطاولة بملل، توجهت نظرات الجميع نحوي..
همس سام في شحمة أدني..
- لوسي، إسحبي ذراعيك فوق الطاولة..
- لماذا؟!
- ليس تصرفا لائقا
- لا يهمني، لست مجبرة على تقلد بعاداتكم...
أمسك ذراعي، بقسوة لا تظهر على وتيرة وجهه و صوته و هو يطلب وجبتي كشخص ليس لديها خيار..
أغاظني تصرفه، لعين تافه، و لكني لم أرد أن ألفت إنتباه الجميع نحوي، لقد كانوا مندمجين بأحاديثها..

بعد برهة، جاء النادل بوجبتي، و ضعها بقربي، لم أستطع الصمود أمام رائحة الطعام اللذيذة و ضعت شوكتي عليها، أممم لازانيا لذيذة
صدرت ضحكة عابثة أمامي، نظرت إليها بطرف عيني رأيت ثغرتها اللعينة يبتسم بمكر
ثم خاطبتني أليان بلباقة و هي تحاول أن تكون تحرجني
- عزيزتي لوسي، نحن لا نبدأ بالأكل قبل أن يقول المُضيف هنيئًا لكُم أو بالفرنسية bon appetite، لكن لا بأس فأنت لست متعودة على النمط الفرنسي يا فتاة القرية!

أحسست بإهتزاز صورتي أمامها، و ضعت الشوكة ببطء، مسحت فمي بالمنديل، هممت آن أرد لها ردا فاحما لو لا أن سام تدخل في المعركة الوشيكة
- هذا صحيح، حبيبتي الصغيرة ليست متعودة على النمط الفرنسي، لكنها بالتأكيد ليست قروية، لقد عاشت طفولتها في أمريكا..!
أحسست بإنطفاء شعلة جنوني و تابعت على نهم الطعام و كأن لاشيء يعنيني، تبا لتفاهاتهم، أنا لا اعترف غير الأكل باليمين و تسمية الله، تقليد لِي!

نظرت إليها و قد فتت الدهشة في نياط قلبها، في وجهها مسحة من الكآبة، يبدوا أنها لم تتوقع أن تكون علاقتنا جيدة الى هذا الحد، على الأقل في أوهامها، و أنا أيضا لم أتوقع أن يكون هذا الرجل شهما يدافعني آمام الغرباء...
إقترب مني، يهمس في أذني بتسلية.

- ألم تكن تتوقع من هذا الفرنسي اللامعقول، أن يحافظ صورة زوجته أمام الغرباء، و يكون بهذه الغيرة و الشهامة، يبدوا أن الدماء الرجال الشرقيين تسري في دمي كأسراب من النحل..
إرتسم الكبرياء في وجهه بصورة مقيتة، يا إلهي! كم أعجب نفسه و كأنه الرجل الأفضل في العالم، جعلني أختنق بتعاليه و غطرسته مثل كومة من الهباء في أغوار عميقه
إستطردت بوقاحة.

- هذا صحيح، لم أتوقع أن تكون معي هكذا كما أن عشيقتك أيضا لم تتوقع! احس أن لسانها تحول خشبة في بلعومها، إنها لا تستطيع حتى إبتلاع وجبتها..
إبتسمت بسخرية بينما أتأمل وجهه التي تحول الى برتقال يابس، نعم لقد كان هذا ما توقعت! هيا إذهب و رضيها أيها الجبان!
رد بثقة تخلو من ملامح وجهه
- أنا لم أفعل شيئا لكي أخجل منها، لم أؤديها بكلامي..
- يا سلام، بكلامك الشهم ذاك ستكيل لك فيضًا من المديح! تأكد من ذلك...

لمحها تنسحب من المائدة خارجا، و هي تعتذر للجميع، بأن أمرا طارئا حل عليها، و لكني ما فهمت منها أنها تُمارس أقصى درجات السيطرة أن لا تنفجر باكية أمامنا..
و خرجت تلملم أطراف فستانها و هي تهرول نحو الخارج..
إنتفض سام من جلسته، و هو يلحقها بخطوات سريعة..

أما أنا فلقد رفعت كأس العصير أديرها بخبث عدواني، مضت لحظات لم يرجع سام، حدث في داخلي إضطراب جيولوجي، لم أقوى الإنتظار، لقد كان يحدقني فكرة أنه تركني حقا هنا وحيدة و ربما ذهب معها الى منزلها، هل يجرؤ حقا أن يفعل هذا بي! دلفت من كرسي، أعتذر للجميع بأنني سأعود من دورة الحمام، لقد كان صفا منتظما من عشر أفراد، يضحكون و يتحدثون باللغة الفرنسية، لذا لم ينتبهوا على إختلاسي سوى الفتاة التي كانت تجلس بقربي..

خرجت نحو ردهة الطويلة التي تؤدي نحو الخارج، تجول عيناي في الزوايا، أبحث عنهم، تناهى في مسامعي أصوات هامسة و إعتدارت، تسللت نحو منعطف مظلم
لمحت شبحها من بعيد، و ببطء متعمد إقتربت منهم..
- آنت آهنتي يا سام، أهنتني!
- صدقني، لم أفعل ذلك بقصد..
- لماذا يجب أن تبرر أفعالها القروية من تلك الرخيصة
- إهدئي أرجوك..
- لا لن أهدء، ليس قبل أن تلقن درسا لتلك البدوية الوضيعة..

- أعدك، لن أسمح لها أن تهينك، و ترسل لك تلك الرسائل..
- ألا تفهم يا سام، تلك الفقيرة إنها فقط تتحملك لأجل ثروتك، لا تريد أن ترجع الى عشها الوضيع، لذلك لن تتركنا أبدا، ستحاول ان تفسد فيما بيننا..

لم أستطع الصمود أمام شتائمها، تمنيت أن أمسك شعرها و أضربها من فمها اللعين، كانت قنابل موقوتة تترامى في دمي، شرعت يدي في الهواء و أنقبض وجهي و أنا أدنوا منهم بخطوات غاضبة..
الصياح يتناوش من كل الجهات
- أيتها الحقيرة، اللعينة، لا تختبئ وراء سام، سأجعلك تلعن حياتك، هيا واجهني، شرقاء جبانة..
إنتصب سام أمامي بقامته العارمة
- هل أنتي مجنونة؟! ماذا تظن أنك تفعلين؟!

لا يدري كيف إختلست من بين يديه، لأهجم عليها، بجسدي القصير و قامَتَها الطويلة، و كانت مثل النعجة تماما، تلوى عنقها عندما جديتها من شعرها المغطى بالوشاح
ثم جثت بركبتيها أمامي، كما تلوى بجعة عنقها على الأرض، و تتوسل
- سام، سام، خدوا هذه المجنونة من فوقي..
كان صامدا مثل الصنم، لا يصدق ما يدور حوله، و كأنها روايات تتلى أمامه! الدعر الأخرس في عينيه..!

أما أنا فكنت بلا شعور، إمتدت يداي من شعرها نحو عنقها الملتوي، أحس و كأنني أقتل فأرا خبيثا، مت، مت، أيتها الوضيعة..! أحس و كآنني أدعس على نملة!

للحظة شعرت سام يسحبني من فوقها بدون جهد يدكر، و قد أفاق عن غيبة الذهول...
كانت تجهش بالبكاء، و هي تلملم حاجاتها، و تحكم الوشاح في شعرها المبعثر ا..
خاطبها سام، و بدا عليه و كأنه يمارس أقصى درجات السيطرة بأن لا يطلق ضحكة لعينة في وجهها
- حبيبتي، هل أنت بخير؟!
ردت بين شهقات الدموع و النحيث
- إنها مجنونة يا سام، متوحشة، أرجوك أبعدني عن هذه المختلة، تلك البربرية ستقتلني.

أطبقت عينيها المذعورتين و إنزويت خلف سام و هي ترتجف خوفا و هلعا..

أمام أنا غرقت بالعرق البارد من رأسي حتى قدمي، ففقدت توازني و لم أشعر بالأرض تحت قدمي..

في آخر الليل
وكنت على وشك النوم عندما سمعت صوت فتح الباب بهدوء، واستلقيت دون حراك، و أنا استمع الى صوت خلع ثيابه، وعندما اندس إلى جانبي، تعمدت أن أسمعه صوت تنفسي العميق و كانني نائمة.
ولكنه مد يده في الظلام إلي
وتوقف تنفسي عندما أحسست. وجوده، وأجبرت نفسي على التظاهر بالنوم، فربما سيتركني وشأنه.

وتلاشت آمالي لحظة إندساسه اكثر في الفراش، حاولت أن أضربه بقبضتيي ولكني فشلت، فغرزت اسناني في كتفه فصرخ:
- ايتها القطة المتوحشة!
وانتزع كتفه من بين أسناني، فقلت و أنا تتنفس بقوة:
- وماذا كنت تنتظر؟ أن أستسلم لرغباتك.
أنتي بربرية! لقد عضضتني!

كانت الشمس قد بدأت تعطي شيئا من الظلال للأشجار الباسقة المنتصبة على طول النوافد العريض في غرفة، حيث نسمات الهواء الغربي الرطب تضفي على هذا اليوم الدافئ من أوائل تموز بعض من الانتعاش والسرور على ملامحي، كنت أقف وقد أسندت ذراعيي على طرف الشرفة بالطابق الثاني، أترقب البحر بشيء من التأمل!..

وفي زحمة الأفكار التي بدأت تراودني حول ردة فعل سام الدي كان هادئا و لم يعاتبني على غير عادته، بل على العكس عندما لاحظ وعكة التي باغتت جسدي المنهك و نالت أطرافي تلقفني بحنان و حاول مهادئتي، ثم اخدني الى السيارة، أما هي فكانت صامتة كالخرساء لا تفهم ما يجري، تصلبت في مكانها جذعا لزاوية مظلمة في الوقت الدي كان سام قلقا على صحتي..

أنا اليوم لا أحقد عليها، بل أشفق عليها! خاصة عندما تقفز في مخيلتي نظرة عينيها، ضحكت بشراسة! ربما لا أشفق عليها كما اظن، كم كانت متعتي لا تفوق متعة وهي تثير أنظار العابرين - بشكلها المبعثر -
تنهدت بتسلية خبيثة
-الله، الله، يا لوسي، لقد أصبحت شريرة، أتعرفين إنني أتفاجأ في بعض الأحيان بنفسي!، و بأفكاري...

وبشيء من الزهو تابعت: أنت رائعة و دكية، كيف تتوصلين إلى هذه النتائج، رغم أنك أنت من ضربها، جعلت سام في صفك، كان حنونا، و رقيقا، يا إلهي لماذا أقول هذا، أنا لم اقل هذا، أعرف أكثر من غيري بان سام فاقد للمشاعر ولا يحب إلا نفسه، وان هو حاول اطمئناني ببعض من لطافته وبأنه يحبني ويهتم لأمري فما ذلك بالنسبة له أكثر من أسلوب يعتمده في حياته مع الجميع حتى إليان ولكن، ( و أنا أكز على أسناني )، بلا مشاعر!

تنفست بشيء من اليأس، الى متى...!، وقد أهلك وأنا أجر خلفه وهو ممدد يحتسي العصير!، انه صلب كالحجر، بل هو حجر وعندما خلقه الله خلق به الروح ليتحرك ولكن منع عنه كل المشاعر، ولذلك فهو لا يحب أحدا، لا يحب إلا نفسه!؟
تناهى صوت عميق من مسامعي.

-يا الهي خلتك ستكونين ممتنة لي على اهتمامي بك و ستكافئني على لطفي الأخير وهدوئي الغير معتاد، ولم أكن أتصور بأنك ستشبهيني وترسميني في خيالك كوحش!

رمقته بطرف عيناي الداكنتان، و كان يقف خلفي ببجامته الرمادية يحمل فنجان قهوة متقلدا بإبتسامة عريضة ساخرة، إستدرت نحوه بكامل جسدي، أخطوا خطوات رخوة..
تكلم بذعر مزيف
- أرجوك، إبقي مكانك، لن أتحمل عضة أخرى بعد ليلة البارحة، لو كنت أعرف بأنني سأكافئ هكذا، لما ضيعت فرصتي مع أليان!
قلت بشيء من الفضول
- ماذا؟! هل هجرتك لأنك لم تنتقم لها؟!
- تبدين سعيدة جداً يا لوسي!

إقترب مني هامسا، من وجهي المضطرب، حتى أحسست أنفاسه الدافئة على رقبتي..
تكلم بعفوية بينما قد ظاغني مشاعر غامرة بسببه قربه مني
- ألن تجيبي سؤلي يا لوسي؟!
- ماذا؟!
- هل أنت سعيدة؟!
إرتعش صوتي رغما عني و أنا أقول
- مستحيل، أنت لم تعد تعنيني..
إزداد تنفسه نحو شحمة أذني و هو لايزال يهمس بكل رقة
- إذن لا تمانعين أن نرجع مع بعض، أو ربما أتزوجها!
تنهدت بسخرية مزيفة
- و كأنك متعود أن تأخد رأيي، إفعل ماتريد!

أمسك ذراعي بقسوة..
- هيا يا لوسي، قل لي الحقيقة و سوف أتركها!
- أنت تمزح يا سام!
- كلا يا زوجتي، ليس هذه المرة، إن قلت لي بأن اتركها سأفعل!
- ما هذه المهزلة، هل تسخر مني أيها الخبيث! هل تخطط لعبة آخرى! أترك يدي لو سمحت.

دفع ذراعي، مقطب الحاجبين، ينسحب الى داخل بخطواته الرخوة. وقد بدا علي شيء من التعب وكأنني دخلت في غيبوبة، بات أتمتم أكرهك، أكرهك يا سام، كاذب لن أسمح لك بتلاعبي، اغرورقت عيناي بالدموع وخيل إلي و أنا أنظف أنفي من غير شعور بطرف كمي وكأن سام يلوح لي يده من بعيد و يتركني، يذهب إليها.

فلم تتمالك نفسي، أصابتني قشعريرة عابرة وشعرت لأول مرة في حياتي وكأن شعري قد انتصب- من الصراخ، سام، سام، وبصراخي ذاك انتبهت إلى نفسي. وأخذت ألتفت حولي يمينا ويسارا خوفا من أن يكون أحدا ما قد رآني!، يا إلهي! أنا أحبه! أحبه، و أنا أهمس، لا، ليس هذا. إلا الجنون، هذا أبعد من أن أتصور نفسي فيه، كيف أستطيع ان احب هذا المغرور!

ثم توجهت إلى الحمام لأغسل وجهي، وترتب شعري، عندما سمعت الباب يفتح ويطل منه سام وهو يحمل صينية الفطور!، فأمتقع وجهي وأنا أطالب بإصرار أن يحمل فطوره الى المجلس، لا أطيق رؤيته، في حين أنه يصر بان نأكل مع بعض!
لم أعد قادرة على ضبط أعصابي بعد إصراره اللعين
- أخرج من غرفتي يا سام؟!
- سمعت هذا الكلام من قبل!
- إذهب الى الجحيم!
- سنذهب معا، و أعدك بأنه سيكون جحيما رائعا لم ترى مثله!
- حقير، سافل، وضيع.

نظر إلي و كأنه يلتمس في شتائمي تسلية معينة، مضى نحو الطاولة و أنحنى ليرتب الصينية عليها..
- هل يمكنك أن تأتي هنا حالما تنتهي من حفلة الشتائم يا زوجتي الصغيرة!
أغاظني لهجته الدافئة، لا أدري من أين وجد لعبة ضبط الأعصاب هذه، أصبح يتقن لَبْس القناع التي ترسم عليه إبتسامة جذابة، اللعنة على هذا المزيف!

هكذا سأتعب وأنا أتعقبه بالشتمائم و البكاء دوما، وقد أشيخ وهو لا يزال في ريعان الشباب...! يجب أن أكون باردة، بل أبرد منه..!
قمت بحركة وتيرة تجاهه..
رفع حاجبيه غير مصدقا، و و تفتح الإنبهار في عينيه الزرقاوين
- هذه هي الفتاتي المطيعة، لنبدأ الأكل!
بعد برهة، عندما أشرفنا على إنتهاء طبقنا الفطور، قاطعني حومة من الأفكار، بدأت تتقاذفها على رأسي، وجدت نفسي على حافة الفضول
- هل حقا كنت تعني ما قلت لي؟!

- نعم يا لوسي! لماذا لا تصدقني!
- و لكن ألم تكن تحبها!
- أنتي كيف تفسرين بالحب!
- أنت غبي يا سام! ماذا يكون الحب بالنسبة لك، أحس بأنك تحبّني، و تحب أليان آيضا!
- الحب بالنسبة لي هو، أن أحتاج الى شخص واحد في كل الدنيا، و أنا أحتاج إليك أنتي يا لوسي!
أحسست كلامه مثل المسامير تندب في جميع أنحاء جسدي، روحي تتهاوى كالطير، يشوبني إحساس غريب حائر..
إرتعش نبرة صوتي رغما عني.

- معقول، أنت، أنت تكذب! لماذا يجب أن أصدقك!
أحسست بإرتجاف يدي عندما أمسكها، قلبي يرتعد مثل أوراق الخريف
خاطبني بنبرة ناعمة
- أنا قررت يا لوسي! أليان لم تعد موجودة في حياتي!
- بهذه السرعة! كيف إستطعت أن تحذفها بهذه السرعة!
دني مني و هو يقول.

- سأقول لك سرا، أنا أريد أنثى مشاكسة، مجنونة، شقية من طراز الأول! أما أليان إنها، لا أعرف؟! شيئا ما تغير في داخلي، تبدوا كأي إمرأة! لم يعد يعد هناك شيء يثيرني نحوها، أما أنت يا لوسي..
إقترب مني أكثر..
- وجدت فيك شيئا مغريا و مثيرا لتحدي الرجولي الصامت!
هاجت أعصابي، واجهته بعينين غاضبتين و زفرت
- كم أنت رجل تحب أن تتسلى فقط، أتعلم ذلك؟! أناني!

- نعم أنا أناني و أنتي أنانية، ألا ترى بأننا نشكل ثنائيا رائعا، و سننجب طفلا أنانيا أيضا..
خاطبته بنغم ثائر
- لن أصغي الى تراهاتك، سأقوم
هممت بالنهوض عندما أمسكني و جذبني لأسقط في حضنه..
- ما تظن أنك تفعل يا حقير!
لفني بذراعيه و يهمس بقسوة في أذني
- أصمتي..!
هممت بالإعتراض لولا نظرة عينيه التي أسكتني..
أمسك دقني، يقبلني قبلة طويلة متمهلة، بعثت رعشة غريبة في جنبات قلبي..
ظفرت الدموع من عيناي، إرتعش صوتي.

- أنت تقتلني يا سام!
- صدقيني يا لوسي، أنا أعشقك! حتى المفردات لا تكفي لأحدث لك عن ماذا تعلقي فيك..!
- أرجوك توقف، سأموت
لمعت من عينيه دمعة ساخنة
- لوسي، لا تعارضيني، أرجوكي، أنا أشعر بالخواء بذونك!
عانقني بتصميم، يبتلعني في حضنه، لكنه لم يجد سوى لوحة من الثلج..
دقق عني و هو يحاول أن يبتلع دموعه العالقة في محجريه حتى لا تنخدش رجولته..

- لماذا يا لوسي! لماذا أنتي باردة معي هكذا، لقد فضفضت لك مشاعري، لوسي حبيبتي! لوسي ألا تفهم! انا مغرم بك، أجبني!
قلت بشيء من الخمول
- لقد تأخرت بهذا يا سام..
رد بشيء من العصبية
- أنت تكذبين يا لوسي، أنت تحبّني، أستطيع أن أشعر بها من عينيك، شفتيك! إنها لا تكذب أبدا خاصة عندما قبلتك قبل قليل كنت..
قاطعته بسخرية.

- أنت رومانسي جداً يا حبيبي، نسيت على ما يبدوا كل الآلام التي سببتها لي، نسيت على ما يبدو أفعالك التي تظهر وفي كل ساعة ودقيقة بأنني عبدة لك، و لعبة مسلية لا أكثر، نسيت الدموع التي سفكتها في ليالي عديدة، لم أنسى كيف إتهمتني على قتل طفلك و أنت الدي تركني في المطعم ذون أن أعرف طريق العودة، أنسيت كيف زرعت الشك في قلبك تجاهي!، بان لي علاقة مع قدر، و أغتصبتني، ولهذا تترصد خطواتي على غير عادتك لتتأكد على سلامة سلوكي، أنت يا سام لم تحبّني يوما!، ولم تثق بي كل الثقة، لا أظنك نسيت كل هذا وبأنك ستعاود الكرة حتى لو سامحتك و نسيت أنك عذبتني يوما!

سام بقلق:
-ماذا؟!، ماذا؟!، ما تصدق بأنك لم تعرفي طريق العودة وما هذا الكلام؟، أنا لا افهم شيئا؟!
- و إن شاء الله لن تفهم الى الأبد!
نهضت من جواره بسرعة..

و لكنه لم يتمالك نفسه من الذهول، أمسك ذراعي..
- لن تذهب قبل أن توضحي لي! كيف تركتك، كيف حدث ذلك!؟ كيف إستطعت ان تتهمني و أنتي التي أخفيت حملك من البداية!

هاجت أعصابي، و أصبت بحالة هستيرية..
ودون وعي أو تفكير أمطرته بوابل من الضربات من قبضتيي على صدره وأمسك بمعصمي بلطف، يعانقني بتصميم جعلني أجهش باكية في صدره
أنهار عليه مثل شجرة هرمة لأذوب فيه، وقال:
- هذا يكفي، أرجوكي..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة