قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أهذا زوجي و ليلة دخلتي للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الثاني

رواية أهذا زوجي و ليلة دخلتي للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الثاني

رواية أهذا زوجي و ليلة دخلتي للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الثاني

تجترفني الأيام لأعيش وحيدة.
بعيدا عن آمالي
و أحلامي
و تطلعاتي
و أنظر أمامي وحولي
عن يميني و عن يساري
لا أجد إلا القيود
الأغلال
الحقد، الكراهية، الخديعة، التآمر
أتذكر الأيام الجميلة في أمريكا، قبل أن نفقد كل شيء و نرجع الى الوطن
ماما كانت ترقص مع بابا أمام. الجميع أثناء الإحتفال بعيد زواجهم
كم كان الجو مفعما بالحب و الرومانسية ذون خوفهن الرقباء اللائمين الحاسدين.

كنت مع صديقاتي نمرح كثيرا و ربما يأتون إلي لمناوبة ليلية ننام في غرفة واحدة و نتحدث عن الشباب او نلعب لعبة الحقيقة و الجرأة
عندما أفكر مرة أخرى عن تلك الحياة، كانت حياة خالية عن الحب، أهلي كانوا أنانيين، يعيشون بالمادية
حلمت يوما بالحب لكثرة ما أسمع هذا الكلمة، حلمت بها، فأنا لا أعرفها؟ و لا أعرف كيف هي؟! ما طعمها و مذاقها، ما لونها و شكلها؟!

لم احس يوما ولم ار أي موقف يثبت لي انها امي الحقيقة من العطف والاهتمام والتضحية او على الاقل لم احس يوما انها تذكرت اني موجودة و اني مريضة اني محتاجة
دائما تنساني حتى عندما امرض فهي لاتهتم بي بل تلمس جبيني وتقول: ( ماعليك حرارة)
عندما تتغدى على اشياء لااستطيع اكلها فانني انام جائعة ولا تسأل عني.

عندما لا اكون موجودة فهي لا تسأل اين انا ولم لا ااكل
كذلك عندما تشتري من السوق فهي تشتري لنفسها فقط و لأخواتي الصغيرات و على آخر المضيلات.

حتى اذا كانت هناك حفلة او سهرة فانها تسال عن لبس اخواتي الأصغر مني وتستشير خالاتي ماذا تلبس اختي وكيف تعمل شعرها اما انا فانسق لبسي واقرر ماذا ساعمل بدون أي اهتماما من امي ولاسؤال بل اسعى لسؤال البعض دون ان يعطيني رايه او يقدم لي المساعدة بطلب امي بل بطلبي انا
هذا موقف بسيط من مواقف كثيرة.

اشعر فيه باليتم وعدم المبالاة من الاهل ولا رى في هذه الدنيا شخصا واحد يهتم بي او يسأل عن حالي اويلاحظ مرضي او حزني
احس انني في هذه الحياة اكبر محرومة فانا اعطي الكثير من صغري ولا اجد سوى التوبيخ والاحتقار خاصة واني عاطفية واحتاج للعطف و(الاهتمام).

فاذا تعبت احدى اخوتي او حتى امي اذهب لاحظر لها الدؤاء والعصير وانصحها بعض النصائح ولكنني لا اقابل بشكر لانهم يعتقدون ان هذا واجبي
بعكس لو فعل احد من اخوتي اقل من ذلك شكر وبجل واشتهر بما فعله
انا حقيقة لا اريد الشكر
اذا كانت عند امي مناسبة فانا الكوفيرا والوصيفة والمنسقة اصعد الدرج وانزله لاحضر ما تحتاجه امي! و لا أجد رد الجميل أبدا!
منذ صغري ربتني الخادمات، أمي ولدتني لا أكثر!

أبي، كم أكرهك يا أبي! لقد ضحيت بي! فقدت كل الأحلام التي نسجتها، و خاصة حلمي الحقيقي!
حلمي الوحيد، الحياة مع الحب، بعيدا عن المادية، عن الجفاء.

أنا يا أمي، لماذا أتيت بي الي هذا الدنيا؟! أنت لا تحبّني، لقد تخليت عني!
توقفي يا أمي، لا تقل أنكم لم تبيعوني!
توقف يا أبي، هنا في السوق، نعم أنه يحمل بكل مفاهيم السوق، هناك عرض و طلب، بائع و مشتري، انا لم أكن سوى بضاعة ( موجهة ) لكم لتبيعها في النهاية.
أنا يا أمي أبدا لست متشائمة و إلا لما وجدتني حية
و لماذا إنتحر، و لأي هذا سأفعل، أنتم تخليتم عني، و لن يبكي أحد على فراقي، حتى زوجي إنه يحب غيري.

أنا لا اخشى الموت، و لا شيء بي يتحرك لو تراءت لي عمري كله، ولكن اخشى الوحدة و أن لا اجد أحد يحبني و تستميل عواطفه ليلي، لأنني وحيدة و كنت كذلك منذ صغري!
لقد تعبت، تعبت عن الوحدة، تعبت عن التفكير، تعبت عن البكاء
مظاهر الألم و التعب تنهك أطراف جسمي، لمحت المرآ ة في الردهة.

جسم نحيل و علامات الجفاف لا يكاد يخلوا منها طرف من بدني، شفتاي متشققتان، عيناي كأنهما يفقدان الوعي، لا أتذكر متى كانت اآخر مرة صمت عن الطعام.
تمسكت عروة باب الحمام، أشعر بانتهاك شديد، اشحت كل ملابسي، و دخلت عارية في حوض الحمام التي ملئوها بالماء الدافيء حتى استعيد حيويتي و نشاطي، كان التعب يقتلني،.

أحسست بدوخة وحرارة في الصدر وضيق في التنفس وكان الإحساس غير طبيعي فقررت أن ابتعد من مكاني و اخرج عن الحوض ولكن رجلي لم تعد تحملني
أحس بالدوار فإذا بي ارى الحمام مضاء بإضاءة قوية غير طبيعية، ثم سقطت مغشيا على الماء
أحسست وقتها ان اجلي قد بنى، و كان الماء تاخد أنفاسي شيئا فشيئا
نعم سأموت و كنت اشعر نوع من رضى
سأترك حزني والمي ووحدتي
سأترك كل شيء.

و في تلك اللحظة، دخل سام الى الحمام، ليجدني عارية متربعة في حوض الحمام، جسم هزيل، و عينان غائرتان، و أطراف مرتعشة، إنتفض مذعورا، يتعثر بسيره الواهن القوي..
ماذا تفعلين أيتها المجنونة؟!
أيتها المجنونة؟!
سمعت صوته تقطن المرارة، و شعرت بيد تمسك بي و تسحبني بقوة من الماءالدي كادت أن تذهب بأنفاسي..
شرعت بالبكاء على صدره، أغظي نفسي بنفسي، أضع يداي الهزيلتين على نهديَّ الصغيرتين الناعمتين.

كم أنا بائسة، و ضعيفة، و مشلولة
كنت خائفة، كان ذلك مؤلما، عندما عجزت عن التنفس، لم أرغب الموت، أنه مخيف حقا..

حملني بين دراعيه، و أنا لا أقوى سوى البكاء، بكاء يشبه التفجع عن حياتي كله، وجدني لأتحول الى طفلة خائفة، مدعورة، كنت أرتجف بين ذراعيه، ووجهي محتقن بالألم، أرفض الإفتراق عنه، و هو يهدئني و يمسد راحته بشعري إهدئي يا صغيرتي، إهدئي، أنا هنا، لن أذهب الى أي مكان.

وضعني الى الفراش، ثم غظا على البظانية جسدي العاري، فهبَّ أن يتركني قليلا، ليأتي مسكنا لصداعي، و لكن تعلقت برقبته، أرفض الفراق عني، أخشى الموت لو تركني أن يفتك بي..
إبتسم بإبتسامة ناعمة على تصرفاتي الطفولية، ثم همس بأدني لا حدَّ لعنادك ثم وضع يده على كتفي النحيلة، و شدني الى صدره نامي في حضني فهو أدفء من الوسادة.

ما ألذ هذا الشعور، ، أشعر أني أطفوا في فراغ متهم، و بدأ صداعي يتفتت شيئا فشيئا، أشعر الدفء يدثرني بين ذراعيه، و فوق حضنه، يتغلغل الى قلبي المرهفة بالحنان و الأمن و الأنس، و كان يداعبني بأنفاسه القوية..
سام وهو يمسد راحته بشعري كقطة أليفة حبيبتي، زوجتي، أنا أحبك، و لكنك لا تدرين، إياك أن تتركني، و تفكري بالرحيل وحدك ثم قبل رأسي بشفتيه الطريتين...

ماذا يقول؟! ماذا يفعل؟! هل أوهم حقا! لا يمكن أن يكون هذا سام، الجامد الكلمات، تورَّد وجنتاي ثم اصفر و صار كالزعفران، ما هذه الكلمات المخجلة التي تخنقني، و تمنعني عن النطق، لم أستطع أن أرفع نظراتي اليه، لماذا قال ذلك؟! ليشعرني بالإرتباك، أم أنها لعبة اّخر من ألعابه حتى يقتل ملله، أم شفقة مؤقتة..

ثم بعد فترة هدوء، أتى بحساء ساخن لذيذ، و أخد يدفعها في فمي، و قد علا في وجهي خجل طفولي، أخد يناولني الطعام بصمت واجم، ما ألذ الأكل من يده..
غريب هذه الليلة، أحس أنه بالغ في إهتمامه بي، متى بدأ يكترث لأمري، أنا أعرف أنه لا يحبني، من المستحيل أن يتغير مشاعر الإنسان كسرعة البرق الوميض، إنه يؤدي واجبه الثقيل فحسب، يا له من ممثل غير بارع، يبعث في روحي اّمالا كاذبة..

نفسي الغبية التي تريد الدفء بأي حساب، أعدرني و لكن يجب أن أوقف هذه المهزلة السخيفة، و أكون قوية، و لا أحتاج لمثل هذه العواطف المخادعة
قلت بوجه متجمد شكرا، و لكني بخير الان، لا مزيد من شفقة.

وجه اليَّ نظرات تصوب نحوي كالسهام، نظرات طويلة مستفيضة، تسمرت في مكاني، و اضطربت تحت تأثير نظراته الهادئة، ثم تبسم، و قال بهدوء مبالغة أخافتني أكثر، و في يده كوب من العصير كان يشربها الشفقة! كلا يا صغيرتي، فأنا أحبك كما أحب هذا العصير الديد، الحلو، و أتوخ لأدوق طعمك يا تفاحتي! ثم مايل راسه، أطعمك، ثم حتى أشم رائحتك من جسدك الذي يفوح منها البراءة النقية، ، من يريد أن، قاطعته..

توقف، أنا لا أريد شفقتك الناعمة هذه! أنت لا تحبني، و إلا، و إلا
سام، و إلا، ماذا؟
جمعت الدموع في عيناي و أنا أقول و إلا لما تركتني لوحدي كل يوم هنا.، ثم بدأت أجهش بالبكاء، دموع ناعمة تتدفق من عيوني الداكنه، و قد وضعت يدي على صدري الذي يحترق لوعة و حزنا، رأيته واقفا مندهلا، لا يعرف كيف يتصرف! شعرت بأنه يريد أن يبكي أيضا، عيونه الزرقاء يتلألئان..

مسحت الدموع براحتي، وقد حل بيننا صمت، عيناه ثاقبتان ينظر إليَّ، و انتبه على أنفاسي المتلاحقه، و نهداي اللذان يرتفعان و ينخفضان بحرية تحت الغظاء، و التي لم أوطرهما بحمالة الثديين..

شعرت بالإرتباك على نظراته، و رفعت يداي بحركة سريعة لتغظي صدري، أخفي لهثاتي، فاقترب مني بشدة حتى أحسست شعر ذقنه يخز في وجهي، و يذغذغني، أحسست منه مشاعر مضطربة لا أفهم، شدني الى صدره، و كان به رغبة جامحة في أن يحتَّك جسدي..

لكنه تراجع الى الوراء، ثم و ضع يده على يدي و قال عزيزتي، أنت مازلت ضعيفة، إستريحي، الوقت متأخر، سأنام على الأريكة و وجوم يصدع وجهه، و لكن يدي تحركت بسرعة فاقت تفكيري، فأمسكت طرف قميصه، و قلت مبهور الأنفاس، و الكلمات تتشتت مني يمكنك أن، أظن، أقصد نم هنا معي
قال بسعادة غامرة يا لك من زوجة صغيرة ناعمة! كم أنت عدبة و رقيقة!

ثم نام بجاني، و اضجع على الوسادة، ( لا تفكرو بأي شيء، لم يحصل بيننا شيء بعد ) مجرد نوم بريئة، قد يبدو غريبا، و لكنه غرق في نوم عميق و بسمة جميلة في وجه.

غالبني النوم كأني سكرت في لذة الأحلام، أحلام بقدود النواعم، خده ورد، تشعرني كأني تدوقت حلاوة العين ( لا أعلم ماذا يعني ذلك )؟!، حتى أنا لا أفهم، كتاباتي اليوم شبه أحلام، نسج خيال، هههههه
و فيه تبحرت في نسيم القبلات، و في روضة الحوريات، و في وسواس خيال خيال جامح، و نور يتوهج ضياءا، كبركان عذراء..

أخدني الى عالم يتحقق فيه المستحيلات، عالم أشبه بعالم الأمنيات، يدور في المسحوق السحري، تتبعثر بالهواء، و منزل كقالب حلوى تثير الشهية، و أشجار بالنعناع، و أرض برائحة شوكلاتى، تتلألأ بأنهار من حليب و أخرى عصير ورد و ياسمين، و هناك وراء الهضات بإنتظار شعاع الشمس، شمس لها عينان متبسمتان، و فم ترتسم فيه سعاد غامرة، ثم أخدت فرساتها بإحدى أشعتيها و صارت تلون عالم أحلامي..

إستيقظت أتقلب فوق حضن سام، و جدت نفسي نصف عارية، و قد انحسر ثوبي بين فخديَّ، مستلقية فوقه، هبت مذعورة، و أرتبكت، لمنه كان نائما، نائم بعمق و شخيره يملأ المكان..
نظرت إليه، لعابه فوق خده، و يده الأخرى تحت بنطال نومه، شعرت بالإشمئزاز أبشع منظر في الذنيا صورة رجل نائم حتى الظهر
ذهب الى الحمام و غيرت ملابسي ثم رجعت لأجده ممدودا على الفراش نائم، لازال نائم بوضع مقيت كالخنزير.

هيه، هيا إنهض، االنهار قد إنتصف و أنت نائم
إستيقط سام منزعجا، نظر إلي كأنه يعاتبني على قطع نومه الذيد اللعنة يا لوسي، ثم قام بتلبد و كسل، و هو يمسح اللعاب بكوعه، و العجز لاهية تسوط جسده، فدخل الحمام، قمت و أعربت الفراش و المكان، فكانت صباح جميل، المطر في الخارج لا يتوقف، يشعرك بالنعاس، يغسل أوراق أشجار الخضراء و ورود الربيع..

و هناك مدفأ متأججة بنار تبعث الدفء في الغرفة و في مشاعري أحاسيس حميمة، و يقابل المدفأ نافدة زجاجية عريضة تغظي نصف الجدار إرتسم فيها نسيم الصبا و قطرات المطر العدبة
و بين تلك النافدة الساحرة و المدفأ طاولة صغيرة فوق سجادة قظنية نشتف فيه الشاي أنا و زوجي سام..

كل المناظر الرومانسية في الغرفة تأمرني أن أبدأ بشعور جميل تجاهه، أصوب نحوه نظرات بكل معنى الإغراء، و هو ينظر إليَّ بعينين زرقاوين تدل على التناغم، يرتشف الشاي و يتأملني بين حين و اّخر..
كان قد حلَّ بيننا صمت و هدوء، و كنت أستعيد أحداث البارحة، كيف كان رومانسيا! و كيف كنت بين دراعيه كطفلة! و شعر ذقنه الذي كان يخز وجهي و يذغذغني، و رائحته! رائحة رجل معطرة مع عرقه..

كنت أستعيد في ذاكرتي كلماته أحبك و كيف إرتسم شفتاه الطريتين فوق رأسي، و حين مسد راحته بشعري فغقوت فوق صدره، كم كان النوم ناعما! نوم كلها أحلام نوم وردي
أظلمت السماء السحاب، و لا زال يدغدغني مشاعر، مشاعر يرغمني بقبلته، اّه لو كنت ذلك الشاي الدي يرتشفه، فيلامس شفتيَّ على شفتيه، الدي هو أعدب و أرهف من قبلة الأطفال.

إقتربت منه قليلا، أصبُّ له الشاي، نظرني بعمق و عينان ساحرتان جعلني أرتبك و أنسحب مبتعدة بالعة ريقي، يعتريني مشاعر خجل..
فقال بمرح و هو يتأمل منظر خارج الجميل من خلال النافدة طفلة كعبير أو عصفورة صغيرة أم سمكة تقاوم موجا
قفز قلبي، و انجرف كلمات من لساني لم أكن أفكر بالقبلة.

يا إلهي، بحق الجحيم، ماذا قلت! إتجهت نظراته إليَّ، ينصت ُ لأنفاسي السريعة، إقترب في وجهي، أغمضت عيوني، أتخيل أنه يريد تقبيلي، ثم ضحك بعنف ساخرا طفلة بملامح أنثى اكبري يا حبيبتي، ربما سأفكر عنك بعد سنتين، أو ربما عندما يكون حجم ثدييك يملئ أصابعي
شعرت بخجل شديد، و أخدت أرمخ صدري بلمحات سريعة، أتفقدهما أن كانا بارزتان، شعرت بإحباط، حين وجدتهما لا يكفيان حتى لإصبعين، ماهذه المهزلة!

عدت أنظر الى سام بوجه تلوح منه الإكتئاب ، عيناه كادا أن تدمعا من شدة الضحك
قلت عابسة ما المضحك!
قال لا، لا، لا شيء
ثم أبتسم، و عاد ينظر إلي و أنا لا أعرف ما دهاه، فقال طريقة طبيعية لتكبري بسرعة، هل أخبرك بذلك؟!
قلت ماذا تعني
قال ألا تريدين أن تعرفي كيف يكبر ثدييك حتى أقبلك كما تتمنين.

تغير ملامح وجهي، و انتابني غضب عارم يسحبه الإنفجار، ماذا يظن عني لعبته، إبتسمت قائلة أنت تضحكني، صدري طبيعي و لا يحتاج الى تكبير أو أيا من ذلك
مع أني كنت أتكبر إلا أنني كنت راغبة بأن أعرف ما يفكر به، و لكن أكره سام و أمقته، فدائما ما يتلاعب بي كأني دمية، تبا له، لن أسمح له بأن يفعل ما يريد بي..

سام أخد هاتف الجناح يطلب خدمة الغرف بزيت زيتون، و بعد قليل سمعت جرس الباب، فهب الى الباب، و جاء بعلبة يملؤها الثلج فيه زجاجة زيت زيتون، كنت مندهشة، نظرت إليه بإستغراب و تعجب..
قلت له أمرك مضحك، هل تشرب هذا الزيت أم ماذا؟!
قال يبتسم بخبث صبياني هه، أدلك بها
قلت و قد انتابني الغضب مرة أخرى قلت لك بأن حجم صدري طبيعي جدا، و لا حاجة لذلك
قال أنت في مرحلة النضوج يا صغيرتي، و أنا أوفر عليك مساعدتي مجانا.

فأقترب مني لا يأبه لكلامي، و بدا مصرا، فاصبح فوق و كنت مرتمية على السرير، ساط في جسدي أنفاس لاهثة
قلت ماذا تفعل يا سام؟! لقد قلت لك بأني لا..
همس إهدئي قليلا
ثم أخد يلعب حمالتي الصغيرة حول نهديَّ الصغيرتين، ثم همس في أذني هل أنزعها فشعرت بأن جلدي قد توقف، قشعريرة يسري أنحاء جسدي، ظل صدري يعلو و يهبض مما إشتعلت به لثوان، أما هو خرج بهدوء و رتابه، ولم يبالي!

ماذا فعل بي؟! لماذا كان الضعف يسوطني، بدا جادا و ظننت بأنه حقا بأنه سينزع ثوبي من فوق، و يزيح حمالتي، و يضع قبضته فوقها و يعصرها، لم يحدث ذلك، تبا، لكن لماذا مازال الضعف يسوطني مع أنه تركني، و ماذا كانت تلك الكلمات التي سحقتني بالكامل...

بينما يتضارب قلبي من ذلك الهول، كان يقف قرب النافدة يتأمل منظر الخارج ثم فتح أبوابها يستنشق رائحة المطر الذي توقف و هواء النسيم، يستمتع بنسيم الأشجار الخطراء التي غسلة المطر قبل قليل، فقال سام تجهزي، سنسافر غذا الى فرنسا.

قلت له غير اّبهة فرنسا، لن أذهب الى هناك أنا لن أترك وظني و. أبتعد أهلي و أصدقائي، إذهب وحدك
إشتعل غضبا و قال بصوت متجهم الأمر لن يرجع لك، أبيت أم رضيت، ستدهبين أينما أذهب، و تفعلين ما أقول لك.

أشحت وجهي حتى لا يقرأ الحزن الذي إتختلجت في ذاخلي، فقلت له أنت تصعقني، أشعر حقا أنني طفلة أمامك تقرر حياتي كما تريد، أنا إنسانة بروحها و عواطفها، ولدي أحلامي و طموحاتي، فلا تقدرني، تقلل ذاتي و تتجاهل مشاعري، كل ما أريد أن أعيش معك كأي زوجة مع زوجها بالحب و التفاهم، لا أن تفرط عليَّ بأوامرك و كأني خادمة أو أمة لك.

تلاشت اّثار الدموع من عينيَّ التي مسحتهما بكفي بسرعة، أما نظر الى سام نظر الى السماء و هو ما زال قرب النافذة، إمتص نفسا عميقا، ثم إنحنى على الأرض و ساط في وجهه كاّبة عجبية، فقال بصوت خافض هادئ بملامح حزينة أنا في الحقيقة لا أعرف ماذا أفعل! هل أطلقك أو أبقيك؟! أفكاري متشتت و عواطفي مختلجه! حقا لا أعرف كيف أعاملك! أنت في نظري طفلة، طفلة صغيرة
قلت له و أنا أدافع البكاء إن كنت تعرف ذلك لماذا تزوجتني!

أدار وجهه، و تجاهل سؤالي، فقال بنبرة هامسة وطبي أشيائك سنسافر غدا صباحا.

هربت من الغرفة و أمام أنظاره و ذخلت الغرفة الأخرى، مغلقة الباب ورائي، كانت كلماته كالسهام يرضخ في قلبي بعنف، أشعر بإنكسار و كمد شديدتين، وجع عنيف تمتد في أعماقي، ألم و لوعة حارقة تفتكني، تضرم أحشائي، ما الأمر؟! ما الذي يحدث؟ ماذا حصل؟! لماذا أبكي بعنف!؟ ما دهاني أنفخني البكاء و أحمر، هل جرخني حقا تلك الكلمات التي صدرت منه، و لماذا أبالي، هل حقا أحب ذلك الوغد! أشعر أنه صرح بأني لا مكان في قلبه، هل خدعني تلك الكلمات العسولة التي قالها ليلة، لماذا مع أني كنت أعرف بكدبه! هل تغلغل في قلبي دون أن أشعر! أشعر بأني طُعنت بسهام مسمومة...

ما ذنبي أن أعاني كل هذه المرارة و الألم، إلى أي مشاعر يجاش نفسي، و أي رواع قلب هذه، أي إضطراب ينتابني، بالكاد أفهم نفسي، هل هذا مشاعر حب؟! أم مشاعر كراهية و حقد؟! أم شعور بالأسي!
أشعر بأني أحبه حبا شديدا، بل إنه أول رجل أحببته، سأواجهه بالحقيقة! و لا يهمني كيف رفضي و كيف سيرفضني..

خرجت من الغرفة بعد ساعات طوال، مجرحة الفؤاد، قابلته و هو يخرج من الحمام هادئا يلتف بمنشفة ناعمة، نظرت إلية و أثر البكاء الشديد على وجنتيَّ محمرتين، مكلومة الفؤاد، أسدد نحوه نظرات حزينة، إبتسم إبتسامة باهتة و قال و هو يرفع حاجبيه ما بك يا زوجتي الحسناء! لم الغيوم تغظي وجهك، إبتسمي لترحل السحب و ليصير للحياة طعم المبرومة ثم تنهد بعد صمت طويل لاح بيننا..

فقال على أية حال، لن أجبرك على ذهاب معي، أنت حرة، لن تكوني سعيدة معي، تستحفين من هو أفضل مني، يسعدك و يحبك، سأرسلك غذا الى أهلك و أقول لهم بأني سأرجع لك، ثم سأطلقك بعد سنة، وقبل ذلك عودي الى المدرسة، و عيشي حياة سعيدة و لا تفكري بي أبدا.

كنت أريد أن أقول له إنتظر سام، أنا أحبك، أنا مستعدة لأن أذهب الى اّخر الذنيا معك، فقد لا تتركني، كل ما أريد أن أكون بجوارك، لا يهمني من تحب و من تريد أن تتزوج، فقد خليني أكون بقربك...
و لكت إختنق الكلمات في حلقي، خُرس لساني، و لم أستطع أن أنطق، و شُلت جوارحي، فلم أستطع الحركة..

سال دموع غزيرة من عيوني و أنا واقفة و في صمت واجم، و سام ينظر إليَّ مندهشا، فقال لماذا تبكي، ألا تريدين أن تعودي الى حياتك السابقة..
قلت و بالكاد يخرج الكلمات من حقلي لأنني، لأني لا أريد ذلك!
سام ألست من سفح دموعك في ليالي كثيرة، ألست من تركك في وحدة و خواء، لماذا إذن!
قلت له و أنفاسي مبهورة لأني، أحبك!
نظر إليَّ بحنان و ابتسم يشاكسني و ماذا أيضا؟!

قلت له و أنا أنظر الى الأرض بحياء و لأني لا أريد أن أخسرك سأذهب معك، ثم تابعت كلامي و أنا أرتجف لأني لا أقدر الحياة بدونك
أمسك يدي التي ترتجف ووقف يتأملني للحظات ثم إبتسم لي إبتسامة دافئة و دنى مني و أنا لا أرفع نظراتي إليه حياءا لماذا لم تظهريها لي من قبل، ثم وضع أصبعه فوق شفتي السفلى، يمررها كأنها أحمر الشفاة..
يتأملني بإفتتان و يدقق نظراته حول شفتاي، قال كم كنت مغفلا لأحرم من نفسي فتاة عدبة مثلك.

قبلني قبلة ناعمة، شعرت بأن كياني كله قد نزت مني، تمنيت أن تدوم تلك اللحظات الى الأبد، و لكن رنين هاتفه يقاطع سكون الليل، و يقاطع لحظتنا الرائعة التي شبه أحلام..
أخرج من بنطاله، فردَّها فإذا بصوت غاضب يصدر منه يقول أيها المغفل، أيها الأحمق، غبي، جاهل، ليتني لم أكن جدك
سام في حيرة و إندهاش يرّد ماذا فعلت!؟

الجد لا تكن أحمقا، ما هذا العمل و الxxxxات التي تسوقها و أنت في شهر العسل، هل يعقل بأنك تترك زوجتك في أيامها الأولى معك، أيَ أحمق ربيته!
سام عفوا يا جدي، و لكنك أنت من علمني أن الشغل و التجارة أهم من كل شيء
الجد أما تسمع كلامي، عدّ الى هنا، و ستدفع الثمن غاليا، مع السلامة و بهمسة قال يا له من مغقل.

أغلق الهاتف و عاد الى الى الفراش ليجدني أحبس أنفاسي من الضحك، صبَّ إلي نيران غضبه و عيناه يتطاير منها الشرر، إرتبكت و بادرت بالإعتدار على الفور أنا ااسفة أنا اسفة أمسك يدي بقوة و قال بهمسة دافئة في أذني ما ذنبك أنت يا لوسي، كان عليَّ أن أكون واقعيا أكثر، بأني تزوجتك حتى أتزوجها، و لكن إندفعت وراء عواطفي و أحاسيسي تعالى على الواقع المرّ، ما ذنبك أنت يا عزيزتي، سنظل معا نتقن لعبة الحب..

نظرت الى الأرض بأسي و حزن مبالغ لا أدري من أين جاءت فقلت لا بأس، أنت حرٌ فيما تريد، و لكني سأظل أحبك
سام حتى لو نزفت جروحك أكثر، و تزوجت معك
قلت سأظل أحبك الى اّخر عمري، و لكن لا تتخلى عني و تتركني وراء كومة الغيم، سأموت بذونك
سام قل لي، يا لوسي لماذا تحبني؟! ما الجيد في رجل مثلي؟!

إبتسمت أتمعن النظر إليه بإنجداب، فقلت أحببت فيك التناقضات فأنت كالملاك أحيانا و كالشيطان تارة أخرى، أو ربما أحببتك لأنك اّسر ووسيم، أو تعجبني لأنك ذلك النوع من الرجال غليظ الملامح، بارز العضلات، يرنوا إليَّ من عل كعقاب، و لكن لا يقول أحبك بل أريدك..
سام ينظر إليَّ بتفائل يبدو أني كنت مخطأ بشأنك يا لوسي، أنت أنثى كاملة، أنثى ناضجة..

إنحنى سام عليَّ، فلامس خدي الناعم خده، همس فأمسك دقة خصري الذي يتأرجح من تحته شعري الطويل، دعني أطفؤ غريزتها الأنوثية ارتفع صدري كإرتفاع أمواج البحر الدي تعّب عبابه، شعرت بأني أذوب بين ذراعيه كما تدبل الوردة التي كانت منفتحة بالأمس القريب،.

جسدي يتحلل من فرط الإحتراق، شعره الذهبي يتدلى فوق وجهي، و أنفاسه يضارب أنفاسي حين لم يكن بيني و بين وجهه سوى مسافة أصبع، إقترب قليلا حتى لامس شفتيه شفتيَّ، بينما كان يمرر أصابعه فوق كتفي، كأنه يريد أن يزح ثوبي ببطئ، فشعرت بخوف شديد، جعلني أرتجف بشدة، شعرت بخوف كأنه عاصفة هوجاء تقتلع قلبي من جذوره..
لماذا فجأة أخاف و يجتاحني خوف أصفر بعد أن رغبت به بشدة، أظن أن الأمر يتعدى مجرد قبلة بريئة؟!

كاد يعري صدري بالكامل لو لا أني أمسكت كفه بكفي الباردة المرتجفة، شعر بأنني أخاف؟! فلاح من عيونه حزن مشوب بالبراءة، فتركت يده، و أغمضت عينيَّ، و قبلي يضربني بشده...
لم يتحرك لثوان، أمسكت يده و رفعته أضع فوق صدري، و ما زلت مغمضة العينين، خائفة يعتريني الإرتجاف! شبكت يدي بيده، و قلت أنت حبيبي يا سام
نظر إليَّ بحنو و قال هل أنت خائفة يا عزيزتي؟!
قلت، لا، نعم، فقط، قليلا.

قال يهمني انت أكثر من جسدك عزيزتي، أخبرني أنك لست مستعدة؟!
قت أخاف أن لا تقوى من إنتظار حارق، و تتركني
قال سام و قد علا في وجهه إبتسامة ناعمة لا بأس يا لوسي، أحب لهفة الإنتظار و الشوق
قلت له و قد إحتقن وجهي ألم أنت لا تفهم، كل ما عليك فعله، أن تدهب إليها و تتزوجها، لماذا الإنتظار و الوحدة و المرارة، إذهب الى حبيبتك..

لا أدري أيّ شطان نزل بي في تلك الساعة، أحسست بإنقباض في صدري، لا يهم كيف تظاهر لي، بالأخير إنه ذاهب ليتزوجها، لم يخبرني بأنه لن يفعل ذلك، أما أنا مؤقتة، نعم فتاة مؤقتة، لا يهم كم أحبه، و لكنه لا يحبني، بل يحبها هي فقط، قلبه ملك لها، لا مكان لي فيها، إذا كان يحبني لماذا سكت إذن، عندما قلت هذا الكلام، صمت جليدي جارح، فهذه الحقيقة تقتلني،.

الحزن يحتضن وجهي، تهاظلت دموعي، و لكنه إقترب مني و لمست كفي البارد كفه، و في عينيه حزن مشوب بمشاعر مختلجة، فقبلني ثانية دون سابق إندار، يمتص حلاوة شفتيَّ الوردتين بشدة، يترضبني كأنه صديان من لوعة حارقة، يمتص شفتي السفلى بعنف، ثم هدأ، و لا أعلم ما الذي إجتاحه، أحب هذا أو قبلة إرضاء؟! كل ما أعلم أنني نسيت حزني و همومي، بل نسيت الدنيا بالكامل..

شهقت و أخرجت منديلا، و نشفت دموعي، ثم وضعت رأسي على الوسادة لا أفكر بأي شيء..

إستيقظت في الصباح على زقزقة العصافير و أثر الدموع الشديد على وسادتي، و لم أجد سام، فالشمس تضع وشاحا أبيضا على وجهها الجميل، و الوقت الساعة السابعة و نصف، ،
توقعته في الحمام و لم أجده، و بدأت أهرول في أرجاء الشقة كالمجنونة، هل إختفى؟! هل تركني؟! هل سافر وحده!

كان موعد الطائرة ساعة سبعة، هل طار وحده و تركني، تركني بين أنياب الألم، أنتحب بين أمواج من الدموع و الوسائد، كيف يمكنه أن يتركني؟! لقد وعدني وعدني بأنه لن يتركني!
سمت صرير الباب، و جريت بسرعة، فلم أجده، مجرد هواء! فأنهرت على السلم باكية بصوت مجروح بلحظات من القلق و التوتر و الخوف، و بدأت حرارتي ترتفع تدريجيا من الإنهيار العصبي، سأموت، كيف يمكنني أن أعيش بدونه، حياتي خائبة!

ضيق، إختناق، الوقت دبق، حواسي في عطالة، زفير حاد متلاحق، أحدق بلا شيء، كالمجنونة، الضباب يغطي كل شيء، نظراتي تضعف، تكسَّد حولها الدموع، و أهوال تمزق جسدي، وصلت الى حافة الجنون، أفكار غبية تراودني إنتحار إنتحار، صوت بأتي من لا شيء، هسيسات و همسات حفرت أخاديد عميقة من الخوف في صدري، تعبث بمشاعري و أحاسيسي، تقدفني الى عرصة الأموات و سكان القبور، أفكر و أتخيل شكل الضريح أمامي و ضواحي القبور و رفات الأموات تحيطني، ..

سكون مرعب، يهلع نفسي، و نسيم البارد ترعش جلدي، أرتجف من لا شيء، هل جننت حقا؟! أين هو! تركني خلف كومة الوحدة و الشعور بالموت مرة أخرى
و لكن هذه المرة هل تركني للأبد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة