قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا لا تشبهين أحدا للكاتبة شاهندة الفصل الحادي عشر والأخير

نوفيلا لا تشبهين أحدا للكاتبة شاهندة الفصل الحادي عشر والأخير

نوفيلا لا تشبهين أحدا للكاتبة شاهندة الفصل الحادي عشر والأخير

حتي انت كمان بتطردني من بيتك ياماجد، ده أنا سندس خالتك اللي كان بيتها مفتوح لك ليل ونهار، خالتك اللي ياما حميتك واديتك فلوسها ودهبها.

مكنتيش بتعملي كدة لوجه الله ياسندس، كانت دايماً ليكي مصلحة معايا، ريم، ولا نسيتي؟ قبل ريم كنتي فين وفين لما تسألي عليا وبرضه كان سؤالك للمصلحة ولما احتجتيني عشان تسيطري علي بنت جوزك بقيت حبيبك فجأة وابن أختك وكل مالك ودهبك تحت أمري وأول ماانتهت المصلحة وملقتيش فيا رجا بعتيني واشتريتي سي عزت بتاعك، مش كدة ولا ايه؟
اتسعت عيناها علي آخرها تقول:
انت عرفت؟
قال بسخرية:.

آه عرفت، قابلت خديجة صاحبة ريم وكانت شمتانة فيا وقالتلي، قالتلي الحمد لله ان ربنا نجي ريم منك ومن خالتك ومن عزت اللي كانت عايزة تغصبها عليه، عزت اللي كنتِ عشمانة يقدر علي ريم، أهو طفشها وباعك انتِ كمان وراح اتجوز ونفضلك مش كدة ولا ايه؟
قالت بانكسار:
انت كمان عرفت دي؟

قلتلك ياسندس اني مش هسيبك في حالك، كنت ناوي أعلم عليكي بس جه اللي شال الشيلة عني وعلم، بس علم قوي لدرجة ان الجرح هيفضل ينزف ومش هيلحم أبداً لحد مايقضي عليكي.
انت شمتان فيا ياابن...
قاطعها قائلاً بحدة:
لمي نفسك أحسنلك ياإما والله لا هراعي كبر سنك ولا كسرة نفسك وهفرج الناس عليكي.
والله وطلعلك صوت ياملطشة الفتوات، فاتح صدرك قوي عليا، انت ناسي الشيكات اللي معايا؟ انت ناسي اقدر أعمل بيهم ايه؟
قال بسخرية:.

قصدك الشيكات اللي كانت معاكي قبل الساكن الجديد ماييجي يتمكن من الشقة ويطردك منها من غير حتي شنطة هدومك وأكيد رمي كل حاجتك في الزبالة، المكان الطبيعي ليكي ولأمثالك.
رفعت يدها تصفعه فأوقفها قبل أن تمس وجهه قائلاً بغضب:
قلتلك لمي نفسك ياسندس أحسنلك وامشي من هنا بدل مااجيبلك البوليس.

دفعها فسقطت أرضاً تطالعه بقهر فأشاح بوجهه عنها، نهضت ببطئ وقد اغروقت عيناها بالدموع قبل أن تستدير وتغادر بخطوات سريعة فقال ماجد ببرود:
في ستين داهية.
قبل أن يصفع الباب خلفها بقوة.

مين ده اللي عايز يتجوزني؟ جواد الجمال؟ جارنا؟!
قال الجد بفرح:
آه والله يابنتي، زي مابقولك كدة، جالي وانتِ مع مرزوق بتجيبوا الشتلات من السوق وطلب ايدك مني، قالي انه شاف فيكي شريكة حياته من اللحظة اللي عينه جت فيها عليكي وان أنغامك سحرته ومن وقتها لا عارف يهدا ولا يرتاح قبل ماتكوني معاه، شريكته ومراته طول العمر.

لأ ده أكيد اتجنن، شافني مرة واحدة وسمع عزفي علي الكمان فوقع في غرامي، مش كدة؟ آل وانا اللي كنت فاكراه انسان عاقل وطبيعي من الكلام اللي كنت بسمعه عنه، تعالي ياخديجة شوفي الراجل اللي كنتِ فاكراه عازف عن الجواز ومحتاج حد يشوفله عروسة، ماهو ان عُرف السبب بطل العجب، البيه طلع أهبل ومحتاج مستشفي أمراض نفسية.
ليه بس ياريم، جواد شافك وأعجب بيكي وعايز يتجوزك، ايه المشكلة؟

انت شايف ياجدي ان مفيش مشكلة! واحد شافني مرة واحدة فجأة شاف فيا مراته وجه يتقدملي من غير مايعرفني ويعرف أطباعي وأفكاري وهل هنتفق أو نختلف ويبقي طبيعي؟ مستحيل طبعاً.

علي فكرة بقي أنا اتجوزت جدتك بنفس الطريقة بالظبط، شفتها عند صاحب محل الموبيليا اللي جبنا من عنده فرش البيت، كانت بنته، من أول لحظة شفتها فيها وأنا حسيت ان هي دي وبس اللي ممكن أعيش معاها، خجلها طيبة قلبها اللي كانت باينة علي ملامحها، كل حاجة خليتني من غير تفكير اتقدمتلها طوالي ولحسن حظي وافقت وعشنا أسعد زوجين، أمك كمان الله يرحمها حبت أبوكي وحبها من اول نظرة وعاشت سعيدة معاه، جواد برضه شافك وحبك طوالي، الظاهر ان احنا عيلة تتحب من أول نظرة، هنعمل ايه بقي في قدرنا؟

انت بتهزر ياجدي؟ انا مستحيل أتقبل الفكرة وحتي ياسيدي لو هو حبني من أول نظرة، أنا بقي مش من البنات اللي ممكن تقبل بوضع زي ده، شريك حياتي لازم أحبه بده وده.
أشارت إلي قلبها وعقلها وهي تردف:
وبعدين بصراحة كدة أنا مش عايزة أتجوز خالص.
وه وه عتترهبني إياك؟
لقد تحدث جدها باللهجة الصعيدية وانتفخت أوداجه، عليها اذاً الحذر في حديثها لتقول بهدوء:.

أكيد لأ، أنا بس محتاجة وقت عشان أفكر في خطوة كبيرة زي دي محتاجة تفكير وعدم تسرع.
تفكير ايه يابتي؟ انتِ اللي في سنك اتجوزوا وخلفوا كماني.
ياجدي افهمني...
قاطعها قائلاً بحزم:.

معاوزش أفهم أيوتها حاجة، هجاريكي في كلامك وأجول انك محتاجة عجلك وجلبك يوافجوا علي شريك حياتك، يُبجي تجابليه اللول، تديله فرصة مش تجفلي الباب في وشه من غير ذنب، جواد الجمال راجل زين وأني عحبه وشايفه عريس لجطة خسارة يضيع من يدك لكني مش هغلط غلطتي زمان وأحاول اغصب عليكي، بس عترجاكي تديله فرصة، جابليه مرة واحدة بس مش يمكن تلاجي أحلامك واللي اتمنتيه فيه.

مستحيل ياجدي فالروح قد وجدت شريكها وباتت مفعمة بحبه حتي أنها لا تستطيع عن ذكراه انفصاماً، ان استطاعت ذات يوم أن تبرأ من العشق ربما تمنح الفرص أما الآن...
جولتي ايه يابتي؟
لا تستطيع الرفض أمام الإلحاح في صوت جدها، ستقابل هذا الجواد لأجل جدها وسترفضه لأجلها هي، وستجعله يقوم بهذه المهمة عوضاً عنها حين ستخبره أنها تحب رجلاً آخر وأنها لن تكون له أبداً، مهما حدث.

كانت تتأمل هذا الكأس أمامها بعيون التمعت عبراتهما، تتعالي فيه قطرات الصودا ثم تهبط كعلو حياتها ثم سقوطها في القاع تماماً، كيف انتهي بها الأمر هنا؟ في هذا الملهي الليلي تجالس زبائنه كمهنة لها؟ بعد أن كانت سيدة قوم صارت ذليلته وكل هذا لإنها وثقت في بعض الخونة الذين طعنوها بسكين الغدر ثم تركوها تنزف علي قارعة الطريق لينقذها بعض السيارة ثم يستعبدونها رداً للجميل، هكذا أنقذها صلاح صديق زوجها الأول ودفع عنها ديونها ثم صارت مدينة له وحده، ليطالبها بعد ذلك برد دينه والعمل عنده في هذا الملهي الليلي، تبيع نفسها لرواد الملهي كل ليلة دون ثمن، فالمال يقبضه دائنها ويتركها دون مال، لا تستطيع الشكوي وإلا أرسلها لغياهب السجن، تُغرق نفسها في الخمر حتي تنسي ماحدث ويحدث لها لتعود إلي الحجرة التي أجرها لها صاحب الملهي، تغط في سبات عميق ماان تضع رأسها علي الوسادة، نزلت عبراتها تباعاً فمدت يدها تمسح دموعها بأناملها المصبوغة، رفعت رأسها قليلاً فلاحظت عيون أحدهم تحدق بها، يظهر ثراء صاحبها من بذلته غالية الثمن وساعته الألماسية واهتمام صلاح الشخصي به، مال الرجل علي أذن الأخير يحدثه فحانت من صلاح نظرة لها، أشاحت بوجهها تتظاهر بعدم الاهتمام، جاءها النادل بعد قليل يطلب منها الانضمام لطاولة هذا الرجل بأمر من صاحب الملهي، سألته سندس عن الرجل فأخبرها أنه تاجر عقارات ثري ومعروف، هزت سندس رأسها تخبره أنها قادمة، تتساءل بداخلها عما أثار اهتمام الرجل بها رغم أنه يستطيع الحصول علي من هي أجمل منها وأصغر سناً، لتدرك أنه علي الأغلب قد تأثر بعبراتها وظن أنها نقية الروح مُجبرة علي العمل هنا، حسناً إن كانت عبراتها وقصة نسجها بخياله هما السبيل إليه فستبدع في نسج خطوط روايتها وستسكب المزيد من الدموع لعلها تستطيع ايقاعه في شباكها بدوره ثم الحصول علي ماله وفي هذه المرة ستكون حريصة وستجعله يدفع الثمن قبل الحصول عليها، كاملاً.

كانت تجلس في مكانها بالحديقة، تنتظر مقابلة هذا العريس المزعوم الذي ظنت خديجة أنها مجنونة لرفضها إياه وحذرتها من التفوه بهذه الترهات علي حد قولها عند الجلوس معه، ولكنها انتوت أن تخبره الحقيقة كاملة وليحدث مايحدث، تتذكر كيف كان شعورها وهي تتهيأ لمقابلته وكم تمنت من كل قلبها لو كان جهاد مكانه الآن، لتدرك أنها مازالت تحب خائنها رغم كل شيء وأنها حتي تتخلص من حبه لن تستطيع أن تكون لأي رجل آخر حتي لو كان جذاباً ورائعاً كما أخبرتها صديقتها، أغمضت عيناها تستحضر صورة حبيبها الخائن تعاتبه بصمت علي مافعل وتطالبه بتوبة، تمنحه أعذاراً لخداعها بينما لم تمنح الباقين من مستغليها، تدرك أنه قلبها الخائن الذي يعشقه من يمنحه عذراً لن يمنحه لسواه، يصرخ قلبها قائلاً..

ربما كان يحتاج المال لعلاج والدته، ربما كان ليصارحك بعد حين، وربما لو اقترب منكِ أكثر لأحبك وصار الخداع حقيقة.

ورغم انها أعذار واهية إلا أن حبها الكبير له وإيمانها بأن قلبها لا يمكن أن يعشق خائن جعلاها تقرر أنها لن ترتبط بأحد حتي تقابله ولو لمرة أخيرة، تسمع مالديه وبيقين في ربها ستدرك إن كان هناك أمل لهما أم من الأفضل أن تنساه وتكمل حياتها دونه، سمعت خطوات تقترب منها ففتحت عيناها ليصدح صوت مرزوق وهو يقول باحترام:
جواد بيه ياست هانم، اتفضل اجعد يابيه.
سمعته يجلس دون كلمة فقالت:.

سيبنا لوحدنا ياعم مرزوق من فضلك.
ابتسم جواد يومئ برأسه لعم مرزوق فابتعد عم مرزوق بينما قالت ريم بهدوء:
أنا آسفة لو بدعوتك لمقابلتي اديتك أمل في إني ممكن أوافق علي ارتباطنا لإن الأمل ده مستحيل، الحقيقة أنا مستحيل أرتبط بيك...
صمتت تنتظر منه كلمة ولكنه ظل صامتاً فقطبت جبينها تردف:.

مش عشان انت مش مناسب ليا لا سمح الله، لأ، أنا اللي مش مناسبة ليك، مع الأسف قلبي مشغول بغيرك، ومش هقدر أرتبط بحد طول ماصورته محفورة جوة قلبي، صحيح مش هقدر ارتبط بيه لانه غلط في حقي غلطة كبيرة لكن طول ماالقلب لسة شايله جواه يبقي هفضل من غير ارتباط، ومعتقدش ترضاها ليا أو لنفسك ارتباط يجمعنا في ظل الحقيقة اللي صارحتك بيها دلوقتي...

صمتت مجدداً تنتظر أي تعقيب منه علي كلماتها ولكن لا كلمة، شعرت بالحنق فأردفت ببرود:.

أنا عارفة انك مستغرب وبتسأل ليه بقولك الكلام ده ومقولتوش لجدي ووفرت علينا القعدة الغريبة دي، بس الحقيقة ان جدي مكنش هيقتنع لو قلتله اني بحب جهاد وانه رغم خداعه ليا لسة بحبه، أكيد هيزعل مني وانا ماصدقت لقيته بعد السنين دي كلها ومش عايزاه يزعل مني، لو انت اللي رفضت الجوازة هتبقي خدمة أشكرك عليها زي ماكان نفسي أشكرك علي دفاعك عني في النادي وطرد اللي اسمه طاهر من هناك..
نهضت تردف قائلة:.

الوقتي مضطرة أستأذن من حضرتك واعذرني لو مستنيتش منك اجابة، أعتقد لو كنت حابب تتكلم كنت قلت أي حاجة بدل الصمت المريب ده، عن اذنك.
استدارت ثم توقفت متجمدة، تشعر بهزة أثارت كل كيانها وصوته يصلها قائلاً:
وحشتيني، وحشتيني قوي ياريم.
استدارت ببطئ تقول بعيون زائغة ونبرات مضطربة تائقة تشع بالحنين:
جهاد!
هز رأسه نفياً وهو يقول:
جواد، جواد ياريم.
قطبت جبينها في حيرة فاقترب منها يقف أمامها قائلاً بحنان:
يا سيدتي..

أنتِ خلاصة كل الشعر..
ووردة كل الحريات.
يكفي أن أتهجى إسمك..
حتى أصبح ملك الشعر..
وفرعون الكلمات..
يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلك..
حتى أدخل في كتب التاريخ..
وتُرفع من أجلي الرايات..
أدمعت عيناها وهو يتلو عليها قصيدة نزار قباني شاعرها المفضل توقن مع كل لحظة تمر عليها أنه هو حبيبها جهاد ولكن لماذا يطلق علي نفسه اسم جواد؟ هل جهاد حبيبها هو ذاته جواد الجمال؟ كيف من الممكن أن يحدث هذا؟

جائتها إجابته تشفي غليلها وتهدئ من روعة قلبها وهو يقول:.

البداية كانت في يوم زهقت فيه من حياتي وجمود أيامها وفراغها رغم كل الفلوس اللي بملكها لكني كنت مليت منها ومبقتش أهتم بأي حاجة، لقيتني بوقف عربيتي في شاطئ بعيد وبنزل أتمشي علي رمله وأفكر ايه ممكن يعيد الشغف لحياتي؟ وقتها سمعت نغمات سحرتني خليتني زي المجنون بدور علي مصدرها ولما لقيتك حسيت اني وقعت تحت سحرك، قربت منك واتمنيت تكوني حقيقة مش حورية بحر رسمها خيالي وجسّدها ولما اتفزعتي واتأكدت من انك انسية زيي فرحت وخصوصاً لما بصيتيلي بعنيكي، وقتها وقعت في الحب لكنك صديتيني ودبلتك وقفت بيني وبينك، سيبتك تمشي مع خيبة أمل كبيرة ويقين انك هتفضلي شاغلة بالي لإني شفت فيكي اللي مشفتوش في حد غيرك، جمال ساكن الملامح والقلب، اختلاف خلاكي مميزة في عيني مش شبه أي بنت عرفتها أو ممكن أعرفها، بعدها شفتك مع خطيبك في الأوبرا لقيتني بغير عليكي قوي منه وبتمني لو قدرت أبعده عنك وأعلن اني الوحيد اللي يستاهلك بس برضه وقف القدر بيني وبينك واختفيتي ولما قابلتك في الكافيه، كنت وقتها في عملية سرية بقوم بيها كل شهر في كافيه من كافيهاتي، بغير شوية من ملامحي واسمي وبدخل الكافيه كعامل عشان أشوف مين صالح ومين فاسد، مين مأخر الشغل ومين بيشتغل بذمة عشان أجازي اللي يستحق وأقدر أخلي كافيهاتي كلها بنفس المستوي، لما شفتك حسيت ان القدر واقف معايا وعشان كدة كل شوية بيجمعني بيكي ولما حسيتك بتعطفي عليا عشان غلبان عرفت ان السر لقلبك هو الدخول ليه من باب الطيبة والإحسان، كملت التمثيلية مش عشان أخدعك لأ عشان بس تديني فرصة أقرب منك، ولما حكيت لوالدتي عنك صممت تقابلك عشان تشوف ايه السر ورا تنازل ابنها عن حريته اللي كان شايف فيها حياة، قابلتك في بيتها القديم بيت عيلتها قبل ماتتجوز بابا الله يرحمه ولما شافتك عرفت السبب وقالتلي بالحرف الواحد انك تستاهلي تشاركيها قلبي، لما طاهر إذاكي بكلامه كنت عايز أقتله بايدي مش أطرده من النادي وبس ولما ماجد شدك من ايدك في النادي كانت دي هي القشة الأخيرة، كنت هلوي دراعه وأخليه يسيبك غصب عنه بطريقتي، مش هكتفي بقرصة ودن زي ماعملت معاه قبلها وكنت بخلي الجرسون في الكافيه عندي يحطله في قهوته ملين كل ما كان ييجي مع واحدة غيرك مع اني كان نفسي أحطله سم..

ماجد وملين، كان هذا شيئاً ليثير ضحكاتها في وقت آخر لكنها الآن تتوق لسماع المزيد.

ازاي طاوعه قلبه يخون واحدة زيك وازاي قدر يعاملك بالشكل ده؟ شيء كان دايما فوق طاقتي و مجنني واللي كان بيخليني غصب عني مجيش جنبه هو خوفي تكوني متعلقة بيه لكن بعد انفصالكم اتأكدت ان قلبك فاضي ومش مشغول بيه، كان نفسي أصارحك بالحقيقة وقتها لكن خفت تفتكريني بخدعك واستغليت انك مش شايفاني ومش ممكن تعرفيني، خفت تفتكري انك كنتي بالنسبة لعبة بتسلي بيها فقلت أأجلها لحد ماأتأكد انك بتحبيني ولإني واثق ان حبي ليكي هيقربك مني استنيت وياريتني مااستنيت، فجأة اختفيتي، قلبت الدنيا عليكي وبرضه ملقتكيش، حسيت ان القدر قاسي قوي عليا وخدك مني بعد مااتعلقت روحي بيكي وأصبحتي بالنسبة لي أنفاس حياة لحد ماجيت هنا هربان من أحزاني فسمعت عزفك، مصدقتش وداني، قلت بحلم، عايش في وهم او سراب لكن لما شفتك اتأكدت اني مش بحلم وانك حقيقة، اجمل حقيقة، وقتها مستنتش لحظة واحدة كلمت ماما وطلبتك من جدك وكان باقي بس أقابلك عشان أعرف، ايه الغلط اللي عمله جهاد خلاكي تسيبيه وتبعدي عنه، عشان جواد ميكررش الغلط ده، لإني مستحيل هسمحلك تسيبيني تاني أو تبعدي عني ياريم..

رق صوته وهو يردف بحنان:
لقيتك بتصارحيني بحبك لجهاد وبترفضي جواد رغم كل فلوسه وده خلا حبك في قلبي يزيد أضعاف وأضعاف، رغم اني مش عارف ازاي زاد وحبك في قلبي مكانه القلب كله، اللي محيرني كلامك عن خداع جهاد وايه قصدك بيه؟
قالت من بين أنفاسها اللاهثة لسماعها اعترافه العاشق لها والذي مس كل ذرة من كيانها فأثار براكين من المشاعر:.

لما ضاقت بيا الدنيا بعد ما وصلت ليا رسالة والدي اللي حكالي فيها عن جدي، جيتلك المكتب وسمعتك بتتكلم مع حد وبيسألك ليه مصر تكدب عليا وبيطالبك بانك تعترفلي بالحقيقة وانت قلت ان لسة شوية عشان تنفذ كل اللي مخططله من البداية، انا دلوقت بس فهمت كلامكم لكن وقتها افتكرت انك...
صمتت تخبره دموعها عن ظنها وقتها، ليقول بحب:.

ده سعيد صاحبي ابن عمي رأفت صاحب بابا وصاحب الشركة اللي اتوسطيلي فيها عشان أشتغل بطيبة قلبك، انا جاريتك عشان تثقي فيا وفي اني حقيقي محتاج عطفك وطبعا كنت ملتزم بشغلي عشان خفت تمري علي المكتب في أي وقت وكان لازم تلاقيني، مابين مكتبي هناك ومكتبي هنا كنت حاسس اني هتجنن لكن كله يهون عشان خاطرك.
قالت من وسط دموعها:
سامحني ياجواد لاني خليتك تمر بكل ده وكمان شكيت فيك وفي مشاعرك ناحيتي.

مد أنامله يمسح دموعها بحنان يردد:
يا سيدتي
لا تضطربي مثل الطائر في زمن الأعياد.
لن يتغير شيءٌ مني.
لن يتوقف نهر الحب عن الجريان.
لن يتوقف نبض القلب عن الخفقان.
لن يتوقف حجل الشعر عن الطيران.
حين يكون الحب كبيراً..
والمحبوبة قمراً..
لن يتحول هذا الحب
لحزمة قشٍ تأكلها النيران...

تسارعت خفقاتها بجنون ترغب في أن تلقي بنفسها بين ذراعيه لتستوطنه إلي الأبد، انتفضت تشعر بقطرات المطر تسقط علي صفحة وجهها لتدرك أنها تمطر، انتظرت بشغف أن تري ملامحه التي اشتاقت إليها فوجدته يقول بصوت أجش عميق النبرات:
عزف الكمان، الشعر، المطر اللي كان بيخليكي تشوفيني، كل حاجة كانت بتفكرني بيكِ وتعذبني بلوعة فراقك ياريم.
تجسدت ملامحه الحبيبة أمامها فشرعت تتأملها بلهفة تقول بحيرة:
انت حلقت شنبك؟

هو كما كان بيفكرني بيكي، كنت كل ماأبص في المراية أشوفك وأسمع صوتك وانتِ بتسأليني بلهفة طفلة عنه، كنت بشتاقلك أكتر وبيعذبني شوقي وأنا مش عارف مكانك ولا قادر أشوفك.
رفعت أناملها بتردد تجول بيدها علي ملامحه بحب فأغمض عيناه يقول بتوق:
يا سيدتي
لا أتذكر إلا صوتك
حين تدق نواقيس الآحاد.
لا أتذكر إلا عطرك
حين أنام على ورق الأعشاب.
لا أتذكر إلا وجهك..
حين يهرهر فوق ثيابي الثلج..
وأسمع طقطقة الأحطاب..

قالت بهمس ينضح حباً:
بحبك، ياجواد بحبك.
فتح عيناه الغائمتان بالمشاعر يسحب أناملها ويقبلهم بنعومة ثم يردف قائلاً:
يا سيدة العالم
لا يشغلني إلا حبك في آتي الأيام
أنت امرأتي الأولى.
أمي الأولى
رحمي الأول
شغفي الأول
شبقي الأول
طوق نجاتي في زمن الطوفان..
يا سيدتي
يا سيدة الشعر الأولى
هاتي يدك اليمنى كي أتخبأ فيها..
هاتي يدك اليسرى..
كي أستوطن فيها..
قولي أي عبارة حبٍ
حتى تبتدئ الأعياد.

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة