قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا كالجمر بين ضلوعه للكاتبة مي علاء الفصل السادس

نوفيلا كالجمر بين ضلوعه للكاتبة مي علاء الفصل السادس

نوفيلا كالجمر بين ضلوعه للكاتبة مي علاء الفصل السادس

عاد يامن من الشركة وهو يشعر بالإرهاق، توقف بعد صعوده اولى درجات السلم حين لمح ضوء ينبعث من الغرفة المُغلقة اسفل السلم ف غير وجهته ليتوقف في النهاية امام الغرفة، قدحت عينيه حين ظهرت لمى في محيط رؤياه، ماذا تفعل هنا؟، كيف دخلتها؟، أنها تحاول استفزازه وفعل ما يُحذرها منه حتى تُثير غضبه، وستناله.
- بتعملي اية هنا؟
جفلت حين سمعت صوته الغليظ خلفها، مسحت دموعها واستدارت لتنظر له بجفاء، اجابته بهدوء.

- بتفرج
تقدم منها بخطوات غاضبة وقال وهو يجز على اسنانه بحسم حاد
- ملكيش الحق انك تدخلي الاوضة دي
- ازاي؟، تقريباً الاوضة دي معمولة ليا!
هدوء ردودها استفزه اكثر، اجابها بخشونة
- مش ليكِ، ل لمى اللي كنت بحبها، مش انتِ خالص
اشاحت بنظراتها عنه لتنظر ل اللوحة التي خلفها وتُعلق بسخرية
- طلعت بتحبني اوي لدرجة انك ترسمني في كل اللوحات دي.

اصبح حبه لها يُشعره بالإهانة والخُذي، امسك بإحدى اللوحات وألقاها ارضاً بعنف لتنقسم نصفين، صرخ بها
- اخرجي برة
رفعت حاجبيها بذهول من تصرفه ثم ضحكت لتستفزه، قالت بمكر
- اهدى بس، أعصابك
اخذت تعبث بخصلات شعرها البُنية وهي تُعبِر عن إعجابها
- بس بجد شابو بتعرف ترسم حلو
ثم اضافت بحيرة وهي تتقدم منه طارحة سؤالها
- بس سؤال عامل الاوضة دي لية؟، اكيد عشاني بس اية كان هدفك!

ضحكت مرة اخرى لكن بسخرية لاذعة على قلبه، أبدت نفورها وهي تقول
- انك تبسطني، بدة!
توقفت امامه مُباشرةً وهي تُضيف آخراً بنبرة باردة
- لو كانت اي واحدة تانية كانت هتتبسط اوي وتقول ياه انت بتحبني اوي كدة!، بس للاسف انا مش زي البنات التافهة اللي تتبسط بالحاجات السطحية دي
تصاعدت الدماء لرأسها واحمر وجهه اثر غضبه الذي كان يتصاعد مع كل كلمة تخرج من فاهها، مد يده وأسقط لوحة أُخرى وهو يبتسم بحدة، اخبرها بخشونة.

- الحاجات البسيطة دي خدت مني تلت شهور عشان اعملها
تخطاها وأسقط لوحة أُخرى مع ارتفاع نبرة صوته الغاضبة
- كل يوم تندميني على اليوم اللي قابلتك فيه وحبيتك.

أخذ يُسقط جميع اللوحات بغضب وعنف، كان يُخرِج كلمات لم تستطع ان تفهمها، حين انتهى نظر لها، كم يُريد ان يُحط قلبها كما فعل مع هذه اللوحات، اتجه ناحيتها وكان ينوي ان يتخطاها حتى يتجنب رغبته في قتلها، يستطيع ان يُقسم انه لن يندم إذا فعل ذلك، لكن قبل مغادرته أراد ان يُعلمها ويوصل لها نيته، قبض على خصرها بعنف صرخت على اثره، همس بأنفاسه الغاضبة بجانب اذنها مُتوعداً.

- ورحمة أبويا لردلك الوجع وجعين واندمك بس هستني الوقت المناسب، الوقت اللي اقدر اكسر فيه قلبك
تركها بغير رفق وغادر الفيلا بأكملها، فالغضب الذي بداخله يكفي إحراقه وإحراق من حوله، لم يكن شعور الغضب يتملكه فقط، كان هناك الكثير من المشاعر التي ساعدت على تصاعد غضبه.

في المركز التُجاري
تركت حلا والدتها بإعجوبة مُتعللة برغبتها في دخول إحدى محلات الملابس، وافقت شادية ونبهتها بألا تتأخر، اخذت تتجول بملل بين المحلات فهي لا تهوى التسوق ابداً، توقفت للحظة حين لمحت وائل و ملك على بُعد أمتار منها فأسرعت لتختبئ، فآخر شيء تُريده هو مقابلته، دخلت إحدى المحلات وكان رجالي، خجلت وخرجت سريعاً واتجهت للمرحاض.
اخرجت هاتفها من حقيبتها ل تُجيب على والدتها بضجر.

- جاية يا ماما جاية
- طب يلا متتأخريش اكتر من كدة
اغلقت معها وفتحت الصنبور لتغسل وجهها، جفلت حين وجدت ملك تقف خلفها وتنظر لها ببغض كالعادة
- في اية؟، ولا كأنك شوفتي عفريت!
تلعثمت حلا في البداية وقالت بعفوية
- مش قصدي والله، عاملة اية؟
تقدمت ملك للداخل لتقف بجوار حلا وتُجيب
- هبقى كويسة لو بطلتي محاولاتك في انك تسرقي حبيبي
صُدِمت من قولها
- نعم!، ان، ا.

ادارت ملك حدقتيها في مقلتيها بضجر وهي تُخبرها بنبرة مُستهزأة
- وائل وراني الرسالة السخيفة بتاعتك، متبعتيش رسايل زي دي تاني عشان حبيبي عمره ما يبصلك
اقتربت منها وأشارت بأصبعها على قلب حلا وهي تقول بخفوت صارم
- حبيه جواكي وبس، دة المسموح ليكِ.

لُجِم لسانها واحمر وجهها خجلاً وغضباً من وقاحتها، وأكثر ما اغضبها هو إخبار وائل ل حبيبته عن أمر الرسالة، كيف يفعل هذا بها؟، استدارت سريعاً وغادرت قبل ان تسيل دموعها التي ملأت مقلتيها دون عناء، لا تُريد ان تُصبح مُثير للشفقة اكثر من هذا.

اصطدمت بأحدهم وهي تهرب بخطواتها السريعة وسقطت حقيبتها لتتناثر أشياءها حولها، ظلت واقفة تستمع لأعتذاره وهو يجثوا ل يُلملم أغراضها، كان وائل، رؤيتها له أشعل نيران بداخلها، مسحت عينيها من الدموع وجثت لتدفعه هاتفة
- ابعد
كاد ان يسقط لكنه تمالك نفسه، نظر لها بذهول من تصرفها ومنها، نادى اسمها بخفوت
- حلا!

ظل مُحدقاً بها بقلق من مظهرها، نهض اثر نهوضها، توقع انها ستتوقف وتتحدث معه لكنها تخطته!، اسرع ليلحق بها ويوقفها بإمساكه ل ذراعها
- استني، مالك؟، حصل حاجة؟
لم يكن سؤاله لصالحه ابداً، فقد انفجرت به لتصب غضبها عليه وهو يستحق ذلك
- انت حقير، مش قولت انك هتنسى الرسالة وكأنك مقرأتهاش؟، ازاي تروح تقول لحبيبتك عنها؟، مبسوط لان واحدة اعترفت بحبها ليك وانت مش مهتم، فخور اوي!
عقد حاجبيها مُستنكراً قولها وبشدة.

- اية اللي انتِ بتقوليه دة؟، مين قال اني قولت لملك؟.
قاطعته وهي تُخلِص ذراعها منه بسهولة
- هي قالتلي
قال بصدق وحزم وهو ينظر مُباشرةً لحدقتيها
- مش صحيح، وثواني انتِ بنت عمي قبل اي حاجة، ازاي هقول حاجة زي دي لأي حد؟
علقت بنبرتها الحادة
- هي مش اي حد، هي حبيبتك
رد عليها على الفور ودون تفكير
- وانتِ بنت عمي
أتت ملك من خلفها لتقف بجانبه وتتأبط ذراعه بتملك وهي تقول بدلع له وكأن الأُخرى لا تقف معهم.

- يلا يا حبيبي عشان جوعت اوي
استدارت حلا بخشونة وغادرت، سمحت حينها لدموعها بالإنهمار وهي تضع كفها على قلبها الذي يؤملها، تباً لحبها الذي يُشعرها بهذه المشاعر المريرة.

استدار وائل ليواجه ملك ويسألها
- انتِ عرفتي بموضوع الرسالة منين؟
اجابته ببساطة
- وانت بتقرأها انا كنت جمبك وشوفتها
اقترب منها وهو يرفع إصبعه السُبابة بتحذير
- متدخليش تاني في حاجة متخصكيش
اعترضت بحزم وهي تنظر له بغضب
- ازاي متخصنيش؟، انت حبيبي
صمت للحظة وهو يلويها ظهره، مسد رقبته بنفاذ صبر، اتى بعدها بقوله الحاسم
- متتصليش بيا تاني
تغيرت ملامح وجهها وظهر القلق في حدقتيها وهي تسأله بريبة
- يعني اية؟

اخبرها ببرود وقسوة، فقد اتخذ قراره
- انا زهقت ومش عايز اكمل
ثم غادر وتركها واقفة مصدومة من قراره المُفاجئ.

في فيلا الأنصاري.

ظلت لمى قابعة في مكانها لفترة، تنظر ل اللوحات التي فُسِدت وبداخلها ضيق لا تستطيع وصفه، دائماً ما حاولت ان تتحكم بحياتها بطريقة تقتل فيها اي شيء جميل قد يولد بداخلها شعور السعادة والحنين ناحيته، تعترف في اعماق قلبها انها تأثرت عند رؤيتها لهذه الغرفة وكم ارادت ان تُثني عليه وتُظهر له امتنانها لحبه الصادق لها، لكن هاجس خوفها والجدران التي بنتها لا تستطيع ان تهدمها لمشاعر لا تثق بها.

لا تُريد ان تضعف امام ما يُسمى الحب، القوة تليق بها، المال هو من سيجعلها شامخة، فلا احد يستطيع ان يكسرها إذ كانت غير مُبالية وقوية بمالها، هذا ما تصدق به.
تنهدت وهي تغادر الغرفة، وضعت الغُبار بكثافة هذه المرة على قلبها حتى لا يلين وتكسر قواعدها، لقد تقمصت هذه الشخصية الجديدة بإتقان شديد حتى نست من كانت سابقاً، فلن تسمح له او للماضي ان يُذكرها بذاتها.

مر يومان ولم يعود يامن للمنزل ولم يتصل حتى مما سبب القلق للجميع حتى هي.
مساء اليوم الثالث..
- ها رد يامن او عرفتوا اي جديد؟
طرحت حلا سؤالها على شادية التي لم تنظر لها حتى، تنهدت حلا وهي تجلس على يد الكُرسي وتُعانق والدتها وهي تُمازحها
- قلبك اسود يا مدام شادية، يعني مش تخاصميني عشان روحت يومها ومقابلتش صحابك وبناتهم
نظرت لها شادية بطرف عينيها وهي تسألها بحدة
- يعني انتِ شايفة انك معملتيش حاجة غلط؟

أتت لمى وقاطعت حديثهما لتسألهم عن يامن، اجابتها شادية
- لا مش بيرد، ومراحش الشركة من يومها
ثم رمقتها بشك وهي تُحقق معها
- هو انتم اتخاقنتم او حاجة يومها؟
- سألتيني السؤال دة اكتر من مليون مرة
اجابتها لمى بضجر، فأنفعلت شادية لتهتف بصوت مُرتفع
- ايوة وهفضل اسألك لغاية ما تجاوبيني
اشاحت لمى بوجهها وهي تقول بهدوء
- الخناق شيء طبيعي بين اي اتنين متجوزين.

عضت شادية شفتها السُفلية بحنق وغيظ من هذه ال لمى، اخذت تُحدث نفسها بصوت وصل للأُخرى بوضوح
- انا حذرته وقولتله ان سعادتك مش مع دي بس هو أصر، واهو بيشرب المُر من اولها
رفعت لمى إحدى حاجبيها بإعتراض
- والله!، ولية ان شاء الله بيشرب المُر معايا
اسرعت حلا لتلطيف الجو بمُزاحها، فلن ينتهي هذا النقاش على خير
- والله وشكل يامن بيدلع علينا.

تعالى رنين هاتفها فأخرجته من جيبها، تسارعت دقات قلبها وهي تنظر لأسم المتصل، سألتها شادية
- مين؟
- دة وائل
- طب ردي بسرعة ممكن يكون عرف حاجة عن يامن
ابتلعت ريقها اثناء قبولها لإتصاله، وضعت الهاتف على اذنها، لم تقُل شيء سوا حاضر قبل ان تُنهي المُكالمة، نظرت لهما وأخبرتهم بهدوء أتقنته
- يامن مع وائل متقلقوش
تنفست شادية الصُعداء وهي تحمد الله انها اطمأنت عليه، ثم احتدت ملامحها وهي تقول بغضب.

- وهو فين البيه مش المفروض كان يطمنا من يومها؟
كذبت حلا مُدافعة عن اخيها
- كان مخنوق ومش قادر يتكلم مع حد، نراعيه يا ماما
اعادت شادية ظهرها للخلف لتستند على الكُرسي، بينما نظرت حلا ل لمى وأشارت لها بأن تأتي خلفها ففعلت الاخيرة.
أخبرتها حلا بخفوت وهما يصعدان درجات السلم
- وائل قالي ان يامن مش مظبوط وطلب مني اني اروحله وانتِ معايا
- لية؟، ماله يامن؟
- موضحش، بس نبه عليا اني مبينش ل ماما.

هزت لمى رأسها وقالت بتعجل
- ماشي ماشي، هطلع اغير لبسي بسرعة ونروح
- وانا هروح لماما واتحجج بأي حاجة عشان نخرج
وبالفعل، أقنعت حلا والدتها بعد عناء انها ستذهب لتقابل صديقتها فهي تمر بفترة صعبة ويجب عليها ان تُساندها، وغادرا مُتجهين للعنوان الذي ارسله وائل لهم، سألت حلا بإستغراب
- اية المكان دة؟، تعرفيه؟
- دة بار
اجابتها لمى بحنق، ما الذي جعله يذهب لمكان كهذا؟، هتفت حلا بصدمة
- نعم!

وصلا للمكان المقصود، اغلقت حلا انفها بأصابعها بإشمئزاز فور دخولها لهذا المكان، تقدم منهم وائل فور رؤيته لهما واعتذر منهم بشدة لإحضارهم لمكان كهذا
- انا اسف جدا اني خليتكم تيجوا مكان زي دة بس يامن مش راضي يتحرك من مكانه ويمشي معايا، فأنتِ اكيد هتعرفي تقنعيه
وجه جملته الاخيرة ل لمى التي سألته وهي تجول بنظراتها حولها باحثة عنه بإكتراث
- هو فين طيب؟
- هناك.

اشار لمكانه واخذهما له، رفعت حلا رأس يامن من فوق الرخام وهي تسأله بقلق
- يامن انت كويس؟، يامن؟
نظرت لمى له بعدم رضا ثم سألت وائل
- هو اية الخلاه يجي لمكان زي دة؟، ومن امتى هو بيشرب؟
- يامن مش بتاع الكلام دة ابدا وبيخاف ربنا، اكيد حد أقنعه، بس برضه هو عمره ما يقتنع بحاجة زي دي
جذب انتباهها آدم الذي يقف بعيداً ويُشير لها مُرحباً بها فعلمت انه هو وراء حالة يامن، قالت بتعجل قبل ان تتخطى وائل
- ثواني وجاية.

مرت من امام آدم مُشيرة له بالخفاء بأن يأتي خلفها، ففعل، استدارت بغتة ولكمته في صدره بغل وهي تصرخ به
- انت الشربته الزفت دة صح؟
اجابها ببساطة وهو يبتسم ببرود
- ومين غيري!
رفعت إصبعها السبابة امام وجهه مُحذرة اياه بحسم
- إياك ثم اياك تقرب منه تاني او مني، مش فاهمة سبب حركاتك دي بس متحاولش تخرب حياتي
قهقه واقترب منها لتشعر بأنفاسه التي اثارت اشمئزازها، تهكم بطريقة لاذعة
- اخرب حياتك؟، انتِ مين اصلا؟

احمر وجهها غضباً اثر كلماته الخبيثة المُستهزأة، ظهرت عروقها وهي تتوعد له
- هتعرف انا مين قريب، صدقني هرجع حقي اللي ضاع من تلت سنين، هخليك تدفع تمن العلمته فيا، اصبر عليا بس
تخطته مُصطدمة بكتفه عن قصد، ولم يصل لها قوله المُستمتع
- وعرفت التمثيلية اللي انتِ عاملها عليه.

تقدمت من يامن وعانقت وجهه بكفيها، اشاحت بوجهها للحظات بإشمئزاز من رائحة ما شربه، عادت لتنظر لحدقتيه التي تطلع لها بها، ابتسم كالأبله وهو يهمس بأسمها
- لمى
تلمست خصلات شعره بحنان بجانب صوتها الدافئ
- يلا عشان نرجع البيت
اتسعت إبتسامته وهو يومأ برأسه موافقاً بحماس، احاطت ذراعه حول كتفيها وساعدها وائل من الناحية الأُخرى وسبقتهم حلا لتوقف سيارة أُجرة ويتجهوا ل شقة وائل.

اخذت حلا المفتاح من وائل وفتحت باب شقته ودلفوا، توقفت لمى لتنظر ل حلا التي قالت
- انا هروح وانتِ خليكِ هنا معاه، عشان ماما لو شافت حالته دي مش عارفة هيبقى رد فعلها اية
اومأت لمى برأسها بينما قال وائل
- كنت هقول كدة، وتعالي اوصلك
رفضت في البداية لكنه اصر فغادرت معه وأوصت لمى قبل ذهابها
- تبقي تطمنيني
- حاضر
قالتها بأنفاسها المُتقطعة وهي تُلقي بجسد يامن على الفراش وتشعر بألم في ظهرها، فكم هو ثقيل.

مالت لتخلع نعليه وتضعهم جانباً، اخذت تحدثه بسخط وهي تفك ربطة عنقه
- عاجباك حالتك دي؟، عايز تتعبني انا عارفة
فتح عينيه بثقل وابتسم لها وهو يتمتم بكلمات لم تستطع ان تفهمها، لم تكترث كثيراً وأبتعدت عنه، وجدته يُمسك يدها ويجذبها له بضعف، مالت لفمه لتسمع ما يقوله
- عايز ارجع.

ضحكت ببساطة على قوله ثم نهضت وجذبته لها بكل قوتها واسندته لتذهب به للمرحاض، اخذت تُربت على ظهره وهو مُنحني مُحاولاً التخلص من الشيء العالق في منتصف حلقه، شيء يخنقه، اعتدل وهو يلتقط انفاسه اثناء ترنحه مُتجهاً للخارج
- رايح فين؟، تعال هنا
اوقفته وسحبته عنوة لتوقفه اسفل الدُش وقامت بفتح الماء عليه، فزع وارتجف جسده فالمياة باردة كالثلج، زمجر وهو يُنادي اسمها، عللت فعلتها
- عشان تفوق شوية.

هز رأسه وهو يُغلق جفونه بتعب فأسرعت اليه لتضم جسده بذراعيها، كم هو غبي كيف يسترخي وهو في حوض الاستحمام انه ليس الفراش، تحملت برودة الماء، رفعت رأسه عن كتفها وعانقته بكلتا كفيها وهي تحاول ان تجذب انتباهه ويفتح عينيه
- فوق دة مش السرير يا غبي.

ضحك بقوة اثناء تسلل ذراعيه لخصرها ومُعانقته ليُقربها منه، كانت نظرته لها نظرة ساحرة، لمعان حدقتيه جعلت قلبها ينبض، هل يُصر ان يضعها في موقف لا تُريد ان تقع فيه، غازلها وهو ينظر لشفتيها
- انتِ حلوة لية!

رمشت بجفونها عدة مرات ببلاهة سقطت فيها في لحظة ضعف، هيئته ولمعان حدقتيه تسرق قلبها بطريقة عنيفة لا تقبلها، تسرقها للمرة الكم؟ لا تذكر، فقد تغلبت عليها في كل مرة، لكن هذه المرة؟، ارتجف جسدها حين مال برأسه لتشعر بأنفاسه الحارة على عنقها، تباً له انه يُجبرها على الوقوع في حبه رغم محاولاتها بألا تفعل.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة