قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أهذا زوجي و ليلة دخلتي للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الأول

رواية أهذا زوجي و ليلة دخلتي للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الأول

رواية أهذا زوجي و ليلة دخلتي للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الأول

طوال سبعة أيام و نحن في خداع زوجي و شهر عسل مزيف في جناح فخم تخلوا من المرح، فهو غائب في أكثر الأحيان تاركا وحدي يتملكني الملل و الضجر و الفراغ، و إحساس بنوبة غضب ينتابني عندما تتصل حبيبته و لا يتورع بردها و مكالمتها أمامي، ترن كلمات الحب و الشوق الذي لا يمل من تكرارها في أذني متذكرة بأني زوجة غير مرغوبة، و إحساس بالمهانة و بلا قيمة، و لمَ يبالي! فأنا طليقته في المستقبل، و لمَ أبالي! فهو زوج بمعنى الكلمة، كم أحتقره! و لا أظن بأنه يصلح زوجا، أحتاج فقط بضع أيام أتحمل قرفه ثم سيخرج من حياتي الى الأبد..

و لكنني خائفة أن لا يعود حياتي في خانة المحترمين، أخاف الاهانة و الذل، نظرات الناس و كلماتهم الجارحة، فيرمخون الي بنظرات الإشتئماز، طلقها زوجها بعد شهر من زواجهما!
أحقا، لن تعوذ حياتي كما كنت و إن كنت محتفظة بعذريتي، تبا على هذه المجتمعات، ربما على أن أعوذ الى الغرب فارة و هاربة أزيد لعائلتي مزيد من العار.

قاطع حبل أفكاري سام، و بدا مضجرا و مسموم الملامح، يكبت انفعالاته و عواطفه الجنسية المكبوتة، فأنا بجانبه كامل أنوثتي الفوارة، مرتدية قميص نوم حريري يتدلى بين أفخاذي، و تفوح مني رائحة معطرة تُأجج الرغبات، إنه لا يتحمل وجودي كما لا أتحمل وجوده..
سام كأنه يكلم نفسه: كم هذا مضجرا!
لوسي: عفوا!

سام: أصابني تيارك بسهم حارق، ينتابني هذا الشعور و التخيلات بأننا نتباذل القبل، ربما أصبح خيالي مريضا، و لكن أليس من الطبيعي أن يرغب الرجل المرأة، هذا لا يعني بوجود حب بيننا
لوسي: جيد أنك تشعر هكذا، و إلا لشككت في رجولتك، و لظننت صديقتك مجرد عذر لإخفاء عجزك.

سام: توقفي عن هذا الهراء، فأنت مازلت زوجتي، و عليك أن لا تكلمني هكذا..
ثم همس بصوت أسمعها: طفلة سخيفة!
قلت ساخرتا: زوجتك، لا تضحكني، إن كنت زوجتك من الذي يمنعك مني..
سام: لا شيء يمنعك مني، هل تريد أن تعرف ذلك...
لوسي: حقا، و لكن...

و قبل أن أكمل جملتي قفز علي كالنمر، فضمني بحضنه بقوة على ذراعيه من فولاذ و كأنهما من قضبان السجن، فتملكني رعب شديد ظهر في عيوني الذاكنة، ظننت بأن زماني فوق الأرض قد وصلت الى نهايته، و في لحظة أحسست القوة الكاملة في غضب الرجل، و كأنها عاصفة قادمة، ثم دفعني بقوة و رماني على الفراش..
و حتى بعد أن تركني كنت أرتجف و أهتز كقطة أجرد، ،.

عاد يقترب بي مرة أخرى، فتراجع رأسي الى الوراء، و همس في أذني بصوت شرس: الآن تعرفين بأنك زوجتي و لا يمنعني منك أحد، قل شيئا آخر و سأقتلك..
تجمد دمي، و أحسست ببرد عارم يُقشعر جلدي، فقد ءامنت حقا بأنه سيقتلني، ما أفضع أن يعتاذ الإنسان الثرثرة، كان بي رغبة أن أشتمه، و أترك لعنان مشاعري المكبوت أن تفضح نفسها، و لكن لم يكن لدي وقت، فبينما كنت في دهاء و خوف و جسدي يرتجف من السموم ( سموم نفسي ).

نظر الي بعينين جامدتين مخيفتين يلتهبان بشرارة، ثم قال لي بصوت متجهم: هيا، ناوليني قدحا من الماء و إلا علمتك مزيد من الواجبات الزوجية..
لا أعرف ما دهاني، فوجدت نفسي أسرع اليه بالماء و هو جالس فوق السرير يستند بثلاث وسادات مرتاحا يستمتع بإمبراطوريته، نعم تغلب على غروري و للحظة صرت خادمته أنفذ طلباته..

بعد أن إنتهى طلباته، عدت أجلس جنبه طرف السرير، فرأيته يلتبس بإبتسامة مزيفة و يرمخ الي بنظرة غريبة ثم قال ساخرا: أشعر بالنعاس، و لكني لا أستطيع النوم و أنت بجانبي
لوسي: و لكن...
سام يبتسم بوقاحة: تفضلي إن كنت تريدين بالنوم معي معطية جسدك لي.
لوسي: مستحيل..
سام: هل تريدني أن أطلعك على قواعد مملكتي، أنا لا احب أن يعارضني أحد!

تبا لك، هل صرنا نلعب لعب الملوك و الإمبراطورية، أم أنني صرت لعبة لك، يحلو لك أن تفعل ما تريد بي، هممت بالكلام و لكني عجزت عن صوغ عبارة، كان ذهني مشوشا و مرضوضا.
رمى وسادة في وجهي قائلا: إذهبي و نامي في الأريكة، إنه يناسبك..

تركته و دموعي تنهمر بحزن مكبوت أشعر أنه تغلبني حقا، نظر الي و قد ضاقت عيناه، و أنا أمسح دموعي براحة يدي الهزيلة، نعم، أنت الفائز، أتمنى أن تكون سعيد! الأمر هو أنها لم تكن منافسة منذ البداية، فأنا إمرأة و أنت رجل تكبرني، أقوى مني و أعرض و أطول مني و أنا هزيلة و ضعيفة أمامك، ليس لي قوة و لا حول، ألم ترى كيف طرت رعبا أخدم لك بعدما هددتني بكلمتين، أي رجل أنت...

غرقت في النوم و الدموع بللت وسادتي، فكانت ليلة شتاء باردة و قاسية و طويلة أعجز عن إخمادها، و لكن وجدته يغضيني ببظانية و انا أتظاهر بالنوم، فهو لا يزال يحس بالإنسانية في الأخير..

كان سام يخاطب نفسه بحنان، و قلبه سميكا مثقلا بالأحزان و الخيبات:
لماذا أتجاوز حدودي، أنا على وشك أن أقترف ذلك الخطا مرة أخرى، لوسى، لوسي، كلما أرى وجهها الطفولية و لمحاتها العنيد يعود النذم يلتبس بي، هي تشبه اختي الصغير الى حد يجعلني أتصرف بالغطرسة معها كما كنت من قبل، أختي المسكينة، لقد تحملتني كثيرا، سامحني يا أختي، قلبي يؤلمني كثيرا حين أتذكر أيامك المعدودة، .

بعد أن تركت الدنيا أصبحت لا أعرف من أنا، هل أنا مجرد اسم بلا قلب، و جسد بلا روح، مللت من كثرة السؤال عن هويتي،
و لكني الان مسؤول، و زوج! كلمة الزوج لها نغمة جميلة! تحسني و كأني أبرأ من دنس الماضي، انا مسؤول عن تلك الطفلة، إنها مجرد طفلة دخلت في عالم الكبار،
تركت من عالمها الأمن، من عالمها الهادئ و النقي،.

تركت عالمها القصص ما قبل النوم لتدخل الى عالم القسوة، عالم المسؤوليات، و تظن بأن ما بعد الطلاق ستعود تلك الطفلة التى تضم ذميتها القظنية و تحلم بفارس أحلام، الى عالمها الشغَبّ و استراق السمع خلف الباب.!
و لكني لن أرتكب ذلك الذنب و يتأنب ضميري و أجعل طفلة أخرى تعاني، لن أجعلها تتعثر في طريقها الى النضوج، سأربيها كأخ و كأب و كصديق و زوج...
رغم أني لا أستطيع أن أمنحها قلبي، فقلبي ليس متاحا، أحب أليان..

حبيبتي التي لا أمل من حبها طوال خمس سنوات، لقد وقفت بجانبي في أحرج أوقاتي..
أليان أتدكر عندما قابلتها لأول مرة في الثانوية باريس فتاة فرنسية جميلة كالملاك، خصلات شعرها الشرقاء و عينيها الكحلاوين كقبس من النور،
كنت يومها وحيدا مهموما ليس لي أصدقاء و لا أهل سوى جدي الدي لا أراه إلا مرة واحدة في سنة، رجل أعمال مشهور و مشغول،
كما اني كنت منبوذا في الثانوية كوني مسلم و نصف عربي، الكل يتحاشا مني!

فتقذمت نحوي ذات يوم أليان التي كانت حينها مشهورة و ترفض بعنف هؤلاء المعجبين الذين يتزاحمون حولها،
و لم تمض لحظات حتى وقفت أمامي بإبتسامتها الخلابة و قوامها الممشوق، و لم يصدق الجميع..! و لم أصدق نفسي لطالما كنت معجبة بتلك الفتاة، و لكن لم أحلم يوما بذنوها مع كثرة ما يذنوا إليها، كنت أكتفي بالنظر بها بعيدا،.

خرجت معها بموعد مع أني عرفت بأنها في دين غير ديني، فكنت لا أعرف عن الدين غير الإسم، و لم يكن الدين يؤثر عن الحب الذي كنا نعيشها،
حتى قررت أليان بالإسلام لتتزوجني، و لكن عرفت الاسلام أكثر مني فأصبحت تبتعد عني، و توجه لي نقدا بأني لا امسك الدين صحيحيا، لكن حبيبتي لا تقولي ذلك، لقد مات والدي ووالدتي و أنا صغير و أهمل جدي عني!.
لماذا نسيت في لحظات كل ما ابرمنا من العهوذ و المواثيق!

ألم تقولي بأنه لا يوجد دين يمنعني منك!
لم أكن أريد أن تتركني أليان حبيبة قلبي، دخلت المسجد لأول مرة، و تابعت الحلقات القرانية لأول مرة! و لكن فتح قلبي بهذا النور، النور الذي أغفلتها طوال عمري..
و عادت لي حبيبتي بعدما صليت صلاة الليل و بكيت بين يدي الله كثير بأن يجمعني مع أليان.

أرذت أن أتزوجها، و لكن جدي رفض ذلك بعنف، يشتمني على غلطة أبي و يبصق في وجهي، أنت مثل أبوك لا بركة فيك، قائلا بأنه لن يعطيني فلسا واحدا لو تزوجت فرنسية إلا بشرط واحد أن أتزوج من فتاة شرقية من عائلة صديقه، رفضت وطردت من منزله،.

و لكن حبيبتي أليان اللطيفة قالت لي: ألم يسمح شريعتنا بزواج أربع، حبيبي لا شيء يقف ضد حبنا، صلي صلاة الإسترخاء و تزوجي بإذن الله، إنه ليس بهذا السوء، كما أنه يجب أن تكون بارا لجدك، كلمه بلطف، فهو عجوز تجاوز الثمانين، من سيهتم به غيرك!..
قاطع حبل أفكاره حمحمتي، نعم مازلت نائمة فوق الأريكة منطوية على أحزاني، و لم تمنع البرذ مني تلك البظانية أن أبحث الدفء بين أجزاء جسدي،.

لم أشعر حين حملني بين ذراعيه، حيث كنت مغرقة في نوم عميق و لكني شعرت دقات قلبه و شرايين دمه و رائحته تغمرني بشعور جميل، و حين وضعني في الفراش شعرت الدفء يدثرني كوشاح من الحرير..

استيقطت الصباح متأخرا، و لكن لا يوجد شيء أتأخر عنه، المهم وجدت نفسي مرتمية على السرير، فأخدت دقائق أستوعب ما حدث البارحة، و أنا في دهول تام، كيف جئت هنا، و لكنه أبطل دهائي وقع خطواته البطيئة المبللة وهو يخرج من الحمام عاري الصدر،
تبا لصدور الرجال، لماذا لم يصبح عورة لأنه يفتن النساء...

إستدار بعنف ليحدق بي، شعره الذهبي المبلل ينسدل على وجهه و هو يمطر قطرات من الماء فتتذفق في عنقه و صدره، وتتحرك فوقها و كأنها تحصيها عددا، و عضوا عضوا..

قال سام و هو يقترب ببطئ نحوي: إسمع، أظن بأني لا أستطيع طلاقك بعد شهر، يبدو لي هذا غير منطقيا، ربما علينا أن ننتظر سنة...

قلت و أنا أرفع ذقني و ابتسم بسخرية: لا تقل لي بأنك وقعت في حبي و جمالي الخلابة، و تتوسل الي بأن أبقي معك و أباذلك المشاعر و، و، و...

عدت اثرثر مرة أخرى، و يا لفظاعة لساني، و يقول المثل إياك أن يضرب لسانك عنقك، و لكنه شيء لا أستطيع التوقف عنه، لقد أصبحت من سماتي، عشت طوال حياتي طفلة دليلة و قد التصقت بي صفة الثرثرة و السخرية، بل صار يجلب لي كثير من المشاكل في المدرسة، ثم صرت أعيش هذه الأوان نوبا من الرعب كلما اثرثر، فأخاف من سام أن يهب علي كالنمر يمزقني، و من لا يرغب ان يمزقني، فكلامي دائما يثير الغضب..

و لكنه إقترب مني ببطئ بينما كنت أثرثر بكلام الذي أظن بأني سأفوز عليه، ...

لوسي: ماذا أستطيع أن أقول!، فأنا...

ثم تحرك فجأة، و لم ألاحظ الى بعد أن صرت بين ذراعيه، و بدا رقيقا هذه المرة، لماذا لم يعريه الغضب كالمرة السابقة، و نظراته غريبة، ما بال هذه النظرة! نظرة تتوهج بالرغبة، و لثوان حل بيننا الصمت إلا الصدري الذي كان يعلوا و يهبط فوق صدره العاري المبلل، و لاحظ سام ذلك، فأنزلق يده في خصري، و شدني إليه و أنا أرتجف..

ثم قال بنعومة: هل، أخيفك؟! هل أنا مخيف الى هذه الذرجة؟!

لوسي: توقّف..

سام: تعالي الي، فأنت لست على وشك التعرض للوحشية! أنت لي! وتعلمين ذلك.

رقته كانت تسلب إرادتي مني، و انحني فوق رقبتي يقبلني، تحسني بضعف شديد، حاولت أن أقاومه و لكن يداي ضعيفتان أكثر من أن تفعلا شيئا، و رجلاي لا يقويان على حملي، فكنت أعتمد عليه بالكامل، يرفعني بحضنه بسهولة و كأني فراشة او ريشه، و عندما شعر بإنفلات البركان المحتبس في روحي، و أغمضت عينيي من النشوة، ..

تركني و أنا في أعز نوباتي من المتعة، متمسكة برقبته، أرفض الإفتراق عنه، و كذت ان اطلق صوت كالفحيح يريد الإشباع...
توقف عن قبلته المدوية في رقبتي، و انفلت مني أترنح الى الوراء متزحزحة...

إنطلق منه ضحكة منخفضه...
سام: من هو الذي يتوسل بالبقاء يا عزيزتي!؟

غمرتني كأابه سرعان ما تلاشى ليحل محلها شعور بالخجل، لقد كنت مراهقة بريئة لدرجة ان الأفلام العاطفية كان تدفع الدماء الى وجنتاي،.

و الان أصارع مشاعر شرسة بالخجل و الإحمرار، و أنا عاجزة عن فهم ما حصل لي، و لا أعرف ما يهدي إليه هذا الرجل، لقد كنت في حالة غريبة من هياج المتعة اشبه بالفردوس ثم يفسد مني، اللعنة عليك، كانت صفحة قوية كصفعة امي حينما لمحت بي ذات مرة و انا أتحسس اعضائي التناسلية، فغضبت مني، وكنت حينها صغيرة، لا اعرف ما هو و لكني استنتجت بأنها فعل خاطئ..

نظرت إليه بعيين مملوئتين بالدموع، فتعكس ملامحه الى حزن دقيق سرعان ما تلاشي بإبتسامته التي تتمثل بالسخرية،
سام: آاه يا صغيرتي، أتتخيلين نفسك إمرأة...

حدقت به بصمت، شفتاه فيه سرور متكبر، يا الهي! كم أكرهه، إن كان من سماتي الثرثرة فهو من سماته الغرور...
تنفست بعمق لأستعيد نفسي ثم قلت: حقا! أظن أن فكرتك عن المرأة هي عشيقتك المثيرة للشفقة، يجتاحها الغيرة و الوحدة في هذا الوقت، من يدري، ربما لهذ السبب لا تنفك عن الإتصال بك، ، و أظن، و، و..

نظر إلي بإبتسامة مدججة بالثقة قائلا: أتقصدين حبيبتي أليان، إنها إمرأة كاملة و ناضجة، و أفضل منك بمئة مرة، كما أنها تثق بي كثيرا و لا حاجة لها بأن تشعر بالغيرة منك، فهي تملك قلبي، من الأفضل أن تقلديها، و إن كنت ستبقين زوجتي لن أسمح لك بإهانتها أمامي، فهمت.

إختلطت مشاعري، فلم أعرف ماذا أشعر و كيف أفكر، سيطرت علي رغبة جارفة بالصراخ، قلت له: أنا لا أريد أن أبقي معك للحظة، أريد الطلاق حالا، لقد غيرت رأيي، لا أريد أن ارى وجهك.

سام و في ملامحه برودة تامة: اااسف، و لكني غيرت رأيي أيضا، لن أطلقك أبدا، ستلتصقين بي الى الأبد، رغبت ذلك أو أبيت، أنت لي، و ستبقين لي..

أعماني غضب لهيب داخلي، فقلت له و انا أتعثر في كلامي و كدت لا أعرف ما اقول:
لا أريدك، لا أرغبك، ، ل، كذت أطيق أطيق درعا في وجودي معك..

سام يبتسم بوقاحة: سأجعلك ترغب بي...

لوسي: أرغب بك، مستحيل، لا أستطيع أن أحب رجلا لديه حبيبة غيري، و من المستحيل وجودي معه..

قلت ذلك ذون أن أتفحص كلامي، فشعر بغيرتي العارمة التي فضحت عيوني..
قال وهو يضحك متجاهلا بمشاعري: من تكلم عن الحب، هل سمعتني أقول ذلك! أنا اتكلم عن الرغبة، الرغبة الذي إعتراك قبل قليل يا صغيرتي، ألا تريدين ذلك!؟ إن نذاء الجسد لا يصنع حبا بقدر ما يرسم رغبة، ..
أما بالنسبة لحبيبتي، أرغب بزواجها، ألا يحل للرجل التعدد في شريعتنا، ام أنك تجحدين ما أحل الله...

لوسي : لا اقصد ذلك، أريد حبيبي لوحدي دون يشاركني أحد..

سام: تريدني لوحدك، كم أنت أنانية و شهوانية، لم أكن أظن أن بكارة و بريئة، يتوهج عيناها من الشهوة، اوووووه، وا عيبتاه!

لوسي: افعل ما شئت، لا يهمني، فقط أطلق سراحي، و دعني بسلام..

تملل قبل أن يبصق كلامه دفعة واحدة: كيف أدعك بسلام، لقد إشتريتك بما يقارب مليون دولار، و يجب أن تعي بذلك، فانت عبدتي اكثر مما تكون زوجتي...

لوسي: يا إلهي من يسرف مثل هده الأموال الطائلة لأجل فتاة،! هل كنت ترغبني و تموت علي الى هذه الذرجة، لم لا تعترف يا صغيري؟!
سام: إنه ثمن بخس ضئيل بالنسبة لثرائي الفاحش أولا، ثانيا لم يكن لذى أبوك رغبة في بيعك لي، لذا أغريته بهذا المال، فلم يصدق، و أظن بأني لا استطيع أسترجع منه لأنه أصرف نصفها على الديون، لذا سأزجه في السجن، هذا في حال إن هربت مني..

لوسي: حسنا، تريدني أن أبقي معك الى هذه الذرجة، سأبقى قدر ما تريد و حتى تمل مني.

سام: لا أقبل هذا فقط، أريدك أن تطيعني، و تسمع كلامي، و تفهم أن إطاعتي و إحترامي واجب عليك، أريدك أن تتوقفي كونك عنيدة، و تتصرف مثل المرأة..

لوسي: ماذا! أتصرف كالمرأة! ألم أكن طفلة، و هذا ما يفعل الأطفال.

انطوى من الضحك و هو يلبس قميص ابيض ثم قال: و هل تريدني أن أضربك و أؤذبك و أعلمك إحترام الاخرين، لأن هذا ما نفعل به الطفلة العنيدة، هههههههههههه...

تجمد ملامحي و ثبت نظراتي الداهلة عليه و انا ادخل في خيالي العنيف اتخيل باني ارمي به الزجاجة الزهرية فيتناثر في جسده ثم اضربه بعنف و اركله حتى الموت مت مت ايها السافل و لكني كبحت رغبتي المجنونة، و رايت نفسي في خرق صمت اتصنع بالبردودة و اقول له: هل انت ذاهب الى اي مكان؟

سام يقول بسخرية تامة: لماذا يهمك الى أين أذهب، هل انت قلقة علي يا حبيبتي، إبقي هنا حتى ااتي، و لو إحتجت شيئا أطلب خدمة الغرف..

تفجرت نقمتي على سام، دائما يتركني وراءه، كم أكرهه، و لكني أكره الوحدة أكثر أخاف من الملل أخاف من الضجر، لا أحبه و لكن أريد وجوده بجانبي، يعطيني إحساسا بالدفء و الأنس و المشاركة، رغم أنه يغضبني و يعكر صفوي، و لكن لا ارغب الصمت، عندما يذهب أجلس البلكونة ساعات أرنوا إلى البحر، الصمت يرهقني، و عندما يعود في الليل، أشعر أن قلبي كجرو صغير، يقفز فرحا..

كنت أهمس بكلمات لا يسمعها و هو يرتذي نعله و في قرب الباب: لا تتركني! أرجوك، إبق معي، أعذك بأني سأسمع كلامك، و لكن لا تتركني، و كلما أهب أن أقول له لا أجرؤ، فأخاف أن أبدي ضعفي و يسخر مني، و يعمل بي حركة فجائية لا أتوقعا...
فتركني في سجن خانق..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة