قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا مختل عشقيا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الأول

نوفيلا مختل عشقيا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الأول

نوفيلا مختل عشقيا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الأول

مع اشراقه الشمس وحرارتها اللاهبة في منتصف الصيف، تململت في الفراش وهي تسمع صوت زوجها ينادي بأسمها ويتحدث لها...
وضعت الوسادة على رأسها وهي تعاود النوم، تتأفف من تسلط الضوء عليها...
بينما زوجها يقف امام المرآه يهندم الكراڤت الخاصة به وقد يأس ان تستفيق زوجته وتحادثه قبل ذهابه للعمل...
ارتدي حذائه اللامع وهندم خصلاته، استعد للذهاب إلى العمل وهي مازالت نائمه!
اتجه نحو فراشها ليهزها برفق قائلا...

-رنا، انا رايح الشغل لما تصحي كلميني...
رفعت يدها عاليا فجأة ليرجع إلى الخلف بريبه، ثوان وحركت يدها يمين ويسار بوضع الوداع لتقول بصوت ناعس...
-مع السلامه يا حبيبي اقفل الستاير وارفع درجة التكييف...
زفر بسخريه ليقول..
-ستاير، الله يرحم شهر العسل الفطار والهدوم المتحضره، شكلي اخدت مقلب!
خرج بعد ان طبع قبله على وجنتها وخرج سريعا بينما هي مازالت تغط في نوم عميق اغاظه بشده...

بعد ساعه من النوم استيقظت على صوت جرس هاتفها المتواصل...
وضعت الهاتف على اذنها بعد ان رأت اسم صديقتها...
-الو يا لوجي!
-لوجي ايه و هباب ايه، الهانم نايمة وانا هتنقط مستنياكي!..
-ايه يابنتي! اهدي في ايه؟!
-يانهارك مش فايت وكمان نسيتي!..
اعتدلت رنا وهي تفرك عيناها بحنق لتردف...
-يابنتي وطي صوتك اللي زي العرسة ده وفهميني نسيت ايه بالضبط؟!..

-هعيط منك بجد، انهارده هعمل بروفه لفستان الفرح، انا وانتي ياهانم فرحي اللي هو بعد بكره ولا نسيتي ده كمان يا صديقه العمر!..
خبطت على رأسها بحرج لتردف...
-اوبس! والله تاهت مني دي اصل امبارح شديت مع خالد عشان بيغظني وفضلت سهرانه اناكف فيه ؛ ده انا حتى نمت والله ومشفتهوش وهو نازل وزمانه اتشل مني!..

-خلاااااص الله يهدك انتي وسي خالد افضلي احكي قصه حياتك وضيعي المعاد، بنت انتي قدامك بالظبط 15 دقيقه وهكون تحت البيت تبقي جاهزة انتي فاهمه!
اغلقت الهاتف بينما ضحكت رنا على توتر صديقتها، انتفضت من الفراش لتدلفت سريعا إلى المرحاض تلقي بالماء على وجهها وتأخذ لمحه إلى نفسها في المرآه...
ضحكت لتردف في نفسها...
-الحمدلله اني مصحتش ل خالد وشافني الصبح وانا شبه عم برعي كده!

اسرعت إلى خزانتها ترتدي اول فستان رأته واخرجت حجاب رقيق مناسب للونه...
كل هذا لم يوقف محاولاتها في مهاتفة زوجها لتخبره بخروجها...
انقطع الاتصال دون جدوه مره واثنان وثلاثة، قذفت الهاتف بغيظ على فراشهم لتردف...
-بقي كده مش بترد عليا طيب يا خالد انا بقي هنزل وزي ما تعمل اعمل!

في مكان عمل خالد...
دلف إلى اجتماع مع مديره و زملاءه وترك هاتفه بالمكتب ولم ينتبه اليه، ظل عقله مشغولا بزوجته الجميلة المجنونة وما فعلته به بالأمس بعد ان مازحها بانه يبحث عن زوجه جديده تعوضه الدلع على حد قوله...
كان يحارب ابتسامته فقد اذاقته المر ليله امس من وسائد واشياء تقذفها اليه إلى امتناعها عن تحضير العشاء وغيره كمعاقبه له على اقواله...

في المول...
-يوووة بقي ممكن تفردي وشك ده شويه اكيد مسمعش التلفون يا رنا مش جريمه!
ولا انتي زعلانه بجد عشان جينا مع خطيبي واخويا انا قولتلك انهم بيعملوا بروفه على البدل بتاعتهم في نفس المول ومتوقعتش ان هيبقي في مشكله!..
اردفت لوجي بحنق من عبوس صديقتها، لتردف رنا بغيظ...
-لا يا لوجي عمره ما عملها انا متأكدة انه بيعاندي عشان امبارح...

واصلا مش زعلانه اللي حصل حصل جينا وخلاص بس انا متأكدة انه هيتضايق، وعارفه بقي يتحرق...
-لا بجد انتوا تبقوا تافهين اوي لو دي خناقتكم!..
-يلا مش هفكر فيه اصلا وريني الفستان تاني كده...
اتسعت ابتسامه لوجي وهي تدور بفستان العمر للمرة الالف لصديقتها...
ضحكت رنا على سعادة صديقتها وتركتها لارتداء فستان العرس السواريه الذي اختارته لها لوجي لتحضر به زفافها...

في مكتب خالد...
خرج خالد من اجتماعه ليجد 15 مكالمات من زوجته، قلق وامسك الهاتف يحادثها سريعا...
رن مره واثنتان وفي الثالثة رد عليه صوت انثوي مألوف له ولكن ليس بصوت زوجته...
توترت لوجي عندما تكرر اتصال خالد على هاتف رنا ولم تستطع الابتعاد واخبارها وهي بين يد الخياطه...
اتخذت قرار حتى لا تزداد فجوه خلافهم و فتحت الهاتف...
-الو يا استاذ خالد..
-احم الو مين معايا؟
-انا لوجي انتيمه رنا...

-ايوة ايوة ازي حضرتك، مبروك على الفرح مقدما...
ضحكت لوجي لتردف...
-الله يبارك فيك ميرسيي جدا...
-اومال فين رنا؟
ردت لوجي بكل عفويه...
-بتقيس الفستان جوا وانا مش عارفه اناديها عشان بظبط فستاني انا اسفه والله بس قلت ارد عشان حضرتك تطمن...
شحب وجهه ليردف بهدوء وغضب غفلت هي عنه...
-انتو مش في البيت؟
-لا احنا في مول، في محل، للعرايس...
-طيب تمام ابقي قوللها تتصل بيا، مع السلامه...
-مع السلامه!

شهقت لوجي عندما ضربت الخياطة المقص بشكل خاطئ فتمزقت قطعه من القماش...
-يانهار اسوووود!
كادت لوجي تقتل الخياطة بعد ان اجتمع الجميع ورنا حولهم لمصالحاتهم و تهدئه الامور...
ربتت رنا على ظهر صديقتها الباكيه لتردف...
-ممكن تهدي بقي والله هيتصلح ومش هيبان اصلا انتي موتره نفسك ليه بس!
جففت لوجي دموعها عندما اتصل خطيبها يستدعيها للخارج فقد اشترطت عليه عدم الدخول ورؤيه فستانها لأنه فال سيء...

بعد ان انهت المكالمة نظرت إلى رنا...
-تعالي ناكل ونرجع تاني عشان مستنينا برا...
رنا برفض فلا حاجه إلى زياده اخطاءها يكفي ما سيفعله بها خالد ان علم انها خرجت من الاساس...
-لا انا مش جعانة روحي انتي اصل...
-رنا بليز مش اللي هنعيده هنزيده ده مجرد اكل مش هتبقي انتي والخياطة!
قاطعتها لوجي بحنق فتنهدت بقله حيله وتبعتها رنا، اتجه الاربعه إلى قسم الطعام في المول...

اما خالد فقد استأذن من عمله واخذ سيارته وهو عاقد النية على قتلها...
لا يصدق ان عنادها ومزاحه معها بالأمس اوصلها إلى هذا الحد...
ان كانت تظن حبه و دلاله لها ضعفا فهي مخطئه تماما وسيريها كيف تعصي كلمته...
دلف إلى المول وهو يشعر بغيظ شديد توجه إلى اسم المكان الذي اخبرته عنه صديقتها ليتفاجأ بذهابهم ولكن الخياطة اخبرته بأنهم يتناولون الطعام في المول وعائدون...

توجه سريعا إلى قسم الطعام ليتفاجأ بما هو اسوء وهو جلوس زوجته مع صديقتها ورجلين غريبين، غلت الدماء في عروقه اتظن نفسها في موعد مزدوج...
كانت تبتلع قضمه من الخبز عندما ظهر بملامحه الغاضبة والمريبة امامها...
وقفت اللقمة في حلقها وسعلت بشده ليتنقل هو بعيونه بين الرجلين وصديقتها ليعود اليها مره اخري ويردف بهدوء قاتل...
-قومي معايا!
ليتحدث اخ لوجي باستغراب...
-ايه ده في ايه!

رمقه خالد بنظره غاضبه وهو يحاول تمالك نفسه ليردف بحده...
-قومي معايا!
نظرت بحرج بجوارها لتردف لوجي بسرعه فقد نست ان تخبر صديقتها باتصال خالد ولا بد انه غاضب منها...
-استاذ خالد اهدي و اتفضل معانا!
نظر لها خطيبها ثم وجه اخيها السؤال الذي يراوده...
-مين ده؟
لم ينتظر خالد حديثهم وامسك بذراعها يجذبها بعنف من مقعدها ويجرها خلفه...
-ايه اللي بتعمله ده ممكن تهدي شويه...

لم يبالي بها واستمر في طريقه وهو يري النيران تشتعل امام اعينه...
حكم قبضته على يدها وهو يخرج من المول وكأن اناس الارض وجنها يلاحقونه...
ليفتح باب السيارة ويدفعها داخلها، اتجه إلى الجهة الأخرى ليركب، بدأ في القيادة لتقول بنبره عالية ووجهه احمر من شدة الغضب...
-خالد ايه إلى بتعمله دا بتجرني وراك زي المعزة ولا كأن بني ادمه إلى معاك؟!.
كلمه هادئة خرجت من فمه قائلا..
-اخرسي يا رنا!

ازداد غضبها لتقول شبه صارخه...
-اخرس! انتا إلى فرجت علينا الناس وبتقولي اخرس!
تلك المرة ازداد انقباض يده على عجله القيادة حتى ابيضت مفاصله ليقول صارخا...
-بقولك اخرسي احسنلك!
دمعت عيناها من منظره المرعب وصرخته بها لتتيقن انه سيصب جم غضبه عليها عندما يصلا إلى منزلهم...
لتقول بنبره باكيه...
-لا مش هخرس وديني لماما!
هتف بها بغضب عارم...
-اخرسي يارنا بدل ما اخبطك قلم يخرسك ولا هينفعك ماما و لا غيرها!

زاد خوفها لتقول بصراخ وهي تحاول فتح باب السياره...
-وديني لماما يا خالد بقولك!
التفت اليها بعينين غاضبتين لتشيح بوجهها إلى الزجاج سريعا داعيه الله بأن يمر اليوم على خير...
لحظات ووقف امام بنايه لتنظر وتجدها بناية والديها، خرجت من السيارة سريعا وهي تبكي بقهر ليتبعها ويقف جوارها عند باب المنزل...
ثوان وفتح الباب بعد ان طرقت رنا الباب ليدخل كل منهم ونظرات والدتها القلقة تفترسهم لتقول بوجل وهم يجلسوا...

-مالكو يا ولاد في ايه، مالك يا رنا بتعيطي ليه؟
اتجهت رنا إلى احضان والدتها وهي تبكي بقوه، بينما شتم خالد بخفوت بأحد الالفاظ البذيئة، لتقول والدة رنا...
-يا ابني في ايه البت منهاره ليه؟!
ثوان وخرج والد رنا ليقول بقلق...
-في ايه ياام كريم؟!.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة