قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا مملكة أرنولد للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الرابع

نوفيلا مملكة أرنولد للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الرابع

نوفيلا مملكة أرنولد للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الرابع

حضر المستشار الخاص ب «يوسف» ومعه العشرات من الجنود إلى هذا المكان فحاول «هندام» ومن معه من رجال مقاومته لكنه لم يستطيع وتم هزيمتهم شر هزيمة دون أن يُصاب أحد من جنود الملك بجرح صغير، أسرع «جرهام» ومعه إثنين من الجنود وقاموا بحل قيد «يوسف» قبل أن ينحني ثلاثتهم ويقول «جرهام» بحزن:.

- أعتذر على ما حدث لك سيدي، لم أستطع حمايتك، عاقبني فأنا أستحق العقاب
رفع «يوسف» أحد حاجبيه بدهشة وردد بإبتسامة:
- عقاب أيه يا جوجو ده أنت أنقذت حياتي وأنا اللي سيبتك ومشيت، تصدق طلعت جدع وأنا ظلمتك، انهض انهض أنا اسامحك
اعتدل هو ومن معه قبل أن يتابع «يوسف» بتعب:
- هل يمتلك أحد مياه؟ ياريت لو ساقعة علشان ريقي ناشف وهموت من العطش.

أسرع أحد الجنود وقام بإحضار المياه قبل أن يقول بهدوء:
- تفضل يا سيدي المياه كلها لك
إتسعت إبتسامة «يوسف» وهو يأخذ منه وعاء المياه واردف:
- تسلم يا حبي، والله لولا إني عارف إن المملكة مفيهاش مياة غازية كنت طلبت لترين بيبسي بدل المياه بس ما باليد حيلة
شرب المياه ومسح على صدره بإبتسامة وهو يقول براحة:.

- ياااه الواحد كان هيفطس من العطش، شكرا لكم يا جنودي، الآن هي بنا نعود إلى القلعة فأنا أترك أختي وحدها هناك
ركب الجنود على اخيلتهم وانطلقوا خلف «يوسف» و «جرهام» إلى المملكة، ترجل هو من على خيله ونظر إلى «جرهام» قائلًا بجدية:
- أرحل أنت وإن احتجت لشئ سأقوم بإبلاغك
انحنى نصف انحنائة وهو يردد بجدية:
- أمرك مطاع سيدي.

رحل «جرهام» وتجول «يوسف» في حديقة القصر وحده وظل يحدث نفسه قائلًا بسعادة:
- يااه ده كدا عظمة أوي، مملكة وجنود وخدم، خدمة seven stars، اينعم مفيش تكنولوجيا هنا بس أحسن من وجع الدماغ، مفتقد الشيبسي والبيبسي بردو بس كلو في سبيل راحة الدماغ يهون ده حتى المثل بيقول سيب وجع الدماغ وروح للهدوء حتى لو الهدوء مفيهوش برقوق.

تجول بسعادة وهو يحدث نفسه إلى أن لاحظ جلوس رجل مع فتاة أمام الزهور، لم يعرف من هي لكنه ردد بصوت شبه مرتفع وهو يرفع أحد حاجبيه:
- اها ده مبقاش قصر بقى! إحنا فتحناها كورنيش ولا أيه، القصر ده طاهر وهيفضل طاهر، انت ياض انت وهي اجيب لكم اتنين ليمون؟
قالها وهو يقترب منهما فهبت «ياسمين» واقفة والتفتت وهي تقول بصدمة وصوت متوتر:
- يوسف! أنت هنا من أمتى؟

وقف «تشامبرلين» هو الآخر وردد بإبتسامة:
- إبن عمي الملك لقد أضاءت حديقة القصر لقدومك
إتسعت عين «يوسف» وقال بعدم رضا وهو يقترب منهما:
- ياسمين؟ ومين عود الملوخية اللي واقف جنبك ده؟ وبعدين ملك أيه اللي أضاء الحديقة ده أنت قرطسته وقاعد تحب في أخته، ليلة أهلك مش فايتة النهاردة.

اقترب منه ومسكه من ملابسه ثم قام بلكمه في وجهه بقوة فصرخ «تشامبرلين» بتألم وهو يتراجع إلى الخلف:
- آآآه ما الذي تفعله سيدي، أنت تقوم بلكمي في وجهي
لكمه «يوسف» في وجهه مرة أخرى وهو يقول بعدم رضا:
- منا عارف إني بلكمك في وجهك أيه شغل حمادة هلال ده
أسرعت «ياسمين» وحاولت فض الاشتباك بينهما وهي تقول بصوت مرتفع:
- متفهمش غلط يا يوسف ده إبن عمنا تشامبرلين.

رفع أحد حاجبيه ونهره بقوة وهو يقول:
- تشامبرلين مين؟ أنا معرفش حد بالاسم ده، اطلعي انتي فوق لسة حسابك معايا، منا مش جايبك المملكة علشان تدوري على حل شعرك
رفضت التحرك وحالت بينه وبين «تشامبرلين» الذي تراجع بظهره على الأرض وعلامات الخوف والقلق تسيطران على وجهه، رددت هي بجدية:
- بقولك إبن عمنا
ثم اخفضت صوتها وقالت بصوت شبه مسموع:
- في اللعبة مش الحقيقة، أنت كدا بتبوظ اللعبة يا يوسف!

هدأ قليلا ونظر إليه قبل أن يعود ببصره إليها مرة أخرى ويقول بحاجب مرفوع:
- إبن عمنا في اللعبة! امممم وقاعد معاكي كدا ليه؟
خفضت صوتها وقالت بنبرة أشبه للهمس:
- عادي ما هو طلب مني الجواز وانا وافقت يعني هو خطيبي دلوقتي
إتسعت حدقتاه وردد بصدمة وصوت مرتفع:
- وحياة أمك؟
ثم قام بتقليد صوتها قائلًا:
- طلب مني الجواز وأنا وافقت يعني خطيبي! وكيس الجوفة اللي هو أنا ملهوش رأي ولا ليه لازمة يعني ولا أيه؟

ربتت على كتفه وقالت بنفس الهدوء:
- يابني أفهم إحنا في لعبة يعني كل ده مش حقيقة، اكننا ماسكين عرايس بنلعب بيها، ده كله فيك مش حقيقة
ضيق عينيه ونظر إليها نظرة معاتبة وهو يقول بعدم رضا:
- ياه ياختي قلبك قسي أوي، علشان لعبة تقومي تلعبي بقلب الراجل المسكين وبعدين تكسري قلبه، ولاد الناس مش لعبة ياختي وممكن تتعمل في اخوكي وتتردله، يرضيكي بنت تلعب بقلبي وتكسره؟
رفعت كتفيها ورددت بلا مبالاة:.

- طالما في لعبة وبنسلي وقتنا يبقى شور يرضيني
لوى ثغره وهز رأسه بأسى:
- مش بقول قلبك قسي، أخص
ثم اقترب من «تشامبرلين» الذي كان على الأرض ويتابع الحديث بينهما بتعجب وعدم فهم، مد يده له وقال بأسف:
- معلش يابن عمي أنا طول النهار في الصحراء والشمس سيحت نفوخي، انهض انهض اعتذر منك على ما فعلته، قامت الشمس بإذابة عقلي يا فتى
نهض «تشامبرلين» ورسم إبتسامة على وجهه وهو يقول بهدوء:.

- لا عليك يا ملكي، أنا اسامحك لكن أود أن أطلب منك شئ غالي للغاية
رفع أحد حاجبيه بتعجب وهو يقول متسائلًا:
- لو عايز فلوس أنا مفلس، جرهام مكوش على قلبه أد كدا اذهب وخذ منه المال
رفع كلتا يديه وهو يقول بسرعة ورفض:
- لا لا لقد أسأت فهمي، أنا لا أريد المال
شرد للحظات قبل أن يقول متسائلًا:
- لقد سيبت ركبي، حسنا وماذا تريد؟
اقترب منه أكثر وردد بإبتسامة واسعة وهو يسرق نظرات من «ياسمين»:.

- لي الشرف أن أطلب الأميرة ياسمين للزواج مني، هل تقبل؟
فرك في فروة رأسه ولم يعرف بماذا يجيبه وردد بصوت غير مسموع:
- أقوله أيه ده! لو قولتله إننا في لعبة ممكن يتصدم؟ امممم
وأخيرا تحدث وقال بإبتسامة:
- وأنا اوافق على زواجكما ولكن بعد أسبوع من الآن حتى تستعد المملكة
ثم اخفض صوته وتابع:
- ونكون مشينا من اللعبة دي
اتسعت حدقتي «تشامبرلين» بسعادة وقال بعدم تصديق:.

- شكرا لك يا ابن عمي، أعدك بأنني سأقوم بفعل المستحيل كي أجعلها سعيدة
ثم حاول الإقتراب منها فحال «يوسف» بينهما ورفع أحد حاجبيه وهو يقول بعدم رضا:
- بقولك أيه انسى جو إنك تمسك اديها وتبوسها والجو الفطسان بتاغ افلام الممالك ده، مش هتلمسها غير بعد كتب الكتاب
لم يفهم منه كلمة وظل محدقا به للحظات قبل أن يتأفف «يوسف» ويقول بضجر:.

- أقصد أنك لن تستطيع الإقتراب منها إلا بعد حفل الزفاف، هل فهمت مقصدي ولا اعيد تاني؟
إبتسم وقال بوجه برئ وصوت هادئ:
- حسنا سيدي، أمرك مطاع لا محالة
إلتفت «يوسف» ونظر إلى «ياسمين» وقال بعدم رضا:
- في اول يوم لحقتي شقطتي عريس! أيه السرعة دي يخربيتك.

- عريس أيه اللي شقطته يا يوسف هو انا بتاعة كدا! أنا اتعرفت عليه صدفة أصلا، البت ميرانا سابتني قدام اوضته وانا مش فاهمة مين ده، بس سيبك سيبك، كلم ميرانا بلغتنا عادي أنا علمتها كل كلمة وكل حرف وبقت بتتكلم مصري أحسن مني ومنك كمان
رفع حاجبيه وردد بعدم رضا:
- يعني علمتيها مصري وشقطتي عريس في اقل من يوم؟ انتي مش بتضيعي وقت خالص!

في تلك اللحظة أتى أحد الجنود وهو يجري مسرعًا ويصرح بصوت مخيف بإتجاه الملك فأسرع «يوسف» وركض هو الآخر، وقف الجندي وقال بجدية:
- انتظر يا مولاي لماذا تركض؟
وقف «يوسف» ونظر إليه بخوف قائلًا:
- مش فيه كلب بيجري وراك!
حرك رأسه بالنفي واجابه:
- لا لا، لا يوجد كلاب
تنفس الصعداء وعاد إليهم مرة أخرى وهو يقول بغضب:.

- آمال بتجري كدا ليه؟ عندنا لما حد يجري جريتك دي يبقى حاجة من اتنين يا إما كلب بيجري وراه يا إما أمه بتجري وراه بالشبشب
لم يفهم الجندي كلمة مما يقولها وعلى الرغم من ذلك تحدث بجدية وقلق على وجهه:
- اليوبيين سيدي، اليوبيين إنهم على حدود المملكة وسيقومون بمهاجمة المملكة وقتل كل ما فيها، سيقتلوننا سيدي، سيقتلوننا
صاح «يوسف» فيه بقوة وهو يقول بإعتراض:.

- خلاص ياعم عرفت إنهم سيقتلوننا فيه أيه أنت بترعبني أكتر، يادي المصيبة أعمل أيه في الكارثة دي! باااس أنا أخد أختي وأخلع من اللعبة دي ولا من شاف ولا من دري، الله يرحمكم جميعا..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة