قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أهذا زوجي و ليلة دخلتي للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الخامس عشر

رواية أهذا زوجي و ليلة دخلتي للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الخامس عشر

رواية أهذا زوجي و ليلة دخلتي للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الخامس عشر

أفقدت إحساسي بالتوازن و قبل أن أسقط على الأرض تلقفتني يد حانية، إستدرت أنظرت إليه، و قد كان قدر، عينيه الخضراوين يفيض حنانا كالعادة، شعرت بإرتياح بسوط صدري، شكرته بإقتضاب، و كان الخجل يحترق في خده فرد بنبرة هادئة لا عليك، ساعدني على الوقوف متمسكا بذراعي، و كان أطول مني بكثير إلا أنه كان ضامرا و نحيلا، الصداع في رأسي غبش على عيناي المرهقتان يحجب كل الشيء، لا أستطيع المشي بثبات، فتركت نفسي أسقط مثل صخرة بين يدي قدر..

شد قبضته على ذراعي الضامرتين
- تماسكي قليلا يا لوسي
- لن تستطيع حملي يا قدر الى أعلا غرفتي، من المستحيل أن أتلقف هذا السلالم بهذا الضعف!
نبض الحيرة في داخلنا، ثم تفتح فكرة في عيني قدر...
- إن جناحي بضع خطوات قليلة من هنا..
توترت مثل ورقة خريفية..
- لا يا قدر، ليس من الائق أن أدهب الى غرفة شاب عازب..
- سوف تسترخين هناك ريتما أدعوا سام أو..
سقطت بين يديه مرة اخرى قبل أن ينهي عباراته..

أفردت ذراعي، أخدها فوق كتفه يقودني نحو جناحه، ثم في غرفة نومه في سريره القارع، و كان التعب قد نال مني حتى أنني غفوت في النوم قبل أن يغضيني باللحاق الثقيل، و هو يدندن بصوته اللطيف الهادئ لوسي، لوسي، لا تغفو أرجوك، لوسي، إستيقظي هكذا كنت قد غفوت كالطفلة منكمشة مع نفسي، لا أعرف حتى اين أكون!؟

الحاشية.

كان سام ضائعا و مشتتا و هو يبحث أليان بين الجمع المحتشد، على ضوء ممر البحر في جانب الآخر من القصر لمح أليان بقامتها النحيلة الطويلة، أثار هذا شعورا بالإرتياح، تلون وجهه بالفرح، رفض أن يقف مذهولا فارغا فاها و إنما راح يركض تجاهها، يركض ويركضُ يدنو منها تستمر هي بالمشي، تتفصد العرق في جبين سام و هو لا يزال يلحقها، دنى منها سائرا معها جنبا الى جنب و هو يلتقط أنفاسه و يخاطبها بلهفة و إشتياق يطويان مسافات نحو الشاطئ، تدلى يدها نحوه و خَيل لسام أن يدها تدعوه علنا فأمسكها، و راحا يمشيان على حافة الشاطئ و الماء يداعب أرجلهما العارية و القمر قرص فضي ينير لهما الدنيا..

هي لم تمنع أن يداعب يدها بأظافره المرتعشة، شعر سام بارتياح يسوحُ في صدره،
قال بدفءٍ ووجه أليان بين كفيه يفيض قمحاً وعسلاً.
-أحبكِ.
دفنت أليان وجهها في صدره، واكتست خجلاً وارتعاشاً ونشوةً بينما البحر يصغي بهدوء إلى وشوشاتهما في حين ودّ لو يغمرهما، ويروي ظمأ مساماتهما...
ثم تزرع أناملها في شعره الجعد، تداعبه ويسترخي هو في حضنها يستسلم لعبثها اللطيف وهي تخاطبه.

- تمنيت أن يطول بقائنا في الحفلة، و لكن تصرفك مع لوسي، كدت تقنعني بأنك تعشقها و أنت تمثل على الجميع..
- هذا صحيح، لم إستطع أن أحرج زوجتي!
أغاظها أليان تلك الكلمة
- زوجتك! أنت وعدتني بأنك ستطلقها...
خاطبها بحدة، وهو يعدل وقفته مبتعدا عنها
- ماذا تقولين يا أليان! لقد تكلمنا بشأن هذا الأمر، و لا داعي للجدال مرة أخرى..
- حسنا أنا أسف يا عزيزي! و لكن لن يهدد لي بالي قبل أن أصبح زوجتك..
تملل سام قليلا و قال.

- لا تقلقي، قريبا إن شاء الله!
أغاظها جوابه المقتضب، سرعان ما تلاشى ثورتها الى رضى مزيف
- أنا اثق بك يا حبيبي! و لكن جدك سيقف حتما أمام زواجنا
- لا أظن! فقد وعدني بأنه سيسمح لي بزواجك إذا تزوجت لوسي، لن يخالف وعده، أنا متأكد من ذلك!
- و لكن ماذا عن لوسي، لن تجلس مكتوفة اليدين و أنت تخطط لزواجي، سوف تحرض الجد ياسر نحوك!
تسللت ضحكة ساخرة من فمه
- لوسي، لن أتوقع منها مثل هذا التصرف أنها مجرد طفلة!

- أنت تستهين بها يا سام و لكن الليلة لم تبدوا لي مثل طفلة بريئة كما تظن، إنها ماكرة! إنها حتما تسعى وراء ثروتك..
أحاط ذراعه الطويلة على كتفها يشعرها. بالأمان
- أنتى لا تقلقي عن لوسي، إنها تحب العبث و اللعب..
إنحنت نظراته نحو الساعة في معصمه، تأوه بنفاد صبر
- يبدوا الوقت متأخرا، هيا سأوصلك الى منزلك!

أما هي فقد إبتسمت في داخلها نشوة ضامرة و قد جفل في ملامح وجهها نظرات سام جعلت الدماء تسري حارة في شرايينها، و هي تخطط فعلا في آخر الليل.

الحاشية لوسي
إستيقظت بملامح متعبة في منتصف الليل، تملؤني الدهشة، يمتقع وجهي بغرابة، أخدت ثوان استوعب ما حدث، أه أنا في غرفة قدر إذن! أزحت الغطاء الثقيل من جسدي، إختلست من الفراش، لحظتها تباغتني غثيان حاد أطلقتها كقصف عشوائي، يكتسح مساحات شاسعة من السرير و حتى الفستان الذي أرتديه، دلفت نحو الجرس أدعوا للخادمة بحضور عاجل، يا إلهي! كنت في حالة لا يحسد من الخجل، يتربص في داخلي كقنبلة موقوتة..

حضرت الخادمة، إمرأة في ثلاثينيات ممتلئة الجسم تبدوا وديعة، طلبت منها أن تغير ملاءة السرير و تأتي لي فستان من خزانتي في الأعلى فيما أنا جريت نحو الحمام أتحسر على حملي الدي جعلني في هذا الوضع، نزعت فستاني بالكامل، وقفت تحت الدوش أغسل المخاط من جسدي، و دنس الغثيان..

كان الفضاء يضيق أمامي، أستجمع كافة قواي، أخدت روب معلق على جدار الحمام، و قمت بلفها علي جسدي، سمعت صوتا، لأبد و أنها الخادمة قد أتت بما طلبت منها، نشفت المياه من شعري المسترسل، و خرجت..
تراقصت نظراتي على قدر، كان أمامي عاري الصدر، و كنت أمامه يتقاطر الماء من شعري المسترسل..
إنتفض كم لذغته عقرب..
- لوسي ماذا تفعلين هنا! ظننت بأنك قد رحلت!

دفنت وجهي على يداي المرتجفتان، و حل بي صمت يائس، فتلقيت صمتي بصمته و في كلا الصمتين صيحة الدهشة و الشكوك تحتضن وجه سام الدي هبط عليه من سماء اللحظة، يدور كزوبعة و يبتلع وجوهنا المصدومة، تجلى امام عينينا بلا صفارات إندار، وجد أمامه تلامع ذرات الماء التي تتساقط من شعري الأسود المتحرر الى جسدي المتأرجحة حتى أقمص قدماي وأنا لابسة روب حمام حريري لا تخصني، خلفي شاب بكامل نضوجه، عاري الصدر، آه ما أشد وقعته، و وقعتي..

شعرت لحظتها بأنني كنت انا ولست انا، فارغة كإسفنجة، ، لم اعد اشعر نفسي!
لم اكن مدركا لمشاعري وقتها، هل كنت مصدومة أم خائفة!، كنت سابحة لا أحس بالأرض تحت قدماي العاريتين المبللتين مرتجفة، رأسي محلق في الفضاء، تتكاثر الأحداث في راسي وتختلط، ويمتليء ذهني بالصور والتخيلات. تتراكم أمنياتي، حنين فجائي يكاد يسحب الدمع من عيني سحبا...

وقف أمامي كصقر جاء من قبة الأرض البعيدة، راقبت كل تفاصيل جسده الدي يرتجف من الغضب، إرتعاش عضلة فكه من شاربه الأشعث، توسع عينيه الزرقاوين حتى بدت حدقتيه، و الصدمة التي تطير من وجهه كعصافير مدربة على الطيران، ضم قبضتيه، إصطكاك أسنانه، حاجبين كثين كجناحي نسر، هم الموقف، ..

هو لا يدري ما يجري حوله، ربما لن يستوعب حقيقة وجودي في هذا الوقت من الليل في غرفة قدر؟! كيف أخبره بأن هذا ما وضعتنا القدر! هل يصدق صدفة غريبة كهذا! لا لن يصدقني...

أصابته منظري كصفعة فجائية تركته مذهولا عاجزا عن الفهم والادراك..

فقد سام صوابه، تلعب الغيرة في داخله نوعا من العبث الجنوني و الشكوك، و صاح في وجهي مثل المجنون..
- ماذا فعلت يا لوسي؟! ماذا فعلت بي أيتها الخائنة؟!
تبعثرت كلماتي، واجهته بعينين مصدومتين..
- أنا، أنا..
- كيف إستطعت ان تفعلي بي هذا!
- سام أنا لم، كنت..
قاطعني بجملة ساقطة ذون أن أكمل كلامي
- أنت يا لوسي، طالق، طالق..

و مثل صخرة تركت نفسي أسقط من ذون صوت! يتلقفني قدر، بينما كانت دموعي غبش يحجب كل شيء، يطاردني كلمات الطلاق كطلقات المسدس..

خاطبته أليان بدهشة غريبة تعجز عن فك شفرات وجه سام الشاحب
- ما هذا يا سام! لقد قلت لي بأنك ستتفقد لوسي قبل أن نرحل؟! ماذا حل بك؟!
كان يجفل مثل حصان يبث في تحته النار، تتلجلج اللعنة في لسانه و هو يركل خطا وهميا..
- اللعنة، اللعنة
وضعت يدها في كتفه..
- أرجوك يا عزيزي إهدئ..
دفع يدها تلقائيا، أغاظها تصرفه الهمجي..

مسح كفيه على وجهه المكفهر، كاد أن يفقد عقله، أحس رأسه ثقيلا بين كتفيه، تحولت عيناه شفق جمر في محجريه العميقتين، حدق أليان و هو يشد شعره الذهبي الى الوراء، محتارا، مصدوما..
- لا أصدق بأنني طلقت لوسي قبل قليل، لا أصدق؟! ماذا فعلت؟!
إحتارت أليان
- طلقت لوسي..

في لحظة نفسها إحتضنتها حالة سرور و بهجة لا توصف، يكاد روحها تفيض منها بغبطة و سرور، كانت هي مصعوقا أيضا، حاولت أن تستفسره عن سبب طلاقه لها لكن طبقه صمت يائس و هو يدور ذهابا و إيابا هنا وهناك..
أفرد ذراعيه، و أخد نفسا عميقا و كأنه يهدى من روعه إهدئ يا سام إهدى إنتظمت أنفاسه تدريجيا..
خاطب أليان بنفاد صبر
- إعذرني يا أليان، لن استطيع الخروج معك فهناك أمور تشغلني..

تبدد خططها و هي تكشر أنيابها بغيظ و لكنها في نفس اللحظة كانت مسرورة جداً تريد أن تخلوا مع نفسها لكي تنعم بلحظة تخطيط لمستقبلها مع سام وحيدة بقلبه و حبه
تنفست ببطء و تقول بإبتسامة خبيثة
- و أخيرا خرجت لوسي عّن ساحة..

عاد الى داخل القصر متجها نحو غرفة قدر حيث ترك لوسي منهارة، يأكل أصابع النذم و كيف آنت تسرع هكذا بطلاقها ذون أن يستفسر منها، كم كان مجنونا فاقدا صوابه، كيف تجرأت على لفظ الطلاق هكذا، بكل سهولة، لابد أن أرجع الى لوسي، لابد ان أفهم ما حدث؟!
خاط بخطوات ثابتة و ثقيلة، أحس الوقت كعقارب الرمل تهرب منه..
وجد نفسه أخيرا أمام جناح قدر..
دفع الباب بلطف و قلبه يصدر دبدبات عنيفة كاد أن يسمع هديرها..

تسللت نظراته نحو ثقب صغير من الباب..
صدمته الموقف، لقد كانت لوسي تبكي بين ذراعي قدر..
و قدر يبتلع بها في حضنه و يمسد راحة شعرها و هو يهدئها..
أثار المنظر غيظه و جنونه في داخله..
إرتجفت أطراف يديه، أحس بالجنون..
تراجع خطوة الى وراء، لن يستطيع ان يقابلها هكذا، و إلا قتلها، و أجهض طفله..

تمالك نفسك يا سام، لن تستطيع أن تؤدي لوسي و إبنك، هما أفلا شخصان في حياتك، لن تستطيع أن تضارب إبن عمك هكذا ذون أي مبرر و إن لفظت الطلاق بتسرع جنوني
ربط جأشه و أبتعد عن الساحة ببطء ذون أن يلاحظا خطواته الرخوة.

محزنة تلك الليلة، معتمة، سوداء، مظلمة، سرقت البسمة من شفتيي لوسي، لم تتخيل أن ينهار دنياها في لحظة واحدة بسبب لفظ الطلاق، تطلق نحيبا يتردد صداه في أرجاء الغرفة، روحها تفيض من نواحيها هلعا، تتعذب و يهجم عليها شلالا يجرفها الى حيث المعانات، و تمطر من جفنيها دموعا على خدودها..
لا تصدق أنها هي الآن إمرأة مطلقة..
تلك اللفظ التي تحتقرها مجتمعات الشرقية..

كيف ترجع الآن الى منزلها بعد خمس شهور من زواجها فقط، كيف سينظر الناس إليها، كيف ستتفادى تلك العيون من بنات عمها تلتهمها بإزدراء؟!
سأبدو فاشلة في عيونهم!
يخاطبها قدر بألم واجف
- أرجوك يا لوسي، بحق الجحيم لا تكوني ضعيفة هكذا، أنت تبكين لأجل رجل يكبرك و لا يحبك
تأوّهت بحزن، يقول صمتها.

إني أحبُّ هذا الرجل الذي يكبرني، أحبه عميقاً، تُرى ما الذي جذبني إليه، وأنا المخنوقة بحلقةٍ ذهبية تنزّ عبودية في بنصر يدي اليسرى، و لماذا ابكي بعد أن اطلق سراحي، ألست حرة الآن، ماذا يحزنني إذن؟!

دفعت قدر و هي تستجمع قواها، و عاصفة اليأس تجتاح عالمها، تعصفها، بعيدا الى البؤس، عندما تتقدم الى وظنها بعد هذا الغياب، سيكون الناس بإستقبالها. على أحوال، في كلا الحالتين، لن تستطيع أن تبقي هذا القصر أكثر من هذا، عزمت بالرحيل، دلفت تلملم الروب الحريري التي تخص قدر..
و كانت تخرج عندما كان قدر يناظرها بنظرات حيري و يرجوها
- أرجوك لوسي، لا تقومي بفعل متهور، لماذا لا تبقي هنا! أنت لست مضطرة للخروج..

و لكن شللت لوسي، حتى أفكارها و حواسها، مكبلة بزنزانة اليأس و الظلام..
درأت بطنها في يديها، و قالت بهمس
- آه يا صغيري، سيقدر لك أن تعيش في عائلة مشتتة، أبوك لم يحبني يوما، و ها أنا ذَا صرت مطلقة، و قريبا سأصبح أم عازبة، هذا إن قدر لي أن أحتفظ بك و يتخلى سام عن أنانيته
إنتفضت فجأة كالمجنونة..
- لا، لن أسمح له أن ينتزع مني آخر أملي، أنا فقط أعيش الآن لأجل إبني! إبني حبيبي!

تلقفت السلالم ببطء، و تستند الى الجدار كلما خافت العثار حتى وصلت الى جناحها، دلفت نحوها و أختارت الجلوس في المجلس، و تمددت بتمهل بجسدها المنهك
تناهى من خلفها خطوات مبهمة، إستدارت ببطء، و لمحت سام، يسربل الدهشة على قسمات وجهه
نظر إليها بغرابة أحس بإنقلاب لسانه داخل بلعومه..
لماذا رجعت؟! لماذا لم تبقي مع حبيبها!
عصفت دماغه أسئلة حيرية..

أما لوسي، لقد كانت تنظر إليه بحقد و إزدراء شديدتين، أحست براكين تنفجر داخل مخها دبابيس حادة، نهضت بثقل نحو غرفة نومها و تحجبت بالكامل، أثار هذا دهشة غريبة في نفس سام، فأحس بسخرية منها و سكت!

إبتسمت في وجهه بشماتة واضحة مخفية وجعها الشديد و خاطبته بجدية
- أريد أن أوضح لك بعد الأمور بما آنان لم نعد زوجين...
نظر يصغي إليها ذون أن يقاطعها بكلمة
واصلت برصانة
- أولا، أطلب منك أن تغادر الى غرفة أخرى أخرى، فأنا من اليوم لا يحل لك رؤيتي غير محجبة، هل تفهم..
إبتسم بخبث و إزدراء، و خاطر قلبه، لماذا لا تقول هذا لقدر حينما كانت تقف بين يديه شبه عارية! عاهرة لعينة!

ثم تابعت لوسي ذون أن يتبدد ثقتها بإبتسامته اللعينة
- ثانيا، أرجوا منك أن تعيدني الى أهلي بسرعة...
- بالطبع؟! و لكنك لن ترحلي مع إبني!
تشنجت أعصاب لوسي..
- إبنك! ها و ما يدريك أنه إبنك، الم تكن تتهمني قبل قليل بالخيانة! إنسى هذا الطفل في داخلي سيكون له أب آخر
تسعرت نار الغضب في داخله، أردف
- ماذا تقصد بكلامك يا لوسي! أيتها اللعينة! لن تدنس شرف إبني بألفاظك العاهرة.

- لن أسمح لك بإهانته أيها اللعين! أحذرك، إياك أن تطلقي لفظ العاهرة علي..
بدا من لهجتها بأنها تُمارس على نفسها أقصى درجات السيطرة على الأعصاب..
خاطبها بتهكم جارح
- أصمتي، لست في موضع يسمح لك بتصرف و كأنك عفيفة، أنت عاهرة، لو لم تكن حاملا كنت أردفتك بركلة خارج قصري إيتها الوضيعة
حافظت لوسي رباطة جأشها و ظللت تنظر إليه بسخرية و تحد ثم أردفت
- ماذا عنك! أنت عاهر آخر! أم أن اللفظ لا تنطبق عليك لأنك رجل..

أغاظه لهجتها الواثقة و الساخرة، قطب حاجبيه و نظر إليها منذّرا و محذرا
و لكن لوسي واصلت كلامها بجرأة
- لا يوجد شيء إسمه إمرأة عاهرة أو رجل عاهر، هناك فقط إنسان سيّء الخلق و ساقط و انت مقياس ذلك الإنسان، لآنك تركتني و هرولت نحو عشيقتك، فما حدث كان بسببك، كله بسببك؟!
- هل تنتقم مني على نومك مع قدر..

صمتها أعطاه مثاقية على أن ما فعلت به كانت الحقيقة، فهجم عليها منفعلا فاقدا صوابه، أمسك بكتفيها ثم راح يهزها بعنف
- كيف أمكنك أن تفعلي هذا، لماذا خنت حبي يا لوسي! لقد أحببتك من كل جوارحي!
ردت ببرودة فائقة و كأن لا يعنيها إي شيء
- هذا لأنك لم تخلص لي حبك!
خاطبها بإلم مختنق
- لأجل هذا ذهبت و أرتميت في حضن قدر..

تلاشى ملامح الحزن ليحل محلها غضب، توتر أعصابها بقوة عندما شعرت بأنها تراقب وحشا ضاربا على وشك الإنقباض على فريسته
أمسك بشعرها و لوى رأسها بقسوة مزيحا ملائتها السوداء، أطلقت صرخة أليمة..
همس في أذنها بقسوة...
- تعالي هنا أيتها العاهرة
- ستندم يا سام، ستندم
أطلق ضحكة خبيثة
- على ماذا أنذم؟! الوقت الدي ضاع مني و أنت تمنعين نفسك عني بجسدك الجميل و لا أفعل ما يتحتم على الزوج أن يفعل..
- و لكني لم أعد زوجتك!

غاث إياها بعناق جامح مجنون، نزع بقية الباقية من عباءتها بعصف جنوني
صرخت في وجهه بخوف
- أتركني أيها الحقير..
- أصمتي، إنها طريقة أنتقامي على خيانتك لي أيتها الوضيعة..
- لا أنا لم..
قاطعها بقبلة مجبرة على فمها بقسوة و هو يشبك قبضته في شعرها، إعتصر شفتها السفلى حتى أدماها..
- لك شفتان نهمتان يا عاهرتي
لم تتأوه فقد كانت قبلة لم تدق مثلها أبدا..
أتبعها قبلات عنيفة في رقبتها، و هو يحملها..

وضعها على السرير و هو يقول بخبث
- هذه هي فتاتي المطيعة، إبقي ساكنة، و هادئة..!
إلتفت إليه بغضب و همت بالإعتراض لولا أنه أسكتها بقبلة مجبرة أخرى على فمها، يفوح منه عطر رجولي يختلط بالشهوة و الشوق، ما بك يا لوسي؟! لماذا لا تتعرضين؟! ذراعيه القوية يوقفها عن الحركة! إنها مشلولة بالكامل..
إنزلقت شفتاه في شحمة أذنها
- سأكد لك بأنني مختلف عن غيري يا عاهرتي
قاومته قائلة
- أيها المعتوه الغبي، أتركني..

و بطريقة ما حررت يدها، و تحررت منه، و لكنه أمسكها من طرف روبها الحريري و جذبها نحوه، يطوقها بذراعيه من الفولاذ
- لماذا تهربين يا لوسي، لماذا انت باردة هكذا، لم تكونى كذلك قبل قليل، حتى اننى ظنتك!، ظننت وانت بين ذراعى تكنين لى، ال..
قاطعتة مبتعدة عنه تقول بازدراء...

- اكن لك ماذا يا سام؟!، الحب، قالت بمرارة وحقد، وكيف يكن المذبوح لجلادة الحب، هل فقدت عقلك لتتخيلنى اكن لك تلك المشاعر، انت حقا مغرور، لقد أجبر على بزواجك وقت أزمة عائلتي، لقد اشتريتنى بديوننا، كيف تجرؤ وتفكر بى كحبيبة لك، انا لن اعطيك قلبى ابدا، لن اكون جارية لك...
ألم تطلقني! لا يجوز لك لمسي اصلا.

أطبق فمها بقبضته، و همس بغضب في أذنها
- أصمتي أيتها الوضيعة، ريتما أنتهى منك..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة