قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أهذا زوجي و ليلة دخلتي للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الثاني عشر

رواية أهذا زوجي و ليلة دخلتي للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الثاني عشر

رواية أهذا زوجي و ليلة دخلتي للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الثاني عشر

حملني سام بين دراعيه ذون أن يأبى لإعتراضي عندما وصلنا الى القصر، مثل ريشة خفيفة وهو يصعد بي سلالم البهو أضرب كتفية وأحرك قدمي الأيسر بغضب وذهول صارخة...
انزلنى سام، قلت لك انزلنى الان والااااا...
قاطعني قهقهاتهم الخبيثة، و إلا ماذا يا لوسي..
تنفست بعمق محاولة تهدئة أعصابي الثائرة
قلت بعصبية حدة بين أنفاسه المتهدج و هو يتسلق السلالم
- ستندم! أيها ال..
- توقف عن المقاومة، نحن على وشك الوصول الى جناحك.

لم أستطع إن أتمالك نفسي، فوجودي أمامه يثير غضبي، قاومت قليلا، لا أعرف كيف أهرب منه، كان متمسكا بي مثل الحديد، إستطعت دفعه عندما إقتربنا الجناح، دلفت كالسلحفاة نحو غرفتي، يراقبني بينما يمتلى الضحك في وجهه، أغلقت الباب، لم إستطعت أن أدير المفتاح، سمعت خطواته قدميه الثابتة تتقدم نحو الغرفة، أسندت نفسي على الباب
دق الباب برقة
- لوسي، هل انت بخير؟!
قلت بحنق.

- أيها الوغد، أتركني و شأني فأنا لست بحاجة لك، حقير!
يقول بنبرة يشوبها نفاد صبر
- بحق الحجيم، لا تكوني هكدا يا لوسي، أعرف أنك حامل؟!

دفع الباب دون جهد يذكر ووجدت نفسي أتزحلق بسرعة كبيرة الى الامام حتى ارتطمت بالسرير بلطف...
دخل الي ينظر بمكر وتسلية كبيرة، قائلا...
- يا إلهي، إنت سريعة بالنسبة الى إمرأة حامل و تعاني من الإعاقة
إستعرت نار ساكنة في داخلي:
- أنا لست معاقا، أيها ال..
لم أطل التفكير، كان يدي أسرع من التفكير، رفعت يدي، لم أدرك انني صفعته، إلا عندما شعرت بأن يدي تلامس خده..

لم أعد قادرة على ضبط أعصابي بعد سماع كلماته الحقيرة المذلة..
نظر الي بهدوء..
رفع يده الى خده المتورم و جانب شفتيه ليمسح آثار الإحمرار بينما إرتسمت إبتسامة جانبية في ثغراته الماكر
إقترب بشدة نحوي، و عيناه تلتقيان بشوق ولهفة.

و كان ثوبي الاسود إنحسر اعلى ركبتي، اقترب يجلس على ركبتية امامي، وبدا برسم خطوط وهمية اعلى بطني فوق ثوبي...
قال بنعومة
- ارجو الا تكونى قد اذيت نفسك و طفلي و أنت تهربين مني، أنا لست حيوانا..
وضع كفيه على بطني
- ارينى انظر الى بطنك لكى اطمئن...!
حاول أن يزيح فستاني، ياإلهي إنه مجنون! هل يحاول أن يعريني فقط لكي يرى بطني و يتأكد طفله مازال يتحرك في داخلي..!

افاقتني كلماته من دهشتي و دلفت بعيدا عنه بعصبية أقول
ايها ال، ال، انت، انت، انا، انا...
إنحنى رأسه الى بطني طابعا قبلة عليها يقول...
- اهدئى الان، اخبرتك من قبل اننى لا احب ان يعارضني أحد، انظرى ماذا احضرت لطفلي، اخرج من جيبة جوارب صغيرة زرقاء يعلوها توم وجيري...
خاطبني
- امسكها
واضعا فوق حضني، ثم أدخل يده جيبه الثاني، يخرج جوارب وردية يعلوهما زهور صغيرة..

أردف يقول بلهفة، إشتريت إثنين، لأنني لا أعرف إن كان دكرا او أنثى، لذلك إضطريت ان آخد نوعين، و لكن لا تقلق، الطبية قالت لي أن. نرجع بعد أسبوع، سوف نعرف جنس الجنين، ألست متشوقة مثلي
ثم اقترب طابعا قبلة على بطني برقة متاملا بروزها قليلا!
قال وعيناه تلتهمانها بشوق ولهفة، اوة، لوسي، تبدين رائعة و أنت حامل، لقد زادتك الحمل روعة وبهاء، تماما كما تخيلتك فى احلامى إحدى المرات..

وضع يدة فوق شعري مداعبا خصلاتي ثم اقترب منها محتضنا اياها..
أبعدت يده بعصبية تلقائية
و قد أدرت له ظهري...

قلت بغضب تجتاح قلبي، اطمئن، سوف تحصل على طفلك بعد الطلاق، وتستطيع ان تفعل ما تشاء به، فلا داعى لتلك العواطف الغير مبررة، انت لست فى حاجة
بأن تستعطفني لتحصل على حضانة البيبي، أنا لست متحمسة لأكون أما لطفلك علي آية حال، تستطيع أن تعطيها أليان، هذا يكفي؟.
قال و عيناه تمتلئان بالغضب
لماذا يا لوسي؟ هل وصل كراهيتك لي حتى طفلك البرئ الدي لم يقترف ذنبا؟

قلت و أنا أنظر إليه بازدراء ومرارة، ظننت انك تعرف الان، بعد كل ما حدث، زفرت بسخرية، أما زلت لا تعلم لماذا لم أقاوم فكرة الطلاق، لا يمكن ان تكون بهذا الحمق حتى تغفل عن معرفة الحقيقة التى اخفيها عنك.
تسمر في مكانه..
- ماذا تعني بكلامك؟! وضح لي أيتها الكاذبة؟!
قلت ببرودة فائقة، لهجة هادئة تغيظه أكثر
- بصراحة أنا أحب رجلا آخر..
كلامي عصفت بعقله، و شعرت يده القوية تضغط بعنف على معصمي، صحت من شدة الالم.

- توقف، أنت تؤلمني أيها الحيوان..
حدق الي ببرودة قاسية، ثم أفلت يدي
قال وعيناة تمتلئان بالغضب، ايتها الجبانة الكاذبة، أنت لا تحبين رجلا آخر، اعرف ان كل خلية من خلاياك، تصرخ منادية اياى حين تكونين بين ذراعى، أنت تدوبين في حبي...
ضحكت بخبث
- أنت مخطئ يا سام، كان ذاك مند وقت طويل، صحيح!

تسللت جرأة خبيثة في داخلي كعلبة سيدرين إنتهى صلاحيتها، تذكرت صورة لي أنا و قدر عندما أخد منا نادل بعفوية إحدى المرات و نحن في مطعم، كان النادل يظن بأننا عاشقين، فهو يجمع صور للثنائيين الرائعين..
أخرجت هاتفي، و كان ينظر الى بغرابة شديدة..
- أنظر الى الصورة يا سام، هل ترى رسم القلب عليها؟!
إستعرت في داخله نار ساكنة رغم أنه كان يشك على صحة كلامي..
أردف بخبث طغى على غضبه.

- هذا لا يدل على شيء يا مسكينتي، انت تريديننى أنا فقط، ولكنك كاذبة، كاذبة كبيرة، لن اسمح لك بأن تلعب بي مثل هذه لعب الدنيئة!
إقترب يدس وجهه علي شعري قائلا
- كاذبة يا لوسي، حاولت أن تخفي حملك عني للمرة الثانية، لن أسمح لك بأن تؤدي إبني بعناده و كذبك هذه!؟!

حملني بين ذراعية و أنا أقاومه محاولة تفادى عناقاه، وضعني برفق فوق السرير
قائلا
- سأضع حدا لعندك فأنت ستؤدين بي و بنفسك!، أنت مجرد طفلة غبية في داخلك طفل! لا أصدق!
شعرت لمساته يده الرقيقة تربت على شعري
- سأعتنى بك يا صغيرتي، أنت مجرد طفلة لا تعي معنى المسؤوليات! لذا من الآن فصاعدا لن أقبل الإعتراض، عليك أن تضع هذا في رأسك الصغير..

يصيبني رعب بأن أسمع كلماته الرقيقة، هو يستطيع أن يكون حنونا الى أبعد الحدود مثل ما بوسعه أن يكون قاسيا و بارا، وضعت يداي فوق أذنيي، لا أريد أن أتحطم بقسوته مرة أخرى عندما يرضخ له مشاعري..

إنكمشت على نفسي، مديرة له ظهري، يرتعش جسدي بضعف، عيناي ممتلئتان بالدموع المتجمدة..
سمعت صوته الحانق المرير..
- بحق الحجيم يا لوسي، لا تكوني هكذا، هيا
وضع يده على كتفي يهدئ روعي، يقول بصوت خافت، هيا صغيرتي، لا تبكي، لن أكون قاسيا معك مرة أخرى، هيا، أنا لست حيوانا يا لوسي، لا تفعل هذا بنفسك، أنا لم أكون يوما حيوانا.

كان سام يجلس على طرف السرير محتضنا إياي من خلفي، أجهش بالبكاء
قال بصوت خافت، يربت على شعري، لا باس لوسي، كل شىء إنتهى امن هنا، لا تخافى، كان مجرد كابوس و أنتهى...!

قلت بين أنفاسي المتهدجة
- أنت ستجرحني يا سام مثل كل مرة!
- ليس هذه المرة، أنت تحملين طفلي!
- هل تغير مشاعرك نحوي لأنني أحمل طفلك!

أمسك وجهي الممتلئ بالدموع على كفيه متأملا ملاحي المضطربة
قال و عيناه تجول في عيناي أنا احبك يا لوسي، أحبك؟! صدقيني، ليس الأمر بعلاقة مع حملك أو حتى إصابة رجلك! أنا عن جد أحبك! أتعرف لقد كنت خائفا عندما كنت على وشك توقيع ورقة الطلاق، كنت مرتبكا، خائفا متوترا! عرفت أنني احبك يا لوسي! و إلا لماذا كنت خائفا عن الفراق!

جمع خصلات شعري المبعثرة على أكتافي، و أقترب يعانقني، تذيب كياني وتضعف مقاومتي على عناقاه و قبلاته..
قال بحنان
- سأجهز لك المغطس بمياء دافئة وبعض الزيوت العطرية المهدئة للاعصاب، يا حبيبتي، إنتظرني..
ثم هرول نحو الحمام..

مضت دقائق أحسست و كأنها ساعات، أنا حمقاء حقا، يا إلهي، كيف قبلت بالركوع له و الرضوخ إليه بهذه السهولة، أعترف أنه يملك جاذبية كالمغناطيس، لماذا أنكر بأنني كلما نظرت إليه و تذكرت لمساته الحنونة أتمنى لو يعيد الكرة، حتى في أوقات التي أكرهه، أحتقر نفسي لأنني أدوب بسرعة على كلامه و لمساته..

رجع متلبسا بإبتسامة ناعمة، تلك الإبتسامة الصبيانية العابثة التي تسحرني دائما و لا أستطيع مقاومة بريقها، يحمل بيده فوطة بيضاء
- تعالى، ستشعرين بتحسن اذا بقيت فى المياة لبعض الوقت...
أزاح الفستان عني بينما أقطر خجلا، ثم لفني بالفوطة
واقترب مني رافعا إياي، يحملني، وسار بي الى داخل الحمام، متمسكة برقبته أدس وجهي فى عنقة...

دلفنا نحو الداخل، وكانت الابخرة تتصاعد من المغطس برائحة الزهور الحمراء اللطيفة، انزلني برفق الى المياة الدافئة، ثم اعتدل واقفا، يلتبس بإبتسامة خبيثة و هو يحملق إلي و احس من نظرة عينا سام تتفحصان جسدي بوقاحة شديدة، بينما أقطر خجلا.

- أتعرف يا لوسي، أنت تغيرت قليلا بعد الحمل، معالم أنوثتك تظهر على جسدك بشكل مُلفت!
تصاعد الدم لوجنتي و بعصبية و ارتباك..
- أخرج يا سام...
إعتدر بإقتضاب
- حسنا، حسنا، ساتركك الان لتنعمى ببعض الخصوصية، سأكون في الخارج بإنتظارك، نادني عندما تنهي حمامك.

يا إلهي أصبح يحوم علي مثل الغراب و يترصد لخطواتي، أظن أن زمن الحرية و الخصوصية قد ولى بما أنني أحمل في داخلي شيئا يخصه، لم أشعر من قبل بهذه الهدوء، لا ضجة ولا صوت، فقط صوت رقرقة الماء في الحوض، لا يعكرني سوى مشاعري الحائرة، أعترف أنني أريد سام، بل أعشقه، حتى فى قساوتة لا تستطيع إلا أن أحبه فقط، أعشق غرورة وكبرياؤة، دعاباتة وسخريتة، همساتة!، اوة، نعم همساتة، التى تشعلها، التى اذابت جليد قلبها، كيف يمكنني ان أكرهه، انة رجل بكل ما فى الكلمة من معنى...

إبتسمت في نفسي بخجل
يا إلهي أنت حقا غبية يا لوسي، غبية جداً! كيف إستطعت أن تحب رجلا مثله، كيف يمكنك أن توصف تصرفاته المتناقضة بين القشرة و الحنان الى الفحولة..

الحاشية ؛
خرج سام من الحمام و قد سمع صوت هاتفه من معطفه المرمية على قرب الباب، دلف نحوها..
رد الإتصال بشيء من الكسل
- هلو
تناهى صوت أليان في أدنه، إرتجفت أوصاله..
- أهذه انت يا أليان..
- اهلًا حبيبي! كيف حالك؟! و كيف لوسي؟! لم أسمع منكم قبل الليلة
لم يستطع آن يقول بأن لوسي كانت حاملة بتوئمين و قد فقدت واحد من الجنين، لم يستطع لأنها تعتقد بأنه لم يقترب للوسي، فسؤال هو كيف حملت؟!
أجاب بإقتضاب بارد.

-إنها بخير
- الحمدلله، كنت قلقة جداً، إتصلت عدة مرات و لكنك لم ترد علي!
- أسف حبيبتي، كيف صرت؟!
- كيف أكون يا سام، أنت تعرف حالتي! لن أكون مطمئنة حتى نتزوج! و لكن هل تكلمت معها بموضوع الطلاق؟!
تفصد جبينه بعرق مبعثر، تمالك قليلا، و رد بثقة
- لن أستطيع طلاقها! جدي لن يسمح ذلك
ساد الصمت بينهما، و كان يشعر شهقاتها الحادة، حتى كبست الزر، و قطعت الخط!

عاود الإتصال عدة مرات، يجتاح نفسه أعاصير الحيرة، و لكنها لا ترد!

تزحلقت من الحوض، و كانت أرضية الحمام نظيفة و مفروشة بألوان قشدية و باستيل، أزحت ستائر الحمام و هي من نوعية المغاطس التي تمنع خروج الماء، وقفت برجل واحد استند على خزانة خشبية كلاسيكية ينضوي داخلها مناشف بنية، سحبت أحد المناشف، جففت جسدي من الماء وفركته بالمنشفة حتى أصبح منعشا و رائعا، تطايرشعري الاسود منسدلا بكثافة ولمعان خلف ظهري..

إرتديت روب الحمام الخاص بي، ألفها بجسدي المنعش بسعادة كانني أحتضنها...!

دلفت الى حجرة النوم أقفز مثل الغبية برجل واحد، وأشعر رجلي الأخرى عبأ ثقيلا على جسدي الهفهاف..
ناديت سام، و لكن يبدوا أنه لم ينتظرني..
دلفت نحو دولاب ملابسي المختفى داخل الحائط تخفىية عن الانظار مرآة رائعة وضخمة، مطرزة بافريز ذهبي وهى إحدى تحف القرون الوسطى..
أخرجت ثوب أسود ناعم كالمخمل...
جثوت قرب المرآة، مشطت شعري بإنسياب، تكسيت ثوبي أترقب و ألتفت حولي، ولكني لم يعد سام بعد! أين ذهب يا ترى..؟!

فقررت الخروج الى غرفة الجلوس لأبحث عنه، دلفت ببطء، و لكني لم أجده هناك ايضا، لم يبقى سوى الشرفة...
مشت على قدم واحد، اقتربت بحذر نحو باب الشرفة وهممت بأن أناديك، سام يا سام؟! هل أنت هناك؟!
تناهى في سمعي صوته الجبلي و هو يتحدث فى الهاتف، كان يحدث مع أليان...

شىء ما ومض فى راسي يحثني على التزام الصمت، لم أستطع سوى التقاط كلمات بلا معنى، كان يقول بعصبية، لا تقلقى أليان، نعم، اعلم أنني كذبت عليك، ولكن حدث هذا رغما عني...!
إقتربت على فتحة شرفة أكثر، و ضعت أذني، وكانت صدمتي قوية...
يقول سام، نعم أليان، صدقينى، أنا لم أخلف وعدي لك!

اجابتة بصوت بارد، هل نسيت أن جدك أجبرك على زواج هؤلاء البدائيين، أنت لا تحبها سام! هل نسيت سام كيف إن جدك حاول على حرمان وراثتك بسببها!؟!
زفر سام بمرارة، لا حبيبتي، لم انسى، اننى...

قالت بنغم عدائي، بل نسيت، ولكننى ساذكرك، سأذكرك كيف كان جدك يشتم و يسب والديك و يلعنهما دائما إمامك، سأذكرك كيف أنه يحتقر جانبك الفرنسي و ينعت أمك بالعهر و الوساخة، سأذكرك بالحادثة اللعينة، كيف كنت تلبس العدسات السوداء، و تصبغ شعرك بلون قاتم حتى يقبل بك، أنت أسير يا سام! لن تتحرر أبدا! لن تكون حرا! ستظل كذلك، أسيرا لهؤلاء البدويين المتوحشين! إنهم حلقة مفرغة من التخلف و العنصرية..
رد بهدوء.

لا تقولي هكذا، صحيح أنه عصبي جداً و لكنه طيب القلب، و..
قاطعته بوقاحة: جدك إنتهازي و عنصري يا سام، إن لم يكن كذلك لماذا رفض زواجنا، فقط لأنني فرنسية، إنهم يحتقرونا، يحتقر أصلنا، أنت يجب أن تثأر لشرفك و كرامتك، و تأخد ما هو حق لك، بالله عليك إنها تركة والدك، ما شأن جدك، عليك أن ترفع قضية نحوه! و تحصل كل ما يملكه، بإمكانك أيضا أن تأخد طفلك من لوسي، يمكنك بعدها أن ترميهم الى الشارع..!

رد سام منفعلا هذا يكفي يا أليان، لقد تماديت كثيرا، إنهم عائلتي، يجب ان تعلمى اننى افخر بانتمائى لعائلتي، صحيح أنني لا يمكن أن أتغاضى عن سبه لوالدتي...

ساد الصمت بينهم لفترة طويلة كانت كافية بان أفقد فضولي نحوهم، زحفت ببطء الى الوراء ذون أن ينتبه أني كنت أختلس السمع...

عدت الى حجرة النوم، كان قلبي يتشقق، كتمت تهييجي على وقاحة أليان، حقيرة، من تظن نفسها حتى تحرض سام علينا، حقيرة تافهة، شعرت و كأن قنابل موقوتة تترامى في دمي و أنا أتدكر كلماتها اللعينة، من اليوم فصاعدا سوف أحرص على إبعاد سام عنك أيتها الوضيعة!

هززت راسي باصرار، كيف تظن اننى يمكن ان اتخلى عن طفلي لها، وأتركها فى أيديها، ضحكت بصوت خافت مرير...! بل إنني لن أتخلى لك حتى سام! سأتشبت به لكي أغيظك فقط، و لن أتركه، ثقي بدلك يا أليان، سأجعلك تلعن حياتك لأنك إستخففت بي هذه الدرجة، أنا بأخير أنثى خلابة مثلك، أستطيع أن أهيج مشاعر رجل نحوي، لست أقل!
هل يجب ان اتعذب وحدى، والعق الهموم و الأحزان بعيدا عنكم كجرو ضال...
أروى نار مسعرة في عيناي الداكنتان.

لا، يجب ان تتعدب مثلى يا أليان، سنتعلم كلانا كيف نتقاسم بحب سام المغرور، سأتقبل فكرة وجودك و أتقاسمه معك، و تشعر بما اشعر من مرارة و الغيرة.

يجب ان اعلمها كيف يكون الاحساس بالغيرة و الإهانة ا، يجب ان تتذوق طعمها أيضا، و تعرف اى حال انا فية الان، سابقى يا أليان، سأبقي معه الى الأبد، و لا تنتظري رحيلي، نعم، سابقى، وساكون خلالها، كابوسا مزعجا من احلام يقظتك، ساعذبك كلما حاولت الاقتراب منه، وسأحرص على إثارة غيرتك و غيظك في كل مرة!..
تسعر نار الفتنة في داخلي..

تمددت على السرير وقد وضعت فوقي غضاء يَصِل الى خصري، أزحت خصلات شعري عن وجهي و أجعلها خلف اذنيي، وانحنت متمعنة فى قراءة أشعار من الآيباد..

صدرت صرير الباب، تناهى خلفي صوت دخوله الى الحجرة يقول بصوت رقيق، ساحر...!؟
- لوسي، صغيرتي!
أكمحت رأسي نحوه، عيناي باردتين، أتأمله بنظرات مبهمة، وجدتة مرتديا بيجاما برتقالي اللون بخطوط من الحرير، كانت ساحرة عليه..

شعرت بمسام تنبض في داخلي، سخرت نفسي، يا لسخافتى، انا لا استطيع حتى هذة اللحظة، إلا أن أحبك سام!

إنحنى جاثما قربي في الفراش، إقترب نحوي ممددا، يلتصق بي بتملك، حتى بدأت أشعر حرارة أنفاسه على عنقي..
إقترب هامسا في أذني
- صغيرتي، لماذا خرجت! لماذا لم تنتظرني؟!
قلت ببرودة فائقة لم أرد إزعاجك!
- كان من الممكن أن تقعي، لديك رجل مصاب..
- هل تريد أن أكون عبء عليك طوال حياتك...
أدرت ظهري ناحيته..
قال بمكر طابعا قبلة على رقبتي الرشيقة.

- إحذر لوسي، إن أصررت على عنادي، سأضربك على مؤخرتك كالأطفال، فهمتي؟! لن تقوم من فراشك دون إستأداني
و الآن يا مرأتي..
تسللت يده المتطفلة بلطف من خلال قميصي، فشعرت به يلامس نهدي بجرأة خبيثة..
إبتعدت عنه محاولة السيطرة على أنفاسي المتلاحقة
- ماذا تفعل يا سام بحق الجحيم!؟
- أنا أداعب مرأتي الصغيرة، هل هذا حرام ?!
- و لكنني حامل
إسود وجهه من شدة الغضب، و أصبح لون عينيه قاتما، تمالك قليلا
ثم رد ببرودة أعصاب.

- ساذهب للسباحة، احتاج حقا لكثير من الماء البارد حتى أَطْفِئ مما إشتعل بي، نامى انت، اراك بعد قليل...
إختفى بإنسياب من أمامي، يخرج من الشرفة نحو البحر وبعد ثانية عاد الي قائلا...
- نسيت أن أخبرك ستأتي ممرضة للإعتناء بك، و ستقوم بتدليك رجلك يوما! لا تخف إنها خبيرة متدربة، و ستتحسن إن شاء الله...
بامكانك النوم الان، هي لن تأتي قبل العصر..
نظرت الية ببرودة فائقة..

ضم قبضتية قائلا، اللعنة يا لوسي، لا تنظرى الى هكذا والا لن اكون مسؤلا عن تصرفاتى، يجب ان اخرج من هنا والا اخلفت بوعدى لك!
خرج صافقا الباب خلفة وكان الشرر تتطاير منه، سمعتة بعد ساعة يدخل من الشرفة، و صوت أرتطام قدميه المبلل على الأرض...

نظرت إليه بحنق
- أنت مستهتر يا سام، ستوسخ الأرضية برمال الشاطئ، لماذا لم تدخل من الباب الخلفية في المطبخ..
قال من بين أسنانه مزمجرا
-مند متى كانت هذه الغرفة تخص وحدك، عليك أن تستعدي، سأبيت هنا الليلة من الآن فصاعدا!
قلت بإعتراض
- لا لن أسمح ل..
قاطعني بوقاحة
- إعتادي الفكرة يا عزيزتي، هذه الغرفة لي، مثل ما أنت وطفلك ملك لي وحدي..

ثم دخل الحمام و هو يقهقه عاليا، مجنون! إنني لا استوعب ما يفعل دائما! فهو ينتقل من حالة الى حالة أخرى، لابد أنه مجنون..!

تناهى في سمعي صوت انسياب الماء بغزارة داخل الحمام، لابد و أنه يستحم بسعادة، طأطأت راسي بحيرة، لا افهم كيف يعترف لي بحبه و في نفس الوقت لم يتخلى عن أليان، من يراة يظنة عاشق يغار، انا لم اعد افهم شيئا، هل سيكون لزاما على ان اعيش باقى عمرى مع تلك الهواجس فى رأسي، لماذا لم ارحل من هنا، لم اعد اريد شيئا، حتى تلك العواطف الصغيرة التي يشعر بها نحوي، لا أريد حبا يسبقها ولاؤه لأليان، لماذا لا أهرب، قد تعذبت الان بما فية الكفاية لباقى عمرى كلة، يجب على ان احافظ على البقية الباقية من كبريائه و كرامتي..

يجب ان اضع حدا لذلك، يجب ان يعلم انى لن أعيش معه بهذه الطريقة، ولكن ماذا ان أخد مني طفلي، ربما يعاملنى اسوأ من ذلك ويستغل ضعفى، ضعف الأمومة، لا، لا يجب ان أكلم معه بهذا الشأن، ان ما يجعلنى قوية امامة وندا لة ظنة اننى لا ابالى بطفله، ولا اكن لة اى مشاعر سوى مشاعر السخط والتمرد، اذن يجب ان تبقى مشاعري سرا لا يعلمة سواي...

أقدى من الحمام، مرتديا روب الحمام الناعم، و عاد للاستلقاء بقربي فوق الوساده
أغلقت عينيي، أتظاهر النوم، يفتكني بصداع رهيب من رأسي، لا، لن أكون ضعيفة هكدا!
همس بقربي عابثا
- أوه لوسي، تبدين هادئة جداً أكثر من المعتاد
- هذا لأنني سئمت..

علمت منذ البداية ان مقاومتي لسام سوف تنهارلذلك لم أعد أريد أن أقوم باى اعتراض او مقاومة تذكر، سأتقبل فكرة أن أعيش معه هكذا، لن يكون لي مخلصا في حبه أبدا لذا سأعتاد أن أتغاضى عن حياته الحميمية الأخرى، و سأعيش لأجل طفلي..

ساد الصمت بيننا قليلا، إلتفت ورائي أتفقد وضعه الغريب، إتسعت عيناي بغضب أصرخ في وجهه قائلة
- كيف تجرؤ على النوم ورائي و أنت نصف عاري بهذا الشكل!
قال بخبث حانقا، و لاتزال أثر الرطوبة على شعره..
- هذه لوسي التي أعرفها، أنا لا أريد دمية بارة، أكره عندما تستسلم هكذا، ثانيا أنا لست عاريا، كما ترى أنا أرتدي سروالي اللعين..
- سام، توقف، لن تستطيع أن تكون مخلصا لي في حبك أبدا، لذا توقف أرجوك عن إزعاجي.

-قال بمكر، ولكننى رجل، ولى حاجات، هل انت قادرة على سد تلك الحاجات، لن اكون ناسكا بسببك لوسي
انت تمنعين نفسك عنى، ماذا تريديننى ان افعل؟! إنَّا سأتزوج ثانية!
تكاسد الدموع في مقلتي رغما عني، و تجمدت في عيوني كالجليد القاسي..
أشحت وجهي بعيدا عنه حتى لا يقرأ إنفعالي..
و لكن يبدوا أنه لاحظ، قائلا يرجوني..

من فضلك لوسي، لا اريد ان ارى دموعا فى عينيك، اما ان تطلقيها، او تمنعيها من الظهور، انك تعذبين نفسك وتعذبيننى معك، رفع اناملة يمسح دموعي...
وقال متاملا ملامحي الشرقية...
- ارجوكى لوسي، كونى سعيدة، انة الرجاء الوحيد الذى أرجوه منك، لا اريد ان ارى تلك التعاسة فى عينيك وانت برفقتى، تجعليننى اشعر بمدى فظاعتى، وكاننى السبب، فى، فى، اطرق بصمت ثم رفع راسة قائلا بحزن، نعم أنا السبب في تعاستك..

ثم إبتعد عني، الى جانب الآخر في السرير، لمحته خلسة و كانت علامة اليأس بادية عليه و هو يحاول أن يكون مشغولا في قراءة كتاب صغير، لا يهتم بمواضيعها أصلا..
أما انا فقد غبت في سبات عميق...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة