قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا مختل عشقيا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الرابع

نوفيلا مختل عشقيا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الرابع

نوفيلا مختل عشقيا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الرابع

ظلت تحرك يدها وساقها بعنف محاوله الهروب حتى وصلا إلى السطح وادارها ذلك الخاطف لتصبح وجها لوجه مع زوجها!
انعقدت ملامحها بغضب وشراسه وهي تردف...
-انت بتعمل ايه يا مجنون البيت بيولع!
ليردف بعيون قاتله مظلمه...
-ده انا اللي هولع فيكي وفي اهلك!
انتفضت عيونها بذعر لتحاول تخطيه والهرب منه بعد ان تذكرت ما كادت تفعله لاجتذابه اليها...

اوقفها وهي تصرخ وتحاول الافلات منه، فما كان منه الا ان ضربها برأسه في رأسها مرتين قبل ان تهدأ و تغيب عن الوعي قليلا...
امسكها قبل ان تسقط يحملها بين ذراعيه وهو ينظر إلى سقف البنايه امامه ويبقي التحدي في قفزة من هذا العلو وهي بين احضانه دون السقوط...
زفر بحنق قبل ان يمسكها جسدها بين ذراعيه ليقفز بها إلى المبني المقابل ويسقط على ظهره وهي فوقه حتى لا يصطدم جسدها وتتأذي...

سخر عقله من هذا التفكير فقد تفننت هي في ايذائه نفسيا ولكن قلبه يأبي ان تتعرض هي لذلك الأذى، ولكن ذلك القلب سيأخذ راحه من هذه اللحظة!
نزل من البناية التي ينتهي درجها في الشارع الخلفي المقابل لبنايتها حيث يركن سيارته ليضعها والتوجه سريعا إلى مقعد القيادة ليبدأ معها رحله العقاب...
اما عند منزل رنا فقد اكتشفوا اختفاءها وان البنايه لم يحدث بها اي حريق وانها مجرد خدعه...

ليبقي اللغز الاكبر اين رنا وكيف اختفت!
رن هاتف والد رنا في هذه االحظه ليردف وهو على وشك البكاء من ذعره على ابنته فما حدث ليس بطبيعي وهؤلاء الرجال اختفوا...
-الو...
-الو رنا معايا...
-خالد!رنا معاك ليه انت مش طلقتها!
شد على قبضته الممسكة بعجله القيادة قبل ان ينفجر بوالدها كالبركان...
-لا طبعا مطلقتهاش...
-ازاي يعني مطلقتهاش رنا قالتلي انك طلقتها...

-مطلقتهش يعني مطلقتهاش يعني جنابك كنت هتجوز مراتي لواحد تاني وهي على ذمتي يعني انت...
توالت كلماته البذيئة والغاضبة والتي تنصب بالكامل على والدها فحتي ان رغبت في خداعة كان عليه الاتصال به والتأكد من الامر والا يسير خلف امرأه حمقاء كزوجته...
بعد ان انهي وصله اهانته لوالدها المسكين الذي شعر بجسده يتخدر مما يسمعه...
اغلق الهاتف بغضب في وجه خالد لينظر بغضب إلى الجميع...

-كل واحد يروح على بيته بنتك يا هانم اللي معرفناش نربيها وسمعتني اللي عمرى ما سمعته لسه على ذمه جوزها وهو اخدها...
بكت والدتها وحاولت الاعتراض والمطالبة بابنتها ولكن والد رنا صاح بها لتستفيق وانه لن يقبل بعودتها وان مكانها مع زوجها عله يضع قليلا من التربيه بها والتي فشل في تعليمها اليها...

ذهبت العائله والجميع يتحدث عما شاهدوه للتو والمجنون الذي خطف زوجته والمجنونة التي اوشكت على الخطبة لرجل اخر وهي متزوجه، الامر الذي لم ولن يشاهدوا مثله ابدا!..

في السيارة...
انطلق بها خالد و طوال الطريق لا يري الا غضبه وهو يتوعد بما سيفعله بها...
بدأت تستعيد وعيها لتشهق برعب ولكنه كان اسرع منها...
-اقسم بالله لو طلع منك نفس واحد هديكي بالقلم على وشك فااااهمه!
نظرت له بذعر وهي تنظر حولها و تبتلع ريقها بخوف...
-انت موديني فين!
-في داهيه ان شاء الله متخافيش!
اعتدل في جلستها لتقول بشجاعه...
-نزلني...

ابتسم ابتسامه بثت في قلبها الرعب ليردف بجنون تترجمه عيونه وملامحه...
-انزلك! ضحكتيني، انا تعملي فيا كده يا رنا ده انا هخليكي تندمي على اليوم اللي اتولدتي فيه!
صرخت بغيظ وحنق...
-انت مجنون! عايز مني ايه تاني مش قلت هتطلقني!
ضرب المقود بقبضته ليصرخ...
-ايوة مجنون، وهطلعوا كله على جتتك...
ضربت ذراعه بغضب قائله ببكاء...
-ارحمني يا اخي عايز مني ايه تاني!

ابعد يدها بغضب مماثل وهو يجذب حجابها المفكوك من على رأسها...
-حطا ده ليه هااااه حطاه ليه، فكره ربنا دلوقتي ومفتكرتهوش لما كنتي هتتجوزي واحد وانتي على ذمه واحد تاني...
علا صوت بكاءها وصرخاتها الغاضبة لتردف وسط شهقاتها...
-انا مش على ذمه حد انت قلت هتطلقني واتصل بيك! اتصلت يا خالد ولا لا قولي وانت معبرتنيش...
ليعلو صوته بحده وهو يشعر باختناق انفاسه...

-اخرسي بقي! اخرسي هموتك مش قادر اسمع صوتك انتي واحده خاينه و زباله!
-نزززززلني، نززززلني بقولك!
جاءها الرد منه بصفعه غاضبه على وجهها، شهقت ونظرت له بصدمه وهي تمسك وجهها بألم و اجهشت في البكاء...
وضع اصبعه على فمه بتحذير واصبغت عيونه باللون الاحمر ليقول...
-اخرسي يا رنا، اصبري عقابك لسه متخلنيش ابدأو دلوقتي!..
ظلت تبكي بحرقه فلم تتوقع منه تلك القسوة اهذا جزاء حبها ورغبتها في جذبها اليها...

نظرت من النافذة تبكي بصمت بينما ظل يتابعها هو بنظرات محطمه ويلعن قلبه الذي يرق لتلك الساحرة الخبيثة...
امسك المقود بغيظ حتى لا تمتد يداه لمواساتها...
بعد مرور 4 ساعات اوقف السياره...
فتحت عيونها بضعف لتجده ينظر لها بسواد غلب السواد الحالك المحيط بها سمعت صوت تخبطات مألوف ولا تعرف مصدره...
فتح باب السيارة لينزل فسبقته هي بخوف وفتحت بابها واطلقت ساقيها للريح...

قلبها يدق بعنف خوفا من رده فعله ولكنه باغتها بصوته العالي...
-رنااااا اقفي احسن لك!
لم تستمع له واسرعت قليلا وهي تشعر برمال حريريه ثقيله تحت قدميها، رمال بحر! هذا يفسر صوت التخبطات العالي لا شك انها الامواج، تأوهت عندما سمعت خطواته خلفها و اسرعت و لكنه كان اسرع منها...
واحاطها بذراعيه بشكل اخرج الهواء من شفتيها ليحملها في الهواء وسط ذهولها لتهبط على اكتافه...

اخذت تضرب بيدها وقدمها حتى يتركها بينما حاول هو السيطره عليها بغضب ليردف..
-اثبتي بقي متخلنيش اتغابي عليكي!
-مش عايزة ابقي معاك سيبني يا اخي!
انزلها عند باب شاليه! تتذكر هذا المكان انه شاليه الخاص بهم في العجمي بالإسكندرية! لتردف بصدمه...
-احنا في إسكندرية!
استغل توقف حركتها من الصدمة لفتح الباب سريعا ودفعها إلى الداخل!
-ااااه انت عايز مني ايه، ايه افتكرتني دلوقتي!

هز يده وهو يضم اصابعه بحركه تشير إلى الصبر ليردف بهدوء...
-افتكرتك لا هو انا هقدر انسي بردو مصدر النكد والازعاج في حياتي!
ارتعشت شفتيها بحزن لتعض عليها بغيظ من ضعفها امام كلماته لتقول بهدوء وهي تحاول مسح دموعها قبل النزول واهانتها...
-لو سمحت كفايه اهانه لحد كده، طالما انا مصدر الازعاج والنطد طلقني، جايبني هنا ليه؟!.
ابتسم ابتسامه تشع ظلاما وغضب ليردف..
-هطلقك من عنيه الاتنين بس قبل ما اطلقك بقي...

توقف حديثه وهو يخلع حزام بنطاله ليردف مستكملا...
-لازم احط التاتش بتاعي ولا ايه!
نظرت له بخوف ووجه شاحب، مالذي ينوي فعله بها؟
-انت هتعمل ايه!
اقترب منها لتبتعد هي سريعا خلف احدي الطاولات لترفع يدها بتحذير عندما ثني الحزام في يده لتتأكد نواياه..
-اقسم بالله يا خالد لو الزفت ده جه على جسمي لاوديك في داهيه...
هز رأسه بلا مبالاه...
-داهيه؟ هو في داهيه ابعد منك!

ظلت تبتعد حتى استسلمت لبكائها فلا مهرب لها منه وهو يلحق بها بهدوء صياد مستمتع بانهيار فريسته...
-انت بتعمل ليه كده؟
تسمر مكانه ليجز على اسنانه بغضب...
-بعمل كده ليه! يعني للدرجه دي عندك برود و لا مبالاه! انتي مش حاسه بالمصيبه اللي عملتيها ده غير قله الربايه اللي انا هعوضهالك ان شاء الله!..
حاولت التوسل اليه بهدوء ومحايله مصطنعة فهي تعلم ما فعلته ليجن جنونه هكذا...

-طيب عشان خاطري، ممكن تهدى ونحلها براحه، انا معملتش حاجه صعبه يعني...
-والله العظيم! قولي والله كده معملتيش حاجه صعبه، وانك مخلتنيش اعيش اسود 3 شهور في حياتي...
وقفت لتنظر له بحده والم...
-وانت كنت فين اصلا في ال 3 شهور دول...
-مش مهم! المهم اني طلعت رخيص اوي عندك وانا مش بكره في حياتي قد اني انخدع في حد احبه ويخوني...
اقتربت منه وقد تناست خوفها منه لتنظر له شزرا وتضحك بسخريه...

-ده انا! مش انت اللي بعتني من زمان اوي ورمتني زي الكلبه عند اهلي...
قاطعها خالد بغضب...
-انتي اللي روحتي لاهلك مش انا اللي رميتك يا رنا، انتي اللي محبتيش تعترفي بغلطتك و اصريتي على العناد وانا بقي هوريكي العناد معايا بيودي فين!
كانت كلماته تشتد وتزداد حده وهو ينطقها ليمسكها من خصلات شعرها بقوه و يجذبها خلفه و يدفعها على الاريكه...
ليردف بهدوء لا يتطابق مع قطرات العرق المنصبه على حاجبه...
-ارفعي رجلك!

انكمشت على نفسها بذعر لتردف بهستريا...
-انت مجنون يا خالد اعقل انا مش صغيره عييييب كده!
هز رأسه وانقض عليها يجذب ساقيها من اسفلها فقد اتخذ قرارا بتأديبها ولن يهدأ حتى يؤديه...
انهال على قدميها ضربا وهو يتذكر ما اقدمت عليه حتى نزلت الدموع من عينيها...
ابتعد بعد مده يلهث وانفاسه مضطربه مش شده انفعالاته الجسديه وصراعات طباعه و قلبه...

رمي الحزام بجوارها و هي تضع رأسها بين كفيها تبكي بمراراه وتفرك قدمها بالم وذهول...
جلس في مقابلتها يستعيد انفاسه، يتفحصها بمشاعر غير محدده ليهز رأسه رافضا الشعور باي مشاعر تجاهها، فما فعله لم يكن بالهين او البسيط...
ليردف بألم وجرح كبير في رجولته يرفض الالتئام...
-شفتي وصلتينا لايه! لو كنتي عايزة تطلقي و مش طيقاني اوي كده مقولتيش ليه من الاول ومعذبتنيش الوقت ده كله معاكي!

رفعت يدها وهي تمسح دموعها بحزن وألم ولم تجيبه، هز رأسه بخيبه امل واردف...
-انتي تكسبي يا رنا، انا هطلقك!
وقف بحده واتجه إلى باب الشاليه ليخرج ويتركها وحيده، يحتاج بعض الهواء ليستعيد افكاره واعاده رص جدرانه فوق قلبه ولن يسمح له باللين...
جلس على الدرج امام الباب فهو يخشي ان تتصرف بجنون وتهرب في مثل هذا الوقت من الليل والطقس القارص...

جنونها هذا لا حد له! لم يكن ابدا بالقاسي او المجنون ولكن زوجته استطاعت اخراج ذلك الجنون واسوء ما فيه...
تستحق ذلك لن يسمح لنفسه بالشعور بالذنب فإي امرأه تتجه للزواج وهي على ذمه رجل اخر، مجرد التفكير بالأمر يجعله يرغب في العودة وضربها مره اخري!

اعتدلت وهي تمسح دموعها التي ترفض التوقف لتخرج شهقاتها بحده وألم، اخطأت في حقه وحق نفسها ولكن الحب يفعل ذلك بالمرء لم تتحمل بعاده وعقابه ليسيطر على عقلها جنون عشقها له...
انكمشت اكثر على نفسها تفرغ الدموع وشحنه الاسي بداخلها بحرقه...
كم هي رخيصه لديه بسهوله يتخلي عنها و بسهوله يطلقها و يترك لها العنان!
دلفت إلى المرحاض بعد مده ببطء واقدام تحرقها...

اغتسلت ورفعت شعرها إلى اعلي لتنظر إلى انعكاسها بالمرآه، هل اخطأت إلى هذا الحد الذي يدفعه للتخلي عنها؟!
لا لن تقبل بالاستسلام لم تفعل كل هذا ليتخلي عنها بسهوله، خرجت وهي عازمه على الوقوف في وجهه وتحديه، فليقتلها اولا قبل ان يتركها...
توجهت إلى الخزانة ففستانها البائس يضايقها ويرهقها اكثر مما يحدث لها، وجدت فستان منزلي قطني قصير نسبيا...

دلف خالد في هذه اللحظه بحاجبين معقودين وملامح هادئه ليراها متجهه إلى الاريكه وقد غيرت ملابسها ليقول...
-البسي هدومك انا هروحك وقبلها هنعدي على المأذون ونخلص من الليله دي كلها...
تسمرت مكانها للحظه ثم تجاهلته وتوجهت إلى الاريكه تجلس عليها وهي تعقد ذراعيها بملل...
ارتفع كلا حاجبيه بذهول من سخافتها ليردف...
-ما تقومي!
حركت كتفاها ببرود لتقول..
-لا مش قادره!
ليجز على اسنانه بغيظ قائلا، وهو يقترب...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة