قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية أباطرة العشق للكاتبة نهال مصطفى الفصل الرابع عشر

رواية أباطرة العشق للكاتبة نهال مصطفى

رواية أباطرة العشق للكاتبة نهال مصطفى الفصل الرابع عشر

اتكأت وجد فوق مقعدها وهى ممسكه بالهاتف الارضي لتقول بتأفف
- ايوه ياادهم ... انا موافقه علي طلبك بتاع الصبح ..

تبدل الحال من الجليد للبركان .. تجمدت مشاعر ادهم فرحا وثارت جيوش سليم غضبا لجملتها الاخيره .. فتبادلوا الانظار فيما بينهم وكل منهما يرفع اسلحة حربه .. اعتلت ابتسامه انتصار فوق ثغر ادهم قائلا
- طب والله احلى خبر سمعته يا غاليه ...

تأرجحت عيون سليم مذهولا فاردف بغضب
- موافقه علي ايه ياروح امك !
فزعت وجد من مقعدها قائله بنبرة منتفضة
- سلييييييييييم !
اغلق ادهم الخط سريعا قائلا بخبث
- هو مش عيب اما تدخل بين انتين عرسان اكده ! عموما الفرح هنحددوه النهارده .. هابقي اعزمك ..

استدار ادهم موشكًا علي المغادرة ولكن توقف بسبب انقضاض سليم المفاجىء علي ياقته قائلا بصوت جمهوري
- في ايه بينك وبينها ياولد ساميه ..
ضحك ادهم بصوت عال مردفا بسخريه
- في حب ووله وعيل صغيره جاى في السكه .. اوعى كده يا سليم خلينى اروح اشوف عروستى ماتبقااش عزول بقي ياسليم هو انت مش اتجوزت !

زفر بضيق محاولا تمالك اعصابه قائلا
- اقتلها ولا ان اسمها يتكتب علي اسمك ياادهم ..
ثم ابتعد عن طريقه قائلا
- يلا اتفضل عطلناك .. سلامى للعروسه ..وياريت توصلها اااااا ولا اقولك انا لما اقابلها هوصلهولها بنفسي ..

نظرات ناريه تجوب بين حِدق اعينهم لدقائق مسروقه، حتى دار كلا منها متجها نحو سيارته ليغادر .. صعد سليم سيارته وهو ينتوى لوجد عما قالته .. اما عن ادهم فغمرته الفرحه التى جعلته يحلق من فوق الارض بسيارته مرددا بانتصار
- كده اللعب هيحلو يا وجد !

اما عن وجد فجن جنونها، وتيره من الاسئله تهجمت علي ذهنها ففقدتها اتزانها فشعرت انها تدور في مدار فلكى حول الشمس، متنهده بالم وهى تلقي جسدها فوق المقعد الجلدى الاسود
- ياتري دول كانوا مع بعض بيعملوا .. حبكت ياوجد تتصل دلوق ! اوووف اعمل ايه .. انا احسن حل اروح لان سليم مش بعيد يطب عليا تانى ويخلى يومى اسود ...

وصلت نورا الى شقتها بجسد هالك مُتعب فاغلقت الباب خلفها بهدوء لتجلس على اقرب اريكه مستنده براسها للخلف ومغمضه عينيها متخذه انفاسها بتثاقل كى تستريح من جيوش امها التى كانت تتسابق معها، نزع عماد نظارته الطبيه واغلق الكتاب الذي بيده يترقبها بصمت تام لعدة دقائق حتى اعتدلت في جلستها وجدته امامها فلطخ وجهها بالحمرة مرددة بارتباك.

- انا اسفه محستش بنفسي والله ..
تنحنح عماد بخفوت
- لا عادى خدى راحتك واستحملينى الفترة دى .. يارب اكون ضيف خفيف عليك .

تأملته باعجاب وصمت تام وهى تستمع لصوت دقات قلبها التى يُحيها صوته، فارسلت له بسمه انبهار
- اجيبلك ميه لو تعبانه اوى كده ؟!
هزت راسها نفيا لتقول بامتنان
- لا مالهوش لزوم .. اصلا هدخل اوضتى .. وبعدين سوري يعنى قطعت تركيزك ..
حرك عماد الكتاب بتلقائيه
- لا ابدا اصلا للمرة التالته بقرأه .. يعنى حافظ كل كلمه فيه .
قضبت نورا حاجبيها مندهشه لتقول
- واووو the shadow of the wind ! شكلك بتحب القراءة اوي طالما بتقرا كتاب عملاق زي دا بيتكلم عن الكتب والمكتبات ..
التفت اليها بانتباه ليقول بتعجب
- انت ليك في القراءه ولا ايه ..

اومات راسها ايجابا مردده بابتسامه واسعه
- ااه جدا .. وبكتب حاجات علي خفيف كده .. بحسها الحاجه الوحيده اللي بتهون عليا كل الوجع دا ..
رفع حاجبه باعجاب مع ابتسامه خفيفه
- معقوله ولاد عم كل دا ومعرفش ان في حد مجنون قراءه كده زيي وكمان بيكتب ! طيب ياستى ناولينا شرف اننا نقرألك حاجه ..
بللت حلقها بذهول فهى لم تصدق نفسها، للتو عثرت علي مفتاح صندوق قلبه لتمتلكه دون ادنى مجهود منها،، عجيب ذلك القدر يمنحنا مفاتيح لقلوب اناسى لا تفتح إلا بفتاحها الخاص فلعبة القدر ان تجمع من بالشرق بمن بالغربه ليكتملا ..

تبسمت بامتنان قائله
- لا مش للدرجادى يعنى مجرد خواطر مش اكتر ..
تحمحم بخفوت قائلا
- هستنى اقراهم واقولك رأيي فيهم .. انت قريتى " ظل الريح " .

اومات ايجابا
- لا .. قرات نصه بس مكملتوش بسبب الظروف والدربكه اللي حصلت .
تبسم عماد وهو يعطى لها النسخه بسخاء
- واهى النسخه معاكى ياستى .. خلصيها براحتك ..
تناولت منه الكتاب بفرحه وهى تشعر بان قلبها يتراقص علي اوتار السعاده مرددا
- شكرا خالص .. هدخل اقرا فيه دلوقتى ..
ثم تراجعت فجاه قائله
- تطلب ايه حاجه .. غدى او شاى وكده ..
اجابها بصيغه رسميه
- متشكر .. هنزل اشرب الشاى مع عفاف تحت ... خدى راحت ..

نصب عوده صاحب الملامح الجديه التى يخفى خلفهم وسامته الجذابه والبشره القمحاويه ووجهه المستطيل بعض الشيء والجسد الرياضي المفتول امامها فأجبر عينيها ان تنجذب إليه كليا تلهفت عدسة عينيها لتلتقط صورة فوتوغرافية له بجوفها عن هذا الحد القريب جدا ..

وصل سليم الى قصرهم الفخم مردفا من سيارته بغضبٍ شديد كافى ان يشعل النيران في كافة ضواحى قنا .. فامتدت عينيه نحو جده الجالس في جنبا يرتشف كوب الشاي بهيئته الوقاره .. رأه جده مقبلا عليه فوضوع كوبه علي نهايه الطاوله امامه قائلا بصوت جمهوري
- بردك روحتلها !

تأفف سليم باختناق وهو يدنو منه قائلا
- راجح الهواري عيراقبنا ولا اييه !

اتكأ جده للخلف قائلا بهدوء اشبه بالثقه
- دانت تربيتى ياسليم وحافظك اكتر من نفسك ..

جلس سليم امامه باختناق قائلا
- طول عمرنا صحاب ياهواري وفي كل مرة بتاخد رأيي في الصغيره قبل الكبيره .. اشمعنا دى اللي جاي تغصبنى فيها !

ابتسم جده بوقار قائلا
- وانت كل مرة سايق في الدنيا من غير وعى وعتعمل اللي يقولك عليه قلبك .. اشمعنا الموضوع دا بالذات اللى جاي تشاورنى فيه ؟!

- عشان مش عاوز اعصيك .. ولا اعمل حاجه تزعلك .. مش عاوز ابقي ناكر للجميل وتربيتك ياهواري عاوز حياة تكون راضي عنها ..

- متحاولش ياسليم عمري ما هرضي ..
سليم باختناق
- هو انا مش عملت اللي قولت عليه ونفذته بالحرف ... يبقى زعلان ليه اعمل اللي هيفرحنى ..!

- علي جثتى ياجثتك بت العتامنه تخش بيتى ودمها يتخلط بدمنا ياسليم ..
جز سليم علي فكفيه بامتعاض عندما رأي ماجده تتقدم نحوهم بابتسامه مدلله .. فزفر بضيق قائلا
- ماهى كانت ناقصاكى ..
اقتربت منهم ماجده بسعاده
- عامل ايه ياجدى ..

- طول مانتوا فرحانين ومبسوطين انا احسن واحد في الدنيا ..

جلست ماجده بجوار سليم لتشبك كفها بكفه قائلا بفرحه
- تقلقش ياجدى سليم في قلبي وعيونى لاخر العمر .. وكفايه وجوده في حياتى .. اطمن انت بس ..

رمق راجح سليم التى اوشكت براكينه علي الانفجار قائلا
- ربنا يبعد عنكم كل عفش يابتى .. يلا خدى جوزك واطلعى ..
نظرت له بعيون لامعه
- يلا ياسليم !

بعد سليم كفه ثم نهض فجأه يجر ذيول وجعه متجها نحو غرفته بالقصر .. فتابعته ماجده الى ان وصل لهناك فقلت الباب خلفه بهدوء
- سليم انت ليه مروحتش بيتنا ..
لاح إليها بكفه بدون اهتمام
- مابرتحش غير ف اوضتى ..
ابتسمت بخفوت قائله
- مش مهم وانا راحتى في المكان اللى انت فيه ..

قبض سليم علي كفه بغضب فبلالين تحمله اوشكت علي الانفجار، الكلام يخرج من ثغرها اسهم مدببه تؤلمه،، انحنى قليلا لينزع جلبابه فركضت نحوه سريعا لتساعده، زال سليم جلبابه فوجدها امام عيونه وكفها الصغير يمر بنعومه فوق صدره قائله
- عمري ما حلمت غير اننا يتقفل علينا باب واحد ..
ثم تبسمت بحب قائله
- طمنى علي جرحك !
تأفف سليم وهو يبتعد عنها متجها نحو المرحاض قائلا بغضب
- نقح واتفتح ...

عقدت حاجبيها محاوله استيعاب كلماته ففاقت علي صوت قفل الباب، فتبسمت بحب
- ماله ده .. شكلك هتغلبنى معاك ياسليم !
نزعت عبائتها الفضفاضه سريعا مرتديه خلفها -بيجامه- مكونه من شورت وتي شيرت يبرز كل معالم جمالها .. وتقدمت نحو المرآه كى تسيب شعرها بتغنج قائله
- يانا يا انت يابن الهواري !

بينما سليم كان يردد في ذهنه معشوقته بعد ما هرب من سطو ماجده قائلا بتوعد
- ايامك سوده معاي ياوجد ... التقيل منى مستنيكى ! بقي تكونى في حضنى الصبح ووتصلى بالكلب التانى تقوليلو موافقه دا علي جثتى .. ورحمة ابوي وابوكى ماهناولهالك !

" يخربيت اليوم اللي عرفتك فيه ياشيخهه ... اهبب ايييه دلوق ! انت ساكته لييه انطقى "

اردف مجدى جملته بنفاذ صبر وصوت اقرب من التهجم وهو يحك جسده بعفويه ويتقلب في مكانه كأن مهب الريح من تحت قدميه، اصبح جسده محمرا من كثرة ما تعرض له من المواد الكيميائيه، فاردفت صفوة بعتاب ساخر
- انا مش عارفه اي اللى كبرها في دماغك تنام علي سريري .. ادى اخرة الديل النجس اخس ..
احمرت عينى مجدى التي التهبت غضبا
- في حد عاقل يحط كيماوي ع السرير ... انت مجنونه ..

رمقته بعيون ساخره لتردف بثقه
- لا اقولك ايه احترمنى احسنلك عشان الترياق اللي ممكن يخففك دلوقتي مافيش ولا دكتور ولا حد هيعرف يخففه غيرى ..
ركض مجدى نحو المرحاض نازعا من تبقي من ملابسه تاركا بابه مفتوح ليلقي بجسده في حوض المياه متوعدا لها بغل
- شكلك عاوزانى ارتكب جنايه فيكى ..
اتكأت علي باب المرحاض بثقه لتردف بفخر
- قرصة ودن خفيفه كده ياهندسه، عشان لو خيالك المريض صورلك اي حاجه تانيه كده ولا كده اعرف ان العله والدوا معايا انا وبس .. ويلا هكسب فيك ثواب وكفايه عليك كده ...

لازال مجدى يتقلب في حوض المياه متأوها ومتوعدا لها في سره
- والله لاربيكى ..

انصرفت صفوة لتعد حقنه الترياق الخاصه باختراعتها الاخيره بانتشاء رهيب وشعور بالنصر يغمرها لتردفف بفرحه
- رجاله مش عاوزه غير العين الحمره !

اتجهت نحوه لتقف بعيدا قائله

-البسلك حاجه وتعالي .. عشان تعرف انا حنينه وبت ناس ومهونتش عليا ازاي ! يلا شالله يطمر والناس تكون اتعلمت واتربت !
اردف مجدى بضيق
- مش لابس زفتتت وانجزى احسن اتجنن عليكِ .
هزت صفوة كتفيها بلا مبالاة
- حط في بالك انك انت الموجوع واللي محتاجنى هاااااا
نهض مجدى سريعا من مرقده مما تسبب في صراخها المفاجىء مستديره وجهها بعيدا عنه لتقول بغضب
- انت غبى !
انحنى مجدى ليرتدي ما قابله بوجهه قائلا
- انجزى ومتعمليش فيها ست المكسوفه ...
استدارت ببطء لتقول
- بس عضل ! خد اضربها لنفسك بقي ...

- انت مصممه تخرجينى عن شعوري ليه ... وانا هضربها لنفسي ازاي .. ياما انجززززى ..
رمقته بعيون متأرجحه ثم قالت
- طب لف اما اشوف اخرتها ...

بعد محاولات كثيره استجمعت صفوة قوتها كى تعطيه الحقنه لم تعلم لماذا كان جسدها بنتفض لهذا الحد وقربه كان اشبه بماس كهربي يصيبها من قدمها ليصل لصميم قلبها تحديدا ... انهت عملها قائله بصوت مهزوز
- ١٠ د وهتكون كويس .. تقدر تاخد شاور بارد عشان جسمك الاحمر دا يخف شويه ..
رمقها مجدى بعيون ماكره ليقول
- عقبال مانخدمك في التقيله !

 

اقتحمت ماجده المرحاض علي سليم مما جعله يلتفت بجسده للجهه الاخري قائلا بضيق
- انت ازاي تدخلى كده! اي مافيش خصوصه ولا ايه ؟!
تلعثمت الكلمات في حلقها لتردد بخفوف
- اسفه بس كنت حابه هساعدك وكده ..

-لا متشكر متعود اسبح لوحدى .. اخرجي ياماجده ..
طافت عينيها يمينا ويسارا قائله
- ليه ! هو انا مش مراتك ؟!
جز سليم علي فكيه باختناق
- ماجده ... اخذي الشيطان ياااماجده اطلعى .
تجاهلت ماجده اوامره فاتخذت خطوة جريئه لتدنو منه اكثر تمرر كفها علي كتفه بحنان
- سليم هو في ايه .. ليه قاصد تبعد عنى ؟!
ارتعد جسد سليم كأن ماس كهربي انقض عليه فابتعد عنها خطوة قائلا من خلف فكيه
- ماجده .. قوووولت اطلعى والا مش هيحصل طيب ..
تبسمت بخفوت ثم اومات ايجابا متراجعه للخلف
- هستناك بره ..
تنهيده ارتياح خرجت من شفتي سليم بمجرد سماعه صوت غلق الباب قائلا بنفاذ صبر
- الصبر من عندك يااااكررررييييم ..

 

" زي ماسمعت يا ادهم .. موافقه "
اردفت وجد جملتها بثبات وهى تلتفت لتجيب علي سؤال ادهم .. الذي اردف مهللا
- طب والله اكده تبقي بت عمى صُح .. يسلم فومك يا وجدانه قلبي ..
بلعت غصة احزانها بخفوت
- تمام .. خد هات الطلبات دى !
صفق ادهم بفرح
- حلاوتك يادود !
رمقته بنظرات ساخطه لتقول
- هو سليم كان معاك بيعمل ايه ..
ضحكة ساخره شقت ثغره قائلا
- ابدا ! كنت بعزمه علي فرحنا .. يهمك في حاجه ..
تنهدت باختناق
- فرحنا ! طيب .. المهم لسه عند وعدك ليا !
- انه وعد ياودود ؟!
- سليم ياادهم .. متستهبلش .. هتشيله من دماغك ..

-واشيل قلعة ابوه كمان دا حتى قالب راسي بالكدب .. المهم رضاكى ياست الستات ..

رمقته بضيق ثم انصرفت من الجهه الاخري متجهه نحو الجنينه .. وعلي حدا فايز يصف امام ساميه بهمس ليردد
- كل حاجه تمام يامراة عمى .. وجد فاكرة انها شغاله مع الحكومه وكله زي الفل ..

تنهدت ساميه بارتياح لتردد
- كويس ما نشفتش راسها تروح هى للحكومه بنفسها .. كده ماشيين حلو ..

اتكا فايز على سور السلم بشموخ ليقول
- لا ماهى كانت هتعمل اكده .. بس انا اقنعتها ان ادهم مراقبها واكده هنكشف نفسنا وشويه كلام من عندى ...

- عفارم عليك ياد يافايز .. تعجبنى دماغك لما تشتغل ..

رفع فايز كفها نحو ثغره ليقبله
- احنا تحت الطلب يا ام ادهم ياغاليه ..

ضحكت بميوعه لتضربه برفق علي كتفه
- يخيبك يافايز .. روح ياواد شوف مصالحك واوعى وجد تحس بحاجه ..

- تقلقيش دانا فايز عتماااان ..

خرج سليم من المرحاض مرتديا منامته وينشف في شعره بتلقائيه فوجئ بماجده ممده جسدها فوق مخدعه بميوعه ودلال وتتصفح هاتفها .. حاول تجاهلها بقدر الامكان .. فاتجه نحو خزانته ليخرج ملابسه .. فالتفت اذانه لصوت عمرو دياب المنبعث من هاتفها

" ولا ليك عليا حلفان .. دانا روح فيك من زمان "
وبعدها بيد ماجده التى تتنقل فوق جسده بحنان قائله
- تحب اساعدك في حاجه !
تنحنح بخفوت قائلا
- ماجده ... !
وقفت امامه سريعا لتقول
- سليم ... انا بحبك ... اعذرنى ..
اغمض عينيه لبرهه متخذا نفسا عميقا
- وانا مابحبكيش ... اعذرينى ..
وضعت اناملها فوق شفتيه لتقول
- طول ما انت بتقولها عمرك ماهتحبنى .. بطل تقولها وسيب نفسك ليا ...
ابتعد عنها قليلا
- ومين قالك انى عاوز احبك .. قلب سليم مليان ياماجده ..
- وانا موافقه بركن صغير ورا قلبك حطنى فيه .. والله هرضي .. مش بقولك اكرهها بس علي الاقل ادينى فرصه اقرب منك واروي حب سنين ياسليم ..

شرع سليم ان يحرك ثغره ولكنه سرعان من وضعت سبابتها وهى تسند ذراعها الاخر علي كتفه
- طب والله بحبك .. وانت عارف وجع الحب وان الواحد بيكون فاقد عقله ومابيفهمش اي حاجه تانيه غير انى عاوزه اوصل- مشيره علي قلبه - للحته اللي جوه دي .. عارف من ميته! .. من زمان قوى من وانا بنت ١٣ سنة .. كنت تيجى عندنا البيت تدينا ايجار الارض وتمشي كنت تاخد قلبى معاك .. سليم كفايه عذاب وبعد قلبي مش مستحمل ...

ثم دنت منه اكثر فاكثر وهى تتحسسه باناملها برفق
- اوعدنى ياسليم .. مش هقولك حبنى بس اتقبلنى والله ماعاوزه غير قبول ..

كانت مفاتن ماجده مثيره جدا كي يلتهمها بدون رحمه .. كلماتها لمساتها هدوئها دلالها تغنجها امامه .. كلها اساليب كافيه ان تغيب عقله وقلبه رافعا علم نصر غرائزه الاداميه .. نجحت ماجده ان تحرك ساكن ما بداجل جسده وهى تدنو منه اكثر فاكثر وسرعان ما ظهرت امام عينيى سليم صورة وجد وهى تقول له

- قلب وعقل وكل سليم مش هيكون غير لوجد وبس .. انت فاهمنى يابن الهواري ... قتلك علي يدى لو بقيت لغيري !

ابتعد سليم عن ماجده كالملدوغ ليرتدي ملابسه سريعا .. هاربا من حصارها الذي يقوده الي تصرفات لعينه تجعله يعض علي انامله ندما طول عمره .. زفر ماجده بنفاذ صبر وهى تزيح شعرها بقوه عن وجهها
- اوووووووووووف .. ماله دا !

مر باقى اليوم بسلام .. كان ملخص احداثه

كره ملتهبه من الغضب قذفت على قلب مجدى وهو يجوب ارجاء شقته ذهابا وايابا متوعدا لها .. وعلى عكسه صفوة فكانت في كامل هدوئها وتريثها تقلب بين الاوراق وتتابع وتيرة ابحاثها الغير متناهيه ..

ظلت نورا بغرفها طول اليوم سابحه في بحور كتاب عماد ساجنه نفسها بين صفحاته تقرأه بعنايه وتركيز شديده بالاضافه لفرحه عارمه سلبت روحها منها لتحلق بها في بروج السماء بين كل فترة والاخري تحتويه بين ذراعيها وتستنشق رائحته بلهفه .. اما عن عماد اكتفى بقضاء اليوم بجوار زوجته الراقده في عالمها الاخر يقص عليها ما مر خلال ايامه الماضيه .. يتوسل لها ان تعود كي تطيب كل ألامه المبرحة

اما عن ريميو وجوليت فكان الباقي من يومهم كله لعب ومزح وحب ودلال .. كل منهما يرتوي من حبيبه بطريقته الخاصه، فصبر اعوام حان ريه بمياه القرب والاتصال الروحى، كل منهما تناسي اوجاعه الامه لم يسيطر علي قلبه الا عناقيد ورد تحاصرهم وتقيدهم سويا لتفيح رائحه حبهم باذكى انواع السعاده .. فانتهى ليلهم بالاتفاق للسفر علي شرم الشيخ منذ الصباح الباكر ...

يجلس امام البحر يراقب شروق الشمس بفرحه زاهيه كانها تشرق حامله بين اشعتها طاقات متجدده من الحب والحياة .. لمست قدميه رمال الشط والمياه تتغلل من بين اصابعه كأنها تروى جذوره من اي ذيول لخيبات الحياه .. دار براسه نحو غرفة الشاليه الرقده به وجدانته .. فسار اليها بقلب ينبعث منه كل اسهم الحب حتى وصل الى بابه الخلفى .. فتسلل بخفوت حتى وصل ل مخدعها .. فوجدها غائصه في سبات عميق .. تأملها بحب متفتنا كل معالم جمالها التى تخلع قلبه من مكانه .. فدنى من مرقدها بهدوء وهو يمرر انامله بين خصيلات شعرها المنسدل قائلا بتنهيده قويه

- واخيرررررررررا يا وجد بقيتى ليا ! يااااااه تعبنا قوى عشان نوصلوا لبعضنا في الاخر ..

شقت ابتسامه من ثغرها كانت اشبه بشروق الشمس لتقول بحب وصوت كله نوم
- والحلم اتحقق ياولد الهواري ...

قهقهه بصوت عال لبسط جسده بجوارها ويدفثها بداخل احضانه
- اااااه ياوجد لو تعرفي انا حلمت باليوم دا قد اييييييه !

تنغجت في حضنه بدلال
- ها قولى كنت بتحلم بأيه ..

فكرة لبرهه ثم ارتسم ابتسامه خفيفه
- كنت بحلم بيكى وانت في حضنى كده !

ضربته بمزاح قائله
- انت دماغك دايما قليلة ادب كده !
رفع جزءه العلوي كى يحادثها بمزاح وهو يعبث بشعرها قائلا
- الله ! هكدب عليك يعنى ..
نظرت له بعيون ضيقه لتقوم بعدم تصديق
- يااااسلام !
رفع سليم حاجبه قائلا بغمز
- بس شهاده لله .. طلعتى احلى من خيالى بكتيرررررررر !
ضحكت بصوت مسموع زلزل كل ساكن بجسده لتقول
- ازاي بقي .. احكيلى
قُضبت ملامحه بمزاح وهو يلقى نظره سريعه على جسدها من اعلى لاسفل ليقوول بتنهيده
- يعنىىى الحاجات والامكانيات طلعت عاليه قوى ومتكلفه !
ابتعدت عن بدلال
- والله ما شوفت ربع ساعه تربيه .. اوعى كده !

احكم حصاره عليها ليقول باصرار
- هتستهبلى .. دانا ماصدقت لقيتك ... عاوزه تروحى منى فين ..

تنحنحت بخفوت وثغر متبسم
- احمم كنت هدوخك شويه .. بس خلاص ثبتنى ..
اردف بنبره معاتبه
- حرااام مكفاكيش كل الدوخه دى ! دانا اتسحلت عشان اوصل للحظه دى !

- طيب قولى كده وسمعنى حاسس بأيه مع وجد ياسليم ..

فكر لبرهه وهو يمرر انامله علي كتفها العاري ليقول بخفوت
- انا مش حاسس .. انا طاير فوق قوى قوى قوى

وفجاة وبدون مقدمات سقط سقف الغرفه عليهما ورؤيه اتربه كثيره منتشره في الجو .. فحاول بقدر الامكان ان يحميها من الهلاك الذي لحق بهم فجأه ... فزع سليم من حلمه كالملدوغ متخذا انفاسه بصعوبه بالغه مرددا اسمها كثيرا كالمجنون .. فزعت ماجده النائمه بجواره لتربت علي كتفه بحنان وتمنحه كوب المياه بلهفه
- سلامتك ياحبيبي مالك بس .. خد اشرب .

ارتشف سليم كوب المياه بكف مرتجف وقلب منخلع متنهدا بصعوبه .. ظلت ماجده تربت علي كتفه بحنان لتطمئنه وتداعبه بلطف حتى هدأ تماما .. فاقتربت منه اكثر فاكثر وهى تلقي بجسدها بين ذراعيه هائمه به عشقا منتظرة رد فعله .. ولكن ما حدث حطم كل توقعاتها .. تحول حال سليم من النفور والكره لشخص مغيب تماما ملكها بذراعيه لتصبح تحت حصاره مستجيبا لافعالها العاشقه له ..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة