قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا ياسمين للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الثاني

نوفيلا ياسمين للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الثاني

نوفيلا ياسمين للكاتبة هاجر الحبشي الفصل الثاني

ياصديقي لا تحدثني الآن عن الحب وتلك الأشياء التافهة التي يتخطاها الإنسان بطرفة عين وحدثني عن الأهم، هل تملك طعاما؟!

تحسست رقبتها الحمراء بكف يدها ونظرها مسلط فوق أنامله التي دمغت على بشرتها بشكل عرضي، تجعدت تقاسيم وجهها بألم من الحرقة التي تشعر بها، متمنية الموت لهذا الكائن البوهيمي شقيق الثور.
أدمعت عيناها وقدميها تسوقانها إلى المرحاض تغسل وجهها، وتمسد رقبتها بالمياه الباردة بخفة علها تهدأ، ونيران الحقد تستعر داخل صدرها، تحضها على الأخذ بثأرها دون تفكير.

خرجت وبدلت ملابس الرقص العارية إلى ملابس الكاجوال خاصتها، بنطال خامة الجينز ضيق يعلوه كنزة سوداء ذات حمالتين رقيقتين، وفوقها سترة سوداء جلدية و حذاء شتوي لامع جلدي مدبب يتخطى كاحلها.
نثرت خصلاتها البرتقالية بانسيابية خلف ظهرها وحملت حقيبة الظهر خاصتها وغادرت الغرفة، عندما أطل عليها مدير الملهي، مستعدا لبدأ وصله الرجاء كي لا تغادر المكان نهائيا.

تخطته ك نكرة قبل بدأ الحديث والسخرية تعلو وجهها وغادرت وهي تقلب عيناها بضجر.
ولجت خارج البوابة الرئيسية التي يعلوها لافتة يحوط حوافها إنارة حمراء تضيء وتنطفئ متراقصة فوقها.
ابتعدت عن محيطه نهائيا كي لايشتبه بها أحد السائقين مثلما حدث معها في أحدي المرات.

ووقفت تنتظر سيارة أجرة وهي تخرج علكة من حقيبة الظهر الجلدية، وبدأت تمضغها وكتفت يديها أمام صدرها، بانتظار سيارة بحنق، وتلوك العلكة داخل فمها وتسحقها أسفل أسنانها بعصبية خالصة.
برز شعاع أمل طفيف عندما رأت سيارة فارغة تسرع تجاهها، رفعت يدها عاليا ملوحة إليها، فتوقفت أمامها وفتحت النافذة لتحني رأسها تسأله عن وجهتها وهي تفحصه بنظراتها.
أنا رايح.

توقفت عن المتابعة وساورها الشك من ابتسامته الخبيثة، وحلته السوداء الغالية، وملامحه الخشنة الباعثة على القشعريرة.
أحست بشيئا ما خطأ فانتصبت ووقفت بإستقامة وهي تطرف بأهدابها بتفكير متصنعة اللامبالاة كأنها لم تلاحظ شيء، واستدارت على عقبيها للمغادرة، وخطوة تلتها خطوة تلاها تكميم فمها بقوة وإعتقال خصرها بعنف وتحكم كي لا تفلت.

جحظت عيناها بخوف، وتملصت وتململت، وقاومت بشتي الطرق، بكل ما تمتلك من قوة واهية، ورفعت ذراعيها كي تخدش وجهه وهي تضرب برأسها إلى الخلف كي تصيبه لكن كان ضخم البنية وفارع الطول لم تستطع، وسرعان ما خارت قواها وارتخي جسدها وتم حملها ووضعها داخل سيارة الأجرة وانطلق بسرعة البرق.

بعد ساعتين..
تأوهت بخفوت وهي تحرك رأسها بضيق مطلقة أنين خافت ينم عن إزعاجها كأنها على وشك البكاء.
حركت أهدابها وفتحت عيناها كاملة وتطلعت إلى الثريا المضيئة بقوة لبرهة تستعيد ماحدث داخل رأسها قبل أن تنتفض مفزوعة وتعتدل جالسة باستقامة.
لاكت بالعلكة الملتصقة فوق أسنانها داخل فمها وبدأت بمضغها وهي تجيل بنظراتها داخل المنزل بتفحص لتدرك أنها بمنزله.

بل الڤيلا خاصته عندما أبصرت رجاله موزعين في الحديقة عبر الحائط الزجاجي من خلف الستائر المفتوحة.

اعتدلت وتفحصت الأثاث الحديث الناطق بالفخامة ذا اللون الأبيض المتداخل مع البني الداكن، ومزهرية الورود الاصطناعية التي يضعها بجانب الشرفة أرضا قريبة من كرسيين وثيرين واحدا يوضع يمنة وأخر يسرة، والأنتيكات باهظة الثمن التي يزين بها الخان، وبعض الأرفف المعلقة أسفل إنارة خافته في الحائط، واللوحات الشهيرة المنتشرة خلفها بشكل جذاب، قبل أن تصل إلى الدرابزون الحديدي وتصعد بنظراتها فوق الدرج الرخامي وتجد ضالتها، بل مختطفها من فئة الحيوانات.

كان ينزل الدرج ممسكا كأسا بين يده يصاحبها لفافة التبغ المتصاعد منها سحب من الأبخره الشفافة، يرتدي قميصه الأسود مفتوح على مصراعيه يظهر عضلاته السداسية بسخاء من فوق بنطاله الأسود.
أشاحت بوجهها بحنق عندما أبتسم إليها بلطف مصطنع لم يتماشى مع تقاسيم وجهه الجامدة، جلس على الأريكة المقابلة ووضع كأس الخمر فوقها، الخمر الذي سيجعله يتلوى ألما بعد قليل بسبب إسرافه الغير معهود.

التقط الملف المجهز أمامه وقرأه بانتباه شديد وهو يستنشق من لفافته دون توقف، دون أن يبدي إهتماما بها أو يلقي نظره بعد جلوسه.
نظرت تجاه السلم مترقبة نزول المرأة التي كانت تدفئ فراشه الليلة لكن لم يظهر شبحا لها حتى! غريب هذا مع رؤية هيئته المعبرة عن الخوض في الملذات المحرمة!

أخرجها من صفونها تجاه السلم طرق أنامله فوق صورة وضعها أمامها على المنضدة الزجاجية فالتفتت سريعا باستفهام، فقابلها جمود ملامحه ونظراته الباردة تطوف في أعماقها ترهبها منه.

طرقة، طرقتين فوق الصورة بسبابته وعيناه مازالت مرتكزة داخل عيناها بثبات وصمت قاتل، اربكها وسرعان ما اخفضت نظرها على الطاولة وحدقت في صورة ذلك الرجل العجوز بعض الشيء لكن بصحة جيدة كما يبدو، غزي الشيب شعره وقارب عمر والدها تقريبا، والدها المتوفي.
تعرفيه؟
خرج صوته غليظا فظا ك طبعه وهو يسألها.
فأجابت بهز رأسها بنفي وحاجبيها منعقفين، ونظرها معلق على الصورة هاتفة كي لاتترك مجالا للشك.
لأ.

زجرها بصوت قوي كأن الإجابة الأولى لم تنل استحسانه.
اتأكدي.
بلعت مابجوفها بارتباك وقالت بهدوء وهي ترفع رأسها عن الصورة.
لأ معرفهوش ولا عمري شفته ولا قابلته.
أومأ بتفهم وسحب الصورة من أمامها وسحق لفافة التبغ سحقا في وجه الرجل الذي في الصورة مباشرة مغمغما بلا مبالاة.
سواء تعرفيه او ما تعرفيهوش فا هو بيدور عليك وانا هوديك ليه بس مش قبل ما نتفق اتفاق.

تعالت وتيرة تنفسها بخوف وعجزت عن الفهم، فهي لاتعرف سبب إتيانها إلى هنا حتى تذهب إلى الأخر الذي يريدها! ولا تريد التهور ولا السب او اللعن، او حتى أن تصل إلي التطاول بالضرب لأنها في عرين الأسد وسيتم إلتهامها على أي حال.
سألته وهي تستشيط غضبا منفعله أيما إنفعال، عامدة على السخرية والاستصغار لكي لا يظن أنها تهابه أو يرهبها.
أنا هنا ليه وعايز مني ايه؟، متفكرش اني هخاف من شويه الجارد دول ولا منك حتى؟

لاحت على شفتيه أبتسامة ساخرة لم تكتمل عندما أحس بوغز عنيف أسفل خاصرته.
كز على أسنانه مقاوما الألم وعيناه تدحرج في أرجاء المكان وخاصتا الاثاث باحثا عن علبة الحبوب المسكنة لألمه المبرح.
انعقف كلا حاجبيه بقوة وهو يصب تركيزه على الأوراق، ثم ازاحهم أمامها وجبينه يتفصد عرقا وأنفاسه تعلو بشكل ملحوظ، هاتفا بنبرة حاول بشتي الطرق أن تكون باردة غير متأثرة بما يعانيه من ألم موجع يفتك به.
وقعي هنا.

عدلت جلستها واقتربت بجسدها أكثر من طرف الأريكة عندما استحال إليها رؤية الكلمات بوضوح، واخفضت بصرها فوق الورقة تقرأ ما سطر بفاه فاغر، وقلب منقبض، ومعدة تتقلص بتقزز.
هل يمزح معها؟ عقد تملك؟! هل يظن أنه ببلد أجنبي؟! أم أنها عاهرة؟!
اكفهر وجهها واستوحشت ملامحها وحثت نفسها على الهجوم وهي تزيح مجموعة الأوراق من أمامها بحدة، ومعجزة أنها لم تمزقهم وتلقيهم في وجهه القبيح هذا.

صاحت بغضب سافر وهي تحدجة بنظرات نافذة كارهة حاقدة مستشيطة غضبا بسبب هذا الانحلال الذي يطلبه منها.
إيه القرف ده؟ فاكر إنك في بلد أجنبي؟ إنت هنا في مصر واحنا عرب مسلمين؟!

ضغط على خصره من أسفل القميص المفتوح، دون أن تنتبه إليه وبذل مجهودا جبارا وهو يقاوم الألم وضحك وابرز أسنانه المنضودة لتزداد آلامه، لكنه ضحك بملء فمه، وبشرته استحالت إلى الإصفرار، غارقا في عرقه بينما داخله يرتجف من البرودة، قائلا بسخرية وطرف شفتيه يرتفع باستخفاف وهو يبعد الورقة ويحل محلها ورقة أخري.
كنت متأكد من أخلاقك اللي مالهاش مثيل طبعا، عشان كده جبت عقد عرفي.

ضحكت هي بسخرية وهي تقرأ محتوى العقد ووضعت يدها أسفل ذقنها بمتعة وهي تميل على الورقة وتتمايل معها خصلاتها البرتقالية بإغراء، وهو إزداد تأوها وهو يحرك مقلتيه بهيستيريا باحثا عن الدواء حتى رصده ساقطا بين وسادتين بجانبها مباشرة.
كانت المسافة بالنسبة إليه أبعد مما يتخيل سيسير دهرا حتى يصل إلى دوائه.

وقف بصعوبة بالغة وهو ينحني بكتفه للأمام، وعض على شفتيه بقوة وسار حول الطاولة وصولا إلى الأريكة، وأنهار ساقطا على ركبتيه أمامها غير قادرا على التكملة.
شهقت بخضة ووقفت من محلها بفزع تنظر إليه بعدم فهم مستمعة إلى تأوهاته الواهنة وهو يخفض رأسه حد الانحناء.
ارتبكت واقتربت بقلق فرفع رأسه مع جسدة بوهن استوقفها محلها، واستند على سطح الطاولة الزجاجي بمرفقه فإنزلق وسقط محله بضعف أفزعها مجددا.

رفع رأسه وامتد كفه المرتجف إلى الأريكة بصعوبة فلم تصل، بللت طرف شفتها العلوية وسألته بتوتر وهي تمسحه بنظراتها المستفهمة.
هو، هو، في ايه؟ مالك؟
رفع رأسه إليها بوهن وهو يضغط على جانب خصره بقوة ملحوظة رصدتها وهو يهمس بشحوب وتقتير ويده الأخرى تشير إلى علبة الدواء.
ال، ال، دوا..
أومأت بتفهم وانحنت على الأريكة تبحث عن الدواء حتى أبصرت العلبة، فأخذتها سريعا وامتدت يدها بها تناوله إياها.

سيطر على نفسه قليلا ورفع ظهره واستند على الأريكة ورفع كفه منتظرا الدواء، وهو ينظر عميقا داخل عيناها البنية، واهنا ليبصر وميض الغدر والخيانة يتجلى داخل تلك المقلتان الخبيثتان.
فكرت أن هذه فرصتها للخلاص من كل هذا، فأشعت عيناها بالغدر الحقيقي وتلك الفكرة الشيطانية تلوح في ذهنها.
جلست القرفصاء أمامه وسألته بتشفي وعيناها تشع بسعادة.
موجوع عايز الدوا؟

أومأ بهيستيريا وقدميه تتشنج متلويا من الألم دون إحداث صوت مباشر من فمه.
قولي أسمك إيه وأديك الدوا
طلبت منه بتسلية وهي تسند مرفقها فوق فخذها وعيناها ترصد كل إيماءات وجهه وحركاته وتشنجات جسده لتدرك أنه قارب على الانفجار.
اوصد عينيه بقوة، وضم جفنيه بعنف جلي وهو يهمس بفاه مرتجف وشفاه باهتة اللون وعرقه يقطر بغزارة، ينساب حتى صدره المعضل الذي التصق فوقه القميص.
ي، ي، ع، يعقو، ب.

همس بوهن واستشفت زمجرة عنيفة في نهاية قوله كأنه لايقبل الذل والمهانة منها.
أومأت بتسلية وقبضت على ذقنه المتعرقة بيدها الناعمة بابتسامة يملؤها الحبور، جعلته يفتح عيناه وينظر إليها من هذا القرب المقزز لكليهما قبل أن تطلب بهمس خبيث وهي تقترب من شفتيه المنفرجة عازمة على تلقينه درسا قاسيا.
قول إسمك كامل يا يعقوب.
تقسم أنها رأت إبتسامته المميتة التي أضمرت الكثير قبل أن يشرع في تنفيذ ما قالته بكل خنوع.

ي، يعق، وب، ال، ال، آآآآآآآآآه.
طال أمده ولم يتحمل قدر الألم ف صرخ بقوة وهو يسقط على جانبه فوق الأرض الخشبية اللامعة، افزعتها واصابتها بالطنين جعلتها تسقط إلى الخلف على مؤخرتها.

راقبته بدون تأثر أو رد فعل قوي ثم ربعت قدميها أمامها بلا مبالاة، وفتحت العلبة ببطء وبرود قاتل إليه، فأبصرت ثلاث أقراص من الحبوب الصغيرة فقط، زاد ضخ هرمون السعادة داخل شريانها، وتبسمت بتشفي وأخرجت واحدة وقذفتها بالقرب من وجهه الملاصق للأرض بكل ذل.

حرك رأسه مع أطرافه وزحف بجسده وهو يطلق آهات عالية نافذة، ومال يلتقطها بلسانه لكن سبقته قدمها التي دهست فوقها بطرف حذائها سحقتها سحقا جعلتها متساوية بالأرض.
رفع نظره إليها بنظرة مرعبة لن تنسي وقعها على قلبها المرتعد يوما، إن فاق من هذا سيقتلها لن يأخذها عنوة فقط.
أخرجت القرصين المتبقيان وقذفت هما بإهمال وهي تبتسم أثناء ضرب رأسه في الأرض من فرط الألم.

قامت بسحقهم ب غل مبالغ به والأنكي أنها بصقت فوقهم وجلست على الأريكة تضع ساق فوق الأخرى تراقب خروج أنفاسه المجهدة الأخيرة وصرخاته التي ستنتهي على أي حال بعد دقائق، وهي تصنع فقعات بالعلكة وحاجبها الأيسر يرتفع بإعجاب، بنفسها بالطبع.
كما تخيل تماما، فتاة ليل ساقطة ماجنة لا تعرف غير تلك الأفعال.
لم تتخيل قط أن يزعق بصوت جهوري هز أركان المنزل جعل قلبها يتقافز هلعا داخلها ورجاله يلجون بالتناوب ركضا.

هرولوا تجاهه سريعا، لتتنبه حواسها وتندفع وتركض برعب ف قبض احدهم على سترتها بقوة، فتململت بدورها بقوة وأخرجت ذراعيها منها وتركتها إليه وتابعت ركضها بذعر لتصطدم بجسد تايسون الضخم أثناء دخوله وترتد إلى الخلف.
أمسك ذراعها العاري بقبضته بقسوة وجرها خلفه إلى الداخل ك حيوان، ودفعها على الأريكة بعنف لتجلس ويتحفظ عليها رجلين كالمجرمين كي لاتفكر في الهرب، وركض إلى يعقوب يرى ما الخطب معه.

أبصر رجاله يحاولون جعله يجلس وهو يصرخ من الألم ف رصدت عيناه علبة الدواء الملقية بإهمال وذلك المسحوق الأبيض.
لم يحتج للسؤال، ف تصرف بتلقائية وحمل العلبة وشيع أحدهم ليأتي بمثلها بسرعة وسأل ياسمين بإنفعال.
ده برشام من العلبة؟
ردت بحقد وهي تقف بانفعال ليتم تثبيتها من كتفها بقوة مؤلمة من يد غليظة.
اه وتفيت عليه كمان.

هرول إلى المطبخ وجلب كوب زجاجي شفاف وملأه بقليل من المياة وحاول بكل تركيز جمع ما استطاع من الحبوب المسحوقة الغير قابلة للأخذ في راحة يده، فما باليد حيلة، لن يصمد حتي يأتي الآخر.
وضعهم في الكوب تحت وقع ابتسامتها الذاهلة والغير مصدقة لم سيفعل.
ياإلهي هل سيجعله يرتشف هذا الذي بصقت عليه؟، تغمرها السعادة ولذة لا توصف وهي تراقبه.

إقترب منه تايسون مراقبا حالته التي يرثي لها، خائر القوي وهم يسندون رأسه فوق الأريكة وجسده متشنج من الألم وقدميه تتمرغ أسفل الطاولة ترفعها من محلها وتسقط مجددا.
أبي يعقوب أن يفتح فمه ويرتشف تلك القذارة، فضل الموت على ارتشاف الدواء الممتزج بلعابها المقزز، لكن تايسون قبض على فكه وفتح فمه عنوة وأفرغ الكوب داخله وحرص على ألا يرفضه ويتقيأ.

هدأ قليلا لكن ظل الوجع قائما ينبض داخله حتى وصل الحارس بالدواء، أخذ تايسون العلبة منه ودس قرص داخل فم يعقوب وناوله مياه.
أرخي رأسه فوق الأريكة وهو يتنفس بعنف بعد ارتشاف الدواء، وظل دقائق على هذا الوضع مغمض العينين يستعيد نفسه.
رفع رأسه وكفف جبهته براحة يده بغضب سافر من نفسه قبل أي شيء، وتضخم صدره بإنفعال ودحج تلك الساقطة بنظرات جحيمية تنذر بالشر لتقابلة ابتسامتها الساذجة بفخر ستندم عليه لاحقا.

لقد أذلته، وأهانته، والأنكى أظهرته ضعيفا أمام رجالة وهذا شيء لا يغتفر البتة.
ارتكز بنظراته المفترسة عليها قبيل الانقضاض وسأل تايسون ببرود.
الكلاب مجوعينها بقالها قد ايه؟
إنقبض قلبها و جفت الدماء داخل عروقها، وهي تتبادل النظرات بينهما بمقلتين لامعتين ك جرو تائه.
أسبوع يا بوص.
طيب، ارموها للكلاب.

أمرهم بصوت هادئ أثلج أطرافها، جعل عيناها تجحظ حتى كادت تسقط من محجريها، و تنتفض من مجلسها كمن قرصه عقرب، وهتفت بهيستيريا وخوف وجسدها يرتجف بشدة.
لأ، لأ، كلاب لأ، أرجوك لأ كلاب لأ..
صرخ بهم بصوت جهوري آمر جعلهم يتحركون لا إراديا بها إلى الخارج، لتعلو وتيرة صوتها وتتضاعف قوة صراخها المفزع الخائف لسبب تافه بسيط كما يظن.
توسلت بصوت مختنق ومقاومتها تضعف مستسلمة إلى نوبة البكاء.

أرجوك هعمل اللي أنت عاوزه ابوس رجلك بلاش كلاب بلاش كلاب.
أشار لرجاله أن يتوقفوا بأصبعين فقط، ليومض بصيص أمل داخلها أنها ستنجو من هذا، حتى إن كانت ستضع كرامتها أسفل الأقدام وتقبل قدميه.
تجمدت أطرافها وتيبست قدميها عندما أمرها بنبرة جامدة متبلدة.
إمضي.
هزت رأسها برفض ونفت بهيستيريا وهي تتملص بين يدي الحارس.
لأ مستحيل أمضي على القرف ده مستحيل!
خدوها.

أمرهم وأشار لأخذها بعدم إهتمام لتصرخ موافقة بصوت مبحوح قبل أن يتحرك بها.
خلاص، همضي، همضي.
ترك الحارس ذراعها عندما أشار له يعقوب كي تمضي، وتركها تتقدم من المنضدة بإنكسار جلي، مطأطئة الرأس تبحث عن الورقة الثانية، فهي الأهون وتستطيع أن تتقبلها على الأقل.
جلست على ركبتيها ووقعت أسفل الورقة بأنامل مرتجفة والعبرات تتكدس داخل مقلتيها.

أنهت توقيعها ورفعت نظراتها المستضعفة المنكسرة إليه تفاقم غضبه إثرها، جعله يرغب بالوقوف وتهشيم رأسها في تلك الطاولة تلك المخادعة متعددة الأوجه، ستندم أشد الندم ولن يرحمها، سيجعلها لقمة يستسيغ مضغها وسحقها أسفل أسنانه طوال الوقت.
خلصت أمشي؟
سألت بنبرة مرتجفة وقلبها يتقافز داخلها خوفا من القادم ليصفعها بقوله بضراوة، ويشحب وجهها عندما أمرها بنبرة جافة لا تقبل النقاش وملامحه تقسو وتستوحش.
وقعى الباقي.

هزت رأسها بوجة كمد لونه وتمتمت بنبرة مرتجفة.
مستحيل مستحيل مش هوقع م..
رفع كفه أمامها أوقفها عن التكملة، ولانت ملامحه وابتسم بلطف كي يزول البأس عنها وقال ببساطة من دون أي مشاعر.
خدوها.
قبض الحارس على ذراعها يرفعها معه لتصرخ وتتساقط عبراتها وهي تتشبث في حافة المنضدة بضعف قائلة بانهيار.
همضي همضي خلاص خلاص بس اوعدني انك تسيبنى أمشي.

نظر إليها بعمق وتدقيق مراقبا انهيارها الواهن، وذعرها الحقيقي من الكلاب، فأومأ بخفة أمام نظراتها المترجية المترقبة موافقته، لتمسك بالقلم وتوقع فوق بقية الأوراق الملعونة التي لا تعرف فحواها وما سيحل بها بعد أن تفعل.
سألته بأعين براقة وصوت خافت ضعيف.
أمشي؟
لاح التردد على ملامحه فتوجست خيفة وسألته بجزع تذكره بوعده وهي تتحرك في جلستها باضطراب وتذبذب وعيناها تتوسل الرحمة.
إنت وعدتني؟

حك طرف حاجبه الأيسر وضيق عينيه سائلا بجهل وقعه عليها كان ك وقع الصاعقة.
وعد! يعني ايه وعد؟ غوروها من وشي.
لأاااا، لأااااا، إنت وعدتني وعدتني!
لوح بيده بعدم إهتمام وهي تسحب من قبل الحارس بإهمال.
ماذا تقول وعد؟ هنا لا وجود للوعد! لا وعود، لا صدق، لا إنتماء، لا ثقة، فقط تجد الغدر، والخيانة، والمصالح المشتركة.

فتح باب القبو المظلم ليصدر صريرا مدويا أصابها بقشعريرة، تجمدت مكانها وهربت الدماء من وجهها وأبت أن تتحرك خطوة واحدة، سحبها بعنف ودفع بها إلى الداخل لتترنح وكادت تكتفأ على وجهها لكن إغلاق الباب وتركها في الظلام الدامس وحدها جعلها تركض خلفه بذعر وتضرب الباب بكفها مرتعدة الفرائص وهي تصرخ بأعلى صوتها حتى بح.

خرجوني من هنا خرجوني، هموت لو مخرجتش خرجوني، يعقوب خليهم يخرجوني، يعقوب أنا آسفه والله آسفه بس خرجوني.
اجهشت في البكاء وركلت الباب بقدمها بقوة وهي تشهق وتضربه بكفيها بقوة وهستيريا حتى شعرت بتخدرهما، ليتناهى إلى مسامعها صوت الكلاب المزمجرة تأتي من خلفها يمتزج معها صوت اهتزاز سلاسل ثقيلة موصولة بأقفاص حديدية مثبتة في الأرض، محكمين الوثاق كي لا يتخطيان نقطة معينة في الغرفة.

التصق ظهرها بالباب وهي تحرك رأسها بهيستيريا، تلتفت حولها بزيغ وأنفاسها تتباطئ وتثقل عاجزة التنفس بانتظام وعن الرؤية وسط الظلام، وجبينها يتفصد عرقا وصوت نباح الكلاب يكاد يجعلها تفقد الوعي من الرعب وهي تهذو، وصوت هجوم أحدهم عليها ودفع الهواء القوي إثر ركضه قضي على آخر ذرة شجاعة ومقاومة لديها وهي تصرخ بذعر وذكريات غير مستحبة تضافرت وعصفت برأسها أعادتها ليومها المشؤوم وعايشته كاملا، متجسدا أمامها بكل تفاصيله المؤلمة.

عودة لوقت سابق..
ركضت ياسمين صاحبة السبع أعوام بخوف فوق الدرج بشفتين مزمومتين موشكة على البكاء في ليلة عاصفة وهي تسمع نباح الكلاب المرتفع يأتي من حديقة المنزل بقوة دون توقف، ولجت إلى غرفة والديها تختبيء بخوف داخل خزانة الملابس، وتركت الضلفة مواربة قليلا تنظر من خلفها إلى الخارج برعب والبرق يضرب في الخارج ينير الغرفة من خلف زجاج الشرفة.

صفع باب الغرفة بقوة ودخل والدها متجهما صائحا برفض قاطع وهو يحادث صديقه.
لأ مش موافق.
ترجاه صديقة المقرب بتأزم وهو يلج خلفه بعصبية.
دي فرصتنا يا ممدوح مش هتتعوض تاني! دي طاقة القدر اتفتحتلنا افهم بقي؟!
نفي وهو يخلع قميصه وقذفه أرضا بينما يقول بتهكم.
لأ وألف لأ، انا بحب بنتي وعيلتي ومش هجازف.

إنفعل صديقة وأطبق فوق قبضتيه ونفرت عروقه، واستوحشت ملامحه وأنذرت بالشر، وعيناه تومض بالغدر وقام بتحذيره لأخر مرة بسأم.
ممدوح مفيش تراجع أنت مش قد اللي هيحصل.
لم يهتم بالمغزى من حديثة بل قال بعدم اهتمام.
مش فارقة معايا مراتي وبنتي أهم من أي حاجة حتى حياتي.

يعرف صدق كلمات صديقه، كما يعرف أن لا مجال للتراجع، وهو لن يضيع الفرصة على نفسه بسبب صديقة الذي استفاق من غفلته متأخرا بسبب تكوين عائلة! فإن كان صديقه يملك عائلة، فهو مازال أعذب وسيظل لأن صديقه تزوج الفتاة التي أحبها، ليس عدلا أن يأخذ كل شيء.

تمكن الحقد منه، وتوافدت جميع ذكرياتهما معا أمام عينيه في هذا الموقف الذي أوصل تحمله للذروة، مستذكرا كل الفرص التي انتزعت منه بسببه، والأفضليه التي تكون دائما ل ممدوح دونه، ساءت نفسه وسيطر عليه شيطانه، وانتابته نوبة غضب شديدة أصابته برجفة عصبية، والحقد يشع من عينيه، وترأسته الغيرة التي لم تتلاشى وتركد مع الأيام،.

ومن دون تفكير أخرج نصلا حادا من جيب بنطاله ببرود، دون مراعاة العشرة الطويلة، أو ذكرياتهما الطيبة معا ولا الصداقة التي جمعتهما يوما.
طعنه، طعنة في بطنه لتجحظ عيناه ويشهق بألم وهو يخفض رأسه إلى بطنه غير مستوعب فعل صديقه!
لم يكتفي بهذا!، بل أدار النصل عكسا داخل بطنه وهو يزمجر، مراقبا إنهيار صديقة ونظراته الذاهلة قبل أن تتبدل إلى الخذلان ويسقط أرضا على ركبتيه متشنج الجسد يلفظ أنفاسه الأخيرة.

كممت ياسمين فمها ب كلا كفيها واتسعت عيناها برعب وظلت جامدة داخل الخزانة عاجزة عن التحرك والنطق بحرف واحد.
وقف ثوان معدودة يحدق في فعلته وإلى ما أودى به سواد قلبه الحاقد!، ثم انحني ونزع النصل من معدته بحدة بعد أن تأكد من انقطاع أنفاسه وموته، وضعه في جيب بنطاله وتحرك يلوذ بالفرار ليصطدم بزوجته الصهباء الجميلة وهي تلج إلى الغرفة بعد أن تأكدت من نوم طفلها الرضيع.

تطلعت إلى هيئته بريبة وجالت بنظراتها في الداخل ليختض قلبها وتجحظ عينيها وتصرخ بملء فمها بعويل وهي تركض إلى جثة محبوبها المسجي أرضا.
جلست أمامه ورفعت رأسه على فخذيها وأخذت تهزه وتصفع وجنته كي يستيقظ بهيستيريا وعيناها تفيض من الدمع وبينها وبين الجنون شعره.
ممدوح! ممدوح فوق، فوق، إنت عملت ايه؟ روح ربنا ينتقم منك، ممدوح فوق ياحبيبي ممدووووح!

قست ملامحه وصدره ينقبض وينبسط بقوة وغل، فزمجر وقبض على شعرها من منابته بقوة كاد يقتلعه وهو يرفعها من فوق جثة زوجها، وقذفها على السرير بعنف جلي، تملكها الذعر وتحركت للهرب، لكنه حاصرها وقيد حركتها بعنفوان واغتصبها بوحشية دون رحمة واستباح لنفسه زوجة صديقه وكل ماهو محرم.

تركها جثة هامدة بعد انتهائه وخرج من المنزل بعد أن أضرم به النيران وغادر بقلب ميت نزعت منه الرحمة، لقد دمر وقتل الأشخاص الأقرب إلى قلبه، فما فائدة الحب وهو سيقف حائلا بين رغباته وأمنياته المستقبلية وتحقيق مأربه.
الوقت الحالي..

سقط الكلب صاحب الفك الملتهم أرضا أسفل قدميها قبل أن يصل إليها بسبب تكبيل رقبته بقوة أدت إلى احتكاك أظافره بالأرض مخلفة صوتا يقشعر له الأبدان، وتعالت أصوات الماضي ممتزجة مع الحاضر داخل أذنيها، صوت صراخ والدتها المذبوح، ووالدها المكتوم، وزمجرة الآخر، وبكاء شقيقها الرضيع في مهده من الغرفة المجاورة، وتآكل النيران للأثاث، والكلاب من الحديقة، والبرق الصاعق في الخارج، وبوق سيارة المطافئ مع الإسعاف، وغمغمة العاملين، ووقع أقدامهم على الأرض الخشبية مهرولين، مع السلاسل المجنزرة ونباح الكلاب المرتفع وزمجرتها بشراسة وهي تتحرك مكانها للإفلات، مقاومة تلك السلاسل وأظافرها تخدش الأرض تريد التحرر وتمزيق جسدها لأشلاء فهم جوعي.

وضعت كفيها على أذنها وصرخت بقوة وهي تشهق بانهيار والأصوات تطن داخل أذنيها أكثر دون أن ترحمها، فلم تصمد لثانية أخري مع هذا الضغط النفسي الجسيم المعذب، فسقطت محلها أرضا فاقدة للوعي.

أشرقت شمس صباح جديد..
داعبت جسدة أشعة الشمس الدافئة المتسللة من بين فراغات الستائر البنية، مسلطة الضوء على وجهه الجذاب جعلته يقطب جبينه بإنزعاج ويتقلب إلى الجهة الأخرى، منغمسا في النوم أكثر، لكن صوت هاتفه حال ذلك واذهب النوم من عينيه.
تأفف وزفر وهو ينتصب وجلس نصف جلسه وأسند رأسه على جزع الفراش، يحدق في العدم بنعاس بأعين نصف مغلقة يستفيق كليا بتمهل وبطء.

تناول قداحته وبحث عن السجائر براحة يده، يتحسس سطح الكومود دون النظر حتى وجد ضالته وأخرج لفافة تبغ وأشعلها ونفث دخانها أمام وجهه وبدي عليه شرود الفكر العميق.
أنهى نصفها فقط وأطفأها في المنفضة ثم وقف وذهب إلى المرحاض يأخذ حماما صباحي لكي ينعشه قليلا.

خرج يرتدي سروال قصير خامة الجينز، عاري الصدر يجفف شعره بمنشفة بيضاء صغيرة وقطرات المياه تشق طريقها إلى صدره المعضل، ثم قذفها بإهمال فوق أريكة مخملية يضعها في الزاوية، والتقط علبة الدواء من فوق الكومود ونزل إلى الأسفل مباشرة قاصدا المطبخ وهو يضغط فوقها بقوة، وأحداث أمس تتوافد على عقله تجعله يلعن ويبغض تلك الدقائق التي أظهرت ضعفه وقلة حيلته، والأهم يبغضها هي أيضا.

تحرك في أنحاء المطبخ يحضر مشروب الأعشاب الخاص به وعينيه معلقة فوق المنضدة المتواجدة في غرفة الجلوس بنظرات خاوية، وخاصتا على الأوراق التي وقعت عليها أمس، من المفترض أنها زوجته الآن بل وملكه أيضا، لكنه يرغب في خنقها حتى الموت.
ارتشف مياه باردة بكثرة وهو يفرغ المياة المغلية على الأعشاب داخل الكوب الزجاجي، وأخذ أقراص الدواء كي لا يتكرر ماحدث أمس.

حمله وسار إلى الأريكة وجلس عليها بأريحية ومدد قدميه على المنضدة وحمل الأوراق يتفقدها باهتمام وابتسامة شيطانية تتراقص على ثغرة.
ولج أحد رجاله من الخارج وسأله برسمية.
أجيبها يا بوص؟
رفع يعقوب رأسه إليه بتعجب سرعان ما ابتسم بسخرية وسأله عندما تذكر فعلته بها.
طلعلها صوت؟
صرخت شويه وفضلت تقول آسفة وبعدين صوتها اختفى لحد الصبح.
أومأ يعقوب بتفهم وأمره وهو يعاود التحديق داخل الأوراق بلا مبالاة.

طيب هاتها وبعدين أكل الكلاب.
أومأ بانصياع وكاد يتحرك لكن سأله باستفهام.
أجيبها هنا؟
رفع يعقوب نظراته وحدجه ببرود مهيمن يعرف توابعه إن لم يتحرك في الحال، ليومئ تلقائيا بتفهم ثم غادر مهرولا ينفذ الأمر.

فتح البوابة على مصراعيها ليتطابر شعرها إثر الرياح التي هبت أخفي وجهها، أضاء المكان وبدأت الكلاب في النباح والزمجرة، تجاهلهم وانحني على تلك الراقدة بوجه شاحب وجسد متجمد، وذراعين متسخين بسبب الأرضية، وملابسها السوداء التي تبدلت إلى اللون الرمادي بفعل الأتربة.

امتدت احدى يديه أسفل فخذيها والأخري خلف ظهرها وحملها ك جثة، متهدلة الذراعين يتراقصان مع سيره وعاد بها إلي الڤيلا، أزاح الحائط الزجاجي بقدمه إلى الجانب وولج، ومال يضعها فوق الأريكة المقابلة ل مجلس يعقوب فاستوقفه قوله الجامد.
طلعها فوق.
هز رأسه بخفة وصعد بها إلى الأعلى مباشرة، توقف أمام غرفة يعقوب بحيرة دون أن يعرف أين يضعها هنا أم قصد غرفة أخري!

خشي أن يسأل فاستسلم وولج بها إلى غرفته وسطحها فوق السرير وعاد يمتثل أمامه في الأسفل.
طلب منه الذهاب وشراء بعض الملابس إليها، وبعد نصف ساعة كان قد عاد بطلبه، أخذ يعقوب الحقيبة وقنينة مياة وكوب وصعد بها إلى الغرفة.
أغلق الباب بقدمة وقذف الحقيبة على الأريكة بإهمال وهو يبرم شفتيه ثم جلس على طرف السرير بجانبها.

أمعن النظر في وجهها الشاحب الذابل باهتمام بسيط حتى يعرف صلة قرابتها مع رب عمله فقط، وامتدت أنامله تبعد خصلاتها المبعثرة المشعثة عن صفحتي وجهها المتسخة خلف أذنها ببطء، وتحسس جبهتها بظهر يده الخشنة من أسفل منابت شعرها المتوهج، وانتقل بنظراته العميقة مع أنامله إلى الأسفل يمسح على شفتها السفلية المشققة بإبهامه منعقف الحاجبين متجهم الملامح.

بلل أطراف أنامله من زجاجة المياه ونثرها على وجهها، فبدأت تئن وملامحها تتقلص بانزعاج ليبتعد عن مرمى الفراش فلا حاجة لمشاهدة كيفية استيقاظ الأميرة.
فارقت بين جفنيها ببطء، وطرفت بأهدابها عدة مرات ونظرها معلق في السقف قبل أن تنتفض جالسة بأعين غائرة، تتلفت حولها بهيستيريا.

ارتعدت فرائصها عندما أبصرته يجلس فوق الأريكة وهالة الرعب تحوطة، والسخرية تلوح على محياه، جمد العبرات داخل مقلتيها، جعلها عاجزة حتى عن البكاء والصراخ في وجهه بسبب ما آسته أمس وحدها بأمر منه هذا الحقير.
ضمت ركبتيها إلى صدرها وأسندت ذقنها فوق ركبتيها وأخذت تهتز وهي تحوط الغطاء بذراعيها من حول ساقيها بخوف وقلبها يتقافز بجنون وذعر حقيقي من تصرف آخر قد تواجهه مع الوحش الذي يستمتع بعذابها!

اشربي مايه وفوقي وظبطي نفسك عشان هنمشي بعد نص ساعة.
تناهى إلى سمعها أمره بجفاء وهو يؤشر على الحقيبة، فأذعنت وأومأت بطاعة، وبكل خنوع وقفت بانكسار وسارت منحنية بانهزام وجسدها يرتجف بخفة بسبب البرد، تحت وقع ابتسامته الواسعة المتلذذة والمستمتعة بجعلها تعاني الأمرين على يديه.
أخذت معها كوب المياه الزجاجي
الملحق بالقنينة لسبب يجهله، وراقب ولوجها بصمت وترقب.

مرت دقائق طويلة عليها في الداخل، دون أن تزعجه بطلتها البهية، فظن أنها ربما تستحي أن تخرج ب مئزر الاستحمام وتحتاج إلى ملابس! وكانت هذه فرصته ليشبع فضوله الغبي كما أسماه، لأنه ولوهلة شك أنها قد تكون انتحرت بزجاج الكوب بعد تهشيمه.
طرق، طرقتين قبل أن يلامس المقبض الذهبي ويديره بشكل عكسي ويدلف دون أن تأذن له بالدخول حاملا معه حقيبة الملابس!

أبصرها تجلس على حافة حوض الاستحمام بملابسها تمدد ساقيها أمامها، مخفضة الرأس وشعرها يتهدل أمام وجهها يحجب عنه رؤية الساقطة الحسناء، وتقلب الكوب بين يديها بإهمال بحركة تنم على تفكيرها العميق.
الهدوم!

قالها بصوت رخيم وهو يمعن النظر إليها لترفع رأسها بتفاجئ كأنها لم تلاحظ دلوفه قط، ثم وقفت وتقدمت منه بخطى مستقيمة، بإبتسامة مسمومة محملة بالحقد وامتد كفها إلى الحقيبة إيهام بأنها ستأخذها وعيناها تشع بإصرار كأنها استعادت نفسها في تلك الدقائق وقررت ما ستفعل، وبكفها الآخر باغتته وضربت رأسه بالكوب بعنف هشمته في جمجمته.

ترك الحقيبة تسقط من يده متأوها ورفع كفه إلى جانب رأسه المجروح جرحا بسيطا جعله يشعر بالحرقة فقط، ف جن جنونه وزمجر وهو يهوي بظهر يده على وجنتها بعنف أسقطها جعل من رأسها تصطدم بحافة الحوض وهي تسقط قبل أن تستقر أرضا دون حراك.

أطلق لفظا نابي وهو يحدق في جسدها ومن ثم تجاهلها بعدم اكتراث ووقف أمام المرآة يحملق في رأسه يتفحص جرحه باهتمام، ومال على الحوض ووضع رأسه أسفل صنبور المياة الباردة، ثم حرك رأسه للجانب ينظر إليها بمقت شديد دون تأثر أو ندم قبل أن يرفع رأسه.

أغلق صنبور المياه ورفع جسده، مع تغلغل أصابعه خصلات شعره يثبتها في الخلف دون أن يجففه وخط المياة يشق طريقة إلى صدره، ثم انحني وأمسك بكاحلها من فوق حذائها وجرها خلفه خارج المرحاض بعد أن ركل قطع الزجاج الكبيرة المتناثرة من طريقه، فهي أقل من أن يتعب نفسه ويحملها على أي حال.
ترك كاحلها لتسقط ساقها أرضا، وجثم فوقها وبدأ يصفع وجنتها بسخط وبعض القوة دون أي رقة تصدر ناحيتها.
إنت! فوقي، فوقي، مش ناقصة قرف!

شهقت وهي ترتفع بنصفها العلوي، فعادت تسقط بسبب ثقل جسده عليها وهي تحرك رأسها بألم بسبب الخدر الذي تشعر به.
سقطت عبراتها بقهر وصرخت بحرقة وهي تطبق على كفيها بضعف، فالألم لايحتمل.
إنت عايز إيه مني يا حقير؟

ارتفعت زاوية شفتيه بسخرية والتقط ذراعيها وثبت ساعديها فوق رأسها بقبضة، وبالأخرى قبض على فكها بقسوة شعرت بتهشيم عظمها من خلالها لتئن وهي تسمعه يهدر بتدني يخص ساقطة، وهو يحدجها بنظرات مشمئزة مستحقرة تظهر انعكاس ما بداخله تجاهها.
وهعوز إيه من رقاصة؟!، عندك إيه إنت أطمع فيه يا (، )؟!

شبح ابتسامة ظهرت على محياها وهي تنظر داخل عينيه جعلها ترغب في قول الكثير، لكن هو من ترأس الحوار وانتقلت يده من فكها إلى وجنتها يصفعها عدة صفعات عامدا على على حفر أنامله فوق بشرتها الهشة الناعمة، مهسها بتحذير أخير لن يكون بعده آخر.
أحسنلك تتعدلي وتفكري قبل ما تتهوري عشان المرة الجاية هرميكي للكلاب مش هخليهم يتفرجوا عليكي طول الليل، فاهمة؟

أنهي قوله بصرخة مدوية وهو يحرك رأسه بعنف لتتساقط خصلاته وتقطر المياة على وجهها ك ندي الصباح جعلها ترمش وهي تومئ بطاعة، بقلب منقبض، وشفتيها ترتعشان، وعيناها تومض ببريق بريء مميز لم يراه قبلا.
راقب وهانها وتخلي عن ساعديها اللذان دمغا بملمس خشونته، فتركها ومنحها الفرصة الأخيرة وهو يلقي عليها الكلمات المهمة بصوت نافذ منخفض.
جهزي نفسك عشان ماشيين.

وقام من فوقها وخرج صافعا باب الغرفة بعنف هز أركان المنزل وارعبها.
تكورت على نفسها بضعف واحتضنت ذراعيها باحتماء وهي تبك بحرقة وقهر استنفذ طاقتها.
تباطئت أنفاسها وتوقفت عن البكاء عندما تذكرت قسمها لنفسها وهي تحدق في العدم، رفعت جسدها وأسندت راحة يدها على الأرض تدعم جلستها وجالت بنظرها داخل الغرفة بتدقيق.

كففت ماتبقي من عبرات فوق وجنتها ونظرت صوب المرحاض المفتوح، ووقفت وهي تستنشق ما بأنفها وولجت تنظف جسدها ووجهها، وارتدت تلك الملابس وولجت خارجا بعد دقائق، بفستان أبيض قصير دون أكتاف متسع هفهاف، يعلوه سترة جلدية سوداء، واحتضن ساقيها حذاء شتوي طويل أسود لامع يدفئها حتى ركبتيها، فإنهم في نهاية فصل الشتاء ويودعونه على أي حال.

توقفت أمام المرآة تمعن النظر إلى هيئتها ب نفس راضية بعض الشيء، لقد نالت الملابس استحسانها.
تناولت فرشاة الشعر الخاصة به وقامت بتسريح شعرها ببطء وهي تغلغل أناملها داخل خصلاتها المسترسلة، وعيناها معلقة على سريرة الوثير بنظرات باردة ضمرت خلفها الكثير.

نثرت شعرها خلف ظهرها وساقتها قدميها إلى السرير، قامت بترتيبه وتطبيق الغطاء باهتمام، واتجهت صوب المرحاض وجلست القرفصاء تجمع قطع الزجاج بتأني كي لا تجرح أصابعها، ووضعتهم في راحة يدها وتقدمت من السرير وقامت ب رص الزجاج فوقه طولا على الجانب الأيمن مكان نومته المعبئة برائحة التبغ التي سهلت عليها الأمر وجذبت الغطاء فوقها بعد انتهائها.

وقفت باستقامة ونفضت كفيها معا وبسمة الانتصار تعلو ثغرها، وسارت متهادية وكعب حذائها يطرق فوق الأرض الخشبية اللامعة.
أغلقت باب الغرفة بهدوء وما لبثت أن وجدته يقف بجانب الباب يدس يديه الاثنين في جيب سرواله ولفافة التبغ في جانب فمه يستنشقها وينفث دخانها ببرود.
بلعت مابجوفها بارتباك ونظرت إلى الغرفة بطرف عيناها كأنها تطمئن على مكان الزجاج ثم همست بصوت هادئ.
خلصت.

أومأ وهو يجيبها بنظراته من أعلاها لأخمص قدميها بشمولية تنفذ إلى طويتها ترهبها منه كلما رأتها.
مال بجذعة أمام وجهها لتعود برأسها إلى الخلف بريبة ومقلتاها تهتزان باضطراب جلي متدحرجة في كل الاتجاهات عدي عينيه.
نفث سحابة الدخان التالية في وجهها باستمتاع، ببسمة جانبية فأغمضت عيناها وسعلت باختناق قبل أن يتخطاها قائلا بعدم إهتمام وهو يخرج لفافة التبغ من فمه.
استني تحت.

استدارت على عقبيها ونظرت في أثره بحقد ليصفع باب الغرفة في وجهها بعد أن ولج اجفلها جعلها تلتفت وتهرول إلى الأسفل.
تعجب خلو أرضية المرحاض من شظايا الزجاج ولمعانها، فا تفقد المرحاض باهتمام فلم يجد شيء ملفت، خرج وأغلق الباب بلا إكتراث وارتدي ملابسة الداكنة، واقترب من المرآة كي يسرح شعره.

توقف ذراعة في الهواء وارتفع حاجبة عندها أبصر خصلات برتقالية عالقة في الفرشاة، فقام بقذفها خلفه بسخط لتحط أرضا، وفتح أحد الأدراج وأخرج غيرها جديدة ومشط شعره ثم نزل إلى الأسفل.
كانت في الأسفل تزحف على أربع في غرفة الجلوس، تبحث عن الأوراق أسفل الأرائك بتدقيق وتفحص تارة، وتارة أخري ترفع البساط آملة أن تجدهم، فهي لن تكون أسيرة هذا البربري.

دس يديه في جيب بنطاله ووقف يتفرس النظر إلى جسدها وهي تزحف أمام مرأي من عينيه الباردتين بحثا عن الأوراق.
مش هتلاقيهم.
قالها بسخرية جامدة لتنتفض وتلتفت سريعا بفزع تزامن مع أمره الجاف وهو يبتعد.
تعالي ورايا.
وقفت بسرعة محلها وأجلت حنجرتها وهي ترتب شعرها بارتباك، ثم عدلت ملابسها وهرولت إلى الخارج.
كان يقف أمام مرآب السيارة يجلس فوق دراجته النارية يكتف يديه أمام صدره منتظرا الأميرة البرتقالية حتى يقلها.

سارت فوق العشب في الحديقة، تنظر حولها بارتياب منكمشة على نفسها بخوف، بسبب نباح الكلاب المرعب الذي يعلو أكثر كلها تقدمت.
وصلت أمام يعقوب بتباطؤ وعيناها تجيل في المكان حوله باحثة عن مصدر الصوت ليضغط على زر الإنارة بسخط ويضيء المصباح الأمامي، فضرب وجهها جذب نظرها إليه بأعين ضيقة مغلقة نسبيا وهي ترفع كفها أمام عينيها تحتمي من قوة الضوء المسلطة عليها.
خلصي تعالي بتتفرجي على ايه؟

هدر بإزدراء مراقبا البرود الذي يتلبسها وسيرها بتباطؤ ك طفل يستكشف المكان بنفاذ صبر وحنق بين.
إقتربت أكثر وهي تحتضن ذراعيها وعيناها تموجان في حزن عميق، ثم توقفت أمامه وسألت باستفهام لأنها تخاف ركوب الدراجات النارية علاوة لرؤيتها لسيارتين مصفوفتين داخل المرآب.
مش هنركب عربية؟
أدار المفتاح أطفأ محرك الدراجة النارية وسألها بتسلية والخبث يتراقص على وجهه.
عايزة تروحي بعربية؟

أومأت ب إيماءه بسيطة من رأسها تمنت لو لم تفعلها لأن نظراته لم تنم على خير البتة.
تمام كتفوها وحطوها في شنطة العربية وهات، لم يكمل لأنها وبأقل من ثانية كانت قد قفزت واستقرت خلفه على الدراجة النارية.
لاحت على شفتيه إبتسامة جانبية قبل أن يقذف إليها خوذة ترتديها وامتنع هو عن ارتدائها وأعاد تشغيل المحرك، وهو يضم قبضتيه فوق الدبرياج وأخذ يديره بشكل دائري، وإنطلق بسرعة البرق مختفيا عن الأنظار.

كانت أطراف شعرها تتطاير بعنف حول وجهها ك شعلات نارية من قوة دفع الهواء، وفستانها الأبيض يتطاير بقوة مظهرا فخذيها بسخاء، دون رؤيته بوضوح لكن الهواء البارد الذي تسلل إلى جسدها أرجفها وعرفت ما يحدث، وهي تمسك بطرف سترته من الأسفل بقوة بيديها الاثنين جازعة، تاركة مساحة بينهما ومستقرة بعيدا عنه مما جعلها تتألم من انتفاضة جسدها كل برهة وأخري، وصوت السيارات مع الرياح العاتية لا يستمر أكثر من برهة من الثانيه بسبب سرعته الجنونية وطريقته المتهورة بالدراجة وهو يميل بها يمينا ويسارا بمهارة متسللا من بين السيارات اشعرتها لوهلة أن الإطار سينزلق ويفقد السيطرة ويلقيان حتفهما معا، لكنه كان متحكم بضراوة وتحدي وفقط جسدها كان يتحرك بتذبذب معه وينتفض للأعلى كلما قابلهم مزلق دون أن يهدأ من سرعته ألمها أكثر من مرة.

تقلصت ملامحها بألم، وانعقف كلا حاجبيها وحركت رأسها بعنف، وشتمته بهمس وهي تجد صعوبة في استمرار جلستها المؤلمة.
هتفت صارخة بصعوبة لعله يسمعها.
اهدي شوية إنت بتوجعني وخايفة!
لم يأتها رد وظل على إنحنائه للأمام مسلطا عينيه المضمومة بثقب على الطريق، شاعرا بالبروده داخلها من قوة الهواء دون أن يسمع ندائها.
أعادت بألم وهي تشد طرف سترته إلى الأسفل بقوة.
بقولك براحة مش قادرة؟

توهم سماع صوتها فنظر في المرآة الجانبية ليبصر فخذيها البارزين في المرآة والفستان يتطاير فوقهما، فكشر عن أنيابه وبرزت أسنانه المنضودة، وهو يبتسم بجانبية وتابع الحملقة فلن يرى فخذيها كل يوم!.
قلب عينيه بضجر وهو يفكر، صحيح تناسى كونها راقصة وتظهر أكثر من فخذيها لايهم، ولا يكترث، أبعد عينيه وصب تركيزة على الطريق ليسمع صرختها الملحقة بضرب ظهره بكفها بقوة تلك المرة.
أقف بقي أقف.

أرخي قبضته وهدأ سرعته بتعجب وتوقف على جانب الطريق بحنق أسفل أحد أعمدة الإنارة المطفأة.
ترجل عن الدراجة ووقف أمامها مقتضب الوجه، يكتف يديه أمام صدره يحتاج سماع مبرر، فنزعت الخوذة من فوق رأسها بتشنج فتناثر شعرها المسترسل من الاعلى ومجعد الأطراف من الاسفل بفعل الهواء، بوجه محتقن شديد الإحمرار وشفتيها ترتجف بروعة ك روعة ثمرة الفراولة، وعيناها تكاد تذرفان الدموع بسببه من الهلع والرعب الذي أصابها معه.

قذفت عليه خوذته وصاحت في وجهه بألم حاولت إخفائه لكن تعابير وجهها المتقلص كانت واضحة ك شمس تسطع في كبد السماء.
إمشي براحة أنت بتوجعنى ومش عارفة اقعد كويس!
نظر إليها شزرا وقال ببرود وجفاء.
أمسكي فيا قولتلك.
تشرست ملامحها وهتفت بنفور.
انا لا يمكن أركب معاك تاني أبدا مستحيل.
زفر بضيق وقذف عليها الخوذة وقال بنزق.
أنا مش شغال عندك ولا بفسحك فوقي كده وخلي الدقايق دي تعدي على خير.

قذفت الخوذة أرضا وصاحت بغضب استشف منه التهديد وهو يصعد على دراجته.
مش هركب قلت، وقفلي تاكسي وإديله العنوان وهيوديني غير كده مش هتحرك من مكاني.
استدار برأسه إليها وضيق عينيه سائلا.
ده تهديد؟
نظرت حولها بسخط وتساءلت لم مازالت تقف وتتشاجر كي يوصلها بسيارة إلى شخص مجهول لا تعرف هويته؟ ما الخطب مع عقلها؟ إنها مختطفة وتخوض معه محادثة! مجرم ولن يأخذها إلى شيخ بالتأكيد.

كانت نظراته الثاقبة تخترقها، يقرأ كل ما كان يجول في ذهنها وينعكس على ملامحها، متوقعا خطوتها القادمة وهي تعود بخطواتها إلى الخلف ببطء كأنه لايلاحظ كي تلوذ بالفرار، ويحترق بالاوراق وبدراجته، وب رب عمله فلا تحفل بهم.
خطوة، تلتها خطوة، تلتها قبضته التي أمسكت ساعدها بقوة حتى أحست بتوقف الدماء عن السريان في شريانها.

حملها من خصرها بخشونة وحطها فوق الدراجة النارية عنوة وجلس أمامها وجذب ذراعيها بقوة ولفهما حول خصره من أسفل سترته وهدر بخشونة
خليكي ماسكة كويس واتحركي مع حركتي يمين يمين شمال شمال متقعديش زي حتة الطينة لازقة فيا وخلاص.
اكفهر وجهها من فرط الغضب فضغطت بأظافرها على خصره من الجانبين ب غل متعمدة، هاتفه بطاعة وهي تتحرك وتلتصق به كأنها تطيع أوامره.
- حاضر كده كويس؟

سألت ببراءة بنبرة مشبعة بالخبث لأنها تعرف نقطة ضعفه جيدا وتعرف أن هذا سيخدمها كثيرا الأيام القادمة.
تألم وضغط على شفتيه بقوة وقاد صامتا دون أن يبعدها أو يلفت نظرها ويطلب تخفيف قبضتها!، فيجب أن تظل صورتها وفكرته المرسخة عنها كما هي، لا يجب أن تتبدل لأن هذا ليس جيدا ولن ينفع.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة