قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا مختل عشقيا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثالث

نوفيلا مختل عشقيا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثالث

نوفيلا مختل عشقيا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثالث

امسكت رنا هاتف والدها بخفيه وهرعت للاختباء في غرفتها واخرجت هاتفها وهي لاتزال تبحث عن رقم عبدالله في هاتف والدها لتنقله اليه...
ثواني واتمت مهمتها وذهبت بهدوء تضع هاتف والدها في مكانه، دلفت غرفتها واغلقت بالمفتاح حتى تتفرغ لإتمام مهمتها التي ستتسبب بمقتلها على يد خالد لا محال!.
رن الهاتف مره قبل ان يجيب الرجل على الجهة الأخرى...
-ااالووو...

رفعت شفتها العليا باشمئزاز لا ارادي لتردف بهدوء مصطنع ودلال مدروس..
-الو استاذ عبد الله؟
تغيرت نبرته إلى اخري اكثر رقه ليردف..
-اممم ايوة انا مين معايا؟
-انا رنا، حضرتك فاكرني..
تنهد كأحد ابطال افلام الابيض واسود القديمة بينما تنازع هي حتى لا تقفل الخط في وجهه الدميم...
-فاكرك طبعا و انتي تتنسي بردو!
سعلت بتوتر لتردف..
-بابا قالي ان حضرتك عايز تتجوزني؟
-ايوة و كل مطالبك مجابه بس انتي توافقي ياست الحسن...

لوت وجهها على مدي سخافته و رتابته لتردف...
-احم انا موافقه بس في مشكله...
-خيررررر بس، ايه هي؟
-اهلي مش موافقين غير لما العدة تنتهي والصراحة يا استاذ عبدالله حضرتك عريس لوقطه بعد جوازتي المهببه الاولانيه انا عايزة حد يسعدني...
-طيب وبعدين اعمل ايه؟
ابتسمت بمكر لتردف بدلال مخلوط بحزن...
-مفيش غير انك تيجي بكره وتصر ان الخطوبه تتم وكتب الكتاب يبقي بعد العدة...
-خطوبه؟!
علت نبرتها بحده قليلا قائله...

-ايوة خطوبه في حاجه؟
تنحنح بتوتر ليردف باستسلام...
-لا لا مفيش خطوبة خطوبه وماله، بس انتي تساعديني بقي يابت الناس!
-طبعا طبعا، عن اذنك بقي يا استاذ عبدالله...
اغلقت الهاتف بابتسامه نصر يرافقه قهر داخلي لا تعرفه سوي انثي مجروحه لتتمتم في نفسها...
-مبقاش انا رنا لو مخلتكش تلف حوالين نفسك يا خالد!

في اليوم التالي...
دق الباب بعد صلاه العصر...
-روحي يا رنا افتحي الباب...
-حاضر يا ماما...
عدلت ثيابها وحجابها وحاولت رسم الابتسامه والقبول على وجهها، فتحت لتجد عبدالله امامها بابتسامه واسعه وعيون هائمه لتشير اليه بالدخول قائله...
-ده استاذ عبد الله يا ماما...
نظرت إلى الارض و كأنها تشعر بالخجل ليأتيها رد والدها من غرفته سريعا...
-طيب ادخلي جوا انا طالع اهوه...

ثواني وخرج والدها واستأذنت هي بالدخول...
والد رنا وهو يشير له بالجلوس...
-اهلا يا استاذ عبدالله شرفتنا...
-اهلا بيك يا ابو كريم...
فرك والد رنا بيده على ركبتيه يرغب في سؤاله عن سبب مجيئه الا ان عبدالله دخل سريعا إلى صلب الموضوع...
-انا عارف اني جاي من غير معاد بس انا عرفت خلاص ان رنا اتطلقت والصراحه انا مش شايف سبب للتأجيل اكتر من كده...
رد والد رنا سريعا..

-انت عرفت منين، وبعدين حتى لو لازم نستني العده لما تخلص!
-مش مهم منين المهم اني عرفت...
وماله نلبس دبل دلوقتي وكتب الكتابه لما العده تخلص قلت ايه؟
ضرب والد رنا كف على كف بذهول ليردف..
-يا استاذ عبدالله بالعقل كده البت لسه متطلقه اروح اقولها اتجوزي على الاقل اديها فرصه!
وقف ليجلس على الجانب الاخر من والدها ليردف بثقه...
-احنا فيها اسألها ولو رفضت تمام نأجل ولو وفقت يبقي بكره هجيب الدبل ونلبسها...

دلف والدها يحدثها فوافقت على الفور بشكل اصدم والدها الذي يحكي لها عن ذلك الرجل المجنون ومتوقع منها الرفض الا انه لم يجد سوي القبول والترحاب...
ضرب كف على كف مره اخري ولم يجد مفر من هذه الزيجه ليردف...
-طيب على الاقل اكلم خالد اقوله...
وقفت بسرعه لتردف بغضب...

-تقوله بتاع ايه ما هو طلقني خلاص ولا انتو عايزين حياتي تبقي متعلقه بيه! ايه مش من حقي افرح واعسش واتبسط زي باقي الخلق انا مش قولتلكم امبارح انه كلمني واكدلي انه طلقني والورقه هتوصل بعد اسبوع!..
-بس يابنتي الاصول...
-بابا اصول ايه اللي بتتكلم عنها والله لو عملت كده وكلمته لاولع في نفسي بجاز واريحكم مني!

كاد الرجل ان يجذب شعر رأسه من عنادها فخرج بقله حيله يوافق على مطلب عبدالله و تحديد الخطوبه في الغد...

في منزل خالد...
دلف من العمل باحباط شديد كعادته في تلك الشهور الثلاث ليرمي ببضع اوراق عمله على الأريكة ويتجه للاستحمام و النوم ليتناسي همومه...
فقد ظلت رنا تحيط بتفكيره وعقله طوال وقت العمل، تنهد بأسي، كم اشتاق لها ولضحكتها التي ملئت هذا البيت يوما...
شعر باختناق فقد امل ان يعود يوما من العمل ويجدها بانتظاره، والرجوع عن ما في عقلها...
لا يزال مصدوما انها طلبت الطلاق حقا!

القي بالمنشفة بغضب ليرتدي ملابسه ويأمر قلبه بالتوقف وترك جسده وعقله المسكين ليجد السكون والراحة...
استلقي بتعب على الفراش وبالطبع مرت ساعات من التفكير بها وبكل مكان تجولت به في هذه الغرفة وكل ذكري تمت بينهم ليزفر باختناق ويضع الوسادة على رأسه للنوم...

شعر بيد ناعمه تدلك ظهره المتعب بخفه، فتأوه بخفوت وهو بين النوم والصحوة...
ليتلوا تلك اليدين شفاه تطبع قبلات مخطوفه برقه حتى وصلت إلى رقبته ثم همست بأذنه...
-حبيبي اصحي!
استدار ليجد وجه رنا المبتسم يطالعه...
، رفع اصابعه بشوق وعدم تصديق يمررها برقه على وجهها...
-رنا اخيرا، افتكرتيني...
امسكت يده ومالت عليها تقبلها بحب قائله...
-انا على طول فكراك، انت اللي نستني...
نظر إلى عيونها بألم وحب...

-انا عمري ما اقدر انساكي يا حبيبتي!
ابتسمت له لتقترب منه وهي تغمض جفونها وتقبله بنهم وشوق نابع من قلبيهما وافتراق دام كثيرا...
شعر بأصابعها تتخل خصلات شعره تجذبها ليرن هاتفه فجأه و...
انتفض بخضه وهو يرمش وينظر حوله بعدم استوعاب!
اين ذهبت، كانت بين احضانه الان؟!
تنهد بقله حيله كان مجرد حلم وامنيه يرغب بها بشده، نظر إلى المنبه شزرا على الاقل كان يتركه ينعم بتلك اللحظات...

القي الغطاء بغضب عندما وجد الساعة تشير إلى السادسة صباحا و يوم جديد في عمله وبلا حياة و متعه...

اما عند رنا...
اتصلت والدتها ووالدها ببضع افراد عائلتها المقربين لحضور حفل الخطوبة مع استغراب الجميع من تلك الخطوة، فبعد حب دام 7 سنوات من حب في الجامعة ينتهي بزواج سنتين لينتهي الامر سريعا بينهم والأسواء انها تتزوج من رجل مزعج يكبرها باعوام عديده...
بعد ان انهت مخططها بقيت الخطوة الاهم في صباح يوم خطبتها اتصلت ب هدير...
-الو يا هدير ازيك يا حبيبتي؟

-الو انا الحمدلله يا رنا وانتي يا قمر ازيك وازي خالد...
لمعت عينيها بنصر لتردف...
-انا زي الفل تمام وخالد مش عارفه اصلنا انفصلنا من فترة...
جاءها صوت هدير المذهول من الجهة الأخرى...
-نعم! انفصلتوا امتي وازاي انا لسه مكلماكي من يومين...
ضحكت بهدوء مصطنع...
-من زمان اكتر من 3 شهور بس مكنتش حابه اتكلم دلوقتي بس خلاص انا اتخطيت مرحله خالد وبتصل اعزمك على خطوبتي انهارده!
-خطوبتك! رنا انتي بتهزري مش كده!

زادت ضحكات رنا لتردف...
-طيب والله العظيم خطوبتي النهارده...
على العموم انا عزمتك عشان الخطوبه و ورايا ميه حاجه انتي عارفه بقي يا قلبي معلش مضطره اقفل سلام...
دق قلبها بسرعه وهي تدعوا الله ان تسير خطتها كما تريد وان يصل الخبر إلى خالد لينقذها من تلك المصيبه التي توشك على ارتكابها بنفسها!
(حد يقتل البت دي)
بالفعل لم تكدب هدير خبر واسرعت بالاتصال بزوجها لأخباره بهذا الخبر الصادم!

بالطبع لم يصدق زوجها ولكن بعد الحاح من زوجته الفضولية اتصل ب خالد يستشفي صحه الامر...
-الو ازيك يا خالد اخبارك ايه؟
رد خالد بملل...
-الحمدلله وانت؟
-احم كويس الحمدلله، هي رنا عامله ايه؟
اعتدل في جلسته ليردف بحنق مستتر...
-وبتسأل على رنا ليه؟
-لا لا ابدا اصل هدير بتخرف وبتقول كلام غريب...
سرد له صديقه كل ما اخبرته به هدير ليشعر خالد بحياته تنقلب رأسا على عقب وباللون الاحمر ينتشر حوله وفي صميمه...

جز على اسنانه قائلا...
-لا طبعا مفيش حاجه من دي، دي بتهزر مع هدير بس انت عارف هزار الحريم...
-اه والله عارفه ربنا يهديهم، طيب مش هعطلك انا مع السلامه...
-مع السلامه...
اغلق الهاتف وهو يحاول التنفس من انفه رغبه في تمالك اعصابه ولكن دون جدوي، هب واقفا يجذب سلسله مفاتيح سيارته...
مقررا الذهاب اليها والتأكد بنفسه فأن صح ما سمعه سيقتلها بيده المجردة!
تتزوج وهي في عصمته سيكون اخر يوم في حياتها التعيسة!

وقفت بتوتر عند نافذه غرفتها على امل رؤيه خالد او اي احد من طرفه...
حاربت دموعها التي تتنافس معها للتساقط...
فهي متأكدة انه يعلم فمن المستحيل ان توقف هدير ثرثرتها بسهوله، لكنه لم يظهر بعد هل مل منها فعلا ولم يعد راغب بها كزوجه له وانتهي ذلك الحب الذي لطالما كنه لها...
وضعت رأسها بين كفيها تبكي بحرقه على استسلامه وتخليه عنها مع اول مشكله كبيره تواجههم...

الان يبقي لها خيبه الامل والرجاء وعليها تحمل عواقب افعالها، فهي لن تخطب لعبدالله ابدا ولن تلبس خاتم في يدها سوي خاتم خالد حتى وان كانت خدعه!..
بكت على حياتهم معا وحبها له التي لا تستطيع التخلي عنه او نسيانه، بدأت تجفف دموعها وتعد نفسها لمواجهه الجميع والغاء تلك الخطبة اللعينة...
سمعت اصوات غريبه في الخارج ودقات عنيفة فتوجهت إلى المرآه تعدل شكلها وتزيل الكحل الاسود السائح على وجهها من دموعها...

لينفتح الباب بقسوه وعنف وتصل إلى مسامعها جمله...
البيت بيولع انزلوا بسرعه
-تعالي بسرعه يا رنا البيت بيولع...
نظرت إلى والدها بصدمه قبل ان يأتي رجل ضخم البنيه وشبه يقتلع والدها من مكانه ليردف...
-مفيش وقت تعالي انتي ورايا وانا هسند الحج...
هرعت تاخذ حجاب ترتديه بسرعه وهي تلحق بوالدها المنزعج من الرجل ويطالبه بالابتعاد عنه وانه يستطيع النزول...

لتباغتها يد تغطي فمها وهي تهبط اول الدرج امام شقتهم، وبذراع اخري تحيط خصرها وتحملها من على الارض...
امتلئ قلبها بذعر وهي تحاول الصراخ وتري الجميع يهبط امام عينيها وخاطفها يصعد بها إلى اعلي المبني المحترق!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة