قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا مصلحة ثم عشق للكاتبة زينب محمد الفصل الأول

نوفيلا مصلحة ثم عشق للكاتبة زينب محمد الفصل الأول

نوفيلا مصلحة ثم عشق للكاتبة زينب محمد الفصل الأول

فيروز بصتله كتير وسرحت في..

في واحدة من اكبر الشركات وهي شركة المهدي للحديد والصلب، نلاقي في مكتب رئيس مجلس الادارة، مجموعة اشخاص قاعدين والتوتر والقلق ظاهر على وشوهم، الباب اتفتح مرة واحدة ودخل بنت جميلة جدا ولبسها انيق وفي ايديها شاب الحدة باينة على وشه، الصمت عم المكان اول ما دخلوا، قطعت الصمت دا البنت بنبرتها الخبيثة:
مش قولتلكوا اهو جه، اياد عمره ما يرفضلي طلب، مش صح يا دودو.

اياد بصلها بمكر: اه طبعا يا سالي بس بلاش معلش دودو دي لو عاوزانا نطول مع بعض.
عامر قام من مكانه بسرعة، واخد اياد وقعده وقال لسالي بغمزة خفيفة من عينيه: بلاش دودو دي يا سالي، يالا نقعد ونتكلم في المهم..

قعدو كلهم وكان على طاولة الاجتماعات، سالي المهدي و عامر المهدي اخوها ولاد عم البطل يزيد، ومروة الدكرنسي وصافي الدكرنسي ودول اخوات ودول يبقوا بنات عمة البطل يزيد، واستاذ عبد الحميد رئيس التنفيذي لمجموعات المهدي، وعمر زوج صافي، واياد صديق مقرب ليزيد.
سالي: اياد كلنا موجودين انهاردا طبعا علشان نحط حل قبل ما المجموعة تقع.
عامر: وجودك معانا شئ اساسي لانك اكتر حد يزيد بيثق فيه.

صافي: وجودك معانا هايقوينا..

اياد بصلهم بمكر: بلاش الجو الفاضي بتاعكوا دا، انا فهمكوا وانتو فهماني كويس، لكن بقا كلام اصل المجموعة هاتقع ولازم نلحقها، كلكوا هاتموتوا كدا وتفرحوا في يزيد.
مروة هنا اتكلمت بضيق: طب انت فاهمهم كويس يا اياد، بس الحقيقي اللي انا مش فاهماه وجودك هنا بتعمل ايه، وانت عارف ومتاكد انهم هايخلو...

قاطعتها صافي بحدة: بقولك ايه عندك كلمة حلوة تقوليها قوليها معندكيش اسكتي، اياد ركز معايا كويس، احنا يهمنا المصلحة العامة، يزيد ابن خالي الله يكون في عونه ويشفيه على ما ابتلاه حقيقي صعب الواحد يفقد الذاكرة، واللي حصله قطع في قلبونا كلنا، بس يعني اللي حصله دا، اكيد جزاة الي عمله فينا.

هنا عمر جوزها اتكلم: يعني فيها ايه لما كان يديهم حتة الارض اللي نفسهم فيها هايخسر حاجة؟، ماهو عنده اراضي وشركات وعقارات بالهبل، ومحدش اتكلم وقاله هات حاجة، يجي بقا على حتة ارض تساوي ٣٠ مليون ويرفض.
اياد بتهكم واضح على وشه: معلش اصله بخيل.

سالي: هو ولا بخيل ولا حاجة، بس انا مش عارفة حقيقي ليه بيعند معانا، يعني جدي الله يرحمه يسلم ابوه كل حاجة وقولنا ماشي، نشتغل معاه وتحت امره وقولنا ماشي، لكن لما يبقا في دماغنا فيه مشروع نفسنا فيه، وهو يرفض بحجة ان الارض ابوه اشتراها هدية لامه وامه ماتت ومش شافتها، فيقوم هو يركنها كدا ويسيبها ذكرى دا اللي اوفر اوي.

مروة اتكلمت بعصبية: الله!، ماهو قالكوا اختاروا اي حاجة من ممتلكات جدو، وقال كمان خدوا اي شركة، او خدو بحقها فلوس، بس انتوا اللي رفضتوا.
صافي بضيق من الغبية اختها اللي هاتبوظ كل حاجة: ياحبيبتي احنا بنبص لقدام وبنبص على المكاسب اللي هناخدها منها لما نعمل مشروعنا عليها، ولا ايه يا استاذ عبد الحميد.

عبد الحميد بتوتر: ها؟!، اه طبعا ياهانم الارض موقعها ممتاز.
اياد: طب وانتوا فكرتوا هتاخدوها ازاي منه، اوعوا تقولوا انا امضي عليها، انا مش عاوز اظهر في الصورة اصلا، يزيد مسيره الذاكرة ترجعله، لما ترجعله مش عاوزه يعرفه اني عملت حاجة زي دي.
عامر بخبث: صح مش عاوزين حاجة زي دي تحصل وحتى احنا كمان منظهرش في الصورة عاوزين نكون بعيد تماما، علشان لما يعرف مش يهد المعبد على دماغنا.

سالي: متخافوش اوي كدا، انا مخططة لكل حاجة بس محتاجاة مساعدتكوا.
اياد: قولي؟!.
سالي: هانجوزو...
صافي: نعم؟!

سالي: اه هانجوزو، هانقنعه انه متجوز، بصوا بقا يزيد لسه في المستشفى بيتعالج من اثر الحادثة، ونفسيا هو مش متظبط بسبب فقدانه للذاكرة، احنا بقا هانجوزو، هانجيبله واحدة كان متجوزها من كام سنة مثلا ومخبي علينا ومش معرف حد الا اياد واستاذ عبد الحميد بما انهم اقرب ناس له، واياد يقوله عليها ويحكيله انه اتجوزها وخبها في السر علشان خايف على مظهره الاجتماعي، بما انه دنجوان يعني.

عمر زوج صافي: لا شفيلك فكرة غير دي مش متظبطة.
سالي باصرار: لا هي دي، لما تقعد معاه وواحدة واحدة تخليه يمضي على الارض انها هدية ليها يبقا هو الجاني مش احنا، ولو انتو عوزتوا حاجة برضوا غير الارض ممكن هي تاخدها منه بيع وتبعيها لينا من غير ولا مليم.
عامر والحكاية زغللت في عينيه: كويس اوي، ازاي هانظبطها بقى.

سالي بمكر: بصوا بقى يزيد عامل لاياد توكيل عام، واياد يقدر يجوزه بيه، فانا اخترت بنت برفيكت جدا، هاتظهر انها مراته وانه حبها واتجوزها في السر ومحبش يظهرها للمجتمع بس في مشكلة عندي البنت دي ليها بنت صغيرة.
عمر: ايه العبط دا، بصي يا سالي اسكتي ونفكر في موضوع تاني.
اياد: لا بس اسكت انت، اتكلمي يا سالي ومين البنت دي وهاترضى تعمل كدا.

سالي: اه هاترضى والبنت دي تبقى فيروز سالم العمري، كانت من الطبقة الاستقراطية، بس للاسف ابوها اخد قرض من البنك وهرب بيه برة مصر وامها ماتت من الصدمة، وهي فضلت وحيدة مكملتش ثانوية عامة وسافرت على اسكندرية وقعدت عند خالتها كام سنة وخالتها ماتت وعاشت لوحدها بقى، هي قدي في السن عندها ٢٥ سنة، بس مشكلتها قلبها الطيب، شافت بنت مرمية عند جامع ومحطوطة في الشنطة، ومحطوط جنبها ورقة ان امها خايفة من الفضيحة اخدتها وربتها، والبنت عندها تلات سنين دلوقتي.

صافي بصدمة: انتي ايه فكرك بفيروز يا سالي وشوفتيها فين؟!.

سالي: شوفتها في اسكندرية يا صافي كنت بشرب قهوة في كافيه وشوفتها بتشتغل فيه، ومن وقتها وهي في دماغي، فيروز رغم انها بتشقى وبتعتب بس فيها برضوا حتة بنت البيه، ودي حاجة كويسة جدا في التعامل، هتتعامل مع يزيد بطريقة كويسة، وزائد انها جميله جدا جدا، ويزيد اصلا عينيه زايغة ومبيسبش واحدة جميلة تعدي بين ايديه، وهانقوله انه اتجوزها وخلاها في السر بسبب حوار ابوها والفضيحة وكدا.

اياد: وهي موافقة؟!
سالي هزت راسها بمكر: اه ومستنية موافقتكوا.
اياد: طب قولي جواز وسهل هاجوزهم لبعض وهاضرب قسيمة بحكم شغلي بتاريخ قديم وانه هو اللي متجوزها...
عمر: الله الله طب وليه جواز فعلي مانضرب ورقة جواز وخلاص.
عامر: يا مجنون دا هايبقى فاكرها مراته هيتعامل معاها على الاساس دا، مراته فاهم يعني ايه؟!.
اياد: قوله بالله عليك.

سالي: لا هي مش هاتديله فرصة بكدا اصلا، بس يعني علشان لو فيه تجاوزات ما بينهم، والمهم يا اياد، البنت دي هانقدر نزور شهادة ميلاد باسم يزيد المهدي.

اياد بتفكير: اممممم ممكن.
سالي: لا انت ظابط شرطة وتقدر.
عبد الحميد بخوف: الحوار دا متلعبك جدا ويزيد بيه لو كشفه هانروح في داهية.
سالي بمكر: متبقاش خواف ياعبد الحميد، هو هايخرج امتى من حق؟!.
عبد الحميد: اخر الاسبوع والدكتور قال يقعد في البيت ممنوع الشغل والضغط والارهاق.
سالي: كويس جدا هاسافر اسكندرية اجيبها لغاية ما انت يا اياد تخلص الموضوع، وانا كمان اظبطها وافهمها كل حاجة.

في اسكندرية..
فيروز وقفت وهي شايلة ملك وبتخبط على جارتها في العمارة، فتحت مدام سميرة بابتسامتها المعهودة منها:
اهلا بست ملك اخيرا جيتي.
ابتسمت فيروز بحب: انا والله ما عارفة اعد جمايلك ازاي يا مدام سميرة.
سميرة اخدت ملك: جمايل ايه بس يا فيروز انتي زي بنتي، المهم يابنتي عملتي ايه في مشكلتك.

اتنهدت فيروز بحزن: والله ما عارفة يا مدام سميرة، بس اهو رايحة اقابل واحدة صاحبتي من ايام المدرسة لما كنت عايشة في القاهرة، وعارفاني كويس انا لايمكن اسرق ولا اعمل كدا، بس وعدتني انها تشوف حل وتكلم الست دي وتقنعها انه اكيد جه غلط في حاجاتي.
سميرة: لا ازاي فهميني كويس، ، يعني مش صاحبتك دي تبقى البنت اللي اتهمتك بالسرقة.

فيروز: لا اصل سالي صاحبتي كانت بتيجي تعمل شغل تقريبا لشركتها هنا في اسكندرية وانا شوفتها صدفة كامنها كانت بتيجي تشرب قهوة في الكافيه اللي بشتغل فيهم، كانت قاعدة اسبوع وفي خلال الاسبوع دا وفي اليوم الزفت اللي حصل، جت زبونة اول مرة اشوفها ومعاها طقم الماظ، انا مش عارفة ازاي جه في شنطتي في حاجاتي هاتجنن، الزبونة صرخت وقالت انها اتسرقت وشنطتها اتفتحت واتاخد منها طقم الماظ، طبعا فتشوا كل اللي موجودين ملاقوش حاجة، فقالوا يفتشوا العاملات، فتشوا لقوا الطقم في شنطتي انا وناقص منه اسورة،.

كانوا عاوزين ياخدوني للقسم بس سالي ادخلت ومنعتها وقالت انها هاترجعهلها.
سميرة هزت راسها بفهم: اه يعني سالي دي هاتقنعها انك مش حرامية؟!
فيروز: تقريبا والله ما عارفة، هاروح اقابلها هي قالتلي انها هاتنزل القاهرة وتكلمها، اللي مزعلني ان صاحب الكافيه مدفعش عني وانا بقالي سنين بشتغل معاه وعمره ما شاف مني حاجة وحشة.
سميرة: معلش يابنتي هما في ناس كدا مفيهومش خير.

في احد كافيهاات اسكندرية...

فيروز قاعدة بتوتر خايفة سالي تخلف وعدها ومتجيش وكدا يبقى مصيرها السجن، سرحت شوية في اللي جرالها ابوها اللي اخد قرض وهرب برة مصر ومسالش فيها ولا انها كانت ٢ ثانوي وبنته الوحيدة، وامها اللي ماتت من الصدمة لما عرفت، وبقت وحيدة ولا اهل ولا عيلة، سابت تعليمها ومدرستها وبيتها بعد ما البنك حجز عليه، وسافرت اسكندرية لخالتها، ونظرا لظروف خالتها المادة مقدرتش تطلب تكمل تعليمها، وبعد سنة بالظبط خالتها هي كمان ماتت، بقت لوحدها ومعاش جوز خالتها اتقطع اللي كانوا عايشين منه، اضطريت تنزل تشتغل تصرف على حالها، تعبت كتير واتبهدلت خصوصا انها متربية على نوع مستوى معيشي معين، قعدت كتير لغاية ما اتاقلمت، العيشة لوحدها المتها، لغاية ما لقت ملك حياتها، بنوتة صغيرة مرمية في شنطة جنب جامع جنب الكافيه اللي بتشتغل فيه، ومعاها ورقة بتقول ان امها خايفة من الفضيحة، عيونها دمعت على البنت وقلبها رق، اخدتها وكبرتها ونورت حياتها، وسمتها ملك كبرت وعندها ٣ سنين، رغم كل التعب اللي عاشته، الا انها مفتقدش جمالها واناقتها ورونقها، فاقت على صوت سالي، حمحمت بحرج تأسفت:.

معلش يا سالي، سرحت شوية.
سالي: لا عادي، اخبارك ايه!
فيروز بحزن: مبنمش تقريبا.
سالي: اه بصي بقى انا روحت لمدام بهيرة وحاولت اقنعها وافهمها وهي بردوا مُصرة يا تدفعي حق الاسورة يا تجبيها، يا اما السجن.
فيروز بضيق: هي الست دي هبلة دي دخلت كافيه وقعدت ساعتين انا بقى هالحق في الساعتين دول اخد الطقم وابيع الاسورة.
سالي: هي بتقول اه تلحقي، الحرامية يحلقوا.

فيروز بعصبية: انا مش حرامية يا سالي وانتي عارفة كدا كويس.
سالي: عارفة يا حبيبتي بس هي بتقول كدا اعمل ايه؟!، المهم انا عندي الحل ليكي.
فيروز بسرعة: ايه قولي؟!
سالي: انا هاخرجك من المشكلة دي بس تعمليلي قصادها خدمة.
فيروز: خدمة!
سالي: اه يا حبيبتي خدمة، انا بيزنس وامن ياقلبي ومبعملش حاجة الا بخدمة او مصلحة، وبعدين هي مصلحة بسيطة هاتنفعك وتنفعنا.
فيروز بقلق: خير؟!؟

سالي: يزيد المهدي ابن عمي المالك لمجموعات المهدي، عمل حادثة كبيرة وفقد الذاكرة خالص، وتقريبا مش عارف اي حاجة عن نفسه، احنا بقى عاوزينك تبقي مراته لفترة محدودة، تخليه يمضيلك على ارض معينة عاوزينها وهو مش راضي يدهالنا، انتي بقى هاتخليه يبعهالك على اساس انك مراته وانتي تبعيها لينا.
فيروز بعدم فهم: انا مش فاهمة حاجة؟!.
سالي: هافهمك ياستي.

في القاهرة في قسم الشرطة...
مروة دخلت بعصبية على اياد: انت اخر واحد ممكن اتصور انه يخون يزيد دا روحه فيك.
اياد ببرود: اهدي شويه يا مروة على نفسك، طب مانتي بتخونيه وقاعدة معاهم.

مروة: انا مش بخونه ومش موافقة على اللي بيعملوه في حقه، بس انت كدا بتخونه، انا اكيد مش هبله علشان اروح اقوله وهو مش يصدقني وخصوصا انكوا راسمين وش البراءة في وشه وهو مصدقكوا، بس انا هافضل معاكم وهاشوف اخركم ايه يا اياد ولو شوفت اي اذيه له والله لابلغ عنكوا وهافضحكوا بس لما يكون معايا دليل ضدكوا لانكوا بتتلونوا قدامه.

اياد بتهكم: قولي كلام غير دا، بدام ضميرك حي اوي كدا روحي قوليله ياحبيبتي وهايصدقك هو اصلا مذبذب ومش عارف حاجة.
مروة بحزن: ليه بتعمل فيه كدا يا اياد وانت عارف انه روحه فيك والضربة هاتبقى منك اقوى من اي حد ليه؟!، وبعدين طب انا حضرت معاهم مغلوب على امري صافي في ايدها ميراثي كله ومش عاوزاة تعالج امي الا لو حضرت معاهم ووافقت على اللي بيعملوه فيه، انا مغلوة على امري علشان خاطر امي انت بقا ليه بتعمل كد!

اياد قام وقف واداها ضهره: تار قديم بيني وبينه وان الاوان ينتهي، انا مش هاقول لاختك على اللي حصل علشان تعالج امك، وياريت متوجعيش دماغك بيا تاني، يالا بقى من غير مطرود..
مروة: اياد والله يزيد مافي بيني وبينه حاجة انت فاهم غلط.
اياد قاطعها بعصبية: بس اسكتي وامشي من قدامي.

في اسكندرية...
فيروز قامت وقفت بصدمة: انتي مجنونة يا سالي، انتي ازاي فكرتي كدا.
سالي ببرود: اقعدي بس الاول، وبعدين نبقة نتكلم...

فيروز قعدت زي المغيبة، وسالي اتكلمت ببرود كعادتها: يابنتي الدنيا دي مصالح وشغل البيزنس دا كله قائم على كدا، سوري يعني يا فيروز متبقيش ساذجة اوي كدا، انا مش هاطلعك من مصيبة كبيرة زي دي بدون مقابل، وبعدين انتي محسساني ان بقولك اقتلي ولا اسرقي، دا مجرد جواز على ورق وبعدها هتاخدي الارض وبس بعدها هاتمشي.
فيروز بتوتر: طيب افرض كشف اللعبة دي، هايعمل فيا ايه، هايبقى مصيري السجن بردوا..

سالي: لا انا مخططة لكل حاجة قبل ما يكشف كل حاجة، هانخليكي تمشي وياستي هاوفرلك شقة جديدة ملكك في الغردقه وشغل هناك كمان، متقلقيش انتي بس، امشي ورايا في كل كلمه والموضوع هايخلص اسرع من الاول...
فيروز بحيرة وخوف: مش عارفة يا سالي، انتي محسساني كانه زي كوباية العصير هاشربها وخلاص كدا.

سالي بمكر: هو فعلا زي كوباية العصير هاتشربيها وبس كدا، خلى في بالك الفرصة بتيجي في العمر مرتين، وانا اديتك فرصه اهو، يا السجن يا الفرصة بتاعتي...
فيروز بارتباك: م، مش، مش عارفة. ، طب وملك انا لايمكن ابعدها عن حضني ابدا.
سالي: متقلقيش من ناحيتها قوليلي بس ملك دي عندها كام سنة؟!.
فيروز: تلات سنين..
سالي بفرحة: كويس اوي.

باحد مستشفيات القاهرة الكبرى...

نلاقي بطلنا قاعد على السرير، باصص في السما، بيتنهد بضيق، يزيد المهدي المالك لمجموعات الغامري، عايش وحيد في قصره، ولاد عمه وعمته بيكرهوه لان في ايده في كل حاجة، يزيد وسيم جدا ملامحه الرجالية الشرقية، وعينيه الزيتونية، وشعره الكثيف، شخصيته جذابة جدا، حازم في بعض الامور، وفي البعض الاخر مرح، معروف بعلاقاته النسائية الكتير، ، من فترة عمل حادثة كبيرة وفقد فيها الذاكرة، اتعرف على اسمه وبعض امور حياته من صديقه وولاد عمه وعمته...

الباب خبط ودخل اياد بابتسامة عريضة على وشه: ابو اليزيد، اخبارك؟!.
يزيد بملل: زي مانت شايف ملل.
اياد: معلش هي فترة نقاهة وبس هاتروح بيتك وتقدر تخرج.
يزيد بحماس قليل: ياريت والله نفسي اخرج بقى، انت مش عارف ايه مخليني ساكت للبهايم اللي برة دول.
اياد بضحك: ايوا كدا يا يزيد اظهر وبان عليك الامان، لسانك الطويل بان اهو.
يزيد بضحكة خفيفة: كله هيبان مع الوقت...
اياد: من حق في موضوع مهم جدًا لازم نتكلم فيه.؟.

يزيد بتركيز: اتكلم؟!؟
اياد كان لسه هايتكلم، الممرضة دخلت وبدات تقوم بعملها، وهما استنوها تخلص وتمشي، وبعدها اياد اتكلم بجدية:
يزيد في موضوع مهم لازم اكلمك فيه، انت بس علشان الحادثة مش فاكر اي حاجة، وطبيعي هاتتصدم من اللي بقوله.
يزيد باهتمام: ايه!، في ايه؟!، قلقتني.
اياد: انت كنت متجوز في السر وكنت معيشها في اسكندرية ومخلف بنت كمان...

يزيد بصدمة: انا!، عملت دا كله، انا يا اخي كل يوم بعرف عن نفسي حاجات، انا كنت زبالة اوي كدا.
اياد: لا مكنتش زبالة ولا حاجة، انت كنت بتحبها فعلا بس علشان عندها مشكلة قديمة كدا في اهلها وانت بيهمك الشكليات اوي، فعلشان كدا اتجوزتوا في السر وطبعا الجواز انتهى ببنوتة جميلة اسمها ملك عندها تلات سنين.
يزيد بحزن: طب ليه مجتش تشوفني انا بقالي شهر قاعد هنا في المستشفى..

اياد: كانت عاوزة والله وانا اللي منعتها علشان ولاد عمك وقرايبك ميعرفوش بس بدام انت فاقد الذاكرة يبقى خلاص لازم تشوفها وتشوفك.
يزيد: انا هاخرج بكرة يا اياد لو سمحت هاتها على القصر.
اياد بابتسامة نصر: اوك.
يزيد: طب احكيلي بقى عنها، واحكيلي مشكلة ايه خلتني اتجوزها في السر واخبي بنتي في السر.
اياد: بص يا سيدي...

تاني يوم فيروز قعدت في عربية سالي ورايحة القاهرة معاها، وملك في حضنها، سرحت شوية كدا هل اللي بتعمله غلط، طب مصيرها ايه لو دخلت السجن ومصير ملك، لا هي تستحمل اي حاجة الا دخولها السجن، استحملت مرمطة وتعب كتير بس اكيد متدخلش السجن، تنهدت بحزن، هاتقدر تمثل على يزيد دا بالحب وتضحك عليه، هاتعرف تعمل كدا، لفت وشها لسالي وسالتها:
سالي هو انتو جوزتوني له بجد.

سالي: اه جواز بجد عن طريق توكيل كان عامله لصاحبه جوزانكو وضربنا قسيمة ليكوا بتاريخ قديم وحطناها في مكتبه وشهادة ميلاد لملك كمان.
فيروز: طيب لما اروح واشوفه اعمل ايه؟!.

سالي وقفت العربية وركنت على جنب ولفت وشها واتكلمت بجدية: بصي احنا هانروح يزيد طبعا كان هناك من امبارح وفي انتظارك، هو فاكر انه اياد اللي جايبك، انا هاقف على اول الفيلا وتركبي عربية اياد وتدخلي معاه، اول ما تدخلي عليه تجري عليه وتاخديه بالحضن، وتعيطي شوية، بما انه وحشك، وكان عامل حادثة، ووتعلقي في حضنه، حسسيه انك مراته من زمان، يزيد اه فقد الذاكرة، بس هو في العادي ذكي اوي ديب يعني متتوقعيش ردة فعله، اياكي يشك فيكي، طبعا انتي شوفتي صورته.

فيروز هزت دماغها بخوف: اه.
سالي: ووريتها للبت دي.
فيروز: اه وقولتلها انه باباها علشان تحفظ شكله.
سالي: كويس اوي، يالا جهزي نفسك وامسحي الدموع في عينيك دي ولا اقولك سيبها تنفعك.
سالي شغلت العربية وكملت طريقها ووصلت قرب القصر، نزلت فيروز وملك واياد شافهم وصفر بوقاحة: اوووبا دي جامدة يخربيتك يا سالي، فاهمة طلب يزيد.

فيروز رجعت بخطوتين لورا وارتبكت وخجلت من كلامه، سالي نهرتها بحدة: لا بقولك ايه يافيروز انتي هاتستعبطي ولا ايه، هو انتي خجلتي من كلام اياد امال يزيد هاتعملي ايه، شدي نفسك كدا وحاولي تتحكمي في اعصابك.
فيروز هزت راسها بتفهم، لكن الخوف بيهنش في قلبها، ركبت مع اياد ودخلت القصر، عجبها منظره افتكرت بيتها القديم ووالدها وامها، عيونها دمعت غصب عنها، افتكرت كانت ايه وبقت ايه همست بال: الحمد لله.

نزلت من العربية وتحركت مع اياد لطريق طويل ودخلت القصر، عينها راحت بسرعة على واحد واقف بشموخ بيبصلها نظرات حدة على غضب على حاجات كتير، اتوترت جدا، وقفت مكانها اتسمرت معرفتش تتحرك خطوتين كمان، ولا تجري عليه بالحضن، ندمت انها خدت خطوة زي دي في حقها، هو كمان كان غير الصورة ملامحه كانت اوسم بكتير، طوله وعضلات جسمه ابهرتها، سمعت اياد بيهمس جنب ودانها: الله يخربيتك اتحركي هاتوديني في داهية.

فيروز فاقت من شرودها ورمت ملك على اياد بحركة مفاجئة خلته كان هايختل في توازنه، وجريت بسرعة كبيرة على يزيد واتعلقت في رقبته، وعيطت، عيطت كتير وبصوت عالي، عالي جدا...
فيروز ببكاء: وحشتني يا حبيبي، ياعيني عليك، عملت حادثة وخسيت اوي.
اياد بهمس لنفسه: . خسيت اوي!، نهار اسود البت دي ابيض وهاتكشفنا الله يخربيت مجايبك يا سالي الكلب.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة