قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا ياسمين للكاتبة هاجر الحبشي الفصل السابع عشر

نوفيلا ياسمين للكاتبة هاجر الحبشي الفصل السابع عشر

نوفيلا ياسمين للكاتبة هاجر الحبشي الفصل السابع عشر

ستظل قصص الحب الرومانسية ذات النهايات الوردية المفضلة لدي الفتيات إلى وقتٍ معين، حتى تدرك الحقيقة وتعرف أن ذلك النوع لم يكن الأفضل يوماً، بل كانت خدعة شيطانية.

بعد مرور شهرين..
كانت الممرضة تقف داخل الغرفة الراقدة بها ياسمين دون حراك، تُبدل المحلول المحقون بيدها.

تحركت سبابة ياسمين وهي تعيدها بجانب جسدها، فقطبت الممرضة حاجبها وفردت كف ياسمين على راحة يدها تمسح فوقه برقة مراقبة، متطلعة لحركة ثانية فلم تنالها، ظنت أنها توهمت رؤيتها تتحرك فأعادت كفها بجانب جسدها وتنهدت وهي تعدل الملائة فوق جسدها، وأثناء ميلها عليها، فارقت ياسمين بين جفناها ببطء، حدقت في السقف إلى ما يقل عن خمس ثوانِ وعادت تغلق عينيها من جديد.

ابتسمت الممرضة وركضت خارج الغرفة تأتي بطبيبٍ مُختص فاصطدمت بجسد دعاء التي وصلت الآن لكي تسأل عن حالها.
تابعت الممرضة ركضها لكن أمسكت دعاء ذراعها اوقفتها وسألتها بقلق ظنًا أن خطبًا ما أصاب ياسمين.
حصل ايه مالها؟
ابتسمت الممرضة وقالت بسعادة.
فاقت فاقت، وتلا قولها متابعة ركضها إلى الطبيب.

ابتسمت دعاء بعدم تصديق وولجت إلى الغرفة ركضًا، واقتربت من سريرها بخطوات سريعة متلهفة، ثم ضحكت باشراق عِندما رأتها تطرف وملامحها تنكمش وتضم جفناها بسبب الإضاءة، وكما يبدو أنها كانت في طور الاستيعاب ولم تستفق كُليًا بعد.

عادت خطوتين إلى الخلف ومن ثم ركضت إلى الخارج دون إضافة حرف ووجهتها السجن الذي يضم يعقوب، لا تعرف أكانت سعيدة لأن ياسمين استفاقت حقًا، أم لأنها ذاهبة لرؤية يعقوب بعد أن طلب منها أن تتوقف عن المجيء طالما لا تأتي بخبر جديد عن ياسمين.
حاسة هنا بوجع؟
سألتها الطبيبة وهى تشير إلى موضع قلبها، فهزت رأسها نافية وطلبت بوهن بشفاه باهتة ووجة شاحب.
ع، ا، يزة، ميه.

تحركت الممرضة تأتي بالمياه من فورها لترويها بينما الطبيبة ابتسمت وقالت ملاطفة.
حمدلله على سلامتك.
سألت بجهل بسبب فقدها للوقت والزمن وهي تسبل جفنيها حماية من ضوء الغرفة.
أنا هنا من امتي؟
قالت مجيبة.
شهرين، ربنا كتبلك عمر جديد.

ارتدت أهدابها مفاجئةً من المدة لأنها تشعر أنها خاضت كل هذا أمس، ولا يزال مشهد الدماء تخرج من فم يعقوب عالق في ذهنها لا يبرحه، وهمسته الأخيرة المُعبرة عن قلقه تطِّن في أذنها، والألم الذي اجتاحها جرَّاء إصابتها بالطلق الناري كامنًا داخلها، فلا تزال تشعر بروحها تنسحب منها، وتحس بتغلفل الرصاصة مخترقًا لحمها بسرعة البرق، إنها شاكرة لكونها لم تستيظ قبل هذا وتكابد تلك الآلام وحدها حتى تتعاطفى كُليًا.

جاهدت لإظهار ابتسامة على مِحياها إلى تلك الطبيبة البشوشة فخرجت باهتة شاحبة كما الحال مع وجهها، وحاولت الانتصاب والجلوس فلم تسعفها يدها اللينة المرتخية، فساعدتها الطبيعة برفق وهي تتابع قولها ببسمة عذبة.
متقلقيش أعصابك بس مرتخية شوية بسبب عدم الحركة مدة بس مع الحركة هتبقي أحسن، والحمدلله صحتك كويسة وكمان البيبي.

أنهت قولها بحبور لسبب تمكنها من إنقاذ روحين، بينما الأخرى إنكفى وجهها وبلغت الصدمة منها مبلغها وظنت أن خطبًا ما أصاب أذنها لتسمع هذا الخبر الغير سعيد بالمرة.
شعرت الطبيبة بتيبس جسدها الطري أسفل يداها وتوقفها عن الحركة، فنظرت إليها الطبيبة بتعجب لتجدها تحملق بها دون أن تحيد عنها بأعين جاحظة كأنها أخبرتها توا أنهم استئصلوا رحمها ولن تُنجب في حياتها أبدًا.

سألتها بصدمة وسيطرت عليها الرعشة علها سمِعت خطأ.
مين، مين، دي الحامل؟
ابتسمت الطبيبة وربتت على كتفها بيد وهي تعدل الوسادة خلفها باليد الأخرى سائلةً بابتسامة.
إنتِ مكنتيش تعرفي؟
هزت رأسها بتيه والعبرات تتكدس داخل مقلتاها لتضيف الطبيبة.
إنتِ حامل بقالك شهرين واسبوع وكام يوم بس.
مش عايزاه؟
هتفت بشرود كارهة وجوده وهي تهز رأسها، فجلست الطبيبة أمامها وسألتها برفق.
إنتو متفقين متخلفوش دلوقتي؟
سألت بعدم وعي.

أنا ومين؟
إنتِ وجوزك؟
اعتصر الألم فؤادها وتجاهلت سماع هذا لكي لا تبكِ، وأمسكت بكف الطبيبة تضغط عليه بضعف، وتوسلت وعبراتها تنسل واحدة تلو الأخرى.
انا مش عايزاه، نزليه وانا هنا أرجوكي نزليه انا مش عايزاه.
تجهمت ملامح الطبيبة ونزعت يدها من يدها بغضب وزجرتها بقولها.
استغفر الله العظيم إنتِ عايزة تعملي إيه مش من حقك! وانا مقدرش اعمل البشاعة دي!
توسلت بانفعال أجهدها واتعبها.

شوفيلي حد يعملها شوفيلي حد بالله عليكي.
تنهدت الطبيبة وأحاطت عضدها وطلبت منها الراحة.
اهدي اهدي وارتاحي متتعبيش نفسك ونتكلم بعدين.
علا صوتها وارتفع بحرقة وهي تمسك يدها بقوة لكي لا تتركها.
مينفعش، مينفعش لازم تشوفيلي حل دلوقتي دلوقتي.
سحبت الطبيبة يدها وحدثتها بعصبية.
مينفعش كده إهدي.

وقرنت قولها بتحركها وخرجت من الغرفة لكي تُشيِّع بأحدهم ليأتي بمهديء فأوقفها المحقق الذي وصله خبر استيقاظها من المُخبر الذي يُراقب وضعها فسأل الطبيبة بعملية.
تقدر تتكلم؟
أجابت بإيجاز.
لأ حالتها متسمحش.
وتركته وذهبت من أمامه، فاستند على الحائط وكتف يديه أمام صدره فترة وجيزة أنتهت بزفرة عصبية غير صبورة، ثم انسل ودخل إليها عِندما تناهى لسمعه صوت بكاءها من الداخل.

أغلق الباب خلفه بخفة، وتقدم من سريرها ووقف يراقبها كيف تبكِ بحرقة وظهر يدها تضعه على فمها وهي تنظر تجاه النافذة.
فلم يعرف بماذا يبدأ، بالتأكيد لن يخبرها أنه جاء يستجوبها بعد أن استفاقت مباشرةً بسبب فضوله! وفي حالتها تلك.
تحمحم لفتا للانتباه ثم أخبرها بصوتٍ رخيم دون أن تلتفت إليه.
يعقوب خد سبع سنين.

توقف عن البكاء وصوَّبت عيناها الباكية عليه دون أن تتوقف عن ذرف الدموع والتفكير في مُصيبتها، فهي تعرف بالفعل ما سيلقاه، فيستطرد مُستفهمًا لكي ينتهي ويذهب.
مقولتيش إنك أنت اللي بلغتي عن الكينج ليه؟
كففت عبراتها بظهر يدها وهتفت بإجهاد وهي تنظر إليه مباشرةً.
عشان مش هتفرق سواء عرفتو ولا لأ هو اتقبض عليه وخلاص خلصت.

سار إلى النافذة ينظر من خلالها إلى الطريق في الأسفل، ودسَّ يديه داخل جيب بنطالهِ وطفق يقول وظهره يقابلها.
بس هو قال كلام غريب كده وهو بيتقبض عليه، أن في خطة وهو مظلوم وإنتِ السبب وحاجات كده مالهاش قيمة دلوقتي.
تأففت بأنفاس واهنة مُلتهبة دون إحداث صوت، واعتصرت الملائة بقبضتها بعصبية وردت عليه بانفعال.
اهو حضرتك قولت كلام غريب مالهوش قيمة هناخد بيه؟

واسترسلت بسخرية وهي تتذكر الصناديق كأن ماحدث كان أمس.
تلاقيه بس مصدوم عشان البضاعة بتاعته ضاعت وهو ضاع معاها.
تنهد ونكص على عقبيه ينظر إليها وقال ببسمة مُتكلفة وهو يهِم بالمغادرة.
ماشي يا ياسمين حمدلله على سلامتك.

لم توافيه ب رد، وفردت جسدها على السرير وأولته ظهرها برفض، ودثرت نفسها جيِّدًا أسفل الغطاء بنقم وهي تقبض على طرف الغطاء بغير قوة، فليذهب إلى الجحيم بلا عودة لقد ملَّت أسئلته، ولديها مشاكلها الخاصة للتعامل معها الآن.

في السجن..

كان يسير مع الصول، بخطوات متباطئة متكاسلة، عيناه خاوية منطفأة، وجهه شاحب وتفترش الهالات السوداء أسفل عيناه، نحيل خسر وزنه، ضامر كمريض بمرضٍ مُزمن، شعره مُبعثر وقد استطال أكثر كما ذقنه الخشنة، لا توجد على وجهه أي أمارة تدل على إقباله على الحياة، مُربد الأسارير، ولا رغبة لديه في مقابلة دُعاء كذلك، لكنها كانت الأخيرة فإن كانت أخبارها كالعادة لا جديد وياسمين مازالت في غيبوبتها لن يراها مُجددًا ولو طلب منهُ مدير السجن نفسه.

وقف أمام الحاجز المُكوَّن من أسلاك مُشكلة كشبكة حديدية تفصل بينهما، فابتسمت من خلف تلك الشبكة بنعومة وهي تقبض على حقيبتها وحركت شفتيها للحديث فأوقفها جموده المعتاد ونبرته الخالية من الحياة، وسأل متجافيا أمام بسمتها العذبة.
جاية ليه؟
تبخرت بسمتها وحل محلها الخيبة، وقالت بتلكأ والإحراج يدركها فتحمر شعورًا به.
جيت، جيت، عشان أقولك إن ياسمين فاقت.

اهتزت مقلتاه، واصابته رجفة قوية، وصدرت لكمة عنيفة عن قلبه كان قد نسيها، وتهللت أساريره، وردت الدموية في وجهه، ووضع كفه فوق السلك الحديدي يتشبث به وسألها بلهفة وبريق عينيه يتألق كنجم يسبح في السماء.
بجد فاقت؟
أومأت بغصة واسترسلت وعيناها تدمع.
فاقت النهاردة أول ما عرفت جيت على هنا على طول حتى ملحقتش أقعد معاها.
شكرها بامتنان لا حصر لهُ.
متشكر أوي يا دعاء شكرًا ليكي.
ابتسمت وقالت برقة.

على إيه ده واجبي، المهم إنك تكون أحسن وأفضل.
أومأ مسرورًا، بقلبٍ مبتهج وطفق يقول بحزم وإصرار والبسمة تشق وجهه وتتسع متجلية على معالمه التي تبدلت كُليًا بعد سماع الخبر السعيد.
هكون كويس وأحسن أكيد..
وصمت قليلًا يفكر مليًا قبل أن يسألها بتردد.
ممكن أطلب منك طلب؟
أجابت مُرحبة مُحبذة.
طبعا أتفضل.
محتاجك تعملي حاجة عشاني.

عادت إلى المستشفى تجر خيبتها خلفها تُقدِم قدم وتؤخر الأخرى، فمن ظنت نفسها لتفكر أنه قد يُعجب بها؟، هي حتى لم تُحصِّل رُبع جمال ياسمين لتحلم بحب يعقوب!
توقفت أمام باب الغرفة تحملق في المقبض ثوانٍ ثم تنهدت ب همٍ وولجت تاركة أحزانها خارجًا خلف ذلك الباب، ورسمت ابتسامة رقيقة على مِحياها وتقدمت من ياسمين التي ظنت أنها واعية لكنها كانت غافية بخمول.

جلست على كرسي أمام الفراش تنظر إليها متأملة جمالها الملائكي وهي نائمة، حتى وهي مريضة وشاحبة تبدو في غاية الجمال فكيف ستبلغ هذا المبلغ من الجمال؟، أخذت تُقارن بينهما لنصف ساعة تقريبًا حتى بدأت ياسمين تستفيق.

طرفت بتثاقل وأنفاسها تخرج ببطء خاملة وهي تتأمل السقف، قبل أن تنتفض وتجلس باستقامة افزعت دُعاء الشاردة، فكيف سمحت لنفسها أن تنام قريرة العين وهي تحمل، تحمل، تلك، هي حتى عاجزة عن نطقها في خيالها، فكيف تتحمل مسؤولية كتلك كيف؟
سألتها دعاء بقلق وهي تقف واقتربت منها.
مالك تعبانة حاسة بحاجة؟
هزت رأسها بنفي وعيناها تعلقت على باب الغرفة وهي تطلب.
الدكتورة فين الدكتورة؟
ربتت على كتفها وهي تهم بالمغادرة.

هطلبهالك حاضر هدي نفسك.
وعقبت قولها بمغادرة الغرفة طلبًا للطبيبة تاركة ياسمين تعتصر أناملها وتهتز محلها بعدم راحة، فمن المستحيل أن تبقي عليه مستحيل.
صدح صوتها في الغرفة بعد عودتها وهي تغلق الباب.
طلبتها عندها حالة بتفحصها وجاية محتاجة حاجة اجيبهالك؟

هزت رأسها بنفي وظلت على حالها وهي قاب قوسين أو أدني من البكاء، راقبتها دعاء مترددة بين إخبارها وبين الكتمان وطمس تلك الكلمات التي لم تستسيغها لأنها ليست موجة إليها.
فحزمت أمرها وقررت تبليغ الأمانة حتى إن ألمتها تلك الكلمات، بلعت غصة أحرقت حلقها وامتدت يدها تخرج من حقيبتها تلك العروس الحديدية الحمراء الراقصة الخاصة بيعقوب، لتناولها إلى ياسمين.

حدقت ياسمين بينها وبين تلك العروس قليلا وحدسها يخبرها بأن خلفها قصة ستلمس الفؤاد، تناولتها بأنامل مُرتعشة ورائحته المألوفة تتسلل إلى أنفها أرجفتها، وأذهبت برائحة الأدوية العالقة بأنفها مُنذ أن استيقظت واستقرت هي مداعبة لحواسها.
همست دعاء بنبرة مرتعشة متألمة والحزن يتجسد في ابتسامتها.
يعقوب.
نطقت بهذا وصمتت، فناظرتها ياسمين بلهفة وعينيها تتوهج وغشيتهم الدموع، وأنفاسها تعلو في عُنف مُتطلعة لمَ ستقول.

تمالكت دعاء نفسها واستعادة رباطة جأشها وطفقت تقول بحسرة، ومشهد يعقوب وهو يضِن عليها بتلك الكلمات التي ستسمعها ياسمين لأول مرة، بسعادة وهيام كأنه يتحدث عن المرأة الوحيدة على وجه الأرض تكويها كيًا.
بيقولك إنتِ أقوي واحدة شافها في حياته، الأجمل والأولي والأخيرة، وعمره ما هيبطل يحبك، عشان، عشان، إنتِ مشمشة الحديدية.

ضحكت ياسمين وعيناها تفيض من الدمع ووجنتيها ترطبت وارتوت بعد جفاف شهرين متتابعين، وجسدها يهتز بذبذبات عنيفة جرَّاء بكائها وخفقاتها تتعالى وتقوي متسببة في ألمٍ مُبرح كان وقعه كرفرفة فراشة رقيقة فوق قلبها تنشر البهجة والسعادة داخلها.
وصمتت دعاء وجهها يتوهج بألوان قوس قزح دون أن تستطع السيطرة على معالم وجهها الذي تبدل مع كلماتها.
وتبكِ ياسمين وحُبه بداخلها يكبر ويفيض.
بعد أسبوعين..

كانت تسير في الطابور مع السائرين بخطٍ مستقيم ومداليتها الخاصة بيعقوب المعلقة في سحاب حقيبة الظهر المعلقة على كتفها تتراقص وتدور مكانها جرَّاء حركتها المستمرة، مُلبية نداء الرُكاب لأجل مغادرة الطائرة إلى أمريكا.
داخل الطائرة..
أنتهي من وضع حقيبتها الممتلئة الذي لا يعرف ماذا وضعت داخلها لتكون بذلك الثقل العجيب.

جلس بهدوء على الكرسي المحاذي للنافذة ثم هتف وهو يراقص كلا حاجبيه إلى تلك التي جلست على المقعد الذي أمامه توليه ظهرها ممتنعة عن الجلوس جواره.
إنشراح تعالي هنا.
هزت رأسها مع كتفها بنفي وهتفت بلطف وهي تحدق من نافذة الطائرة بانبهار.
لأ هقعد جنب الشباك.
ضرب كفيه معًا متعجبًا ثم مال على الكرسي وطرق فوق رأسها بقبضته.
إنتِ قاعدة في ميكروباص! تعالي هنا مكانك جنبي!

زمت شفتيها ووقفت تنظر إليه بأعين براقة تستجديه وهتفت بحزن.
بس انا عايزة أقعد جنب الشباك.
تمتم بازدراء وهو يناظرها بسخط.
انا غلطان اني حجزت تذكرة عادية وقعدت مع عامة الشعب يا جاهلة.

عقفت كلا حاجبيها بانزعاج وكشرت في وجهه فلوح إليها بعدم إهتمام وجلس بجانب النافذة، واضطجع بأريحية واستعد للنوم لكن عينيه رأت تلك الفارعة البرتقالية التي توقفت أمام كرسي لمار الفارغ ثم نظرت إلى رقم كرسيها التي استحوذت عليه لمار أيضًا فتعجبت وظنت أنها يمكنها تبديله معها بهدوء، فهي تسافر لأول مرة وجاهلة بما يحدث، فرفعت يدها ووضعت حقيبتها الصغيرة بجانب حقيبة لمار فتراقص المكر على مِحيا قُصيّ وهتف بخبث وهو يناظر تلك التي تقف على ركبتيها فوق الكرسي تراقبهما وهي تزم شفتيها كطفلة حزينة.

أحسن خليكِ عندك.
أنزلت ياسمين يدها ونظرت إلى قُصيّ بتعجب ظنًا أن الحديث موجة إليها ثم نظرت صوب ما ينظُر فرأت لمار تنظر إليها مستضعفة بتلك الطريقة التي أعجزتها عن فهم ما تريد فاقترحت بتردد وهي تنزل حقيبتها ليجلس كُل واحد محله.
تحبي تقعدي مكانك؟

هزت رأسها بإيماءة بسيطة وهي تطرف بعيناها الواسعة ذات النظرات البريئة وتورد وجنتها الممتلئة، فابتسمت ياسمين بلطف من خلف نظارتها الشمسية وحملت حقيبتها وابتعدت تاركة المقعد إلى لمار التي عادت حزينة واستعطفته بضم قبضتها إلى صدرها وهي تتحدث وتقُلِّص ملامحها فيبتسم وهو يُراقب وجهها الدائري كبدر.
أنا أول مرة أركب طيارة يا قُصيّ حرام عليك.
تخصَّر بعدم رضا وهتف بعد تفكير عميق لم يتخطى العشر ثواني.

صعبتي عليا اقعدي جنب الشباك.
ضحكت بعدم تصديق وازاحته من مكانه أسقطته على المقعد والتصقت هي بجانب النافذة بحماس طفلة.
فتأفف وعدل سترته الثمينة، ثم ضم طرفيها على صدره وعقد ذراعيه فوقها وأراح رأسه إلى الخلف لينام.

واستقرت ياسمين أمامهما بجانب النافذة وانضم إليها شخص آخر، كانت قد اصطدمت به أثناء سيرها دون أن تنتبه، فكان وجهها سيحتضن الأرض لكنهُ حال هذا بقبضته الغليظة القوية ولن تُبالغ بقولها أنها شعرت بقليلٍ من بالألم.

فكان شخص ذا بنية عضلية صلبة، وقامة سَمْهريَّة، وكتفين عريضين، وصدرٍ مُرتفع، وشعرٍ فاحِم طويل، وشارب كَث وذقن حليقة، وملامح شرقية مصرية، ولونه اسمر جذاب، ذا فك حاد ووجهه منحوت ك فرعون مصري أصيل.
أقلعت الطائرة وحلَّقت عاليًا والمُضيفات لم تتوانى إحداهن عن تسخير نفسها إليه، ولا تمر خمس دقائق قبل أن تأتي إحداهن تتبختر وتسأله متغنجة وتتمنى لو يأمر فقط.
معتصم باشا تؤمرني بحاجة؟

وإجابته تكون موجزة دوما ب لا شكرا بصوت أجش تارة ورخيم تارة أخرى.
مرت نصف ساعة قبل أن يعود توافد المُضيفات عليه من جديد، فكما يبدو وكما سمعت تهامس المُضيفات عِندما ذهبت إلى دورة المياه، أنه أكثر من رجل أعمال ناجح، بل إنه ذا منزلة رفيعة، ومكانة مرموقة، ونفوذ طاغي، وصاحب منصب مُهم في الدولة، وجلوسه هُنا كان لتلافي الاهتمام الزائد إن قطع تذكرة خاصة.

بدأت لمار تتناول الطعام بهدوء بعد بعض الوقت وهي تبتسم بسعادة فهي تفعل الشيء الأحب إلى قلبها، طالعها قُصيّ بطرف عيناه ليبصر وجنتها الممتلئة التي لا تتوقف عن الحركة، فضحك ورفع رأسه يراقب نهمها في تناول الطعام دون توقف، ثم اقترب برأسه من رأسها وبحذرٍ همس كأنه سوف يبوح بأسرار دولة بأكملها.
لمار انا بقول كفاية أكل لأن السفرية الجاية هقطع تذكرة لخدودك.

توقفت عن مضغ الطعام في فمها وتضخمت وجنتها أكثر جرَّاء توقفها وطرفت وهي تلتفت إليه وهمست بنبرة حزينة مغصوصة بالطعام.
والله والله حرام عليك.
قهقه وراقب معالم الحزن المتجلية على ذلك الوجه البشوش، والذنب ينخر عظامها من فرط تناولها للطعام، فابتسم بحنان ومسح على شعرها الناعم المُنساب على كتفيها وظهرها برقة وهتف بعبث مراقصا كلا حاجبيه.
بالهنا والشفا كُلي وخلصي وتبقي حلي بيا يا جميل.

ضحكت وهي تبتلع الطعام وتسللت إليهم قهقه رقيقة قادمة من أمامهما ليهتف بتعجب.
المربى بتضحك!
وكزته لمار بمرفقها في صدره بعنف زاجرةً لهُ.
اخرس يا قُصيّ اخرس.
وصلت الرحلة، وهبطت الطائرة بسلام.
خرجت من المطار بإرهاق بعد أن عانت في الداخل من سماع تلك اللُغة الأجنبية مع بعض البسمات المُجاملة دون أن تفهم حرفًا واحد فقط.

توقفت أمام الطريق تحملق في السيارات المُنطلقة وشعرها يتطاير جرَّاء عُنف الهواء المُخلف، فما عانته في الداخل وعدم فهمها لأي حرف تم نطقه جعلها نادمة على الإتيان إلى بلد أجنبي، فماذا ستفعل هُنا وحدها؟! كيف ستتعامل؟

رفعت نظارتها الداكنة فوق شعرها المتطاير، وقطعت الطريق بحذر، وسارت دون وجهة ودون أي هدف، كذبابة خريف شاردة جرفتها الرياح وتم فقدها هُنا، إنها نادمة لكنها في نفس ذات الوقت تسأل نفسها، رُبما لم تكن لتحيا بتلك السعادة التي تتخيلها فقط لأنها فقدت الفرصة!، رُبما تتحول إلى جحيم في فترة من الفترات وتنقلب رأسًا على عقب، فماذا هي بفاعلة إن حدث هذا؟

لكنها أيضًا تعرف وتدرك تمام الإدراك أن جحيمها معهُ سيضحي بلسمًا طيب تطيب به حياتها وتستمر.
سارت مع السائرين وجلست تستريح كُلما قابلها مِقعد في الطريق، تُراقب المارة ومعدتها تصرخ جوعًا وتعجز عن الشراء، إنها لأول مرة تشعر بانحطاط قدرها وجهلها بكل شيء حولها عدي الاهتمام بالانتقام من خالد ومراقبة تحركاته وهاهي الآن شِبة مُشردة، تملك أموال لا تستطيع حتى إنفاقها.

زفرت ووقفت تتابع سيرها بتعب وبيدها تمسد فوق معدتها برقة، توقفت تستند على جدار ب كتافها وجبينها يزِخ عرقًا وانفاسها تخبو ودِوار يداهمها، فتحاملت على نفسها وتابعت سيرها والغشاوة على عينيها تُشوش رؤيتها فاصطدمت بكتف أحدهم عن طريق الخطأ أدي إلي ترنحها فاعتذرت بلغتها الأم بنبرة موهونة.
آسفة.

وتحركت تتابع طريقها بتعب لكن تم سحبها بقوة ارتدَّت إثرها أمام ذلك الرجل الأجنبي الذي تفوح من فمه تلك الرائحة الكريهة المألوفة التي ضربت وجهها قززتها، تعرفها تمام المعرفة إنه ثمل! من يثمل في وضح النهار؟!
قربها بقوةٍ من صدره فشهقت باختناق وملامحها تقلَّصت باشمئزاز، وقبضته تعتصر خصرها بعُنف ووجهه يقربهُ من وجهها بشهوانية وبسمة حقيرة تعتلي ثغرة النجِس سائلا بطريقة مُلتوية خبيثة.

إلى أين أيتها الجميلة؟ لم لا تلعبي معي الليلة؟
حركت وجهها بعُنف وسقطت نظارتها وحقيبتها أرضًا وهي تقاومه، ورفعت ذراعها تدفعه من كتفيه بتعب وهي تئن، فأمسك ذراعيها بكفه الغليظ وثبته أسفل ظهرها ورفعها من خصرها ودخل بها داخل الزقاق الذي كانت تستند على جداره.
دفعها على الحائط بقوة فصرخت بألم وانزلق جسدها، لكنهُ أحاطها وثبتها على الحائط ودحض مقاومتها لكي لا تهرب منهُ، وهجم على رقبتها يُقبلها بنهم.

عجزت عن صدِّه، وبكت بحُرقة وأطرافها تخدرت وخبت أنفاسها المُختنقة، وفقدت قُدرتها على الوقوف، وثَقُل جفنيها واستسلمت وعبرات مقهورة باردة انسلت من بين جفناها واحدة تلو الأخرى.

حركت جفناها بوجل ونظرت إليه بوهن وآخر ما رأته كانت أسنانه البيضاء المصفوفة وملامحه المتلذذة، قبل أن تجحظ عيناها وتنتفض وهي تبصر قدم تلتصق بوجنته اطارت سنتيه الأماميتين، وتجعد لحم وجهه القريب منها وطار جسده بعيدًا عنها جرَّاء تلك الركلة.

بسطت كفها على الحائط وابتعدت بخوف وهي تسترد أنفاسها، وعيناها مُعلقة على ذلك الذي جثم فوقهُ يبرحهُ ضربًا بسرعة وفي أماكن مُعينة متفرقة كشخصٍ خبير في الفنون القتالية، أعجزه جعلته يتلوى ويصرخ ألمًا مُعتذرًا بكل اللغات التي يعرفها طلبًا للرحمة.
بصق على وجهه وركله الركلة الأخيرة بين فخذيه وهدده بجهور.
اغرب عن هُنا أيها الحُثالة.

أومأ والدماء تسقط من فمه، وحرك جسده إلى الخلف زحفًا حتى استعاد قوته ووقف، فركل مؤخرته بعنف وأعاد.
الآن أيها القذر.
صرخ ببكاء وهو يحاول الوقوف.
أنا أفعل واللعنة!
زمجر ووضع قدمه فوق رأسه ساحق إياها فوق الحصى الصغيرة وهسهس باستنكار.
ماذا قُلت؟
أجابه وهو ينتحب كالنساء.
لم أقل شيء أنا آسف.
زفر ورفع ساقه عنهُ وصرخ به أرعده.
اغرب الآن.
أومأ واستنشق ما بأنفه وسارع بالوقوف والركض مبتعدًا بعرج.

تنهد ذلك الغريب المُنقذ ونكص على عقبيه ينظر إليها فإذا بها تضحك بإرهاق.
سألها بجمود وهو يتقدم منها.
ما المضحك؟
تلاشت بسمتها بسبب جمود ملامحه وخشونة صوته، وخشيت أن يكون ذئب بشري آخر، علاوة لعدم فهمها ما قال.

ازدردت ريقها بحلق جاف، ومعدة خاوية، ودوار لا يبرحها، ووجل يثقل جفناها. ، تقاقز على معالم وجهها إمارة الاستفهام بسبب عدم فهمها ما قال وهزت كتفها بجهل، فسأل مستفهمًا وهو يتوقف أمامها بتلك الملامح الرجولية والنظرات الثاقبة.
هل تفهمين ما أقول؟
تغضَّنت ملامحها بألمٍ مباغت في بطنها، وحركت شفتاها للحديث لكن صوت معدتها الفاضح جعله ينظر بينها وبين بطنها بارتياب وسأل.
هل أنتِ جائعة؟

عضت على شفتها بألم، وانزلق جسدها وجلست على الأرض بضعف ووضعت رأسها بين ركبتيها، فجثا أمامها متعجبًا وكرر باللغة التي استفزتها.
جائعة؟
زعقت بعصبية دون أن ترفع رأسها إليه.
أنا مش فاهمة أخرس بقي.
ارتفع كلا حاجبيه واتسعت ابتسامته الرجولية الجذابة وتمتم مستنكرًا.
أخرس؟! بقي دي شكرا يا بنت بلدي؟
شهقت بتفاجئ ورفعت رأسها على قوله بأعين مُتسعة وسألت بعدم تصديق ولهفة كأنها وجدت منقذها أخيرًا.
إنت مصري؟

مدَّ كفه إليها بابتسامة وعرف عن نفسه.
سليم مُتشرد في شوارع أمريكا.
رفعت كفها تصافحهُ وهي تضحك برقة وعرَّفت عن نفسها بحماس وكان في نبرة صوتها نوعٍ من الامتنان لملاقاته.
ياسمين كُنت هبقي متشردة لكن لقيتك.
غمغم بازدراء وهو يمسح على رقبته بكفه.
لقيتي الأملة يعني؟ بقولك مُتشرد!
شملته بنظرة مُدققة وضيقت عيناها وسألت باستفهام.
مش باين عليك يعني؟
ارتفع طرف شفتيه بجانبية وقرب رأسه من وجهها وهمس بخفوت.

أهم حاجة الأناقة هي اللي بتجيب الفلوس هنا.
سخرت منهُ كأنها تعرفه من سنوات طوال.
ليه شغال فتاحة؟
انخفض طرف شفتيه الذي رفعه وحدجها بسخط وهتف بغير مرح.
إيه الظرافة دي؟
ضحكت وهي تبعد شعرها إلى الخلف، وقد تبدل الهواء الخانِق الذي تستنشقه وأصبح نقي فجأة أعادها للحياة، والمدى الضيق اتسع بها وقد تبخر همَّها وكان هذا السليم طوق نجاتها.
وقف ودسَّ يديه داخل جيب بنطاله وسألها باستفهام.
ايه عجبتك القاعدة هنا؟

هزت رأسها مع كتفيها بنفي، واسندت كفيها على الأرض لتقف فترنحت في وقفتها بتعب وكادت تسقط فأحاط خصرها بيد وأمسك بكفها بيده الأخرى حال وقوعها وسألها بقلق.
تحبي أخدك مستشفي؟
نفت ب هز رأسها وضغطت على راحة يده وأجابت بضعف.
لأ لأ، أنا بس جعانة.
أومأ وهمَّ بالتحرك وهو يسأل بتعجب.
ومكالتيش ليه المطاعم في كل حتة؟
توقفت ساقها عن التقدم ثم نظرت إليه وصاحت في وجهه بنفاذ صبر فاجأته.

أنا لسه واصلة ومن ساعة ما وصلت وانا بلف على رجلي ومش عارفة اروح فين.
سألها بشفقة.
ليه بس كده.
تأففت في وجهه بسخط ونزعت يدها من يده وتركته وسارت مُبتعدة مغمغمة بسأم وهي تنحني لتلتقط نظارتها وحقيبتها.
أنا مش قولت مبفهمش انجليزي! ايه الغباء ده.
لحق بها ضاحكًا وهتف بلوم وهو يسير معها جنبًا إلى جنب.
سامعك على فكرة.

توقف وكادت تتشاجر معهُ لكن أطلقت معدتها صوتًا آخر أوقفها واحرجها كذلك، ضحك ووضع كفه على كتفها كصديق وسحبها معهُ وطفق يقول.
تعالي هأكلك في مطعم سبع نجوم.
بعد نصف ساعة..
أنهت طعامها دون تناول الكثير بسبب فقدان شهيتها فجأة، ثم سألت سليم عن دورة المياة بسبب شعورها بالغثيان فأخبرها مكانه وتابع هو تناول طعامه.

لم تكمل خمس دقائق فقط، ووجدها تقف أمامه والتقزز يبدو على ملامحها، فكاد يسألها ما الخطب لكن هي من بادرت وسألته بانفعال كأنه المسؤول عن هذا.
فين الشطافة؟
غصَّ الطعام في حلقه وسعل بأعين مُتسعة وهو يضم قبضته أمام فمه ثم ضحك ونظر حوله وعاد ينظر إليها وأجاب بقلة حيلة.
الحمامات هنا كده عندك مناديل.
جلست مكانها بضيق وتمتمت باشمئزاز.
ده قرف وعفانة..

ضحك مُجددًا وهو يخفض رأسه على الطبق وتابع تناول الطعام لتستقبل أذنه سؤال ياسمين.
إنت بتلعب كاراتيه؟
رفع رأسه ومسح فمه بالمنديل واضجع على الكرسي بأريحية وقال بتكبر وغرور لا حصر له.
اللي قدامك ده مدرب فنون قتالية.
رفعت حاجبها بإعجاب وسألته مُستطلعة.
وعندك هنا مدرسة بقي وكده ولا ايه؟

اسند جبهته فوق راحة يده وضحك بشكلٍ مُبالغ به بالنسبة لسؤالٍ بسيط كهذا حتى أحمر وجهه من فرط الضحك، فابتسمت وآثرت الصمت مستنبطة السخرية والألم المُنبعث من تلك الضحكات وانتظرت إجابته بهدوء.
توقف عن الضحك والتقط أنفاسه بتروٍ وطفق يقول بابتسامة وهو يمسك بطرف سترته الجِلدية.
أخر فلوس معايا إشتريت بيها الهدوم دي وبقيت على الله.

خفضت بصرها مباشرةً بعد سماع كلماته إلى كم الطعام الذي طلبه، ثم جالت بنظرها في أرجاء المطعم الفاخر الذي أتي بها إليه، ورفعت عيناها إليه مستعجبة فانفجر ضاحكًا وضحكت معهُ ببلاهة وهي تأشر على الطعام والمكان بيدها فأومأ لها مستمرًا في الضحك جذب الأنظار إليهما.
محت عبراتها المُنسابة بأناملها وسألته وهي تعاني من تبعات الضحك من اهتزاز جسدها ونبرتها.
معكش فلوس؟
أجابها إجابة قطعية وهو يضحك.
خالص
مين هيحاسب؟

أشر عليها وقال بخفوت باسمًا.
انتِ.
قهقهت وأسندت مرفقها على الطاولة وسألته باستفهام.
عرفت منين إني معايا فلوس؟
أجابها بهدوء وهو يفرغ مياه في كوب زجاجي ليشرب.
معرفتش بس قولتلك هاخدك مطعم سبع نجوم مقولتيش لا.
ثم ارتشف المياه واسترسل بعد انتهائه.
انتِ كنتي شغالة ايه في مصر؟
أفصحت بصراحة.
رقاصة.
ارتفع طرف شفته الرطبة مع حاجبه الخفيف، ووضع الكوب أمامه وتحدث مُحذرًا وهو يرفع سبابته أمام وجهها.

دمك خفيف على فكرة وكُنت هموت من الضحك دلوقتي.
ضحكت وشاطرتهُ رأيه وهي ترفع حاجبها الأيسر.
صح انا بقول كده برضو.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة