قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا لا تشبهين أحدا للكاتبة شاهندة الفصل العاشر

نوفيلا لا تشبهين أحدا للكاتبة شاهندة الفصل العاشر

نوفيلا لا تشبهين أحدا للكاتبة شاهندة الفصل العاشر

بقي بيت جدك جنب بيت جواد الجمال، آه يابنت المحظوظة.
يابنتي اتهدي بقي وسيبيني في حالي، أمال لو مكنتيش أنتيمتي وعارفة اللي فيها.
معلش ياقلبي بكرة الدنيا تروق وتحلي وتبتسم لك، بكرة تنسي جهاد وسندس وماجد وعمايلهم السودة فيكي ومش بعيد جواد يشوفك ويقع في سحر جمالك وتتجوزيه، أما لو ده حصل يبقي أبواب السما اتفتحتلك ياريمو.
انتِ الظاهر مفيش فايدة فيكي، أقفل السكة في وشك طيب؟

ضحكت خديجة تقول من بين ضحكاتها:
خلاص والله خلاص، نتكلم جد بقي، أخبارك ايه مع جدك؟
الحمد لله ياديجا، بعيش أجمل أيام حياتي والله، احساسك انك بين أهلك وناسك احساس حلو قوي، بابا الله يرحمه كان معاه حق، جدي راجل بجد يتحس بالأمان معاه، ده غير حبه وحنانه واهتمامه بيا.
الحمد لله ياقلبي، طب مش هشوفك قريب؟

صعب ياديجا، أكيد مراقبينك دلوقتي وبسهولة لو قابلتك يوصلولي، هانت ياقلبي، أقص ريشهم بس وأتأكد انهم مشغولين بمشاكلهم عني ووقتها هبعت السواق يجيبك لحد هنا.
وأشوف جواد الجمال؟
انتِ مفيش فايدة فيكي، عموماً انتِ وحظك بقي لإنه مبيجيش هنا الا فين وفين زي ماجدي قاللي.
لو علي حظي يبقي هيبيع البيت ومش هييجي عندكم تاني، حظي بقي وأنا عارفاه.
ضحكت ريم فقالت خديجة:.

أيوة بقي سمعيني ضحكتك الحلوة دي، بالمناسبة ياريمو، أنا قابلت المايسترو هادي وسأل عنك قلتله انك سافرتي الامارات لواحدة صاحبتك هناك، قالي ياريت ترجع قبل حفلة ليلة راس السنة اللي عاملينها في الأوبرا، نفسه تشاركي فيها.
وأنا قلتله مش هينفع، أنا مش عارفة مصر علي اني أعزف في الحفلة ليه بس؟

لإنك موهوبة ياقلبي وعزفك يستاهل الناس كلها تسمعه، وبعدين انتِ مش كنتِ قلتيلي انك غيرتي رأيك وهتعزفي، وانك خلاص هتكوني زي عمار الشريعي وتخرجي موهبتك للنور بغض النظر عن أي شيء.

ذكرتها خديجة بمن تحاول بكل قوة نسيانه، تجبر نفسها علي محو شخص من حياتها كان يعني لها كل شيء، لقد ترك لها وجعاً يكفيها عمراً تحاول التغلب عليه في كل يوم، دقيقة ولحظة فتغلبها دمعاتها الساخنة تحرق خفقاتها تذكرها بألم خديعته لها، أخبرها جدها أن لا تغلق قلبها علي الحزن فتمنع دخول الفرح إليه، لا يدري أن ظلام عينيها امتد لروحها وقلبها بسبب حبيب خائن فباتت الدنيا سوداء في ناظريها يتخللها بعض النور المتمثل في جدها وخديجة لتكتفي بهما وتغلق أبواب قلبها دون الآخرين، فقد اكتفت خذلاناً.

روحتي فين ياريم؟
معاكي، مش هقدر أعزف ياديجا، عمار الشريعي كان فريد من نوعه ومستحيل أقارن نفسي بيه.
ريم...
قاطعتها ريم قائلة بحزم:
قلت مش هعزف وده قراري الأخير، هكلمك تاني، جدي يينده عليا.
أغلقت الهاتف تزفر بقوة فانتفضت حين قال جدها:
انتِ بتهربي منها ولا من نفسك؟
جدي!
أيوة جدك، سامحيني لاني فزعتك، أنا كنت جاي أقعد معاكي حبة، غصب عني سمعت مكالمتك ومش فرحان باللي قلتيه دلوقتي خالص ياريم.
جدي أنا...

انتِ ايه ياريم؟ انتِ بنت ليلي وصادق وحفيدة فهمي الشبراوي، يعني كل ذرة في دمك فيها قوة تكفي عشر رجالة، مريتي بكتير وقدرتي تفضلي واقفة علي رجليكي قصاد الكل، عجزك زي عجزي مش هيمنعنا نعيش حياتنا زي مااحنا عايزين، بتقولي انك مش زي عمار الشريعي، وان موهبتك أضعف، دي حجة بتقنعي بيها نفسك عشان خايفة من الجمهور وتنمره، خليني أقولك اني سمعتك بنفسي لما عزفتي في الجنينة من يومين وعزفك كان ساحر، خلاني أحس اني بسمع أنغام من الجنة، خسارة يابنتي موهبة زي دي تضيعيها، موهبة زي دي تستاهل الناس كلها تسمعها، قولي انك هتعزفي في الحفلة دي ياريم، وافقي بقي وفرحي جدك.

ابتسمت تقول بحنان:
موافقة ياجدي، عشان خاطرك انت موافقة.
لتردف في حزم:
هعزف في حفلة ليلة راس السنة، قدام الكل.

أدارت المفتاح في قفل الباب ثم توقفت متجمدة وصوت ضحكة امرأة تصلها، فتحت الباب لتري عزت يجالس امرأة أمامه ما ان رأتها حتي عقدت حاجبيها بقوة تتطلع إلي عزت وكأنها تطالبه بتفسير، نهض عزت يتقدم من سندس فتقدمت منه بدورها تقول بصدمة:
مين دي ياعزت؟
أمسك ذراعها يسحبها تجاه الباب قائلاً:
انتِ ايه اللي جابك دلوقت؟
نفضت ذراعها من يده تقول باستنكار:
ايه اللي جابني؟ جاوبني انت الأول وقولي مين دي ياعزت؟

أنا صفاء مراته ياعينيا، انتِ اللي مين بقي؟ مين دي ياعزت؟
طالعته سندس بصدمة قائلة:
مراتك؟!
طالعها بجمود قائلاً:.

أيوة مراتي، اتجوزنا من يومين، واحدة قبلت بيا وبظروفي وحبيتني زي ماأنا، مش واحدة اتخلت عني زمان وراحت اتجوزت واحد غني رغم انها كان معاها فلوس لكنها طماعة وكانت عايزة أكتر ولما ضحك عليها وسابها راحت برضه اتجوزت غيره عشان بتحب الفلوس أكتر مني ولما لقت نفسها محتاجاني، محتاجة راجل بجد، رجعتلي، لكن مش أنا ياهانم اللي أنسي حاجة زي دي، مش أنا اللي واحدة زيك توازن بيا وبين الفلوس، أنا اللي يشتريني عمري ماأبيعه واللي يبيعني عمري ماأشتريه، رجعتك حياتي آه بس عشان انتقم منك وأخليكي علي الحديدة، آخد كل حاجة وأرميكي بعد كدة في الشارع زي مارميتيني زمان، بنت جوزك قامت بالواجب ده نيابة عني، كتر خيرها بقي، بس أنا هكمل وارميكي زي ما رمتك هي من شقتها لما باعتها، اطلعي برة بيتي ياسندس.

طالعته بعيون زائغة تقول بصدمة:
أروح فين بس دلوقت؟ده أنا كان أملي فيك ياعزت، ليه تقسي عليا بالشكل ده؟ أيوة غلط زمان لكن...
قاطعها قائلاً:
داين تدان ياسندس وغلطتك مكنتش قليلة، تروحي فين؟تروحي فين؟
مط شفتيه مردفاً:
معتقدش انه شيء يهمني، اطلعي برة ياسندس، مش عايز أشوف وشك تاني.
أيوة بس...
ما قالك تطلعي برة ياست انتِ، هي تلاقيح جتت ولا إيه؟

طالعتها سندس بعينين مغروقتين بالدموع ثم نظرت إلي عزت الذي قست ملامحه لتدرك أنه لا مكان لها هنا وأن عليها الرحيل بأقصي سرعة قبل أن تهان كرامتها أكثر من ذلك، كادت أن تمشي فقالت المرأة:
متنساش تاخد المفتاح منها ياسي عزت.
كدة كدة هغير القفل ياصفاء عشان نبتدي علي نضافة.
غادرت بخطي ثقيلة تكاد لا تسمع حثيثها، فقط صوت مفتاح يقع أرضاً هو كل ما يستطيع المرء سماعه، في هذه اللحظة.

كان يجلس علي الشاطئ، هذا الذي جمعه يوماً بها، هو أكثر الأماكن التي يرتاح فيها، يحيطه طيفها فيغرق في ثناياه لايشعر أبداً بالزمن، تغيب الشمس ويسدل الليل ستاره فلا يشعر، قد بات نهاره ليله وقد غابت شمسه عن السماء فأصبح الكون ظلاماً في غيابها، لم تكن شمسه فقط بل كانت أيضاً قمراً ينير ظلماء ليله فصار ليله داهماً بدوره لا يستطيع أن يسير في أي درب، توقفت خطاه وتجمدت روحه، يتساءل بلوعة، تُري أين هي الآن وكيف حالها؟ لقد بحث عنها كثيراً، في كل مكان توقع أن يجدها فيه، لا أثر لها في أي مكان، وكأن الأرض انشقت وابتلعتها، ماالذي حدث لتبتعد عنه هكذا؟ لقد أخبرته زميلته نجاة أنها ارتطمت بفتاة بمواصفات حبيبته تغادر مكتبه باكية؟ لماذا جاءت إلي المكتب ولماذا غادرت دون أن تراه؟ ولماذا كانت تبكي؟

مر بيده علي شعره، يكاد أن يُجن، لقد تجرع في فراقها كؤوساً من الحنظل مريرة جداً لا تحتمل، وتبعثرت ثناياه وتشتت لا يدري كيف يجمع شتاتها، رحلت أفراحه وسعادته مع رحيلها وسيرحل الشتاء بدوره يوماً كما رحلت ويرحل مطر عشقه لأجلها هي..
سيبقي الجُرح والحزن والمرارة والأسي والدموع، أسماء عديدة والمعني واحد، هو أسيرها للأبد حنايا القلب تبكي لوعة فراق كان دون وداع، دون كلمة، وربما دون أمل.

رن هاتفه ليخرجه من ظلمات أفكاره كاد أن لا يجيبه ولكنه أجاب بملل دون أن ينظر للرقم، لتتسع عيناه بصدمة حين وصلته بضع كلمات أطارت صوابه وجعلته يقفز واقفاً ويسرع في خطواته...
ريم في مسرح الأوبرا بتعزف، تعالي حالاً.

كان يجمع ثيابه ويضعها في حقيبته، طرقات علي الباب يعرفها جيداً جعلته يأذن لصاحبتها بالدخول، دلفت والدته فوجدته يغلق حقيبة السفر، قطبت جبينها تقول بحيرة:
انت رايح فين ياابني؟
وضع حقيبة السفر أرضاً يقول بضيق:
مسافر ياأمي.
هتروح فين؟
متقلقيش، مش مسافر برة البلد المرة دي.
تفتكر لما تغير المكان هتنساها.
زفر يجلس علي السرير قائلاً:
ومين قالك اني عايز أنساها؟ اللي زي ريم مستحيل تتنسي.
اقتربت منه تقول بحزن:.

معاك حق، لسة مفيش خبر عنها؟
من يوم مااختفت من الحفلة قبل وصولي وانا بحاول أوصلها بس الكل مش عارف مكانها أو يمكن رافضين يقولولي، أكيد منبهة عليهم.
وليه كل ده بس؟
مش عارف ياأمي وده اللي هيجنني، أنا كنت خلاص هصارحها بكل حاجة وأعرض عليها الجواز بس القدر مااستناش وبعدها عني.
لو نصيبكم مع بعض هتتجمعوا من تاني ياابني.

ادعيلي ياأمي، ادعيلي تكون ريم نصيبي لإني محبتش قبلها ولا يمكن بعد ماحبيتها أحب واحدة بعدها، هي غير ياأمي، هي غير.
بدعيلك ياابني والله بدعيلك ليل ونهار.
قبل يدها قبل أن يقول مبتسماً بحزن:
يبقي أكيد هلاقيها بفضل دعواتك ليا.
ربتت علي يده فنهض يمسك حقيبته قائلاً:
أنا مضطر أمشي عشان متأخرش، انتِ عارفة اني مبحبش أسافر بالليل، ايه رأيك تيجي معايا؟
مش هينفع، انت عارف اللي ورايا، لو خلصت بدري جايز أحصلك.

هستناكي.
هزت رأسها فقبل جبينها قائلاً:
سلام ياأمي.
تابعته يغادر تقول بحنان:
سلام ياحبيبي، ربنا يوفقك ياابني ويجعل لك في كل خطوة سلامة ويجعل ريم بنت حوا وآدم من نصيبك ويبرد قلبك ويريحك، يارب.

أغمضت عيناها تتعمق في ألحان معزوفتها، تراه بين النغمة والأخري، لا تستطيع نفض صورته أو إحساس بالفقد ملك حواسها، فما بين جرح الغدر العميق وحنين يجتاح الوجدان للحظات شعرت فيها بلذة الحياة وهي حده يتمزق فؤادها، لا تدري كيف ظل القلب يتوق له رغم جُرح أصاب القلب مازال ينزف حتي هذه اللحظة؟ لماذا جعلها تتعلق به وملك عليها جوارحها ثم طعنها بخنجر حاد في صميم قلبها؟ صارت حياتها دونه فارغة الأركان يسود الصمت جوانبها، بهتت ألوانها ثم صار اللون الأسود الشبيه بظلمات عينيها ظلاً لحياتها، قاتمة دونه ليس بها بصيص أمل، تذرف الدمع علي أوقات سعادة لم تعد في متناول يدها بعد أن ذبلت أوراق الحب وتوقف الوقت حين استوطن الحزن القلوب.

لم تدري أنها كانت تبكي تشاركها نغماتها ألم الفراق ولوعة الحنين حتي تذوقت الطعم المالح للعبرات فتوقفت فجأة عن العزف لتسمع تصفيقاً حاداً لم يفعل بقلبها مافعلته ذكري تصفيق آخر مر بخاطرها للتو فأثار كل ذرة بكيانها، تتذكر تصفيق الجمهور لها أيضاً يوم الحفل وكم أثار مشاعرها وأسعدها ولكن أيضاً لم يكن له نفس تأثير تصفيق رجل احتل وجدانها وتسلل إلي قلبها فصار يسري بروحها مسري الدم في الشرايين.

استمعت إلي صوت العم مرزوق يقول بحماس:
الله أكبر عليكي ياست ريم، كني بسمع صوت المزمار أو الربابة حدانا في البلد، عتفكريني بيها وتشوجيني ليها يابنت الناس، أني لازمن ولابد أسافر لها وأطل علي داري هناك والساجية الجديمة كماني وأرجع الذكريات.
ابتسمت برقة تقول:
صحيح ياعم مرزوق مقولتليش ايه اللي خلاك ترضي تسيب دارك والبلد وتيجي مع جدي مرسي مطروح؟

أني اتولدت واتربيت في بيت جدك الكبير، كنت ضل الحاج فهمي من صغر سني، وين مايروح عروح ولما ماتوا أهله ووجعه وجوده في الموكان اللي مليان بذكرياته معاهم وجال لازمن يفارجه جيت إمعاه وإهنه لجي نصه التاني كيف مالجيته لكن حظه كان أحسن من حظي هبابة، اتجوز حبيبته وجاب الست ليلي الله يرحمها لكن آني نصي التاني ماتت الله يرحمها هي كماني، كان عندها المرض الخبيث ربنا يحفظك منيه، خطفها في عز شبابها ومن ياميها وأني عايش علي ذكراها لحد ماألاجيها عند رب كريم.

الله يرحمها، لسة فيه ناس بتحب وبتخلص بالشكل ده؟ والله حييت فيا الأمل من تاني بعد ماماتت أمل محروقة ياعم مرزوق.
ضحك مرزوق قائلاً:
الله يحظك ياست ريم ومايحرمناش منك ولا من صوت البتاع اللي في يدك ده.
اسمه كمان ياعم مرزوق، متقلقش هتسمعني بعزف علطول، بتدرب بقي عشان حفلة عيد الحب وانت وجدي والست نفيسة هتكونوا جمهوري الوحيد لحد ماسافر مصر.

الظاهر مش احنا بس اللي عنكون جمهورك، أني لساتني شايف سي جواد واجف إهناك كيف التمثال عيتطلع فيكي كنه مسحور بأنغامك.
قطبت جبينها تردد بحيرة:
انت قصدك جواد الجمال جارنا؟ كان واقف يسمعني وأنا بعزف؟

آه والله زي مابجولك إكده، الواد محروس الجنايني بتاعه جالي انه جه من كام ساعة والظاهر انه كان جاعد في الجنينة وسمعك وانتِ عتعزفي لإني لجيته جاي اليمة دي وأول ماشافك عنيه كانت عتفط من وشه، وجف كيف التمثال عيطلع ليكي وبعدين مسك تلفونه ورمح ناحية بيته رمح، الظاهر جاله مكالمة مهمة فملحجش يهنيكي علي عزفك.
هزت رأسها بهدوء تحمد الله أنه لم يفعل، يكفيها ما لاقته من الذين يستمعون لنغماتها خلسة.

نفضت أفكارها تقول:
بالمناسبة ياعم مرزوق أخبار شجرة الريحان ايه؟اوعي تكون رويتها، انت مش قلتلي هتخليني أرويها بنفسي.
مرزوج لا يمكن يرجع في كلمته واصل، شجرة الريحان عتستناكي ياست ريم ترويها بالمي كيف مابتروي روحنا بروحك الحلوة.
ابتسمت تقول:
والله انتوا مدلعيني قوي بكلامكم واهتمامكم، أنا خايفة أتعود علي الدلع ده.
وتخافي ليه ياست ريم؟ انتِ بين أهلك وعزوتك واللي بين أهله وعزوته عمره مايخاف واصل.

كنت بين أهلي وكان الخوف مصاحباً لي كظلي حتي فارقتهم فزال الخوف عني وأدركت أن القرابة ليست بالدم أو العشرة ولكنها بصفاء القلوب، الأهل هم قلوب أحبوك من أول وهلة واهتموا بك لوجه الله لا يبغون جزاءاً ثم تمنوا لك الخير وذكروك دايماً في أنفسهم وعلي الملأ وفي دعواهم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة