قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا مختل عشقيا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثاني

نوفيلا مختل عشقيا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثاني

نوفيلا مختل عشقيا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثاني

تقلصت عضلات وجه خالد ليقول بغضب مكتوم...
-بنتكم عايزه تقعد معاكم شويه ياعمي!
ازدادت دموعها وهي تحضن والدتها ليقول والدها بحزم...
في ايه يا ابني فهمني
ثوان ونظر خالد لوجه رنا بحده قبل ان يقول...
-بنتك تقولك ياعمي...
ثوان وخرج من المنزل امام انظارهم لتقف رنا سريعا وتتجه إلى غرفتها الصغيرة وهي تبكي بغضب...
امسكت هاتفها واتصلت على صديقتها علها ترتاح قليلا بشكوي لها ولكن لا رد...

القت هاتفها على الفراش وهي تهمس بغضب وبكاء...
-يجرني زي البهيمة ويشخط فيا ويبهدلني وفي الاخر يرميني في بيت ابويا!
اجهشت في بكاء حاد يقطع نياط القلب بشده، استقلت على الفراش لتنام بقهر و دموع...

صباح يوم جديد...
استيقظت بكسل وخمول واضح لتخرج إلى الصالة لتجد والدتها تجلس امام التلفاز بأعين شارده
ولكنها سرعان ما نظرت اليها بحنو لتقول...
-صباح الخير ياحببتي تعالي!
اشارت والدتها على الاريكه بجوارها لتجلس رنا بوجوم لتسمع والدتها تقول...
-ها حصل ايه خلاكم تزعلوا مع بعض!
دمعت اعين رنا وهي تقص لوالدتها عن كل تفاصيل الشجار العنيف...
تقلصت ملامح والدتها لتقول بغضب...

-انتي غلطانه يا رنا ازاي تخرجي من ورا جوزك وازاي تكلميه كدا!
وضعت رنا يدها على وجهها لتبكي كطفله مذنبه وهي تنتفض فربتت والدتها على كتفها بحنان قائله...
-اهدي شويه وخشي كلميه!
حركت رأسها بإيجاب لتدلف إلى غرفتها وتمسك هاتفها برتجاف لتطلب رقمه بقلب يدق بقوه...
دقيقه، اثنتين، ثلاث
ولا يرد على اتصالها
اعادت الكره مره اخري ولكن بلا اجابه...
تنفست بغضب ولعنت تحت انفاسها بأقصى الشتائم التي تعرفها...

بينما هو جالس في مكتبه ينظر لهاتفه بشرود، يود معاقبتها وبقوه، بل بأكثر من القوه، تجاهلت اوامره و ارتفع صوتها صرخت به، ثم طلبت الطلاق...
يجب ان يعاقبها وبأشد العقاب!
ثوان ودلف زميله إلى المكتب قائلا بمرح...
-قولي انك فاكر حفلة الشركه قولي ونبي
تنهد خالد وقلبه يرتجف، ليقول...
-لسه هنزل اشتري بدله جديده...
جلس زميله على الكرسي قائلا...
-تمام نروح نشتري احنا الاتنين بعد الشغل.

حرك خالد رأسه بإيجاب بينما صدح صوت هاتفه مره اخري بلاسم الذي طالما عشقه، رنا
نظر للهاتف ليغلقه بأهمال وهو يقسم بكل غالي ان يعيد تربيتها من جديد...
بعد دوام العمل اتجه مع صديقه إلى المول لشراء بدلات للاحتفال...
ليجد صديقتهم هدير تسير وهي تمسك بيد زوجها وتضحك بأتساع، لتراه وتهتف...
-خاااالد ايه الصدفه السعيده دي!
ابتسم خالد ليصافح زوجها اولا قائلا...
-ازيك يايوسف عامل ايه؟
اجاب يوسف بابتسامه...
-كويس!

ليوجه حديثه بعدها إلى هدير...
-ازيك ياهدير؟
ابتسمت بأتساع لتقول...
-كويسه انت عامل ايه ورنا عامله ايه؟
اجاب باتزان...
-تمام احنا بخير الحمدلله...
ابتسم له زوجها ليردف...
-انتو بتجيبوا بدل ولا ايه فرح ده؟
-لا دي حفله عمل!
هز يوسف رأسه بموافقه ليقول...
-طيب نستأذن احنا يا جماعه عشان ورانا مشوار بس اكيد هكلمك انا وهدير قريب!
لتردف هدير بحماسه...
-ايوة عشان ندبر خروجه سوا بليز!
ابتسم لهم خالد بأدب قائلا...

-تمام بأذن الله...
القوا السلام عليهم وانطلقوا اظا هو فقد انهي تسوقه وعاد إلى منزله الفارغ والخالي من ملامح بهجتها...
زفر ليدلف إلى المرحاض يأخذ حماما ساخنا يهدأ اعصابه واقناع نفسه بصواب مافعله بتجاهل مكالماتها ويحث نفسه على القوة وعدم الخضوع لقلبه...

بعد شهر ونصف عند منزل عائله رنا...
صعد والدها الدرج بمجموعه من اكياس الطلبات المنزلية ليوقفه عبدلله صاحب المبني...
-عنك يا ابو كريم هات اشيل معاك...
ذهل من مبادرته واصراره على الحمل معه ليردف..
-مفيش داعي دول هما دورين فاضلين!
-لا والله ابدا..
-احم طيب متشكر جدا يا استاذ عبدالله...
-لا شكر على واجب ده انا عنيه ليك ولحبايبك يا ابو كريم، ااااه صحيح كان في حاجه كده سمعتها وقلت اطمن...

-خير يااستاذ عبدالله...
-بص يا ابو كريم انا سمعت ان بنتك رجعت واطلقت ده بجد!
زم والدها شفتيه بغيظ ليقول...
-والله دي حاجه شخصيه ومحدش ليه فيه...
ليقول بسرعه موضحا..
-مقصدش واالله يا ابو كريم، اصل الصراحه لو هي فعلا اتطلقت، انا عايز اتجوزها!
سقطت الاكياس من يده بصدمه ليرفعهم بتوتر...
-والله يا استاذ عبدالله مش عارف اقولك ايه بس هي لسه مطلقتش!
ليرد بلهفه...
-يعني هتطلق!

-استغفرالله العظيم، احتمال اه، عن اذنك يا استاذ عبدالله اصلي مشغول جدا وعندي ضيوف..
قالها وهو يدلف إلى الداخل هربا منه...
هز رأسه بالموافقه..
-تمام هكلمك بعدين يا ابو كريم تكون فاضي...
اغلق والد رنا الباب ليعطي الاكياس إلى زوحته وهو يخبط كف على كف، نظرت له والده رنا بتعجب لتردف..
-مالك يا راجل؟!
-الراجل صاحب العمارة اتلحس، عايز يتجوز رنا...

اتسعت اعين رنا الجالسه تشاهد التلفاز بذهول لنظر إلى والدها تتابع حديثه...
-يوووة الراجل ابو 45 سنه ده عايز يتجوز رنا، هو مش عارف انها متجوزة الله يخيبه!
-لا يا ستي الجيران بتتكلم وبيقولوا اطلقت وهو جاي يصطاد في المايه العكرة..
حزنت رنا واتجهت إلى غرفتها، هذا ما ينقصها ان تصبح كالعلكة على كل لسان!
وان يأتي عجوز خيبر ذلك والمطالبة بالزواج منها!

مر الوقت لتتمم الثلاث اشهر بعيدة عنه وكأنها ثلاث سنوات وقد فقدت قليلا من وزنها وسيطر عليها حزنها...
توقفت عن الاتصال به منذ شهر بعد شهرين لم تتوقف فيها عن ملاحقته والاتصال به على الاقل مرتين اسبوعيا لتقل تدريجيا حتى انتهي الشهر الثاني وشعرت بضياع كرامتها وانه لم يعد راغبا بها...

تقلبت على فراشها بتململ، ها هي تقبع في غرفتها بمنزل والديها بلا اي اهميه منتظره ان يحن عليها ويطلقها او يرجعها اليه...
تبدو كالشيء المهمل الذي تركه وتناسي وجوده او العودة للبحث عنه...
كان هذا التفكير نقطه الانطلاق لدموعها التي لم تتوقف طوال تلك الشهور ..
قطع نحيبها و حفله اشفاقها على الذات صوت هاتفها، نبض قلبها بأمل ان يكون هو المتصل لتجدها احدي صديقاتها...
مسحت دموعها وتنحنحت بخفه قبل ان تجيب...

-الو...
-الوو يا حبيبي وحشاني اوي يا رووونا كده يا وحشة مفيش اي سؤال على هدير...
حاولت التحدث بابتسامه مجبره لتجيب..
-اهلا يا هدير وحشاني والله، معلش كنت مشغوله جدا انتي عارفه الحياه وبعدين يا هانم محسساني انك كل يوم بتسألي!
-ولا يهمك يا حبيبتي فعلا والله الحياه تلاهي وبعدين انا مش من فتره كده بعتالك سلام مع خالد ايه هتنهبي!
ارتفعت اجهزة استشعارها وهي تعتدل وترفع شعرها إلى اعلي لتردف باهتمام...

-ايه ده بجد، امتي؟
-هو مقالكيش ولا ايه، ده حتى يوسف اتفق معاه اننا نخرج سوا وعلى تلفون؟!
ضحكت باصطناع لتردف...
-شوفي الراجل ولا جاب سيره، رجاله مخ سمكه فعلا!
ضحكت هدير قائله..
-على رأيك يااختي!
-واتقابلتوا فين بقي وامتي على كده ده انا كنت هموت واخرج من فتره...
-مش فاكرة من حوالي شهرين او3 كده، كان مع صاحبه بيعملوا شوبينج عشان حفله...
اختفت بسمتها لتبتلع ريقها وتردف...

-ااه اليوم ده افتكرت، احم ع العموم مش مهم بقي نتفق يوم تاني!
-ايه الكروته دي! انا بتصل عشان نتفق على يوم دلوقتي!
-ااه لا اصل انتي متعرفيش عندي حاله وفاه وهفضل عند ماما فتره، بصي معلش اخلص بس كده و هكلمك نتفق على يوم...
-ماشي يابيبتي بس متروحيش وتقولي عدولي!
-لا طبعا مش هنسي يا روحي...
-يلا باااي يا رونا والبقيه في حياتك ياحبيبتي!
-في حياتك الباقية، مع السلامه...

اغلقت الهاتف بحنق وهي تمسح دموع الغضب المتسارعة، هي تعيسة وتعيش كالزومبي وهو يتسوق ويذهب إلى حفلات...
لن تكون هي رنا ان لم تجعله يندم على تجاهله لها لتتمتم بحنق...
-ماااشي يا ابن عايدة!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة