قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا مملكة أرنولد للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثالث

نوفيلا مملكة أرنولد للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثالث

نوفيلا مملكة أرنولد للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثالث

ابتعد بخيله وخيل مستشاره مسافة بعيدة للغاية ولم تفارق الإبتسامة وجهه إلى ان وقف فجأة فى منتصف الصحراء وجحظت عيناه وهو يقول:
- يا نهار مهبب، انا معرفش الطريق! يلااااهوى يا يوسف، توهت فى مملكة أرنولد؟ ما انا مكنش ينفع اسيبه وامشى بردو؟ والعمل دلوقتى هرجع ازاى ولا هروح السوق تانى ازاى؟
سار بحصانه بخطوات متمهلة وهو ينظر فى كل مكان حوله، لم يرى إلا رمال وصحراء واسعة ليست لها نهاية فهتف بضيق:.

- وبعدين بقى، يلاهوى لو طلع عليا ديب ولا اسد دلوقتى، اخرتها هموت على ايد اسد؟ جيب العواقب سليمة يارب
فى تلك اللحظة تفاجئ بقافلة بعيدة عنه بمسافة كبيرة وعددهم ليس بقليل فهم تقريبًا خمسون شخصًا فأسرع بخيله تجاههم وهو يلوح بيده فى الهواء ويصرخ بصوت مرتفع:
- استنوا! انا هنا، يا ريييس؟
لاحظه أحدهم فنظر إلى قائده وردد:
- سيدي، انظر من هناك
نظر حيث ينظر فوجده يلوح بيده ويصرخ كي يغيثوه فأبتسم بمكر:.

- اليوم يوم سعدنا، يملك خيلين ولابد أنه يملك الكثير من المال، اعتقد أنه تاجر وضل الطريق، خُذ رجلين واجلبوه إلى الخيمة
أومأ رأسه واستعد للرحيل قائلًا:
- حسنا سيدى
بالفعل قام بإصطحاب رجلين معه وتوجهوا إليه وما إن وصلوا حتى ردد قائدهم «هندام» يإبتسامة حتى يبعد عنهم الشكوك:
- من أنت يا اخى؟ يبدوا أنك تائهًا
أومأ برأسه قائلًا:
- نعم لقد ضللت طريقى، هل يمكنك مساعدتى فى العودة للشمال.

إرتفع حاجبيه بدهشة واتسعت إبتسامته الخبيثة وهو يقول:
- الشمال! يبدو انك من أثرياء المملكة
إبتسم «يوسف» بحسن نية وردد:
- نعم أنا كذلك
- سنرشدك للعودة ولكن يجب أن نستضيفك أولا فى مخيمنا، لابد وأنك جائع او تشعر بالعطش من طول الطريق
إبتسم «يوسف» واسرع ليقول بحماس:
- اها ونبى يا اخويا انا هموت من العطش، شكرا بالفعل أنا أشعر بالعطش الشديد.

أشار إليه ليسير معهم وبالفعل قاده إلى المخيم الخاص بهم وما إن وصل حتى صاح أحدهم بصوت مرتفع:
- انزل ايها الحقير، قم بإخراج جميع نقودك
نظر إليه بصدمة وقد فهم سبب إحضاره لهذا المكان:
- اوباا شكلي وقعت فى الفخ، ازاى معرفتش انهم خاطفنى!
ظهر صوت «هندام» المرتفع والغاضب:
- لن نكرر كلامنا، هيا انزل!
رفع كفيه ليدافع عن نفسه قائلًا:.

- هدى نفسك يا شبح نازل، هو يوم مش طالعله نهار اصلا، من توهان لخطف يا قلبى لا تحزن
ترجل من على حصانه واخرج كل ما فى جيبه ووضعه على الأرض أمامهم ورفع كلتى يديه وهو يقول:
- كل حاجة اهى ممكن ترجعونى بقى للشمال؟ اريد العودة إلى الشمال
ابتسم ذلك الرجل بسخرية وأردف:
- تعود! دخول الصحراء ليس كالخروج منها
إرتفع حاجبي «يوسف» بتعجب وهو يقول بعدم رضا:
- إسمها دخول الحمام مش زي خروجه بطل تأليف يا حبيبي.

- لا افهم ما تقوله لكنك ستبقى هنا للأبد
صمت قليلًا ثم تابع:
- كعبد!
إتسعت حدقتيه بصدمة وردد بصوت مرتفع:
- عبد! يا نهار اسود ومهبب، لا لو فيها عبد فأنا الملك يا روح ماما، أنا الملك، إن ام تُعيدنى إلى القصر سوف أسجنك مدى الحياه، أتفهم ذلك أيها الوغد؟
ضحك بصوت مرتفع من جملته الأخيرة واردف بتسلية:
- ملك! اضحكتنى، لم أضحك هكذا منذ عدة أشهر
إزداد غضبه اكثر وردد بنفس الصوت العالي:.

- انا الملك! أنا الملك أرنولد..

عادت «ياسمين» إلى حجرتها مسرعة ونبضات قلبها متسارعة للغاية وما إن وصلت حتى صاحت بصوت مرتفع:
- ميرااااناااا
حضرت ميرانا على الفور وانحنت وهى تقول:
- أجل سيدتى!
وقفت واتجهت إليها وهى تقول بغضب:
- سيبتينى ليه تحت؟ ازاى تسيبينى لوحدى كدا مع واحد غريب معرفهوش!
رفعت رأسها وقالت بتعجب:
- غريب ازاى يا ست ياسمين؟ ده الأمير تشامبرلين إبن عمك.

إرتفع حاجبيها بتعجب وعادت لتجلس على سريرها مرة أخرى لتتذكر ما حدث بينهم، تذكرت رحيلها على الفور وعدم حديثها معه، ردتت بحيرة:
- الأمير تشامبرلين! يعنى دلوقتى هو إبن عمى فى اللعبة؟
تقدمت «ميرانا» وجلست بجوارها ورددت بتساؤل:
- أى لعبة! لم افهم مقصدك
- لا مفيش مفيش، يعنى هو إبن عمى من زمان صح؟
ضمت حاجبيها بذهول لكنها قالت:
- نعم هو كذلك.

وقفت وقد قررت العودة إليه مرة أخرى والاعتذار عن عدم الكلام معه، بالفعل تقدمت وعادت للأسفل مرة أخرى وظلت تبحث عنه فى كل مكان حتى إنها بحثت عنه فى غرفته فلم تجده، توقفت عن البحث وقررت الخروج من القصر والسير بحدائقه، أعجبها كثيرًا تلك الزهور والأشجار المثمرة الموجودة بكل مكان، أغلقت عينيها وبدأت تستمتع بهذه الأجواء الرائعة والتي لم تسبق وأن عاشتها من قبل حتى قاطع كل ذلك صوته الذى هز كيانها.

- الطقس رائع اليوم
إلتفتت لتجده هو بشحمه ولحمه أمامها، إنه الأمير «تشامبرلين» والتى تُزين وجهه تلك الابتسامة المشرقة الجميلة فأبتسمت بلطف ورددت هي الأخرى:
- نعم إنه كذلك
تقدم منها حتى جاورها ونظر إلى حيث تنظر وأردف:
- قلقت عليكِ منذ قليل، لم أراكِ بهذا الخوف من قبل
نظرت إليه ثم عادت لتنظر إلى الحديقة الكبيرة التي كانت تنظر إليها قبل النظر إليه ورددت:.

- كنت ابحث عنك كي أعتذر فأنا لم أتحدث حينها
إبتسم ثم تقدم ووقف أمامها مباشرة وسحب يدها ليقبلها مما جعلها تتجمد فى مكانها، نظرت إليه نظرات مجهولة إلى أن تحدث هو بحب:
- لا تعتذرى ياسمين، أفعلى ما تريدين، كلي ملكك حتى الهواء الذي اتنفسه، أنتِ زهرة تلك القلعة التى تجعلها أجمل قلاع الأرض.

تسارعت نبضات قلبها وتسربت تلك الابتسامة لتظهر على ثغرها فهى لم تسمع هذا الكلام من قبل، لم تشعر بتلك الرومانسية فى أى وقت سابق، نظرت إلى عينيه وأردفت:
- بتجيب الكلام الحلو ده منين
إبتسم لها بحب ورفع يدها ليقبلها مرة أخرى وأردف:
- ياسمين هل تقبلين الزواج مني؟

ظل مقيد بتلك الشجرة ولم يستطيع حل قيده فصاح بغضب وهو يرمقهم:
- سوف أسجنكم جميعًا، سوف اية! وحياة امى لأخليكوا عبرة للمملكة ياولاد المعفنة، دلوقتى يجى المستشار العظيم بتاعى ومعاه رجالة المملكة ويعملوا معاكوا الجلاشة
ظلوا يضحكون لكلماته التى لم تنتهى منذ أن قيدوه بتلك الشجرة وتقدم «هندام» وأمسك الفأر من زيله وقم بتمريره من أمام وجهه وهو يقول:
- سأجعلك ترى الطعام أمام عينيك ولن اطعمك.

نظر «يوسف» إلى الفأر بتقزز وسعل على الفور قبل أن يقول بعدم رضا:
- طعام أية يابن المعفنة، ابعد الفار ده عنى، انت هربان من الصين ولا اية، ده أنا كدا مش هاكل قرن قدام بسبب القرف ده
لم يفهم حديثه لكنه أردف بإبتسامة مستفزة:
- لن أطعمك الفأر، ولن أطعمك الضباع بل سأجبرك على أكل الدجاج المسلوق
نظر إليه بتعجب وقد تكملكت الصدمة منه، هز رأسه ثم عاود النظر إليه قائلًا:.

- هو ده عقاب بالنسبة ليكم؟ لا ونبى اكلنى الفار، هموت وهرفص واكلنى الفار، مش عايز أكل الفراخ المعفنة دى، لا أريد الدجاج ارجوك
ضحك «هندام» بصوت مرتفع وتراجع وهو يقول:
- لا ستأكل الدجاج رغمًا عنك
ورحل، ضحك «يوسف» بصوت مرتفع قبل أن يقول:
- ده انتوا لقطة وربنا.

فى تلك اللحظة ظهر له خيل يتبعه خيول كثيرة لجنود عددهم ضخم للغاية، يبدوا أنهم جيش الملك أرنولد فلمعت عينه بإبتسامة وهتف بحماس:
- اهو جالكم المستشار «جرهام» حبيب قلبى بالجنود يا مقرفين يابتوع الفيران.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة