قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا قدر بالإجبار للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الأول

نوفيلا قدر بالإجبار للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الأول

نوفيلا قدر بالإجبار للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الأول

ثياب ممزقة علي جسدها توضح ما خلفها من أثار الضرب القاسي الذي تلقته من هذا اللعين الذي ركض خلف شهواته الدانيئة بقتل برائتها!، هتك عرضها كان بالنسبة له تلذذ لقضاء ليلته كالعادة رغباته الدنيئة بقضاء ليلة مع فتاة عذراء من أهل الصعيد أو العزب لضمان أغالق أفواههم خوفا من.

العار، أصبح هذا اللعين علي علم كافي بتقاليد عادات الصعيد وتقاليد أهالي القري، يراهم سلع رخيصة الثمن لقضاء متاعه الدنيئة، غير عابئ بما تحمله خلفها من حياة أسرة كاملة معلقة برقبتها!، سلطة عائلته جعلته يتمادي بالفتك بهن كأنهم عبيد..

تحت رحمة جلاد لا يعرف سوى إختيار تعيسة الحظ الذي سيسلب منها حياتها!، عشرات بل تكاد تصل لعشرون فتاة قضي علي حياتهم لقضاء ليلة مريضة محفلة بالتعذيب ليذبح حياتها بمنتهي البرود!، فتحت عيناها بصعوبة والدموع عالقة بجفنها الثقيل، دوار رأسها الثقيل، رفعت يدها بمحاولت عسيرة إستعادت جزء من وعيها فرفعت يدها علي رأسها.

تحجب ألمها الشديد، إنتفضت بجلستها بفزع حينما تذكرت ما حدث لها فأخذت تنظر بهلع لجسدها لينساب الدمع دون توقف وهي ترى ذاتها ممزقة الثياب وبحالة أعلمتها جيدا بأنها
خسرت أغلي ما بحياة الأنثى!، لملمت نادية
ملابسها، الممزقة لتخفي جزءا من جسدها ومعه تلملم شتات أنفاسها؛شهقات أنينها كان يحتد كلما تذكرت مالامح وجه هذا البغيض الذي حطم حياتها فظلت تدافع بأستماتة عن عرضها حتي فقدت.

وعيها، نهضت نادية من علي هذة اأرض العامرة
بالمحاصيل الزراعية علي عكس حالها البائس، أنفضت ثيابها ببكاء حارق لتجذب حجابها الملقي أرضا فوضعته علي كتفيها.

لتخفي أثار تمزق ثيابها، ثقل قدماها كان أصعب من تفكيرها بمصيرها القاسي مع عائلتها، عبرت الحقول سريعا خشية من أن يرأها أحدا لتسرع بخطاها للمنزل والخوف يكاد ينهش قلبها قبل أن يتمكن من بقاياها، رأها بعضا من الجيران بحالتها المزرية ولكنها جاهدت بعدم المبالة بنظراتهم المتفحصة.

لمالبسها الممزقة بشكوك والبعض الأخر بنظرات إستحقار لعودتها لمنزلها بمثل هذا الوقت المتأخر من الليل فبلأرياف، تعد جريمة بشعة للغايةولجت نادية لداخل منزلها لتغلق بابه سريعا كأن وحشا
ضخما يركض خلفها، إستندت برأسها علي الباب لتبكي بشهقات متتالية كأنها باتت بأمان لفعل ما يحلو لها، الا تعلم!بأن أن من بالداخل أسوء ممن كانت تواجههم. كنت فين لحد دلوقتي يابت.

تفوهت به والدتها بنظرات شرسة تكاد تبتلعها، إستدارت نادية ببطء شديد لترفع يدها في محاوالت فاشلة لتحجب جسدها الشبه متعري، شهقت الأم بفزع وهي ترى حالة إبنتها المذرية لتسقط أرضا مرددة بصدمة يا حزنك يا أمال، ولطمت وجهها بيديها معا يا نصيبتك السودة يا أمال، يا فضحتك وشمات الناس فيك وفي بنتك.

خرج أبناءها علي صوت صراخها ليسرع إليها إبنها الأصغر، هشام بلهفة في أيه يا امه زداد نحيبها لتكمل بكلماتها الباكية هودي وشي فين من، الناس.

هنا خرحت عن كبتها بصرخات باكية جعلت من حولها ينتبه لها، إقترب منها أخيها األكبر بنظرات متفحصة إشتدت بحدتها لروؤيته بوضوح ما أصابها فما كان منه الا أن هوى على وجهها بالصفعات المتتالية كأنها من ترجت المغتصب القاتل!لبتر براءتها ليصرخ بها بغضب لا مثيل له مين اللي عمل فيك كدا يا بنت، ال رفعت يدها لتحجب ضربته القاسية عن وجهها قائلة بدموع، وهي تسارع لحماية وجهها من لكماته القاتلة معرفوش ولله.

، أنا كنت راجعة من الدرس وأ!بترت كلماتها حينما عاد لضربها بقوة أكبر مرددا بشمئزازوأنا مش قولتلك الف مرة مفيش دروس متأخر فرحانه، بنفسك وماشية تتمختري علي الطريق إزدادت ضربته ومعه حدة كلماته، فهي تعلم جيدا بما سيلحق بها!، فما أن مس المرأة سوءا ألقوا الحجج على تصرفاتها الطبيعية التي تحق لها.!أأصبح طلبها للعلم بمثابة تصريح لمن يحق له إدانتها؟!هل أصبحت هي الجانية؟ غالبا ما يكون فكر الأهل كحال الكثيرون كتركهم للجاني..!وترهيب الفتاة!، إبنة العائلة التي ربت وترعرعت بينهما.

واجهت ظلما بشع بأتهامات أخيها وعدم شفقة والدتها عليهاوبما تعانيه من ألم جسدي ونفسي كل ما يهمها المظهر!األجتماعي أمام أناس لا تشبع عيونهم دمعات األخرين رأت الظالم يحجب الضوء عن عيناها لتسقط فاقدة للوعى من كثرة ما تعرضت له من ضربا مبرح وإعتداء وحشي، غاصت بآآلم تختبرها لأول مرة بين أفراد عائلتها!، فحينماتعرضت لما رأته عادت مسرعة للمنزل...!لمنزلها ظنا بأنه حماها ومن بداخله سند لها الا تعلم بأنه يتوجب عليها الهرب من أناس داخل.!وخارج منزلها.

إستعادت نادية واعيها بعد فترة لتبدأ بتحريك جفن عيناهاالثقيل بصعوبة، اغلقتها سريعا حينما لفح الضوء عيناها، فعادت لتفتحهما ببطء حتي تعتاد علي الإضاءة المحاطة لهاوجدت والدتها تجلس على الأيكة المتهالكة التي تستحوذ ركنا كاملا من الغرفة الصغيرة التي تفترشها قطعة صغيرة، من الحصير، حاولت التحرك لتسرع لوالدته تبكي، تلوم، تعاتب، تقص لها عن مأساتها لعلها تشعر بنيران قلبها.

هرعت إليها فأنكبت علي وجهها أرضا كان هناك من يشل حركاتها بقوة!، إستدارت بعيناها المتورمة من البكاء لتجد قدماها مقيدة بأغالال حديدية، تخجب حركاتها بربطها بطرف.!التخت المعدني.!أجرمت فعليهما معاقبتها رفعت عيناها لوالدتها بصدمة؛ فخرج صوتها المتحشرج بصعوبة أنا معملتش حاجة يامه أنا كنت خارجه من الدرس، في حالي وهللا هو اللي شدني الغيط أنا مالي يامه قالت كلماتها الأخيرة ببكاء حارق لتسترسل حديثها دون يأس.

من صمت والدتها الملحوظ فكيني يامه أنا معملتش حاجة، وهللا، أنا جريت علي هنا وأ، ياريته كان قتلك وال أننا نتفضح أدام الناس كدا.

كلمات قطعت بها والدتها حديثها، كلمات تمنت الموت علي، سمعاهم، كلمات زادت بهما ثقل حملها ولج أخيها الصغير للداخل ليجلس جوار والدته بنظرات يرمقها بها بحدة كأنه جلبها من منزل احدهما لتو ليقول بلوم عشان تمسكيها التلفون أوي وأنا حذرتك قبل كده بالش الزفت دا إلا، لما تتزفت وتتجوز معبرتنيش
ندبت بمعصمها علي رأسها ببكاء أدتهولها عشان لما تغيب، بالدروس أطمن عليها مكنتش أعرف أن كل دا هيحصل.

صرخت نادية ببكاء أنا معملتش حاااااجة ليه بتكلموني، علي أني أنا اال أ
قطعت باقي كلماتها بصراخ رهيب حينما ركلها بقدميه ببطنها
مرددا بغضب ليكي عين تتكلمي يا بنت ال، ، أنت هتتلقحي، هنا لحد ما نشوفلك صرفة مفيش خروج.

تأوهت من الألم فألزمت الصمت حتي لا تنال عقوبة مزدوجةمن ضربه الشنيع، تكورت علي ذاتها بمنتصف الغرفة التي حرصت والدتها علي إطفاء ضوءها وإغلاقها حتي لا يرى إبنتها أحدا!، بقي الليل وسكونه وظلام الغرفة الكحيل رفيق دربها المحفور بالأشواك، صعبت الرؤيا مع كثرة بكائها.!لتنغمس بنوما مؤلم ما بين اليقظة والالوعي.

، بمكان أخر بعيد عن الأرياف، وبأحد الملاهي الليلة الخاصة كان يرتشف كأسه بتلذذ عجيب يرسم علي ملامحه، يشعر بالسعادة لإرضاء شهواته المريضة
، إقترب منه أحد أصدقائه أخبارك يا نمس
، إستدار راجح برأسه بنظرات تعالي زي ما أنت شايف
جذب حازم المقعد المجاور له قائالا ب
تأفف ما خالص يا عم، مش قولتلك أنا غلطان ومعتش هتدخل في تصرفاتك.

رمقه بطرف عيناه بنظرة غاضبة ليسترسل حازم حديثه بصوت منخفض حتي ال يستمع له من حوله أنا لما قولتلك كدا كنت خايف عليك، حادثة الإغتصاب إتكررت كتير بالعزبة يعني، لو مسكوك المرادي محدش هيعرف ينجدك
إبتسم بسخرية ال من الناحية دي إطمن محدش يقدر يعملي، حاجة
زفر حازم بضيق يابني إفهم، جدك مش هيقدر يعملك حاجة، لو أهل العزبة مسكوك
، رفع كاس الخمر لفمه بنظرات تسلية قولتلك متقلقش عليا.

، وضع حازم عيناه أرضا بأستسالم انت حر بتصرفاتك
وضع الكأس بقوة حتي أنه إحتك بالطاولة بصو ت
..!مزعج تصرفاتي!، الوقتي مبقتش تعجبك تصرفاتي؟

نهض عن مقعده ليقترب منه بخوف ملحوظ فقال بأرتباك أنا، مقصدش أنا أ
، قاطعه بحدة تقصد وال متقصدش متفرقش بالنسبالي كتير
ورمقه بنظرات غاضبة ليتوجه مسرعا لسيارته فلحق الأخر، به ليسرع بالصعود لجواره
تحرك بسيارته ليقطع حازم الصمت مجددا قائلا بهدوء لجئ إليه حتى لا خسر من يعيل ما يرتشفه من محرمات لعينة !يا عم والله نا خايف عليك عشان كدا إتكلمت.

أجابه ببسمة تعلوها السخرية تخاف عليا من دول!، دول، أخرهم تربية المواشي شغل الغيط اكتر من كدا متحلمش
حك حازم أنفه كمحاولة لإخفاء ملامح الغضب التي تشكلت علي مالمحه !بس الفالحين دول أهم حاجة عندهم الشرف.

أخرج راجح من جيب سترته السوداء سيجارا منتفخ علي غير عادته ليلفه جيدا بطرف لسانه ثم مرره لصديقه الذي تناوله منه بفرحة عجيبة ليسرع بأشعالها، إبتسم الأخر بتهكم..!كأنه يعلم كيف السبيل لجعله صامتا جذب سيجارا أخر من جيب سترته ليشعلها قائال بلهجته الساخرة والفضيحة عندهم أهم عشان كدا محدش فتح بقه إلا، عدد بسيط ودول أنت شوفت جدي ساكتهم إزاي. أشار له بأنصياع لينغمس بسيجاره الذي يحوى أنواعا متعددة.

من المخدرات، حياتهم أصبحت عبارة عن مزيج من المحرمات..!بشتى أنواعها حتي وإن كان هتك األعراض أحداهما.

مرت الأيام ومازالت الجراح بقلبها لم تلتئم، حالها كحال أمس وغد، مكبلة بأغلال تعيق حركاتها بغرفتها المظلمة، تعاملهاعائلتها كأنها أجنت أو إرتكبت ذنبا فاضح، تركوا الجاني..!وإختاروا معاقبة المجني عليها.
أيام خلف الأخرى ودمعاتها لاتتوقف!، ذكري ما حدث لا يترك مخيلتها، وجهه البشع يلاحقها كأنه يتعهد ان يذكرها بما مرت، به علي يديه اللعينه.

، توسطت الشمس كبد السماء لتعلن عن صباح يوما مؤلما لها ضمت نادية ساقها إليها لتالمس تورم قدميها علي أثر الرابطة الغليظة التي تقيدهما، شعرت بلأسى لما يحدث معها منذ أيام متالحقة ظنت بأنها ربما تحن والدتها إليها ولكن إزداد الأمر سوءا فكل ما يعنيها ان تخبئها بداخل تلك الغرفة.

..!أطول مدة تستطيع حتى يدفن سر ما حدث مثلما إعتقدت إنفتح الباب لتظهر من خلفه والدتها، إقتربت منها لتضع ما، تحمله أرضا قائلة بثبات مريب كلي
أشاحت نادية عيناها عن الطعام لتتطلع لوالدتها بدموع كمحاولة لنيل شفقتها لتخرج عن صمتها بكلماتها كدا يامه، تسيبوهم يعملوا فيا كدا
كادت بالخروج من الغرفة ولكنها توقفت حيال سمعها لصوتها.

لتستدير بجسدها كليا قائلة بسخط بيعملوا أيه؟!، بيداروا علي فضيحتنا السودة وسط الخلق
رفعت صوتها بعض الشيء فضيحة!، انا عملت أيه يا ماما، أنا ماليش أي ذنب
صرخت ببكاء وكأنها لم تستمع ألبنتها مين اللي هيرضي، يستر عليك، وأخواتك البنات مين اللي هيرضي يتجوزهم بكت نادية بقلب ممزق للغاية فلم تدع لها الفرصة لسماعها..!فكيف ستشعر بها.

كفت عن الحديث لتردد بهمسا مسموع ياسر كلامه صح أنا لازم أوافق علي جوازك من جوز خالتك وأهو هيستر عليك، وعلينا من الفضايح
هوت كلماتها كالصاعقة علي مسماعها فاشارت لها بيدها انامستحيل اتجوزه دا أد ابوي.

لم تعيرها إنتباها واكملت طريقها للخارج فتمسكت نادية بجلباها الطويل قائلة برجاء والدموع تتساقط من عيناها كالشالالت أبوس رجلك متعمليش فيا كدا أبعدتها عنها لتكمل طريقها للخارج صافقة الباب خلفها دون أي إهتمام بها، إحتضنت ذاتها بمحاوالت عسيرة لتطيب جراحها..!المتتالية كأنها من تعمدت ما حدث لها جذبت حجابها المطوي لجوارها لتلفه حول رأسها ثم جذبت، سجادة الصالة لتشرع بأداء صلاة أتمتها لحاجتها لعون الله، لشعورها بأنها لم تعد تمتلك سواه هوأطالت بسجودها والدموع ترافقها كأنها تؤنس وحدتها، لم تعد بحاجة لضوء يحجب ظلامها فشعورها بأن حياتها علي المشارف يحاوطها منذ الوهلة التي إستباح هذا اللعين جسدها...!الهزيل.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة