قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أهذا زوجي و ليلة دخلتي للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الرابع والعشرون

رواية أهذا زوجي و ليلة دخلتي للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الرابع والعشرون

رواية أهذا زوجي و ليلة دخلتي للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الرابع والعشرون

- لا أظن أنه سيسمعني و لكنني سأحاول من أجل جدي!
- أترك أمر الإتصال بي..

ما إن وطأ سام قدماه ارض شقته حتى فاجأه رنين الهاتف، أجاب بكلمات مقتضبة، و تأفف بصوت مسموع
- ماذا تريدين ايا سلمى!
- في الحقيقة انا اتصلت بك لاجل لوسي لم لا ترد عليها، كاد القلق يقتلها!
- ماذا تريد الآن، الا يكفي ما سببت لي!
- ارجوك يا سام، هناك طفل قادم و يحتاج الى بيت دافئ، لم يعد بامكانك ان تتصرف مثل الاطفال
- لوسي هي التي هدمت كل شيء، ستتحمل العواقب.

- ي عواقب! لا يمكن انك أخدت كلام سعاد بشكل جدي، انها طفلة نمامة و انت تعرف ذلك!
- لكن سألت الخدم و اكدوا لي بان أخوك كان ينام بجناحها
- هل يمكنك ان تلومها على ذلك بعد ان تركتها وحيدة! بالاضافة كونها حامل و تحتاج الى شخص يساعدها
- لماذا لم تطلب لك منك!
- كفى يا سام! انت لن تكبر ابدا! كيف تستطيع ان تحب انسانة تشك بها كلما سنحت لك الفرصة! لوسي كانت محقة! انت لم تحبها يوما!
- هذا ليس صحيح! انا احبها!

- حسنا! لو رأيت كم هي قلقة علك
- حقا! لوسي قلقة علبك
- بالتأكيد و تريد ان تقابلك!
- حسنا هذا هو العنوان، أخبريها أن تأتي قبل المساء..
ثم وضع السماعة بنزق، تزاحمت الأفكار في ذهنه، و كانت نظرات السعادة تطفح على عينيه، شوقا أليها يدغدغ أعماقه بأوتار الرنانة، تهجم عليه شلالات من السعادة و الأماني تجرفه الى حيث لا يدري من المنحدرات..

لقد قالت لي سلمى بأنها قلقة علي. لابد أنها تريد الرجوع! تبا!، إنها تشتاق إلي!
أطلق ضحكة لعينة!
بعد ساعة، سمع دقات الباب، و تصلب جسده من التوتر و كاد أن يفر، رغم كل تهيب النفسي للقائها إلا ان خوفه كان ظاغيا على كل شيء..
شد قبضته بقوة، يتنفس بعمق..
فتح لها الباب، و تلتقي العينان، ، تلتقي أنفاسهما الراعشة..
حاول أن يبدوا باردا أمامها بقدر ما يستطيع..
القى التحية، يهز رأسه و كأن رقبته متصلة بنابض كهربائي..

- مرحبا! تفضلي بالدخول
عبرت لوسي في سماء عينيه شفيفة كالغيم، تشرح له نفسه، و سعادته، أحس برغبة حارة في عناقها، و لكن ذلك سيبدوا غريبا! بما أنه لم يتصل بها أو يقابها مند تلك الليلة، عندما هددها بالزواج معها!
مدت لوسي يدها لتصافحه..
- كيف أحوالك يا سام! كيف تعيش!
احس بشعور غريب يدفعه، فمد يديه الأثنين ليضمها الى صدره العطشان كما كانت عادته.

- كيف أعيش! أيامي بعدك كئيبة يا لوسي، لماذا لم تأت الي من قبل! لقد أطلت غيابك يا حبيبتي!
و لكن لوسي لاذت عنه هذه المرة
كلمته بصوت مسموع
- لنجلس يا سام، اريد أن أحدثك بشأن جدي!
لقد توترت و كان هذا ما تستطيع قوله للهروب من عواطفها! أنها فقط تحتاج الى قليل من الإستراحة من عواطفها، من كل عواطفها الجياشة، تحتاج للغياب و النسيان و فتح صفحات جديدة معه، لكنها لم تشك لحظة واحدة في أنها تحبه بجنون.

و لكن سام قد خاب ظنه من تلك الجملة، كان يعتقد بأنها أتت من أجله، من أجله فقط!
تحول كلماتها و نواياها البريئة لطعنة عميقة في قلب سام..
تقادما نحو الأريكة
ألقى نفسه على الأريكة ذون أن يدعوها بالجلوس، تنفس بعمق و فرد رجليه على الجانبين، رفع رأسه الى الأعلى، ثبت بصره نحو نقطة في سقف الشقة
قال بصوت متهدج
- لماذا أنتي هنا؟!
ساد بينهما جو من الخجل و التكلف، كان من العسير التحلص منه.

دارت عينيها نحو شقته المهملة الفوضوية قبل أن تجيب سؤاله، ز
أشار إليها بالجلوس
مال جسده، طوى بعض ملاابسه المبعثرة من المجلس..
رمقها بغرابة، تغير جسدها بالكامل، حيث صار بطنها اكثر بروزة من قبل..
- اجلسي هنا
أردف مترددا
- ك، كيف أنتي؟!
- انا بخير، و الجنين بصحة عافية، لقد دخل في شهره السابع، و أصبح ثقيلا، غير ذلك، كل شيء على ما يرام! ماذا عنك!

- في الحقيقة أنا اسهر كثيرا، و أنا قبل طلوع الفجر، هناك أمور تشغلني هذه الأيام!
- هل هي أمور المحكمة و إستعادة وراثتك!
أخد وجه سام يزداد قتامة و هو يرمقها بنظرة عتاب و لوم، ما هذا سؤال الوقح! أليست هي سبب ما يحدث! لقد أخدت مني كل ما أملك! و جاءت تسألني و كأنها بريئة لا تعرف شي ء!
و قبل أن يجب سؤالها
- أرجوك يا سام، أترك هذه القضية، بهذا ستأدي نفسك و عائلتك! كل ما تحتاج هو جلسة مصارحة مع جدك..

تكسرت أمواج الغضب على شفتيه، إرتعش قلبه للحقيقة التي كان يرفضها، لوسي لم تعد تهتم به بعد أن إستولت كل شركاته و أمواله أليس هذا ما كان يقول له صديقه المحامي عندما عرض عليه المساعدة في إستيراد أملاكه، لم يكن يصدق هذا في البداية و لكن الأمر أخدت في غاية الوضوح عندما قالت له أن يتنازل عن قصيته...
- لماذا أتيت الى هنا..
أردف يصيح في وجهها
- تكلمي أيتها السافلة!

ما أن سمعت كلمة العتب حتى إزدادت توترا، أحست أن كل ما أعدته لمواجهته و إستعادته قد إنهار من أساسه..
لماذا أنت أاتيت، إنه سؤال صريح! ماذا أقول له؟ ماذا أصف و أشرح؟! كيف أقول له بأنني أريده! أريد أن يكون معي و إبنه الذي في داخله! ألسنا نحتاج الى عطفه و حنانه!.
رفعت عينيي إليه، إن قلبي يكاد يقفز من بين ضلوعه..
صوتي لا يكاد يخرج، حتى لكأن حنجرتي قد سدت
- أنا يا سام..
قاطعني بألم.

- أخرجي يا لوسي! أخرجي من حياتي أرجوك..
أدار هو بصره الي، الظلمة تخفي ملامحه..
بصوت متحشرج، قلت له هامسة
- أنا آسفة، لم أكن أعتقد أنك تكرهني الى هذه الدرجة..
قال بلهجة مقتضبة
- أكرههك، لا بل أحتقرك و أمقتك فوق ما تتصورين..
إن المسألة كلها تبدو لي كحلم مزعج، أو كابوس مخيف، فمن العسير علي أن أقتنع بأنه يكرهني، فقد رفض ذهني أن يتقبل فكرة الكراهية.

تجمد مشاعري و تلبد حسي و بلا إرادة ساقتني قدماي نحو باب المخرج
عاد الى سريره، تمدد و أغمض عينيه، اختلط كل شيء في ذهنه
ترددت مرات عديدة قبل أن أخرج
تكرت ما قاله لي يوما عن الحب هو أن تحتاج إنسان واحد في حياتك! ربما هو لم يعد يحتاجني! تقبلت الحقيقة المر، و خرجت كما أني لم آتي هنا أبدا!

أصاب سام نوب حاد من خناق الصدر منذ ذلك المساء، فقد تنازل عن ثروته و أسقط قضيته في يوم التالي، و لكن حقده تجاه لوسي ظلت تغلي، و كما يفعل العقلاء في هذه الظروف الإستثنائية، و بلا وعي ساقته قدماه احيث تعودت أن تسوقه هي منذ زمن! الى منزل حبيبته أليان!
على الضوء الخافت قرب بنايتها، و قف يتأمله في صمت..
أجل، في صمت مطبق أليم..

ووسط السكون الموحش و الصمت المخيف، تناهى في أذن أليان أنات متقطعة و صوت بكاء متحشرج مكبوت يأتي قرب شقتها
فتحت الباب و ألتفت بجوارها، فإذا هو سام و قد جثم على الأرض، و أخد جسده يرتجف و ينتفض..
بسرعة أخدته في حضنها، مأخوذه بهول الموقف!
- ما بك؟! ماذا حدث؟! ما بك.

أمرته أن يكف عن البكاء، و يدخل الشقة، ليحكي لها ما جرى..

- كنت أخاف عليها من النسيم، و كنت على إستعداد لأن أضحي من أجلها كل شيء، و أفتديها بكل ما ملكت، و كانت بسمتها تشرق في نفسي و تضيء جوانحي، لم أكن أعرف حقيقة مشاعرها! أكانت تحبني! أم كانت تكرهني! أم أن لديها شيئا لا وجود لها! لم أفهمها قط! لماذا حاولت أن تحرض جدي تجاهي، أهو بسبب المال! لماذا سجل كل أملاكي عليها! لابد أنها غيرته، إنها خائنة، ساحرة مجرمة!
ساد بينهم فيما بعد أحاديث جرت كالماء.

تركته يرقد حيث يشاء، و ذهبت هي لتضجع على فراشها..
** ** **
مضت بضعة أيام كان يتحرك فيها كأنه شبح أو خيال لا يكلم أحدا و لا ينصت لأحد، دائم الشرود و الذهول، ثم يفيق لنفسه و يتخلص من تلك الغيبوبة الجاثمة على ذهنه و يفكر فيما أضحى عليه..
لقد بدأ يعترف بأن لوسي ماتت بالنسبة له، و أن عليه أن يتجاوزها و ينساها، و أفضل وسيلة لذالك أن يتقدم لطلب يد أليان..
الأمر محتمل بالنسبة له..

مضت الأيام يفكر بهذا و كانت هي تطبخ له و تغسل و تنظف و تهيئ له فراشه، بل كانت تعمل كلما تعمله في إستكانه و صمت كأنها آلة تتحرك، بدأ يفكر جديا بالزواج بها، ألم تكن هي التي جعلت حياته مستمرة في السير، فلم لا يتقدم لطلب يدها، إنها مناسبة جدا..
إستقر رأيه نهائيا على طلب يدها، و طارت فرحة، ضحكت كثيرا و سرت السعادة الى نفسها..

صعقها قوله ( هل تتزوج بي ) في البداية، و كادت من هول الصدمة أن تصرع، وهي لا تصدق ما يجري..
لقد مضت برهة و هي تحدق فيه فاغرا فاها قبل أن تقول ( نعم ) كان العرق يقطر جبينها..
ثم أخدها في حضنه..

و هكذا إستقر بهم الحال و هما يخططان إقامة حفلة خطبتهم، و مرت الأيام و أليان تدبر شئون الحفلة القادمة، و بدأ هو يطمئن بها رويدا رويدا، إزداد ثقته بها و أمانته على مر الأيام حتى أضحى يسلم مصروفه كاملا، و يترك لها حرية التصرف بشأن إقامة الحفلة و إرسال البطاقة للمدعوين دون أن يناقشها!

و من بين مئات البطاقات الدعوة التي أرسلت بها أليان كان هناك بطاقتان إستثنائيتان، حرصت جيدا أن يصل بها أصحابها، و هما لوسي و سلمى..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة