قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا مختل عشقيا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الخامس والأخير

نوفيلا مختل عشقيا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الخامس والأخير

نوفيلا مختل عشقيا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الخامس والأخير

-انتي ايه يا شيخه معجونه بمايه عفاريت، مكفكيش العلقه الاولانيه ولا ايه!
ابتلعت ريقها بتوتر وخوف مخفي لتقول...
-انا حره!
-اه حره لا حره دي هناك عند امك مش عندي وبعدين مستعجله ليه قومي معايا هديكي حريتك بعيد عني يا ستي!
ابتسمت بصفار واستفزاز لتردف...
-تؤ ماليش مزاج دلوقتي واصلا احنا بعد نص الليل مأذون ايه ده اللي فاتح!
صمت ثواني ليردف بثقه...
-اعرف واحد هيخدمني دلوقتي ممكن تقومي...
-خالد مش هطلق انا!

خرجت منه ضحكه مذهوله ليقول...
-مش ايه ياختي!
تثاءبت لتبتسم قائله وهي تمشي بخطوات واثقه بدلال...
-زي ما سمعت كده مش هطلق انا يا خالد...
هز رأسه بلا تصديق ليردف..
-تطلقي ايه انتي اتلحستي ولا جنانك صورلك ان العصمه في ايدك ولا حاجه!

اضطربت دقات قلبه و انفاسه وهو يراها تتبختر بذلك القميص القبيح الخالي من الأثارة ولكنه تفننت في اظهار مفاتنها و كل ما احبه يوما بها!
ابتسمت بثقه وعلى دراية كامله بالرغبة التي اغرقت عيناه...
-لا مش العصمه قلبك هو اللي في ايدي وحبي ليك هو اللي جنني!..
اعطاها ظهره لبردف بغيظ واعصاب مشدوده...
-ده كان زمان دلوقتي انا قلبي ملكي مش ملك حد، كان زمان قبل ما اعرفك على حقيقتك!

اقتربت منه بتمزق من اتهاماته ولكنها تستحق اكثر من ذلك وضعت يدها على كتفه لينفضها بغضب ويقول...
-متلمسنيش وانجزي يا رنا انا مش قادر اتنفس الهوا اللي بتتنفسي!
نزلت دموعها لتديره لها بعنف لتردف...
-للدرجه دي بقيت قاسي و كرهتني!
نظر لها بلا مشاعر وداخله يصرخ...
-انتي السبب يا رنا!
بكت بحرقه وهي تحتضنه بينما يحاول هو السيطرة على مشاعره المختلطة لتقول بحزن...

-لا يا خالد انت بتحبني ارجوك متقولش كدا انت عارف انك بتحبني واني بحبك ومقدرش على بعادك!
هز رأسه بعنف وهو يبعد ذراعيها من حوله يمسكها بين قبضتيه ليردف باتهامخ...
-عشان كده كنتي هتتجوزي، بطلي كدب و قرف بقي...
صرخت بغضب وهي تمسك بقميصه...
-انت عارف اني عملت كده عشانك، انت إلى بتتلكك!
-اتلكك! انتي بجد مش مستوعبه اللي عملتيه انا كان ممكن ارفع عليكي قضيه اوديكي في داهيه انتي كنتي هتغضبي ربنا مش انا لوحدي!

اردفت بسرعه وبدفاع...
-لا والله العظيم ابدا مكنت هعمل كده، عمري يا خالد والله العظيم، انا عملت كل ده عشانك انت، عشان ترجعلي وتهتم بيا، عشان بحبك يا خالد!
ضحك بسخريه ليردف..
-بتحبيني! طريقتك في الحب مميزة الصراحه!
احتضنته رغما عنه وهي تبكي وتقول بضعف...
-كفايه بقي عشان خاطري، انا عملت كده عشان ترجعلي، انا اتصلت بيك كتير و...
قاطعها بحده...

-اتصلتي بيا وانا مردتش، مردتش يا رنا عشان المفروض لو بتحبيني زي مابتقولي وعايزاني ترجعي بيتك!
-ارجع وانت مش عايزني وسايبني عند اهلي كل ده!
امسكها من فكها لتنظر اليه وهي تحتضنه...

-انتي اللي طلبتي ده يارنا وزي ما طلبتي واصريتي تروحي لاهلك، كان المفروض لو عايزة بجد ترجعي بيتك ؛ انتي فاكره اني اللي عملتي من الاول ده كان سهل عليا اتقبله وغيابك ورميتك ليا ده كله و لا كأني جوزك و لا كأني حب حياتك زي ما بتقولي...
نظرت إلى عيونه المشعة بالألم وخيبه الامل لتمسك يدها الضاغطة ع وجهها لتجذبها إلى شفتيها تقبله بحزن و خفه...

-انا عارفه اني جرحتك بس انت كمان جرحتني بلاش تظلمني عشان خاطري!

قالتها بضعف وهي تحاول الامساك بنظراته لتصل إلى ذلك الحب وذلك الرجل التي امضت 7 سنوات تحت جناح عشقه!
ظلت دموعها تتساقط وشفتاها ترتعش بمهستريه مزقت قلبه تمزيقا ليزفر بحنق وهو يشعر بجسدها يتهاوي من بين يديه ليرفعها سريعا...
تنهد وهو يرفعها إلى صدره باستسلام لقلبه الذي يبكي ويتمزق مطالب بغفرانها، ليزداد بكاءها وهي تتمسك به وكأنه حبل النجاة...

-والله العظيم عشان بحبك، عشان بحبك مكنتش قصدي انها توصل لكده، انا اسفه عشان خاطري خلاص متسبنيش انا هموت من غيرك!
قالتها وشهقات بكاءها يتخلل كل كلمه والأخرى...
ضمها إلى صدره اكثر وهو يشعر بدموعه تندفع لترافقها رحله ندمها...
-هشششش كفايه عياط!
هزت راسها بعنف لتنظر له بأمل وبراءه لتردف..
-يعني سامحتني ومش هطلقني؟!
ابتسم نصف ابتسامه على ترقبها ليهز رأسه بالنفي...
-لا مقدرش استغني عنك اصلا!

احتضنته بفرحه وبقي الاثنان في عناق طويل صامت يعوض شوقهم لتبعد رأسها قليلا وهي تحتضنه لتقول بعتاب...
-كده هونت عليك تسبني كل ده، ده اللي بحبك ومقدرش على بعدك، لا و كمان عايز تطلقني، لا انا بجد زعلانه منك!
اطلق ضحكه مدويه في المكان على جنونها فهي منذ لحظه واحده كانت تتوسل للحصول على رضاه وان يسامحها والان يصبح هو الملام!
اهلا بعالم حواء سيدي العاشق!
قربها منه قبل ان تبتعد ليردف وسط ضحكاته...

-مجنونه والله! بس بحبك لو كنت عايز اطلقك مكنتش جبتك هنا من الاول كنت رميت ورقتك وريحت نفسي...
ابتسمت له بدلال لتردف...
-ياسلام بتحبني وقدرت تبعد عني 3 شهور مش كده!
قرص اذنها قليلا ليردف...
- انتي اللي روحتي يا رنا وياريت متفكرنيش عشان بتعصب دول كانوا اسود 3 شهور في حياتي...
ابعدت وجهها وهي تمط شفتيها وتبتعد عنه خطوه...
-اه بأماره المول اللي نزلت تتفسح فيه وتشتري بدل عشان حفلاتك مع صحابك!

قالتها وهي تضيق عينها بغيظ ولوم، ليعقد هو حاجبيه بتعجب ليقول..
-اتفسح ايه وحفلات ايه! انتي ناسيه ان كان في حفله كبير في الشركه، الحفله يا هانم اللي مفكرتيش فيها ولا فيا حتى وعارفه انها معمه وسبتيني اروح لوحدي!
قالها وهو يعقد ذراعيه ويشعر بغضبه يتولد مره اخري، عضت على لسانها بحرج فقد تناست الامر تماما...
اقتربت منه تطوق عنقه بأسف لتردف...
-احيييييه! انا نسيت بجد صدقني دي مقصدتهاش فعلا...

نظر إلى التوتر على ملامحها فمال يقبل جبينها برقه، اغمض كلاهم عيناهما للحظات ليبتعد قائلا...
-حصل خير وبطلي تنبري بقي وتفكريني لو على العتاب انا شايل في قلبي كتير بس مش وقته...
ابتسمت له بحرج وهي تحاول اظهار ملامح البراءة...
-خلاص بقي ميبقاش قلبك اسود وادي راسك اهيه ياسيدي...
قبلت رأسه بطفوليه لتبتسم بشده قائله...
-متزعلش بقي...
ابتسم بمشاغبة وهو يحيطها بذراعيه ويقربها اليه...
-لا انا زعلان...

خرجت منها ضحكه رنانة لطالما افقدته صوابه لتردف وهي تقبل وجنته اليسري...
-اموووواه لا متزعلش!
ارتفع جانبي وجهه في ابتسامه واسعه ليردف...
-مش عارف، حاسس اني زعلان شويه بردو...
قبلت وجنته الاخري وسط ضحكاتها وسعاده قلبها بعودتها اخيرا بين ذراعيه لتردف...
-طيب و كده؟!
اغمض عين بتفكير ليردف...
-جربي تنشني في النص كده...
ضحكت بدلال لتضربه بخفه على صدره قائله بمشاغبه...
-طيب ما تجرب تنشن انت!

لمعت عيناه ولم تكمل كلمتها لينهال على شفتيها في قبله عميقه يشبع بها شوقا طال كثيرا بينهم، امسكته بكلتا يداها بقوه وكأنه سراب سيختفي ان تركته بينما ترك هو لنفسه العنان و حريه التجول على ممتلكاته بكلتا يداه...
مرت دقائق طويله قبل ان يبتعد وهو يقبلها قبلات خفيفه كضربات الفراشه، وضعت جبينها على صدره لتلتقط انفاسها لتردف بعد لحظات بوجنتين حمراء كالفراولة...

-يلا نروح بيتنا!
-نعم! اقسم بالله ما هسيبك وبعدين ده بيتنا بردو...
نظرت حولها بخجل وتوتر لتردف...
-ده الشاليه معفن والسرير مليان تراب!
ابتسم بمكر ليردف...
-مركزه مع السرير ليه؟
الجمها سؤاله لتردف بتلعثم...
-عشان هنام ازاي يعني...
ضحك بشده على توترها لتدفعه بعيدا قائله...
-تصدق انك رخم!
مال إلى الامام من شدة الضحك المستمر بلا توقف فبعد سنين زواج لا تزال تخجل منه، لتردف هي بغيظ...

-يا رخم بقي، اقولك يلا نروح نطلق انا مش عايزة اشوفك...
اختفت ضحكاته في لحظه وهو يضيق عينيه بتحذير و غيظ ليردف...
-خدي تعالي، بتقولي ايه؟
خرجت منها ضحكات قلقه لتردف بتوتر...
-بهزر يارمضان ايه ما بتهزرش!
اقترب منها وهي تبتعد ببطء...
- بتهزري و رمضان هاه! بتبعدي ليه تعالي!
انفجرت ضاحكه لتهرع سريعا إلى احدي الغرف وتحاول غلق الباب قائله...
-يالهووووي لا مش جايه انا مش جايه!

لحق بها سريعا ودخل الاثنان في صراع بين غلق وفتح الباب ليفيض به بعد لحظات ويدفعه بشيء من القوة لتسقط وضحكاتها تلازمها لم تتوقف للحظه...
مال يرفعها من الارض ليشاركها ضحكاته قائلا
-اضحكي! ده انا هطلعوا عليكي دلوقتي...
وضعها على الفراش لتنتفض باشمئزاز...
-الترررراب...

قاطعها وهو ينبسط بجوارها و يجذبها اليه ملتهم شفتيها في عناق حامي يتوعد بالكثير والكثير ليغيبا طويلا بسعاده بين اشواق وحب ينسيها نفسها واسمها وليس الأتربة فقط!
العشق لا تكفيه اقوال...
العشق افعال الجنون...
العشق كالبحر ونحن نسعي للغرق به...
العشق كالعاصفة يضرب كيان الذات...
العشق يقودنا إلى اي مكان...
في العشق لا تملك نفسك...
العشق اختلال يدير عجله قيادته طرفان...
دفاعا عن عشق لعاشق مختل عشقيا!

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة